TG Telegram Group Link
Channel: هـُدهُـد
Back to Bottom
نموذج لتلاميذ أبي قيس الرقيات مدري الطائيات😁
بلاغة الإيجاز😁

قلتُ له: يا عمّ! جئت أطلب ابنتك «رباب» على كتاب الله وسنّة رسوله.
فتمعّر وجه، وقال: للخطوبة أصول يا ابني!
- أكثر من كتاب الله وسنّة رسوله؟
- أممم ردّ قوي وغير متوقّع!
لكن ماذا عليك لو قلت «أطلب يد ابنتك...»، فهذه كناية مؤدّبة وقد جرت عليها الأصول، أحسن من قولك «أطلب ابنتك..» وكأنّك تطلبها إلى قسم شرطة؟
- أعذرني، فأنا لم أخطب من قبل، هذه أوّل مرّة!
- خير إن شاء الله، المهم أحفظ ملاحظتي، فربّما ناس آخرين، لا يقبلوا منك هذه الزّلة!
- ناس آخرين! هل تبيّت رفضي؟
- لا أبدًا، لكن نعلم عنك قولك «إن التّعدد أعظم نعمة»!
- نعم، لولا أن أباحه الله، لساء حظّي وحظّ ابنتك في الزّواج!
- يا سلام! ناوي على الثّانية قبل أن تخطب الأولى!
- يا عمّ، إذا تزوّجت بعد ابنتك رباب، ستكون الخامسة، وهذا لا يجوز!
- ما شاء الله، يعني ابنتي هي الرّابعة؟!
- بل الأربع!
- أنت جئت تخطب رباب وإلا تجلط أباها؟!
- سوء الفهم هذا يُظهر أنّك لا تعرف «رباب» كما أعرفها أنا!
- أنت ولد قليل أدب، ولولا أنّك تحت سقف بيتي، لأدّبتك!
- بل والله إنّي مؤدّب وأديب أيضًا!
- هذا ما سمعته عنك، لكن ما شهدته بدا العكس تمامًا!
- حسنًا، أعطني فرصة أحدّثك بلغة صريحة!
- أسمعك!
- أصارحك يا عمّ، أنّي شغوف بأربعة فنون: «الشّعر، والرواية، والعزف، والرّسم»، لهذا وقعت في حبّ أربع موهوبات: «شاعرة، وروائيّة، وعازفة، ورسّامة» وأنوي الارتباط بهن جميعا.
- طيب وابنتي أيّ واحدة من الموهوبات الأربع؟!
- قلتُ لك إنّي أعرفها أكثر منك، فقلت عني قليل أدب!
- آسف، أنا قليل الأدب، أجبني عن سؤالي!
- ابنتك الأربع!
- تعني..
- نعم، ابنتك شاعرة وروائيّة وعازفة ورسّامة!
- يا سلام!
- هل نقرأ الفاتحة يا عمّ؟!
- هل تملك مهر أربع فتيات موهوبات؟!.
- أربع؟!
- والله الفلسفة أوقعتك في ورطة ما لك مخرج منها!
- أممم! هذا الذي ما حسبنا حسابه!
- تدري أنّي أعجبت بفصاحتك، ولولا وقيعتك هذه، لكنت أشدّ عجبًا بفطنتك!
- لا مشكلة يا عم، أنا موافق على دفع مهر الأربع!
- على بركة الله إذن..
-----------------------
- مبارك يا ابني، ها قد تمت الخطوبة والعقد، ولكن أنا منتظر منك كلمة ويبدو أنّك لن تقولها.. قد أخبرتك أنّي معجبٌ بفصاحتك، فلماذا لا تبدي إعجابك بفطنتي؟!
- بصراحة يا عمّ لم ألحظها!
- كيف لم تلحظها، انتهزت فسلسفتك الأدبيّة، فدفّعتك مهور أربع فتيات!
- دعنا نمسك الخيط من طرفه، حين قلتُ لك «جئت أطلب ابنتك رباب..» فطنتَ أني لم أقل «يد ابنتك..»، فأولت الأمر (جهلي للأصول) أليس كذلك؟!
- بلى، وهذه فطنة!
- لكن الأمر ليس كما أوّلته!
- وما تأويله!
- يا عم! إن يدًا تنظم الشّعر وتعزف الموسيقى وتنثر درر الرّواية وترسم أجمل اللوحات.. على نحو غير مسبوق في أربعة فنون، هذه يدٌ لم أجرؤ على طلبها خشية الرّفض، فما تصوّرت أبدًا أن عاقلًا يمكن أن يفرّط بها ويخرجها من بيته!
- ما فهمتُ من حديثك أنّك لن تفرّط بها ولن تخرجها من بيتك. هذا لا يشعرني بالنّدم أبدًا، بالعكس أنا ممتن لتوفيق الله، فما فرطتُ بيد ابنتي بل وضعتها في يدٍ أمينة يتمنّاها كلّ أبٍ حريص على ابنته، وتعبيرًا عن سعادتي الغامرة، سأردّ ما دفعته من المهر وأزيدك مثله!
- يا عم! أمّا وقد كنتَ منصفًا وأبديت إعجابك
بفصاحتي، بقي الآن أن تعجب بفطنتي!
- أوووه يا نزغة!
قد حدّثتني ابنتي أنّك ثعلب، وأوصتني كثيرًا على الإنتباه لك، لكنّي لم أقصّر، هذا كلّ ما وسعني وأفوض أمري إلى الله!
- يا عمّ دهاة العرب المشهورين كم؟!
- ثلاثة!
- وهذا الرّابع صهرك، ففخر وفاخر!
- أنا من رأيي، تقوم تأخذ زوجتك وتنقلع من بيتي!
- ولماذا لا تفعل أنت؟! هههه أمزح أمزح!
- لا هذا ليس مزاحًا، أنا بالفعل خائف أوصل إلى هذه النقطة، لذلك أقول لك «خذّ زوجتك وقم أنقلع» وما زال بيتي!
- هلّي بسؤال أخير؟!
- هات وخلّصني!
- ما تعدّ الإيجاز؟
- كما قال الأعرابي «قصر اللفظ وأصابة المعنى».
- من الآن وصاعدًا، إذا سئلت هذا السؤال، فقل «هو التّعدد بواحدة»، ثمّ لا تنسَ أن صهرك أبلغ العرب إيجازا.. وانظر إليّ وأنا أخرج الآن بواحدة متعدّدة المواهب، هي في حساب الآداب والفنون أربع موهوبات في غاية الإبداع والجمال..
- أنا الآن بدأتُ أقلق، أنت تزوجتها حبًّا أم شغفًا فنّيًا!
- يا عمّ، ما بين الموهوب والشّغوف علاقة إعجاب متبادلة لا تفنى، والحبّ كالشّغف لا يفتر ما بقي الإعجاب!
دبلوم قصيدة عموديّة

