TG Telegram Group Link
Channel: كنوز الإعجاز
Back to Bottom
❖*#هدايـات_قرآنية*❖
۞وتوبوا إلى اللَّهِ جميعًا أيُّهَ
المُؤْمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحون۞
البواعث على التوبة سبعة: خوف العقاب، ورجاء الثواب، والخجل من الحساب، ومحبة الحبيب، ومراقبة الرقيب القريب، وتعظيم بالمقام،
وشكر الإنعام،
*نستغفرك ربنا ونتوب إليك*
*لمسات بيانية في سورة آل عمران- 9*
 
*ما الفرق بين  النفى ب(ما) و (لم)؟ (د.فاضل السامرائى)
(ما) في الغالب تقال للرد على قول في الأصل يقولون في الرد على دعوى، أنت قلت كذا؟ أقول ما قلت. أما (لم أقل) قد تكون من باب الإخبار فليست بالضرورة أن تكون رداً على قائل لذلك هم قالوا لم يفعل هي نفي لـ(فعل) بينما ما فعل هي نفي لـ (لقد فعل). حضر لم يحضر، ما حضر نفي لـ قد حضر (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ (74) التوبة) (ما اتخذ) ضد قول اتخذ صاحبة ولا ولدا، لم يتخذ قد تكون من باب الإخبار والتعليم (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) الفرقان) هذا من باب التعليم وليس رداً على قائل وليس في السياق أن هناك من قال وردّ عليه وإنما تعليم (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ) يخبرنا إخباراً . بينما نلاحظ لما قال في محاجته للمشركين (ما اتخذ الله من ولد) هم يقولون اتخذ الله ولد (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) المؤمنون). لما رد على المشركين وقولهم قال (ما اتخذ) و(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ (78) آل عمران) يقولون هو من عند الله فيرد عليهم (وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ (78) آل عمران). (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة).
*(وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران) كيف يأخذ ميثاق النبيين قبل مجيء الرسل؟ (د.فاضل السامرائى)
قيل لم يبعث الله نبياً منذ آدم إلى سيدنا عيسى  إلا أخذ عليه هذا الميثاق إذا جاء محمد وأنت حيّ لتؤمنن به ولتنصرنه وليتبعه وفي الحديث "والله لو كان موسى حيّاً بين أظهركم لما وسعه إلا أن يتبعني" فهو إذن أخذ ميثاق النبيين جميعاً أنه لئن جاء الرسول الخاتم ليؤمنن به، أأقررتم وأخذتم على ذلك إصري قالوا أقررنا. إذن أخذ الميثاق على كل الأنبياء لئن بُعث هذا الرسول الخاتم وهو موجود ليؤمنن به ولينصرنه فكل الأنبياء تعلم بقدوم الرسول . (وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي) الإصر هو العهد الثقيل، الميثاق القوي. وقرأتُ أنه آدم عندما أُخرج من الجنة نظر إليها فرأى على بابها مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله.
*(أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) آل عمران) كيف يكون الإسلام لله كرهاً؟ هل هذه إشارة أن الكفار هم الذين يغزون الفضاء؟(د.فاضل السامرائي)
 كرهاً في الحروب يعني يُسلمون وفي الحديث (عجِب ربك من ناس يساقون إلى الجنة بالسلاسل) يعني يصيرون أسرى ويُسلمون، في الحرب جيء به ثم صار أسيراً ثم دخل في الإسلام، وهذا كثير.
*مَن (من في السموات والأرض)؟
قالوا من في السموات طوعاً ومن في الأرض طوعاً وكرهاً. و اللغة تحتمل هذا ولكن الحقيقة هنالك أمر. هو ربنا قال (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ (29) الشورى) أسلم يعني انقاد من إسلام إنقياد ، فإذا كان في السموات انقياد فقد يكون طوعاً أو كرهاً ، انقياد، شاء أم أبى كله يخضع لأمر الله .
*حتى الملائكة. لكن هل الملائكة تُسلم كرهاً؟
لا طبعاً. هو تعال قال (من دابة) والملائكة لا تُسمى دابة ، دبّ مشى على الأرض لكن استعمال اللغة للدابة هو لغير الإنسان. الإنسان في القرآن الكريم دابة لأنه يدب على الأرض، هو متضمن داخل دابّة. كل ما يدبّ على الأرض فهو دابة  لكن في الاستعمال لا تستعمل العرب للإنسان دابة.
*السموات هل فيها دابة؟
ربنا تعالى قال هذا (وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ) يعني هنالك أشياء نحن لا نعلمها (ويخلق ما لا تعلمون)، ما أخبرنا بهم، لم يخبرنا بكل مخلوقاته. نحن ما أدرانا أن هنالك. إذا كان الإسلام والانقياد لله حتى الكافر رغماً عنه ينقاد لأوامر الله وخضوعه لسنن الله.
وفي هذا الكون يخضع لأمر الله وما وضع فيه من سنن شاء أم أبى.  ولو كان المفسرون يقولون الإسلام طوعاً لأهل السموات والأرض طوعاً وكرهاً.
*كيف يُسلِم الإنسان كرهاً ؟
هو لم يُكرهه هكذا وإنما هو حارب وهو غير مريد للحرب، أحياناً تصير حروباً كُرهاً فيصير حرب ثم يصير هناك أسرى ثم يدخل في الإسلام إذن هو أول الأمر كره.
* هذا لا تعارض بينه وبين (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256) البقرة)؟
*هو لا يجبره على الإيمان لكن أول مرة كان كَره.
* ما الفرق بين كَره وكُره؟ وهل هي لغوياً بالضمّ أو بالفتح؟(د.فاضل السامرائي)
الاثنين، كَره من الخارج، كُره من نفسك. (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا (15) الأحقاف) هي تكره لكن لم يجبرها واحد على هذا. الكَره إجبار من الخارج والكُره من الداخل. الكَره كأنه إكراه. فالكَره بالفتح. لا إكراه في الدين، إكراه من الكَره ليس من الكُره ، الكُره هو يبدأ يكره الأمر من الداخل.
