TG Telegram Group Link
Channel: الزبير أبو معاذ الفلسطيني
Back to Bottom
📝



حماس التي نُنكِر عليها وحماس التي نَنصُرُها*


سألني مستغربا: ما الذي استجَدّ فأصبحتَ تناصر حماس وتدعو لها؟!
قلتُ: رغم أن هذا الحال ليس محمولا على التناقض البتة، بل هو من البديهيات في عقيدتِنا، فنصرة المسلمين في مواجهة الكافرين واجبٌ شرعي، ونقيضُه الضلال أو النفاق أو المروق من الدين= إلا أنني أود التوضيح أيضا: ما ندمتُ على كلمةٍ قلتُها إنكارا على حماس، فما أنكرتُ عليها -ما ظَهَرَ أنهُ باطلٌ- إلا حِسبَةً لله، وما ناصرتُها في الحق الذي معها إلا حِسبَةً لله أيضا؛ كما أرجو، ولو عادت إلى ما ننكره عليها لن أتردد في العودة إلى أمر الله لنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي كلا حَالَيْ الإنكار أو النصرة فإن المستفيد الأول هي حماس نفسُها، فمن أنكر عليها احتسابا لله فلقد صَدَقَها وما غَشَّها وقام بمقتضَى أُخُوَّةِ الإسلام الحقيقية، ومَن ناصَرَها في وقتِ حاجتِها إلى النصرةِ فلقد أدى حقَّها الذي عليه.

إن حماس في مواجهة اليهود الكافرين هي حماس التي نريد؛ وحماس التي نحب، هي حماس الياسين والرنتيسي والعياش والمقادمة والريان وشحادة والهنود، حماس القتال والرباط والجهاد والاستشهاد والمدافعة والمقاومة، حماس التي يحبها الله؛ هذه هي حماس التي نريد ونحب، وهي التي كنا ولا زلنا ندعوها لتكون كذلك، فما لنا لا نناصرها الآن وقد تقدمت الصفوف ورأيناها في المكان الذي كنا ندعوها للعودة إليه!

إن كل مسلم يدافع أهل الكفر والطغيان هو منا ونحن منه، طالما سَلِمَ إسلامُه وسَلِمَ المسلمون منه.

وحتى لو علمتُ مسبقا أنه بعد انقشاع غبار الحرب بأن حماس ستعود إلى ما كانت تُنهَى عنه= فلن يتغير موقفي منها الآن، سأبقى أدعو لمجاهديها بالحفظ وتصويب الرمي وتسديد الرأي، وأنصرُهم بما أستطيع، فلسنا نشهد إلا بما نعلم، ولسنا نعلم الغيب، فلعل بيئة القتال والمدافعة تعيد حماس إلى سابق عهدها؛ بعد أن تعيد قيادة حماس حساباتها، لعل الله أن يُبقِي الحربَ مشتعلةً ليعود المسلمون -بمن فيهم حماس- إلى ربهم؛ ويردنا ويردهم إلى دينه ردا جميلا.

ونحن مع حماس بين حالين: إما أن تعودَ إلى طريق الدعوة والجهاد بعيدا عن طرق السياسة العقيمة التي ثبت فشل مشروعها= ساعتها ستكون حماس حاملة لواء معركة المسلمين في فلسطين، ونحن جنود تحت رايتها، أو أن تبقى كما هي، ساعتها سَتَكُون -أي حماس- مرحلةً يَدفَعُ اللهُ بها أعداءَ الدينِ ويمهِّدُ بها الطريق لمن سيأتي بعدها، والخيار يعود إلى حماس، وعلى أيِّ حالٍ نحن معها في مواجهة اليهود الكافرين والعلمانيين الخونة، فهذه قضية محسومة.
اهـ



*مقتطف من مقال منشور قبل أكثر من عامين عبر مجلة بلاغ، وذلك أثناء معركة سيف القدس.



30/11/2023
@abomoaaz83
📝



بفضل الله وُلِد لي ولدٌ قبل هذه الحرب بأيام، ومهما طالت هذه الحرب فإني ولدِي الصغير سيبقَى أكبر مِن حربِهِم.



2/12/2023
@abomoaaz83
📝

صـ [2/1]


قرأتُ للأستاذ الفاضل محمد إلهامي -حفظه الله- في شأن غزوة الحادي عشر من سبتمبر قولَه: [ لدينا مواقف شبيهة عبر التاريخ تخبرنا بأن الانتصارات في هذا المجال كانت متضخمة في أذهاننا.. مثل الحادي عشر من سبتمبر، لا شك أن بعض الناس أسلموا واكتشفوا حقيقة أمريكا، لكن الذي حصل عمليا وعلى واقع الأرض أن كانت موجات الإسلاموفوبيا أضخم بكثير، كذلك كانت الإجراءات الأمنية والحربية التي اجتثت المسلمين أضخم بكثير.. ولا ريب أن المحصلة النهائية لم تكن في صالحنا. ] اهـ

ولقد استوقفني رأيُه هذا -وفقه الله- لِمَا سأذكرُه الآن، فلستُ ممن يتشدد في النكير على من لا يتفق مع المستند الشرعي لهذه الغزوة المباركة، أو انطلاقًا من ميزان المصالح والمفاسد، فالأمر خاضعٌ للنظر؛ وفيه سَعة، شرطَ أن يُقرّ المنكِرُ كذلك بأنّ القضيةَ مَبناها الاجتهاد، اللهم إلا من كان يُنكر على المجاهدين رأيَهُم واجتهادَهُم مسارعةً في الطواغيت وخَطبًا لوُدّهِم، أو كان ممن ألغى عقله وصدّق ترّهات نظرية المؤامرة؛ وأن هذه الغزوةَ التاريخية افتعلها الأمريكان أنفُسُهم! فهذه الأصناف لا ينبغي معهم إمرارُ آرائهم الفاسدة؛ نصرةً لأهل الثغور واختياراتِهِم.

أما الذي استوقفني في حديث الأخ الكريم هو سياقُ حديثِه الذي أبدَى فيه رأيَه هذا، فلقد كان السياقُ متعلقا بموقفه المؤيد لغزوة طوفان الأقصى المباركة وما تلاها، والغريبُ أن تأييدَه لهذه الغزوة ونُصرتَه لأصحابِها يَلزم منه -على الأقل- عدم النكير على غزوة الحادي عشر من سبتمبر وأصحابِها، هذا إن لم يكن موقفُه من الغزوتين المباركتين متوافقا؛ خروجا من لازِم التناقض.

فمما يبدو من حديث الأستاذ محمد أن عواقب غزوة منهاتن هي التي جعلته يُغلّب جانب الإنكار، أي أنّ مفاسِدًا ترتبت على الغزوة رجَحت عنده على مصالحِها؛ من وجهة نظره، وهذا حقه؛ ورأيُه واختيارُه الذي وجده أقربَ إلى الصواب، لا ضير، وأحسب الأخ الفاضل ليس ممن يتبع هواه، لكن السؤال الذي يَطرح نفسَه: ما الذي أنكرَه أخونا في غزوة الحادي عشر من سبتمبر ولم يجده في غزوة طوفان الأقصى؟! فالأسباب والدوافع للغزوتين مع حجم العمل مع نتائج كليهما تكاد تتطابق من نواحٍ عديدة!

بل غزوة الحادي عشر من سبتمبر لعلها تَفضُل غزوة طوفان الأقصى بأن الأُولى كان الهدف منها تحقيق بالغ النكاية في الصليبيين مع جرّهم إلى استعجال خططهم في الغزو ليَحصُل الارتباك؛ كما صرّح المجاهدون فيما بعد، وبعيدا عن موافقة ذلك أو مخالفَتِه إلا أنه قد حصل، أما غزوةُ طوفان الأقصى المباركة فلقد كان الهدف منها إشعال معركة التحرير مع بقية الساحات، وهذا إلى الآن لم يتحقق بسبب غدر محور الشر الإيراني وحِزبه اللبناني من جبهة الشمال وخيانة السلطة الفلسطينية العلمانية الصهيونية في الضفة الغربية، إضافةً إلى تآمر طواغيت الحكم العلمانيين؛ خاصةً في أنظمة الطوق، ولعل الله أراد ذلك لحكمته البالغة، وأن الخير قادمٌ في قابل الأيام بإذنه؛ من حيث لم يحتسب المجاهدون.

