TG Telegram Group Link
Channel: بِِصٌمَةّ خَيِّر
Back to Bottom
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي

يقول الله تعالى ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ) (سورة المائدة:82) .

وعداوة اليهود هذه مبكرة تشهد بخستها القرون الغابرة، وتؤكدها القرون اللاحقة، فحالهم مع أنبيائهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون، ولا غرابة أن يتطاولوا على محمد صلى الله عليه وسلم ويحاولوا قتله وهو بعد طفل رضيع، فقد روى ابن سعد: أن أم النبي صلى الله عليه وسلم لما دفعته إلى حليمة السعدية لترضعه قالت لها: احفظي ابني وأخبرتها بما رأت من المعجزات، فمر بها اليهود فقالت : ألا تحدثوني عن ابني هذا، فإني حملته كذا ووضعته كذا، فقال بعضهم لبعض: اقتلوه، ثم قالوا: أيتيم هو؟ قالت لا، هذا أبوه وأنا أمه.. وكأنها أحست منهم شيئاً.. فقالوا لو كان يتيما لقتلناه"الطبقات 1/113".


ثم تستمر محاولة اليهود في قتله حين ذهب مع عمه أبي طالب إلى الشام وعمره لم يتجاوز الثانية عشر، ومقولة بحيرى لعمه إني أخشى عليه من اليهود فارجع به بلده. هذا كله قبل النبوة " السيرة لابن هشام 2/189".

ثم تشتد العداوة بعد النبوة، ويحاول اليهود أكثر من مرة قتل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفلحوا، و وضعوا له السم في الطعام – كما ثبت في الصحيح-، وآذوه وألبوا الأعداء عليه وتعاونوا مع المنافقين والمشركين لحربه،وأعلنوا العداوة له بكل وقاحة وصراحة، إذ هم يعترفون بنبوته ويعلنون كرهه وعداوته حتى الممات، وهذا حيي بن أخطب زعيم يهود بني النضير يسأله أخوه أبو ياسر: أهو هو؟ قال: نعم والله، قال: أتعرفه وتثبته ؟ قال: نعم، قال فما في نفسك منه ؟ قال: عداوته والله ما بقيت)

وحين أمكن الله من عدو الله حيي وجيء به قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم يمكن الله منك يا عدو الله؟ قال!: بلى، أبى الله إلا تمكينك مني، أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل( الروض الأنف 3/444).


واستمرت عداوة اليهود للمسلمين وفي أيام الخلفاء الراشدين خرج عبد الله بن سبأ اليهودي ليشعل الفتنة ويبذر الخلاف بين المسلمين وكانت الفتنة وكانت الحروب، ونتجاوز الزمن قليلاً ونقف عند الدولة العثمانية ملياً إذ كانت محاولات اليهود للعثمانيين للسماح لهم بالهجرة إلى أرض فلسطين والاستيطان فيها، فأصدر السلطان عبد المجيد خان أمراً بمنع اليهود القادمين لزيارة بيت المقدس من الإقامة في القدس أكثر من ثلاثة أشهر .

ثم يعيدون الكرة مع السلطان عبد الحميد ويعدوه ويمنوه بالهبات والأموال مقابل إنشاء مستعمرة قرب القدس، فيجابههم بالرفض التام .

ثم يدرك اليهود أن لا وسيلة لهم لتحقيق أغراضهم إلا القضاء على هذه الدولة بالتآمر مع الدول الكبرى وقد كان، فليهود الدونمة دور كبير في القضاء على الدولة واختيار الزعماء المناسبين لهم.

ويستمر العداء، ويؤكد الخلف ما بدأه السلف، فليست عداوتهم تاريخاً مضى وانتهى إنما هي عقيدة يلقنها الأباء للأبناء، فهذا (مناحيم بيجن) يقول: (أنتم أيها الإسرائيليون لا يجب أن تشعروا بالشفقة حتى تقضوا على عدوكم، ولا عطف ولا رثاء حتى تنتهوا من إبادة ما يسمى بالحضارة الإسلامية، التي سنبني على أنقاضها حضارتنا) "صراعنا مع اليهود 59"

وهذا "شامير" يقول في حفل استقبال اليهود السوفيت المهاجرين إلى إسرائيل (إن إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر هي عقيدتي وحلمي شخصياً، وبدون هذا الكيان لن تكتمل الهجرة ولا الصعود إلى أرض الميعاد، ولن يتحقق أمر الإسرائيليين ولا سلامتهم).

ويقول ابن غوريون (نحن لا نخش الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ) "صراعنا مع اليهود214".

هكذا يحدد اليهود أعداءهم، وكذلك تستمر العداوة، ويتحقق إعجاز القرآن (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) (سورة المائدة :82) .

الحضارة الإسلامية لعلي الشحود بتصرف
اسلام ويب


أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_السيرة_النبوية

التفاؤل هذه الصفة النبيلة والخُلق الحميد، الذي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يتمثَّله أمام أصحابه واقعًا معاشًا.

وقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بخبرٍ عظيم، وشأن جليل عَضُّوا عليه بالنواجذ أيها الإخوة المؤمنون، واستحضروه دومًا، وبخاصة إذا شعرتم بشيء من الضيق، أو بشيء مما يكُون من كربات هذه الحياة، استحضِروا هذه القاعدة العظيمة، التي أخبرنا بها هذا النبي الكريم عن ربنا تعالى وتقدَّس؛ أنه يقول سبحانه: ((أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)).

