TG Telegram Group Link
Channel: #المعرفة_بالنورانية
Back to Bottom
[[ الحرب المنتظرة مع أهل المشرق من العلامات اللصيقة بظهور إمام الزمان ]]

عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال :
كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه .
فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيعطون ما سألوه ، فلا يقبلونه حتى يقوموا .
و لا يدفعونها إلا إلى صاحبكم .
قتلاهم شهداء .
أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر
.(1)

🔴 بيان :

ليس المقصود بأهل المشرق سوى الممدوحين في الكثير من روايات حركة الظهور الشريف و هم :

الذين استبدل الله بهم العرب .(2)
أصحاب الرايات السود .
قوم شعيب بن صالح .
جيش الخراساني .
رجال من فارس .
كنوز الطالقان .
أهل قم .


الرواية الشريفة تشير إلى علامتين من العلامات القريبة أو اللصيقة بظهور إمام الزمان عجل الله فرجه :

👈الأولى : خرجوا بالمشرق يطلبون الحق .
و قد تحققت هذه العلامة منذ أن قاموا بهدف نشر منهج أهل البيت و إعلاء كلمة علي بن أبي طالب في كل الأرض .

👈الثانية : وضعوا سيوفهم على عواتقهم .
و ستتحقق هذه العلامة عندما تبدأ الحرب بينهم و بين أعداء الإسلام شيعة آل محمد .
فإذا شهروا سيوفهم و بدأوا الحرب فلا تتوقف إلى أن يسلموا رايتهم إلى إمام الزمان ( و لا يدفعونها إلا إلى صاحبكم ) .

لأن قيامهم هذا قيام حق ، و مقبول من الله و إمام الزمان ، و هو جهاد لرفع راية التشيع لآل محمد ، و لو كان غير ذلك لما قال الإمام ( قتلاهم شهداء ) !!
و هل الشهيد إلا من قتل في سبيل ولاية علي بن أبي طالب ؟!! .

فإذا كان ذلك فليس بين قيامهم و إمام الزمان سوى بضع سنين لقول الباقر صلوات الله عليه ( أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر ) .

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗الغيبة، النعماني|282 📗بحار الأنوار|52|245 📗إلزام الناصب|2|139 📗ميزان الحكمة|1|355 📗رياض الأبرار|3|174

(2) قال أبو جعفر صلوات الله عليه : { إِنْ تَتَوَلَّوْا } يا معشر العرب { يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } يعني الموالي .
و قال أبو عبد الله صلوات الله عليه : قد و الله أبدل بهم خيراً منهم ، الموالي
.
📗تفسير نور الثقلين|5|46 📗تفسير كنز الدقائق|12|253 📗تفسير مقتنيات الدرر|10|160 📗مستدرك سفينة البحار|10|464 📗البرهان في تفسير القرآن|5|74 📗بحار الأنوار|22|54

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ نسأل الله أن تكون العلامة ، اللهم عجل لوليك الفرج ]]

قال صادق آل محمد صلوات الله عليه :

إذا رأيتم علامة من السماء ، نار عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي ، فعندها فرج الناس و هي قدام القائم بقليل .

📚 المصادر و المراجع

📗بحار الأنوار|52|242 📗إثبات الهداة|5|368

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ دعاء جامع لكل أنواع الخيرات للدنيا و الآخرة للمقرين بفضل آل محمد فقط ]]

مقطع من الزيارة الجامعة لأئمة المسلمين صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين :

اللهم إنك قلت على لسان نبيك صلواتك عليه و على آله و قولك الحق { وَ بَشِّرِ اَلَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ }
اللهم إني قد آمنت بك و بهم ، و صدقت و سمعت و أطعت و أسلمت ، فلا توقفني أبداً مواقف الخزي في الدنيا و الآخرة ، و أعطني سؤلي ، و اجعل صلواتي بهم مقبولة ، و دعائي بهم مستجاباً ، و سعيي بهم مشكوراً ، و ذنبي بهم مغفوراً ، و ذكرى بهم رفيعاً ، و كعبي بهم عالياً ، و يقيني بهم ثابتاً ، و روحي بهم سليمة ، و جسمي بهم معافاً مرزوقاً ، سعيداً رشيداً ، تقياً عالماً ، زاهداً متواضعاً ، حافظاً زكياً فقيهاً موفقاً ، معصوماً مؤيداً قوياً عزيزاً ، و لا تقطع بي عنهم ، و لا تفرق بيني و بينهم في الدنيا و الآخرة ، آمين رب العالمين .


📚 المصادر و المراجع

📗بحار الأنوار|99|158

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ الكنز الخفي هم محمد و آل محمد ]]

قال العالم العامل الشيخ محمد أبي خمسين الأحسائي رضوان الله عليه :

قول الحق تعالى في الحديث القدسي :
كنت كنزاً مخفياً ، فأحببت أن أُعرف ، فخلقت الخلق لكي أُعرف .

الكنز الخفي لا الذات البحت و المجهول النعت ؛ إذْ هي من حيث هي لم تعرف بعد الخلق يقيناً ، و إنما عرفت بآياتها و صفاتها الإمكانية ، التي تحقّقت عند التجليات الفعلية .

فإن فهمت المطلوب فاحمد الله على ذلك ، و إن لم تفهمه ليس هو لقصور في فهمك ، و لا في التعبير ، و إنما هو لعلوِّ المطلب . ( انتهى )

أقول : إن فهمته و دخل قلبك فلأن قلبك مخلوق من فاضل طينة آل محمد من عليين ، فقلبك يهوي إليهم و طبعه التصديق و التسليم لمقاماتهم .

و إن لم تفهمه و اشمئز منه قلبك فلأن قلبك مخلوق من طينة عدوهم من سجين ، فقلبك يشمئز من ذكر فضلهم و طبعه الإنكار لمقاماتهم .

📚 المصادر و المراجع

📗النور المضي في معرفة الكنز الخفي|174

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ الشيعي طاهرة نفسه مزكى عمله مكفر ذنبه ]]

قوله عليه السلام : و جعل صلواتنا عليكم ، و ما خصّنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا ، و طهارةً لأنفسنا ، و تزكيةً لنا ، و كفّارةً لذنوبنا .

أقول : لا بد من ذكر الأخبار الواردة الدالة على أن الصلاة عليهم ، و قبول ولايتهم توجب طيب الخلق و الخلق ، و تزكية الباطن ، و كفارة الذنوب ، ثم نعقبه بما يناسب المقام من الكلام فنقول :

قال الرضا عليه السّلام : من لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه ، فليكثر من الصلاة على محمد و آله ، فإنها تهدم الذنوب هدماً .(1)

و عن جامع الأخبار ، قال النبي صلَّى الله عليه و آله : يا علي من صلَّى عليّ كل يوم أو كل ليلة وجبت له شفاعتي ، و لو كان من أهل الكبائر .(2)

و عن النبي صلَّى الله عليه و آله : من صلى عليّ مرة ، خلق الله تعالى يوم القيامة على رأسه نوراً ، و على يمينه نوراً ، و على شماله نوراً ، و على فوقه نوراً ، و على تحته نوراً ، و في جميع أعضائه نوراً .(3)

و قال رسول الله صلَّى الله عليه و آله : صلاتكم عليّ جواز دعائكم ، و مرضاة لربكم ، و زكاة لأعمالكم .(4)

المستفاد من هذه الروايات الكثيرة و قد ذكرنا بعضها أن الصلاة عليهم توجب غفران الذنوب حتى الكبائر .
بل في بعضها كان كيوم ولدته أمّه .
و توجب زكاة الأعمال و إن يبرأه الله تعالى من كل نقص و آفة .
و أنها مرضاة للرب ، و سبب لاستجابة الدعاء .

