TG Telegram Group Link
Channel: #المعرفة_بالنورانية
Back to Bottom
[[ أشرف ما يعبدون الله تعالى به الصلاة عليَّ و عليك ]]

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ وَ آلِ مُحَمَّدْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ أهْلِكْ عَدُوَهُمْ

قال رسول الله لعلي صلوات الله عليهما و آلهما : أتدري ماذا سمعت في الملا الأعلى فيك ليلة أسري بي يا علي ؟
سمعتهم يقسمون على الله تعالى بك ، و يستقضونه حوائجهم ، و يتقربون إلى الله تعالى بمحبتك ، و يجعلون أشرف ما يعبدون الله تعالى به الصلاة عليَّ و عليك .


و سمعت خطيبهم في أعظم محافلهم و هو يقول : علي الحاوي لأصناف الخيرات ، المشتمل على أنواع المكرمات ، الذي قد اجتمعت فيه من خصال الخير ما قد تفرق في غيره من البريات ، عليه من الله تعالى الصلوات و البركات و التحيات .

و سمعت الأملاك بحضرته ، و الأملاك في سائر السماوات و الحجب و العرش و الكرسي و الجنة و النار يقولون بأجمعهم عند فراغ الخطيب من قوله : آمين اللهم ، و طهرنا بالصلاة عليه و على آله الطيبين .

📚 المصادر و المراجع


📗تفسير الإمام العسكري|95 📗بحار الأنوار|41|23

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ الدرجات الرفيعة عند الله تُنال بموالاة علي و أوليائه و معاداة أعدائه ]]

عن إمامنا الحسن العسكري صلوات الله عليه أن بعض المنافقين أرددوا الاستهزاء بالمؤمنين من شيعة علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال أحدهم لعمار بن ياسر :

أهلاً و سهلاً و مرحباً بك يا عمار ، نلت بموالاة أخي رسول الله مع أنك وادع رافه ، لا تزيد على المكتوبات و المسنونات من سائر العبادات ما لا يناله الكاد بدنه ليلاً و نهاراً ، يعني الليل قياماً و النهار صياماً ، و الباذل أمواله و إن كانت جميع أموال الدنيا له .

مرحباً بك قد رضيك رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي أخيه مصافياً ، و عنه مناوياً ، حتى أخبر أنك ستقتل في محبته ، و تحشر يوم القيامة في خيار زمرته ، و فقني الله تعالى لمثل عملك و عمل أصحابك ممن يوفر على خدمة محمد رسول الله صلى الله عليه و آله ، و أخي محمد علي ولي الله ، و معاداة أعدائهما بالعداوة ، و مصافات أوليائهما بالموالاة و المتابعة سوف يسعدنا الله يومنا هذا إذا التقيناكم .

📚 المصادر و المراجع


📗تفسير الإمام العسكري|130 📗بحار الأنوار|30|225 📗البرهان في تفسير القرآن|1|203

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ كانوا مجانين علي بن أبي طالب ]]

عن جابر ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : سمعت جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري يقول :

لو نشر سلمان و أبو ذر رحمهما الله لهؤلاء الذين ينتحلون مودتكم أهل البيت لقالوا : هؤلاء كذابون .

و لو رأى هؤلاء أولئك لقالوا : مجانين .

📚 المصادر و المراجع


📗الأمالي، المفيد|246 📗بحار الأنوار|22|343 📗ينابيع الحكمة|3|416

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ علي بن أبي طالب كلمة الله التامة ، العليا ، العظمى ]]

قال الصادق من آل محمد صلوات الله عليه : لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ، و لكنهم لا يبصرون .(1)

الكلمة هي تجلي العلم و ظهوره ، لأن قبل الكلمة كان العلم غيباً باطناً خفياً لا يمكن إدراكه و لا معرفته مطلقاً ، فكانت الكلمة معبرةً عن وجود هذا العلم و مظهرةً له شرحاً و تفصيلاً .

فكيف للعالم أن يُظهِر علمه للناس فيَعرف الناس هذا العلم و يُعرَف العالم بعلمه بغير أن يتكلم أو يكون له كتاب فيه علمه ، فتقرأ الناس كلمات هذا الكتاب و يظهر العلم و مستوى علم العالم ؟!

قال الله عز و جل : كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق لكي أعرف .(2)

الكنز الخفي هو معرفته عز و جل بعد أن كان غيباً خفياً ، فخلق الخلق كيف يُعرف ، و كما قلنا لا يمكن للعلم أن يظهر و العالم أن يُعرف إلا من خلال التكلم ، لذلك أول ما خلق الله عز و جل ( الكلمة ) .

عن أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه قال : إن الله سبحانه تفرد في وحدانيته ، ثم تكلم بكلمة فصارت نوراً ، ثم خلق من ذلك النور محمداً و علياً و عترته عليهم السلام .
ثم تكلم بكلمة فصارت روحاً و أسكنها في ذلك النور و أسكنه في أبداننا .
فنحن روح الله و كلمته ، احتجب بنا عن خلقه ، فما زلنا في ظل عرشه خضراء مسبحين نسبحه و نقدسه حيث لا شمس و لا قمر و لا عين تطرف .
ثم خلق شيعتنا ، و إنما سموا شيعة لأنهم خلقوا من شعاع نورنا
.(3)

الكلمة هي أول الخلق قبل النور و قبل الروح ، و المتكلم هي المشيئة ، لأن كل شيء بالمشيئة و المشيئة لا من شيء .
و الكلمة هي مقام من مقامات آل محمد التي لا حصر لها .

