TG Telegram Group Link
Channel: محمد جميح
Back to Bottom
د / محمد جميح

لماذا عندما تهاجم إسرائيل القواعد والقادة الإيرانيين، لا نعلم بالهجوم إلا بعد تنفيذه، وقتل القادة وتدمير القواعد؟!
وعندما هاجمت إيران إسرائيل علمنا بالهجوم قبل بدايته، وصاحبته تغطية كرنفالية، وهو الذي لم يسفر عن إي إصابة؟!

فرق كبير بين هجوم يستهدف القيادات وآخر يستهدف الكاميرات.

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
د / محمد جميح

القول بوجود توافق أمريكي إيراني على رد منضبط غير ضار لمقتل قادة الحرس الثوري، هذا القول هو أفضل تفسير لصالح طهران.
أما إذا قلنا بأن إيران أرادت بالفعل إلحاق أكبر ضرر بإسرائيل انتقاماً لمقتل القادة، فإن نتائج الهجوم تعد فضيحة مدوية للقدرات العسكرية الإيرانية التي تهاوت قبل وصول الأراضي المحتلة، ولم تصب إسرائيلياً واحداً بخدش.

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
د / محمد جميح

أمينة الحسوني، طفلة عربية عمرها 7 سنوات، أصابتها شظية صاروخ إيراني في صحراء النقب، وتعد إصابتها الوحيدة في الهجوم على إسرائيل.

مصادفة عجيبة.

فحتى عندما تهاجم إيران إسرائيل، تكون الإصابة في العرب!

وكأن الترجمة الفعلية للشعار الإيراني: "الموت لإسرائيل" هي: "الموت للعرب"

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
د / محمد جميح

الخطر الذي لا يدركه بعض الإسلاميين العرب الذين يروجون للنموذج السياسي الإيراني يكمن في أن الترويج للنموذج السياسي يمهد الطريق لتقبل النموذج الطائفي، لدى الجمهور العربي.

ما يعني مزيداً من الانقسام داخل المجتمعات العربية التي تعمل إيران منذ سنوات طويلة على اختراق بنيتها المذهبية.

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
تسعون ثانية قبل منتصف الليل النووي!

محمد جميح

يوم 28 حزيران/يونيو كان شاب صربي يدعى جافريلو جالساً في أحد المقاهي في مدينة سراييفو، إذ مرّ بالقرب منه موكب ولي العهد النمساوي فرانز فرديناند وزوجته، فأطلق عليهما النار ليرديهما قتيلين، لتندلع بعدها الحرب الأقسى والأكثر فظاعة في التاريخ البشري.
ظاهرياً، كان هذا هو سبب الحرب، لكن ذلك كان في الواقع المبرر الذي كانت القوى الكبرى حينها تبحث عنه لتفجير الحرب، لاعتبارات أخرى أبعد من قتل أمير نمساوي.
معاهدة فرساي التي أخضعت الألمان لابتزاز مستمر ودفع تعويضات ضخمة، أشعرتهم بالمهانة، وجعلتهم يوصلون أدولف هتلر إلى السلطة، كمخلص لألمانيا من الإهانة التي لحقت بها في الحرب العالمية الأولى، حيث لم يكن هتلر وحده يتقدم، ولكن الفاشيين كذلك في إيطاليا، مع سيطرة ديكتاتوريات أخرى متعددة، الأمر الذي شحن الأجواء السياسية في أوروبا بالمزيد من التوترات والقلاقل، ناهيك على الغزو الياباني للصين، وما سببه من تسخين للأوضاع في الشرق الأقصى.

ومع الكساد الاقتصادي الذي شهده العالم في ثلاثينيات القرن الماضي، زادت شعبية تلك الديكتاتوريات، وارتفعت معدلات التطرف القومي، وكان لا بد مع وصول الأفق إلى حالة انسداد تام من تفجير الأوضاع، لهدم النظام الدولي السائد، وبناء نظام جديد، وجاءت الحرب التي كان كل طرف يسعى لها كوسيلة للتخلص من وضع راهن بائس، فرضته ظروف جيو-سياسة واقتصادية قاهرة.
واليوم، يرى كثير من المراقبين أن العالم يمر بظروف أشبه ما تكون بالظروف التي كانت سائدة، عشية الحرب العالمية الثانية.
انهار الاتحاد السوفييتي، وهجمت اتجاهات العولمة على العالم، وتم التهام الاقتصاديات الصغيرة، بفتح السوق وحرية التجارة، لتنتهي العولمة إلى أداة إمبريالية جديدة، وشكل من أشكال الهيمنة الناعمة في ثوب اقتصادي، الأمر الذي أدى إلى ردات فعل «وطنية أو قومية» وبرزت الحركات القومية الشعبوية في أوروبا والولايات المتحدة، ووصل القوميون إلى مراكز السلطة في بلدان أوروبية، وما يزال المد القومي مستمر.

