TG Telegram Group Link
Channel: نُـور
Back to Bottom
وصـف أحد الذين كتبوا سيرة رسول الله ﷺ
" أنهُ ممتد الحُزن " أي أنه لا يكـاد ينتهي من حُزن إلا تجدد لديه همٌ أخر ، رغم مألات الحياة التي عاش بين جنبيها
ذاق مرارة الفقد أفراداً وجمـاعات .. حتى سُمي العام الذي وارى بهِ خديجةُ تحت الثرى ، وضم بدفتيه عمه وأسنده على اللحد بعام الحُزن ..
تتسـاقط النجوم في سمائـه فتظلمُ الدُنيا في عينه
ثم تمر الأيـام وتمضي تلك المفاقد لا تحملُ بين جنبيها
إلا قضية تخليص قلب النبي صل الله وعليه وسـلم من كل شيء
إلا من الله 🥹
و يذهبّ حُب رسول ﷺ زيد بن الحارثة وعبدالله بن رواحه وجعفر بن أبي طالب إلى معركـه مؤته فيوصيهم الرسول بالراية أنها لزيد فإن قُتل فـ لجعفر وإن قتل فليأخذها أبن روُاحه .. فتغيب شموُس عظيمة وتأفل إلى لقاءِ بعيد ..
هكذا كانوا يرحلون جماعات .. والنبيٌ ﷺ
يتلقى فواجع رحيلهم بإنسـانيته
تذوب بين جنبيه الذكريات ويعصـفُ في فؤاده الحنين
تقول عائشة رضي الله عنها " لما جاءت وفاة جعفر عرفنا الحُزن في وجه "
ثم تمضي الليالي فبينما هو في أوج إنشغالهِ بالدعوة
وتأسيس الصفوف .. إذ بهالة بنتُ خويلد تأتي إلى المدينة فتطرقُ الباب وتُسلم .. فسمع صوتها فتذكر صوتُ خديجة
فهزهُ الحنين إلى تلك الرياضِ الحانية
فقال اللهم هالة اللهم هالة ..
أي ياربّ لتكن هالة
كان يريد أن يرمم مساحات الفقد الموجعـه ..
عندما سمعت عائشة رضي الله عنها دعاء النبي بقوله اللهم هالة قالت " فغرت فقلت : ما تذكر من عجوزٍ من عجائز قريشٍ قد أبدلك الله خيراً منها "
فقال " والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر الناسُ بي وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها
إذ حرمني الناس "
رغم عِظم الخطوبّ التي كانت تُحيطُ به
كان يعتني بتفاصـيل الشعور والمواقف
دائما ما أتوقف على دقائق الحوادث
وكيف كان يُعطيـها فائق الإهتمام بينما جراحهُ تنزف ..
يخرجُ في ليلة مُظلمة بعد ما مر طيفُ أصحابه
الذين شاركوه غزوة أُحد .. الذين باسلوا رغم آمارات الهزيمة ..
الذين ضجت أصواتهم بالإجابة حينما سمعوه ينادي وجراحهُ تثخن فيقولون نحري دون نحرك يا رسول الله
تأزهُ خواطر الأرواح فيجري وكأنما تسوقهُ الأشواق
حتى إذا وقف على مقابرهم قال :
" أما والله لوددتُ أني غودرت مع أصحابِ سفح الجبل " 🥹
ورغم كل هذه الأوجـاع التي لو سقطت على قلبٍ أحد منا
لقطعتـه ..
كأنت تُشرق الشمسُ في وجه ..
كان طلق الوجـه ، مارأه أحداً إلا تبسم في وجه
كان يداوي جراحهم ، ويمسحُ على أوجاعهم
كان لهم الأب الشفيق و الأخ الرفيق
كأنما غمـامةُ غيثٍ على أرضٍ قاحلة
كلما أزاداد لهيبُ الشمس .. أُمطر عليهم .. صيباً نافعاً

ياليت الحبيب كان فينـا
لتُصيب أرواحنا اليابسـة فيضُ حنانـه ..