و عن زيد بن يونس الشحام قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه السّلام : الرجل من مواليكم عاص يشرب الخمر ، و يرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه ؟
فقال : تبرّأوا من عمله و لا تتبرّؤا من خيره ، و أبغضوا عمله .
فقلت : يسع لنا أن نقول : فاسق فاجر ؟
فقال : لا ، الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا و لأوليائنا ، أبى الله أن يكون ولينا فاسقاً فاجراً ، و إن عمل ما عمل ، و لكنّكم قولوا : فاسق العمل ، فاجر العمل ، مؤمن النفس ، خبيث الفعل ، طيب الروح والبدن ، لا ، و الله لا يخرج ولينا من الدنيا إلا و الله و رسوله و نحن عنه راضون يحشره الله على ما فيه من الذنوب مبيضاً وجهه ، مستورة عورته ، آمنة روعته ، لا خوف عليه و لا حزن .
و ذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض ، و أدنى ما يصنع بولينا أن يريه الله رؤيا مهولة ، فيصبح حزيناً لما رآه ، فيكون ذلك كفارة له أو خوفاً يرد عليه من أهل دولة الباطل ، أو يشدّد عليه عند الموت ، فيلقى الله عز و جل طاهراً من الذنوب آمنة روعته بمحمد و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما و آلهما ثم يكون أمامه أحد الأمرين رحمة الله الواسعة ، التي هي أوسع من أهل الأرض جميعاً ، أو شفاعة محمد و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما و آلهما فعندها تصيبه رحمة الله الواسعة ، التي كان أحق بها و أهلها و له إحسانها و فضلها
.(5)

أقول : قوله عليه السّلام : طيب الروح والبدن .
يدل على أن الشيعة و المحب لهم و وليّهم يكون ب سبب قبول ولايتهم طيب الروح و البدن و هو طهارة النفس كما قال عليه السّلام : و طهارة لأنفسنا .
و إما كونه سببا لكفارة الذنوب فظاهر ، و تدلّ عليه أخبار كثيرة جداً .

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه و آله : يا علي إن جبرئيل أخبرني عنك بأمر قرّت به عيني و فرح به قلبي .
قال : يا محمد ، قال الله عز و جل : اقرأ محمداً مني السّلام و أعلمه أنّ علياً إمام الهدى و مصباح الدجى و الحجة على أهل الدنيا و أنه الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم و إنّي آليت و عزتي و جلالي أن لا أدخل النار أحداً تولاه و سلَّم له و للأوصياء من بعده ، حق القول مني لأملأن جهنم و أطباقها من أعدائه و لأملأن الجنة من أوليائه و شيعته
.(6)

و قال رسول الله صلَّى الله عليه و آله : حبّ علي بن أبي طالب عليه السّلام يأكل السيئات ، كما تأكل النار الحطب .(7)

عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله { وإنّي لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى }
قال : ألا ترى كيف اشترط و لم تنفعه التوبة أو الإيمان و العمل الصالح حتى اهتدى ؟
و الله لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتى يهتدي .
قلت : إلى من جعلني الله فداك ؟
قال : إلينا
.(8)

و عن الرضا عليه السّلام ، عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه و آله : حبنا أهل البيت يكفّر الذنوب ، و يضاعف الحسنات ، و إن الله ليتحمل من محبينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد ، إلا ما كان منهم على إصرار و ظلم المؤمنين فيقول للسيئات : كوني حسنات .(9)

و عن الصادق عليه السّلام إنه سئل عن قوله تعالى { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ }
فقال : ما كان له ذنب و لا هم بذنب ، و لكنّ الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له
.(10)
و عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه و آله : إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا ، فمن كانت مظلمته فيما بينه و بين الناس استوهبناها فوهبت لنا ، و من كانت مظلمته فيما بينه و بيننا كنا أحق من عفا و صفح .(11)
و الأخبار في هذا الباب كثيرة كما علمت .

و كيف كان فالصلاة على محمد و آله و الولاية أوجبتا طيب الخلق و الخلق و طهارة النفس و كفارة الذنوب ، و السرّ في ذلك هو أنه قد ثبت من أخبار كثيرة أن الشيعة و محبيهم خلقوا من فاضل طينتهم ، و ثبت في محله في المعارف الإلهية أن الإنسان الكامل هو حجة الله و هم محمد و آله الطاهرون ، بما لهم من الشؤون في التوحيد و آثاره المعبر عنها بالرسالة و الولاية ، و ما لها من الآثار ، فهم عليهم السّلام مظاهره تعالى و حقائق الأسماء الحسني الإلهية .

و الشيعة حيث إنهم خلقوا من فاضل طينتهم ، فلا محالة يكون أصلهم منهم عليهم السّلام فهم بالذات و الأصل كما صرحت به الرواية المتقدمة طيب الروح و البدن ، لكونهم من فرع تلك الطينة العلية ، التي خلقت منها أبدان و عالم المثال لمحمد و آله الطاهرين ، ثم إنهم ( أي الشيعة ) بعد الاختلاط في بعض العوالم بأرواح الأعداء الذين خلق طينتهم من الطينة السجّين ، قد اكتسبوا منهم آثارهم من المعاصي ، فإذا كان أحد من الشيعة محباً لهم عليهم السّلام و مقراً بولايتهم ، فقد استمسك قلباً بالعروة الوثقى ( أعني حقيقتهم ) التي هي مظهر التوحيد و الولاية .
و لا ريب في أن هذا الارتباط أقوى من الحال الذي حصل لهم من ذلك الاختلاط الموجب للمعاصي فلا محالة يؤثر هذا الارتباط الواقعي المعنوي أثره فيوجب طيب الخلق و الخلق و النفس و كفارة الذنوب ، و إنما كانت الصلاة عليهم عليهم السّلام سبباً لتلك الأمور ، لأن الصلاة عليهم ترجع حقيقة العبد إلى أصله ، بأن يجدد الارتباط ، و يستمد من أنوارهم ، فيغلب تلك الأنوار حينئذ على قلبه ، فيطهر ما صدر منه من المعصية فيكون غاسلاً لها .