ومن أقدار الله أنني كتبتُ عن نفس القضية مقالا عن تشابه الغزوتين في العديد من الجوانب، تحت عنوان:
غزواتُ المسلمين المعاصِرة.. تشابهٌ والْتِقاء..
غزوةُ طوفان الأقصى وغزوةُ الحادي عشر من سبتمبر المباركتيْن

وقد نشرتُه -بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى- عبر مجلة "بلاغ" الشهرية؛ وعبر قناتي هذه على تطبيق تلجرام، وفيه ذكرتُ ما ظهر لي من تشابهٍ بين الغزوتين في أربعة عشر وجها، وأظنه كافٍ للرد على الأخ الكريم الأستاذ محمد إلهامي وفقه الله لكل خير، فلو أنه مخالِفٌ لكلا الاجتهادَيْن لكان ذلك متّسِقًا، أما موافقةُ واحدٍ ومخالفةُ الآخَر رغم اتفاق كليهما في نفس علة المخالَفة فهذا لم يتيسّر لي فهمُ الوجه الذي انطلق منه صاحبُنا، ويبقى السؤال مطروحا: ما الذي أنكرَه أخونا في غزوة الحادي عشر من سبتمبر ولم يجده في غزوة طوفان الأقصى؟!



يُتبَع صـ [2/2]
📝


صـ [2/2]


=من ناحية أخرى أودّ توجيه بالغ الشكر لأخينا الأستاذ محمد على موقفه الطيب والقوي والواضح في نصرتنا ونحن نتعرض الآن لهذا القصف المميت والخذلان الشديد، وها أنا أكتب الآن وأصوات الطائرات فوقنا يَصُمّ الآذان دون انقطاع؛ وهي تجوب السماء وترسل حمم الموت بين الفينة والأخرى، ونحن تحتها ننتظر لقاء الله في أي لحظة، وهو فعلا تعبيرٌ حقيقيٌّ وليس مجازا، ننتظر الموت ولقاء الله في أي لحظة، شعورٌ حاولتُ التعبير عنه عِدّةَ مراتٍ سابقةٍ كلما استطعتُ الكتابة -منذ بِدء هذه المعركة- دون أن أحسّ أنني استطعتُ التعبير بشكل جيد، فهو شعورٌ غريب وعجيب وفريد في آنٍ واحد؛ قلّما يحياه أحدٌ في الأمة إلا أهلُ الثغور: أن تَكونَ تنتظرُ دورك بين اختيارات الطيارين ومرسِليهم الكفرة، وأنت تقول لعله الآن! لكن ما يُسلّينا أننا عقَدنا نية الرباط على هذه الأرض المباركة صابرين محتسبين، فهو اصطفاءُ الله وليس اختيارَ الكافرين، وأظن أن ما يؤرق غالبية رجال غزة ليست أهوالَ الحرب بقدْرِ ما هي حقوقُ العبادِ المادية المتعلقةُ في رقابهم لبعضهم البعض؛ والتي قد تَحجز الواحدَ منا بعد قتلِه تحت ردْم بيته عن منزلته في الجنة؛ كما هو ظننا بربنا أنه راحمُنا ومُدخِلُنا جنتَه، فما منا إلا دائنٌ ومدين؛ أيضا بسبب ظلم الكافرين وأعوانِهم وتضييقِهم علينا في معايِشِنا، والظن بالله كريمٌ في هذه أيضا أنه يُسهّلُ قضاءَها في الدنيا أو بين يديه يوم القيامة؛ رحمةً منه وإحسانا، فأكرر شكري لأخينا الأستاذ محمد هو وكلُّ صاحب قلمٍ حر شريف لم يجد سواه إلى جانب دعائه لنصرتنا، فجزاكم الله عنا كل خير.


والحمد لله رب العالمين..
والختام شهادة التوحيد
فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله..



2/12/2023
@abomoaaz83
📝


أيها المسلم الغيور: لا تجزع..
رسالةٌ مِن أخيك الغزيِّ مِن تحت أحزمة النار..*



*مقال منشور ضمن العدد 56 لمجلة "بلاغ" الشهرية


صـ [2/1]



أيها المسلم الغيور..

يا من تظن أنك لا تَملك من أمرِك شيئا، وتتابع مآسينا بحُرقةٍ وألمٍ وغضب، إياك أن يتحول حزنك وغضبك إلى يأس وإحباط لظنك الفاسد في نفسك، فأنت تملك الكثير، وما نريده منك الآن أن تحافظ على غضبك مشتعلا في صدرك إلى أن تتعرف على مكامن قوتك.

لا تستسلم لهاجس خذلانك لنا في قطاع غزة، نحن خُذلنا نعم، ونُباد بأيدي كفرة أهل الكتاب وأعوانهم المرتدين من بني جلدتنا؛ وأمةُ محمد صلى الله عليه وسلم تتفرج على إبادتنا، ونحن الذين خرجنا لندحض بالدم زعم يهود أنّ "محمدا مات وخلّف بنات" كما كانوا يصرخون في باحات الأقصى، فاكتفت أمةُ محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء لنا ولم تتحرك جموعُها، كل هذا نتجرع مرارته اليوم تحت أحزمة النار والقصف المميت.

لكننا لا نلوم المسلمين، لأننا نعلم كمّ العجز الذي يكبّل الجماهير، ولأننا نحن أيضا في قطاع غزة وفلسطين لم نكن نفعل شيئا في الأمس القريب والبعيد أمام مشاهد الدماء والقتل في المسلمين في شتى بقاع الأرض، ليس لأننا لم نكن نكترث، بل لأننا لم نكن نجد سبيلا للنصرة، فلن نلومكم في أمر وقفنا أمامه عاجزين من قبل.

ولكن هل تعلمون على من يقع اللوم؟! هل تعلمون من يَملكون أدوات تحريك الجماهير؟! ليس الحكامُ الطواغيتُ المرتدون وجيوشُهم التي صُنعت على عين إبليس، فهؤلاء أعداءٌ لله ولرسوله ولدينه وللمؤمنين؛ لا ننتظر منهم نصرةً ولا مددًا، إنما اللوم والملامة والتقريع والتثريب على قادة الأحزاب والجماعات والتيارات "الإسلامية"، والمصَدَّرون والمبرَزون من العلماء والهيئات والمؤسسات العلمائية، فإنّ جماعةً واحدةً من هذه الجماعات التي أثقلت كاهل الأمة لها أتباعٌ بمئات الآلاف، وبعضُها بالملايين، وعالِمٌ واحدٌ في مصر أو الشام أو بلاد المغرب أو جزيرة العرب أو الهند وبلاد خراسان لو أشار بإصبعه لتحرك ملايين المسلمين، لكنه الجبن والخور والإخلاد إلى الأرض، بكل صراحة ووضوح، ودُون مجاملاتٍ لا يَحتملها واقعنا الملطخ بدماء أطفالنا.

إنها حصيلةُ عقودٍ طويلةٍ من التدجين والإخلاد إلى الأرض، ونتيجةُ الدخولِ على الطواغيت ومسايرَتهم وإسباغ الشرعية عليهم والدخولُ في طاعتهم، والرضا بما يعطيه الطاغوت لهم من فتات الدنيا، إنها عاقبةُ الطعن في المجاهدين وتشويههم وخذلانهِم والافتراء عليهم طيلة عقودٍ خلت، يوم أن كانت هذه الجماعات والتيارات والعلماء يَخطبون ودّ الطواغيت والمجتمع الدولي الكافر الملحد ويتقربون إليهم بالبراءة من "الإرهابيين"، فما نراه اليوم كلَّه من خذلانٍ شديدٍ للمسلمين في فلسطين هو نتيجةٌ طبيعيةٌ لمن كان حالُه طيلة عقودٍ ماضيةٍ قاعدًا عن الجهاد وطاعنا في أهله ومداهنا للطواغيت، لقد كرِه الله انبعاثَهم اليوم؛ وثبّطهم وأقعدَهُم مع القاعدين، وأثقلَ كاهلَهُم بآثام الخذلان كما أثقلوا كاهل الأمة بسياساتهِم ومشاريعِهم المدجّنة.