أما روسيا، فقد بدأت معركتها لاستعادة الكرامة الوطنية، والخروج من مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، والطموح للعودة بشكل أقوى للمسرح الدولي، بعد أن استغلت السنوات الماضية في عملية إعادة هيكلة الحياة السياسية والاقتصادية، وتسلحت بالتكنولوجيا العسكرية الحديثة، وكشرت عن أنيابها النووية، مصممة على استعادة دور الاتحاد السوفييتي بشكل أو بآخر.
إلى جانب ذلك تقدمت الصين بشكل سريع «لتحتل» الأسواق، وتنافس الولايات المتحدة إن لم تطردها من كثير من الساحات، ولاحت لها فرصة «السيادة الاقتصادية» مع ما لديها من قوة عسكرية مهولة.
وغير بعيد عن الصين يقود الهند اليوم حزب قومي ديني يريد أن يجعل الهند لوناً واحداً، ويبحث لها عن مكان بين القوى الدولية المتنافسة، ناهيك على القوى الإقليمية الأخرى في تركيا وإيران وإسرائيل، مع أوضاع مشابهة في بلدان عدة في أمريكا اللاتينية.

هذا الشد والجذب والتوتر وسباق المصالح يتفجر على شكل حرب مستعرة في أوكرانيا، وانقلابات في أفريقيا، غير بعيدة عن التوترات الدولية بين القوى العظمى، وتحولات سياسية أخرى في أمريكا اللاتينية، ذات علاقة بالجو الدولي العام، دون أن نغفل «الربيع العربي» الأحمر الذي لا يمكن فهمه بمعزل عن المخاض الدولي الطويل، نحو نظام دولي جديد، يهدف ضمن جزئياته إلى «شرق أوسط جديد» تسعى إليه إسرائيل، ومن ورائها الولايات المتحدة.
وتأتي حرب غزة في بعدها العالمي غير بعيدة عن السياقات التي فجرت الحرب في أوكرانيا، ليندفع العالم نحو المزيد من التسخين الذي يراه بعض المراقبين مجرد بروفات صغيرة للحرب العالمية الثالثة، التي قد تكون الحربان العالميتان السابقتان مجرد لعبة إذا ما اندلعت، للقفزة الكبيرة في مستويات التسلح والتقدم التكنولوجي، والتي لا يمكن مقارنتها بما كان قبل نحو قرن من الزمان.

وإذا أضفنا لكل ذلك ما يتعرض له الاقتصاد العالمي اليوم من تقطيع لأوردته، مع أحداث البحر الأحمر، واختلال الأمن البحري، وارتفاع أجور الشحن والتأمين البحري، والسباق المحموم على موارد الطاقة، والبحث عن أسواق جديدة، والتنافس على الفرص، وما يؤدي إليه من خلل في الموازين الاقتصادية العالمية، دون إغفال التغيرات المناخية، والمخاطر المتوالية من تزايد إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والمخاطر السيبرانية المتتالية، كل ذلك يجعلنا اليوم نعيش ظروفاً مشابهة لظروف 1939، بل وأكثر تعقيداً، مع الفروق التي يقتضيها اختلاف الزمان والوسائل.
وهي الظروف التي تصل بالعالم إلى درجة الاحتقان الذي يكون معه الانفجار مخرجاً وفرصة وصياغة جديدة لشكل الخرائط السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبحثاً عن نظام عالمي جديد، ليس أكثر عدلاً، ولكن أكثر انسجاماً مع الوضع المتخيل للعالم بعد الحرب، كما يتصوره من يفجرون الحروب.
كل ذلك جعل «نشرة علماء الذرة» تنقل عقارب «ساعة يوم القيامة» من مائة ثانية قبل منتصف الليل إلى تسعين ثانية قبل منتصف الليل النووي الذي يشير حلوله إلى حدوث الكارثة الكونية، في تحذير واضح من تزايد مخاطر اندلاع الحرب/الكارثة.