ولذلك نجد نبيَّنا عليه الصلاة والسلام يستحضِر هذه الصفة في أحوال عسيرة، ومضائق شديدة، ها هو عليه الصلاة والسلام وهو خارج من مكة المكرمة، مطاردًا من أهلها، إبَّان هجرته عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة، وقد أرصدَت قريشٌ رجالاتها وفرسانها، وجعلَت الجُعل الكبير والجوائز الثمينة لمَن يُحضر محمدًا سيد الخَلق صلى الله عليه وآله وسلم، حتى كاد أن يظفر به سراقة بن مالك الفارس الذي أدرك نبينا عليه الصلاة والسلام ووصل إليه، فإذا بسراقة يشاهد ما لم يخطر على باله؛ حيث تتعثر به فرسه، ويقف أمام هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وإذا به يسمع شيئًا عجبًا هذا الرجل الذي يخرج مطارَدًا يقول له عليه الصلاة والسلام: ((كيف بك يا سراقة إذا سوِّرت بسوارَي كسرى))، يقول: سيأتي الزمان الذي تُفتح فيه المدائن، تفتح بلاد فارس، وهذه الأسورة التي اشتهرت بنفاستها، وهي لكسرى ملِك الفرس، أنك ستكون بيديك أنتَ يا سراقة، وهذا مِن الغيب الذي أوحاه الله تعالى إلى نبيه عليه الصلاة والسلام.


وفي محطة أخرى، وموضع آخر يسجِّله القرآن العظيم في فأل هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وفي الطريق نفسه؛ طريق الهجرة، لما خرج عليه الصلاة والسلام مع صاحبه أبي بكر رضي الله عنه، وحينما آواهما الغار، وذلك عند اختفائهما عن أنظار قريش وعيونها ورجالاتها الذين بعثوا لطلب هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وإذا بأبي بكر رضي الله عنه وهو في الغار يرفع نظره إلى مَن فوقه، وقد وقف بعضُ الرجال من قريش الذين يُطاردوهما، فيقول: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لأبصرنا، فيقول عليه الصلاة والسلام مقولة الواثق المطمئن الذي أحسن ظنه بربه: ((يا أبابكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟)) ماذا ستظن باثنين ضعيفين من عباد الله، لكن الله تعالى ثالثهما بالنصرة والتأييد وبما يُريده سبحانه وتعالى، ويسجِّل القرآن هذه اللحظات لتبقى نبراسًا للناس إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، الله أكبر، ما هذا الفأل العظيم؟! وما هذه الثقة التي لا تكون إلا بحسَب الإيمان، والناس يَتفاوتون في بُلوغهم لهذا المبلغ العظيم، والقدْر الكبير في حُسن الظن بالله والفأل الذي يحملهم على الطمأنينة، فهم يعلمون أنه لا يكون في هذا الكون إلا ما قدَّره الله جل وعلا.



وها هو عليه الصلاة والسلام يُعيد هذا الفأل بين أيدي أصحابه، في كل لحظة يكون عندهم شيء من النقص في هذا الجانب العظيم، والفألُ يتناقص عند الناس عادةً في الأحوال الحرجة وعند ضوائق الأمور، فها هو عليه الصلاة والسلام يقرِّر هذه العبادةَ العظيمة، وهذا المنهجَ الأصيل؛ الفأل وحُسن الظن بالله، حينما يقرِّر ذلك في بدر والمواجهة مع المشركين، فإذا به عليه الصلاة والسلام يؤكِّد النصرَ قبل المواجهة، ومن وحي الله له أنه يخبرهم عن مصارع المشركين قبل المواجهة فيقول: هذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان، مكان مصرعه يحدِّده في المكان وبالاسم، وهذا من وحي الله لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وهكذا ما كان من فأله عليه الصلاة والسلام لمَّا بلغ الخوف مبلغه من الصحابة رضي الله عنهم إبَّان غزوة الخندق، والتي وَصف الله فيها الخوفَ الذي بلغ بالناس ﴿ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِر ﴾ [الأحزاب: 10]، لِشِدَّة الخوف كأنما القلب يخرج من مكانه حتى يصل إلى حنجرة الإنسان، فإذا بهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهو يساعدهم في الحفر فيُبشِّرهم في لحظاتها بما سيكون مما أوحاه الله إليه من الفتوحات التي ستكون لمدائن كسرى وقيصر، وغيرِ ذلك مما يكون من سيادة المسلمين، ونشْر دين الله تعالى في أرجاء الأرض.


وهكذا ما كان يطبِّقه عليه الصلاة والسلام من الفأل لدى تعامُله في الأمور الحياتية اليومية، فتجده عليه الصلاة والسلام إذا زار المريض يقول: ((لا بأس طهور إن شاء الله)) حتى يفتح أبواب الأمل لهذا المريض بما سيكون له من الشفاء بأمر الله تعالى وتيسيره.

الالوكة
من خطبة للشيخ خالد عبد الرحمن الشايع

أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي

اعرف عدوك أيها المسلم
هنري كاسنجر وزير الخارجية الأمريكي إبان حرب 73 صاحب الأصول اليهودية

في الصراع العربي الصهيوني طبق كيسنجر نظرية "التفكيك والتركيب" عبر العمل على تفكيك الجبهات والأواصر العربية، ومنع أي تقارب بين العراق وسوريا وتحييد مصر ودعم (إسرائيل) المطلق للتفوق على جميع الدول العربية.


كانت المراحل الأولى من الحرب قد اندلعت فعلا عندما بدأ كيسنجر يجري اتصالاته مع الأطراف ذات الصلة . وفوجئ بحجم الإنجازات التي حققها الجيشان المصري والسوري في الساعات الأولى للحرب واختراق خطي "بارليف" على الجبهة المصرية و"آلون" على الجبهة السورية، وبحجم الانهيار الذي كانت تشهده (إسرائيل )في تلك الساعات وفق مذكراته.