و لعله إليه يشير ما رواه في البحار عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليه السّلام قال : من صلَّى على النبي صلَّى الله عليه و آله فمعناه أني أنا على الميثاق و الوفاء الذي قبلت حين قوله : ألست بربكم قالوا بلى .(12)

و قال النبي صلَّى الله عليه و آله : من صلى عليّ مرة خلق الله تعالى يوم القيامة على رأسه نوراً ، و على يمينه نوراً ، و على شماله نوراً ، و على فوقه نوراً ، و على تحته نوراً ، و في جميع أعضائه نوراً .(13)

و من المعلوم أن خلق النور لتلك المواضع إنما هو ظهور أنوار ولايتهم فيها ، فالأنوار حينئذ تغسل آثار المعاصي ، فيكون من أهل الجنة ، و إليه يشير ما فيه أيضاً قال صلَّى الله عليه و آله : لن يلج النار من صلَّى عليّ .(14)

و قال عليه السّلام : الصلاة علي نور الصراط ، و من كان له على الصراط من النور ، لم يكن من أهل النار .(15)

و في رواية عبد الرحمن بن عوف ، أنه صلَّى الله عليه و آله قال : جاءني جبرئيل و قال : إنه لا يصلي عليك أحد ، إلا و يصلي عليه سبعون ألف ملك ، و من صلى عليه سبعون ألف ملك كان من أهل الجنة .(16)
و قد صرّح بما ذكرنا كثير من الأخبار ، كما لا يخفى على المتتبع لها .

و بعبارة أخرى : السرّ في ذلك كله ما ذكره بعض الشارحين من أن حبّهم عليهم السّلام و ولايتهم نور من كل ظلمة ، و حياة من كل موت ، و طهر من كل دنس و رجس ، و شفاء لما في الصدور ، و هدى و رحمة للمؤمنين ، فإذا تفضل الله بهما على عبد كان منيراً ظاهراً ببعض الأعمال الصالحات و باطنه بحسن الاعتقاد و الاقتصاد و السداد ، فإذا وقعت منه سيئة فلم تصدر من قلبه ، بل وقعت منه و قلبه منكر عليه ، فتكون مجتثة ليست متأصّلة فيه مع تأصّل النور فيه ، لأنهم خلقوا من طينة أئمتهم عليهم السّلام و هي نور و من ماء ولايتهم و هو نور ، و حين خاطبهم في الذر أجابوه فغمسهم في رحمته و هي نور ، فالأنوار متأصّلة فيه و لا نفاذ لها .
و ظلمة السيئة مجتثة نافذة ، لعدم تأصّلها و قلَّتها ، فإذا وقعت منه و ندم عليها استولت عليها تلك الأنوار فمحقها بواسطة الندم ، لأن الندم على فعل السيّئة من نور ولايتهم ، إذ معناه تجديد العهد المأخوذ عليه ، و كذا عدم الإصرار ، و منه عدم العزم على البقاء على المعصية ، فإن تلك الأنوار تحولها ، كما نقول في النهر الجاري إذا تنجس موضع منه فتغير بالنجاسة فزال التغيير بتدافعه ، فإنه يطهر و لا يحتاج إلى نزح ما فيه النجاسة ، الذي هو مثل البلاء للمؤمن ، الذي يكون مكفّراً للسيئة ، بل تلك الأنوار التي أشرنا إليها هي أنهار تجري من الكوثر ، و هي بكثرة جريانها و تدافعها تزيل التغيير ، الذي حدث من المعصية المجتثة ، فيطهر صاحبها ، و لا يحتاج إلى البلاء الذي هو نزع المتنجس و إزالة النجاسة ، لأن حبّهم يستهلك الذنوب كما أن الماء الذي له مادة تجري يستهلك النجاسة فلا يحمل خبثاً ، كما هو حكم الكرّ إذا لم يتغير منه ما يبقى بعده كرّ لم يتغير ، و كالجاري إذا لم تتغير المادة ، فالتغيير في المؤمن الذي لا يبقى معه كرّ غير متغير ، و هو ولاية أعدائهم ، فإن من كان كذلك و العياذ بالله كان نجساً ، لا يطهر أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ، و أما الذي يبقى معه حال المعصية أصل الإيمان ، الذي هو بمنزلة بقاء كرّ طاهر يطهر بزوال النجاسة كما مثّلنا ، لأن المحب خلقه الله من النور و غمسه في الرحمة يعود إلى الرحمة .

عن أبي عبيدة الحذاء قال : سألت أبا جعفر صلوات الله عليه عن الاستطاعة و قول الناس ، فقال و تلا هذه الآية { و لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ و لِذلِكَ خَلَقَهُمْ }
يا أبا عبيدة ، الناس مختلفون في إصابة القول ، و كلهم هالك .
قلت : قوله { إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } ؟
قال : هم شيعتنا ، و لرحمته خلقهم ، و هو قوله { و لِذلِكَ خَلَقَهُمْ }
يقول : لطاعة الإمام ، الرحمة التي يقول { و رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }
.(17)

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗الأمالي، الصدوق|131 📗روضة الواعظين|338 📗وسائل الشيعة|7|194

(2) 📗جامع أحاديث الشيعة|15|467 📗مستدرك الوسائل|5|334 📗بحار الأنوار|91|65

(3) 📗مستدرك الوسائل|5|335 📗جامع أحاديث الشيعة|15|470 📗بحار الأنوار|91|64

(4) 📗بحار الأنوار|91|64 📗مستدرك الوسائل|5|225

(5) 📗تأويل الآيات الظاهرة|2|158 📗تفسير كنز الدقائق|12|269 📗مستدرك الوسائل|12|237 📗بحار الأنوار|37|139

(6) 📗إثبات الهداة|2|299 📗بحار الأنوار|27|115 📗مائة منقبة|57

(7) 📗الإمام علي، أحمد الهمداني|201 📗تفسير كنز الدقائق|14|521 📗تأويل الآيات الظاهرة|2|866 📗شرح إحقاق الحق|7|260 📗بحار الأنوار|27|136

(8) 📗بحار الأنوار|27|171 📗التفسير الصافي|3|314 📗تفسير نور الثقلين|3|387

(9) 📗الأمالي، الطوسي|194 📗إرشاد القلوب|2|48 📗بحار الأنوار|65|102

(10) 📗تفسير القمي|2|314 📗التفسير الصافي|5|37 📗تفسير البرهان|5|85 📗تفسير نور الثقلين|5|54 📗تأويل الآيات الظاهرة|2|593

(11) 📗عيون أخبار الرضا|2|63 📗تفسير الصراط المستقيم|3|95 📗مستدرك سفينة البحار|6|119

(12) 📗معاني الأخبار|210 📗مختصر بصائر الدرجات|163 📗البرهان في تفسير القرآن|4|488 📗بحار الأنوار|91|56

(13) 📗جامع أحاديث الشيعة|15|472 📗مستدرك الوسائل|5|335 📗بحار الأنوار|91|66

(14) 📗بحار الأنوار|91|64 📗مستدرك الوسائل|5|335 📗جامع أحاديث الشيعة|15|465

(15) 📗بحار الأنوار|91|64 📗مستدرك الوسائل|5|335

(16) 📗بحار الأنوار|91|64 📗مستدرك الوسائل|5|335 📗جامع أحاديث الشيعة|15|470

(17) 📗الكافي|1|477 📗الوافي|3|439 📗جامع أحاديث الشيعة|1|196 📗تفسير كنز الدقائق|5|207 📗البرهان في تفسير القرآن|2|593

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ الشيعي ميزان حسابه عند الله في معاملته لإخوانه المؤمنين ]]

قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا معشر شيعتنا اتقوا الله و احذروا أن تكونوا لتلك النار حطباً ، و إن لم تكونوا بالله كافرين ، فتوقوها بتوقي ظلم إخوانكم المؤمنين ، فإنه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارك له في موالاتنا إلا ثقل الله في تلك النار سلاسله و أغلاله ، و لم يفكه منها إلا شفاعتنا ، و لن نشفع إلى الله تعالى إلا بعد أن نشفع له إلى أخيه المؤمن ، فإن عفا عنه شفعنا له ، و إلا طال في النار مكثه .