ولا يكاد يمر يوم دون تحذير من اقتراب وقوع الكارثة، من خلال مسؤولين روس وغربيين، هم أنفسهم من يجب عليه إدراك اقترابنا من الكارثة، إلا إذا كان هدف كل طرف إخافة الآخر، وبالتالي الاستمرار في لعبة التحذيرات، دون عمل شيء لوقف عقارب الساعة النووية، قبل دخول منتصف الليل، الذي يشار به إلى حلول الظلام النووي الدامس.
وفي ظل التباين بين التحذيرات اللفظية والممارسات على الأرض لا يضمن عدم حدوث خطأ ما، من طرف ما، لسبب ما، ومن ثم وقوع المحذور الذي يحذر منه كل طرف لمجرد ترهيب الطرف المقابل، فيما يبدو، دون أن يحذر نفسه منه بالمقام الأول.
تقول العرب: معظم النار من مستصغر الشرر، ويقول التاريخ إن الحرب العالمية الثالثة اندلعت بسبب عملية اغتيال، أما حرب طروادة المأساوية فكانت بسبب قصة غرام، خطف فيها البطل باريس الملكة هيلين، وقامت حرب استمرت عشر سنوات.
غير أن الأسباب الظاهرية للحروب غالباً ما تكون أقل دواعيها شأناً، لأن الأسباب الحقيقية للحرب لا تقال بشكل علني، لأن إفشاء تلك الأسباب يفضح نوايا وطوايا مفجري الحروب، وصناع الكوارث البشرية، ويجعل أتباعهم أقل حماساً للحرب، ولذا يتعلق لوردات الحروب بأسباب ظاهرية، لإخفاء نواياهم الحقيقية من وراء تفجير الحروب.

https://www.alquds.co.uk/تسعون-ثانية-قبل-منتصف-الليل-النووي/comment-page-2/?unapproved=2213039&moderation-hash=bc4c91733bdf4bb52c8dc73ca8e550e4#comment-2213039
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أبو الحسن بني صدر، رئيس وزراء إيران في عهد خميني:

حينما كان الخميني في فرنسا، كان يقول بمسلمات معينة وعندما تسلم السلطة عمل بنقيضها، وأخذ يقول عكس ما قاله سابقاً، ليس مرة ولا مرتين، بل باستمرار.

والخميني قال لي إن الإسلام يجيز شراء السلاح من إسرائيل لنقاتل له العرب!
https://hottg.com/MohammedJumeh
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
د / محمد جميح

ما أروع البسطاء!
هم المتألقون.
هم الواثقون من أنفسهم وهم الذين لا يتنكرون لماضيهم، ومن يصنعون من ظروفهم القاسية نجاحهم الكبير.
النجاح الحقيقي هو أن تكون تلقائياً، بسيطاً،غير معقد، بعيداً عن المظاهر الجوفاء التي عصفت بكثير من رجال الإعلام والسياسة والمال.
تحية للدكتور فيصل القاسم.

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
د / محمد جميح

اليوم جمعة، فاسمعوا وعوا:

الخطيب جزم بأن عبدالملك الحوثي يمثل الله، وأنه هو من يوصلنا إلى الله، وأن من يتولاه يتولى الله!

مساكين الذين ليس لديهم عبدالملك، لأنهم لن يصلوا إلى الله!

من يستمع للخطبة يجد أن كارثة حرب غزة وأوكرانيا وثقب الأوزون هي أمور تافهة مقارنة بما لدينا من نعمة منَّ الله بها علينا، حسب الخطيب لا قدس الله سره! 😊

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
"لحظة يا زمن"

محمد جميح

محمد المساح صاحب عمود "لحظة يا زمن" لم ينتظر لحظة…

يتوارى مثقفو هذه البلدة…
يتدثرون بسُجُف الموت…
ولا يمهلهم الزمن لحظة…

مر المساح على الحياة خفيفاً كلحظة…
ولكن مليئاً كزمن…

ترك وراءه اللصوص والمليشيات والوطنيين الجدد و"أولياء الله" الطالحين…
وذهب إلى الله…

رحمه الله…
https://hottg.com/MohammedJumeh/5942
د / محمد جميح

يتخادم المشروعان الإيراني والإسرائيلي، مع غياب المشروع العربي للأسف.
تدفع إيران بعض العرب للتنسيق مع إسرائيل لمواجهة مشروع طهران، وتدفع إسرائيل بعضهم للتبعية لإيران لمواجهة مشروع تل أبيب.
مخطئ من اتكأ على غيره، ومخطئ من ظن أن المشروعين يختلفان إلا على تقاسم النفوذ في الوطن العربي.