وإننا اليوم نُحسن الظن بالله أن دماءنا وأشلاءنا وواقعَنا الذي تحول إلى ركام= ستَكون بوابة العبور نحو تغييرٍ حقيقيٍّ في الأمة، وستَكون الثمن المدفوع الذي به ستَعرِف الأمة طريقَها، بعد أن يَستبدلَ اللهُ من خَذلنا وهو قادرٌ على نصرتنا بقومٍ يحبهم ويحبونه؛ يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ويقودون جموع المسلمين بلا تهيبٍّ وترددٍ وخشيةٍ من دفع فاتورة العزة والكرامة والجهاد والجِلَاد، فإنّ معركة طوفان الأقصى كانت كاشفةً لسوأة المتخاذلين، ممن كانت الأمة تَرفعُهُم إلى الصدارة، والواحد منهم لا يَصلح أن يَكون ساقيا أو على أبواب الحراسة، فهذا يومُ تصديق العلم بالعمل، وما أقلَّ مَن صدَّق وصدَق.

فخزّن أيها المسلم غضبَك في صدرك، وأبقِ نار فؤادك ملتهبة، لا تيأس ولا تجزع، فلحظة الانتقام والتحرير باتت قريبة جدا، لا تَعُد إلى ملاهيك الحياتية، ولا تنصرف إلى حياتك الطبيعية، فهذه ليست لك منذ اليوم؛ إن أنت أردتَ دورا قادما لنصرة إخوانك المسلمين في قطاع غزة وقضية المسجد الاقصى، جدّد توبتك، واعزِم أن يكون لك دورٌ في الملاحم القادمة، أكثِر من التقرب إلى الله بالنوافل والأذكار وقراءة القرآن والدعاء، مارس الرياضة بنيّة الإعداد، تعلّم وحدك بالمطالعة والمتابعة أنواع الأسلحة وكيفية التعامل معها، حتى لا تكونَ معيقا لاخوانك عندما ينادي منادي الجهاد، وحرّض المسلمين، واعرف عدوك جيدا، فهذه أهم قضيةٍ اليوم، قضيةُ الوعي، إياك أن تنقضي المعركة ثم يخدعنّك مرةً أخرى علماءُ السوء وقادةُ الجماعات والتيارات المدجنة، إياك أن ترتاب أو يتلجلج في صدرك أن عدونا الأول هم الطواغيت الحاكمون لديار المسلمين وجيوشُهُم وشُرَطُهُم وإعلامهُم وقضاتُهُم وشيوخُهم، هؤلاء هم الاحتلال الحقيقي الذي يجب أن يجاهَد بالحديد والنار، هؤلاء هم الأذى العالق في طريق المسلمين الذي يجب أن يُماط ويُزال.


يُتبَع صـ [2/2]
📝

أيها المسلم الغيور: لا تجزع..
رسالةٌ مِن أخيك الغزيِّ مِن تحت أحزمة النار..



صـ [2/2]



=إننا اليوم في قطاع غزة بتنا نعلم أن الذي سيبقَى منا حيا في قابل الأيام لن يعيش حياةً طبيعية، فكيف يفعل ذلك من فقد أهله جميعا وهُدِم بيتُه؟ كل شيءٍ انتهى في لحظة، لم يَعد هناك أهلٌ ولا بيت، فأيُّ حياة طبيعيةٍ تنتظرنا بعد انتهاء المعركة!؛ إن انتهت، ومن لم يفقد أهلا فقد بيتا، ومن لم يفقد بيتا فقد أهلا، ومَن لم يَفقد هو فقدَ أحبابُه وجيرانُه ومعارفُه، فالحياة تغيرت، والمعالم تبدّلت، والمعاناة القائمة مريعة، حتى هذه الكلمات أكتبُها بلا تركيز مما أجدُ من الجوع، فلقد وصلنا إلى مرحلة التجويع حقيقةً، حتى أننا نتذكرُ أكثر ما نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما ربط على بطنه الشريف حجريْن من شدة الجوع، وما كنتُ قادرًا على كتابةِ شيءٍ، واستغللتُ فرصةً دخلتُ فيها الانترنت بعد انقطاعٍ لأعتذر لاخواني في المجلة، إلا أنهم أصروا أن أكتب ولو بضع كلماتٍ رسالةً من داخل غزة إلى خارِجِها، وهُم يظنون فيّ خيرا! ولستُ كما يظنون، نسأل الله الستر والمغفرة، فكانت هذه السطور بلا ترتيبٍ للأفكار، وكيف تنتظم الأفكار في واقعٍ فيه مئات الآلاف من المسلمين باتوا في العراء والبرد الشديد يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، أمراضٌ وأوجاعٌ وآلامٌ وجوعٌ وعطشٌ وجراحٌ وقصفٌ وقتلٌ وتشريدٌ وتهجيرٌ وهدمٌ وردمٌ للحياة برمتها، أما أقسى المَشاهِد ألما عندما أرى وأسمع بكاء الأطفال من الخوف والبرد والجوع! فيا ربي رحماك؛ والحمد لك على كل حال.

ونسأل الله أن نَكون قد أدّينا شيئا مما علينا، فتجهزوا أيها المسلمون للملاحم المقبلة، وانتقموا لنا من الحكام الطواغيت المرتدين قبل يهود والصليبيين.


اللهم إنّا نَشهد لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، ونسألك الموتَ على ذلك..


24/12/2023
@abomoaaz83
الزبير أبو معاذ الفلسطيني pinned «📝 صـ [2/1] قرأتُ للأستاذ الفاضل محمد إلهامي -حفظه الله- في شأن غزوة الحادي عشر من سبتمبر قولَه: [ لدينا مواقف شبيهة عبر التاريخ تخبرنا بأن الانتصارات في هذا المجال كانت متضخمة في أذهاننا.. مثل الحادي عشر من سبتمبر، لا شك أن بعض الناس أسلموا واكتشفوا حقيقة…»
📝


صـ [2/1]


بينما أتابع -كلما سنحت الفرصة- مشاهدَ العز والجهاد التي ينشرُها يوميا إخواننا المجاهدون في قطاع غزة وعلى رأسهم كتائب الشهيد السوريّ عز الدين القسام= تابعتُ أيضا إصدارًا لإخواننا المجاهدين في اليمن "أنصار الشريعة"، الذي تمّ نشرُه تحت عنوان 《سهام الحق 3》تجدونه على هذا الرابط: (اضغط هنا).

ولقد جال بخاطري عددٌ من المعاني والخواطر، سأحاول أن أقتبس شيئا منها؛ وأبُثّها في هذه الأسطر.

- أولُّ هذه الخواطر أن الجهاد في سبيل الله هو السبيل الوحيد الأوحد للتحرر من ظلم الظالمين؛ كفرةً ومرتدين، وهو السبيل الوحيد الأوحد لنيْل التمكين وتحصيل الأمن والأمان تحت ظلال الإيمان، وهذه حقيقةٌ لن يجادل فيها تقيٌّ ذو بصيرة، خاصةً بعد غزوة طوفان الأقصى المباركة التي كشفت وجلّت الحقائق بلا تزييف، تلك الحقائق التي كان ينادي بها المجاهدون منذ زمن بعيد، دُون أن يَسلموا من الطعن في دينهم، لتدورَ الأيام ويتبين اليومَ صِدقُهم، وإن شئتَ أن تستزيد أخي القارئ من هذه الحقائق التي باتت كالشمس في رابعة النهار فاقرأ هذا المنشور السابق: (اضغط هنا).

