TG Telegram Group Link
Channel: علوم القرآن الكريم.
Back to Bottom
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
🔴 كيف سيحاسب المؤمن يوم القيامة ؟ - الشيخ عبد الله القصير رحمه الله
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
" من أحَبَّ لقاء الله أحَبَّ اللهُ لقاءه"
الشيخ زيد المدخلي - رحمه الله تعالى-          
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Audio
#برنامج_فضائل_القرآن【٣٠】
فضل سُورتي ( المعوذات)

🎙الشيخ عبدالسلام الشويعر  -حفظه الله-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
 #محاضرة بعنوان:   { العبادات القولية في ذي الحجة }
🎙الشيخ عبد السلام الشويعر حفظه الله
#وقفة_مع_آية


قَوْلُهُ: ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾

اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْغُزِّيُّ حَدَّثَنَا عُبَيد اللَّهِ-يَعْنِي ابْنَ مُوسَى-حَدَّثَنَا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ﴾ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴿وَشَاهِدٍ﴾ يَوْمِ الْجُمُعَةِ. وَمَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَلَا يَسْتَعِيذُ فِيهَا مِنْ شَرٍّ إِلَّا أَعَاذَهُ، ﴿وَمَشْهُودٍ﴾ يَوْمُ عَرَفَةَ"
[تفسير ابن كثير]
فضل عشر ذي الحجة
#درر_وفوائد

🖋قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى 

فكل عاطفة لا تُقَيّد بالشرع أو بالعقل فستكون عاصفة، وسيحدث فيها فوضى كبيرة وخلل عظيم، ويكون ضررها أكبر بكثير من نفعها؛ ولهذا على الإخوة الذين لديهم عاطفة وغيرة على دين الله - وأسأل الله أن يجعلنا جميعا كذلك - أن يقيّدوا هذه العاطفة بما تقتضيه الشريعة ويقتضيه العقل حتى لا تكون هذه العاطفة عاصفة.

[ تفسير سورة الفاتحة صـ ٩٣]
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أثر القرآن على القلوب - الشيخ عبد الرزاق البدر
#العشر_من_ذي_الحجة

#مسألة: أيهما افضل صوم الفرض أم صوم النفل في عشر ذي الحجة؟

إذا قيل يلزم من تفضيل العمل في هذا العشر على كل عشر غيره أن يكون صيام هذا العشر أفضل من صوم عشر رمضان وقيام لياليه أفضل من قيام لياليه؟
قيل: أما صيام رمضان فأفضل من صيامه بلا شك فإن صوم الفرض أفضل من النفل بلا تردد وحينئذ فيكون المراد أن ما فعل في العشر في فرض فهو أفضل مما فعل في عشر غيره من فرض فقد تضاعف صلواته المكتوبة على صلوات عشر رمضان وما فعل فيه من نفل فهو أفضل مما فعل في غيره من نفل .

[وظائف شهر ذي الحجة لابن رجب]
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ما معنى قوله تعالى: {والفجر * وليال عشر}
الشيخ عزيز العنزي
✍🏻أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته .

*فأفضل العبادات في وقت الجهاد ، الجهاد وإن آل الى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض في حالة الأمن

* والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل ،

*والأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار ،

*والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الإقبال على تعليمه والاشتغال به ،

*والأفضل في أوقات الآذان ترك ماهو فيه من ورده والاشتغال بإجابة المؤذن ،

*والأفضل في أوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه والمبادرة إليها في أول الوقت والخروج الى الجامع وإن بعد كان أفضل ،

*والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج الى المساعدة بالجاه أو البدن أو المال الاشتغال بمساعدته وإغاثة لهفته وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك،

* والأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب و الهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك به فتجمع قلبك على فهمه وتدبره
والعزم على تنفيذ أوامره من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك ،

*والأفضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المُضعف عن ذلك،

* والأفضل في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من التعبد لاسيما التكبير والتهليل والتحميد فهو أفضل من الجهاد غير المتعين ،...
فالأفضل في كل حال إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه.

وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق والأصناف قبلهم أهل التعبد المقيد فمتى خرج أحدهم عن النوع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص وترك عبادته فهو يعبد الله على وجه واحد وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت فمدار تعبده عليها فهو لايزال منتقلا في منازل العبودية كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره.."