فمن أراد أن يُسكن تلافيف أوجاعه فلينكبّ على سيرة الحبيب
ففيها من المواساة ما يُغنيك عن أحضان الصديق الحميم
والصديق الرفيق .
" لا أستطيع أستيعاب قدر الشـعور الذي كان يحوي قلبّ النبي وهو في محرابه
والمسـلمون من خلفه
وهو يقرأ هذه الأيـة وهي "تُحيط بكل ذرةِ شعور تحتويه"
ويعلم أنهُ المقصـود ، وأنهُ المعني وأنـه الموعود
الثقة عزيزة
خدش واحد على تلك المساحة البيضـاء سيكونُ مؤثراً .
" رُبَّ ضـارةِ نافعة "
قد تُصيبك في أعز ما تملك حتى تُشرف روُحك على هلاكها فتترأى لك خيرةُ الأمر .. ولربما لا تراها ..
لكن كُن واثقاً بما وراء الحُجبّ ..

ولنا في أسـم الله "الحكيم" مواساة
أن الله لا يُقدرُ أمـراً إلا لحكمه علم من علمّ وجهـل من جهل .. ولو كُشف لك الغيبّ
لذاب قلبك حُبا من تدبير الله لك ..

مثل هذه المعـاني تُطمئن الفؤاد أنك تعيش وفق خطةٍ مدروُسـة تُناسبك قبل أن تُوجد لك السمواتُ والأرضُ ..
رُفقاء الطريق " مُبارك عليكم الشـهر " 🌙
كانت فكرة ولوجُ الباب وهوُ مشرعٌ في كل حين ، هي أستمداد القوة ، الرحمة ، الوقوف ، القدرة على مزاولة هذه الحيـاة ، القرب بدافع الإحتياج ، الحُب الخوف
هل أستشعرت معنى كلمة " ياربّ " في كل ثانية؟
أوجزء من الثانية ؟ هذا الدخول في رحاب الله في كل أحوالك وأوقاتك يُذيبّ كل هيمنة ذاتيـة وأنفة في قلب الإنسـان
أتخيل لو حدد الوقوف الدعاء ، في لحظات يومية أو أسبوعية
كيف أعيشُ الإنتظار وهذا الجوف " يجهشُ بحرارةِ مولعة لا يطفئُ لهيبها إلا السجود؟ " كيف أتخطى السـاعات حتى أظفر بساعةٍ معينة ربما تمضـي في لجج الغفلة! دون أن أحط رحـالي في ساحة بابه صدقني أنت بنعمة عظيمة ما دمت تقول يـارب في صدرك لو كنت في أضيق بقعةٍ على هذه الأرض ، تستطيع أن تتحسس معيته حتى وأنت في إغفائتك ويقظتك تظفر بقـادر!
في زحمةِ هذه الحياة السـريعة لا تنسى
أن تجعل بوصلة إتجاه قلبك للسماء ،
فإن تعددت عليك الإتجاهات فلا تلومن إلا نفسك .
نحنُ بخير جدًا
تشافت تلك الجراح الغائرة
في محطات الإنتظار .
لقدر ركضت في بحات الأخرين كثيرًا للدرجة التي نسيت بها نفسك ،
استرح وفكر في جملةٍ واحده ..


هل كان هذا الجهد يستحق؟
مذهلة فكرة الإقبال على الله في زمنٍ مقدس
تشعر أن حتى الإلتفاته إلى غيرِ مراد الله مُكلفه .. تود لو كـان بوسـعك أن تمضي في ركاب الذين يذهبون إلى الله عنوه
من كل فجِ عميق ..


أن تذوب بين تلك الجموع الغفيرة
لا يعلم عنك أحد ..
يأسرك ذلك الباب المفتوُح الذي تُعاود الدُخول فيه كل مره ، بعد كل هزيمة .. تحدوهُ بأقدامٍ عاثـرة ، تُقبلُ عليه بنفسٍ منكسـرة .. يسعك بتلافيف أوجاعك .. وشتاتك .. وحيرتـك
حتى إذا ما وطئت روُحك رحابّ الله

