TG Telegram Group Link
Channel: السبيل
Back to Bottom
‏يرتفع صوت المصلح بإنكار منكر عام؛ فيراه العاقل محسنًا يستحق النصر والدعاء لإسقاطه الفرض عن الجميع على اعتبار الكفاية، ويشغب المخذول خشية أن تصحو الضمائر، فيحس بقصوره؛ ومن ألِف قبو الغفلة آلمه شعاع الحقيقة.

- بدر آل مرعي
رأسمالية الدولة الاحتكارية
يقصد بالاحتكار في المصطلح الاقتصادي انفراد مشروع واحد بعرض سلعة ليس لها بديل، وشرط وجود الاحتكار اختفاء المنافسة التي يَعْرض بها الاحتكار السلعة.
وتعد رأسمالية الدولة الاحتكارية أعلى طور للرأسمالية، وقد ظهرت نتيجة للتناقض بين رأس المال والعمل من جهة، وبسبب تركز رأس المال وازدياد الطابع الاجتماعي لقوى الإنتاج من جهة أخرى، فالرأسمالية الاحتكارية للدولة هي جمع قوى الاحتكارات وقوى الدولة في آلية موحدة, وذلك للوقوف في وجه التناقضات الناجمة عن فائض التراكم أو فائض الإنتاج الرأسمالي.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ازداد تدخل الدولة في معظم البلدان #الرأسمالية المتقدمة التي تبنت النظرية كينز (المذكورة سابقا)، وقبلت البورجوازية الاحتكارية بمبدأ التدخل الحكومي لأنه أصبح يخدم مصالحها, لا سيما وأن كينز استهدف، وبإخلاص شديد، حماية #النظام_الرأسمالي وتأمينه من الاضطرابات الاجتماعية ومن زحف الاشتراكية عليه.
وساعد على ذلك ازدياد تركز وتمركز رأسمال المؤسسات العملاقة (#الشركات_متعددة_الجنسيات)، حيث تلعب هذه المؤسسات اليوم دورا مهما على صعيد العالم الرأسمالي، وتسمى لدى المتخصصين الاقتصاديين بـ #الشركات_متعددة_القومية أو فوق القومية، فهي ليست متعددة الجنسيات لأن لها جنسية واحدة، هي جنسية الوطن الأم، وإنما توزع استثمارها المباشر الأجنبي بطريقة غير متساوية، اجتماعيا وجغرافيا، على مستوى العالم كله.
وتعتبر هذه #الشركات أحدث أشكال الاستثمار المعاصرة للإنتاج الرأسمالي، وأهم الأدوات المسؤولة عن الاستثمار الأجنبي المباشر المرتبط بملكية أصول ثابتة في الخارج، مع امتلاك حق إدارة هذه الأصول. وتكمن استراتيجية هذه الشركات في صياغة دور وتوزيع الاستثمار الأجنبي، كعنصر مكون أساسي في مرحلة الرأسمالية الاحتكارية.
يتميز الإنتاج العالمي لهذه الشركات بالإنتاجية العالية، وبتوظيف الإبداع التكنولوجي من كل ما توصل إليه العالم في هذا المجال. ويقوم رجال الأعمال الأمريكيون وأشقاؤهم من البلدان الصناعية الأخرى بدعم هذا الاقتصاد عبر نوع جديد من التنظيم، حيث تمتد المئات من هذه الشركات عبر الحدود الوطنية لتنتج السلع والخدمات في الخارج بهدف إشباع حاجة مستهلكي العالم كافة.
المزيد في مقال "الرأسمالية" من #موسوعة_السبيل:
http://bit.ly/Rasmaleya
عجيبٌ فعلاً كيف تلاعب الغرب بالمصطلحات وحوّلوا حركات غير بشرية ورشاقة مرضية إلى صناعةٍ مادية مربحةٍ تستعبد النفوس وتبيعها مقابل أوهام شهرةٍ ونجومية فارغة، وكل ذلك تحت مسمى “الرياضة”.

