TG Telegram Group Link
Channel: قناة رسائل إماراتية العلمية ✒️📚
Back to Bottom
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
.

📚 #سلسلة: #كتب_قيمة

(9) 📙 عون الأحد الصمد شرح الأدب المفرد
للعلامة/ زيد المدخلي -رحمه الله-



🎙 قال العلامة عبد السلام المباركفوري:
"هذا كتاب يعلم أخلاق النبي ﷺ وآدابه، والحق أن الإنسان يصبح إنسانا بهذا الكتاب،..". سيرة البخاري"(1/302).



.
بشرى

يسر مركز رياض الصالحين الإسلامي بدبي أن يعلن لكم عن إقامة:
📘 الدورة العلمية المترجمة الأولى 📘

🗓 من الخميس إلى الأحد
12-9/مارس/2023م 17-20/شعبان/1444هـ

📡 شرح:
📖 باب الأدب من كتاب الجامع من بلوغ المرام
✍🏻 للشيخ د. محمد بن غالب العمري -حفظه الله-
🕰 الساعة 04:30 عصرًا

📡 شرح:
📖 صفة العمرة لابن عثيمين -رحمه الله-
✍🏻 للشيخ د. خالد بن ضحوي الظفيري -حفظه الله-
🕰 بعد المغرب

📡 شرح:
📖 كتاب الصيام من منهج السالكين
✍🏻 للشيخ د. هشام بن خليل الحوسني -حفظه الله-
🕰 بعد العشاء

🕌 في مسجد أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-
📍
لمعرفة مكان المسجد يرجى دخول الرابط الآتي:
https://goo.gl/maps/8CRBJa5U9yn

🌹 يوجد مكان للنساء
📃 الدورة باللغة العربية والإنجليزية


تصاريح رقم: PIE-001774849 | PIE-001849626 | PIE-001874164 تحت إشراف دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

📡 ستنقل الدورة عبر:
📲إذاعة مركز رياض الصالحين الإسلامي:
https://riadalsaliheen.com/radio/
📲قناة اليوتيوب:
https://YouTube.com/riadislamicctr
📲والفيس بوك:
https://www.facebook.com/riadislamicctr
📲وتويتر (live):
@riadislamicctr
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
.

📚 #سلسلة: #كتب_قيمة

(10) 📙 الفوائد
للعلامة/ ابن القيم -رحمه الله-


.
.*[١]*
*[شرح القواعد الأربع]*

📓 *المتن:*
*[أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَتَوَلَّاكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتَ].*
*[وَأَنْ يَجْعَلَكَ مِمَّنْ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا أَذْنَبَ اسْتَغْفَرَ؛ فَإِنَّ هَذِهِ الثَّلَاثَ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ].*
____
📖 *الشرح:*
☆*فهذه خمس دعوات دعا بها المصنف ربه -جَلَّ وَعَلا- للمخاطب والقارئ، وهذا من أساليب التشويق التي درج عليها علماؤنا؛ والغرض منه تهيئة المخاطب لما يلقى إليه.*

☆*الدعوة الأولى: (تولي الله له في الدنيا والآخرة).*
✒️ *مقتضاها: حفظه، وتثبيته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة على الإسلام والسنة.*

☆*الثانية: (جعله مباركًا أينما كان).*
✒️ *المعنى بأن يجعله الله نافعًا منتفعًا حيثما حل، مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر.*

☆ *الدعوة الثالثة: (الشكر على العطاء).*
✒️ *وهذا معناه: أنه سأل للمخاطب أن يكون شاكرًا على ما أنعم الله به عليه في دينه ودنياه.*

📎 *●والشكر يتحقق للعبد بثلاث أمور:*
︎ *أحدها: الإقرار بالنعمة باطنًا؛ وذلك باعتقاده أن هذه النعم هي من الله فمردها إليه، إن شاء أبقاها، وإن شاء سلبها.*
︎ *الثاني: التحدث بالنعمة ظاهرًا عند الحاجة أو حين يرى مصلحة تقتضي ذلك.*
︎ *الثالث: صرف هذه النعمة في مرضاة موليها ومعطيها وهو الله سُبْحَانَهُ وَتَعالى.*