* ما الفرق بين أنزل وأوتي ؟(د.فاضل  السامرائى)
هذه الآية فيها إنزال وإيتاء. نسأل سؤالاً: مَنْ من الأنبياء المذكورين ذُكرت له معجزة تحدّى بها المدعوين؟ موسى وعيسى عليهما السلام ولم يذكر معجزان للمذكورين الباقين. هل هذه المعجزة العصى وغيرها إنزال أو إيتاء؟ هي إيتاء وليست إنزالاً ولذلك فرّق بين من أوتي المعجزة التي كان بها البرهان على إقامة نبوّته بالإيتاء وبين الإنزال، هذا أمر. كلمة (أوتي) عامة تشمل الإنزال والإيتاء. الكُتب إيتاء. أنزل يعني أنزل من السماء وآتى أعطاه قد يكون الإعطاء من فوق أو من أمامه بيده. لما يُنزل ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء فالإيتاء أعمّ من الإنزال لذلك لما ذكر عيسى وموسى عليهما السلام ذكر الإيتاء لم يذكر الإنزال ثم قال (وَمَا أُوتِيَ موسى وعيسى والنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ) دخل فيها كل النبييبن لأنه ما أوتوا من وحي هو إيتاء. (وَمَا أُنزِلَ على إِبْرَاهِيمَ) قد يكون إنزالاً ويكون إيتاء لكن ما أوتي موسى وعيسى عليهما السلام في هذه الآية هذا إيتاء وليس إنزالاً لأنه يتحدث عن معجزة ولأنهما الوحيدان بين المذكورين اللذين أوتيا معجزة. الآخرون إنزال وعندما يتعلق الأمر بالمعجزة قال إيتاء.
* هل العرب كانت تفهم هذا الكلام؟(د.فاضل  السامرائى)
من حيث اللغة العرب تفهم الفرق بين أوتي وأُنزل بالمعنى العام لكن هنا تأتي لنما نقرأ القرآن ونعلم أن موسى أوتي آيات حتى يُلزِم فرعون وقومه الحُجّة ألزمهم بما آتاه وليس بما أُنزل إليه. وموسى  أُنزِلأ عليه بعد خروجه من مصر. هو أظهر معجزته وليس الكتاب لأن الألواح أخذها بعد أن خرج من مصر. الأمر كان يتعلق بالإيتاء وليس بالإنزال بالنسبة لموسى يتعلق بالمعجزة كالعصا واليد في تسع آيات. وعيسى  كان يتحداهم بالآيات وليس بما أُنزل إليه (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) آل عمران) لم يتحداهم أبداً بما أُنزل وإنما بما أُوتي وهما الوحيدان فيما ذكر دعوتهما بالتحدي بما أوتوا وليس بالإنزال.
* لماذا لا يُذكر سيدنا اسماعيل مع ابراهيم واسحق ويعقوب في القرآن؟(د.فاضل السامرائى)
توجد في القرآن مواطن ذُكر فيها ابراهيم واسماعيل ولم يُذكر اسحق وهناك 6 مواطن ذُكر فيها ابراهيم واسماعيل واسحق ومنها:(قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران
وكل موطن ذُكر فيه اسحق ذُكر فيه اسماعيل بعده بقليل أو معه مثل (49) و (54) مريم. إلا في موطن واحد  في سورة العنكبوت (27).
وفي قصة يوسف  لا يصح أن يُذكر فيها اسماعيل لأن يوسف من ذرية اسحق وليس من ذرية اسماعيل
وقد ذُكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحق في سورة البقرة (125) (127) لأن اسحق ليس له علاقة بهذه القصة وهي رفع القواعد من البيت أصلاً.
*(قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ (84) آل عمران) في آي أخرى جاءت تعدية الفعل (أنزل) بحرف الجر (إلى) فقال (وما أنزل إلينا) فلِمَ عُدِّي الفعل هنا بحرف الجر (على) دون (إلى)؟(ورتل القرآن ترتيلاً)
الإنزال يقتضي عُلُوّاً فوصول الشيء المنزِّل وصول استعلاء والحرف (إلى) يفيد الوصول فقط فكان لزاماً والحديث في معرض الافتخار بالتنزيل أن يستعمل البيان الإلهي حرف (على) دون غيره.
آية (86):
*ما الفرق من الناحية البيانية بين (جاءهم البيّنات) و(جاءتهم البيّنات) في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعل مذكراً والفاعل مؤنثاً. وكلمة البيّنات ليست مؤنث حقيقي لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها. لماذا جاء بالاستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات) مع العلم أنه استعملت في غير مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟
جاءتهم البيّنات بالتأنيث: يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت الآيات تدلّ على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثاً كما في قوله تعالى في سورة البقرة (فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {209}).
أما جاءهم البيّنات بالتذكير: فالبيّنات هنا تأتي بمعنى الأمر والنهي والتذكير فيه معنى القوة إختيار القوة وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من الأمر والنهي يُذكّر الفعل كما في قوله تعالى في سورة آل عمران (كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {86}) و (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105}) وفي سورة غافر (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {66}).
*(كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ (86) آل عمران) يجيء البيان القرآني من جديد بالاستفهام ويُعرِض عن البيان بالخبر لغرضٍ أراده الله تعالى لا يتأتى إلا بهذا الاستفهام، فما هو هذا الغرض؟(ورتل القرآ، ترتيلاً)
لو أعملت فكرك في حال القوم وكيف كفروا وكذبوا بعدما شهدوا الحق لعلمت أن المراد بالاستفهام إستبعاد الهداية عنهم وهذا حالهم.
 