رياضةٌ [الباليه نموذجًا] تحول الجسد الإنساني إلى سلعة رخيصة مهيأة لأن تفعل أي شيء يبهر الجمهور وينهضهم على أقدامهم بالتصفيق والتشجيع. رياضةٌ تجبر المشاركين على التعري وأرتداء الملابس غير المريحة أو المناسبة للحركات، فيغدو الراقص المسكين عبداً للاحترافية والشهرة ومفاهيم النجاح الفاسدة، ولا يزال يغرق في دوامة مبهمةٍ من حميات وتمارين وآلام.

ولنا أن نسأل هنا: كيف يمكن لممارسةٍ تحوي من الخطر البدني والنفسي ما ذكرنا أن تكون مشجّعةً اجتماعياً؟ أليس حرياً بالمشاهد أن يتفكر بما يجري وراء الكواليس؟ كم سنةً أضاع هذا المستعرض من عمره ليقدم عرضاً لا يتجاوز الساعة؟ أين احترام هذه النفس البشرية؟

لقد ضاعت قيمتها وصارت مطلوبة للمتعة والمال لا أكثر، فعالم الرأسمالية المادية يريد تشغيل المسارح وجني الربح وتحريك الاقتصاد، ولتذهب حقوق الإنسان وكرامته التي أمضى المؤتمرات والمحاضرات الطوال يعلم الشعوب المتأخرة عنها حيث تذهب.

من مقال: "حين تتحول الرياضة إلى عبودية.. الباليه نموذجا" بقلم تسنيم راجح
https://bit.ly/3itlAcg

#من_الأرشيف
بسم الله،

ربما يشعر المـرء بفتور وضعف في الهمة من بعد انقضـاء شهر رمضان، ولا يدري كيف يستطيع اغتنـام عشر ذي الحجة وهو على هذه الحال. والأمر ليس صعبًا بإذن الله لو أنك فعلت شيئًا واحدًا:
أن يكون لك من كل عبـادة نصيب ولو كان قليلًا لأن الأجور تتضاعف في عشر ذي الحجة أضعافاً كثيرة لا يعلمها إلا الله، لذلك مهما كان عملك الصالح قليلًا فإن أجره في هذه الأيام يفوق تصورك.

١) الصيام: إن لم تستطع صوم الأيام التسعة كلها فلتصم منها الاثنين والخميس مـثلًا، فتجمع في كل منهما نيتين: (نية صيام سنة الاثنين والخميس+نية صيام يوم من العشر) فتكون قد صمت يومين بأجر ٤ أيام بإذن الله.
بالإضافة إلى صيام يوم عرفة بكل تأكيد.

كذلك يمكنك أن تحمل معك بعض التمر وتعطي الصائمين في الشارع ليفطروا عليه فيكون لك أجر صومهم ولو لم تكن صائمًا، يقول رسول الله ﷺ: (مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ)

٢) قراءة القرآن: إن لم تستطع أن تخـتم القرآن مرة في العشر فاقرأ كل يوم جزءًا أو حزبًا.
قراءة حزب من القرآن في ١٥ دقيقة=٦٠ ألف حسنة في الأيام العادية، فكيف يكون في مواسم مضاعفة الأجور؟
كذلك أكثر من قراءة سورة الإخلاص، فإن كلّ تكرار لها ثلاثًا يعدل القرآن كله

٣) القيام: إن لم تستطع قيام الليل بركعات كثيرة أو بقراءة طويلة، فيمكنك تحصيل أجر القيام كل ليلة بإذن الله بهذين:
_صلاة العشاء في جمـاعة (مع زوجتك أو والديك أو أخيك أو أختك)، فلك أجر قيام نصف ليلة بإذن الله، يقول رسول الله ﷺ: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ).
_ثم بعد صلاة العشاء صلّ ركعتين بنية قيام الليل ثم ركعة الوتر.

وكذلك فافعل في الصدقة والدعاء وصلة الرحم والاستغفار والصلاة على رسول الله ﷺ، ليكن لك نصيب من كل منها.

٤) الذكـر: يكاد يكون هو العبـادة الوحيدة التي لابد من الإكثار منها ليسرها، ولأن النبي ﷺ خصها في عشر ذي الحجة: (فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ)
واعلم أن التهليل والتكبير والتحميد ألف مرة=حوالي ١٥ دقيقة، فأكثر واستكثر.

إضافة إلى انشغالك في عملك للإنفاق على أسرتك، وعملكِ في بيتكِ لرعاية صغارك، وساعات المذاكرة، هذا كله بالنوايا ثقيل في الموازين.
ربك جواد كريم فاغتنـم العشر أيًّا كان حالك.