كان هدف كاسنجر هو إنقاذ( إسرائيل) في تلك اللحظة الحرجة، ومساعدتها على استعادة زمام الأمور وتعديل الموازين العسكرية ووقف أي محاولة لانعقاد جلسة لمجلس الأمن لإقرار إيقاف ووقف النار قبل إتمام (إسرائيل) التعبئة وبدء الهجوم المضاد، ثم ضمان تدفق السلاح النوعي بشكل عاجل إلى( إسرائيل،) بينها دبابات "إم 60" وصواريخ سايدوندر الحرارية، وقد هاله أن تفقد إسرائيل 500 دبابة و49 طائرة خلال ساعات.

يقول كيسنجر في مذكراته "كان علينا كسب الوقت. ومع تقديرنا أن المستقبل إلى جانبنا، فإن الخيارات الأميركية متعددة ولكن بعد أن تكون (إسرائيل) قد أتمت تعبئتها"، ويضيف أيضا "أوعزتُ إلى ممثلنا في الأمم المتحدة.. لا مجال لإعطاء مجلس الأمن رأيا أو عقد جلسة أو استخدام حق الفيتو" (ص 473)، وكانت غولدا مائير قد طلبت تأجيل انعقاد مجلس الأمن إلى الأربعاء أو الخميس أي بعد تغيير الموازين العسكرية.

وكان كيسنجر يخمن "أنه خلال يوم أو يومين ستقوم إسرائيل بهجومها المضاد وتقلب الموازين ويصبح العرب على شفا كارثة"، وأقنع الرئيس نيكسون ووزير دفاعه بإقامة جسر جوي لإمداد (إسرائيل ) بالسلاح.


تشير مذكرات كيسنجر (ص 496) إلى أنه يتصرف بانحياز كامل( لإسرائيل)، حيث طلب من سفير العدو في واشنطن استنفار كل جماعات الضغط للموافقة على كل طلبات( إسرائيل )العسكرية.


كان كيسنجر حاسما في تغيير موقف الرئيس نيكسون، الذي كان مهموما بذيول فضيحة ووترغيت حيث أمر في 12 أكتوبر/ تشرين الأول بفتح مخازن الأسلحة الأميركية لشحنها إلى (إسرائيل) قائلا: قل لهم (يقصد وزارة الدفاع) أن يتحركوا بسرعة وبدون حرج وأن يبعثوا حمولاتهم في وضح النهارعلى أي شيء يمكن أن يطير من هنا إلى( إسرائيل)".

وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول، ظل كيسنجر يماطل ويتلاعب بالجميع لتأخير صدور قرار لمجلس الأمن بوقف إطلاق النار قبل تغيير الوضع العسكري لصالح إسرائيل بناء على طلب غولدا مائير التي استمهلته 24 ساعة أخرى لاسترداد المبادأة.


وكانت طائرة التجسس الأميركية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت "إس آر 71 " قد التقطت صورا لأوضاع الجبهة المصرية، ووصلت تلك الصور إلى كيسنجر، حيث لاحظ كيف دفعت مصر بفرقتي احتياط (المفروض أن تبقيا غرب القناة) لدعم الهجوم الذي فشل، كما اكتشفت الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث في منطقة الدفرسوار، وكانت تلك المعطيات التي نقلها كيسنجر لرئيسة وزراء العدو غولدا مائير كافية لكليهما للشروع بتغيير وجهة الحرب، ثم الحديث عن قرار أممي بوقف النار في المواقع.


كانت غولدا مائير ومعها كيسنجر يسعيان إلى وقف إطلاق النار بعد قيام إسرائيل بهجوم مضاد ثم العبور غربا عبر ثغرة الدفرسوار بين الجيشين الأول والثاني للوصول إلى غرب القناة، بما يفرز حقائق عسكرية وسياسية جديدة يمكن من خلالها الضغط على الرئيس السادات، وفي الوقت نفسه لنزع صورة العبور والنصر الإستراتيجي الذي حققه العرب حتى 14 أكتوبر/تشرين الأول.


وأعطى كيسنجر (لإسرائيل) الضوء بالمماطلة واللعب على الحبال الدبلوماسية عدة أيام لتغيير الموازين العسكرية وفرض حقائق ميدانية جديدة استغلها للضغط على مصر.

استطاع الصهيوني كيسنجر تفكيك وتركيب أزمة الشرق الأوسط وفق الهوى (الإسرائيلي)، وخلخل النفوذ السوفياتي في المنطقة، وتمكن من إخراج مصر من دائرة الصراع العربي مع (إسرائيل)، ثم انكسرت بالخلافات لاحقا جميع الجسور في المنطقة بدون أن يتحقق السلام.

وقبل هلاكه بنحو شهر، لم يغير كسنجر من مقارباته تجاه العرب والقضية الفلسطينية حيث أدان بشكل حاد في آخر لقاءاته ما سماه "هجوم حماس الإرهابي" داعيا إلى ردعها بقوة.

المصدر : الجزيرة


أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم

غلوب باشا
هو واحد من أعظم الشخصيات العسكرية والسياسية في بريطانيا، ولد سنة 1897، وتوفي سنة 1986 .  وارتبط اسمه بتاريخ العرب بكونه شاهدا على أحداث جسام كالحرب العالمية الأولى، ومأساة فلسطين ونكبتها فيما بعد.