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
د / محمد جميح

"النواب" الأمريكي يقر مساعدات للحتلال الإسرائيلي بقيمة 26 مليار دولار، وقبلها عطلت أمريكا مشروع قرار في مجلس الأمن لقبول عضوية فلسطين كاملة في الأمم المتحدة.
لا غرابة، فإسرائيل هي حليف أمريكا الوحيد في المنطقة.
الغريب هو تقديم واشنطن نفسها وسيطاً في صفقة الأسرى بين اسرائيل وح ماس!

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
د / محمد جميح

"عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون"
سيول مديرية حريب/مأرب.
الماء حبيب الأرض، عندما يعود لها تخرج به زينتها من الزروع والثمار.
وإذا اخضرت الأرض اخضرت قلوب أهلها، وأنبتت من كل معنى بهيج.

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
د / محمد جميح

خرج علينا خامنئي اليوم ليقول عن الهجوم على إسرائيل إن "المهم هو إظهار قوتنا لا الأهداف".

الترجمة الفعلية لهذا الكلام هي:

المهم الاستعراض الكرنفالي، لأنه يخدر الجماهير، وليس إلحاق الضرر بإسرائيل، لأنه سيضرنا.

بالمختصر: هذا التصريح ترقيع للفشل العسكري المشين في إصابة الأهداف.

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
د / محمد جميح

رحم الله الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمة واسعة.
‏اجتمع له مؤيدون كثيرون، وخاصمه كثيرون، لكنه كان رقماً في كل حالاته.
‏اجتهد وأصاب وأخطأ، كغيره من شخصيات جيله، ولكن العمل والمثابرة كانت دأبه طيلة المشوار.
‏لروحه الرحمة، وعظم الله أجر أهله وذويه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
إيران لإسرائيل: انتبهوا… هجومنا بدأ!

محمد جميح

سوت إسرائيل قنصلية إيران في دمشق بالأرض، وقتلت قائد قوات فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، في ضربة موجعة بمقتل قيادي من حجم وجيل قاسم سليماني، مع عشرة آخرين في عملية لم تعترف بها إسرائيل رسمياً حتى الآن.
إيران ردت بهجوم بانورامي واسع على طريقتها في الأعمال الدعائية، ثم ردت إسرائيل بهجوم آخر غامض، على طريقتها في الهجمات التي لا تتبناها بشكل رسمي، وخلال الهجمات المتبادلة انزاحت الكاميرا بشكل كبير عن تغطية المجازر الإسرائيلية في غزة، وبدأت السجالات، والهجوم والهجوم المضاد إعلامياً.

إزاء الهجوم الإسرائيلي على قنصلية طهران كان لا بد لإيران من رد، ولكن الرد ينبغي أن يتوفر فيه شرطان: أن يكون غير ضار لإسرائيل، وأن يحفظ ماء وجه إيران. أما عن كونه غير ضار، فذلك لأن الرد الضار سيتسبب برد إسرائيلي ـ وربما أمريكي ـ أكثر ضرراً، وربما يفجر صراعاً أوسع لا ترغب به طهران. كما أنه لا بد للرد الإيراني أن يحفظ ماء الوجه، وذلك لضرورة عدم اهتزاز صورة إيران أمام جمهور ما تطلق عليه طهران «محور المقاومة» كما أن الرد الذي يحفظ ماء الوجه ربما يتم التغاضي عنه من قبل إسرائيل، على رأي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تعليقه على ضربة إيرانية سابقة ضد إحدى القواعد الأمريكية في المنطقة، حيث ذكر أن طهران أبلغته بموعدها قبل وقوعها، وأن الصواريخ لن تصيب الهدف، وأن الإيرانيين أبلغوه بأنهم لا بد أن يردوا، حفظاً لماء الوجه، وهو ما علق عليه ترامب بأنه يتفهمه.