[من مدارج السالكين للإمام ابن قيم الجوزية 1/85 "أهل مقام <إياك نعبد>في أفضل العبادة وأنفعها وأحقها بالايثار والتخصيص .]
#العشر_من_ذي_الحجة

وقد أقسم الله تعالى بلياليه فقال {وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1, 2] وهذا يدل على فضيلة لياليه لكن لم يثبت أن لياليه ولا شيئا منها يعدل ليلة القدر.... والتحقيق ما قاله بعض أعيان المتأخرين من العلماء أن يقال مجموع هذا العشر أفضل من مجموع عشر رمضان وإن كان في عشر رمضان ليلة لا يفضل عليها غيرها والله أعلم.
وما تقدم عن كعب يدل على أن شهر ذي الحجة أفضل الأشهر الحرم الأربعة وكذا قال سعيد بن جبير راوي الحديث عن ابن عباس "ما من الشهور أعظم حرمة من ذي الحجة".

وفي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع في خطبته يوم النحر "ألا إن أحرم الأيام يومكم هذا ألا وإن أحرم الشهور شهركم هذا ألا وإن أحرم البلاد بلدكم هذا".
رورى ذلك أيضا عن جابر ووابصة بن معبد ونبيط بن شريط وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كله يدل على أن شهر ذي الحجة أفضل الأشهر الحرم حيث كان أشدها حرمة...

[وظائف شهر ذي الحجة لابن رجب]
قائــمة الــعـ والــمـعرفـــة ـــــلم.

مرحباً بكم.

لستة للقنوات الدينية و المحافظة.

قناة القــائــمــة⤵️

🔹الــعـ والــمـعرفـــة ـــــلم.📚

https://hottg.com/alem_and_marefah

   ••┈┈┈┈•◈◉❒  ❪📚❫  ❒◉◈•┈┈┈┈••
.

📩 »» علوم القرآن الكريم.
@Olomqurankarem
📩 »» كنزآلآطفآل برأعم الإسلام
@hasson1988a
📩 »» مكتبة ابن عثيمين
@jvvfdch
📩 »» ★☆ مــعـرفـة الــصــحـابـة ☆★
@mareft_alsahaba
📩 »» آلصحبةآلصآلحة
@haallaa1
📩 »» أصول رواية ورش عن نافع
@riwayatwarch3annafi3
📩 »» الكتاب والسنة دليل المنهج
@albargthy
📩 »» شرح كتاب التوحيد
@kitabtawhide
📩 »» التحذيرمن البدع والأحاديث المكذوبة
@MAMA6612
📩 »» شرح متون العقيدة والتوحيد
@charhalmoton
📩 »» تفسير القران الكريم للشيخ السعدي
@tafsirsa3dai
📩 »» جهودالعلامة: اﻟ؏ُﺜَﻴﻤِﻴﻦ
@juhodalaothemen
📩 »» مملكة السلفيات
@hala6612
📩 »» كل شيء يخص المراة
@yozrnim
📩 »» تفسير القران الكريم لابن عثيمين
@slaselh
📩 »» تربية الاسرة السلفية
@osrawatefl
📩 »» شرح رياض الصالحين
@charharba3innawawiya
📩 »» منهاج النُّبوةَ
@menhagalnbewa
📩 »» قواعد وأصول المنهج السلفي
@kawa3idwaosolslaf
📩 »» نسائم سلفية
@nsaaamslfea
📩 »» شرح كتاب عمدة الأحكام
@fikhal3ibadat
📩 »» تفسير القران الكريم للسعدي
@hbvcv
📩 »» غريب الشام | ◍
@grebalsham
📩 »» ملتقى طلاب العلم
@gvxxghbbb
📩 »» شرح كتب العقيدة للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
@sawtsalaf
📩 »» فتاوى رمضانية وصيام التطوع لكبار العلماء
@ftawaramadan
📩 »» ✿❀درر وفتاوى سلفيــة✿❀
@dorarfatawasalafi
📩 »» في رحاب القرآن والسنة
@RehabQuranandSunnah
📩 »» بصمة أثر الدعوية
@jelbebadali
📩 »» أصول رواية قالون
@osoulrewayatqalon
📩 »» إن هذا العلم دين الدعوية.
@booksanaa
📩 »» مكة المكرمة
@elmekaa
📩 »» منهاج أهل الحق والإتباع
@minhajlhak
📩 »» «•أهل السنَّة في بلاد الشام•»
@ALHUTUN_MS
📩 »» السلفية الأثرية
@alghorbe
📩 »» الأعياد والمناسبات وذم البدع المحدثة فيها
@bedatalmowled
📩 »» نور السُّنَّة
@nuralsanaaa
📩 »» مواعظ سلفية مؤثرة
@maoueed
📩 »» جامع البطاقات الدعوية
@betkat
📩 »» الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
@kitabwsonnah
📩 »» ناقلة العلم الشرعي
@Fawayid_salafyia
📩 »» معهد المنارة للقران الكريم والعلوم الشرعية
@manaratdin555
📩 »» مملكة المنتقبات
@esrdw
📩 »» زاد طالب العلم ‌️⁩‌️⁩
@taleb3ilme
📩 »» ڪونـي تقيـة يـا اخيـة
@salafiiigdz
📩 »» المَحَجَّةُ البَيْضَاء السَّلَفِيَّة
@ElMahajabaida
📩 »» آثبتيۣۗہ إنِهِأّ أيہآمہ قہلآئل، وٌ آلمہوٌعہد آلَجۣۗہنۣۗہة
@othboty
📩 »» المنهج السلفي
@almnhjalslfee
📩 »» { لَا أّبًرح حًتٌـى أّبًلغ }
@Al3ilMo_bi_AlTa3lom
📩 »» صَبِيَّة عَرَبيَّة
@sabiaarabia
📩 »» حبر سلفي
@hibrsalafi
📩 »» انوار التوحيد
@nmkoi
📩 »» وُآبّــــل.
@wabl95
📩 »» هدى الله
@huda0allah
📩 »» لِــكل مُسلــمة
@Likol_moslima
📩 »» بِنتُ الكَوثر
@bintalkawtar
📩 »» قناة السلفيّ العراقيّ
@qsalafy
📩 »» رواء القلوب السلفية
@rayatou_l3elmi_2
📩 »» أهل الحديث والأثر في سوريا
@ealaakhutaaalsalafnasir
📩 »» الفوائد علي الموائد
@iuynb
📩 »» •| مــًعـآ إلَﮯ ٰ الَجَـنَّــة ❀| •
@mtwgj
📩 »» ذكــــرىٰ••
@diqura.
••┈┈┈┈•◈◉❒  ❪📚❫  ❒◉◈•┈┈┈┈••