- ومما جال بخاطري هو حجم المعاناة التي يلاقيها مجاهدو قطاع غزة، ففي الإصدار المذكور آنفًا رأيتُ إخواننا المجاهدين في اليمن يتحركون بأريحية لا تتوفر لمجاهدي غزة، ففي اليمن يتجمع المجاهدون في مكان واحد قبل المعركة، ويستمعون إلى كلمةٍ تحريضية، ثم يتحركون سويةً، ويَقتحمون سويةً، ولا يَجدون مِن فتنة بارقة السيوف إلا أزيزَ الرصاص مِن حولِهِم، وكذا الحال إن قصفوا عدوّهُم بقذائف الهاون، يَنصبون المدفع، ويُطلقون القذائف واحدةً واحدة؛ وهُم يُكبّرون، أما نحن هنا في غزة يرتقي شهداؤنا وهُم يحاولون الوصولَ إلى مكان الإطلاق، وإن وصلوا قد يرتقون وهُم يَنصبون المدفع، وإن استطاعوا نَصب المدفع قد لا يُطلقون إلا قذيفةً ولا يتمكنون من تكرارها، حتى بات عُرفًا بين المقاتلين: أنّ "القذيفة الأولى لك والثانية عليك"، ولو استطاع المجاهدون الإطلاق بنجاح فأحيانا لا يتمكنون من الإنسحاب بسلام، وقد لا يتمكنون من ذلك إلا بترك مدفعِهم لمجموعةٍ أخرى تحاول الوصول إليه واستردادَه بعد استعمالِه؛ إن كُتب لها العودة، وبطبيعة الحال لا أقول ذلك تقليلا من جهاد إخواننا مجاهدي أنصار الشريعة في اليمن، أسأل الله أن ينصرهم، إنما لتوضيح مدى صعوبة القتال في قطاع غزة، لكي تَعرِف الأمة حجم ما يلاقيه مجاهدوها هنا في هذا القطاع الصغير المحاصَر الذي يقاتِل عن الأمة جمعاء، ومن شاء أن يقرأ شيئا من فصول الصعوبة التي تلامس المستحيل فليقرأ هذا المنشور السابق: (اضغط هنا).

- ومما تأمّلتُه عندما شاهدتُ الإصدار هو محاولةُ إخواننا المجاهدين وصفَ الأعداء بـ"المرتزقة"، في محاولةٍ منهم لعدم تنفير المسلمين البسطاء -وهُم السواد الأكبر- من أحكام الرِّدة، وهذا مما يُحمَد للمجاهدين، ولكن إلى متى ستَبقى الأمة مغيّبةً عن هذه الأحكام؟! لقد كانت غزوةُ بدرٍ أولُّ معركةٍ في الإسلام فاصلةً قاطعةً، قُطّعت ومُزّقت فيها كل أواصر الإخاء المزعوم، أُخوّة الرحم، وأُخوّة النسب، وأُخوّة الوطن، وأُخوّة المال والتجارة، ولم تكُن في الساحة إلا أُخوّة الإيمان والتوحيد، ولم يَقف الصحابة عند تلك الأواصر، ولم تُعِقهُم في قتالِهِم، وبعضُهم كان حديث عهدٍ بالإيمان، فإلى متى ستبقى الأمةُ اليومَ غائبةً مغيّبةً عن معرفةِ عدوّها؟! فإنه قد طال ليل المجرمين المرتدين، ولو ضربنا مثالا واحدًا يوضح جريرة هذا التأخر في مواجهة أعدائنا من بني جلدتنا لعلِمنا عِظمَ ما تقترفُه أيدينا في حق بيت الله المسجد الأقصى، وأعني بقاءَ حُكّام الضفة الغربية في أنظار الناس أصحابَ "مشروعٍ سياسي وأهدافٍ وطنية"، وإن تحدّثَ البعض عن خيانتِهم ترددوا في تقبُّل ضرورة مواجهَتِهِم ومنابذَتهِم، وإن اقتنعوا بذلك جَبُنوا أن يَذكروا ويُذكّروا به؛ حتى لا يُتّهموا في دينهم ويوصَفوا بأوصاف التشدد والغلو! وهكذا يستمر مسلسل الخيانة والرِّدّة في الضفة الغربية، ويستمر أعداءُ الله يهود في جني ثمار جُبننا عن توضيح الواضحات، ولكي تَعرف أخي القارئ خطورة الضفة الغربية على يهود وكيف يَعمل فيها الخونة العلمانيون الفلسطينيون لكي تَأمن يهود= اقرأ هذا المنشور السابق: (اضغط هنا).




يُتبَع صـ [2/2]
📝


صـ [2/2]


=- ومما جال بخاطري وأنا أشاهد الإصدار أنّ جهاد المجاهدين في كل مكان هو جهاد تكامليٌّ؛ يُكمّل بعضُه بعضا، فجهاد مجاهدي القسام وإخوانِهِم في قطاع غزة وفلسطين هو حلقةٌ من حلقات الجهاد المعاصر الذي يقوم في بقية الثغور؛ التي يخبو بعضُها حينًا ويُعاود الاشتعال أحايين، في اليمن والشام والصومال ومالي وأفغانستان وغيرِها من ثغور العز، وكلُّ هذه الثغور تقاتلُ وعيونُ مجاهديها على بيت المقدس، وكلُّ مجاهديها سيلتقون قريبا في المسجد الأقصى بإذن الله تحقيقا لا تعليقا، ففي نهاية الإصدار يتحدث متحدث المجاهدين أنهم يقاتِلون مرتزقة دويلة الإمارات التي تدعم مرتزقة دويلة يهود، وأنّ المحصلة قهرٌ ليهود، وأن هذا القتال يؤذي يهود في فلسطين ويُضعفُهُم، وهذا حق، فلولا هؤلاء المرتزقة المرتدون لكان الآن مجاهدو أنصار الشريعة من أهل السنة يسابقون الشيعة الحوثيين في نصرة أهل غزة؛ نصرةً حقيقيةً لا ادّعاءً، وهذا الخاطرُ نقلني إلى خاطرٍ يليه.

- ومما جال بخاطري أنّه لولا الخونة من بني جلدتنا ما بَقيت دويلة يهود يوما آخر على وجه الأرض، فدويلتُهم لا يبقيها مددُ وعتادُ نصارى الروم، بل حمايةُ مرتدي العرب حولَ هذه الدويلة، ولو خُليَّ بين مجاهدي أهل الإسلام وبين يهود لتقاسموا غنائمَهُم ووزّعوا سباياهُم بعد أسبوع، لكنها خيانة الحكام الطواغيت وجيوشُهم ومَن ناصرَهُم، الذين جعلوا للشيعة الرافضة فرصةَ التباهي بنصرة أهلِ غزة، وجعلوا أهلَ السنة في موقف العاجز المتبلّد، فالشيعة الرافضة اليومَ يحاولون اليومَ الاستفادة من تكبيل أهل السنة المسلمين لكي يَلبسوا ثوب النصرة، وأيُّ قتالٍ يفتعلونه سيَظهر بقوةٍ على سطح المشهد؛ لأنه الوحيد، حتى ولو كان قتالا محدودا ضمن سقفٍ متفقٍ عليه كما هو الحال القائمُ الآن بين إيران وأدواتِها من ناحية وأمريكا ويهود من ناحية أخرى، فمع تحرك حاملة الطائرات الصليبية الأمريكية ومغادرتها البحر المتوسط تزداد القناعة بأن الذي يَحدث على جبهة فلسطين الشمالية بين يهود والرافضة قد تم الاتفاق على سقفِه خلف الكواليس، بحيث يَبقى ضمن حدودٍ معينة لا يَخرج عنها، وبالتالي لا تتفلت الأمور نحو حربٍ لا يريدها الطرفان الآن، وإنْ كان الجميع يستعد لها، وسيصطلون بنيرانها رغما عن أنوفِهم طال الزمان أم قصُر بإذن الله.


والله غالب على أمره..




3/1/2024
@abomoaaz83
📝


لا أعلم ماذا أقول؟!
فعلا لا أجد تعبيرا عن حالنا في قطاع غزة!
بل والله لا أجد قُدرةً على الكتابة!
أكتب وأنفاسي متقطعة، وقلبي يخفق بشدة وبلا رتابة، والدموع تقف في حدقات عيناي وتتفلت دمعة دمعة لشدة الألم في صدري!

هناك كلام أحس أنني أريد التعبير عنه لا أعرفه!
التعب فاق الاحتمال، والظنون تتخطفُنا ولا يوقفها إلا تذكُّر أننا مسلمون وعدوُّنا كافر!
فقط!