فكما أن مقام ( يد الله ) في الآية { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } هو مقام للإمام .
و كما أن ( ولاية الله ) المطلقة في الآية { إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا } هو مقام للإمام .
و كما أن ( الأسماء الحسنى ) في الآية { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ } هو مقام للإمام .
و كما أن ( نور الله ) في الآية { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ } هو مقام للإمام .
كذلك مقام ( كلمة الله ) في الآية { وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا } هو مقام للإمام .

فالكلمة هي أعلى مقامات المعصوم بعد مقام المشيئة ، لأن الكلمة هي الصادر الأول من المشيئة الناطقة بمعرفة الكنز الخفي .
فمن الكلمة كان ( النور ) .
و من الكلمة كانت ( الروح ) .
و من الكلمة كان ( الاسم الأعظم ) .
و من الكلمة كانت ( الأسماء الحسنى ) .
ثم من الكلمة العليا كان جميع الخلق ، لأن الكلمة هي الناطقة بإرادة الله و مشيئته عز و جل ، و لولاها لما ظهر الكنز الخفي و لا عُرف الله عز و جل .

قال تعالى { يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ }
قال تعالى { أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ }
قال تعالى { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }
قال تعالى { وَ لَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

فالخلق كله كلمات الله عز و جل لأنه ظهور لما في علم الله و غيبه ، و كما قلنا أن العلم يظهر و يُعرف بالتكلم .

و كل الكلمات أصلها و مبدؤها من الكلمة الأولى ( كلمة الله ) و تنسب إلى الله تخصيصاً لها و لشرافتها و فضلها على الكلمات كما أن الكعبة بيت الله تشريفاً لها على البيوت .

و كلمة الله هي الإمام من آل محمد ، قال رسول الله صلوات الله عليه و آله قال : نحن كلمة الله ، و نحن خاصة الله .(4)

و قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في وصف الإمام : فلا يقاس بهم من الخلق أحد ، فهم خاصّة اللَّه و خالصته ، و سر الديان و كلمته ..(5)

و قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أنا جنب الله و كلمته .(6)

و قال صلوات الله عليه : يا طارق الإمام كلمة اللَّه .(5)

و قال صلوات الله عليه : أنا كلمة الله النّاطقة في خلقه .(7)

و قال صلوات الله عليه : أنا أمين الله و خازن علمه .. و كلمته التي يجمع بها المتفرق و يفرق بها المجتمع .(8)
و معنى أنهم صلوات الله عليهم كلمة الله أي :

🔴أنهم ( الكلمة التامة ) :

قال تعالى { وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَ عَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الإمام ليسمع في بطن أمه ، فإذا ولد خط بين كتفيه { و تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً و عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِه و هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .(9)

🔴و أنهم ( الكلمة العظمى ) :

من زيارة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه : فأنت حجته الكبرى ، و كلمته العظمى ، و طريقته المثلى ، و حجته على أهل الدنيا ، و خليفته في الأرض و السماوات العلى .(10)

🔴و أنهم ( الكلمة العليا ) :

عن النبي صلوات الله عليه و آله قال : عليّ كلمة الله العليا ، و كلمة أعدائه السفلى .(11)

و عن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه : فهم أئمة الهدى ، و الدعاة إلى التقوى ، و كلمة الله العليا ، و حجة الله العظمى .(12)

🔴و أنهم ( الكلمة الباقية ) :

عن الحسن العسكري أنه قال حين ولد الحجة بن الحسن عجل الله فرجه : هذا بقية الله في خلقه ، و وجه الله في عباده ، و وديعته المستحفظة ، و كلمته الباقية .(13)

فهذه الكلمة التامة ، العليا ، العظمى ، هي أصل كل الكلمات و مبدؤها و غايتها ، و كل الكلمات في الوجود تفريع منها و تفصيل لها ، و هو قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه في وصف الإمام : مبدأ الوجود و غايته ، و قدرة الرب و مشيته ، و أم الكتاب و خاتمته ، و فصل الخطاب و دلالته ، و خزنة الوحي و حفظته ، و آية الذكر و تراجمته ، و معدن التنزيل و نهايته .(5)

فهذه الكلمة التي هي الإمام من آل محمد ظهرت في كل الوجود دليلاً على وحدانية الله و عظمته و قدرته و جلاله ، حتى بها عُرف التوحيد ، و بها عُبد الرب المجيد ، و منها ظهرت لا إله إلا الله ، و هو قول إمامنا الحجة بن الحسن صلوات الله عليه : أسألك بما نطق فيهم من مشيتك ، فجعلتهم معادن لكلماتك ، و أركاناً لتوحيدك ، و آياتك ، و مقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان ، يعرفك بها من عرفك ، لا فرق بينك و بينها إلا أنهم عبادك و خلقك ، فتقها و رتقها بيدك ، بدؤها منك و عودها إليك ، أعظاد ، و أشهاد ، و مناة ، و أزواد ، و حفظة ، و رواد ، فبهم ملأت سماءك و أرضك حتى ظهر أن لا إله إلا أنت .(14)

لذلك لا يمكن معرفة الإمام من آل محمد بحقيقة معرفته ، و لا يمكن وصفه بأي حال من الأحوال ، كيف و كل العوالم في كل الوجود من المشيئة المجردة ، إلى عوالم الهاهوت ، و اللاهوت ، و الجبروت ، و الملك ، و الملكوت ، و الناسوت ، و كل عوالم الإمكان و التكوين ، كلها كلمات الله فرع الكلمة العليا .