تود لو كان بالإمكان أن تطير ..
ولا تكفيك السماوات .
مهما بلغ فينا الإنغماس في زُخرف هذه الدُنيا ، وعلت أرواحُنا الأنفه في الإستقرار في ربوعها
لا بُد من تذكيرٍ بحقيقتها ولا بُد لهذه الذكرى أن تكون نافعه " حتى تؤثر ، وأعظم التذكير أن تعرف حقيقة مجيئك إلى هذه الدُنيا ؟ وهذه النقطة الفاصـلة أُحب أن تُزاحم نفوس النشئ منذُ تحسسّ الفِطرّ السليمة
حتى كُلما نزع التيارُ أرواحهم نحو الهاوية!
توقفت بهم تلك "الفكرة" لماذا أفعل هكذا؟ ما هو العائد علي؟ هل هذا مسموحٍ في ديني؟
هل هذا يُناسبُ بيئتي؟ وكثير من الأسئلة التي تجعل هذا العقل على قدرٍ عالي من الإتزان
لكن إن تردت تلك الفكرة ، وماتت في نفوسـهم "غايةُ الحياة ومألها" وتردى الضميرُ نحو الهاوية
فلا تسأل عن أفعالهم إن تجلت بصوابها أو صارت خطاً بثوب الصواب والتبس عليهم حابلُ السخف بنابلّ التُرهات .. ولا تدري لعل كل هذا السوء طال أرواحنا لجهلنا بحقيقة البعث بعد الموت ..

أذكر في إحدى دروس العقيدة قالت الدكتورة :
إن الذين يغرقون في معاصيّ الحياة كبيرها وصغيرها
إفراطهم بالذنب تكمن مشكلته بخللٍ تام في قضية "الإيمان باليوم الأخر" لو كان هذا الإنسان يعي قدر هذه الملمه في الإحياء مرةً أُخرى والحسابِ والجزاء والميزان
وتطايرُ الصُحف وولوج القنطرة ..
هل كان سيعصي الله بهذا القدر من الجرأة؟
إن غياب الوعي بحقيقة هذا الأمر .. تُعقّد علينا أسراب الحياة دون أن نشعر ، نرى الأبواب تُغلقُ دوننا ..
وأفواج الحياة تمضـي ونحنُ في عثراتٍ لا تنتهي ، نقف بدافع الإرادة وتضخيم هذه الروُح بفتاتٍ يجعلها تقف حيناً وتنهارُ في معظم الأحيان
ربما نمضي .. نعم لكن هذا المُضي "بروحٍ نازفه"..
إن الحياة تحت مظلة "قال الله ، وقال الرسـول"
تُلملم شعث الروُح مهما بلغ مُصابها ..
وأن الحياة من دونهما أو في تقصيرٍ بالغِ بأوامرهما



" لا تُسعفني المعاجم لوصفها "
طالما أنهُ بِوسعك أن تقول " ياربّ "
فكل ما دون ذلك بمقدورهِ
أن يُقضى و يُشفى ويُكفى ويُحلّ .
Forwarded from يَقـين.
‏"القُرآن يُريدك أنْ تَتجاوز"🤍
يتسـاقطون كما النجوم في الليالي الحالكة .
عندما يأتي الفتح من الله ، تندفع نحو الأبواب دون إرادتك
تُفتح لك المغاليق دون أسباب ، تُهيئ لك السُبل دون أن تركض في متاهات السؤال .
فكرة حنونة جدًا ، أن تُفوضّ الأمر إلى الله ، أي تضع حاجتك وخوفك وعجزك وإنكسارك وكل أسبابك .. مع وافر الثقة وأن تكون على قدر عالي من إحسان الظن
أن هذا الفعل سيُفضي بك إلى آمان تـام سواء بالعطاءِ أو المنـع وأنت في كل الحالتين يحتويك الرضى .. ولسانُ حالك :

إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أُبالي .
تحتويك اليقظة بعد طوفان الشتات .. وإذا بك أنت أنت عالقٌ في ذكرى تود لو كان بإمكانك الرجوع ، أو المرور .. أو النظر
ولو من بعيد .. ثم لتمضي بعدها الأيام .
وكان من دعائه " اللهم آتِ نفسي تقواها وزكها أنت خيرُ من زكاها " - محمد ﷺ
HTML Embed Code:
2024/04/23 19:31:58
Back to Top