TG Telegram Group Link
Channel: Anas - أنس
Back to Bottom
عندما تجتاح الدموع مقلتيك مع كل دقيقة تمر ، وتحتل وجدانك غصة حارقة وأنت تستعرض تفاصيل أوضاعنا الكارثية ومآسي الناس وأوجاعك .. فاعلم أن جرحاً عميقاً قد استوطنك لن يسهل شفاؤك منه..
رفح مركز الايواء المتضخم، وطنجرة الضغط التي تطهو محتواها ببطيء حد الذوبان، وعنق الزجاجة الذي قد يكون مسرباً نحو المجهول..
على وقع حبات المطر

يصحو على وقع حبات المطر الطارقة جدار خيمته، وهو النازح من شمال قطاع غزة الى جنوبه .. استقرت به الاقدار ليقيم خيمته في احدى تجمعات الايواء التي لا تعرف حدودا لها.. فهي المتضخمة يوما إثر يوم ، وساعة بعد ساعة ..
لا يشك المؤمن لحظة في وعود ربه ..
موقنا بحكمته في تأخير إنجازها..
لذا يجتاز بنجاح اختبار الانتظار ..
ويمرُّ ثابتا عبر الإعصار..
ويخرج من الشدة كدينار الذهب أُخرِج من النار.
بعد ليلة ماطرة وهبوب رياح مجنونة وقصف رعدي اختلط فيه التمييز بين صوته وصوت قصف الطائرات الاجرامي الذي تعودناه على مدى الاشهر الاخيرة .. فالشتاء لم يعد جميلا كما تعودناه، لقد اختفت تلك الاحاسيس الدافئة واللطيفة باجوائه، وكذلك الاستمتاع بصوت رعده ووميض قوس قزحه ليحل مكانها انقباض القلب والخشية من الموت مع كل صوت رعدي يجتاح المكان ووميض صاروخ يسحق كل زقاق وشارع وحي ..
يسألني ما هو أسوأ شعور يمكن أن يشعر به الإنسان؟! فأجبته: الخذلان، أسأل الله أن لا يذيقكم هذا الشعور !!
يا أهل غزة والله لو علمتم حكمة الله في بلائه لبكيتم فرحاً على كل أقداره !!
‏ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين !!
‏قالﷺ "إن عِظَم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم !!"
‏فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون !!
"لا يستحوذنّ عليك الشيطان، فيتمكّن اليأس من قلبِك، وتُسيء الظنّ بربِّك.

واعلم بأن مصائب أهل الإسلام مع الصبر والاحتساب سبب لدخول جنة عرضها السموات والأرض.
وسيقال لهم عند دخولها: ﴿سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ﴾"...
اللهم العوض الجميل لأهل غزة، اللهم أبدل بيوتهم قصورًا في الجنة، وحزنهم أفراحاً عارمة، وخوفهم أمنًا وسكينةً، وكآبتهم ضحكات وسعادة لا تتوقف !!
والله لو كشف الله لنا حجاب الغيب لما اخترنا سوى القدر الذي قدره الله لنا، ولذبنا خجلاً من شدة لطفه بنا، فاتركوا يا أهل ڠـزة أقدار الله تسير كيف شاء الله لها، وطيبوا بها نفساً، فالرحيم لن يضيعنا !!
قد تؤلمك مرار الصبر كثيراً
‏لكن حين يحل عوض الله ستنسى ما أوجعك !
‏"خلق اللّه الدعاء ليُخبرك ألّا تتنازل أبدًا عمّا سعت إليه روحك حتي يأتيك به ، فلا تيأس.. سيستجيب مادُمت تؤمن أنه سيستجيب."
علِّموا أبناءكم الاعتزاز بهويّتهم، والتشبُّث بجذورهم، وحُبّ أرضهم ووطنهم، والفخر بتاريخهم المجيد، أخبروهم أن الإنسان ليس إلا نبتة من أرضه الطيبة التي سيغدو فيها ولأجلها شجرة يانعة بثمارها تمتدّ للنفع والعطاء، وأخبروهم أن العالم يقف احترامًا لمن يعتزّ بأرضه ووطنه.
اللهم قد عظم البلاء وأنت من ترفعه، واشتد الكرب وأنت من تفرجه، وزاد الهم وأنت من تزيله، وثكلت النساء وأنت من تصبرهم، ويتم الأطفال وأنت من تتكفل بهم، وذابت القلوب وأنت من تحييها، وتكالب المتكالبون وأنت من تكفينا، اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، والطف بنا وارحمنا !!
اللهم إنا نشكو إليك أطفالاً قُصفت ومزقت، ونساءاً أغتصبت وقُتلت، وشيوخاً أُهينت واعتقلت، وشباباً تحت جنازير الدبابات فُرمت، وأكباداً جُوعت، وصغاراً وكباراً من الشراب والطعام حُرمت !!
‏اللهم فرج كربنا، ونفس همنا، وتولى أمرنا، وأطفئ نار حربنا !!
اختَر لنا ولا تُخيّرنا، نحن الذين نؤمن بحكمتك وبصيرتك، ونرى النور بهُداك ومعيّتك، ونتلمّس لُطفك الخفيّ في كل أمر، فنجد توجيهك كالبلسم الذي يجلو عن أرواحنا كل كدَر وضجَر، نحن الذين نأنَس بقُربك إن أوحشتنا الظُلمات، فنلقى معك الأمان، والطمأنينة، والسلام، يا ربّ.
‏"الحمد لله الذي جعل في مناجاته انشراحًا، وفي دعائه طمأنينةً، وفي سُؤاله غنىً، وفي الانكسار بين يديه جبرًا، وفي القرب منه راحة.. الحمد لله كثيرًا" ❤️
هل تفكّرت يومًا؟ كيف يغدو المستحيل مُمكِنًا، والعسير يسيرًا، والبعيد قريبًا؛ أمام كلمة "يا ربّ" عندما يُطلِقها صاحبها من قلبٍ صادِق، حاضِر، مؤمن بثقة ويقين إلى مَن هو على كل شيء قدير، الذي لا يعجزه أمر في السماوات والأرض، الذي قال وقولهُ الحَقّ: "هو عليّ هَيِّن".
اللهم آمين؛ لكل دعوة رُفِعَت إليك، لكل أمرٍ أُوكِل إليك، لكل رجاءٍ وأملٍ عُلِّق بك، لكل أُمنيّة بُعِثَت إلى أبوابك، لكل توكُّل عليك، فإنّك القريب، الذي تُجِيب دعوة الداعِ إذا دعاك، وإنّك الكريم الذي تُعطِي وعطاؤك لا حَدّ له، وإنّك الرحيم الذي وسعَت رحمته كل شيء.
اللهم أذق أهل غزة حلاوة الجبر بعد مرارة الصبر، اللهم ارزقهم فرحة تنسيهم قسوة هذه الأيام الثقيلة، وسعادة تجدد الحياة في قلوبهم المكلومة !!
HTML Embed Code:
2024/04/26 17:18:08
Back to Top