للإشتراك في القائمة⤵️
@estkball_bot

═══ ❁📘📗📙📕❁ ═══
#تدبر_آية

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أوْ أُنْثى وهو مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ولَنَجْزِيَنَّهم أجْرَهم بِأحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾، [النحل ٩٧]

ذَكَرَ - جَلَّ وعَلا - في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: أنَّ كُلَّ عامِلٍ سَواءً كانَ ذَكَرًا أوْ أُنْثى عَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَإنَّهُ - جَلَّ وعَلا - يُقْسِمُ لَيُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً، ولَيَجْزِينَّهُ أجْرَهُ بِأحْسَنِ ما كانَ يَعْمَلُ.

اعْلَمْ أوَّلًا: أنَّ القُرْآنَ العَظِيمَ دَلَّ عَلى أنَّ العَمَلَ الصّالِحَ هو ما اسْتَكْمَلَ ثَلاثَةَ أُمُورٍ:الأوَّلُ: مُوافَقَتُهُ لِما جاءَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ؛ لِأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكم عَنْهُ فانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧] .
الثّانِي: أنْ يَكُونَ خالِصًا لِلَّهِ تَعالى؛ لِأنَّ اللَّهَ - جَلَّ وعَلا - يَقُولُ: ﴿وَما أُمِرُوا إلّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: ٥]، ﴿قُلِ اللَّهَ أعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي فاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِن دُونِهِ﴾ [الزمر: ١٤، ١٥] .
الثّالِثُ‌‌: أنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا عَلى أساسِ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ؛ لِأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أوْ أُنْثى وهو مُؤْمِنٌ﴾ [النحل: ٩٧]،
فَقَيَّدَ ذَلِكَ بِالإيمانَ، ومَفْهُومُ مُخالَفَتِهِ أنَّهُ لَوْ كانَ غَيْرَ مُؤْمِنٍ لَما قُبِلَ مِنهُ ذَلِكَ العَمَلُ الصّالِحُ.