☆*الدعوة الرابعة: (الصبر على البلاء).*
✒️ *والمعنى: أنه يصبر على كل ما أصابه من مصيبة محتسبًا ذلك عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.*

☆*والدعوة الخامسة: (الاستغفار من الذنب).*
✒️ *قال -تعالى- في أوصاف المتقين: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [آل عمران: ١٣٥].*
✒️ *وفي الحديث الصحيح: «يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله في اليوم أكثر من سبعين مرة». [أخرجه البخاري: ٦٣٠٧].*
___
*[البيان المرصع شرح القواعد الأربع]*
*شرح الشيخ عبيد الجابري رحمه الله.*
https://hottg.com/rasael_emaratia

https://hottg.com/Rasaelemaratia_Al3lmiah
{2}

*المتن:*
قال المؤلف:
*اعْلَمْ -أَرْشَدَكَ اللَّهُ لِطَاعَتِهِ- أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ -مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ-: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ، وَبِذَلِكَ أَمَرَ اللَّهُ جَمِيعَ النَّاسِ، وَخَلَقَهُمْ لَهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.*

الشرح :
أقول:
هذا المبحث يتضمن أولًا أسلوبًا تشويقيًّا آخر صنعه المصنف -رحمه الله-:

*الأول:* في قوله (اعلم).
وهذا أمر بمعنى الطلب.

*والثاني:* الدعاء (أرشدك الله لطاعته).
فما من مسلم منصف سلَّم الله فطرته إلا وهو يتشوق لما سيلقى إليه.

*☆قوله (أرشدك الله).*
أرشدك؛ أي: منَّ عليك بالهدايتين:
-هداية الدلالة؛ وهي: معرفة سبيل النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.
-والثانية هداية التوفيق؛ وهي: سلوك هذا الطريق بالاستجابة لله ولرسوله ﷺ.

*[أن الحنيفية ملة إبراهيم]:*
الحنيفية نسبة إلى الحنيف، والحنيف من الحنف، وأصله ميل في القدم.
وشرعًا هي: الميل قصدًا بالكلية عن الشرك إلى التوحيد.
وقد أثنى الله -سبحانه وتعالى- على خليله إبراهيم بالوصف بالحنيفية في مواضع كثيرة من كتابه؛ قال تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [آل عمران: ٦٧]

وأمر الله -سبحانه وتعالى- محمدًا -ﷺ- باتباعه في مواضع؛ ومنها: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾. [النحل: ١٢٠]

*وبهذا نعلم شيئين:*
*-أحدهما:* أن دين الله الذي اختاره لعباده وبعث به رسله وأنزل به كتبه هي الحنيفية؛ وهي دين إبراهيم الخليل -ﷺ-، كما أنها دين من قبله من النبيين ومن بعده من المرسلين إلى خاتمهم محمد صلى الله وسلم عليهم أجمعين.

قال تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩]
والمراد به: الإسلام الشرعي؛ الذي هو الاستسلام الله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.

وقال تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: ٨٥]

وقال ﷺ: «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ» [البخاري: ٣٤٤٣/ مسلم: ٢٣٦٥]،
والمعنى: أن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- متفرقون في النسب، ومجتمعون على دين واحد.

*-الشيء الثاني:* بطلان الدعوة التي ترفع بها جماعة الإخوان المسلمين عقيرتها بأن الديانات السماوية ثلاث -كما يزعمون-: الإسلام، واليهودية، والنصرانية.

وثَمَّة أمر آخر؛ وهو: بيان الحكمة التي خلق الله من أجلها الثقلين الجن والإنس، وهي عبادته وحده، وهي عينها ملة إبراهيم، واستدل المصنف بآية الذاريات ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦].

وفي هذا دليل على أن الجن مكلفون، ومقتضاه أن لمحسنهم الثواب وعلى مسيئهم العقاب، وكذلك تفيد فائدة أخرى وهي أنهم بلغتهم الرسالات والنبوات.