في مقطع يوتيوب يقول (الأستاذ النّاقد) إن الإطراء على الشّاعر المبتدء أشبه بحقنة السّعادة، يحقنها به ناقدٌ أو جمهور، فيشعر بالرّاحة والرّضى، وهذا شعور خادع يحيله عن الجد والاجتهاد والمثابرة للوصول إلى مستوى شعري أبعد!

أما بعد:
أولًا، وبحسب رحلتي الممتعة في قراءة الأدب، ما علمتُ الشّعر حصيلة جد واجتهاد ومثابرة ومن (طلب القوافي، سهر الليالي)، أبدًا، عرفتُ الشّعر (استمتع.. والدّنيا عوافي) ليس سهلًا فقط، بل وممتعًا أيضًا، لا تقلّ متعة إنشاده عن متعة قراءته.
حسب الدّروس التي يقدمها ( الأستاذ النّاقد) لما يسميهم (تلاميذه)، أجد الشّعر تخصصًا علميًا لا يقل عن الطّب البشري، لكي يصبح التلميذ شاعرًا، عليه أن يبذل جهد كالذي يبذله طالب الطّب، ليصبح طبيبًا، بل وأراه أشقّ، وحتّى يفتح عيادة ويزاول مهنة إنشاء القصيدة، لابد لطالب الشّعر أن يتفرّغ لتحصيل الشّاعريّة، فالعمر لا يسع لفعل شيئًا آخر!

طبعًا (تلاميذ الشّعر) يتابعون أستاذهم خطوة بخطوة وعلى تفاعل معه وتفاني، يثرثر ساعتين وأكثر في البث الواحد وهم في إصغاء وتحصيل (قال ابن زريق، حدّثنا ابن رشيق)!
هل تظنّ هؤلاء شعراء مبتدئين؟!
أبدًا ولا حتّى قراء في نقطة الصّفر!
هؤلاء هواة وخريجو كليات آداب ولغة عربيّة، لا وظيفة تشغلهم ولا موهبة تسلّيهم، وإنّما تعلموا العروض، والآن يدرسوا الشّعر، ولن يصبحوا شعراء ولو كان أستاذهم النابغة الذّبياني، فما بالك والأستاذ مثلهم- بفارق امتلاكه مكتبة-.
الشّاعر الموهوب، ولو كان مبتدئًا حديث الولادة، لا يمكن أن يتحمّل سماعه لأكثر من خمس دقائق إطلاقًا، لأن الشّعر حساس تستفزّه الغيبة!
الموهوب يأتيه الشّعر سهلًا يسيرًا من غير طلب ولا نصب، فهو ينشده، لأنّ كتمانه ككتم العطاس أمرٌ يسبب له ضيق صدر، وليس ليصبح شاعرًا يعترف به فلان وزعطان، كما أن الشّعر عند الموهوب وحتّى المتذوّق لا يعدو أكثر من وسيلة تعبير جذّابة لعرض الأفكار، من يتخذّه غايةً يذرف في سبيلها عرقًا ودموعا، هم الهواة العاطلين عن المواهب، يبحثون عن لافتة نظر ترفعهم في أنظار السّواد!
- هذا يعني أن الشّاعر الموهوب لا يبذل أي جهد في سبيل فنّه، فقط تأتيه القصيدة سهلة يسيرة، فيكتبها!
بالفعل، لا يبذل أي جهد، والقصيدة بالفعل تأتيه سهلة يسيرة، ولكن الأمر ليس كما تتصوّر!
سأوضّح لك الأمر!
أنا على سبيل المثال، لستُ شاعرًا مبتدئًا ولا أرغب بكتابة بيت، فلماذا أقرأ فيه كثيرًا؟ إذا كانت القراءة جهدًا، فعلامَ أبذله من غير غاية؟!
الجواب، أن دافعي إلى قراءة الشّعر يكمن في الشّغف والذّائقة، ولا جهد في هذين، بالعكس هما استراحة مُجهَد..
إذن، فعليك أن تعلم يقينًا، أن من يمتلك موهبة الشّعر، يمتلك الشّغف والذّائقة بالضّرورة، فهو يكتب القصيدة لأنّه موهوب، ويقرأها لأنّه شغوف ومتذّوق، ولذلك هو يتطوّر مستواه الشّعري في رحلة جدًا شيّقة لا شاقة!