قال علي بن الحسين صلوات الله عليه : معاشر شيعتنا ، أما الجنة فلن تفوتكم سريعاً كان أو بطيئاً ، و لكن تنافسوا في الدرجات .

و اعلموا أن أرفعكم درجات ، و أحسنكم قصوراً و دوراً و أبنيةً فيها : أحسنكم إيجاباً لإخوانه المؤمنين ، و أكثركم مواساة لفقرائهم .

إن الله عز و جل ليقرب الواحد منكم إلى الجنة بكلمة طيبة يكلم بها أخاه المؤمن الفقير بأكثر من مسيرة مائة ألف سنة تقدمه و إن كان من المعذبين بالنار ، فلا تحتقروا الاحسان إلى إخوانكم ، فسوف ينفعكم الله تعالى حيث لا يقوم مقام ذلك شيء غيره .

📚 المصادر و المراجع


📗تفسير الإمام العسكري|212 📗البرهان في تفسير القرآن|1|217 📗بحار الأنوار|72|318 📗مستدرك الوسائل|12|101

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ لفظة إله في القرآن المقصود منها الإمام من آل محمد ]]

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ وَ آلِ مُحَمَّدْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ اهْلِكْ عَدُوَهُمْ

قال الرضا من آل محمد صلوات الله عليه : أول عبادة الله معرفته ، و أصل معرفتة الله توحيده ، و نظام توحيد الله نفي الصفات عنه ، لشهادة العقول أن كل صفة و موصوف مخلوق ، و شهادة كل موصوف أن له خالقاً ليس بصفة و لا موصوف ، و شهادة كل صفة و موصوف بالاقتران ، و شهادة الاقتران بالحدث ، و شهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدث .(1)

و قال سيد الموحدين صلوات الله عليه في نهج البلاغة : و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، و شهادة كل موصوف أنه غير الصفة ، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، و من قرنه فقد ثناه ، و من ثناه فقد جزأه ، و من جزأه فقد جهله ، و من أشار إليه فقد حده ، و من حده فقد عده .(2)

الذات الإلهية منزهة عن كل وصف و تسمية ، لأن كل وصف و اسم له معنى و صورة في الذهن ، و الذات الإلهية منزهة و مقدسة و متعالية أن يكون لها صورة ذهنية أو معنى معروف للخلق ، و الأسماء و الصفات التي نصف و نسمي الله بها هي مخلوقة ، خلقها الله ليُعرف بها و تكون دالة على توحيده و لا تقع على ذاته حقيقة ، كما قال إمامنا الرضا من آل محمد صلوات الله عليه : فأسماؤه تعبير ، و أفعاله تفهيم ، و ذاته حقيقة ، و كنهه تفريق بينه و بين خلقه ، و غيوره تحديد لما سواه ، فقد جهل الله من استوصفه ، و قد تعداه من اشتمله ، و قد أخطأه من اكتنهه .
و قال صلوات الله عليه : و لا تحده الصفات ، و لا تقيده الأدوات .(3)

و من هذه الأسماء ( الله ) و من هذه الصفات ( الألوهية ) فهي خلق خلقها الله لتدل عليه و تصفه عند الخلق بما عندهم و ما يفهمونه و ليست بما عند الذات حقيقة ، فعن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله صلوات الله عليه عن أسماء الله و اشتقاقها ، و الله مم هو مشتق ؟
فقال : يا هشام ، الله مشتق من إله ، و الإله يقتضي مألوهاً ، و الاسم غير المسمى .
فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر و لم يعبد شيئاً .
و من عبد الاسم و المعنى فقد أشرك و عبد اثنين .
و من عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد . أفهمت يا هشام ؟ .
قال : قلت زدني .
قال : لله تسعة و تسعون أسماً ، فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلهاً ، و لكن لله معنى يدل عليه بهذه الأسماء ، و كلها غيره .
يا هشام ، الخبز اسم للمأكول ، و الماء اسم للمشروب ، و الثوب اسم للملبوس ، و النار اسم للمحرق ، أفهمت يا هشام فهماً تدفع به و تناضل به أعداء الله ، المتخذين مع الله عز و جل غيره ؟ .
قلت : نعم .
فقال : نفعك الله به و ثبتك ، يا هشام
.(4)

و معنى ( الله ) كما قال الصادق من آل محمد عندما سئل عن تفسيرها :
الألف : آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا .
اللام : الزام الله خلقه ولايتنا .
الهاء : هوان لمن خالف محمداً و آل محمد
.(5)

لاحظ أن كل حرف من حروف اسم الله يدل على آل محمد صلوات الله عليهم و ولايتهم ، فاسم ( الله ) ( هم ) جملةً و تفصيلاً ، لأنهم حقيقة أسماء الله الحسنى و الصفات العليا ، و هم معانيه عز و جل ، لذلك كل لفظ لـ ( الله ) أو ( إله ) في القرآن المقصود منه الإمام من آل محمد مظاهر قدرة الله و وكر إرادته و عين مشيئته عز و جل و ذلك قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قوله عز و جل { و هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِله و فِي الأَرْضِ إِله }
و قوله { و هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ }
و قوله { ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ } .
قال : فإنما أراد بذلك استيلاء أمنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه ، و أن فعلهم فعله .(6)

و أمثلة ذلك في الآيات القرآنية و تفسيرها على لسان أئمة أهل البيت لسان الله الناطق كثيرة منها :

قال أبو عبد الله صلوات الله عليه في تفسير قوله عز و جل { لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ }
يعني بذلك و لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد
.(7)

قال أبو عبد الله صلوات الله عليه في تفسير قوله عز و جل { أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ }
أي إمام هدى مع إمام ضلال في قرن واحد
.(8)

قال أبو عبد الله صلوات الله عليه في تفسير قوله عز و جل { وَ أَنَّ الْمَساجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً }
أي الأحد مع آل محمد ، فلا تتخذوا من غيرهم إماماً
.(9)

قال الباقر صلوات الله عليه في تفسير قوله عز و جل { لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ }
هم يزعمون أن الإمام يحتاج منهم إلى ما يحملون إليه
.(10)

قال الباقر صلوات الله عليه في تفسير قوله عز و جل { وَ مَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ }
من زعم أنه إمام و ليس هو بإمام
.(11)
قال الرضا صلوات الله عليه في تفسير قوله عز و جل { وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ }
علي خوَفهم به
.(12)

قال تعالى { وَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ إِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُون }
عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : سمعت صامتا بياع الهروي ، و قد سأل أبا جعفر صلوات الله عليه عن المرجئة يعني المخالفين ، فقال : و اذا ماتوا فلا تستغفر لهم ، فإنا إذا ذكرنا عندهم اشمأزت قلوبهم ، و إذا ذكر الذين من دوننا إذا هم يستبشرون .(13)