وقَدْ أوْضَحَ - جَلَّ وعَلا - هَذا المَفْهُومَ في آياتٍ كَثِيرَةٍ، • كَقَوْلِهِ في عَمَلِ غَيْرِ المُؤْمِنِ: ﴿وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنثُورًا﴾ [الفرقان: ٢٣]، • وقَوْلِهِ: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهم في الآخِرَةِ إلّا النّارُ وحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [هود: ١٦]، • وقَوْلِهِ: ﴿أعْمالُهم كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ﴾ الآيَةَ [النور: ٣٩]، • وقَوْلِهِ: ﴿أعْمالُهم كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عاصِفٍ﴾ [إبراهيم: ١٨]،إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ.واخْتَلَفَ العُلَماءُ في المُرادِ بِالحَياةِ الطَّيِّبَةِ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ.فَقالَ قَوْمٌ: لا تَطِيبُ الحَياةُ إلّا في الجَنَّةِ، فَهَذِهِ الحَياةُ الطَّيِّبَةُ في الجَنَّةِ؛ لِأنَّ الحَياةَ الدُّنْيا لا تَخْلُو مِنَ المَصائِبِ والأكْدارِ، والأمْراضِ والألامِ والأحْزانِ، ونَحْوِ ذَلِكَ. وقَدْ قالَ تَعالى: ﴿وَإنَّ الدّارَ الآخِرَةَ لَهي الحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: ٦٤]، والمُرادُ بِالحَيَوانِ: الحَياةُ.وَقالَ بَعْضُ العُلَماءِ: الحَياةُ الطَّيِّبَةُ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ في الدُّنْيا، وذَلِكَ بِأنْ يُوَفِّقَ اللَّهُ عَبْدَهُ إلى ما يُرْضِيهِ، ويَرْزُقَهُ العافِيَةَ والرِّزْقَ الحَلالَ؛ كَما قالَ تَعالى: ﴿رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [البقرة: ٢٠١] .قالَ مُقَيِّدُهُ - عَفا اللَّهُ عَنْهُ -: وفي الآيَةِ الكَرِيمَةِ قَرِينَةٌ تَدُلُّ عَلى أنَّ المُرادَ بِالحَياةِ الطَّيِّبَةِ في الآيَةِ: حَياتُهُ في الدُّنْيا حَياةً طَيِّبَةً؛ وتِلْكَ القَرِينَةُ هي أنَّنا لَوْ قَدَّرْنا أنَّ المُرادَ بِالحَياةِ الطَّيِّبَةِ: حَياتُهُ في الجَنَّةِ في قَوْلِهِ: ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: ٩٧]، صارَ قَوْلُهُ: ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهم أجْرَهم بِأحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: ٩٧]، تِكْرارًا مَعَهُ؛ لِأنَّ تِلْكَ الحَياةَ الطَّيِّبَةَ هي أجْرُ عَمَلِهِمْ، بِخِلافِ ما لَوْ قَدَّرْنا أنَّها في الحَياةِ الدُّنْيا؛ فَإنَّهُ يَصِيرُ المَعْنى: فَلْنُحْيِيَنَّهُ في الدُّنْيا حَياةً طَيِّبَةً، ولَنُجْزِيَنَّهُ في الآخِرَةِ بِأحْسَنِ ما كانَ يَعْمَلُ، وهو واضِحٌ.وَهَذا المَعْنى الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ القُرْآنُ تُؤَيِّدُهُ السُّنَّةُ الثّابِتَةُ عَنْهُ ﷺ .قالَ ابْنُ كَثِيرٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: والحَياةُ الطَّيِّبَةُ تَشْمَلُ وُجُوهَ الرّاحَةِ مِن أيِّ جِهَةٍ كانَتْ. وقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وجَماعَةٍ: أنَّهم فَسَّرُوها بِالرِّزْقِ الحَلالِ الطَّيِّبِ، وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أنَّهُ فَسَّرَها بِالقَناعَةِ، وكَذا قالَ ابْنُ عَبّاسٍ وعِكْرِمَةُ، ووَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ - إلى أنْ قالَ - وقالَ الضَّحّاكُ: هي الرِّزْقُ الحَلالُ، والعِبادَةُ في الدُّنْيا. وقالَ الضَّحّاكُ: هي الرِّزْقُ الحَلالُ، والعِبادَةُ في الدُّنْيا.
=
=