*☆والمراد بالطاعة في اللغة:* موافقة الأمر بفعله، وموافقة النهي بتركه.

والمراد بها في الشرع: فعل المأمورات، وترك المنهيات، وتصديق أخبار الله ورسوله، سواء كانت هذه الأخبار تدرك بالحس والمشاهدة، أو من أنباء الغيب.

ومن الطاعات: المحافظة على الفرائض، والاستكثار من النوافل.

*وأهم طاعة الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-؛* بل هو أساسها وأصلها وقاعدتها، وهو زبدة الرسالات: الأمر بالتوحيد، والنهي عن الشرك.

*فأصل هذا الدين وأساسه أمران:*

*الأول:* الدعوة إلى عبادة الله وحده، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.

*والثاني:* الإنذار، -وإن شئت فقل- التحذير من الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله.
ومن الأدلة على ذلكم:
قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيَ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٢٥].

——✍️——

*[البيان المرصع شرح القواعد الأربع]*
*شرح الشيخ عبيد الجابري رحمه الله*
https://hottg.com/Rasaelemaratia_Al3lmiah

https://hottg.com/rasael_emaratia
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*[٣]*

*[القواعد الأربع]*

📓 *المتن:*
قال المؤلف:
*فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَكَ لِعِبَادَتِهِ فَاعْلَمْ أَنَّ الْعِبَادَةَ لَا تُسَمَّى عِبَادَةً إِلَّا مَعَ التَّوْحِيدِ، كَمَا أَنَّ الصَّلَاةَ لَا تُسَمَّى صَلَاةً إِلَّا مَعَ الطَّهَارَةِ، فَإِذَا دَخَلَ الشِّرْكُ فِي الْعِبَادَةِ فَسَدَتْ: كَالْحَدَثِ إِذَا دَخَلَ فِي الطَّهَارَةِ.*
*فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الشِّرْكَ إِذَا خَالَطَ الْعِبَادَةَ أَفْسَدَهَا، وَأَحْبَطَ الْعَمَلَ، وَصَارَ صَاحِبُهُ مِنَ الْخَالِدِينَ فِي النَّارِ، عَرَفْتَ أَنَّ أَهَمَّ مَا عَلَيْكَ هُوَ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ هَذِهِ الشَّبَكَةِ؛ وَهِيَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى- فِيهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾.*


📖 *الشرح:*
*في هذا بيان قبح الشرك ووجوب الحذر منه، وهذا بيَّنه المصنف -رحمه الله- من عدة أوجه:*

✒️ *الأول: تشبيه العبادة بالطهارة، وتشبيه الشرك بالحدث.*
*ووجه الشبه أن الكل مُفسد لما خالطه؛ فالحدث يفسد الطهارة إذا خالطها، والشرك يفسد على المرء عبادته، ويجعلها كأنها غير موجودة وإن كانت صورتها ظاهرة مرئية للناس، لكن شرعًا هي معدومة.*

✒️ *الوجه الثاني: أن العبادة لا تسمى عبادة إلا بالتوحيد.*
*فإذا خالط الشرك عبادة واحدة، بطلت جميع عباداته؛ فعلى سبيل المثال: من شهد الشهادتين وصلى وزكى وصام وحج، لكنه ينذر لغير الله، ويذبح لغير الله، ويستعين بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، فكأنه لم ينطق الشهادتين؛ وبطلت جميع هذه العبادات.*

✒️ *الوجه الثالث: إحباط العمل.*
*وهذا دليله قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر: ٦٥].*

✒️ *الوجه الرابع: عدم مغفرة الله الشرك لمن مات عليه، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ﴾.*
*فالشرك لا يغفره الله لمن مات عليه،*
﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ﴾؛ يعني: ما هو أقل من الشرك والكفر لمن يشاء.
إذن مرتكب الكبيرة الذي يلقى الله عليها دون توبة، هو تحت مشيئة الله؛ إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه، وإن عذبه لم يخلِّده في النار، كما جاء هذا مصرحًا به في حديث الشفاعة.
*ومن الأدلة على ذلكم أيضًا قوله -ﷺ-: «من لقي الله لا يشرك به شيئًا، دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به، دخل النار». [أخرجه مسلم: ٩٣]*