قال رسول اللّه صلوات الله عليه و آله : ذكر عليّ بن أبي طالب عبادة ، و من علامات المنافق أن يتنفر عن ذكره ، و يختار استماع القصص الكاذبة ، و أساطير المجوس على استماع فضائله .
ثم قرأ صلوات الله عليه { وَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ إِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }
فسئل صلوات اللّه عليه عن تفسيرها قال : أما تدرون إن رسول اللّه صلوات الله عليه و آله كان يقول : اذكروا علي بن أبي طالب في مجالسكم فإن ذكره ذكري و ذكري ذكر الله ، فالذين اشمأزت قلوبهم عن ذكره ، و استبشروا عن ذكر غيره أولئك الذين لا يؤمنون بالآخرة و لهم عذاب مهين .(14)

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗التوحيد الصدوق|34 📗الاحتجاج الطبرسي|2|174 📗ميزان الحكمة|3|1797

(2) 📗نهج البلاغة

(3) 📗مجمع النورين|214 📗مستدرك سفينة البحار|4|251 📗تفسير الصراط المستقيم|3|370 📗بحار الأنوار|26|14

(4) 📗التوحيد، الصدوق|221 📗الكافي|1|135 📗الاحتجاج، الطبرسي|2|72

(5) 📗التوحيد، الصدوق|230 📗معاني الأخبار|97 📗نور البراهين|2|5 📗تفسير كنز الدقائق|1|92

(6) 📗الاحتجاج|1|383 📗البرهان في تفسير القرآن|5|835 📗بحار الأنوار|3|312 📗تفسير نور الثقلين|4|618 📗تفسير كنز الدقائق|12|107 📗مستدرك سفينة البحار|1|172

(7) 📗تفسير العياشي|2|261 📗إثبات الهداة|1|165 📗البرهان في تفسير القرآن|3|431 📗بحار الأنوار|23|359 📗تفسير نور الثقلين|3|60 📗تفسير كنز الدقائق|7|221 📗مستدرك سفينة البحار|1|171

(8) 📗البرهان في تفسير القرآن|4|223 📗تأويل الآيات الظاهرة|1|403 📗بحار الأنوار|23|363 📗عقود المرجان في تفسير القرآن|3|566 📗تفسير كنز الدقائق|9|580 📗مستدرك سفينة البحار|1|171

(9) 📗تفسير فرات الكوفي|511 📗إثبات الهداة|2|232 📗البرهان في تفسير القرآن|5|510 📗بحار الأنوار|36|91 📗مستدرك سفينة البحار|4|493

(10) 📗المناقب، ابن شهر آشوب|4|48 📗بحار الأنوار|24|280 📗تفسير نور الثقلين|1|420 📗عقود المرجان في تفسير القرآن|1|397

(11) 📗تفسير القمي|2|69 📗البرهان في تفسير القرآن|3|813

(12) 📗المناقب، ابن شهر آشوب|272 📗مستدرك سفينة البحار|10|118 📗مناقب آل أبي طالب|3|63 📗بحار الأنوار|39|90

(13) 📗تأويل الآيات الظاهرة|2|81 📗في فضائل العترة الطاهرة|2|81 📗البرهان في تفسير القرآن|4|714 📗بحار الأنوار|23|364 📗مستدرك سفينة البحار|4|76

(14) 📗عين الحياة|2|347

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ سلّم لآل محمد حديثهم تسلم من الحساب و السؤال عند الصراط ]]

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ وَ آلِ مُحَمَّدْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ اهْلِكْ عَدُوَهُمْ

الناس في التعامل مع حديث آل محمد و كلامهم على ثلاث فرق :

🔴الأولى : الفرقة المقصّرة مدعية التشيع ، إذا مرّوا بحديث لم يفهموه ، أو لم يألفوا معناه ، أو يخالف ما عرفوه من قبل ، أولاً ينكرونه مباشرة فقط لأجل هذه الأسباب ، ثم بعد ذلك يبحثون عن الدليل لإنكاره .

" فمن مرض قلوبهم بدأوا بالإنكار ثم البحث عن الدليل و ليس العكس "

و أول بحثهم يكون في السند ، فإن وجدوا أي ثغرة فيه فقد وجدوا ضالتهم .
و إلا لجأوا إلى القرآن من خلال بعض الآيات المتشابهة ، أو التي يفسرونها في الظاهر دون الرجوع إلى تأويل العترة الطاهرة .

و إن لم يقدروا على ذلك بحثوا بين العلماء عن منحرف ضال ، أو مقصّر قَالْ ، أو رجل باع دينه بالدولار ينكر الحديث فقلدوه و جعلوا كلامه حجة في رفض الحديث .

هؤلاء أهل نفاق ، ظاهرهم شيعة ، و باطنهم قول إمامنا الكاظم من آل محمد صلوات الله عليه : ليس كل من قال بولايتنا مؤمناً ، و لكن جعلوا أنساً للمؤمنين .(1)

هؤلاء يحاسبون في الآخرة حساب المنافق و المشرك .

🔴الثانية : هم أهل الظاهر ، الذين لا يقدروا على تحمل المقامات العالية لضعف في قابلياتهم و قصور في تسليمهم ، فهم بخلاف الفرقة المقصّرة لا ينكرون الحديث فوراً بل يجادلون في صحته و مضمونه ، و يبقون ما بين قابل و رافض ، و لأجل ذلك هؤلاء يطول وقوفهم على الصراط ، و يُحاسبون و يُسألون و يُجادلون على كل كبيرة و صغيرة من ذنوبهم .

🔴الثالثة : أهل التسليم ، لا ينكرون رواية واحدة نقلت لهم على أنها مروية عن المعصوم من آل محمد ، فلعلها صدرت فعلاً عن المعصوم بسند ضعيف ، أو حتى من فاسق ، فليس بالضرورة أن يكون الفاسق كاذب ، أو بمتن غير مفهوم بالنسبة لهم ، أو بأمر متشابه لم يتبينوا حقيقته ، فعلى كل حال لا يردوه بل يتركوه لآل محمد عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه و آله : إن حديث آل محمد عظيم ، صعب مستصعب ، لا يؤمن به إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان .
فما ورد عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم و عرفتموه فاقبلوه .
و ما اشمأزت له قلوبكم و أنكرتموه فردوه إلى الله و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمد .
إنما الهالك أن يحدث أحدكم بالحديث أو بشيء لا يحتمله فيقول : و الله ما كان هذا ، و الله ما كان هذا
.(2)

و مثاله في رجل من شيعة آل محمد يسمى كليب كما ورد عن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : إن عندنا رجلاً يسمى كليبا ، لا يجيء عنكم شيء إلا قال : أنا اسلم ، فسميناه : كليب تسليم .
قال : فترحم عليه ، ثم قال : أتدرون ما التسليم ؟
فسكتنا .
فقال : هو و الله الإخبات ، قول الله { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا و عَمِلُوا الصَّالِحاتِ و أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ }
.(3)

و هذا هو تكليفنا من آل محمد ، أن نسلم لهم ، أو نردّ إليهم لا عليهم ، كما قول الصادق صلوات الله عليه : إنما كلَّف الناس ثلاثة : معرفة الأئمة ، و التسليم لهم فيما ورد عليهم ، و الرد إليهم فيما اختلفوا فيه .(4)

و هذا هو كمال الإيمان لقول إمامنا الصادق صلوات الله عليه : من سرّه أن يستكمل الايمان كله فليقل : القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد ، فيما أسروا و ما أعلنوا و فيما بلغني عنهم و فيما لم يبلغني .(5)

فإن من كان هكذا أهل تسليم و انقياد للمعصوم لا يُسأل عن شيء من ذنوبه ، و لا يُجادل في معاصيه ، و لا يناقش في أفعاله ، بل مباشرةً إلى الجنان بجوار محمد و آله الأطهار .