جاء غلوب باشا عام 1920 إلى العراق مركزا عمله في المنطقة الجنوبية، واستطاع هناك أن ينشئ قوة منظمة لحماية القبائل العراقية من الغارات التي كانت تشنها قبائل نجد حتى أشاع الأمن والطمأنينة في جنوب العراق، وأنيطت به مهمات إدارية في بعض الألوية العراقية، وقام بعمله على أكمل وجه، وقد حصل على وسام الرافدين الذي منحه إياه الملك فيصل بن الحسين. بعد ذلك استدعته الحكومة الأردنية 1939 لقيادة الفيلق العربي، واستمرت مهمته في الأردن حتى عام 1956 عاد بعدها إلى بريطانيا. يدعى غلوب باشا من قبل الأردنيين بأبي حنيك بسبب تشوه في حنكه ناتج عن إصابة رصاصة أثناء الحرب العالمية الأولى.
انسحبت بريطانيا من مدينة القدس في الرابع عشر من شهر أيار عام ،1948 وبدأ المقدسيون يتساءلون لماذا لم يأمر الملك عبدالله جيشه بالزحف نحو القدس وكان قبل ذلك يقول لهم: لا أستطيع أن أرسل جيشي إلى القدس إلا بعد انتهاء الانتداب في 15 أيار.


مع انسحاب القوات البريطانية كانت المعارك الطاحنة قائمة على أشدها خارج أسوار القدس بين المجاهدين واليهود الذين كانوا على أهبة الاستعداد لتحقيق أهدافهم بعد أن قامت بريطانيا بالانسحاب تدريجيا حيث انسحبت أولا من المناطق التي يسيطر عليها اليهود، وقامت بتسليم إدارتها لهم.


ما إن انتهى الانتداب حتى بدأ الفلسطينيون عامة والمقدسيون خاصة يتطلعون نحو عمان وجيشها العربي على أمل أن يروا نجدة قادمة تخلصهم مما هم فيه، حيث استنفد أبناؤها المجاهدون كل ما لديهم من عتاد، ووقفوا على أبواب المدينة وأسوارها يدفعون عادية اليهود عن مدينتهم بما تبقى بأيديهم.

وقفت عمان حتى بعد انسحاب القوات البريطانية من القدس صامتة لا تحرك ساكنا مما أثار استغراب أهل القدس، وظلت عمان على صمتها حتى اليوم السابع عشر من شهر أيار حيث أصدر الملك أمرا شفويا لغلوب باشا أبو حنيك طالبا إليه أن يزحف بجيشه نحو القدس، وأتبع أمره الشفوي بأمر خطي، وطلب منه أن يوافيه بتقرير في الوقت الذي يتحرك فيه الجيش، ولكن أمر التحرك لم يصدره رئيس الأركان إلا مساء اليوم الثامن عشر من شهر أيار، ودخل الجيش مدينة القدس في صباح التاسع عشر من شهر أيار.


يقول غلوب باشا أبو حنيك في مذكراته: "ولمدة أربعة أيام من الآلام المبرحة ونحن متمركزون بين الرملة وبيت المقدس آملين بمنتهى الحماسة أن تبادر منظمة الأمم المتحدة أو القوى الدبلوماسية الأخرى إلى إيقاف الغزو الإسرائيلي للقدس، ما أرغمنا في النهاية على أن ندخل المدينة، كنت أنا في الغالب هو الرجل الذي يتلقى الذم باعتباري كنت أقود جيشا متحمسا لمهاجمة إسرائيل التي ولدت حديثا، ولم أكن إزاء ذلك أستطيع أن أفعل شيئا سوى أن أبين في دفاعي ضد التهمة بأن القادة العسكريين ليسوا هم الذين يبدؤون الحروب، بل الحكومات التي لها حق التصرف، ومهما يكن الأمر فإنه لم تكن لدينا نوايا لأن نصطدم مع إسرائيل التي قبلت بمشروع منظمة الأمم المتحدة والذي التزمنا نحن به أيضا".

كان من الواجب الإسراع في الزحف نحو القدس لعدة أسباب منها ما هو ديني ومنها ما هو استراتيجي، ولكن غلوب باشا أبو حنيك بقي يحث الملك على احترام الهدنة التي فرضها المندوب على الطرفين.
على الرغم من استغاثات أهل القدس بقيت المدينة تواجه مصيرها من الرابع عشر من شهر أيار إلى التاسع عشر منه، وهكذا انقضت الأيام الخمسة الأولى التي أسماها المقدسيون بالأيام الحمراء دون أن تُنجد المدينة، وظل القتال فيها عنيفا مستمرا، وراح الناس يسبون غلوب باشا أبو حنيك والملك الذي رضي أن يكون آلة الاستعمار والمستعمرين.

المصدر الجزيرة / محمد جغيف
* المصادر:
1. غلوب باشا، مذكرات غلوب باشا حياتي في المشرق العربي.
2. عارف العارف، نكبة فلسطين والفردوس المفقود



أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (3)
*يهود المدينة المنورة*


مواقف اليهود ومؤامراتهم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين في المدينة كثيرة منها: .

كان اليهود يسيئون الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضرته وأثناء خطابه ، فكانوا يحيونه بتحية ، في باطنها الأذى والحقد عليه صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على خبثهم وسوء أخلاقهم وبغضهم الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السآم (الموت) عليك يا أبا القاسم ، فقلت : السام عليكم ، وفعل الله بكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه يا عائشة ، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ، فقلت : يا رسول الله ، ترى ما يقولون ؟ ، فقال : ألست تريني أرد عليهم ما يقولون وأقول : وعليكم ) رواه البخاري .