✒️ *الوجه الخامس: تشبيه الشرك بالشبكة.*
*وهي المصيدة التي يصاد بها حيوانات برية وبحرية؛ ومعنى هذا: أن من وقع في الشرك، يعسر عليه أن يتخلص منه إلا من رحم الله وسبق في علمه -تعالى- وجرى به قلمه أنه أهل للهداية.*

📎 *وعُسر التخلص من الشرك يرجع إلى أمرين:*

📍 *الأول: تقليد الماضين من الأسلاف.*
*قال تعالى عن أخبار الأمم حينما تدعوهم رسلهم إلى التوحيد: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: ٢٣]؛ أي: سالكون آثارهم… إلى غير ذلكم من الآيات الكثيرة.*

📍 *الثاني: علماء السوء.*
*الذين نشَّؤوا الناس على الشرك؛ فنشأت ناشئة وجدوا آباءهم عليه، ويظنون أنه من دين الإسلام.
ومثلهم كذلك من يدخل في الإسلام على أيدي هؤلاء، فيعلمونهم أن الشركيات: كالذبح لغير الله، الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، النذر لغير الله، يعلمونهم أن ذلك من دين الله الحق!
فإذا جاءتهم الدعوة إلى التوحيد، يستنكفون، ويستكبرون، ويجادلون بالحجج الباطلة، ويجالدون على ذلك!*

📎 *# قوله -رَحِمَهُ اللهُ-: (قواعد).*

القواعد في اللغة: جمع قاعدة؛ وهي: ما يرتفع عليه البناء ويعتمد عليه، قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾ [البقرة: ١٢٧]

*والمراد بالقواعد في قول المصنف -رحمه الله-:*
هي ما يحتج به المشركون من اتخاذ الآلهة -فيما يزعمون- وإقامة الدليل على بطلانها.
*وقوله: (أربع).*
يعني: أربع حجج للمشركين أبطلها الله -عَزَّ وَجَلَّ- وأبطلها رسوله ﷺ.

——✍️——

*[البيان المرصع شرح القواعد الأربع]*
*شرح الشيخ عبيد الجابري رحمه الله.*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
[٤]

*المتن:*

*الْقَاعِدَةُ الأُولَى:
أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْكُفَّارَ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ- مُقِرُّونَ بِأَنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- هُوَ الْخَالِقُ الرَّازِقُ الْمُدَبِّرُ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُدْخِلْهُمْ فِي الإسلام.

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾.*

📖 *الشرح:*
*وهذه القاعدة التي عرضها المصنف علينا الآن تتضمن ما يأتي:*
📎 *أولًا:*
إقرار المشركين الذين بُعث إليهم رسول الله -ﷺ- بتوحيد الربوبية.

✒️ *وتوحيد الربوبية هو: توحيد الله بأفعاله: كالخلق، والرزق، والملك، والتدبير، والإحياء، والإماتة، وغير ذلك من الأمور التي هي أفعاله وحده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.*

📎 *الثاني:*
*موقف النبي -ﷺ- معهم:
والجواب: أن رسول الله -ﷺ- قاتلهم، واستحل دماءهم وأموالهم، وإن قال قائل: لماذا؟*
*فالجواب: أن توحيد الربوبية لم يكن بين النبيين والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام- وأممهم فيه نزاع؛* ⬅️ *وإنما النزاع والخصومة بين الأنبياء وأممهم هي في توحيد الألوهية؛ فقريش شاركوا من قبلهم من أهل الشرك في إنكار توحيد الألوهية:*
✒️ *وهو توحيد العبادة، ومن أقوالهم التي عارضوا بها رسالة محمد -ﷺ- ودعوته: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص: ٥].*
*والمعنى: أنهم استنكروا على النبي -ﷺ- إذ دعاهم إلى أن يقولوا (لا إله إلا الله)؛ لأنهم يعلمون معناها: وهو أنه لا معبود بحق إلا الله؛ وهم لا يُقرُّون بهذا.*
⬅️ *وبهذا تعلمون معشر المسلمين والمسلمات، أن قول بعض الجماعات الدعوية الحديثة: معنى لا إله إلا الله -هكذا-: لا خالق إلا الله، ولا رازق إلا الله، ولا يدبر الأمر إلا الله؛ هذا هو عين توحيد الربوبية الذي أقرَّ به المشركون في زمن النبي -ﷺ-، ولم يدخلهم في الإسلام.*