Milly Siryo
#الإسماعيلية في العصر الحديث

يمكننا القول إن الأيوبيين والمماليك أجهزوا بالفعل على مفاصل القوة لدى الدعوة الإسماعيلية بكل طوائفها بحيث لم تتمكن من العودة إلى سابق عهدها حتى الآن، ولعل أهم محاولات استعادة تلك القوة ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر، عندما ظهر في إيران رجل شيعي يدعى حسن علي شاه وقام مع أتباعه بأعمال هدد بها حكم الأسرة القاجارية الحاكمة، فاستغل الإنجليز نفوذه وشعبيته وشجعوه على إعلان الثورة عام 1840، إلا أنه فشل وقبض عليه، فتدخل الإنجليز للإفراج عنه ونُفي إلى أفغانستان، ويقال إنه طُرد منها إلى الهند، فشجعه الإنجليز هناك على إعلان نفسه إماما للطائفة الإسماعيلية النزارية وخلعوا عليه لقب آغاخان.

ويشكك كثيرون بصحة انتساب #الآغاخان للإمام نزار كما يزعم، فهناك روايات قديمة تؤكد أن نزارا قد قُتل دون أن يخلفه أحد، لكن الإسماعيليين وجدوا في زعيمهم الجديد استمرارية للطائفة، ومازالوا حتى الآن يقدمون الهبات والعطايا لسلالته.

ويتزعم الطائفة النزارية اليوم الآغاخان الرابع شاه كريم الحسيني المقيم في فرنسا، وينتقده الإعلام الغربي لنمط معيشته المغرق في الترف والذي لا يختلف عن حياة نبلاء أوروبا، حيث يعتاد أفراد أسرته على إقامة الحفلات الباذخة والزواج من نجوم الفن، بينما يصر أنصاره على ضرورة انفتاح زعيمهم على متطلبات العصر، مشيرين إلى حصوله على شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة هارفارد، وإتقانه للغات العربية والإنجليزية والفرنسية، فضلا عن إدارته لمنظمات تنموية عالمية.

وفي سورية، يتركز الوجود الإسماعيلي (النزاري) بمدينتي سلَمية ومصياف، لكن بعض الكتّاب الإسماعيليين يؤكدون أنه لم يبق من الإسماعيلية في سورية إلا القليل جراء الاختلاط والاندماج، ويقولون إن أهالي مصياف والقدموس تخلوا عن الإسماعيلية والتحقوا بالشيعة الجعفرية خلال الحكم العثماني، كما يؤكدون أن العائلات الإسماعيلية في سلمية والقدموس باتت مختلطة مع السنة بطريقة تجعل الفرز مستحيلا، حتى أصبح ثلث سلمية أو نصفها سنياً ومتشبثا بدينه، حيث تجد في البيت الواحد من هو إسماعيلي ومن هو سني.

انضوى الكثير من الشباب الإسماعيليين تطوعيا في حرب 1948 عندما أعلن عن قيام إسرائيل، وازداد انخراطهم أكثر في المحيط العربي مع انضمامهم للحركات القومية العروبية. ونظرا للعداء التاريخي بين الإسماعيليين والنصيريين (العلويين)، فلم يكن من الصعب على الشباب الإسماعيليين الانخراط في الثورة السورية عام 2011.

أما الطائفة المستعلية فلعل أبرز من يمثلها اليوم هم البهرة، وهم بقايا الفاطميين الذين رحلوا من مصر واليمن إلى الهند، وينقسمون إلى بهرة داوودية ومقرها في بومباي الهندية، وبهرة سليمانية يتبعون قائدهم المقيم في اليمن. ويصر الإسماعيليون البهرة اليوم على أنهم مسلمون، ومع أن لهم مساجدهم الخاصة فإنهم يشاركون عامة المسلمين في الحج إلى مكة، كما يؤكدون على مسالمة المسلمين السنة والابتعاد عن السياسة أينما وجدوا، ويندر اختلاطهم بالآخرين في الزواج والمعاملة خارج حدود التجارة التي يشتهرون بها، كما يعتقدون بضرورة خروج إمامهم الأخير المستتر “الطيب” وهو حفيد المستعلي، بينما يختلف علماء السنة المعاصرون في الحكم على أتباع هذه الطائفة من حيث انتسابهم للإسلام أو خروجهم منه.