لذلك قال الهادي من آل محمد صلوات الله عليه : نحن كلمات الله التي لا تنفد ، و لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى .(15)

و قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : نزّهونا عن الربوبية ، و ارفعوا عنا الحظوظ البشرية ، فإنا عنها مبعدون ، و عما يجوز عليكم منزّهون ، ثم قولوا فينا ما أستطعتم ، فإن البحر لا ينزف ، و سر الغيب لا يعرف ، و كلمة اللَّه لا توصف ، و من قال هناك لم و بم وممّ و فيم ، فقد كفر .(16)

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗 التفسير الصافي|1|76 📗 بحار الأنوار|89|109

(2) 📗تفسير الصراط المستقيم|3|435 📗مستدرك سفينة البحار|9|193 📗بحار الأنوار|84|201

(3) 📗تفسير الصراط المستقيم|2|217 📗بحار الأنوار|25|23 📗التفسير الصافي|1|351 📗تفسير كنز الدقائق|3|148 📗تأويل الآيات الظاهرة|1|116

(4) 📗مشارق أنوار اليقين|58 📗بحار الأنوار|25|24

(5) 📗مشارق أنوار اليقين|174 📗بحار الأنوار|25|171 📗إلزام الناصب|1|27

(6) 📗مصباح البلاغة|3|262 📗المناقب، ابن شهرآشوب|2|206 📗بحار الأنوار|39|350

(7) 📗مشارق أنوار اليقين|260 📗تفسير المحيط الأعظم|1|266

(8) 📗تفسير كنز الدقائق|13|232 📗تأويل الآيات الظاهرة|2|250 📗البرهان في تفسير القرآن|5|365 📗بحار الأنوار|23|322

(9) 📗 الكافي|1|435 📗 الوافي|3|216 📗 مكيال المكارم|1|136

(10) 📗مصباح الزائر|133 📗بحار الأنوار|98|230

(11) 📗الأمالي، الصدوق|61 📗مشارق أنوار اليقين|79 📗بحار الأنوار|38|90

(12) 📗اليقين، السيد ابن طاووس|350 📗تفسير فرات الكوفي|396 📗تفسير كنز الدقائق|11|517 📗بحار الأنوار|26|253

(13) 📗مجمع النورين|290 📗مشارق أنوار اليقين|157

(14) 📗 مصباح المتهجد|803 📗 إقبال الأعمال|3|214 📗 المصباح الكفعمي|529 📗 مكيال المكارم|2|296

(15) 📗اليقين، السيد ابن طاووس|319 📗بحار الأنوار|26|251 📗تفسير فرات الكوفي|396 📗تحف العقول|479

(16) 📗بحار الأنوار|26|1 📗إلزام الناصب|1|32

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ علي بن أبي طالب هو باطن شهر رمضان و صيامه ]]

قال سيد الموحدين صلوات الله عليه :

أنا شهر رمضان ، أنا ليلة القدر ، أنا أم الكتاب ، أنا فصل الخطاب ، أنا سورة الحمد ، أنا صاحب الصلاة في الحضر و السفر ، بل نحن الصلاة و الصيام و الليالي و الأيام و الشهور و الأعوام .

📚 المصادر و المراجع

📗مشارق أنوار اليقين|261 📗تفسير المحيط الأعظم|1|267

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ هؤلاء ساداتك و أئمتك هم هنا جلاسك و أناسك ]]

قال الإمام أبو محمد العسكري صلوات الله عليه : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة ، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه ، و ظهور ملك الموت له ، و ذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن و هو في شدة علته ، و عظيم ضيق صدره بما يخلفه من أمواله و عياله ، و ما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه و عياله ، و قد بقيت في نفسه حزازتها ، و انقطعت آماله فلم ينلها .
فيقول له ملك الموت : ما لك تجرع غصصك ؟
فيقول : لاضطراب أحوالي و انقطاعي دون آمالي .
فيقول له ملك الموت : و هل يجزع عاقل من فقد درهم زائف ، و قد اعتاض عنه بألف ألف ضعف الدنيا ؟
فيقول : لا .
فيقول له ملك الموت : فانظر فوقك .
فينظر ، فيرى درجات الجنان و قصورها التي تقصر دونها الأماني .
فيقول له ملك الموت : هذه منازلك و نعمك و أموالك و عيالك و من كان من ذريتك صالحاً فهو هناك معك ، أفترضى به بدلاً مما هاهنا ؟
فيقول : بلى و الله .
ثم يقول ملك الموت : انظر .
فينظر ، فيرى محمداً و علياً و الطيبين من آلهما في أعلى عليين .
فيقول له : أوتراهم ؟ هؤلاء ساداتك و أئمتك ، هم هنا جلاسك و أناسك ، أفما ترضى بهم بدلاً مما تفارق هاهنا ؟
فيقول : بلى و ربي .
فذلك ما قال الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّه ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا و لا تَحْزَنُوا } .
فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموه ، و لا تحزنوا على ما تخلفونه من الذراري و العيال و الأموال ، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلاً منهم .
{ و أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } هذه منازلكم و هؤلاء أناسكم و جلاسكم .
{ و نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا و فِي الآخِرَةِ و لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ و لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ }

📚 المصادر و المراجع


📗تفسير الإمام العسكري|247 📗المحتضر|52 📗تأويل الآيات الظاهرة|2|102 📗التفسير الصافي|4|359 📗البرهان في تفسير القرآن|4|788 📗بحار الأنوار|24|28 📗تفسير كنز الدقائق|11|451

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ المقصّرة على وجوههم في النار ]]

قال الله عز و جل { مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَ هُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَ مَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

قال الصادق صلوات الله عليه :
الحسنة حبنا ، و معرفة حقنا .
و السيئة بغضنا و انتقاص حقنا .