ثانيًا، قول (الأستاذ النّاقد) لتلاميذه، إن حقنة السّعادة (الإطراء) تثبّط الشاعر المبتدء عن السّير قدمًا، لأنّه يشعر بالرّضى، هو كلام علمي دقيق، بالنّسبة لشخص يريد أن يكتب الشّعر بعرق جبينه، أمّا بالنسبة لشاعر موهوب، سيضحك ساخرًا من هذا الكلام ويغلق المقطع فورًا وقد علم أن المتكلّم شخصٌ يغتاب الشّعر!

انظروا يا سادة يا كرام!
قبل عام تقريبًا، وجدتُ سيلًا من التعليقات على حائط عامر السعيدي تنعته بالغرور، وكان أحصف المعلّقين وأقربهم مودّة ينصح عامرًا بتجرّده عن الغرور، لأنّه سيحيله إلى الفشل، فكتب حينها:

«يا عامر السعيدي!
الغرور هو (الشّعور) الخادع بالأهمّية الملحّة والمكانة القصوى، شعورٌ أناني ينسف كلّ المهارات الإبداعيّة إلا مهارة (الشّعر) يعمّرها!

ببساطة لأنّه (شعورٌ) والشّعور كالشّعر، كلاهما مصدرٌ للفعل (شَعَر)، وكلّ المشاعر- أهمّها الغرور- مواد شعريّة في بناء القصائد..
لماذا الغرور أهمّها؟!
لأنّي قرأتُ الشّعر مصنّفًا إلى أغراضٍ شعريّة، ووجدتُ الفخر أبرزها وأجودها- وهذا الغرض لا يكتبه التواضع- وعلمتُ أن الغرور أزهق (شاعر الأنا)، لكنّه خلّد شعره!

الشّعر يا عامر، لا يمش على الأرض هونًا، فاغتر وتكبر وتبختر.. أبلغ الجبل طولًا وامش على هامة التاريخ مرحًا..».

نعم يا أصدقائي، الشّعر جنّي نائم يوقظه شعور، أي شعور يراود الشّاعر يثير قصيدة، بل حتّى بعض الذين لم يكونوا شعراء، كتبوا الشّعر في مواقف هيّجت مشاعرهم، وهذا أمرٌ ملحوظ لمن يقرأ الشّعر ولا يحتاج إلى شاهد من القدماء، ولكنّي سأورده:
«قيل للفرزدق: من أشعر الناس؟ فقال: النابغة إذا رهب، وامرؤ القيس إذا ركب، وزهير إذا رغب، والأعشى إذا طرب».. ومحمد الصَّناعي إذا تعب من كلّ مثابرٍ حسب القريحة فأسًا والشّعر غابة حطب!
مدح المتنبي كافورًا، لأنّه تأمل منه بمنصب، وهجاه، لأنّه كسر بخاطره.
تشبب قيسٌ بليلى، لأنّه أحبّها.
أعظم المراثي، أنشدها مالك ابن الرّيب وهو يحتضر.
سئل الحطيئة عن أشعر النّاس؟ فأخرج لسانه وقال: هذا إذا طمع.
امرؤ القيس كان ينشد أشعاره وهو مخمور، فتكاد تجد في قصائده رائحة الخمر.

نعم يا صديقي، الشّعر لسان الحال، لسان تعبّر بتلقائية في المقام المناسب، وهذه اللسان زيادة في الخلق، ليست لكلّ النّاس، فلا يمكن امتلاكها بالجد والمثابرة، الأمر أشقّ من إنطاق هرّة.

الفراهيدي تعمّق في دراسة الشّعر، غاص في تفاصيله حتّى استنبط إيقاعاته، أكتشف الطّرق التي يسلكها الشّعراء، ثمّ تركها وراءه علمًا ومضى دون أن ينظم بيتا.

النّابغة الذّبياني نصب قبّته في عكاظ، يأتيه الشّعراء من كلّ صوب، ليعرضوا عليه قصائدهم، لا ليعلمهم إنشائها.