روي الطبري في تفسيره : أن شاس بن قيس اليهودي ، كان عظيم الكفر شديد العداوة للمسلمين ، مر يوما على نفر من الأنصار من الأوس والخزرج في مجلس يتحدثون ، فغاظه ذلك حيث تآلفوا واجتمعوا بعد العداوة ، فأمر شابا من اليهود أن يجلس إليهم ويذكرهم يوم بعاث ، وينشدهم ما قيل فيه من الأشعار ، وكان يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج ، وكان الظفر فيه للأوس ، ففعل ، فتشاجر القوم وتنازعوا ، وقالوا السلاح السلاح ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين والأنصار ، فقال : ( أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، وألف بينكم ) ، فعرف القوم أنه نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم ، فألقوا السلاح وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما كان يوم أقبح أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم .


ولما انتصر المسلمون في غزوة بدر، اغتاظ اليهود في المدينة بشدة ، فكان يهود بني قينقاع يسخرون من المسلمين ، ويقللون من شأن انتصارهم يوم بدر ، وقام شاعرهم كعب بن الأشرف بحملة عدائية ضد المسلمين ، وأخذ يبكى بشعره قتلى بدر من المشركين ، ويحرض قريشا على الأخذ بثأرها ، ومحو عار هزيمتها.

وتمادى يهود بنو قينقاع في شرهم ، فاعتدوا على امرأة مسلمة ، دخلت سوقهم لتبيع مصاغا لها، فأحاط بها عدد من اليهود وآذوها ، وطلبوا منها أن تكشف عن وجهها ، فأبت، فعقد الصائغ ثوبها إلى ظهرها وهى لا تشعر ، فلما قامت تكشفت فضحكوا عليها ، فصاحت واستغاثت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، فتجمع اليهود على المسلم فقتلوه ، فلم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا من غزو هؤلاء الخائنين ، وقد نقضوا العهد الذي بينه وبينهم بهذه الفعلة النكراء ، فحاصرهم خمس عشرة ليلة ، ثم فك الحصار عنهم وأجلاهم عن المدينة بعد أن أخذ أسلحتهم ، فارتحلوا مخذولين إلى حدود بلاد الشام .

ولم يتعظ من بقى من قبائل اليهود بما حدث لإخوانهم من بني قينقاع ، وراحوا يمارسون هوايتهم وطبعهم في المكر ونسج المؤامرات ، وازدادت جرأتهم بعد غزوة أحد ، حتى وصل بهم الأمر أن خططوا لمؤامرة تهدف إلى التخلص من النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك عندما خرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من يهود بني النضير مساعدته في دفع دية رجلين قتلهما أحد المسلمين خطأ ، وكان ذلك يجب عليهم حسب بنود المعاهدة التي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، فتظاهروا بالموافقة ، لكنهم بيتوا الشر ، وطلبوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم أن يجلس بجوار جدار أحد بيوتهم ينتظر وفاءهم بما وعدوا ، وخلا بعضهم إلى بعض ، واتفقوا على أن يلقى أحدهم صخرة كبيرة على النبي صلى الله عليه وسلم من فوق ذلك البيت فتقتله ، فنزل جبريل عليه السلام من عند رب العالمين، وأخبره بما هم به أولئك الخبثاء من غدر، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا ، وتوجه نحو المدينة ، ولحقه من كان معه من أصحابه ، وعندما تأكد للنبي صلى الله عليه وسلم إصرار هؤلاء اليهود على الغدر ، وتآمرهم وحقدهم على الإسلام ، اتخذ قراره بإجلائهم عن المدينة .

.
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي بعقيدة التوحيد وهم يقولون عزير ابن الله، وجاء ينادي بالمساواة ، وهم يرون أنهم شعب الله المختار. ..
مؤامرات اليهود تتكرر بين الحين والحين ، وتتغير أشكالها بتغير الزمان والمكان ، لكنها لا تتوقف ، ولن تتوقف ، فقد أوضح الله تعالى للمسلمين أن عداوة اليهود لهم أبدية , لا تقبل التغيير , ولا تتحول إلى المسالمة والمحبة إلا إذا ارتد المسلمون عن دينهم , فقال تعالى : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }(البقرة: من الآية120) .

اسلام ويب


أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (4)
فرقة الحشاشين الشيعية

ظهرت جماعة "الحشاشين" أواخر القرن الحادي عشر ميلادي، في ذروة صراع محتدم بخلفيات مذهبية (سنية -شيعية) ما بين السلاجقة والدولة العباسية التي كان مركزها في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس من جهة، والدولة الفاطمية التي كانت تتخذ من مصر وشمال أفريقيا مركزاً لها من جهة أخرى، في وقت كانت تشهد المنطقة ما عرف بالغزوات الصليبية التي شنها قادة مسيحيون أوروبيون.

أشهر عمليات الاغتيال التي قامت بها جماعة الحشاشين
إغتيال الوزير السلجوقي الفذ نظام الملك في 485 هــ
صلَّى نظام الملك المغرب، وجلس حوله خلق كثير من الفقهاء والقراء وأصحاب الحوائج، فجعل يذكر شرف المكان الذي نزلوه من أراضي نهاوند، وأخبار الموقعة التي كانت بين الفرس والمسلمين، في زمان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن استُشهد هناك من الأعيان، ويقول: طوبى لمن لحق بهم ولما فرغ من إفطاره، خرج من مكانه قاصدًا مضرب حرمه، فبدر إليه رجل باطني من طائفة الإسماعيلية، كأنه مُستميح أو مستغيث، فعلق به وضربه، فحُمل إلى مضرب الحرم، ومكث ساعة، لفظ بعدها أنفاسه الأخيرة، لتكون تلك الطعنات الخبيثة فصل النهاية في حياته التي وهبها لشريعة الله عز وجل، فعاش محييًا لها، محافظًا عليها، داعيًا إليها، ومات شهيدًا في سبيلها، فرحمة الله عليه وعلى كل من رفع لواء شريعة الله عز وجل...