📚 المصادر و المراجع


📗المناقب، ابن شهرآشوب|4|284 📗بحار الأنوار|24|47

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ علي بن أبي طالب عين الله و أذنه و لا تخفى عليه خافية في السماوات و الأرض ]]

عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : إذا لقيت السبع ما تقول له ؟
قلت : لا أدري .
قال : إذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسي و قل : عزمت عليك بعزيمة الله ، و عزيمة محمد رسول الله صلى الله عليه و آله ، و عزيمة سليمان بن داود ، و عزيمة علي أمير المؤمنين و الأئمة من بعده ، فإنه ينصرف عنك .
قال عبد الله الكاهلي : فقدمت إلى الكوفة ، فخرجت مع ابن عم لي إلى قرية ، فإذا سبع قد اعترض لنا في الطريق ، فقرأت في وجهه آية الكرسي و قلت : عزمت عليك بعزيمة الله ، و عزيمة محمد رسول الله ، و عزيمة سليمان بن داود ، و عزيمة أمير المؤمنين عليه السلام و الأئمة من بعده إلا تنحيت عن طريقنا ، و لم تؤذنا ، فإنا لا نؤذيك .
قال : فنظرت إليه و قد طأطأ رأسه و أدخل ذنبه بين رجليه ، و ركب الطريق راجعاً من حيث جاء .
فقال ابن عمي : ما سمعت كلاماً أحسن من كلامك هذا الذي سمعته منك .
فقلت : أي شيء سمعت ؟ هذا كلام جعفر بن محمد .
فقال : أنا أشهد أنه إمام فرض الله طاعته ، و ما كان ابن عمي يعرف قليلاً و لا كثيراً .
قال : فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام من قابل ، فأخبرته الخبر ، فقال : ترى أني لم أشهدكم ؟! بئسما رأيت .
ثم قال : إن لي مع كل ولي أذناً سامعة ، و عيناً ناظرة ، و لساناً ناطقاً .
ثم قال : يا عبد الله أنا و الله صرفته عنكما ، و علامة ذلك أنكما كنتما في البرية على شاطئ النهر ، و اسم ابن عمك مثبت عندنا ، و ما كان الله ليميته حتى يعرف هذا الأمر .
قال : فرجعت إلى الكوفة فأخبرت ابن عمي بمقالة أبي عبد الله عليه السلام ففرح فرحاً شديداً و سر به ، و ما زال مستبصراً بذلك إلى أن مات
.(1)

🔴 بيان :

الامام من آل محمد موجود في كل مكان و زمان شاهد على الخلق ، ينظر أعمالهم ، و يسمع كلامهم ، و يعرف سرهم و نجواهم ، كيف لا و أقل خدامه من الملائكة شاهدين على الناس يكتبون أفعالهم !
قال تعالى { وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظينَ * كِراماً كاتِبينَ * يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ }
و قال تعالى { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلى‏ وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }
و قال تعالى { ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقيبٌ عَتيدٌ }

فالله عز و جل جعل ملائكة رقباء على الناس ينظرون أفعالهم و يسمعون كلامهم و يعلمون نجواهم ، و هؤلاء الملائكة يعملون بأمر الإمام أمير المؤمنين ، قال صلوات الله عليه : أنا حجة الله على خلقه من أهل سماواته و أرضه ، و ما في السماء من ملك يخطر قدماً عن قدم إلا بإذني .(2)

فالملائكة رقباء على الناس و الإمام رقيب على الملائكة ، لأنه حجة الله على جميع الخلق ، عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول : ما من شيء ، و لا من آدمي ، و لا إنسي ، و لا جني ، و لا ملك في السماوات إلا و نحن الحجج عليهم ، و ما خلق الله خلقاً إلا و قد عرض ولايتنا عليه ، و احتج بنا عليه ، فمؤمن بنا و كافر و جاحد ، حتى السماوات و الأرض .(3)

بل الأمر أكبر و أعظم و أعمق ، فالحقيقة أن الإمام هو عين الله و هو أذن الله .

قال الصادق صلوات الله عليه : إن لله عز و جل خلقاً من رحمته ، خلقهم من نوره ، و رحمته من رحمته لرحمته .
فهم عين الله الناظرة ، و أذنه السامعة ، و لسانه الناطق في خلقه بإذنه
.(4)

قال الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أنا عين الله الناظرة في بريته .(5)

و قال رسول الله صلوات الله عليه و آله في وصف الأمير علي : و هو عين الله الناظرة ، و أذنه السامعة .(6)

فما وظيفة عينك بالنسبة لك ؟
و ما وظيفة أذنك بالنسبة لك ؟

هما آلة النظر و آلة السمع بالنسبة لك ، بمعنى أن كل شيء تراه عيناك و تسمعه أذناك فأنت الذي رأيت و سمعت بهما .
فلا ترى شيء إلا بعينك ، و لا تسمع شيء إلا بأذنك .
و لله المثل الأعلى .

الله عز و جل بصير سميع بغير آلة ، لكن قولهم صلوات الله عليهم أنهم ( عين الله ) و ( أذن الله ) مثال للناس حتى يفهموا من خلاله مقام الإمام عند الله ، بمعنى أن كل شيء في الوجود يبصره الله و يسمعه فالإمام يبصره و يسمعه ، كما أنك كل ما تراه فعينك هي التي تراه ، و كل ما تسمعه فأذنك هي التي تسمعه .

لذلك الإمام لا تخفى عليه خافية في السماوات و الأرض و ما فوقهما و ما تحتهما بالمطلق ، و كيف يخفى شيء من خلق الله عن عين الله الناظرة و أذنه السامعة ؟!
و ذلك قول سيد الموحدين صلوات الله عليه : و لقد نظرت في ملكوت السماوات و الأرض فما غاب عني شيء مما كان قبلي ، و لا شيء مما هو كائن بعدي .(7)

و قوله صلوات الله عليه : أنا الشاهد لأعمال الخلائق في المشارق و المغارب .(8)

و قوله صلوات الله عليه : أنا محصي الخلائق و إن كثروا .(9)
افهم المطلب جيداً ، قال عز و جل { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَ تَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }

ليس معنى ما ذكرناه أن الله يرى و يسمع و الإمام أيضاً يرى ما يراه الله و يسمعه .
بل في مقام التفصيل نقول أن الناظر و السامع ( عين الله و أذن الله )
و في مقام الإجمال نقول ( الله ) و لا فرق .