أحيانا نشك أننا أُخِذنا بذنوبنا، فنتذكر فجأة أن ذنوبنا ليست تساوي ذنب كفر عدونا.

تحاصرنا مشاهد الألم الذي يطاردنا في كل زاوية وناحية ولحظة!
فلا مهرب ولا مفر.
وأشد أنواع الألم تلك التي تتعلق بأطفالنا.
أقساها وأشدها ضراوة فعلا!
لا تفارقني صورة الأب الذي يحمل طفلته المقتولة ليتلقط معها آخر صورة!!!!
تؤذيني وتقتلني مرات ومرات!
والدموع أمامها لا تعرف موقفا مناسبا!

وهذه الصورة بالأعلى للبراءة المتحللة نشرتها دون أن أراها جيدا.
حجبني عنها ضعف قلبي واهتزاز الصورة من أثر الدموع!!!

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم رحمتك يا إلهنا.
انقطعت أسباب الأرض ولا نجد إلا أسباب السماء.
اللهم عجّل يارب عجّل..!
📝



الحمد لله على كل حال
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها

منذ حوالي شهرين لا أعلم عن أهلي إلا أنهم في حفظ الله، أَستودعهُم ربي وأسلّم أمري وأمْرَهم إليه، وهذا حال الكثير من رجال غزة، تُفرّقهُم عن أهليهم الحرب وظروفُها، بل الكثير من العوائل تفرفت إلى عدة مجموعات حتى لا تهلَك العائلة بأكملها، وينتظرون لحظة اجتماعهم على خير في الدنيا أو الآخرة.

وأنا بين الخوف والرجاء أنتهز أي فرصةٍ للاطمئنان على حال الأهل ومَن أعرِف= علمتُ أن بيتي قد تم قصفه بقذائف الكافرين واحتراقه بالكامل، واحترقت معه ذكرياتُنا وأحلامُنا ومتاعُنا وما نَملك في هذه الدنيا.

فالحمد لله رب العالمين على كل حال، راضون عن ربنا ونسأله أن يرضى عنا، ونحتسب البيت وما فيه نفقةً يسيرةً في سبيل الله، رجاءَ أن ننال البر الذي وعد الله به، فإنّ بيتَنا الذي آوانا بفضل ربنا أعواما عديدةً مديدةً هو من المال والمتاع الذي نحب، وربنا قال { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون }.

ونسأل الله القبول، فهذا أهون ما يمكن أن يقدِّمه مسلمٌ في قطاع غزة تحت نيران هذه الحرب الرهيبة، فغيري قدّم أهلَه وعيالَه وبيتَه ومالَه ونفسَه.


الحمد لله رب العالمين على كل حال..



27/1/2024
@abomoaaz83
📝



150 يوما مرّت ولا زلنا تحت نيران عدوّنا المميتة..
150 يوما مرّت على أكثر من 2 مليون مسلم رأوا فيها من المآسي والابتلاءات ما لو صُبّت على جبالٍ لدكّتها..
150 يوما تخطّفتنا فيها الظنون أننا قد نكون أُخِذنا بذنوبنا، وزاغت فيها الأبصار حتى تاهت بحثا عن الفرج، وبلغت القلوب الحناجر وكادت تفارقها..
150 يوما تركتنا فيها أمتنا الغالية أمة الملياري مسلم حتى وصلنا إلى أن نشهد موت أطفالنا جوعا أمام عيوننا الذابلة دون أن نملك لهم شيئا..

إن الكثير من المعاني والخواطر محبوسة على اللسان، ماذا لو لم نكن وحدنا؟! هل كنا سنصل إلى كل هذه الأيام التي مرّ كل يوم منها كأنه شهر كامل من شدة الألم والوجع والخوف والجوع!

لا أنفي أنني قد وقعت ضحية التعب والألم والوجع، فتقاذفتني الظنون وتقلّبتُ فيها، خاصة كلما رأيت الأطفال الجوعى وهم يبكون، أو سمعت أنينهم من شدة البرد داخل الخيام، أو رأيتهم في أحضان أمهاتهم يرتعدون خوفا، أو رأيتهم هلكى بجانب آبائهم الباكين! الأطفال كانوا ولازالوا نقطة ضعفي الأكبر، أتألم لأجلهم فوق الألم، وأتوجع فوق الوجع!

لكن الحمد لله رب العالمين..
الحمد لله حتى ينقطع النفس..
رضينا بما قدّره الله ونسأله رضاه..
كلما تذكّر المرء عظيم الأجور سكنت نفسه وهدأت واطمأنت، وكلما تذّكر المرء حكمة الله الواسعة عَلِم أنّ ما نحن فيه رحماتٌ في ثوب الابتلاء، وأن القادم خيرٌ للمسلمين جميعا بإذن الله الذي وعد عباده بالنصر؛ ووعدهم أن لا يجعل للكافرين عليهم سبيلا..

ولو كنتُ أملك أن أقول سامَحنا أمة الإسلام لفعلت، لكن أملك أن أفعلها عن نفسي، فلقد سامحتُ كل مسلم رجاء الأجر العظيم..

ثم الحمد لله على نعمة الجهاد والرباط..
الحمد لله على نعمة المجاهدين، فالمجاهدون نعمة حُقّ لنا أن نشكر الله عليها، فوالله لو أن الأمة صنعت لكل مجاهد قصرا من العاج ما وفّته حقه عليها..

المجاهدون الآن في الميدان لا زالوا يجاهدون بعد 150 يوما دون أن يَصلهم أيّ مددٍ أو نصرة، يقارعون جيوشا جرارة مدججة بكل أنواع الأسلحة الفتّاكة التي تُمدّهم بها دول العالم الظالم عربا وعجما!
فهل تتخيل ذلك أخي القارئ؟!
هل وقفتَ وتأملتَ هذه الكرامة؟!
هذه كرامةٌ معايَنةٌ مشاهَدةٌ أمام الكرة الأرضية بمن عليها من المسلمين والكافرين، تزيد المؤمنين إيمانا والكافرين المعاندين كفرا..

أمّا كرامات الميدان التي لا تراها الأمة فلو حَدّثتُ ببعضها مما عرَفتُ لكُذّبتُ، وأَعذر في ذلك أشد العذر..

إنّ إيماننا بالجهاد كان وسيبقى أنه الطريق الذي فيه عز الأمة، ولا سبيل سواه لتتحرر أمة الإسلام من قيودها وتنفك عنها، ولا نحتاج في ثغورنا إلا لقادةٍ حكماء مرجِعُهُم العلماء، يَحملون هذا الإيمان ويطبقونه مع جنودهم على أرض الواقع؛ في فلسطين وسوريا والصومال ومالي وأفغانستان واليمن وغيرها من ثغور العز والجهاد..


فاللهم أعز الإسلام بكتائب القسام..
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في غزة جميعا، انصرهم وأعز بهم دينك وانتقم من عدونا وعدوك..
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان..
اللهم ارزقهم من يقودهم بكتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم..
اللهم وارزق القادة الصالحين البطانة الصالحة..






4/3/2024
@abomoaaz83
📝


صـ [2/1]

يا الله رحماك يا الله!


استطعنا بالأمس دخول بعض المناطق التي انسحب منها جيش يهود، ويا رباه كأن زلزالا أصاب الأرض! يا رباه كم أحسستُ بالألم من هول ما رأيت! لقد تغيرت حياتنا وتبدلت بمعنى الكلمة، وانقلب كل شيء رأسا على عقب! ولقد آلمني أشد الألم أنني وجدت مكان عملي الذي كنت أعتاش منه أنا وأهلي -بفضل ربي- والذي عملتُ مع أشقائي سنواتٍ لتشييده والعمل فيه وتطويره= وجدته ركاما وأنقاضا! وهكذا بعد قصف وحرق منزلِنا خسرنا أموالَنا كلها أيضا؛ والحمد لله رب العالمين، راضون عن ربنا ونسأله أن يرضى عنا، فاللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.