واليوم يجيك يوتيوبر عنده شوية كتب، ليفتح لك معهد أونلاين لتعليم الشّعر، وثمّة إقبال على شهادة الدبلوم!
يا صاحبي!
ليس عليك أن تكون ملمًّا بالأدب، لتفطن هذه المهزلة، لا تكن أحمقًا فقط.
(ما رأيك بشعري يا أستاذي؟!
أريد رأيك يا أستاذنا!!
حفظك الله للشّعر أستاذي!
أبلة ميرسي يا أبلة!!)

يا عيب الشّوم!
لو كان الشّعر بهذا الذّل والهوان أقسم بآيات الله ما قرأته قط!

لكنّي أعرف الشّعر طاغية متفرعن، فأنا صاحب عامر السعيدي الذي أنشد ذات يوم من تونس الخضراء:

«الحمدلله مازالت قصائدنا
كبيرةً تأنف النقاد والأُدبا
مازال للشعر في الجدران رهبتهُ
وللحكومة أنْ لا تطبع الكُتُبا
الحمدلله أنّي لم أكن أبدا
بمستوى شعراء السلطة النُّجَبَا
يلمّعون بما قالوا وقاحتهم
ويسخرون من الشعر الذي وَثَبا
الحمدلله أني اليوم في شفةٍ
خضراء ألهمت التأريخ ما كَتَبا».
أذكر وأنا قروي صفير، رحت إلى منطقة بعيد لزيارة بعض الأقارب، هناك شفت شاعر أعطاني ورقة وقال أعطها جدّك سيف، وجدي الله يرحمه كان شيخ، رحت معه مناطق كثيرة وشفته وهو يرتجل القصائد في عدة مواقف..
المهم أول ما وصلت البيت أعطيته الورقة، وهي كانت قصيدة مدح شعبية، أذكر منها عجز البيت الأول:
(قم رتّب الأبيات يا شامخ عسق)..
هنا ضحك جدي كثيرا، ولولا ضحكته ما علق الموقف بذاكرتي، سألته: ليش ضحكت يا جد؟!
قال: على شامخ عسق! عسق هذا تبّة (رابية) غَرفة واحدة بالشيول تسوّيه بالوادي هههه
لعمري إن هذا لأول نقد عرفته..
أما بعد:
جُعلت فداك، لو أدعيت أنّك المهدي المنتظر، لصدّقتك دون جدال ودليل.
لكن أن تقول إن بينك والشّعر آصرة، فالمعذرة، هذه لا يمكن أؤمن بها إلا أن تأتي بمعجزة خارقة للعادة، كأن تبعث امرأ القيس من مرقده حيا.

أنا لستُ من السّنغال تعلم العربية في الأزهر، لتغرر بي بعلمك النّحوي، أنا من بلادٍ يتلاسن أطفالها تراشقًا في الشّعر.
بدأ رجلٌ مشحون بثاقة المجتمع الذّكوري، وهو يقول لي: نحن من أعطينا النّسوة جرأة المطالبة بالمساواة، ولذلك دائمًا ما أقول، باستثناء الأم، لا ينبغي للمرأة أن ترى من الرّجل إلا عين حمراء تُرعد فرائصها...
قبل أن أردّ على كلامه الأرعن، وأذكّره أن الرّجولة ليست عين حمراء، وإنّما «استوصوا بالنّساء خيرا»، رنّ هاتفه، فاعتدل في جلسته خاشعًا:
«نعم روحي!..
أنا عند صديقي قاعد أعطيه مواعظ عن الأم وكذا!..
العصر وأنا عندكِ!..
طيب طيب..
حاضر الآن الآن ولا يهمك.. تأمري!».

أغلق الهاتف، ونهض على عجلٍ يقول: أستأذنك لازم أمشي!
قلت له: يا لجناح الذّل من الرّحمة وأنت تخفضه!
قال: كما قلت لك باستثناء الأم، لا ترى المرأة منا إلا عين حمراء.
قلت: ولكن على غيري، الأم رحيمة، فلا يمكن أن تكون هذه أمك!
قال وهو يسحب الباب وراءه خارجا: هذي أم الصّبيان!
يقلقني فوات الأوان، كأنّي على سفينة نوح- والتّنور فائر- ألحُّ عليكِ أن تركبي، وتأبي!
أحد الأصدقاء، سألني حول النّصوص التي تُنشر هنا، إن كانت لي أم اقتباسات، أم خليط؟
أجبته، وبعدين قعدت أفكّر، أنا على الفيسبوك منذ 2011م وحتّى هذه اللحظة، لا أذكر أني نشرت اقتباسًا أو شاركت منشورًا لأحد🤔
حققت الاكتفاء الذاتي😅
في الحقيقة لا علاقة للأمر بالزّنط، هو بالفعل اللي فيني مكفيني، منذ سافرت، أشعر أن في صدري دار للمسنين، قاعدين يكتبوا مذكراتهم، فبالكاد ألحق!
بعد عامين من سفري، سقط تلفوني في النيل وفيه أكثر من اثني عشر ألف نص!