في الصورة: الآغان خان الرابع شاه كريم الحسيني

المزيد في مقال "الإسماعيلية" من #موسوعة_السبيل:
http://bit.ly/Esma3elya
لكل مستحدث طارئ على الحياة البشرية تأثيرات إيجابية؛ تمثل نقلة نوعية في العديد من المجالات والأصعدة؛ الحياتية منها والعلمية والاجتماعية؛ وبالنظر إلى الصورة نلاحظ تأثيرها الذي يمتد عبر مختلف مناحي الحياة، فمن مميزاتها النهوض بالمستوى التعليمي ونلاحظ هذا من خلال إدماجها في صيرورة العملية التعليمية التعلمية؛ ويمكن الاستفادة منها وتفعيلها بشكل أدق في المستويات السنية التي تتراوح ما بين (5-12) بحيث تكون العملية التعليمية في هذا المستوى عند المتعلمين عبارة عن تجسيد حسي حركي أكثر مما هو وصفي تجريدي.

خطاب الصورة خطاب ترويجي ينقل للمشاهد الموروث الثقافي والجمالي؛ وتستغل العديد من الدول التي يتمركز اقتصادها على السياحة الخارجية هذه المميزات لتقدم حضارتها للعالم بصورة تليق بها؛ بالإضافة إلى أنه ومن خلال هذه المميزات كذلك يمكن الدفاع عن العناصر التي تشكل الحضارة وتضمن شهودها الحضاري.

لكن حتى وإن كان الخطاب الذي تقدمه الصورة إيجابيًّا؛ إلا أن لها خطابًا سلبيًّا خفيًّا يعطل الحواس الإدراكية التي تعنى بالتفكير وبذل الجهد في سياق البحث عن المعرفة، هذا الاستهلاك العبثي غير المعقلن سبب من أسباب ضياع الهوية، وهو ما أسميه بـ “سلب الهوية عن طريق الصورة”؛ وقد تعمل الصورة على الرفع من نطاق السطحية في المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية عند الإنسان، بشكل يؤدي به إلى فقدان القدرة على الاهتمام بالمنحى التصاعدي للقضايا الكبرى، مقابل الاهتمام بتوافه الأمور ومحصلاتها؛ ومن هذه الخلاصات والنتائج الصغيرة، ظهر جليَّاً أن التعامل معها بشكل عبثي يؤدي بالمرء إلى تبني السطحية في حياته من حيث لا يدري.

من مقال: "كيف تصبح الصورة جزءًا من القوّة الناعمة؟" بقلم محسن ديدوش
https://bit.ly/3N4Wr9p
#من_الأرشيف
ما المقصود بالمجتمعات المعيشية؟

المجتمعات المعيشية: هي تلك التي يكون غالب ساكنيها ممن لا ترتفع أبصارهم لأبعد مما يحقق لهم سبل المعيشة وتحصيل القوت، ولا يبحثون عن تلك المعاني السامية التي يتمركز حولها الإنسان، وهذا لا يعني أنّ هذه التجمعات السكانية تعاني كلها من الفقر -مع وجوده في شرائح واسعة منهم-، بل بعضها من ذوي القدرة المادية، إلا أنّ السمة الأبرز _كما ذكرت_ هو غياب معنى متعالٍ على المعيشة يتحركون لأجله ويتمحورون حوله، حتى لو كان هذا المعنى وليد الفكر البشري سواء قيمة أو هدف جماعي.

ما القوانين الخفيّة في هذه المجتمعات؟

غالب هذه المجتمعات محكومة بمبدأ (العرف الرضائي) المبني على قوانين غير نصيّة تتحرك في إطار صلب رضي به جل المجتمع وألفه بشكلٍ أو بآخر، وكذا (العرف القوتي) وهو الحركة الاجتماعية والاقتصادية المبنية على تحصيل القوت والمعيشة في الإطارات المتاحة لهذا المجتمع، حيث إنّه في الغالب يوجد أنواع محددة من الأنشطة الاقتصادية في هذه البيئة مرتبطة ببعضها البعض.