فلو نظرت إلى القمر صحيح أن نقول عينك رأت القمر في مقام ( التفصيل ) .
و صحيح أن نقول أنت رأيت القمر في مقام ( الإجمال ) .
و هل يوجد فرق في الرؤية بين القول الأول و القول الثاني ؟!

لهذا في العلاقة مع الله عز و جل لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن تكون عبر الإمام ، كما قال الهادي من آل محمد في الجامعة الكبيرة : و من أراد الله بدأ بكم .

فإنك عندما تريد مخاطبة فلان فلا يمكن ذلك من دون ملاحظة أنه ينظر لك بعينه .
و لا يمكن ذلك دون ملاحظة أنه يسمعك بأذنه .

فكل فعل من الإمام هو عينه فعل الله عز و جل ، كما أنه إذا نطق لسانك فأنت المتكلم ، و إذا كتبت يدك فأنت الذي كتبت ، و إذا رأت عينك فأنت الذي رأيت .
و هو قوله عز و جل { وَ مَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لَٰكِنَّ اللهَ رَمَىٰ }

قد يشكل البعض على هذا الكلام و يقول بأنه لو كل شيء في الوجود يراه الإمام و يسمعه و عالم بسره بالمطلق فما بقي لله عز و جل ؟!

و هذا القول هو الكفر بعينه ، لأنه تصور لمحدودية قدرة الله عز و جل بحدود خلقه ، و الله غني عن العالمين ، و غني بذاته عن كل ما سواه عز و جل .
و هل ألوهية الله عز و جل تقاس بمخلوقاته !!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
فالله عز و جل لا تنقص خزائنه ، و لا تزيده كثرة العطاء إلا جوداً و كرماً .

فعندما ولى الله عز و جل أمير المؤمنين على الناس كافة بولاية مطلقة منه عز و جل على أمور دينهم و أموالهم و دمائهم و أنفسهم و قال { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ } هل نقص من ألوهيته شيء ! أو من قدرته و ولايته عز و جل شيء ؟!!
و هكذا لو ولاهم على كل ما خلق و ذرأ و برأ هل ينقصه شيء و العياذ بالله ؟!

و هل الله تعالى خلق هذا الوجود كله إلا لمحمد و آله و جعلهم خلفاء له على ما خلق و حجة عليهم جميعاً ؟!

عن رسول الله صلوات الله عليه و آله في خبر طويل حين رأى آدم أنوار محمد و آله حول العرش و سأل الله عن هذه الأنوار فقال عز و جل : يا آدم ، لولا هذه الأسماء لما خلقت سماءً مبنية ، و لا أرضاً مدحية ، و لا ملكاً مقرباً ، و لا نبياً مرسلاً ، و لا خلقتك يا آدم .(10)

و قال رسول الله صلوات الله عليه و آله : و الذي نفسي بيده ، ما أري إبراهيم ملكوت السماوات و الأرض و لا اتخذه خليلاً إلا بنبوتي و الإقرار لعلي بعدي .
و لا استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية له و الإقرار لعلي بعدي
.(11)

الإشكال ليس في الشرك بالله أو الانتقاص من الوهيته عز و جل ، بل الإشكال في النفوس و القلوب المريضة التي تشمئز من ذكر علي بن أبي طالب أمير المؤمنين .
قال رسول الله صلوات الله عليه و آله : ما بال أقوام من أمتي إذا ذكر عندهم إبراهيم و آل إبراهيم استبشرت قلوبهم ، و تهللت وجوههم ، و إذا ذكرت و أهل بيتي اشمأزت قلوبهم ، و كلحت وجوههم ؟! .(12)

و لو كانت هذه المقامات لغير علي بن أبي طالب من الملائكة المقربين مثلاً لما اعترض أحد ، و لما كانت شركاً و لا غلواً !

قال أبا جعفر صلوات الله عليه : عجبت من قوم يتولونا و يجعلونا أئمة و يصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله صلى الله عليه و آله ثم يكسرون حجتهم و يخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصونا حقنا ، و يعيبون ذلك على من أعطاه اللَّه تعالى برهان حق معرفتنا و التسليم لأمرنا .
أترون أن الله تعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى عنهم أخبار السماوات و الأرض و يقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم ؟!
.(13)

#عبدهم_مصطفى
📚 المصادر و المراجع

(1) 📗إثبات الهداة|4|185 📗العوالم ، الإمام جعفر الصادق|1|299 📗جامع أحاديث الشيعة|16|470 📗كشف الغمة|2|404

(2) 📗مجمع النورين|192 📗مشارق أنوار اليقين|343 📗إثبات الهداة|3|499

(3) 📗بحار الأنوار|27|48 📗مستطرفات السرائر|29

(4) 📗التوحيد، الصدوق|167 📗نور البراهين|1|419

(5) 📗بصائر الدرجات|81 📗الكافي|15|74 📗المحتضر|282

(6) 📗كتاب سليم بن قيس381 📗بحار الأنوار40|9

(7) 📗بصائر الدرجات|221 📗الخصال، الصدوق|429 📗الأمالي، الطوسي|235 📗مشارق أنوار اليقين|219