وقالَ الضَّحّاكُ أيْضًا هي العَمَلُ بِالطّاعَةِ والِانْشِراحُ بِها.والصَّحِيحُ: أنَّ الحَياةَ الطَّيِّبَةَ تَشْمَلُ هَذا كُلَّهُ؛ كَما جاءَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَواهُ الإمامُ أحْمَدُ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ،، حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ أبِي أيُّوبَ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «قَدْ أفْلَحَ مَن أسْلَمَ ورُزِقَ كَفافًا، وقَنَعَهُ اللَّهُ بِما أتاهُ» ورَواهُ مُسْلِمٌ مِن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ المَقْرِيِّ بِهِ. ورَوى التِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ مِن حَدِيثِ أبِي هانِئٍ. عَنْ أبِي عَلِيٍّ الجَنْبِيِّ، عَنْ فَضالَّةَ بْنِ عُبَيْدٍ: أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «قَدْ أفْلَحَ مِن هُدِيَ إلى الإسْلامِ وكانَ عَيْشُهُ كَفافًا وقَنِعَ بِهِ»، وقالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.وَقالَ الإمامُ أحْمَدُ: حَدَّثَنا يَزِيدُ، حَدَّثَنا هَمّامُ، عَنْ يَحْيى، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ المُؤْمِنَ حَسَنَةً يُعْطى بِها في الدُّنْيا ويُثابُ عَلَيْها في الآخِرَةِ. وأمّا الكافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَناتِهِ في الدُّنْيا حَتّى إذا أفْضى إلى الآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطى بِها خَيْرًا»، انْفَرَدَ بِإخْراجِهِ مُسْلِمٌ. اه مِنِ ابْنِ كَثِيرٍ.وَهَذِهِ الأحادِيثُ ظاهِرَةٌ في تَرْجِيحِ القَوْلِ: بِأنَّ الحَياةَ الطَّيِّبَةَ في الدُّنْيا؛ لِأنَّ قَوْلَهُ ﷺ: ”أفْلَحَ“ يَدُلُّ عَلى ذَلِكَ؛ لِأنَّ مَن نالَ الفَلاحَ نالَ حَياةً طَيِّبَةً. وكَذَلِكَ قَوْلُهُ ﷺ: ”يُعْطى بِها في الدُّنْيا“، يَدُلُّ عَلى ذَلِكَ أيْضًا. وابْنُ كَثِيرٍ إنَّما ساقَ الأحادِيثَ المَذْكُورَةَ لِيُنَبِّهَ عَلى أنَّها تُرَجِّحُ القَوْلَ المَذْكُورَ. والعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.وَقَدْ تَقَرَّرَ في الأُصُولِ: أنَّهُ إذا دارَ الكَلامُ بَيْنَ التَّوْكِيدِ والتَّأْسِيسِ رُجِّحَ حَمْلُهُ عَلى التَّأْسِيسِ: وإلَيْهِ أشارَ في مَراقِي السُّعُودِ جامِعًا لَهُ مَعَ نَظائِرَ يَجِبُ فِيها تَقْدِيمُ الرّاجِحِ مِنَ الِاحْتِمالَيْنِ بِقَوْلِهِ:
كَذاكَ ما قابَلَ ذا اعْتِلالِ مِنَ التَّأصُّلِ والِاسْتِقْلالِوَمِن تَأسُّسِ عُمُومٍ وبَقا ∗∗∗ الإفْرادُ والإطْلاقُ مِمّا يُنْتَقىكَذاكَ تَرْتِيبٌ لِإيجابِ العَمَلْ ∗∗∗ بِما لَهُ الرُّجْحانُ مِمّا يُحْتَمِلُوَمَعْنى كَلامِ صاحِبِ المَراقِي: أنَّهُ يُقَدِّمُ مُحْتَمَلَ اللَّفْظِ الرّاجِحِ عَلى المُحْتَمَلِ المَرْجُوحِ، كالتَّأصُّلِ، فَإنَّهُ يُقَدَّمُ عَلى الزِّيادَةِ: نَحْوَ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١]، يُحْتَمَلُ كَوْنُ الكافِ زائِدَةً.