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
(( *ﻭﺍﻧﺘﺼﻒ ﺭﻣﻀﺎﻥ* ))

🟢 أيُها الأحباب، ﻟﻘﺪ ﻣﻀَﻰ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺻَﺪﺭُﻩ، ﻭﺍﻧﻘﻀَﻰ ﻣﻨﻪ ﺷﻄﺮُﻩ، ﻭﻗﺎﺭَﺏ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻤﻞَ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﺭُﻩ، ﻓﺎﻏﺘﻨِﻤﻮﺍ ﻓﺮﺻﺔً ﺗﻤﺮُّ ﻣﺮَّ ﺍﻟﺴَّﺤﺎﺏ، ﻭﻟِﺠُﻮﺍ ﻗﺒﻞَ ﺃﻥ ﻳُﻐﻠَﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ، وﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻗﺒﻞﺍﻧﻘﻀﺎﺋِﻪ، ﻭﺃﺳْﺮِﻋﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺘﺎﺏِ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋِﻪ..
🔵 ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻳﺎ ﺃﻫﻞَ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭآﻋﺠﺒًﺎ ﻟﻪ! ﻭﺍﻋﺠﺒًﺎ ﻷﻳَّﺎﻣﻪ! ﻭﺍﻋﺠﺒًﺎ ﻟﺴﺎﻋﺎﺗﻪ!
ﺷﻤﺲ ﺗﻐﺮُﺏ، ﻭﺷﻤﺲ تشرق، ﺳﺎﻋﺎﺗﻪ ﺗَﺬْﻫﺐ، ﻭﺃﻭﻗﺎﺗﻪ ﺗُﻨﻬَﺐ، ﻭﺯﻣﺎﻧﻪ ﻳُﻄﻠَﺐ..
🟤ﻳﺎ ﻟﻠﻪِ! ﺗﻨﺼَّﻒ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺍﻧﻬﺪَﻡ ، ﻭﻓﺎﺯ ﻣَﻦ ﺑﺤﺒْﻞِ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﺘﺼَﻢ ، ﻭﺍﻏﺘﻨَﻢ ﺍﻟﺸﻬﺮَ ﺧﻴﺮَ ﻣُﻐﺘَﻨﻢ..
🟢 *ﻭهناك وﻗﻔﺎﺕ ﻻﻏﺘﻨﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺒﻞ الرحيل* .
ﺇﻧَّﻬﺎ ﻭﻗﻔﺎﺕُ ﻣﺤﺐ لكم ، ﻣﺮﻳﺪٍ ﻟﻨﻔﺴِﻪ ﻭلكم ﺍﻏﺘﻨﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺣِﺮْﻣﺎﻧﻪ :
1⃣ﺍﻟﻮﻗﻔﺔﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧُﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﻔُﺘﻮﺭ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ :
ﻧﻌﻢ ، ﻣُﺸﺎﻫَﺪٌ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻨﺎﺱَ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻳَﻨﺸَﻄُﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻟﻜﻦ ﺇﻥْ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻳَّﺎﻡ ﻟﻴُﺼﺒﺢَ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻨﺪَ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﺭﺗﻴﺒًﺎ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔْﺲ ﻋﺠﻮﻝ ﻣﻠﻮﻝ ﻛﺴﻮﻝ..
*فإليك ﺷﻴﺌًﺎ ﻣِﻦ ﺩﻭﺍﺀ ﻓﺘﻮﺭ النفس ، ﻭﻋﻼﺝ ﺩﺍﺋﻬﺎ* :
🔹ﺍﺳﺘﺤﻀﺮ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺻﻮﻣﻚ ، ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺼﻮﻡ ﻓﻴﺠﻮﻉ ﺑﻄﻨُﻚ ﻭﺗﻈﻤﺄُ ﻛﺒِﺪﻙ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔً ﻟﻠﻪ ، ﻭﺗﻠﺒﻴﺔً ﻷﻣﺮﺍﻟﻠﻪ..
ﻧﻮِّﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓَ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺻﻴﺎﻡ ، ﻗﻴﺎﻡ ، ﺗﻼﻭﺓ ﻗﺮﺁﻥ ، ﺇﻃﻌﺎﻡ ، ﺇﻧﻔﺎﻕ ، ﺑِﺮّ ، ﺻِﻠﺔ ، ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ..
🔸ﺣﺎﺳِﺐ ﻧﻔْﺴَﻚ ﻋﻠﻰ ﻣُﻀﻲِّ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳَّﺎﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ، ﻭﺗﻔﻘَّﺪ ﺃﻣْﺮَﻙ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻐﻮﺍﻟﻲ ، ﻭﺍﻧﻈﺮْ ﻣﺎ ﻗﺪَّﻣﺖَ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺨﻮﺍﻟﻲ..
🔹ﺗﺬﻛَّﺮ ﺃﻥَّ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺭْﺗَﺤﻞ ، ﻓﻠﻦ ﻳﻌﻮﺩَ ﺇﻻ ﺑﻌﺪَ ﺃﺣﺪَ ﻋﺸﺮَ ﺷﻬﺮًﺍ ، ﻭﻫﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻮﻕَ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴًّﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻣﻴﺘًﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﺃﻭﻣﺮﻳﻀًﺎ؟ ﻛﻞ ﺫﺍ ﻋِﻠﻤُﻪ ﻋﻨﺪَﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺎﻟﻔُﺮﺻﺔُ ﺍﻵﻥ ﺑﺴﺎﺣﺘِﻚ ﻓﻼ ﺗﻀﻴِّﻌﻬﺎ.
2⃣ ﺍﻟﻮﻗﻔﺔﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺭﺑُّﻚ ﻳُﺮﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﻗﺮْﺿًﺎ : ﻧﻌﻢ ، ﻳﺴﺘﻘﺮﺿُﻚ ﻭﻫﻮ ﻏﻨﻲٌّ ﻋﻨﻚ؛ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : { ﻣَﻦْ ﺫَﺍ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳُﻘْﺮِﺽُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗَﺮْﺿًﺎ ﺣَﺴَﻨًﺎ ﻓَﻴُﻀَﺎﻋِﻔَﻪُ ﻟَﻪُ ﺃَﺿْﻌَﺎﻓًﺎ ﻛَﺜِﻴﺮَﺓً ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﻘْﺒِﺾُ ﻭَﻳَﺒْﺴُﻂُ ﻭَﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺗُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ}، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻈِّﻞُّ ﻓﻲ ﻳﻮﻡِ ﺍﻟﻜﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ؛ ﺻﺢَّ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏«ﻛﻞُّ ﺍﻣﺮﺉ ﻓﻲ ﻇﻞِّ ﺻﺪَﻗﺘِﻪ ﻳﻮﻡَ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻳُﻘﻀَﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‏»، ‏( ﺃﺧﺮَﺟﻪﺍﺑﻦ ﺧُﺰَﻳﻤﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒَّﺎﻥ ، ﻭﺻﺤَّﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‏) .
ﺇﻧﻬﺎ ﻋﺎﺭﻳﺔُ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﺎﺭَﻙ ﺇﻳَّﺎﻫﺎ؛ ﻟﻴﻨﻈﺮَ ﺷﺄﻧَﻚ ﻓﻴﻬﺎ :

ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﻓﺎﺑﺬﻝْ ﻣِﻦ ﻋﻄﻴﺘﻪ*
ﻓﺎﻟﻤﺎﻝ ﻋﺎﺭﻳﺔٌ ، ﻭﺍﻟﻌُﻤﺮُ ﺭﺣَّﺎﻝ.
3⃣ﺍﻟﻮﻗﻔﺔﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺳﺎﻋﺔُ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔٍ ﺿﺎﺋﻌﺔ : ﺇﻱْ ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﺿﺎﺋﻌﺔٌ ﻋﻨﺪَ ﻛﺜﻴﺮٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻻَ ﻭﻫﻲ ﺳﺎﻋﺔُ ﺍﻟﺴَّﺤَﺮ ، ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨُّﺰﻭﻝ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀِ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؛ ﻟﻴﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ : ‏«ﻫﻞ ﻣِﻦ ﺳﺎﺋِﻞ ﻓﺄﻋﻄﻴَﻪ؟ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺩﺍﻉٍ ﻓﺄﺳﺘﺠﻴﺐَ ﻟﻪ؟ ﻫﻞ ﻣِﻦﻣﺴﺘﻐْﻔِﺮٍ ﻓﺄﻏﻔﺮَ ﻟﻪ؟» .. ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ،
قال تعالى:
{ﻭالمستغفرين بالأسحار} ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣَﺮَﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ..
4⃣ﺍﻟﻮﻗﻔﺔﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﺍﺣﺬﺭْ ﻟﺼﻮﺹَ ﺭﻣﻀﺎﻥ : ﻣﺎ ﺃﻗﺒﺤَﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺃﺟﺮﻣَﻬﻢ! ﺇﻧَّﻬﻢ ﺳُﺮَّﺍﻕ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﺗﻜﺎﺩﺻﺪﻭﺭُﻫﻢ ﺗﺘﻤﻴﺰَّ ﻏﻴﻈًﺎ ﻭﺣﻨﻘًﺎ ﻳﻮﻡَ ﺃﻥْ ﺭﺃَﻭْﺍ ﻗﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻓﺄﺟْﻠَﺒﻮﺍ ﺑﺨَﻴْﻠﻬﻢ ﻭﺭَﺟْﻠِﻬﻢ ﻋﺒْﺮَ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞَ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮَّﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔِﺘﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ، ﻣﺎ ﻳَﺆُﺯُّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺃﺯًّﺍ ، ﻭﻳﺪﻋﻮﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺂﺛِﻢ ﺩﻋًّﺎ ﻓﺤُﻖَّ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ، ﻭﻭﺟَﺐ ﻣِﻦ ﻓِﺘﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺬﺍﺭ ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻔﺖُ ﻭﺇﻳَّﺎﻙ ﺳﻘﺖُ ﻟﻚ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﻨﺬﺍﺭ..

ﺭَﺯَﻗﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳَّﺎﻙم ﺍﻟﺬِّﻛﺮﻯ ﻭﺍﻻﺩّﻛﺎﺭ ، ﻭﺍلجنّة ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘَﺮَﺍﺭ.
*لمسات بيانية في سورة آل عمران- 10*
آية (88):
*ما الفرق بين استخدام كلمة (يُنصرون) في سورة البقرة وكلمة (يُنظرون) في سورة البقرة وآل عمران؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة البقرة (أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {86}) وقال في سورة البقرة أيضاً (خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ {162}) وفي سورة آل عمران (خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ {88})
لو نظرنا في سياق الآيات في سورة البقرة التي سبقت آية 86 لوجدنا الآيات تتكلم عن القتال والحرب والمحارب يريد النصر لذا ناسب أن تختم الآية 86 بكلمة (ينصرون) أما في الآية الثانية في سورة البقرة وآية سورة آل عمران ففي الآيتين وردت نفس اللعنة واللعنة معناها الطرد من رحمة الله والإبعاد والمطرود كيف تنظر إليه؟ كلمة يُنظرون تحتمل معنيين لا يُمهلون في الوقت ولا يُنظر إليهم نظر رحمة فإذا أُبعد الإنسان عن ربه وطُرد من رحمة الله فكيف يُنظر إليه فهو خارج النظر فلما ذكر الأيتين في سورة البقرة وسورة آل عمران استوجب ذكر (يُنظرون).
* ما وجه الإختلاف من الناحية البيانية بين قوله (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ (90) آل عمران) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (91) آل عمران)؟(د.فاضل  السامرائى)
ينبغي أن نعلم الفرق بين الواو والفاء في التعبير حتى نحكم. الواو لمطلق الجمع، الجمع المطلق، قد يكون عطف جملة على جملة (فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) الأنعام). الفاء تفيد السبب، هذا المشهور في معناها (درس فنجح) فإذا كان ما قبلها سبباً لما بعدها أي الذي قبل يفضي لما بعدها يأتي بالفاء ولا يأتي بالواو لأنه لمطلق الجمع. هذا حكم عام ثم إن الفاء يؤتى بها في التبكيت أي التهديد. لو عندنا عبارتين إحداهما فيها فاء والأخرى بغير فاء وهو من باب الجواز الذِكر وعدم الذِكر نضع الفاء مع الأشد توكيداً. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (137) النساء) ليس فيها فاء. (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) محمد) لأنهم لا تُرجى لهم توبة. وفي الأولى هم أحياء قد يتوبون. لما لم يذكر الموت لم يأت بالفاء ولما ذكر الموت جاء بالفاء (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ (90) آل عمران) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (91) آل عمران) الآيتان فيهما نفس التعبير: النفي بـ (لن) واحدة جاءت بالفاء  فالآية الآولى تتحدث عن قوم ماتوا وانتهوا ولن يقبل منهم توبة بعد الموت(وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ) انتهى عملهم أما الآية الثانية فهي تتحدث عن قوم كفروا ولم يموتوا ومجال التوبة ما زال مفتوحاً أمامهم. الفاء هنا تقع في جواب اسم الموصول لشبهه بالشرط فجاءت الفاء زيادة للتوكيد.. النُحاة يقولون قد تأتي الفاء للتوكيد.
هناك أمران: الأول أن الفاء تكون للسبب (سببية) " درس فنجح" سواء كانت عاطفة "لا تأكل كثيراً فتمرض" يُنصب بعدها المضارع. ينبغي أن نعرف الحكم النحوي حتى نعرف أن نجيب. التبكيت والتهديد بالفاء أقوى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ (85) آل عمران) (ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) محمد) في القرآن وغير القرآن إذا كان ما قبلها يدعو لما بعدها، يكون سبباً لما بعدها، أو يفضي لما بعدها يأتي بالفاء (السببية) ولا يؤتى بالواو. في غير القرآن نقول لا تأكل كثيراً فتمرض، ذاك أفضى لما بعد، الزيادة في الأكل سبب المرض. إذن هذا كحكم لغوي. ما قبلها سبب لما بعدها وإذا كان الأمر كذلك يؤتى بالفاء وإذا كان مجرد إخبار تقول فلان سافر وفلان حضر، تخبر عن جملة أشياء وليس بالضرورة أن هناك أسباب.
هذا المعنى اللغوي العام في القرآن (بلسان عربي). إذا كان ما قبلها يفضي لما بعدها يأتي بالفاء ونضرب أمثلة ومنها السؤال عن الفرق بين أولم يسيروا وأفلم يسيروا.
سؤال: لماذا لا نفهم نحن القرآن الآن كما فهموه في السابق؟ لأنهم كانوا يتكلمون اللغة على سجيتها ونحن نتعلم لا نعرف النحو ولا البلاغة. علم اللغة نفسها لا نأخذه إلى على الهامش ولا نُحسن الكلام أصلاً. علم النحو مفيد في فهم نص القرآن الكريم. والعلماء يضعون للذي يتكلم في القرآن ويفسره شروطاً أولها التبحر في علوم اللغة وليس المعرفة ولا تغني المعرفة اليسيرة في هذا الأمر. النحو والتصريف وعلوم البلاغة من التبحّر فيها يجعلك تفهم مقاصد الآية فإذا كنت لا تعرف معنى الواو والفاء ولا تعرف ما دلالة المرفوع والمنصوب لن تفهم آيات القرآن.