ونصيحة على الطاير للكتاب الموهوبين، القراءة ذات حدّين، قد تصقل الموهبة وقد تذبحها، فلابد أن تكون معتدلة، لا تنقطع عن الكتاب بحجة القراءة لفترة تزيد عن الأسبوع، فالكتب تكدّسك بالمعلومات، لكن القريحة والفكر لا يشحذهما إلا القلم.
قال الخليل بن أحمد: أفصح العرب أزد السّراة.
في بطن كتاب سهرتُ أقرأه ذات ليلة، قصيدة أصابتني بالقشعريرة، وقلّ ما يحدث ذلك، وإن حدث لا أبرح حتّى أحفظ الأبيات، وقد فعلت وعدت إلى استئناف القراءة النثرية، من عند سطرٍ يشير إلى أعلاه قائلا:
(وهذا الصّنف من الشّعر كثير، حسن لفظه وحلا نظمه، وخلا معناه من أي الفائدة).
نسيت القصيدة التي حفظتها آنفًا منذ ثانية، كما لو كانت غبارًا نفخه النّاقد من ذاكرتي، فصعدتُ أقرأها من جديد وكأنّها أخرى.
جرّدت المعنى من لفظه الشّعري ولفظته بلغة خبرية بسيطة، وبالفعل، بلا أي فائدة، والشّعر كلّه من غير أي داعٍ، كان يكفيه عن القصيدة، قوله: «أديتُ فريضة الحج»، فكلّنا يعلم ما يفعله الحاج، ولا أظن وقوفه بعرفات سيفاجئ أحدنا، لأنّي ما زلت أعتقد أن هذا يحدث كلّ عام، ومع كلّ حاج!

وقعت في هذا الفخ الشعري قديمًا وفي كتابٍ قديم، وشعرتُ حينها أنّه ليس غريبًا، وما خانني الشّعور يومًا قط، لمّا ذهبت استرجع الذّاكرة، وجدت الفخ ذاته، ولكن دراميًا!
كان مشهدًا حواريًا في مسلسلٍ أبكاني كغيري من جمهور الشّاشة الكرام، وما زال في الجانب المؤثر من الذاكرة، حتّى شاهدته على اليوتيوب ضمن مقاطع ( ما قبل المونتاج)، ووجدته مشهدًا لا يكاد يرقى بتأثيره العاطفي إلى أتفه مشاكلنا الروتينية التي نواجهها في حياتنا اليوميّة، فما الذي أبكانا؟!
الموسيقى!
نعم، الموسيقى تجعل أتفه الكلام مؤثرًا، وأفحش الكلمات أغنيّة شهيرة!
وفي الشّعر موسيقى يعزفها الشّاعر على وتر الألفاظ، وغالبًا ما تكون خدعة يمرر من خلالها معاني في غاية التفاهة!

لقارئ الشعر أذنان، إحداهما فطرية (الذائقة الأدبيّة)، والأخرى يفتحها النّقد الأدبي!
#قديم
ماذا صنعتم بالأدب؟

في الطّائرة ذات سفر، على مقعدٍ حذاء النافذة أقرأ في كتاب أدبي، وإلى جانبي مسافرٍ فضوليّ وبدا عليه الانتماء إلى طائفة (أنا أؤمن بالعلم)!
يقول لي سائلا: «العلماء صنعوا الطّائرات، فماذا صنعتم بالأدب؟».

دون أن أرفع بصري عن الكتاب، قلتُ:
سماوات وطائرات وأجنحة، نجوب بها الفضاءات ونحن جلوسٌ بين أربعة حيطان!
قهقه حتّى لفت أنظار المسافرين إلينا، وهو يقول:
«أنتم الأدباء غريبو أطوار، هذه حقيقة أعلمها منذ زمان، لكن الآن عرفتُ أنّكم حمقى أيضا!».

ضحكتُ وأنا لا زال مطرقًا على كتابي لا أعيره التفاتًا..
«وكيف عرفت أننا حمقى؟»
سألته، فأجاب:
ها أنت ذا شاهد ودليل، مسافرٌ تتخذ إلى جواري مقعدًا على طائرة- صنعها العلماء- تحلّق فوق السّحاب، ثمّ تقول إن الأدباء يجوبون الفضاءات وهم بين أربعة حيطان..
وما زال مستسرلًا بحديثه التّهكمي السّاخر في تحميق الأدباء وسرد عللهم النّفسية وانفصامهم عن الواقع..
فجأة قطع حديثه بصرخة مدوية، صرخ وعمّت صرخات الذّعر أوساط المسافرين، وكان ذلك إثر مطبٍ هوائي كاد يقلب الطائرة عاليها سافلها!

مرّت عشر دقائق عصيبة، كانت الحياة فيها احتمالًا ضئيلًا، وعادت الطائرة إلى وضعها الطّبيعي، نظرتُ في هذا الفضولي وقد افتقع لونه ونشف دمه قبل ريقه، وقلت: خفت أليس كذلك؟!
نظر إليّ وما زال يرتجف وقال: أمرك غريب أيُّها الرّجل؟ هل أنت من الجن؟!
- وما الدّاعي إلى سؤالك هذا؟!
- لو كنت من الإنس، لأصابك ما أصابنا من الذُّعر، نجونا بأعجوبة من حادث سقوط محتّم، جميعنا أنخلع قلبه وارتعدت أوصاله، وأنت ولا أهتزت لك شعرة، لا زال كتابك فاردًا دفتيّه على حاله كما كان!
ضحكتُ وقلتُ:
الفرق بين رحلات العلماء ورحلات الأدباء، هو أن الأخرى لا توجد فيها حوادث طيران!
أحاطني بنظرات استغراب، وقال: من أجل ذلك أنت لم تخف؟!
- نعم.
- لأنّك في رحلة أدبية؟
- نعم.
- تجوب الفضاء وأنت جالس بين أربعة حيطان؟
- تمامًا.