وَيُحْتَمَلُ أنَّها غَيْرُ زائِدَةٍ. والمُرادُ بِالمِثْلِ الذّاتُ؛ كَقَوْلِ العَرَبِ: مِثْلُكَ لا يَفْعَلُ هَذا، يَعْنُونَ أنْتَ لا يَنْبَغِي لَكَ أنْ تَفْعَلَ هَذا، فالمَعْنى: لَيْسَ كاللَّهِ شَيْءٌ. ونَظِيرُهُ مِن إطْلاقِ المِثْلِ وإرادَةِ الذّاتِ: ﴿وَشَهِدَ شاهِدٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ﴾ [الأحقاف: ١٠]، أيْ: عَلى نَفْسِ القُرْآنِ لا شَيْءٍ آخَرَ مُماثِلٍ لَهُ، وقَوْلُهُ: ﴿كَمَن مَثَلُهُ في الظُّلُماتِ﴾ [الأنعام: ١٢٢]، أيْ: كَمَن هو في الظُّلُماتِ. وكالِاسْتِقْلالِ، فَإنَّهُ يُقَدَّمُ عَلى الإضْمارِ؛ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿أنْ يُقَتَّلُوا أوْ يُصَلَّبُوا﴾ الآيَةَ [المائدة: ٣٣]، فَكَثِيرٌ مِنَ العُلَماءِ يُضْمِرُونَ قُيُودًا غَيْرَ مَذْكُورَةٍ فَيَقُولُونَ: أنْ يُقْتَلُوا إذا قَتَلُوا، أوْ يُصْلَبُوا إذا قَتَلُوا وأخَذُوا المالَ، أوْ تُقَطَّعَ أيْدِيهِمْ وأرْجُلُهم إذا أخَذُوا المالَ ولَمْ يَقْتُلُوا. . إلَخْ.فالمالِكِيَّةُ يُرَجِّحُونَ أنَّ الإمامَ مُخَيَّرٌ بَيْنَ المَذْكُوراتِ مُطْلَقًا؛ لِأنَّ اسْتِقْلالَ اللَّفْظِ أرْجَحُ مِن إضْمارِ قُيُودٍ غَيْرِ مَذْكُورَةٍ؛ لِأنَّ الأصْلَ عَدَمُها حَتّى تَثْبُتَ بِدَلِيلٍ؛ كَما أشَرْنا إلَيْهِ سابِقًا في (المائِدَةِ) وكَذَلِكَ التَّأْسِيسُ يُقَدَّمُ عَلى التَّأْكِيدِ وهو مَحَلُّ الشّاهِدِ؛ كَقَوْلِهِ: ﴿فَبِأيَّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾ [الرحمن: ٥٩، ٦١، ٦٣، ٦٥، ٦٧، ٦٩، ٧١، ٧٣، ٧٥]، في (سُورَةِ الرَّحْمَنِ)، وقَوْلِهِ: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ [المرسلات: ١٩، ٢٤، ٢٨، ٣٤، ٣٧، ٤٠، ٤٥، ٤٧، ٤٩]، (في المُرْسَلاتِ) . قِيلَ: تِكْرارُ اللَّفْظِ فِيهِما تَوْكِيدٌ، وكَوْنُهُ تَأْسِيسًا أرْجَحُ لِما ذَكَرْنا. فَتُحْمَلُ الآلاءُ في كُلِّ مَوْضِعٍ عَلى ما تَقَدَّمَ. قِيلَ: لَفَظُ ذَلِكَ التَّكْذِيبُ فَلا يَتَكَرَّرُ مِنها لَفْظٌ.
=
=
وكَذا يُقالُ في (سُورَةِ المُرْسَلاتِ) فَيُحْمَلُ عَلى المُكَذِّبِينَ بِما ذُكِرَ، قِيلَ كُلُّ لَفْظٍ إلَخَ. فَإذا عَلِمْتَ ذَلِكَ فاعْلَمْ - أنّا إنْ حَمَلْنا الحَياةَ الطَّيِّبَةَ في الآيَةِ عَلى الحَياةِ الدُّنْيا كانَ ذَلِكَ تَأْسِيسًا. وإنْ حَمَلْناها عَلى حَياةِ الجَنَّةِ تَكَرَّرَ ذَلِكَ مَعَ قَوْلِهِ بَعْدَهُ: ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهم أجْرَهُمْ﴾ الآيَةَ [النحل: ٩٧]؛ لِأنَّ حَياةَ الجَنَّةِ الطَّيِّبَةَ هي أجْرُهُمُ الَّذِي يُجْزَوْنَهُ.وَقالَ أبُو حَيّانَ في (البَحْرِ): والظّاهِرُ مِن قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: ٩٧]، أنَّ ذَلِكَ في الدُّنْيا؛ وهو قَوْلُ الجُمْهُورِ. ويَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهم أجْرَهُمْ﴾ [النحل: ٩٧]، يَعْنِي في الآخِرَةِ.

[أضواء البيان — محمد الأمين الشنقيطي (١٣٩٤ هـ))]
HTML Embed Code:
2024/06/05 02:53:15
Back to Top