و دليله قول إمامنا العسكري رواه عن الباقر من آل محمد صلوات الله عليهما : ألا و من سلّم لنا ما لا يدريه ثقة بأنّا محقون عالمون لا نقف به إلا على أوضح المحجات ، سلّم الله تعالى إليه من قصور الجنة أيضاً ما لا يعلم قدرها هو ، و لا يقادر قدرها إلا خالقها و واهبها .

ألا و من ترك المراء و الجدال و اقتصر على التسليم لنا ، و ترك الأذى ، حبسه الله على الصراط ، فجاءته الملائكة تجادله على أعماله ، و تواقفه على ذنوبه ، فإذا النداء من قبل الله عز و جل : يا ملائكتي ، عبدي هذا لم يجادل ، و سلّم الأمر لأئمته ، فلا تجادلوه ، و سلموه في جناني إلى أئمته يكون متبجحاً فيها ، بقربهم كما كان مسلماً في الدنيا لهم .

و أما من عارضنا بلِمَ و كيف ؟ و نقض الجملة بالتفصيل ، قالت له الملائكة على الصراط : واقفنا يا عبد الله ، و جادلنا على أعمالك كما جادلت أنت في الدنيا الحاكين لك عن أئمتك .
فيأتيهم النداء : صدقتم ، بما عامل فعاملوه ، ألا فواقفوه .
فيواقف ، و يطول حسابه ، و يشتد في ذلك الحساب عذابه ، فما أعظم هناك ندامته ، و أشد حسراته ، لا ينجيه هناك إلا رحمة الله إن لم يكن فارق في الدنيا جملة دينه ، و إلا فهو في النار أبد الآباد
.(6)

#عبدهم_مصطفى
📚 المصادر و المراجع

(1) 📗الكافي|2|244 📗الوافي|5|729 📗ميزان الحكمة|1|210

(2) 📗بحار الأنوار|25|368 📗مختصر بصائر الدرجات|111

(3) 📗الكافي|1|439 📗تفسير العياشي|2|143 📗تفسير كنز الدقائق|3|458 📗تفسير نور الثقلين|1|516 📗البرهان في تفسير القرآن|3|98

(4) 📗بصائر الدرجات|543 📗الكافي|1|438 📗الوافي|2|110 📗البرهان في تفسير القرآن|5|860 📗بحار الأنوار|2|204

(5) 📗الكافي|1|439 📗صفات الشيعة|142 📗مختصر بصائر الدرجات|97 📗العوالم ، جعفر الصادق|2|75

(6) 📗تفسير الإمام العسكري|215 📗البرهان في تفسير القرآن|1|220 📗بحار الأنوار|24|392 📗تفسير الصراط المستقيم|4|581

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ توسل بأهل البيت في الرخاء لدفع البلاء ]]

قال إمامنا الحسن العسكري صلوات الله عليه : فلما زلت من آدم الخطيئة ، و اعتذر إلى ربه عز و جل ، قال : يا رب تب عليّ ، و اقبل معذرتي ، و أعدني إلى مرتبتي ، و ارفع لديك درجتي ، فلقد تبين نقص الخطيئة و ذلها في أعضائي و سائر بدني .

قال الله تعالى : يا آدم أما تذكر أمري إياك بأن تدعوني بمحمد و آله الطيبين عند شدائدك و دواهيك ، و في النوازل التي تبهظك ؟ قال آدم : يا رب بلى .
قال الله عز و جل له : فتوسل بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم خصوصاً ، فادعني أجبك إلى ملتمسك ، و أزدك فوق مرادك .

فقال آدم : يا رب ، يا إلهي و قد بلغ عندك من محلهم أنك بالتوسل إليك بهم تقبل توبتي و تغفر خطيئتي ، و أنا الذي أسجدت له ملائكتك ، و أبحته جنتك و زوجته حواء أمتك ، و أخدمته كرام ملائكتك !

قال الله تعالى : يا آدم ، إنما أمرت الملائكة بتعظيمك و بالسجود لك إذ كنت وعاءاً لهذه الأنوار .

🔴👈🏻و لو كنت سألتني بهم قبل خطيئتك أن أعصمك منها ، و أن أفطنك لدواعي عدوك إبليس حتى تحترز منه لكنت قد جعلت ذلك👉🏻🔴

و لكن المعلوم في سابق علمي يجري موافقاً لعلمي ، فالآن فبهم فادعني لأجبك .

فعند ذلك قال آدم : اللهم بجاه محمد و آله الطيبين ، بجاه محمد و علي و فاطمة ، و الحسن و الحسين و الطيبين من آلهم لما تفضلت عليّ بقبول توبتي و غفران زلتي و إعادتي من كراماتك إلى مرتبتي .

فقال الله عز و جل : قد قبلت توبتك ، و أقبلت برضواني عليك ، و صرفت آلائي و نعمائي إليك و أعدتك إلى مرتبتك من كراماتي ، و وفرت نصيبك من رحماتي .

فذلك قوله عز و جل { فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }

🔴بيان :

المفهوم عند الشيعة أن التوسل بأهل البيت صلوات الله عليهم عند البلاء و المصاعب و الأحزان و الحاجات !!
و الله عز و جل يريد منّا أن نتوسل بهم صلوات الله عليهم قبل حدوث هذه الأمور حتى نتوقاها ولا نقع فيها .
فمن منّا يأمن الوقوع في المشاكل الكبيرة أو البلاءات العظيمة أو الأمراض أو الأعراض أو الحساد أو وساوس الشيطان في أي لحظة حتى و إن كان مرتاحاً جداً و لا يتوقع السوء من أي مكان ، فإن آدم عندما أتاه إبليس كان في الجنة و قد أخرجه منها و هو الذي أسجد الله له الملائكة ؟!!!

فمن لا يتوسل بأهل البيت صلوات الله عليهم دائماً في الشدة و الرخاء و على كل حال فهو عرضة للشيطان و وساوسه ، و أعين الإنس و حسدهم ، و عوارض الجن و نفثاتهم ، و كل نوع من مشاكل الدنيا و بلاويها ، و عندها لا يلومن إلا نفسه .

لذلك اجعل لك ورداً و ذكراً يومي في التوسل بهم صلوات الله عليهم يكون لك حرزاً و أماناً من جميع ما يصيب الإنسان في الدنيا من المكروهات .