كذلك قتلوا حاكم حمص جناح الدولة وقاموا بقتل الفقيه الشافعي ابي جعفر النشار سنه 498هــ وبالمناسبه حاكم حمص قتلوه وهو يؤدي صلاة الجمعه سنه 486 هــ ..

وكذلك قتلوا الامير مودود بن التونتكين -رحمه الله - امير الموصل الذي اذاق الصليبين المر وكان رجل عملاق في زمن الاقزام صاحب البصمة الجهاديه الرائعه وحملاته الثلاث الكبيره ضد إمارة الرها الصليبيه معروفه جيدا وكان من الذين مهدوا الطريق للاسرة الزنكيه حتي صلاح الدين لفتح بيت المقدس وكان عائدا من جاهده ضد الصليبين فذهب الي دمشق وفي احدي الجمع قام أحد الحشاشين الباطنيه بإغتياله ...

وكذلك قتلوا الخليفة العباسي الـ 29 المسترشد بالله وكان ذلك في السنه 529 هــ وقتلوا بعد ذلك ابنه الخليفه الـ 30 الراشد بالله حتي الخلفاء ما سلموا منهم سنه 532 هــ وايضا في سنه 524 هــ قاموا بإغتيال عاشر العبيدين الفاطميين وهو الامر باحكام الله وهو ابن تاسعهم المستعلي بالله وذلك للخلاف العقائدي بين الاسماعيليه المستعليه في مصر والنزاريه الحشاشه في ايران ....

وقعت أول محاولة للحشاشين لاغتيال صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ( لان صلاح الدين أسقط الخلافة الفاطمية الشيعية ) بينما كان يحاصر حلب فيقول مؤرخو صلاح الدين إن قمشطجين الذي كان يحكم المدينه نيابة عن حاكمها الرسمي وهو طفل من أسرة زنكي أرسل إلي سنان شيخ الجبل يعرض عليه مال وأراضي مقابل اغتيال صلاح الدين فأرسل رشيد الدين سنان جماعة من أتباعه الفدائيين إلى المعسكر الأيوبي فاكتشفهم أمير يدعى خمارتكين، فقتلوه، ووصلوا إلى خيمة صلاح الدين في جوف معسكره، وحمل عليه أحدهم ليقتله، فقتل دونه، واستبسل الحشاشه الباقون في الدفاع عن أنفسهم قبل أن يُقتلوا جميعاً ...

لم يتوقف رشيد الدين سنان ( شيخ الجبل ) عن محاولات اغتيال صلاح الدين رغم فشل المحاولة الأولى، بل زاد تصميمه فأرسل جماعة من أتباعه يتنكرون في زي الجنود، فدخلوا المعسكر الأيوبي أثناء حصار قلعة عزاز، وباشروا الحرب مع جند صلاح الدين واختلطوا بهم يتحينون الفرصة لقتل صلاح الدين ....وفيما كان الجند مشغولون بحصار القلعة، مَّر صلاح الدين بخيمة الأمير جادلي الأسدي لتشجيع الجند على مواصلة القتال، فهجم عليه أحد الإسماعيلية الحشاشه وضربه بسكينه على رأسه، إلا أن صلاح الدين كان يلبس خوذته الحديدية فوق رأسه، فعاد الرجل وضربه على خدَّه فجرحه، فأمسكه صلاح الدين بيده وحاول تعطيله وهو مستمر في هجومه وضربه إلى أن أدركه الأمير سيف الدين يازكوج وقتله، ثم هجم فدائي ثاني على صلاح الدين، فتصدى له داوود بن منكلان وقتله، ثم هجم فدائي ثالث لتنفيذ المهمة، فاعترضه الأمير علي أبو الفوارس، وطعنه ناصر الدين محمد بن شيركوه وقتله وخرج رابع من الخيمة هارباً، فطارده الجند وقتلوه كل هذه الاحداث حدثت في سرعه خارقه كالبرق.

المصادر
الموسوعه الميسره في الفرق والاديان المعاصره - سلسلة الحروب الصليبيه للدعيج - الإسماعيلية تاريخ وعقائد إحسان إلهي ظهير دولة السلاجقه للصلابي - - الدولة الفاطمية للصلابي - قصه الحروب الصليبيه د راغب السرجاني

أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (5)
المنافقون


هم في الأمة كالورم الخبيث الكامن في الجسد، ينتظر لحظة من الوهن والضعف ليظهر نفسه، كالحرباء في تلونهم، يلبسون جلود الضأن على قلوب السباع، يدّعون الإسلام وهو منهم براء.


هم العدو الحقيقي الذي يُغفَل عنه مع شدة خطره: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ)[المنافقون: 4].


روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان".


فهم يختارون العبارة التي يخدعون بها الأمة، ويزوِّقون بها باطلهم، ينسبون لأنفسهم كل جميل، فهم رعاة المصلحة وأدعياء الحرية! وهم المحافظون على حقوق المرأة! والحريصون على رقي الأمة! ألسنتهم تردّد: (إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)[البقرة: 11].

قال تعالي (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)[البقرة: 11- 12].


حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ظهرت أول خلايا النفاق الخبيثة، فبدأ النفاق يحِدُّ سكينته، ويسقيها سمّ الخديعة والمكر، ينتظر لذلك اللحظة المناسبة ليرمي بها من يريد.