فمثلًا لو كان النشاط الزراعي هو الغالب، فحتمًا سينتعش النشاط التجاري لبيع الحصاد وكذا المواشي التي تعمل وترعى في الحقول، ولو كانت البيئة ساحلية؛ فالصيد سيكون هو السائد وتزدهر على إثره تجارة الأسماك والصناعات الخاصة بها، وكذا النجارة وصناعة الأخشاب لسد احتياج سفن الصيد، وهكذا دواليك بالنسبة للأنشطة الأخرى، وبسبب وحدة هذه الإطارات؛ تنبني عليها أعراف معيشية وأسرية انبثقت في أصولها على أساس المسارات القوتية لهذا المجتمع.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "المجتمعات المعيشية والعمل الإصلاحي؟" بقلم شيماء مصطفى
https://bit.ly/45iSPJx
هذه أيام اختارها الله لنا، ودلَّنا على خيرها وفضلها، وأظهرَها، تنبيها لغافلنا، وتحريكا لعاطلنا، تفضُّلا علينا، وعدَّد أيامها بسطا للفرصة، وإمهالا للمتأخر، رحمةً بنا، ولوَّن لنا العبادات والقُربات المستحبة فيها، تيسيرا علينا، والكريم ما شوَّقَ إلا وأغدَق، حاشاه أن يَدُلّ ويُظهِر ويدعو ويبسُط ويُطمِّع؛ ثم لا يُنعِم بالخير، ولا يُدهش بالعطاء الكثير، ولا يسقي القلوبَ الملهوفة التي شوَّقها من غيثِ رحمته النَّمير، ولا يفرغُ على الأكفِّ المبسوطة التي طمَّعها من فيضِ جوده الغزير.


حسام الدين بن السنوسي
العشرُ من ذي الحجَّة:
من عظمة دين الإسلام أنَّه نظر إلى قصور العبد عن أداء كلّ الواجبات، وإلى تقصيره الذي لا يفارق فطرتَه في إقامة بعض الفرائض، فأوجد له من منابع العفو والمغفرة ما يغترفُ منها بجهدٍ يسيرٍ غير مكلّفٍ، فكانت في كتابنا سورةٌ تعادل ثلث القرآن، وكانت في ديننا كلمتان خفيفتان على اللّسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرّحمن، وكان الاستغفار، على سهولته ويُسره، ماحيًا مزيلًا لبعض الذّنوب، وكانت الصّلاة على رسولنا الرّؤوف الرّحيم من أسباب كفاية الهمّ وغفران الذّنب.
وقد تراحبت رحمة الإسلام، واتّسعت منادحها، فرأينا في السَّنَة أيَّامًا يؤجَر فيها على البرّ بما لا يثاب عليه في غيرها، ومنها شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، والأيّام البيض من كلّ شهر، وهذه الأيَّام العشرة الأوائل من ذي الحجّة؛ وهي أيّام عظيماتٌ مباركاتٌ، منَّ الله بها علينا للصّلاة، والتّكبير، والصّيام، والصّدقة، وحجّ بيته الحرام، والإكثار من كلّ ما هو خيرٌ منجٍ، والابتعاد عن كلّ ما هو شرٌّ مهلك، (ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب).
وحسبُك بقسم الله في قوله جلَّ جلاله: (والفجر * وليالٍ عشرٍ)؛ دليلًا سافرًا على مكانة هذه الأيَّام ومنزلتها بين سائر أيَّام السَّنة، وفي قول رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلَّم: (ما من أيَّامٍ العملُ الصّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى الله من هذه الأيَّام العشر)، ما يحضُّ المؤمن على اتّخاذ الأهبة لعمل ما يتسنَّى من خيراتٍ في هذه الأيَّام، فاحرصْ فيها على البرّ، واعمل فيها الحسنات قدرَ المستطاع.