✍️ #عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

📗تفسير الإمام العسكري|233 📗تأويل الآيات الظاهرة|1|49 📗التفسير الصافي|1|124 📗البرهان في تفسير القرآن|1|255 📗بحار الأنوار|11|194 📗تفسير كنز الدقائق|1|434

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ تقسيم الناس في تعاملهم مع الخطب النورانية لأمير المؤمنين ]]

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ وَ آلِ مُحَمَّدْ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ اهْلِكْ عَدُوَهُمْ

اعلم ، العلماء في هذه الخطبة الشريفة و أمثالها من الخطب ، البيان و خطبة الافتخار و غيرها من الأخبار كخبر معرفتهم بالنورانيّة ، و خبر بيان مقامات المعرفة و غيرها ، تشعّبوا على أربع شعب :

🔴الأولى : طرحوا هذه الأخبار و أسقطوها عن نظر الاعتبار ، و قالوا : إنّها أخبار آحاد لا تفيد علماً و لا عملاً .
و من قال : بحجيّة الظنّ المطلق قال : و إن استفيد الظنّ بصحّة مضمون هذه الأخبار ، إلَّا أنّه لا يعوّل عليه في مثل هذه المطالب .
و من قال : بحجيّة الخبر الواحد قال : إنّ ذلك هو الخبر الصحيح من العدل الإمامي ، و تلك الأخبار أكثرها ضعيفة ، سيّما الخطب ، و أغلبها في « مشارق الأنوار » للشيخ رجب البرسي ، و قد حكم العلماء بغلوّه ، و ما هذا شأنه لا حجيّة فيه ، مع أنّ هذه الأخبار و الخطب تخالفها العقول ، و فيها رفع الإمكان عن مكانه و إثبات الربوبيّة للمخلوق ، و استلزام التفويض الَّذي أطبق العلماء و فقاً للأخبار الصحيحة الصريحة المحكمة على بطلانه ، و تكفير القائل به ، و مخالفة الكتاب الصريح حيث يقول اللَّه سبحانه :
{ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ }
{ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ }
{ اللَّه ُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَه ُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ }


و قد دلَّت الأخبار و شهد صحيح الاعتبار أنّ الخبر إذا خالف الكتاب المجيد ، يضرب على عرض الحائط ، و قد شاع و ذاع شيوع الغلاة القائلين بالألوهيّة لأمير المؤمنين و أولاده الطيّبين الطاهرين كالنصيريّة و الخطابيّة و الشلمغانيّة و أمثالهم ، و أغلب رواة هذه الأخبار هم ، فثبت أنّ هذه الخطب ليست من أمير المؤمنين و لا الأخبار من أولاده المعصومين ، و إنّما هي من موضوعات الغلاة المفوّضة .

🔴الثانية : توقّفوا في تصديقها و تكذيبها ، حيث رأوا شيوع هذه الأخبار و تكرّرها و تواردها في كتب الفرقة المحقّة ، و ورود الأدعية الكثيرة بمضمونها و الزيارات الواردة عن أهل بيت العصمة و الطهارة ، و ورود الأخبار الكثيرة بمعناها عن أخبار الثقات أيضاً ، إلَّا أنّ هنا أخبار بظاهرها تنفي هذه المضامين و يؤيّدها ظواهر بعض الآيات ، مع أنّ العقل يقصر عن إدراكها و معرفتها ، فالتوقّف و السكوت فيها أولى . لما قال ( ع ) : الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات .

🔴الثالثة : تلقّوها بالقبول و شهدوا على حقيّتها ، لكنّهم حاولوا معرفتها بالعقول ، و لم يستندوا فيها إلى آل الرسول ، بباطن دعوتهم و لسان أعمالهم ، و إن ادّعوا خلافه بظاهر مقالهم ، فجروا في بيان هذه الخطب مجرى الصوفيّة الملاحدة القائلين بوحدة الوجود .

🔴الرابعة : عملوا بمقتضى قوله تعالى { فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
فأولئك المؤمنون ، الممتحنون الَّذين امتحن اللَّه قلوبهم للإيمان ، و شرح صدورهم للإسلام ، و هم المتّبعون لقادة الدّين الأئمّة الهادين ، الَّذين يتأدّبون بآدابهم و ينهجون نهجهم ، بهم العلم على حقيقة الإيمان ، فاستجابت أرواحهم لقادة العلم ، و استلانوا من أحاديثهم ما استوعر على غيرهم ، و آنسوا بما استوحش منه المكذّبون و أباه المسرفون ، فانقطعوا إلى ربّهم و حاولوا قراءة الألواح الآفاقيّة و الأنفسيّة الَّتي قد نقش اللَّه سبحانه فيها جميع الأسرار المخزونة في ملكوته و جبروته و لاهوته ، فعرفوها بتعليم اللَّه سبحانه و تعالى بألسنة أوليائه بعد ما جاهدوا في اللَّه حقّ جهاده ، فنظروا في العالم و الكتاب و السنّة من غير معاندة و لجاج ، و لا قاعدة مأخوذة من غير أهل الحقّ عليهم السلام ، ليتلوا ما يوافقها و يتركوا ما يخالفها ، أو يؤلوا إليها ، و لا استئناس بطائفة ليميلوا بقلوبهم ليمنعهم عن إصابة الواقع بتلون مرآة حقائقهم بلون ذلك الميل ، بل نظروا إلى الكتاب و السنّة و الآيات الآفاقيّة و الأنفسيّة بخالص الفطرة و صافي الطويّة ، طالبي الحقّ و الصواب من اللَّه سبحانه بأهل فصل الخطاب عليهم سلام اللَّه في المبدأ و المآب ، فقابلت مرايا قلوبهم عالم النور الَّذي هو وجه اللَّه سبحانه ، قال اللَّه تعالى { اللَّه ُ نُورُ السَّماواتِ وَ الأَرْضِ } فظهرت في قلوبهم صور الحقائق المنتزعة من كتاب الأبرار في علَّيّين فنطقوا بالحق و الصواب و هو قوله عزّ و جلّ { وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا }
و هذه كيفيّتها و طريقها ، فعرفوا الشيء الواحد في مقامات عديدة هي خزائن وجوده ، قال اللَّه تعالى { وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ }
فعرفوا في جميع الخزائن و إن قال تعالى { وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ }
لكنّه قال تعالى { عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِه ِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ }
و قالوا : نحن العلماء ، و شيعتنا المتعلَّمون ، إذ كلَّهم محمّد ، أوّلهم محمّد و آخرهم محمّد ، و أوسطهم محمّد ، و لمّا كان الشيء الواحد له أطوار و أحوال قال تعالى { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً }
طور الإجمال ، و طور التفصيل ، و طور البساطة ، و طور التركيب ، و طور التصوير ، و طور التجريد ، كما قال عزّ و جل { وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا }
و عرفوا كلّ هذه الأطوار و ما تقتضيه الأوطار في عالم الأنوار بتعليم الأئمّة الأطهار ، صار لا يشتبه عليهم شيء في مقام الاختلاف و الكثرة و عدم الائتلاف ، فيعطون كلّ ذي حقّ حقّه من الأحكام و إن ظهر بألف طور مختلف ، إذ عرفوا اللطيفة السارية في المجموع الواحدة .