مكث يطالعني بعينين ساخرتين رغم اصفرارهما من الخوف، ثمّ قال:
هناك مثل يقول (لا تبكِ على من مات، وابكِ على من خفّ عقله)، ولذلك السّقوط بالنسبة لك ليس سيئًا، لأنّه لا أسوأ مما أنت فيه، فمن حقّك ألا تخاف!
بقيت طوال ما هو يتكلم أبتسم وانظر في وجهه، وبعد أن أنهى حديثه، سألته: في أي مطار ستهبط؟
- نعم..!!
لاحظتُ ارتباكه من السؤال، وبدا من عينيه كمن يحاول أن يتذكّر!
قلتُ: من أي مطار أقلعت؟!
أخذ يتلفّت يمنةً ويسرة وإلى الخلف باحثًا عن جواب!
قلتُ: ما اسمك؟ وما هويّتك؟!
بعد هذا السؤال، بكى وأخذ يصيح: هل سبب لي الحادث فقدان الذّاكرة؟!
ضحكتُ وقلتُ له:
أنظر في جواز السّفر، وتعرّف على نفسك!
تحسس جوانبه مرتبكًا، فلم يجد جيوبًا، فقهقت شامتًا وأنا أقول:
لا تملك جيوبًا، ه‍ذا يعني أنّك لا تملك أي وثيقة تثبت هويّتك، أمرك غريبٌ أيُّها الرّجل، هل أنت من الجن؟ (ردّيتها عليه).
قام يبكي ويصبح بهستريا، يسأل المسافرين: من أنا وإلى أين أنا ذاهب، وأين وثائق سفري، وكيف صعدت الطائرة ومن أين!؟..
أحاطوه بنظرات الإشفاق وبعضهم يتمتم: لا حول ولا قوة إلا بالله، يبدو أن الحادث أفقده عقله أو ذاكرته أو كلايهما!
- لماذا لا تجيبوني؟! يسألهم! فقلتُ له:
سلهم من هم؟!
فالتفت إليهم صارخًا: من أنتم؟!
فأخذ كلّ مسافر ينظر يمينًا ويسارًا، ثمّ يتحسس جيوبه فلا يجدها، فضجّت الطائرة بالبكاء الهستيري وجميعم لا يعلم ما يجري!
بقيتُ أضحك على حاله حالهم شامتًا، حتّى عاد إليّ الفضولي سائلا: ماذا عملت بنا أيُّها الرّجل الغريب؟ هل سحرتنا؟!
قلتُ: أجلس وأسخبرك!
جلس، فقلتُ له:
في الحقيقة يا عزيزي، هذه الرّحلة أدبيّة، الطائرة، السّماء، المسافرون.. جميعها في خيال أديب يؤلّف قصّة!
قال متأتأً: تتتت تقصد..
قلتُ: نعم أنت شخصية وهميّة في خيال أديب، سألتَه آنفا: ماذا صنعتم بالأدب.. هههههها هعههها ههههها أطلقت ضحكات شريرة، وانصرفتُ وهو يبكي ويترجاني!
تألّمك على غزّة لا يفيدها في شيء، ولكنّه الدّليل على أنّك لا زلت منتميًا إلى جسدٍ يشتكي منه القلب والرأس، هذا الجسد هو دينك، فاحذر أن يسكن ألمك بنسيان غزّة لا بالدّعاء لها..
إننا نشهد تبوك أخرى، الفرز شامل، لن يبقي ولن يذر!
وترى الشّيعي كالشّيطان لا يسلك فجًّا سلكه عمر، فلا تدري أتشيطنت الشّيعة، أم تشيّعت الشّياطين!

أقول قولي هذا وأسأل الله
جمعة مباركة لي ولكم🌷
أتدرين يا نادين منذ متى؟
منذ كانت النصوص نحتا

نصف الأمّة شاعر يدّعي
ونصفها ناقد يزاول الإفتا

وجميعهم يا نادين لولا أنا
لم يقرأوا حتّى البعث بيتا


أنا.. والعياذ بالله من الأنا
أستاذ شعرٍ، تلاميذه موتى


ذو القروح والأبرص وجرير
والفرزدق وحتّى.. وحتّى

[*يا سلام! حتحت قلوب النحاة كما يقال!].