📎📎 *وهناك تفسير آخر؛ وهو: لا حاكم إلا الله.*
*يريدون تحقيق الحاكمية، وأن يحققوا الحكم وإن كان الناس مشركين.*

📓 *وهذه تفاسير باطلة.*

📓 *فعلى التفسير الأول:*
*اللازم الأول: يلزم أن الرسل لم يدعوا إلى توحيد العبادة، بل دعوا إلى توحيد الربوبية، وهذا ردَّه القرآن -كما سمعتم- في آية يونس السابقة.*

📓 *اللازم الثاني: أن أبا جهل وأضرابه ممن ماتوا على الكفر ماتوا على التوحيد، وأن قتلهم كان ظلمًا! وحاشا الرسول -ﷺ- أن يفعل ذلك، وقد أجمع الأئمة على أنهم ماتوا كفارًا سواءً قُتلوا بالسيف، أو ماتوا حتف أنوفهم.*

📓 *والتفسير الآخر (الحاكمية): محدث لا أصل له؛ لا يوجد في كتاب ولا سنة ولا عمل السلف الصالح.*

📎 *فيتلخص من هذا:
أن النزاع بين رسول الله -ﷺ- ومن بُعِثَ فيهم هو في توحيد الألوهية، لا في الربوبية، وكذلك كان النزاع بين الأنبياء والمرسلين السابقين وأممهم في هذا الباب.*
*ومن الأدلة على ذلكم قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾* [النحل: ٣٦].

📓 *الثالث:*

*الدليل على أنهم مقرون بتوحيد الربوبية ولم يدخلهم في الإسلام؛ وهي آية يونس هذه: ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾*
*هذا هو الشاهد، وجوابهم صحيح، لكن ماذا بعدها؟
تأملوا: ﴿فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾؛ والمعنى:
قل لهم أبيتم وأصررتم على الشرك وجحود العبادة لله وحده، أفلا تتقون الله -سبحانه وتعالى- فتُقرُّوا بتوحيد الألوهية، كما أقررتم بتوحيد الربوبية؟!*
*وهذه الآية لها نظائر كثيرة.*

✍️_

*[البيان المرصع شرح القواعد الأربع]*
*شرح الشيخ عبيد الجابري-رحمه الله-*
https://hottg.com/Rasaelemaratia_Al3lmiah
https://hottg.com/rasael_emaratia
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{5}

المتن:

*الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ:*

*أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَا دَعَوْنَاهُمْ وَتَوَجَّهْنَا إِلَيْهِمْ إِلَّا لِطَلَبِ الْقُرْبَةِ وَالشَّفَاعَةِ.*
*فَدَلِيلُ الْقُرْبَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: ٣].*
*وَدَلِيلُ الشَّفَاعَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٨].*

📓 *الشرح:*
📎 *هذه القاعدة الثانية: وتتضمن مسوغين، يزعم المشركون أنهما حجة لهم في اتخاذهم الآلهة مع الله -سبحانه وتعالى-:*

✒️ *المسوغ الأول:*
📍 *أنهم يقولون: نحن ما عبدناهم إلا ليقربونا إلى الله؛ ومقصودهم: أنهم لا يصلون إلى ما يحبه الله ويرضاه إلا بواسطة هؤلاء.*
*هذا هو المسوغ الأول عندهم، وإبطاله فيما تضمنته آية الزمر هذه؛ وذلك من ثلاثة أوجه:*

📍 *الوجه الأول:*
تسمية الله هذا الصنيع من المشركين (عبادة)، والعبادة هي حق الله وحده لا يشاركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح من الإنس والجن.