آية ( 94):
*قال تعالى (فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94)) آل عمران عرف  كلمة الكذب مع أن القرآن الكريم استخدمها نكرة  كما في سورة يونس (17) ما دلالة تنكير الكذب أو تعريفه؟(د.فاضل السامرائى)
المعرفة هى ما دلّ على شيء معين. الكذب يقصد شيئاً معيناً بأمر معين هنالك أمر في السياق يقصده فذكر الكذب، فلما يقول الكذب فهو كذب عن أمر معين بالذات مذكور في السياق أما عندما يقول كذب فيشمل كل كذب مثل قوله تعالى (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94) آل عمران) الكلام عن الطعام، أمر معين، هو حرّم على نفسه وكذب على الله وقال حرّم كذا قال فاتوا بالتوراة في هذه المسألة مسألة الطعام فقال (فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ) لأن الكذب في مسألة معينة محددة.
التنكير كذب يشمل كل كذب وليس الكذب في مسألة معينة (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) يونس) لم يذكر مسألة معينة حصل كذب فيها فالكذب عام.إذن التنكير في اللغة يفيد العموم والشمول.
*ورتل القرآن ترتيلاً:
(فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94) آل عمران) الإفتراء هو الكذب والافتراء في الأصل مأخوذ من الفري وهو قطع الجلد، وإفترى الجلد كأنه اشتدّ في تقطيعه تقطيع إفساد. فأُطلق الافتراء على الكذب بغرض الإفساد وأيُّ إفساد أعظم من إفساد شريعة الله تعالى؟!
* في سورة آل عمران (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96)) الآية الوحيد التي وردت فيها كلمة بكة في حين باقي السور والآيات وردت كلمة مكة فما السبب في ورود كلمة بكة في الآية تحديداً؟(د.فاضل السامرائي)
بكة من أسماء مكة. مكة وبكة. الإسمان على نفس البقعة الجغرافية، في القرآن وردت مرة مكة ومرة بكة (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ (24) الفتح) وهنا قال (لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا) البكّ من الزحام. فعل بكّ يبُكّ يعني ازدحم. بك ذكرها في سياق الحج (إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً (97)) هذا يصير فيه ازدحام يبك الناس بعضهم بعضاً، هو في البيت، يزدحمون فيه وقت الحج إذن قال (ببكة) يعني في مكان ازدحام الناس فجاء ببكة مناسبة لذكر الحج بينما في الآية الثانية ليس فيها ازدحام فقال مكة.
آية (97):
*قال تعالى في سورة آل عمران (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)) وقال في سورة ابراهيم (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)) فما سبب الاختلاف؟(د.فاضل السامرائى)
في سورة آل عمران(فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)) باستخدام صيغة الماضي وفي آية سورة ابراهيم (وإن تكفروا) بصيغة المضارع. فعل الماضي بعد إداة الشرط مع المستقبل يفترض الحدث مرة واحدة أما فعل المضارع فيدلّ على تكرار الحدث.
آية (100):
* لماذا قال  تعالى (أوتوا الكتاب) ولم يقل (آتيناهم الكتاب)؟(د.فاضل السامرائى)
القرآن الكريم يستعمل أوتوا الكتاب في مقام الذم ويستعمل آتيناهم الكتاب في مقام المدح. قال تعالى (وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) البقرة) هذا ذم،  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) آل عمران) هذا ذم . بينما آتيناهم الكتاب تأتي مع المدح (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ (121) البقرة) مدح،(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) القصص) مدح . هذا خط عام في القرآن على كثرة ما ورد من أوتوا الكتاب وآتيناهم الكتاب حيث قال أوتوا الكتاب فهي في مقام ذم وحيث قال آتيناهم الكتاب في مقام ثناء ومدح. القرآن الكريم له خصوصية خاصة في استخدام المفردات وإن لم تجري في سنن العربية. أوتوا في العربية لا تأتي في مقام الذم وإنما هذا خاص بالقرآن الكريم. عموماً رب العالمين يسند التفضل والخير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب الإيتاء إلى نفسه، أوتوا فيها ذم فنسبه للمجهول (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا (5) الجمعة) (وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14) الشورى)، أما قوله تعالى (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا (32) فاطر) هذا مدح.
 