محمد موسى كمارا
أدخل العشر..من باب الفقر..
فهو باب قلّ سالكوه..وفيه الغنى بالله..والاستعانة به..
وقدم بين يديك استغفارا وتوبة صادقة...
واجمع في قلبك حسن الظن بالله..وأنه سبحانه سيعينك ويوفقك لاغتنامها وسيقبل منك القليل..ويجبر نقصه.. ويضاعفه بفضله..ويعفو عنك زللك وإجرامك مهما عظم بعفوه ورحمته..
----
ولا يفتر لسانك عن ذكره..وتكبيره وتهليله..فهو أيسر العمل وأعظمه!
ثم اجمع حاجتك في الدنيا والآخرة واطرحها بين يديه..وسل الله أن يوفقك لخير الدعاء وخير المسألة في يوم عرفة..
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

- ندى عمر
الزم طريق الهدى

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: “الزم طريق الهدى، ولا يضرّك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين” [الصواعق المرسلة، ابن القيم] فإن أصابك الضمور، والإحباط في تفردك، فلا تجعل نظرك إلا إلى السابقين من الأتقياء، واحرص على اللحاق بهم، وغضّ الطرف عمن سواهم من أهل الضلالة، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا، ولا تفكّر في الالتفات إليهم، فإنك متى التفت إليهم سقطت في فخ الانقياد لهم.

قال تعالى: {أفمن يمشي مكبًّا على وجهه أهدى أمن يمشي سويًّا على صراط مستقيم} [الملك: 22] فأيهما أولى بأن يتبّع؟ من يمشي في الضلالة، أم من يمشي مهتديًا؟ لا بد أن التائه في الضلال، الغارق في الكفر والمعاصي، يعيش وقد طمس على قلبه، لا يعرف للحق قرارًا، أما من يمشي على الصراط المستقيم فقد تخلل قلبه الإيمان والعمل بالحق.

تروي لنا السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ كان كثيرًا ما يدعو: (يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك)، قلت: (يا رسول الله، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء! فقال: ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن، إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه، أما تسمعين قوله: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب} [آل عمران: 8]) [أخرجه الإمام أحمد في المُسند والترمذي في السنن بسند حسن]

من الطبيعي أن يبقى الإنسان في دوامة التقلب، فهو بشر يعافس الأخطاء والخطّائين بشكل مستمر، لكن أكثر ما يعينه على الثبات على الصراط المستقيم هو العزم على اجتناب المحرمات واتباع الهوى، وأن يبادر في فعل الخيرات، وأن يبادر لتنمية معرفته أكثر بخالقه والعظمة التي يتصف بها، ويتعلم كل علم يقربه من الله، كما قال تعالى : {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب} [الزمر: 9].

إن طريق الوصول إلى الله يسير وسهل، لكنه يحتاج منك إلى الإرادة والمثابرة، والعزم على الثبات، وعدم التهاون، ومتى أردت المقابل لا تتهاون في أن تعمل أضعاف مضاعفة لأخذ ما تستحق.

من مقال: "ويهدي الله من يشاء!" بقلم براء محمود حامد
https://bit.ly/3xfLQz5
نشأت #اليوغا في وادي السند (شمال الهند وباكستان حاليا) خلال الفترة 3300 –1700 قبل الميلاد، وهي مستمدة من جذور كلمة “يوغ” السنسكريتية التي تتألف من عدة معان، منها المراقبة والعبودية لأنَّها تخلّص النفس من قيود الجسد والعبودية للشهوات.

وفي الأدبيات البوذية، يستخدم مصطلح “التأمل” بدلا من “يوغا”، إلا أن مصطلح “يوغا” أصبح شائعا حول العالم، ولم يعد من السهل اعتماد مصطلح آخر بنفس المعنى .

واليوغا هي طريق لتسهيل الاتحاد بالنفس الكلية، عن طريق رياضة روحية وجسدية، أو عن طريق القرابين. وتذهب اليوغا إلى أنَّه لا تكفي حياة واحدة لإدراك هذا الاتحاد، فحسب مبدأ “الكارما” قد تتطلب أفعال الإنسان السيئة ولادات متتالية في صور إنسانية أو حيوانية [انظر مقال الهندوسية والبوذية].

فاليوغا تعني تجميع القوى وتركيزها وممارسة التمارين العملية التي تؤدي إلى الاتصال بين الروح والآلهة. وبما أن نظام اليوغا يضع التأمل في محور تعليمه وممارسته، فهو يولي أهمية بالغة لكل طرق الخلاص التي ترتكز على التأمل والاستغراق.