📍 *الوجه الثاني:*
الوعيد الشديد والتهديد القوي: ﴿إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾.[سورة الزمر: ٣]
يعني: يوقف العابد والمعبود يوم القيامة فيفصل بينهم:
# *فمن عُبد وهو راضٍ أو داعٍ إياهم إلى عبادته، فهو معهم يوم القيامة، وإن تبرأ منهم.*
# *ومن عُبد دون رضاه وتبرأ في الحياة الدنيا، فهو بريء منهم.*

📎 *وبهذا يمكن القول: بأن المعبودين من دون الله ثلاثة أصناف:*
💡 *أحدها: الجمادات من أحجار وأشجار، فهذه غير مكلفة، ولا يتوجه إليها الخطاب يوم القيامة.*
💡 *الثاني: من كان بريئًا من عبادة القوم في الدنيا من الملائكة، والنبيين، وصالحي عباد الله من جنٍ وإنس.*
💡 *الثالث: من عُبد وهو راض بعبادتهم، أو دعاهم إليها.*

*فكلا الفريقين يتبرأ من معبوديه يوم القيامة، لكن الأول: بَرِيءٌ منهم في الدنيا والآخرة.*
*والثاني: كافر؛ فلو كان بريئًا ما دعاهم إلى عبادته ورَضِي بها.*

*وهناك معنًى آخر: أن الحكم يوم القيامة بين الأنبياء وأممهم الذين ردوا دعوتهم ولم يستجيبوا لهم.*

📍 *الوجه الثالث:*
*تسجيل الكفر عليهم؛ وأن هذا هو الذي حرمهم من الهداية؛ ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾.*

*والسؤال: أية هداية نفاها الله عنهم؟*
*والجواب: هي هداية التوفيق والقبول؛ لما سبق في علمه -سبحانه وتعالى- أنهم جند إبليس وحزب الشيطان، استحوذ عليهم، فغلبت عليهم الشقوة، رضوا به متبوعًا لهم، وتركوا الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾.*

✒️ *المسوغ الثاني:*

*احتجاجهم بأنهم شفعاء لهم عند الله؛ يعني: وسائط؛ والمعنى: أنهم يقولون: «نحن لدينا من الذنوب الكثيرة والكبيرة، فلا نتوجه إلى الله مباشرة، لا بد من واسطة بيننا وبينه حتى يقبلنا»، وهذا ما تضمنت إبطاله آية (يونس) هذه، كما تضمنت إبطاله آية (الزمر).*
_✒️__
*[البيان المرصع شرح القواعد الأربع]*
*شرح الشيخ عبيد الجابري رحمه الله*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
.

*"فنحن جميعًا في أمس الحاجة إلى سماع الموعظة، وإلى سماع العلم في كل وقت من الأوقات؛* لأن بذلك تحيا القلوب، وينشط الإنسان في الطاعة، ويكف عن المعصية، ويتحول من حال حسنة إلى حال أحسن.

وبعدم ذلك يصاب بالغفلة، وتضيع المعلومات، والتقصير في العمل بها، *فلا بد من مواصلة طلب العلم، وسماع المواعظ، والحرص عليها، وقراءة الكتب النافعة، ووضع مكتبة منزلية في البيت تختار لها الكتب* يقرأ فيها الصغير والكبير والزائر الذي يقدم لزيارتك، تأخذون جزءًا من الوقت من أجل مذاكرة العلم، وما أحلاها وما أحسن مجالس العلم ومذاكرته".


📚 العلامة #زيد_المدخلي -رحمه الله-، أوضح المعاني في شرح مقدمة أبي زيد القيرواني (ص ١٨٨).



•┈•✸•┈•
قناة رسائل إماراتية العلمية 📚
https://hottg.com/Rasaelemaratia_Al3lmiah
HTML Embed Code:
2025/04/16 09:58:41
Back to Top