وقد جاء الرد الإيراني بطريقة أشبه ما تكون بالمهرجانات الكرنفالية التي يراد منها لفت أنظار وإيصال رسائل، أكثر من كون الهدف إحداث ضرر بالعدو، ولتأكيد طبيعة هذا الرد، وحرصاً على عدم فهمه بطريقة مختلفة، فقد بدأ الرد بطائرات مسيرة يستغرق وصولها لإسرائيل ساعات طويلة، قبيل لحظات من إعلان مندوب إيران في مجلس الأمن أن طهران تعتبر أن كل شي قد انتهى عند هذا الحد، لتفادي أية تطورات.

والأحد الماضي خرج علينا المرشد الإيراني علي خامنئي بقوله إن «المهم هو إظهار قوتنا لا الأهداف» في إشارة واضحة إلى أن الهدف من هجوم إيران كان دعائياً استعراضياً، أكثر من كونه عملياً موجعاً، وهذا الهدف يتماشى مع ما هو معروف عن السياسة الإيرانية الشعاراتية، التي تجيد صناعة «الحدث الإعلامي» وإرسال رسائل، مع توخى الحذر في الانسياق وراء رغبات الجمهور للتحرك الفعلي.

وفيما اتخذ الهجوم الإيراني الطابع المذكور فإن الهجمات الإسرائيلية تأخذ طابعاً مختلفاً، حيث تكون مصحوبة بقدر كبير من الغموض والتكتم، وضخ أكبر قدر من التسريبات المتضاربة حولها، من أجل أن يتركز الحديث حول نتائج الهجمات على الأرض، أو يتمحور حول الفعل والمفعول به، مع تمويه الحديث عن الفاعل، وهي استراتيجية إسرائيلية مطردة، إذا ما استثنينا بعض العمليات التي تميل إسرائيل فيها إلى التخفف من سياسة التكتم إزاءها لأهداف محددة، دون التخلي كلياً عن سياسة الغموض الإسرائيلية المعروفة.

وبالنظر إلى طبيعة الهجمات المتبادلة بين الدولتين نجد أنها تأتي متسقة مع الأهداف المرسومة لكل دولة، فهدف إيران «دعائي جماهيري» وقد تحقق نسبياً، ولو ضمن نطاق جمهورها، وهدف إسرائيل «عسكري عملياتي» وهي تمضي في تحقيقه، بشكل متزايد، مع تكثيف ضرباتها ضد قواعد إيران وميليشياتها في سوريا ولبنان.

إسرائيل، وعلى الرغم من تراخيها ـ في السنوات الأخيرة – في الالتزام بسياسة «الغموض الاستراتيجي» إزاء هجماتها في سوريا، إلا أن تلك السياسة لا تزال هي السمة الغالبة على تلك الهجمات، انطلاقاً من طبيعة الهدف الذي تريد تحقيقه، وهو إيلام الخصم، وعدم استثارة ردة فعل دولية أو إقليمية، وهذه سياسة رأت تل أبيب أنها ناجعة في مواجهة إيران وميليشياتها، حيث التزمت بها إسرائيل إجمالاً، باستثناء بعض الحالات، وذلك لإيصال رسائل أكثر حزماً للخارج الإقليمي وأكثر طمأنة للداخل الإسرائيلي.
أما بالنسبة لإيران، فهدفها من كل ما يجري في الشرق الأوسط – كما هو معروف – ليس الدخول في حرب، نصرة للقضية الفلسطينية، كما تقول شعاراتها، ولكنها تسعى للاستفادة القصوى من تلك القضية، لتوسيع هيمنتها الإقليمية، دون أن تنزلق للحرب، وذلك على أساس مبدأ «الشراكة في الربح لا في الخسارة».