لقد استطاعت يهود أن تُنهي مظاهر الحياة ومقوماتها في كل مكان دخلته قواتهم النجسة، وأكثر ما يؤلم أنني سمعتُ الكثير جدا أو ربما أغلب من سمعت يتحدثون عن الهجرة خارج غزة، والرحيل بمن تبقى من عوائلهم بعيدا عن معاناة ما بعد الحرب، معاناةٌ يراها الجميع مقبلةً عليهم لمن سيبقى حيا، فالبيوت تهدمت وسُوّيت بالأرض، ومصير آلاف العوائل سيبقى في الخيام فوق أنقاض البيوت، ولو أن الأمر توقف على ذلك لكان أهون، لكن تعمدت يهود القضاء على شبكات تمديد الكهرباء، ودمرت البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي، ودمرت شبكات تمديد المياه، وشبكات الاتصالات، ودمرت الطرق التي تصل المدن والمناطق وجرّفتها، بمعنى أن حربا أخرى تنتظر المسلمين في غزة بعد الحرب!

ولو حاولتُ الحديث عن الصبر والاحتساب يسكتني المعترض بقوله: وأطفالُنا؟! فأسكت، فالحرب قد يطيقها الرجال، ومعاناة ما بعد الحرب يصبر عليها الرجال، لكن النساء والأطفال كيف سيعيشون بلا مقوماتٍ للحياة؟! هل الرجال مجبرون على إبقاء ذويهم وذراريهم إن توفرت فرصة لإخراجهم خارج جحيم المعاناة؟! وهو سؤال موجه فعلا إلى العلماء والفقهاء، هل يوجد أحد يمكن أن يفتي بإبقاء الأطفال والنساء وكبار السن داخل غزة؟! أنا والله أتساءل بصدق، لأني لا أعلم بماذا أجيب المكلومين!

لقد رأينا ولا زلنا في هذه الحرب من معاناة الحياة أشد من معاناة مواجهة الموت، فكل شيء تقريبا نحتاج لنتحصل عليه أن نصطف في طابور ربما يصل إلى ساعات، بعض المخابز التي لازالت تعمل يذهب إليها الناس لحجز دورٍ قبل الفجر بساعة أو ساعتين، والحركة في الليل مخاطرةٌ كبيرة، وذلك للحصول على بعض الخبز الذي قد يقف المرء لأجله ساعات طويلة لكي يشتري نصف ربطة؛ كما هو محدد لكل مشترٍ، أي أنه قد يصطف طيلة هذه الساعات ليشتري كميةً من الخبز لا تكفيه في نهاره مع عياله! فيضطر المسكين أن يصطحب معه أطفاله ليحجز كل واحد منهم مكانا، فيقف الأطفال المساكين ساعات طويلة في البرد الشديد فجرا وتحت أشعة الشمس نهارا ليشتروا مع آبائهم خبزا يكفيهم، وبعض هؤلاء الأطفال أيتامٌ لا آباء لهم، فلقد التهمتهم نيران الحرب وقضوْا فيها، لأجل ذلك أصبح من المعتاد رؤية طوابير النساء أيضا اللواتي قُتل أزواجهن أو آبائهن!

هذا مشهد واحد من مشاهد المعاناة اليومية للحصول على بعض الخبز، والمشاهد كثيرة جدا، يكفي ما نعانيه جميعا في قضاء حاجتنا، ولا أستحي أن أقول ذلك، فقضاء الحاجة مهمة شاقة، وهي تحتاج أن نصطف لها طوابير أخرى، رجالا ونساءً وأطفالًا وشيوخا، هذا إن وجدنا مكانا لأجل ذلك! ناهيك عن الحصول على ماء الشرب وماء النظافة، أو شحن بطاريات الإضاءة، أو البحث في الأسواق عن الطعام الرخيص إن توفر، أو توفَّر المال لشرائه، فالجميع ينتظر المعونات الشحيحة؛ ويصطف لأجلها طوابير تمتد لساعات، وينتظرون دورا يمتد لأيام وأيام، فكل شيء نحتاجه في حياتنا اليومية له نصيبه من المعاناة، كل شيء كنا قبل الحرب لا نبذل لتحصيله أي جهد بات اليوم معاناةً كاملة! وهذا حال جنوب قطاع غزة حيث يرانا أهل شمال القطاع في نعمة، فأهل الشمال معاناتهم يراها العالم الظالم على البث المباشر، يقتلهم الجوع، أو يقتلهم سعيهم للحصول على ما يسد الرمق، عندما ينتظرهم الكفرة بأسلحتهم ويُردُونَهم مضرجين بالدماء الممتزجة بالطعام القليل الذليل الذي ينتظره أطفالُهم!


يُتبَع صـ [2/2]
📝


صـ [2/2]


فماذا سيفعل الناس بعد الحرب أمام حرب المعاناة هذه؟! والمتوقع أن تسهّل يهود أمر السفر والهجرة؛ لكي يخرج الناس قسرا في ثوب الهجرة الطوعية، فلا يوجد مقوماتٌ للحياة حتى اللحظة إلا في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة وفي غرب المحافظة الوسطى؛ وليس كلها، فهل سينتقل 2 مليون ومئتي ألف مسلم إلى هذه المناطق الصغيرة! وهم أصلا كانت تضيق عليهم غزة كلها قبل الحرب! هذا إن بقيت هذه المناطق ولم تلفحها نار أحقاد يهود، والظن الأقرب إلى اليقين أن يهود بالتواطؤ مع خونة العرب سيمنعون إعادة الإعمار، أو سيعيقون تنفيذه لسنوات على الأقل، لذا على من يريد أن يعيد بناء منزله المهدم أن لا ينتظر دوره في أي مشاريع "رسمية"، لأنها ستطول وتطول؛ هذا إن تم الاتفاق عليها أصلا، وعلى المكلوم أن يبدأ بنفسه لإعادة إعمار بيته، هذا لمن يملك المال، أما من لا يملكون وهم الأغلب فالمشهد أمامهم قاتم! فهل يستطيع الذي يريد أن يصبر ويبقى أن يتهم الذي يريد أن يخرج ويهاجر هربا من معاناةٍ لا نعلم متى تنتهي؟! فالناس موجوعة أشد الوجع، وأحاديث الصبر مع توفر فرصةٍ للخروج قد لا تقنعهم، خاصةً وهم يرون بقية بلاد المسلمين تعيش "حياةً طبيعية"!

فكيف يمكن أن نواجه هذه المعضلة؟ ما هي الآليات التي يمكن أن يفعلها المسلمون ليَثبُت المسلمون في قطاع غزة على أرضهم؟ لأن خروج الغزيين من غزة معناه تصفية القضية الفلسطينية برمتها إلى سنوات طويلة قادمة، وربما كان ذلك خطرا على بلاد المسلمين كلهم إن سقطت غزة، بل هذا الأقرب، فغزة ومن فيها أصبحت حصنا للمسلمين كلهم في كل مكان، تعاني غزة وتألم وتُكلَم لتنجو أمة الإسلام، وعليه فالخطر إن هاجر المسلمون من غزة ليس محصورا على القضية الفلسطينية فقط، وهي دعوةٌ ليستشعر المسلمون الخطر المقبل كما يستشعر أصحاب القلوب الحية منهم المعاناة القائمة مع أهل غزة، ودعوةٌ للتفكر والتفكير الفردي والجماعي لمواجهة تداعيات ما بعد الحرب، أو الحد منها على الأقل إن لم نتمكن من منعها، فالدول والأنظمة لا رجاء ننتظره منهم، وعلى المؤسسات والجمعيات والجماعات والتيارات أن تضع خططا عاجلة لمواجهة هذه التداعيات الخطيرة، وهذا أقل ما يقدّمونه بعد أن عجزوا عن تقديم دورٍ مؤثرٍ للمشاركة في هذه الحرب مع إخوانهم المسلمين في غزة.


والحمد لله رب العالمين على كل حال..