(8) 📗مشارق أنوار اليقين|270 📗اللوامع النورانية|56 📗الكلمات المكنونة|229

(9) 📗مشارق أنوار اليقين|270 📗الكلمات المكنونة|229 📗اللوامع النورانية|55

(10) 📗البرهان في تفسير القرآن|2|443 📗تفسير الصراط المستقيم|5|338 📗حلية الأبرار|2|59 📗بحار الأنوار|35|23 📗روضة الواعظين|100

(11) 📗كتاب سليم بن قيس|382 📗بحار الأنوار|40|98

(12) 📗الأمالي، المفيد|174 📗الأمالي، الطوسي|170 📗جامع أحاديث الشيعة|1|463 📗الأصول الستة عشر|126

(13) 📗الكافي|1|309 📗بصائر الدرجات|144 📗العوالم ، الإمام الحسين|521

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ اصطفانا على جميع الخلق بعلمه ، و جعلنا مهيمنين عليهم بحكمه ]]

قال الصادق من آل محمد صلوات الله عليه : إن الله كان و لا شيء قبله ، و هو باق و لا نهاية له ، فله الحمد على ما ألهمنا ، و له الشكر على ما منحنا ، و قد خصنا من العلوم بأعلاها ، و من المعالي بأسناها ، و اصطفانا على جميع الخلق بعلمه ، و جعلنا مهيمنين عليهم بحكمه .

📚 المصادر و المراجع

📗التوحيد، المفضل بن عمر|9 📗بحار الأنوار|3|61

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ بدن المعصوم حي لا يموت و لا يصاب بشيء من آفات الدنيا ]]

قال رسول الله صلوات الله عليه و آله : فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش ، فالعرش من نوري ، و نوري من نور الله ، و نوري أفضل من العرش .
ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور أخي علي ، و نور علي من نور الله ، و علي أفضل من الملائكة .
ثم فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السماوات و الأرض ، فالسماوات و الأرض من نور ابنتي فاطمة ، و نور ابنتي فاطمة من نور الله تعالى ، و ابنتي فاطمة أفضل من السماوات و الأرض .
ثم فتق نور ولدي الحسن و خلق منه الشمس و القمر ، فالشمس و القمر من نور ولدي الحسن ، و نور ولدي الحسن من نور الله ، و الحسن أفضل من الشمس و القمر .
ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة و الحور العين ، فالجنة و الحور العين من نور ولدي الحسين ، و نور ولدي الحسين من نور الله ، فولدي الحسين أفضل من الجنة و الحور العين
.(1)

🔴 بيان :

كما ظاهر في الحديث الشريف أن كل الوجود خُلق من نور محمد و آله صلوات الله عليهم ، و هذا الخلق ليس مرتبة واحدة ، أي يوجد عالم المادة أو الأجسام و مثاله الأرض ، و كذلك عالم النفوس ، و عالم الأرواح ، و عالم النور...

و كل من هذه العوالم خلقت بما يناسبها من النور المحمدي ، فمثلاً عالم النور هو أشعة النور الكلي الذي هو نور محمد و آله ، و عالم النفوس هو أشعة النفس الكلية التي هي نفس محمد و آله ، و عالم الأرواح هو أشعة الروح الكلية التي هي روح محمد و آله ، و عالم الأجساد هو أشعة الجسد الكلي الذي هو جسد محمد و آله ، و هذا معنى قول الهادي صلوات الله عليه في الجامعة الكبيرة : بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي ، ذكركم في الذاكرين ، و أسماؤكم في الأسماء ، و أجسادكم في الأجساد ، و أرواحكم في الأرواح ، و أنفسكم في النفوس ، و آثاركم في الآثار ، و قبوركم في القبور...

فجسم الإمام من آل محمد هو علة وجود عالم الأجسام أو الناسوت ، فهل جسدهم صلوات الله عليهم كباقي الأجساد و يجري عليهم ما يجري على غيرهم ؟!

جسم الإمام بما أنه علة و سبب خلق جميع الأجسام فلا بد أن يكون أكملهم و أحسنهم من كل الجهات و ليس مثلهم ، فمن حيث القوة جسده أقوى ما في الوجود المادي ، و من حيث الجمال جسده أجمل ما في الوجود المادي ..

لذلك جسم الإمام من آل محمد لا يجري عليه ما يجري على الأجسام و الأبدان غيره ، و قد ورد عن المعصومين في مواصفات بدن الإمام ما يدل على ذلك .

فمن مواصفات جسد الإمام الظاهرة أنه :

لا يتأثر بالحرارة و لا البرودة .
كما روى أنس قال : ... و القدر على النار يغلي ، و فاطمة صلوات الله عليها تحرك ما في القدر بإصبعها ، و القدر على النار يبقبق ..(2)

لا يأثر فيه السيف .
كما روت السيدة حكيمة بنت الرضا صلوات الله عليهما عن أم الفضل زوجة الجواد صلوات الله عليه عندما ضرب المأمون إمامنا الجواد بالسيف قالت : فقال ياسر : و الله يا مولاي ما زلت تضربه بالسيف و أنا و هذه ننظر إليك و إليه حتى قطعته قطعة قطعة ، ثم وضعت سيفك على حلقه فذبحته .. ثم أردت أن أنظر إلى بدنه هل فيه شيء من الأثر .
فقلت له : أحب أن تهب لي هذا القميص الذي عليك لأتبرك به ، فنظر إلي و تبسم كأنه علم ما أردت بذلك .
فقلت : لست أريد غير هذا القميص الذي عليك ، فخلعه و كشف لي عن بدنه كله ، فوالله ما رأيت أثراً
.(3)

لا يؤثر قدمه الشريف على الرمل و يؤثر على الصخر .(4)

لا يبلى جسده بعد الموت .(4)

