TG Telegram Group Link
Channel: écrire en rose
Back to Bottom
لا احد يفكر في الزهور
لا احد يفكر في الاسماك
لا احد يريد
ان يصدق ان حديقة البيت تلفظ انفاسها الاخيرة
ان قلب الحديقة ينزف في صمت
ذكريات خضراء
وأن احساس الحديقة
شيء تعفن في عزلة.

ساحة بيتنا وحيدة
مساحة بيتنا
تثاءبت في انتظار سحابة مطر
وحوض بيتنا فارغ
نجوم صغيرة بريئة
تهوي على الثرى من ذوائب الاشجار
ومن نوافذ بيوت الاسماك الباهتة
يسري صوت سعال
ساحة بيتنا وحيدة .

يقول والدي
تجاوزني الزمن
تجاوزني الزمن
وضعت اثقالي
واديت فروضي
وفي غرفته من الصباح الى المساء
يقرأ الشاهنامة
أو "ناسخ التواريخ"
يقول والدي :
"اللعنة على كل الزهور والاسماك
ماذا يهمني اذا قضيت
ان اكون الحديقة
او لاتكون
يكفيني معاش التقاعد ".

امي طوال حياتها
سجادة مبسوطة
على عتبة رعب جهنم
امي تغوص في باطن الاشياء
تقتفي آثار اقدام الخطيئة
تظن ان الحديقة دنسها
إثم جنته شجرة
أمي آثمة بالفطرة
تعوذ نفسها
أمي في انتظار المنقذ
أمي في انتظار المغفرة.

اخي يدعو الحديقة مقبرة
اخي من يسخر من شغب العشب
ويعد جثث
السمك المتعفن
تحت جلد الماء المريض
اخي ادمن الفلسفة
اخي يرى شفاء الحديقة
يكمن في انهدامها
يسكر
يضرب بقبضته الباب والجدار
يحاول ان يقول:
مرهق ومتعب وبائس
يحمل يأسه الى الحان
مثلما يحمل بطاقة الهوية والمنديل والقلم والمفكرة
ويأسه
ضئيل حيث يضيع
كل ليلة في زحمة الحان.

واختي التي كانت صديقة الزهور
كانت تنشر خواطر قلبها الساذجة
في حوض الزهور الحنون الصامت
حين كانت امي تضربها
بين الفينة والاخرى تحتفي
بأسرة السمك وتهديها
الشمس..والحلوى..
هي في الطرف الاخر من المدينة
في بيتها المصطنع
في احضان حب زوجها الزائف
وتحت اغصان اشجار التفاح الزائفة
تضع اطفالا طبيعيين
إنها
كلما جاءت تزورنا
تلطخ اردان ثيابها بفقر الحديقة
تأخذ حمامًا من العطر
إنها
كلما جاءت تزورنا
تكون حبلى.


ساحة بيتنا وحيدة
ساحة بيتنا وحيدة
طوال النهار
من خلل الباب والستار
يتسرب صوت الإنكسار
والانفجار
جيراننا يزرعون حدائقهم قذائف ورشاشات
جيراننا يموهون احواضهم المبلطة
والاحواض المبلطة
تصير رغمًا عندها
مخازن سرية للبارود
واطفال حارتنا ملأوا حقائبهم المدرسية
بالقنابل الصغيرة
ساحة بيتنا حائرة.

إني اخاف من تصور عبثية هذه الايدي،
ومن كل هذه الوجود المغتربة
وهذي انا وحيدة
كتلميذ
يحب درسه الهندسي بجنون
أظن انه يمكن نقل الحديقة الى المستشفى
إني افكر...
إني افكر...
وقلب الحديقة ينزف في صمت
ذكريات خضراء .

_فروغ فرخزاد، حسرة...على الحديقة.
Audio
Audio
Audio
Chungking Express
لا درب غير هذا.
‏أمشي وحيدًا.

‏**

‏بللٌ في ندى الصبحِ.
‏أذهبُ في الجهةِ التي أريدُ.

‏**

‏هذا الدربُ المنبسطُ
‏كلّهُ عزلةٌ.

‏ـــــــ
‏هايكو: سانتوكا تانيدا.
كأنّنا نذوقُ الليلَ
‏من باطنِه. ونحنُ، كلّنا
‏نمدّدُ اللسانَ فهو يعرفُ
‏حينَ نسحبهُ عائدًا، نغطسُ
‏في سُمّهِ.
‏سننامُ، جنبًا لجنبٍ
‏معَ مثلِ هذا الجوعِ، ومن الثمرةِ
‏سنصارعُ، نصيرُ اسمَ
‏ما نسمّيهِ.
‏.
‏- بول أوستر
‏ ترجمة: محمد عيد إبراهيم
HTML Embed Code:
2024/04/25 14:14:50
Back to Top