وانطلاقاً من تلك الاستراتيجية فإنه محظور في السياسة الإيرانية الدخول في حرب تؤدي إلى خسارة طهران مكتسباتها التي تحصلت عليها خلال العقود الماضية، سواء جهة بناء مصدَّاتها الميليشياوية في المنطقة، أو ما توصلت إليه من بنية عسكرية داخل البلاد، قد تتعرض للتدمير حال دخول إيران في حرب مباشرة.
وإذا كان هدف إسرائيل من ضرب القنصلية الإيرانية عملياتياً استراتيجياً، وإذا كان هدف إيران من ردها دعائياً إعلامياً، فإن رد إسرائيل على هجوم إيران يكاد يقترب من طبيعة رد إيران، وعلى العكس من طبيعة هجوم إسرائيل على القنصلية. في الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني، كان لا بد من مراعاة حقيقة أن معظم الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية قد سقطت من ذاتها أو تم إسقاطها، وأن إسرائيل لم تصب بأذى يذكر، عدا عن الرد الرمزي في اختراق الأجواء في فلسطين المحتلة، وهو ما دعا إسرائيل إلى رد باختراق الأجواء الإيرانية، مع ضربة دقيقة لنظام دفاع جوي (أس 300) الذي يحمي منشأة نووية، في رسالة مفادها أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى البرنامج النووي رغم وجود أنظمة دفاعية، وهي رسالة رمزية أكثر من كونها ضارة لطهران، رغم تدمير أجزاء رئيسية في منظومة الدفاع الإيراني، حسب نيويورك تايمز.

ومن استقراء السياسات الإيرانية الحالية، نجد أنها – في جانب منها – تمثل مستخلصات دروس طهران من حربها على العراق خلال ثمانينيات القرن الماضي، حيث خرجت إيران بدروس كثيرة، ربما كان أهمها الدرسان التاليان: الأول ألا تخوض طهران حرباً مباشرة، لأنها هزمت في الحرب المباشرة مع العراق، وتجرع الخميني «كأس السم» والدرس الثاني هو أن الصواريخ مهمة في حسم المعارك، بعد أن أجبرت الصواريخ العراقية إيران على وقف الحرب.
واستجابة للدرسين، اهتمت إيران بإعداد وتدريب ميليشياتها في البلدان العربية، لتعمل على تنفيذ «حروب الوكالة» غير المباشرة التي، تنفيذاً لمخرجات الدرس الأول، وفي الدرس الثاني، عملت إيران على بناء برنامج صاروخي، ظلت تشتغل عليه لعقود من انشغال العالم ببرنامجها النووي.
هذه المنجزات التي حققتها إيران هي التي تصوغ طبيعة الهجمات وردود الأفعال الإيرانية بالشكل الكرنفالي الذي نشهده، و«الكرنفالية» في تلك الهجمات ضرورية لمخاطبة الجمهور، وفي الوقت ذاته فإن عدم إلحاق هذه الهجمات أضراراً تذكر ضروري لعدم توسعة الصراع الذي يعد هدفاً إيرانياً، كما ذكرنا سابقاً.
وبالحديث عن عدم توسعة الصراع، فإنه هدف مشترك لإيران وأمريكا، وقد فهمنا أسباب الرغبة الإيرانية في عدم توسعته، وأما واشنطن فإن رغبتها تنطلق من حرصها على الخروج من مستنقعات الشرق الأوسط، للتفرغ لمناطق أخرى أهم في الاستراتيجية الأمريكية التي تريد التركيز على روسيا والصين في الوقت الحالي. وبالحديث عن هدف عدم توسعة الصراع يمكن الاستنتاج أن الهدف الأمريكي الإيراني في عدم توسعة الصراع يعني بشكل تلقائي الانفراد بغزة، وحصر الدمار والقتل في القطاع الذي تستثمر إيران فيه أغلى استثماراتها السياسية، دون أن تدخل الحرب التي تنفي دائماً علاقتها بها.

https://www.alquds.co.uk/إيران-لإسرائيل-انتبهوا-هجومنا-بدأ/comment-page-1/?unapproved=2217153&moderation-hash=86cd3672e547068cb03ef744676190e2#comment-2217153
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
د/محمد جميح
ما تشهده الجامعات الأمريكية من احتجاجات تتسع كل يوم ضد الحرب الإسرائيلية الإجرامية على غ ز ة يستدعي إلى الذاكرة حركة الاحتجاج الطلابية الأمريكية ضد حرب فيتنام عام 1968، وهذا ما يخيف لوردات الحرب من مشرعين ولوبيات مؤيدة لإسرائيل تحاول وصم قيادات الحراك بدعم الإرهاب ومعاداة السامية.

رابط التلجرام
https://hottg.com/MohammedJumeh
HTML Embed Code:
2024/04/26 03:00:15
Back to Top