تنام عينه و لا ينام قلبه .(4)

لا يكون له فيئ .(4)

يرى من خلفه كما يرى من بين يديه .(4)

مولاتنا الصديقة الشهيدة فاطمة لا ترى ما تراه النساء .
قال الباقر صلوات الله عليه : و الله لقد فطمها الله تبارك و تعالى بالعلم و عن الطمث بالميثاق .(5)

صعود النبي إلى السماوات في المعراج .
و هذا لا يقوى عليه أي بدن في الوجود ، فصعود الفضاء خارج الأرض مستحيل إلا بتجهيزات خاصة ، فكيف بصعود أطباق السماوات ؟!
و الدليل ما ورد في حديث المعراج من أنه صلوات الله عليه و آله ركب البراق من بيته ، ثم توضأ و صلى في السماء الرابعة الوضوء و الصلاة التي نعرفها من غسل و مسح و ركوع و سجود .

حي لا يموت .
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن ميتنا لم يمت ، و غائبنا لم يغب ، و إن قتلانا لن يقتلوا .(6)

فبدن الامام ليس كأبدان البشر ، لأن أبدانهم من ( عليين ) و كل الدنيا من دون ذلك ، و أجسادهم علة وجود عالم الدنيا ، بمعنى أن الناسوت كله أو المادة هي أشعة أجسادهم صلوات الله عليهم ، فبدهم الحقيقي هو ترابي نوراني و لا يمكن أن يظهر لأحد لأن الخلق لا يطيق رؤيته على حقيقته ، و ما الشمس إلا ظهور بسيط من نورانية أبدانهم بالنسبة لعالم الدنيا ، و قد قال إمامنا الصادق صلوات الله عليه : فإن كانوا صادقين فليملؤوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب .(7)
بل الظاهر من بدن المعصوم صورة و لباس بشري حتى تتم الحجة و يتم إمتحان و إبتلاء الناس بهم صلوات الله عليهم ، و ذلك قوله عز و جل { وَ لَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ }
و حتى يطيقوا الناس رؤيتهم و الأخذ عنهم ، و لولا هذه الصورة البشرية التي ظهروا بها و هذا الحجاب الجسماني لما طاق رؤيتهم أحد .

و لذلك لا شيء في الدنيا يؤثر في جسد الإمام كما أن السيف لم يؤثر بإمامنا الجواد صلوات الله عليه ، و كذلك السم في الشاة التي أكلها النبي صلوات الله عليه و آله من اليهودية لم يؤثر فيه .
فهل شعاع الشمس ممكن أن يؤثر في الشمس بأي حال من الأحوال ؟!
كذلك الدنيا بالنسبة إلى أجسادهم .

فبدن الإمام من عليين و لذلك عنده القدرة أن يصعد إلى السماوات بجسده و يصل إلى عليين متى شاء و أراد كما في معراج النبي .
و كما في رواية أمير المؤمنين حين صعد السماء لحل خصام مع الملأ الأعلى .(8)

و كذلك في رواية السجاد صلوات الله عليه حين صعد السماء و نزل بفاكهة من الجنة .(9)

قال الصادق من آل محمد صلوات الله عليه : إن الله خلقنا من نور عظمته ، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش ، فأسكن ذلك النور فيه ، فكنا نحن خلقاً و بشراً نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيباً .
و خلق أرواح شيعتنا من طينتنا و أبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة و لم يجعل الله لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيباً إلا للأنبياء ، و لذلك صرنا نحن و هم الناس ، و صار سائر الناس همج ، للنار و إلى النار
.(10)

و لذلك الإمام حي لا يموت في الدنيا و لا يقتل بحقيقة جسده النوراني بل بالصورة الظاهرة التي هي حجاب الجسد النوراني .

و مثال بدن الإمام الحجاب "روح المؤمن" ، فالروح لها قدرة فوق قدرة الجسد فهي تعرج إلى السماء عند النوم ، قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : لا ينام المسلم و هو جنب ، و لا ينام إلا على طهور ، فإن لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد ، فإن روح المؤمن تروح إلى الله تعالى فيلقيها و يبارك عليها ، فإن كان أجلها قد حضر جعلها في مكنون رحمته ، و إن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع أمنائه من الملائكة فيردوها في جسده .(11)

و الروح لا تتأثر بشيء في عالم المادة من سيف أو سم أو برد أو حر أو ... فالذي يتأثر هو البدن .

و الروح حية لا تموت ، بل تنتقل إلى العالم الآخر و الجسد هو الذي يموت و يبلى .

و ما روح إلمؤمن إلا شعاع من بدن المعصوم النوراني .

لذلك روح المؤمن معصومة لا تخطئ الإيمان و العقيدة أبداً ، بل الذي يذنب هو جسده ، و ذلك قول الصادق صلوات الله عليه : أن الشيطان ليس له على شيعتنا سلطان أن يضلهم عن اعتقاد الحق كما أن جسد الحجة ليس للشيطان عليه سبيل أن يوقعه في الخطايا و الذنوب .(12)

و مثال توضيحي آخر للتمييز بين بدن الإمام و أبدان البشر هو "القرآن الكريم" فإن ظاهره كتاب كجميع الكتب من ورق و جلدة و كلام من حبر بحيث لا يختلف عن غيره من حيث الشكل أبداً ، فهل من حيث المضمون له ذات خصائص الكتب الأخرى ؟
القرآن معصوم { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ }
القرآن شفاء و رحمة { وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }
القرآن فيه الإعجاز العلمي و البلاغي { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }
القرآن يصنع الخوارق و المعجزات { وَ لَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَ }
القرآن مقدس { لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }

فكما أن القرآن كتاب إلهي مقدس محفوظ إلى يوم القيامة لا يتغير و لا يبلى في مضمونه و لو أنه تعرض للحرق أو التلف فهذا للحجاب الظاهري الورقي لا يغير شيء من قدسيته و بقاء آثاره التي ذكرنا بعضها .