#تدبر

(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)
#البقرة_185

خذ من رمضانك لعامِك، ومن عَشْرِك لدَهرِك، ولا تكونن من الغافلين!
جاء مُطَهِّر!
جاء مُستَعْتَب المذنبين!
#مناشدة_إنسانية

إلى كل موسر وقادر ومستطيع
أو من أراد فعل الخير في هذا الشهر المبارك أو من لديه زكاة مال أو غيره.
أو كل من أراد الإنفاق من جهد مقل ابتغاء وجه الله تعالي وطمعا ورغبة في الاستظلال بظله سبحانه يوم لاظل الا ظله..

عليا مبلغ مليون ريال يمني باقي شرط من تقدمت لخطبتها طالبا العون والمساعدة
فمن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

من أحب أو رغب بمساعدتي فليتواصل معي على حسابي في التلجرام
@Alkady
#مشرف_باقة_قنوات_خير_الكلام
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*اللهم* لك الحمد في السراء والضراء ولك الحمد في الشدة والرخاء ولك الحمد على حلمك بعد علمك.
*اللهم* لك الحمد مثل ما نقول ولك الحمد فوق ما نقول ولك الحمد خيراً مما نقول ولك الحمد على كل حال.
*اللهم* اغفرلنا ولوالدينا ولمن له حق علينا انك غفوراً رحيم..
*أسعد الله صباحكم.*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📩 : في رمضان خاصّةً لتكن عبارات *الاستغفار* قريبة من لسانك ؛ علّك تكون ممن فازوا في شهرهم بالغفران ..
-
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليـه .
*لمسات بيانية في سورة آل عمران- 11*
آية (105):
* ما الفرق بين جاءهم البينات وجاءتهم البينات؟
د.فاضل  السامرائى :
القرآن أحياناً يستعمل معنى الكلمة فيذكر ويؤنث بحسب المعنى. البيّنات حيث كانت بمعنى العلامات الدالّة والآيات والمعجزات أنّثها وحيث كانت بمعنى الأمر والنهي ذكّرها. (فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ (210) سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211) البقرة) هذه آيات. (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) البقرة) هذه آيات. (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم ...من بعد ما جاءتهم البينات) هذه معجزات. في التذكير (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) آل عمران) ذكّر لأنها بمعنى الدين أو الأمر والنهي وليست بمعنى المعجزات وإنما هي أوامر بمعنى الأمر والنهي أو الدين وحبل الله.
* يرد في القرآن أحياناً قوله تعالى (لله ما في السموات والأرض) وأحياناً (لله ما في السموات وما في الأرض) فما الفرق بينهما؟ (د.فاضل السامرائي)
 له أكثر من غرض، من ذلك قد يكون الموضع موضع تفصيل لأنه أحياناً قد يكون الغرض تفصيل أو قد يكون الإيجاز، تبسط وتفصيل في الكلام ومرة يكون إيجاز. الذي يتحكم في الاستطراد والتفصيل والإيجاز هو الغرض وما يحتاجه المخاطَب، وماذا يريد المتكلم أن يوصل للمخاطب؟ فإذا أراد ربنا أن يفصل في الأمر يأتي بـ (ما) (تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) طه) (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) سبأ) بخلاف (وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا (52) النحل) موجزة بينما الايات الأولى مفصلة هو أراد أن يفصل سبحانه وتعالى ماذا له؟ مدى علمه مدى سعة قدرتة؟. وقد يكون يتوسع لغرض التوكيد أحياناً، على سبيل المثال (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) الحج) لاحظ التوكيد (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) لقمان) لما كان القصد هو بيان أن الغنى أكثر جاء بـ (ما) وأكّد جاء بالواو قال (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) هذا من جملة غِناه، لو هذب هذا فإن الله هو الغني الحميد، إذن هذا من جملة ما يملك. بينما في آية أخرى قال (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) لقمان) دلّ المُلك على غناه لم يقل من جملة ما يملك. حتى التوكيد هناك قال (وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) توكيد بـ إنّ واللام، وفي الآية الأخرى قال (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد).
لاحظ السياق، لما أراد أن يبين سعة الغنى فصّل بـ (ما في السموات وما في الأرض) وجاء باللام. قال (قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ (68) يونس) (وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131) النساء) هو الغني أو غني أيها الأغنى؟ هو الغني. فلما قال له ما في السموات وما في الأرض قال هو الغني ولما قال له ما في السموات والأرض قال غني. وللدلالة أيضاً على سعة قدرته (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) الشورى) (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ (5) الشورى) على إحاطة الله بالأمور (وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (109) آل عمران) الإحاطة المطلقة فذكر (ما) بحسب السياق.
*فى قوله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (110) آل عمران)ما فائدة البناء للمجهول؟(د.فاضل السامرائى)
ما قال خرجت لأن ربنا أخرجها إخراجاً، هذه الأمة الإسلامية ربنا أخرجها بالصورة التي أرادها أُخرجت للناس ولم يقل خرجت من تلقاء نفسها. (خرجت) يعني خرجت من نفسها وليست برسالة، أخرج فعل متعدي (أخرجته)، خرج فعل لازم (خرجت من البيت). (أُخرجت للناس) أي أن الله سبحانه وتعالى أخرجها على نمط معيّن كما يريد ولم تخرج من تلقاء نفسها كما تخرج الحشائش والأدغال في النبات. الزارع ينتقي ويعلم ما يزرع وهذه الأمة أُخرِجت إخراجاً إلى الناس ولم تخرج من تلقاء نفسها وفق منهج معين معدّ واختيار دقيق. هذه الأمة أُخرجت بهذا المنهج لهذا الغرض للناس كافة.
 