حتّى راعي نمير ومجنون ليلى
وأعشى همدان وابن متّى

{- ابن متّى عليه السلام شاعر؟
- ضرورة شعريّة.}

وحيدٌ، تقول لي جن عبقر
أبيت اللعن علام تأخرتـا؟

أتى والطلّاب موتى
يا ليته يا نادين ما أتى

- الله الله! فعلًا يا ليته ما أتى.. شاعرنا الكبير، لابد أن هناك شاعرٌ مبتدء يشاهدنا الآن، ما النّصيحة التي تحبّ توجيهها له؟
- كلّ الشّعراء مبتدئون على كلّ حال، من أولهم امرئ القيس إلى آخرهم أبي الطيب، ولكن لا أظن الموتى يشاهدون التّلفاز!
- طالما وهو ظنٌ وليس يقينًا، فهناك احتمال أن يكون أحدهم يشاهدنا!
- حسنًا، نصيحتي له «إيّاك والغرور».

جزء من مقابلتي على القناة.
قدنا كل مرة أدخل أحلق بالفوتوشوب قبل ما ارسل الصورة لأمي، اليوم نسيت وارسلت لها صورة فورية (الزير سالم)🤦
ما كانت تعترف أني حلقت إلا ظهرت فروة الرأس..
أعظم عبارة مرعبة قالتها: والله لوما تحلق لا أروي خالك علي، عاده لا يقول ما أنت محد مثلك..

الله يحفظ أبي، مرة وأنا أمشط وأغني، شفته في المراية في وضعية ساخرة متهكمة، واصلت وقلت له: كيف يابو صفوان، شخصيات!؟
قال: مابش جيل المشاط والمراية!
قلت: لا ما أنتم جيل الأوس والخزرج فتحتم مكة، مابه شيء عاد صورك أنت وجيلك ملان الشنطة..
ضحك وسب ومشى😅
#ذكرى
يا ربّ!
إن أحدنا، ليرفع يده ويدعوك إلى قضاء حاجته في أوّل صلاة يصلّيها، وبعد يوم أو يومين من انتظار الإجابة، قد يحدّث نفسه يائسًا «دعوتُ الله، فلم يستجب لي»!

يا ربّ!
إنّه لا يذكّر ذنوبًا ومعاصٍ أقترفها، بعد أوّل صلاة خافت بها، يرفع يديه ويسألك حاجته، قبل أن يذرف دموع التّائب، قبل أن يغصّ بألحاح المستغفر!

يا ربّ!
إنّه لا يدري كم آية في القرآن دعوته فيها؟
يا أيُّها الذين آمنوا!
يا عبادي!
يا أيُّها الإنسان!
يا أيُّها النّاس!
يا بني آدم..!
لا يدري منذ متى وأنت تدعوه، ثمّ يأتيك وقد خاطه الشّيب داعيًا لا مجيبًا، يدعوك، ويستعجل الإجابة!

يا ربّ!
إنّه لا يحفظ سوى سورتين قصيرتين يصلّي بها، وقبل أن يفتّش في كتابك عن دعوة يجيبها، يبحث في المؤلّفات ويسأل الفقهاء عن دعاء مستجاب!

يا ربّ!
إنّي أستحي منك، ولو كان التّواري عنك يمكن، لدفنت رأسي في التّراب كالنّعامة، ولكنّك الله الذي لا تخفى عنه خافية في الأرض ولا في السّماء، ليس لي من الأمر إلا أن أقف بين يديك بذنوبي وتفريطي وخجلي، أبرأ إليك من حولي وقوتي، وألتجأ إلى حولك وقوّتك..
هل عرفتم هذا؟!
انتظروا نصًّا في الأسفل..
النص قديم حين قرأته الآن، استغربت، كان عندي نفس طويل للكتابة!
مريض الشهرة في عيادة ساحر..

العوبلي (ساحر عفاش): خير أيش مشكلتك؟
- أنا علي البخيتي، هل سمعت بهذا الاسم!؟
- لا أبدا!
- هذه هي مشكلتي..
- فهمت. تريد أن يكون اسمك مشهور؟!
- أشتيه على كل لسان أنا فدالك!
- من أي ناحية؟!
- من الحداء، بني بخيت!
- لا لا، أقصد من أي ناحية تريد أن يشتهر، هل أنت موهوب في شيء معين يؤهلك!؟
- وهبني الله طفلة قبل عامين اسميتها توجان!
- تتربى بعزاك إن شاء الله.. أسمعني يا ابني، الشهرة الطبيعية تؤتى بالمواهب والبراعة العلمية والأشياء الخارقة للشائع والمعتاد، أنت ما شاء الله حتى الشائع والمعتاد ما عندك.. مشكلتك عويصة!
- طيب ابسر لي حل، ولا ساحر على الفاضي!
- وأنت تفتكر الجن يخدموا أي حد؟
- اخدمني أنت يا بركتنا، مشو حالي يقولوا خرج من عند العوبلي بلا فائدة!
- أنت تطلب معجزة إلهية من ساحر.. لكن لا تيأس ما زال لديك أمل في الشهرة ولكن المنحرفة، إن كنت مصر، فتوكل!
- المهم شهرة لي منعك، أنت بس قلي كيف!
- بسيطة تمارس أعمال منحرفة، وبكرة يتلعلع اسمك في الجرائد..
......
بعد عامين