و هكذا بدن المعصوم بالنسبة إلى أبدان الناسوت ، و بشرية المعصوم بالنسبة إلى البشر .
الخلاصة أن بدن المعصوم النوراني و ليس روح المعصوم ، و ليس نفس المعصوم ، و ليس عقل المعصوم أو نور المعصوم ، بل بدن المعصوم الترابي النوراني هو أصل و مبدأ هذا العالم الدنيا الناسوتي ، و كل شيء أشعة ظهور بدن المعصوم ، لذلك لا شيء يؤثر فيه كما أن الشعاع لا يؤثر بالشمس ، بل الذي يقتل و يغيب عن نواظر الخلق هو الجسد الحجاب .

فالمعصوم هو وجه الله في كل العوالم بالشكل الذي يناسبه ، ففي العالم النوراني نور المعصوم وجه الله ، و في العالم الروحاني روح المعصوم وجه الله ، و في العالم الناسوتي بدن المعصوم وجه الله .
و قال عز و جل { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ }
و قال عز و جل { وَ يَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ }

و قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن ميتنا لم يمت و غائبنا لم يغب و إن قتلانا لن يقتلوا .(6)

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗تأويل الآيات الظاهرة|1|138 📗تفسير كنز الدقائق|3|466 📗بحار الأنوار|37|84 📗البرهان في تفسير القرآن|2|125

(2) 📗الثاقب في المناقب|297 📗العوالم، السيدة الزهراء|1|198 📗الأسرار الفاطمية|343

(3) 📗الخرائج والجرائح|1|373 📗كشف الغمة|3|158 📗بحار الأنوار|50|69 📗مدينة المعاجز|7|368

(4) 📗الخصال، الصدوق|442 📗الاحتجاج، الطبرسي|2|231 📗إثبات الهداة|5|346

(5) 📗علل الشرائع|1|217 📗الكافي|1|508

(6) 📗المناقب، السيد محمد العلوي|74 📗بحار الأنوار|26|8 📗إلزام الناصب|1|35

(7) 📗التوحيد، الصدوق|108

(8) 📗مجمع النورين|192 📗مشارق أنوار اليقين|343

(9) 📗دلائل الامامة|201 📗مدينة المعاجز|4|260 📗نوادر المعجزات|125

(10) 📗بصائر الدرجات|40 📗الكافي|1|437 📗المحتضر|45

(11) 📗علل الشرائع|1|333 📗المحتضر|45 📗وسائل الشيعة|1|491 📗بحار الأنوار|78|155

(12) 📗المحتضر|46

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ من معجزات و كرامات معز المؤمنين مولانا الحسن المجتبى ]]

الحسن عليه السلام يكلم أبو سفيان و هو ابن أشهر

مناقب ابن شهرآشوب : محمد بن إسحاق بالإسناد جاء أبو سفيان إلى علي عليه السلام فقال : يا أبا الحسن جئتك في حاجة .
قال : و فيم جئتني ؟
قال : تمشي معي إلى ابن عمك محمد فتسأله أن يعقد لنا عقداً و يكتب لنا كتاباً .
فقال : يا أبا سفيان ، لقد عقد لك رسول الله عقداً لا يرجع عنه أبداً .
و كانت فاطمة من وراء الستر ، و الحسن يدرج بين يديها و هو طفل من أبناء أربعة عشر شهراً ، فقال لها : يا بنت محمد ! قولي لهذا الطفل يكلم لي جده فيسود بكلامه العرب و العجم .
فأقبل الحسن عليه السلام إلى أبي سفيان و ضرب إحدى يديه على أنفه و الأخرى على لحيته ، ثم أنطقه الله عز و جل بأن قال : يا أبا سفيان ! قل لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى أكون شفيعاً .
فقال عليه السلام : الحمد لله الذي جعل في آل محمد من ذرية محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا { وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا }

📚 المصادر و المراجع

📗المناقب، ابن شهر آشوب|4|6 📗تفسير نور الثقلين|3|326 📗تفسير كنز الدقائق|8|202 📗بحار الأنوار|43|328

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ و لا يجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش ]]

عن عبد الله بن عجلان السكوني قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :
بيت علي و فاطمة من حجرة رسول الله صلوات الله عليهم ، و سقف بيتهم عرش رب العالمين .
و في قعر بيوتهم فرجة مكشوطة إلى العرش معراج الوحي و الملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحاً و مساءً ، و في كل ساعة و طرفة عين .
و الملائكة لا ينقطع فوجهم ، فوج ينزل و فوج يصعد .

و إن الله تبارك و تعالى كشط لإبراهيم عليه السلام عن السماوات حتى أبصر العرش و زاد الله في قوة ناظره .

و إن الله زاد في قوة ناظرة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم ، و كانوا يبصرون العرش ، و لا يجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش ، فبيوتهم مسقفة بعرش الرحمن ، و معارج معراج الملائكة و الروح فوج بعد فوج لا انقطاع لهم .

و ما من بيت من بيوت الأئمة منا إلا و فيه معراج الملائكة لقول الله { تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ و الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ }
قلت { مِنْ كُلِّ أَمْرٍ } ؟
قال : بكل أمر .
قلت : هذا التنزيل ؟
قال : نعم .

📚 المصادر و المراجع

📗البرهان في تفسير القرآن|5|714 📗بحار الأنوار|25|99 📗تأويل الآيات الظاهرة|2|382

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
HTML Embed Code:
2024/03/28 16:23:42
Back to Top