آية (111):
* لماذا جاءت (يضرُّكم) بالرفع في آية سورة آل عمران (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120))؟(د.فاضل السامرائى)
أولاً من يقول أن (يضُرُّكم) مرفوعة؟ ومن يقول إنها حالة رفع؟ هذا الفعل مجزوم وللآية قراءتان متواترتان إحداها بالفتح (يضرَّكم) والثانية بالرفع (يضرُّكم). هذا الفعل مجزوم بالسكون حُرِّك لالتقاء الساكنين وكانت الحركة الضمّ للاتباع. وهذا الفعل (ضرّ) فعل ثلاثي مضعّف إذا جُزِم وكان مضموم العين في المضارع مثل عدّ يعُدّ وشدّ يشدّ إذا جُزم فعليه أربعة أحوال:
1.      فكّ الادغام مع الجزم (يضرر) مثل قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) الانفال) و قوله تعالى (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة) وهذا يسري على جميع المضعّفات في حالة الجزم إذا أُسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر.
2.      الادغام والفتح كأن نقول لن يضُرَّك كما في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (المائدة 54) بالفتح وهذا مجزوم لكن لمّا صار ادغام التقى ساكنان فعندما ادغمنا الأول يصير ساكناً والثاني ساكن فلا بد من الحركة وعندنا أوجه تحريك إما أن نحركه بالفتح لأنها أخفّ الحركات مثل (يرتَّد) مجزوم وعلامة جزمه السكون لكن حُرِّك لالتقاء الساكنين وحُرِّك بالفتح لأنها أخف الحركات.
3.      الادغام مع الكسر كقولنا لا يُضِّر ومثل قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) الحشر).
4.      الادغام مع الضمّ إذا كانت العين مضمومة مثل يضُر، يعُد، يمّد يصِحّ أن نقول لم يمّدَّ ولم يمِدّ ولم يمَدّ.
*(وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ (112) آل عمران) بأيّ حق يقتل الأنبياء ونحن نعرف أن الأنبياء معصومون؟(د.فاضل السامرائي)
هذا نسميه جار ومجرور مؤكِّد زيادة في التأكيد مثل (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ (26) النحل) هذا توكيد، (وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ )، نقول رأيته بعيني وتقول كتبت بيدي، هذا توكيد للدلالة على الاهتمام زيادة في تشنيع الفعل.
* مدلول الآية أنهم يقتلون الأنبياء بغير حق يعني بدون الحق ؟
لما تقول رأيته بعيني ماذا تعني؟ بعيني هو توكيد لرأيت، وهذه بغير حق توكيد لقتل الأنبياء، قتل النبي يجب أن يكون بغير حق .
*هذا من المسلَّمات المنطقية المرفوضة بداية وكأن هذا النبي مكلّف من قِبَل الله تعالى لتبليغ الرسالة فكيف يُقتل؟! حتى إذا لم يقل بغير حق سيُفهم أنهم يقتلون الأنبياء بغير حق؟
مثل رأيت بعيني، والتوكيد في اللغة يدخل في كل شيء في الحال والتمييز والصفة والخبر.
* هل لتنكير كلمة حق معنى؟ مرة يقول بغير حق ومرة يقول بغير الحق؟
بغير الحق يعني بغير الحق الذي يدعو إلى القتل أو يستوجب هذا الأمر أصلاً.
* وكأنه يُقر أن هناك قتل لكن بضوابط، بحق معين؟
القتل عموماً له ضوابط، هذه بغير الحق. مثلاً أحياناً تكون مشادة بين واحد وواحد لا تدعو إلى القتل والأنبياء قد يكون هناك مشادة بينهم وبين أقوامهم هذا لا يدعو إلى القتل لكن إذا حصلت أحياناً ستلاحظ (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ (71) الأعراف) تحصل مشادة، يحصل كلام لكن لا تستوجب القتل هذه بغير الحق. أما بغير حق لم يفعل شيئاً أصلاً غير تبليغ دعوة ربه، لا مشادة ولا شيء، هذه أسوأ ولذلك في القرآن لما نستعرضها سنلاحظ أن الموقف يختلف والعقوبة تختلف والجزاء يختلف والموقف كله يختلف. (وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ (112) آل عمران)الأنبياء جمع كثرة وبغير حق، (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ (61) البقرة) النبيين جمع قلة فهذه تحتاج إلى كلام فيها..
* لكن خارج القرآن الكريم مثلاً حدثت مشادة كلامية بين فلان وفلان فقتله هنا يكون بغير الحق الذي يدعو للقتل؟
د. فاضل: نحن حتى الآن في أمور عادية تتطور الأمور إلى القتل والموقف لا يستوجب القتل أصلاً.
* إذا لم يستوجب الموقف نقول قتله بغير الحق، متى نقول بغير حق؟
أصلاً لم يفعل شيئاً.
* قام فقتله. فقط بالألف واللام؟! إلى هذه الدرجة الألف واللام مؤثرة في الدلالة؟ أبو لهب وابو جهل كانوا يفهمون هذا الكلام؟! وما آمنوا؟!
كيف لا يفهمون؟ كانوا يفهمون أكثر منا (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا (14) النمل) (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (33) الأنعام) الإنسان لما يضل يضل.
 
😍ادركوا رمضان (تلاوات بأجمل الاصوات) 👇🏻
hottg.com/mazameerqurania/200166

💟 مقطع محفز لمن يقرأ القرآن بلا تدبر 👇
https://hottg.com/fwayiid/16375
Forwarded from د؏ــم مجلداﭢ الفرسان💯
☄️علاج نسيان القرآن الكريم👀
hottg.com/addlist/y7-gqrFqVsczZmM0


📌 للأزواج والزوجـــــــــــات
رســـ
💌ـــالة مهمة لكم هنـــــــا👇🏻
hottg.com/addlist/y7-gqrFqVsczZmM0

✍️ نقتبـسُ لكُـم أجمٓـل الگلمـٓـات وٓأرقـٓىٰ العبٓـارات بفقـرات مُميـزة ومُتنـوعـة
hottg.com/addlist/y7-gqrFqVsczZmM0

🌸✔️ دينيــة ⬅️ ثقـافيــة ⬅️ تـوعـويــة
⬅️ إجتمـاعيـــة
hottg.com/addlist/y7-gqrFqVsczZmM0

💫 لدعم مجلدات الفرســ#⃣ــان @Al_foursan
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
HTML Embed Code:
2024/03/28 10:09:29
Back to Top