6/3/2024
@abomoaaz83
العدد التاسع والخمسون-رمضان.pdf
28.9 MB
مجلة #بلاغ العدد ٥٩ - رمضان - ١٤٤٥ هـ





#هدية_ذكرى_الثورة_السورية_الـ13
#هدية_الحراك_الشعبي_الجديد
🎁 مقابلة خاصة مع الشيخ أبو محمد الصادق 🎁





اضغط هنا 🆗 لفتح نسخة مكتوبة📝







وفيه 👇





⭕️ سقوط الهيبة
✍️كلمة التحرير





#الركن_الدعوي


🔹 {ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيفَ كَانَ عِقَابِ} معمر القذافي(2)
✍️الشيخ محمد سمير



🔹 وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ
✍️ الشيخ أبو حمزة الكردي



🔹 من نفحات الرحمن في رمضان
✍️ الشيخ رامز أبو المجد الشامي







#صدى_إدلب



⚡️ إدلب في شهر شعبان 1445هـ
أبو جلال الحموي


⚡️ لقطة شاشة
أبو محمد الجنوبي





#كتابات_فكرية




💎 الحزبية المقيتة والعصمة العملية
✍️ د. أبو عبد الله الشامي




💎 ما البديل؟
✍️ الأستاذ حسين أبو عمر




💎 جولاني شاه مسعود
✍️ الأستاذ أبو يحيى الشامي




💎 أيها المسلمون: سارعوا إلى نصرة غزة قبل فوات الأوان؛ وتخليص أنفسكم من إثم خذلانها، ودَعوكم من بائعي الوهم..
✍️ الأستاذ الزبير أبو معاذ الفلسطيني








#ركن_المرأة

وما عند الله خير للأبرار
✍️الأستاذة خنساء عثمان










#الواحة_الأدبية


قساة القلوب
✍️الأستاذ غياث الحلبي
📝


أيها المسلمون: سارعوا إلى نصرة غزة قبل فوات الأوان؛ وتخليص أنفسكم من إثم خذلانها، ودَعوكم من بائعي الوهم..*


* مقال منشور ضمن العدد 59 لمجلة بلاغ الشهرية

صـ [2/1]



قبل أيام نشرتُ عن خطورة ترك غزة بعد الحرب نهشا للأنظمة العربية والأعجمية التي ستعمل على زيادة الخنق والتضييق على المسلمين الغزيين لدفعهم إلى الهجرة القسرية في ثوب الهجرة الطوعية، عندما لا يتمكن الغزيون من إصلاح ما أفسدته آلة الدمار اليهودية، فلا مقومات للحياة في قطاع غزة، فلقد دمرت يهود كل ما استطاعت تدميره لكي تصبح الحياة في غزة قطعة من العذاب، دمروا الطرق والمؤسسات العامة والمنازل الخاصة وقطاع التعليم وقطاع الصحة وشبكات الاتصالات والصرف الصحي وتغذية المياه والكهرباء وكل ما أمكنهم تدميره.

وقلتُ أن أغلب من احتككت بهم يتحدثون عن الهجرة خارج غزة حال تمكنهم من ذلك، هربا من جحيم المعاناة ما بعد الحرب؛ التي توشك أن تضع أوزارها مرحليا، وحذّرتُ المسلمين من خطر ترك الغزيين يواجهون هذا المصير، وأنه يتعين على المسلمين أفرادا وجماعات أن يتفكروا في وضع الخطط لإمداد الغزيين بأسباب الثبات على أرضهم دون انتظار المشاريع الرسمية لإعادة الإعمار، لأن دول العالم بما فيها الأنظمة العربية ستضيّق الخناق وتطيل أمد الإعمار لتتحصل يهود على ما تصبو إليه من تهجير للمسلمين.

ولقد نقلتُ ما رأيتُه وسمعتُه مما بات حقيقةً واقعية لا يجادل فيها إلا جاهل بالواقع أو منتفع مدلّس، وفعلا لم يصبر بعض المنتفعين فثارت ثائرتهم في محاولة لإظهار تحذيري في ثوب تشويه أهل بلدي! هؤلاء الذين لا يتقون الله لا يتورعون أن يطمسوا معاناة الناس في غزة لكي تَسلم الصورة الملائكية الحالمة التي يريدون أن يرسموها عن مجتمعٍ فيه مئات الآلاف؛ ما بين ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات؛ كحال سائر المجتمعات البشرية، يريدون أن يدفنوا المعاناة التي نحياها في غزة لكي يصنعوا حالةً مجتمعية لم تكن في مجتمع الصحابة رضي الله عنهم ولعن الرافضة الذين يلعنونهم.

ومن قبيح ما وجدتُ هؤلاء يتهمونني به أنني "أتسول المسلمين" بكلامي هذا! وهذه الطعون والتنقيب في القلوب من رقة ديانتهم حسبي الله عليهم، ويعلم الله أنني منذ بدء هذه الحرب أوصلتُ ما يقرب من مليون شيكل إلى مصارفها التي جاءت لأجلها، حتى ما أُرسِل مخصوصا لي ولأهلي أنفقتُ أغلبه على غيري، ولم أترك منه شيئا، وكان هذا مرةً وبعدها مَن تواصل يريد أن يرسل لي شخصيا أعتذر منه بلباقة وحياء، رغم حاجتي ومن أعُول؛ خاصة بعد هذه الحرب التي قُصِف خلالها بيتي وتحول مصدر رزقي إلى كومة أحجار، ورغم كامل قناعتي أن هذا واجب على المسلمين لا منة فيه؛ وثمن يسير جدا يشاركنا به المعركةَ مَن أراد مِن المسلمين أن يرفع عن نفسه إثم الخذلان، وكل من سألني عن طريقةٍ لدعم أهل غزة وضحتُ له السُبل المتوفرة دون أن أوجهه إلى نفسي، ومن أراد أن يرسل عن طريقي أستفسر منه عن المصرف الذي يود أن تكون فيه أموالُه ثم أعطيها لمن يقوم على ذلك ممن أعلم أمانتهم، ولا أتصرف فيها من تلقاء نفسي، وأقول هذا من باب "على رسلكما إنها صفية" بعد أن حاول من لا يتقِ الله أن يرميني بما كان غارقا فيه، وأعتذر من قراء المجلة ومتابعيّ على قناتي أنني أقحمتهم في مثل هذا، لكن قديما قالوا إن لصاحب الحق مقالا.

إن المسلمين في غزة كسائر البشر، لحم ودم وعظام، يتعبون ويتألمون ويُحسّون بالوجع والقهر، ويبكون ويخافون ويتمنون الخلاص من الحرب والدمار، ليسوا كائنات خارقة أو ماكينات فائقة! ولا يقدح هذا في صبرهِم ورباطهِم وثباتهِم كما يحاول المدلسون أن يفعلوا، فنماذج الصبر الفريدة التي رآها العالم موجودة؛ في غزة وسائر بلاد المسلمين، وستبقى بعون الله، لكن هل هذا يعني أن الجميع على نفس درجة الصبر؟! هل يجب أن نَبقى نكتم آلام شعبنا لكي نعيش وهم المجتمع الملائكي؟! إن الذي يفعل هذا عاقٌّ لبلده وشعبه، والمصيبة أنه يطمس آلام الغزيين عن الأمة التي ما فتأ يهاجمها جمعاء؛ ويتهمها بالتخاذل والركون والسكون!! يعني يستسهل الطعن في أمة الإسلام جميعها بسبب تخاذلها في نظره وفي المقابل تنتفض فرائصه ويرمينا بكل نقيصة ظلما وافتراءً وبهتانا وعدوانا بغير حق عندما ننقل بصدقٍ بعض معاناة شعبنا؛ لنحذر الأمة من مغبة استمرار تركنا دون نصرة حقيقية! وحجة هؤلاء ذوي القلوب المريضة أننا نشوه الحالة الطهرية! فأي تناقضٍ هذا الذي يستطيعه أمثال هؤلاء! لكن من تعوّد التلوّن والتنقل بين التنظيمات والتيارات بحثا عن مصلحته لن يرى ذلك من نفسه، والموعد بين يدي الله لا سامحهم الله.