فلا يحصل عندهم تعارض و لا تناقض و لا تضادّ لا في الأكوان و لا في الصفات ، و لا في الألفاظ و العبارات ، و لا في أخبار سادة البريّات ، و لا في الآيات من المحكمات و المتشابهات ، فهم مطمئنّو القلب ، باردو الفؤاد ، بالغو المراد ، يعرفون الغريب من القريب ، و يأخذون النصيب من المعلَّى و الرقيب ، فلا يحتاجون إلى طرح الأخبار و لا إلى اختلاف الأنظار ، و هم الَّذين قال اللَّه تعالى فيهم { فَهَدَى اللَّه ُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ }
لأنّ أهل البيت ( ع ) علماء ، حكماء ، عارفون بمواقع الكلام ، و لحن الخطاب ، و لم يتكلَّموا بشيء إلَّا جعلوا فيه من تسديدهم قرينة تنفيه أو تثبته ، و إلَّا لم يكونوا حجّة بالغة .
و هؤلاء تلقّوا هذه الخطبة و أشباهها من الخطب و الأخبار بالقبول و عرفوها و بيّنوها على ما فهموا من كلمات آل الرسول .

🔴و أمّا الطائفة الأولى الذين طرحوا هذه الخطبة و شبهها من الأخبار ، و أسقطوها عن الاعتبار ، و نسبوها إلى الغلاة و المفوّضة و غيرهم من الأشرار فأخطأوا جدّاً و استعجلوا كثيراً .

أمّا دعواهم بأنّها من أخبار الآحاد فليس بصحيح لأنّها فوق الاستفاضة بل لا يبعد تواترها معنى لكثرة تكرّرها ، و ورودها في الكتب في مواضع عديدة و الأدعية المأثورة ، سيّما في دعاء رجب المرويّ عن القائم ( ع ) على ما رواه الشيخ في المصباح .

و الزيارات سيّما الزيارة الرجبيّة ، و الزيارة الخارجة عن الناحية المقدّسة للحجّة ( ع ) ، سلام على آل يس ، و زيارات أمير المؤمنين ، و شيوع أنّهم يد اللَّه ، و عين اللَّه ، و لسان اللَّه ، و أذن اللَّه ، و الزيارة الجامعة ، و أحاديث خلق أنوارهم قبل الخلق و أمثالها من الأمور الَّتي لا يشكون و لا يختلفون في صحّتها .

و طرح الأخبار الكثيرة لعدم المعرفة و البصيرة ليس من شأن المؤمنين الممتحنين ، و لو سلَّمنا أنّها من أخبار الآحاد نقول : إنّ الخبر الواحد إذا طابق العقل الصحيح الصريح وجب القول به و العمل عليه ، و كذلك هذه الأخبار فإنّ الأدلَّة العقليّة القطعيّة دالَّة على مضامينها و مدلولاتها ، بل لا يستقيم التوحيد إلَّا بالقول بها .

و دعوى معارضتها ببعض الأخبار باطلة لصحّة الجمع بينها و وجدان الدليل عليه من الأخبار الصحيحة أو ما يقوم مقامها ، و القول بأنّها من حيث السند ضعيفة ، فيه أنّه ليس كلَّها كذلك بل فيها أخبار صحيحة الأسانيد باصطلاحهم ، و الَّذين حكموا عليهم بالغلو ما ثبت عندنا ذلك ، و ما وجدنا منهم شيئاً يدلّ عليه ، و ليس الحكم بغلوّهم إجماعيّاً حتّى يحصل القطع به .

مع أنّ القميّين الَّذين كان أكثر الجرح و التعديل في الأخبار و الرواة عنهم كانوا يحكمون بالغلوّ بأدنى شيء ، فعلى قولهم نحن كلَّنا غلاة عندهم كما قال الصدوق في الفقيه عن شيخه محمد بن الحسن بن الوليد : أن أدنى الغلوّ إنكار سهو الأنبياء و الأئمّة ، و لا شكّ إنّا ننكر ذلك بل نجعلهم معصومين مطهّرين عن كلّ دنس .

🔴و أمّا الطائفة الثانية ، فهم و إن سلموا في ظاهر الأمر حيث أقرّوا بعجزهم و قصورهم عن إدراكها إلَّا أنّ دعوى معارضتها بالأخبار و ظاهر الكتاب باطلة كما عرفت ، و أمّا موافقة الجمهور فليست شرطاً سيّما في مثل هذه الأمور الَّتي معرفتها حظَّ المؤمنين الممتحنين الَّذين هم أعزّ من الكبريت الأحمر .

📚 المصادر و المراجع

📗شرح الخطبة الطتنجية، السيد كاظم الرشتي

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
[[ ولاية علي بن أبي طالب هي ولاية الله عز و جل مطلقاً ]]

قوله عز و جل { هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّه الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً و خَيْرٌ عُقْباً }

عن عبد الرحمن بن كثير قال : سألت أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قوله تعالى { هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّه الْحَقِّ }
قال : ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه
.(1)

عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : قلت له : قوله تعالى { هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّه الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وخَيْرٌ عُقْباً } ؟
قال : هي ولاية علي صلوات الله عليه ، هي خير ثواباً و خير عقباً
.(2)

🔴بيان :

كما ظاهر من كلام أئمتنا الأطهار لسان الله الناطق صلوات الله عليهم أن ميزان معرفة علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالنورانية هو فهم ولاية الله عز و جل .

بمعنى أن الفعل أو القدرة التي يمكن أن ننسبها إلى أمير المؤمنين هي المتعلقة بولاية الله عز و جل .

فولاية الله عز و جل هي ميزان معرفة علي .

فكل ما يتعلق بولاية الله مطلقاً هو بيد علي بن أبي طالب ، لأنه ولي الله المطلق على خلقه .

مثلاً :
هل علي صلوات الله عليه ( الخالق ) ؟!
إن كان فعل ( الخلق ) من شؤون ولاية الله فهو بيد علي لأنه ولي الله المطلق .

هل علي صلوات الله عليه ( الرازق )
إن كان فعل ( الرزق ) من شؤون ولاية الله فهو بيد علي لأنه ولي الله المطلق .

هل علي صلوات الله عليه ( المحيي )
إن كان فعل ( الإحياء ) من شؤون ولاية الله فهو بيد علي لأنه ولي الله المطلق .

و هكذا ... قدرة علي بن أبي طالب هي في حدود ولاية الله عز و جل .

و هذا في حدود مقام الولاية فقط ، أما الحقيقة فإن لأمير المؤمنين صلوات الله عليه مقامات أكبر و أعلى و أعظم من هذا المقام .

#عبدهم_مصطفى

📚 المصادر و المراجع

(1) 📗الكافي|1|466 📗إثبات الهداة|3|7 📗مرآة العقول|5|71 📗تفسير نور الثقلين|3|262 📗تفسير كنز الدقائق|8|81 📗ينابيع المودة|3|402 📗شرح إحقاق الحق|14|381 📗البرهان في تفسير القرآن|3|638 📗بحار الأنوار|24|354

(2) 📗تفسير أبي حمزة الثمالي|239 📗تأويل الآيات الظاهرة|1|298 📗البرهان في تفسير القرآن|3|638 📗بحار الأنوار|36|128 📗تفسير كنز الدقائق|8|82

#المعرفة_بالنورانية
تلغرام
http://hottg.com/almarefablnoraneya
واتسأب
https://chat.whatsapp.com/EA7i1AL2Nb94xSZ85BOk9b
HTML Embed Code:
2024/04/28 02:48:52
Back to Top