لِمَاذَا لَمْ يُعَادِي الْمُشْرِكُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ, وَالْحُنَفَاءَ مِنَ الْعَرَبِ كَمَا فَعَلُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ؟
لِأَنَّهُ فَرْقٌ كَبِيرٌ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ صَالِحًا أَوْ تَكُونَ مُصْلِحًا, فَإِنْ كُنْتَ صَالِحًا فَلِنَفْسِكَ فَقَطْ, وَهَذَا غَالِبًا لَا يَضُرُّ الظَّالِمِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ
وَإِنْ كُنْتَ مُصْلِحًا فَهَذَا فِيهِ ضَيَاعٌ لِمُلْكِ وَسُلْطَانِ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ, لِذَلِكَ نَجِدُ الْفُقَرَاءَ وَالضُّعَفَاءَ هُمْ أَتْبَاعُ الْأَنْبِيَاءِ, وَالرُّسُلِ.
فَفِي قِصَّةِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَعَ هِرَقْلَ لَمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ هِرَقْلُ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ.... قَالَ هِرَقْلُ: وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ. متفق عليه
#فوائد_الوافي_بشرح_السيرة_النبوية
>>Click here to continue<<