يُتبَع صـ [2/2]
📝


صـ [2/2]


=أيها المسلمون، نحن في غزة على مشارف أخطار جمة، أقلها التهجير، وأبشعها خروج غزة من المعادلة تماما في المستقبل بحيث لا تستطيع إطلاق رصاصة نصرة لقضايا فلسطين، ومن الأخطار أن تصبح ثقافة المقاومة صفحةً من زمنٍ سابق، ويصبح الداعي إليها داعٍ إلى هلكة الناس، وهذا بدأ يسري ويدور بين المكلومين اليوم، والأيام تجعله رأيا؛ وتزيده طولا وعرضا، ولو استمرت المعاناة فسيكفر الناس بالمقاومة والجهاد، ولقد حصل هذا من قبل في مجتمعات أخرى، وليس تخوفا من قبيل الفرضيات، فليحذر المسلمون من مغبة استمرار تخلفهم عن نصرتنا في غزة، فغزة بابٌ لو كُسِر فلا تسأل بعدَها عن هلكة العرب.

ولقد رأيت وتابعتُ الكثير من الذين يتحرقون لتقديم ما يستطيعون نصرةً لنا في غزة، يحاولون البحث عن سبلٍ عملية بعد أن كبّلتهم أنظمة دولهم الحاكمة، ولعلي أقترح رأيا على من يريد أن يساهم بسهمٍ في معركتنا، سهمٌ ينجيه من عقوبة الله القادمة على من تخاذل، فالجميع يعلم أن غزة سُوّيت بالأرض تقريبا، ولم تعد الحياة فيها سهلةً أبدا، ومشاريع إعادة الإعمار قد يتعمد صهاينة يهود وصهاينة العرب أن تطول وتطول، دفعا للمسلمين الغزيين أن يهجروا ديارهم، لذا فليسعى كل من يريد أن يشاركنا أجر المعركة أن يكوّن حوله فريق عمل، ينتظمون فيه لتحصيل ما استطاعوا من المال، يجمعونه من كل من يتمكنون من التواصل معه من المسلمين، يجمعون الزكوات والصدقات والتبرعات، ثم يستهدفون بها إخوانهم في غزة، بعد تطوير وسائل عملية ناجعة لإيصال المال إلى قطاع غزة، عبر التواصل مع جهة يطلبون منها جمع البيانات في منطقة معينة عن المنازل المهدمة، ممكن أن تكون هذه الجهة وجهاء عائلة بعينها، أو جمعية خيرية معروفة، ويتكفل الفريق بإعادة إعمار ما استطاعوا من البيوت من خلال هذه الجهات الغزية التي يتواصلون معها، هذه الفكرة ممكن بلورتها وتطويرها بحيث يتم تعميمها بين المسلمين حول العالم، ولو تبرعت جهات بوضع خطة قابلة للتطبيق ونشرها بحيث تكون خطةً شعبية ممكن أن يساهم فيها كل مسلم دون معوقات دولية، مثل أن يتم تقسيم مناطق قطاع غزة على دول العالم الإسلامي، مثلا أن تتكفل ببيت حانون دول المغرب الإسلامي، وجباليا دول شرق آسيا، وغزة المدينة دول الخليج، وهكذا، وأن تكون في كل منطقة داخل غزة جهات متعددة يتم تشكيلها شعبيا لجمع بيانات الذين فقدوا منازلهم، ثم تساهم في تقييم حاجة كل متضرر ووضعه على قوائم ليأخذ مكانه في إعادة إعمار منزله المهدم، وممكن أن توضع خطط وآليات بحيث تكون إعادة الإعمار لكل منطقة بالتوازي، لكي لا يُظلم أحد في وقت إعمار مأواه.

يمكن وضع تصورات عديدة، ثم وضع آليات عملية قابلة للتطبيق، فكل الأعمال الناجحة بدأت بفكرة تسلمها أصحابها بصدق ووضعوا الخطط والبرامج وطوروها وقاموا على إخراجها على أرض الواقع بأفضل ما يكون، فالباب مفتوح لمن أراد احتساب الأجر بجهده أو بماله، فما حدث لغزة نذارة شؤم على الأمة إن استمرت حالة العجز عن النصرة، وقد نرى ما حدث في غزة في غيرها من بلاد المسلمين.


نسأل الله أن يعجل بالفرج لنا ولأمة الإسلام، ويجعل تخوفاتنا مجرد ذكريات لم ترى النور..



20/3/2024
@abomoaaz83
📝


قبلَ هذه الحرب التي أحرقت قلوبَنا قبل واقعِنا وحاضِرِنا كنتُ أستشهد على إجرام جيشِ مشركي النصيرية في الشام بأننا في فلسطين مرّت علينا أجيالٌ ولم نسمع أن يهوديا اغتصب مسلمة، وعن نفسي وأنا في العقد الخامس من عمري لم أسمع بذلك، في حين فعلَها "محور المقاومة" وتحديدا مشركو النصيرية مرارًا وتفاخروا بذلك جهارًا!

واليوم تَخترق قلوبَنا المكلومة كالسهام أخبارُ اغتصابِ أخواتنا العفيفات الطاهرات في مدينة غزة! فلقد وصل عدوُّنا الكافر إلى مرحلةٍ كَسر فيها السور الذي عَجز عن خدشه عقودًا من الزمن!

ولازلتُ مقتنعا أننا في غزة قد أدينا فوق ما علينا، ولن نُسأل عن تقصير أو تفريط بإذن الله، وكذا أمتُنا المكبلة بقيود الطواغيت المرتدين وجيوشِهِم، لأن الأمة لن تتحرك بلا قادةٍ يقودون الجموع، وهؤلاء القادة هم قادة الأحزاب والجماعات والتيارات مع العلماء والوجهاء والمبرزين، الذين يَملكون تحريك ملايين المسلمين في ساعات معدودة نحو الشوارع والميادين غضبا ونصرةً لنا، لا أقول تحريك الجموع للقتال، بل للتظاهر والصراخ، ومع ذلك عجِزت هذه "النخب" أن تفعل ذلك، بل جبُنَت أن تفعلها، فمنهم أُتِيَت غزة واختُرِقت حصونُها، فيا ويل من سيقف بين يدي الله بهذه الأحمال والأثقال!



23/3/2024
@abomoaaz83
لا أعلم أحدا من أبناء غزة المغتربين بشكل عام والمجاهدين في باقي ساحات الجهاد بشكل خاص؛ قد خدم غزة وأهلها في هذه المحنة وقام على مشاريع خيرية تعجز عنها مؤسسات كبرى مثلما فعل الأخ الحبيب الكريم الشيخ

الزبير الغزي أبو عبد الرحمن ثبته الله

وإني والله قد ترددت كثيرا في كتابة هذه الكلمة لعلمي أنه لا يرضاها ولكنها جاءت من باب الوفاء والعرفان فجزاك الله عن أهلك وإخوانك والمسلمين خير الجزاء.
📝


أنصح كل مسلم أن يحافظ على هذا الدعاء: ( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحوُّل عافيتك وفُجاءة نقمتك وجميع سخطك )

فلقد عشنا زوال النعمة وتحول العافية فجأةً دون مقدمات، وإنّ ما حلّ بنا كان ابتلاءً لأقوامٍ وبلاءً لآخرين، فالذي رضي واستسلم لقضاء الله وقدَره كان المصاب في حقه ابتلاءً، ومن تسخّط واعترض وتذمّر أضاع أجره وأصبح أسيرا لبلاءٍ لن يُرفع إلا بتوبة.

لقد كنا في نعمةٍ لعلنا لم نُحسن شُكرها، وكنا في عافيةٍ تعاملنا معها كأنها شدةٌ ولئواء، وسوادُنا الأكبر اليوم في قطاع غزة يتمنى أن تعود تلك الأيام التي بتنا نراها نعمةً عظيمة.

ولستُ أقول ذلك جزعا عياذا بالله، إنما نصحا للمسلمين، ليعرفوا نعماء الله عليهم؛ ويَعرفوا لربهم حقه في الحمد والشكر، أما نحن فلقد رضينا بما قدّره الله، وننتظر الفرج منه جل جلاله، ورضينا عنه سبحانه ونسأله أن يرضى عنا.

ويكفينا أن كنا سببا في إساءة وجوه يهود؛ بما فعله مجاهدونا، وبصبرنا على أرضنا إلى الآن؛ نرجو ثواب الله وحُسن العاقبة، وأن يعوضنا ربنا خيرا في الدنيا والآخرة.


والحمد لله رب العالمين على كل حال..




26/3/2024
@abomoaaz83
HTML Embed Code:
2024/03/29 11:40:58
Back to Top