يقوم محتوى الخلاص على تطهير الروح تطهيرا كاملا من كل الأدناس الأرضية، بحيث تكتشف ذاتها في شكلها الصافي، أو توضع في حالة تمكّنها من أن تعيش مع المطلق (الإله) وتصل إلى الاتحاد به. وهذه الحالة التي تتجاوز الوجود الأرضي تجاوزاً “لامتناهيا” تعجز الكلمات البشرية عن وصفها.

وفي الخلاصة، يمكن القول إن اليوغا هي مجموعة من الشعائر الروحية القديمة التي نشأت في الهند، وإنها كمصطلح عام في الهندوسية تشير إلى منهج عملي وممارسات محددة تجمع بين التصوف والزهد والتأمل، وهي تسعى للحصول على خبرة روحية خاصة وفهم عميق جداً للحقائق الكبرى في الوجود والتحكم الواعي في الكثير من مناحي الحياة.

في الصورة: تمثال لبوذا في حالة تأمل
من مقال: "اليوغا" من موسوعة السبيل
http://bit.ly/YuuGa
لعل من أهم التغيرات التي أحدثها الإسلام في المجتمع العربي بعد البعثة هو الارتقاء بالمجتمع من الفطرية المعيشية (الغريزية) إلى الفطرية الغائية، فقد كان المجتمع الجاهلي مجتمعًا ينطبق عليه مواصفات الفطرية المعيشية -المذكورة آنفًا- تتنازعه بين حينٍ وآخر نزعات قبلية أو غيرها كأطر غائية وهمية عند قياسها على مدارج التصورات الكبرى، فعندما جاء الإسلام تركهم على بساطتهم ولكنه حطّم كل الأطر الأخرى بما فيها الأطر الرضائية، وأبدلها بإطاره، فوجّهوا طاقاتهم إلى هذا الإطار بدلًا من خضوعها للغرائز أو تحت الأطر المتوهمة البشرية.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "المجتمعات المعيشية والعمل الإصلاحي؟" بقلم شيماء مصطفى
https://bit.ly/45iSPJx
بدأ موسم خيرٍ وبركةٍ جديدٍ ينعم الله به علينا، وبدأت معه فرصة الاستكثار من الخير والتقرب إلى الله تعالى واغتنام كل دقيقةٍ لذلك..


قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.) البخاري

ولأن الموسم قصير فالنصيحة هي شد الهمم مباشرة والتركيز على الانتفاع من بركة هذه الأيام قدر الإمكان..
ومن ذلك..

الصيام لمن أمكنه،
القيام ولو ببضع ركعات والدعاء للنفس والأبناء والزوج والوالدين والأمة،
تلاوة القرآن وتفسيره وتدبره،
الإكثار من التكبير والتهليل والاستغفار وذكر الله عموماً،
الحرص على الواجبات ومراجعة ما نقص منها،
تجديد النية خلال الأعمال اليومية والعمل على تصويبها باستمرار،
العمل على تحرير النفس من المحرمات كالتبرج أو التدخين أو سماع الأغاني،
الاستمرار بمقاطعة أعداء الأمة،
عدم تضييع الأوقات في فضول التسوق وترتيب البيوت والتجمل ولغو الكلام ولا في وسائل التواصل أو منتجات الإعلام..

نسأل الله أن يعيننا ويوفقنا لاغتنام هذه العشر المباركات ويرزقنا فيها من فضله..
عن عبوديَّة الاكتراث:

أن تسمع عن فضل هذه الأيام، أن تسوق نفسك سوقًا وتحركها للخير في هذه الأيام... هذا شي مهم أن نحافظ عليه.. مهم أن نكترث لهذه المواسم ونعظِّم ما عظّمه رب العالمين سبحانه وتعالى.

إياكَ! مهما كنت مقصِّرًا، مهما ألهتك الدنيا وغفلت، مهما ابتعدت... اجعل هذه المواسم بأيامها ولياليها الشريفة حبلًا بينك وبين الله للعودة إليه سبحانه وتعالى ولتجديد الإيمان في قلبك.
إياك!
مهما ابتعدت ارجع واكترث وعظّم ما عظّمه الله.. افتح أذنيكَ وثوِّر معاني التعلق والقرب في نفسك.

كريم حلمي
HTML Embed Code:
2024/06/09 08:24:11
Back to Top