روى ابن إسحاق بسنده عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب إلى سعد بن عبادة يعوده من مرض أصابه، قال أسامة: فأردفني خلفه على حمار، فمرّ بعدوّ الله عبد الله بن أُبيّ بن سلول وهو جالس إلى الظل وحوله رجال من قومه، فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجاوزه حتى ينزل، فنزل فسلّم ثم جلس قليلاً، فتلا القرآن ودعا إلى الله، وذكّر به وحذّر وبشّر وأنذر وابن أُبي لا يتكلم، حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقالته قال ابن أُبيّ للنبي: يا هذا، إنه لا أحسن من حديثك هذا، فإن كان حقًا فاجلس في بيتك، فمن جاءك له فحدثه إياه، ومن لم يأتك فلا تؤذه به، ولا تأته في مجلسه بما يكره. شرق بها هذا المنافق وورثه أحفاده الذين شرقوا بالدين وبالصحوة والمصلحين، فردّ عليه ابن رواحة فقال: بل اغْشَنا يا رسول الله، فهو والله ما نحبّ ومما أكرمنا الله به.


أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردَوَيْه والبيهقي في الدلائل عن أنس بن مالك قال: سمع زيد بن أرقم رجلاً من المنافقين يقول والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب: إن كان هذا صادقًا لنحن شرّ من الحمير، قال زيد: هو والله صادق، وأنت شرّ من الحمار، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجحد القائل، فأنزل الله: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ)[التوبة: 74].

وهذا يزيد بن حاطب بن أمية رضي الله عنه يخرج مع المسلمين في غزوة أحد فتصيبه الجراح حتى تثنيه، ثم يُحمل إلى دار أهله، ويجتمع إليه طائفة من المسلمين وهو يعاني سكرات الموت، فجعلوا يقولون له: أبشر يا ابن أبي حاطب بالجنة، فينكشف نفاق أبيه حينئذ فيقول مستهزئًا: أجل جنة والله من حَرْمَل، الحرمل نبات، وهو إشارة إلى الأرض التي سيدفن فيها، أي: هذه جنتك التي يقولون، ثم يقول: غررتم والله هذا المسكين في نفسه.


خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك لمقابلة الروم، وكان في الجيش بعض المنافقين، فقاموا يرجفون، ويخوّفون المسلمين، فقال بعضهم: أتحسبون جِلادَ بني الأصفر، أي: الروم، كقتال العرب بعضهم بعضًا، والله لكأنا بكم غدًا مُقرَّنين في الحبال.


ويموت النبي صلى الله عليه وسلم ، ويزداد كيد المنافقين ومكرهم، إذِ الوحي قد انقطع فما عادوا يخشَوْن فضيحة تخبر بما في صدورهم، فاستعلنوا بالنوايا، وأظهروا الطوايا، وكشفوا عن نفاق مستور، فجهروا بالامتناع عن أداء الزكاة التي كانوا يقدمونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ)[التوبة: 98].


حتى قال بعضهم:

أطعنا رسول الله إذ كان بيننا *** فيا لعباد الله ما لأبي بكر؟!



وتأتي خلافة عمر رضي الله عنه فيَنْخنس النفاق، وَيشرق برِيقهِ، فيدبرون ويمكرون في الخفاء، وقد قيل إن اغتيال عمر ربما كان بتدبير منهم.



وكذا فعلوا مع عثمان رضي الله عنه، فكان قتلُه بمؤامرة من عبد الله بن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام، وأبطن النفاق والكفر.

المنافقون اليوم لبسوا لباس العلمانية، فنسبوا أنفسهم إلى العلم بهتانًا وزورًا ولكن المصيبة أن من المسلمين من يكون أُذُنًا لهم، يسمع حديثهم ويصدق أخبارهم وينجرف خلفهم في مقترحاتهم وآرائهم دون أن يشعر، الشيء الذي عابه الله على بعض المسلمين، فقال: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)[التوبة: 47].
ملتقي الخطباء


أسعد الله أوقاتكم بطاعته
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نبدأ برنامجا جديدا وهو برنامج مع البخاري | الحلقة 1 | والدان صالحان | د. حمزة الزبيدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 2 | النبوغ المبكر | د. حمزة الزبيدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 3 | الجدية في طلب العلم | د. حمزة الزبيدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 4 | دواء للحفظ | د. حمزة الزبيدي
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 5 | الرحلة في طلب العلم | د. حمزة الزبيدي
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (6)
#التتار

خرجت جحافل المغول المتوحشة تسفك الدماء، وتقتل الأبرياء، وتهتك الأعراض، وتستولي على الأملاك, في مشاهد بشعة تكاد تنكرها العقول لولا ثبوتها، وربما خيل لبعضهم أن شجرة الإسلام قد اجتثت من أصولها، وأن بذرة المسلمين قد استؤصلت من جذورها، بل بالغ بعضهم فظن في تلك الحوادث المؤلمة نهاية العالم، حتى أن المؤرخ الكبير ابن الأثير -وهو شاهد عيان لبعض أحداثها- استمر عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها، كارهاً لذكرها وهو يقول: "فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا أو كنت نسياً منسياً, فلو قال قائل: إن العالم منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم- عليه السلام- وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً". هذا الوصف من ابن الأثير وهو بعد لم يشهد الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى لسقوط بغداد, ونهاية الخلافة الإسلامية الكبرى, ويقول ذلك وهو لم يعلم بتجاوز التتر بلاد العراق إلى بلاد الشام, وما حصل فيها من المآسي والآثام.