- العوبلي: خير أيش مشكلتك؟
- أنا علي البخيتي، هل سمعت بهذا الاسم؟!
- لا أبدا!
- هذه هي مشكلتي، حكيتها لك قبل عامين!
- أهااا تذكرت، اسمك المغمور. بشر هل صار على كل لسان؟
- صار وسيم!
- كيف ما فهمت!؟
- صاروا ينادوني وسيم حتى أمي!
- غريب مع أن شكلك بومة!
- لا. وسيم هذا اسمي التنكري!
- مغمور وزاد تنكّر وليش تنكرت!؟
- مش أنت قلت لي أنحرف؟
- أيوة!
- رحت طوالي مخابرات عمار صالح أشتغلت مخبر عامين من سجن لاسجن..
- عزت عليك الحداء.. يا مخبر وسيم، أنا قلت لك تنحرف انحراف ظاهر يا ظاهر، قمت تنحرف في الظلام وضيعت اسمك!
- هذه هي مشكلتي.. جيت لك اليوم تبسر لها حل!
- خلاص خلاص، قم الآن الجن متنرفزة قبل يركضوك، روح انحرف انحراف معلن عيني عينك..
...
بعد عامين

العوبلي: خير أيش مشكلتك؟
- أنا علي البخيتي، هل سمعت بهذا الاسم؟!
- لا أبدا!
- هذه هي مشكلتي، أحكيها لك للمرة الثالثة!
- أهااا تذكرت، المخبر وسيم؟!
- هذا سابقًا، حاليًا يسموني المقص!
- المقص! أمممم اسم على مسمى، لائق جدا، تريد أن يصبح على كل لسان؟!
- يا بركتنا أشتي أشهر اسمي الحقيقي (علي البخيتي)!
- تعال على قبري إذا استرجعته أصلًا!
- أنا بوجهك يا ملك العفاريت!
- طيب طيب، قلي، كيف سموك مقص، أي نوع من الانحراف مارست!
- اشتغلت مع الحوثي عامين.. سلب ونهب ومداهمات وتكسير أقفال وتفجير مساجد..!
- تفجير مساجد! لعنك الله يا فاجر!
- غصب عني يا مولانا الساحر، أشتي اسمي يلمع!
- وأنت ما شفت انحراف غير التحوث؟!
- ما افعل، الحوثي احتكر كل الانحرافات وجند كل المنحرفين مثل حقك العفاريت!
- بهذه صدقت.. طيب، روح انحرف معه في الواجهة إعلاميًا يعني..
....
بعد عامين

العوبلي: خير أيش مشكلتك؟
- أنا علي البخيتي، هل سمعت بهذا الاسم!؟
- لا أبدا!
- هذه مشكلتي، للمرة الثالثة أحكيها لك!
- اهااا تذكرت، المقص؟
- هذا سابقًا، حاليًا (مكينة خـ..)!
- هههههههههه.. هذا أنسب من المقص والله.. أكيد تريده على كل لسان!
- ما هو الآن على كل لسان، أشتي أمحيه من ذاكرتهم وأطبع علي البخيتي لي منعك!
- علي البخيتي انساه خالص.. لكن قلي بالله! كيف سموك مكينة خـ..؟
- مش آخر مرة قلت لي انحرف مع الحوثي في الواجهة.. إعلاميًا!
- أيوة؟
- رحت طوالي المكتب السياسي، وفضلت ألف من قناة إلى قناة لعامين، تحريض ودجل ومفتالة وكذب عيني عينك، والنتيجة مكينة خـ...
- أهااا.. شوف يا مكينة، كل شيء في الحياة قسمة ونصيب.. مش مكتوب لاسمك الشهرة، انسى الآن وركز كيف تتحرر من الوسيم والمقص والمكينة..
- أنا بوجهك يا شيخ الجن، أنا مستعد أسجد لك مقابل هذه الخدمة!
- استغفر الله.. أمانة سنبين شعار رأسي.. المشكلة أني ضميري يأنبني لأني مشارك في بلواك هذه..
أسمعني.. معنا آخر محاولة، أنك تترك الانحراف!
- تفتكر لو أترك الحوثي ممكن اسمي يصير على كل لسان؟
- على كل جزمة، أنت بتحس بمصيبتك؟ أشتي أخلصك من المقص والمكينة أول وبعدين سهل!
- طيب وما هو العمل!
- تعتزل الانحراف وتراقب الجماهير.. إذا شفتهم نسوا المخبر والمقص ومكينة القرف.. تجيني طوالي..
...

بعد عامين

العوبلي: خير أيش مشكلتك؟
- أنا علي البخيتي، هل سمعت بهذا الاسم؟
- اهااا. على ما أذكر جيتني آخر مرة (مكينة خـ..)، على ما أظن لا يوجد أسوأ من هذا، لتأتي به!
- لا ماهو آخر مرة أوصيتني أترك الانحراف لوما ينسوه!
- أهااا صح تذكرت، بشر؟
- جيتك اليوم مثل أول مرة (علي البخيتي)!
- ممتاز يعني نسوا، طيب الحمد لله احتلت مشكلتك وعاد اسمك!
- عاد ولكن مازال مغمور، وهذه هي مشكلتي التي جيت لك من أجلها أول مرة أو نسيت؟!
HTML Embed Code:
2024/06/01 17:45:11
Back to Top