ظهرت دولة التتار في سنة (603هـ=1206م) تقريبًا، وكان ظهورها الأول في "منغوليا" في شمال الصين، وكان أول زعمائها هو "جنكيز خان"، ومعناها: قاهر العالم، أو ملك ملوك العالم, وكان رجلًا سفاكًا للدماء، قائدًا عسكريًّا شديد البأس، وكانت له القدرة على تجميع الناس حوله، وضع جنكيز خان للتتار ديناً, عبارة عن خليط من أديان مختلفة؛ جمع بعض الشرائع من الإسلام، والمسيحية، والبوذية، وأضاف من عنده شرائع أخرى، وأخرج لهم في النهاية كتابًا جعله كالدستور للتتار؛ وسمى هذا الكتاب "الياسق".


على مر العصور لم يتسلط علينا الأعداء إلا في أوقات الضعف والفرقة والاختلاف وفساد ذات البين, فالتتار لما رأوا اختلاف المسلمين وتناحرهم على الملك والسلطة فكروا في الهجوم على العالم الإسلامي, وكانت البداية في الهجوم على الدولة الخوارزمية الكبيرة, وكانت تضم بين طياتها عدَّة أقاليم مثل: أفغانستان وأوزبكستان, وتركمنستان وكازاخستان وطاجكستان وباكستان وأجزاء من إيران, وبالفعل هجم جنكيز خان على الدولة الخوارزمية, ولم يهرع أحد من المسلمين لنجدتها بسبب عداوتها السابقة مع الكثيرين, ورغم بسالة المسلمين في مواجهة التتار إلا إنه في النهاية الكثرة غلبت الشجاعة.



وصل جنكيز خان في تقدُّمه إلى مدينة بخارى المسلمة في سنة (616هـ=1220م)، ثم طلب من أهلها التسليم على أن يُعطيهم الأمان, فوافقوا فدخلها ثم غدر بأهلها غدرة مرعبة, وصفها ابن كثير فقال: "فقتلوا من أهلها خلقًا لا يعلمهم إلاَّ الله عز وجل، وأسروا الذرية والنساء، وفعلوا مع النساء الفواحش في حضرة أهليهن, فمن المسلمين مَنْ قاتل دون حريمه حتى قُتل، ومنهم مَنْ أُسر فعُذِّب بأنواع العذاب، وكثر البكاء والضجيج بالبلد من النساء والأطفال والرجال، ثم أشعلت التتار النار في دور بخارى ومدارسها ومساجدها، فاحترقت المدينة حتى صارت خاوية على عروشها", ثم اجتاح التتار أذربيجان وأرمينيا وجورجيا بلا هوادة أو رحمة.



ثم كانت سنة 617 هـ, وهي من أبشع السنوات التي مرَّت على المسلمين منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى هذه اللحظة؛ فلقد علا فيها نجم التتار، واجتاحوا البلاد الإسلامية اجتياحًا لم يُسْبَق، وأحدثوا فيها من المجازر والفظائع والمنكرات ما لم يُسمع به، وما لا يُتخيَّل أصلاً؛ فقد دمروا مدينة "سمرقند" وقتلوا عشرات الآلاف من أهلها, ثم اجتاحوا معظم أفغانستان, ثم كانت مأساة مدينة "مرو" الرهيبة حيث قتل التتار جميع أهلها بلا استثناء, فقتلوا في ليالي معدودات سبعمائة ألف مسلم!!, ثم كانت مجزرة هراة, ومجزرة نيسابور, ومجزرة خوارزم, كل هذه المجازر والمآسي في عام واحد فقط هو 617 هـ.



وفي وسط ظلمة الهزائم والانكسارات المتتالية لم يصمد في وجه التتار سوى مدينة "تبريز" بسبب إصرار أهلها على الجهاد في سبيل الله والاستبسال أمام جبروت التتار, مما حدا بالتتار لأول مرة بالعدول عن مهاجمة المدينة.

أما كبرى جرائم التتار فكانت في صفر سنة 656هـ عندما اقتحم التتار بغداد عاصمة الخلافة, بعد سلسلة من المؤامرات والدسائس والعمالة الرخيصة والخيانة الشنيعة من الرافضي الخبيث ابن العلقمي, وزير الخليفة الغافل اللاهي المستعصم العباسي, الذي قتله التتار رفساً وركلاً بالأقدام!!، واستباح التتار بغداد وفعلوا بها وبأهلها ما يعجز اللسان عن بيانه, واستبيحت عاصمة الخلافة أربعين يوماً, وقتل من أهلها مليون مسلم, ولم ينجُ منهم سوى النصارى والشيعة, وتم تدمير معالم المدينة بالكامل, وأصبحت عاصمة الخلافة التي كانت درة الإسلام وتاج الأمة, ومعقل الحضارة والرقي قاعاً صفصفاً, ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ملتقي الخطباء


أسعد الله أوقاتكم بطاعته
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 6 | الاستحضار وقوة الضبط | د. حمزة الزبيدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 7 | فكرة تصنع مشروعا عملاقا | د. حمزة الزبيدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 8 | العمل بالعلم | د. حمزة الزبيدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 9 | العبادة في حياة طالب العلم | د. حمزة الزبيدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 10 | طالب العلم والوَرَع | د. حمزة الزبيدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 11 | الصبر على شدائد العلم والتحصيل | د. حمزة الزبيدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
برنامج مع البخاري | الحلقة 12 | شرف العلم | د. حمزة الزبيدي
HTML Embed Code:
2024/04/26 10:05:46
Back to Top