TG Telegram Group Link
Channel: دروب خضراء🍀
Back to Bottom
#فضفضة_الخميس

تُصرف فرق التنقيب عن الآثار أعواما وأموالا طائلة، تحتفل بالعثور على آنية أثرية مثلا، أو قطعة من تمثال، يبدأ التحليل لمعرفة حقبتها الزمنية، ونسبتها لشعب أو حضارة معينة. يعثرون على مومياء محنطة، تقوم الدنيا ولا تقعد، تبدأ مهارات فك طلاسم علم التحنيط، يُسلم العقل دون جدال أن هذه الآثار الجامدة، والجثة المحنطة قبل آلاف السنين، ما كانت لتكون دون فعل فاعل. ويدفعه هذا اليقين لاختراع كل هذه العلوم وهدر الوقت والجهد والمال عليها، ثم يتخطى هذه المسلمات السهلة ليزعم بكبرياء لا أصل له أن الكون الواسع البديع المعجز جاء صدفة، لا خالق له. يختلق هلوسات متناقضة شديدة الهشاشة، لا تستحق الاحترام حتى! 
يسهل ملاحظة تفرد الإنسان بالعقل، وهذا يدفع للتساؤل عن سر هذا التفرد، وماهيته؟ بينما تتفرد الكائنات الأخرى بغرائز مدهشة، ترسخ التساؤل عن أسرار هذا التميز النمطي المتقن الذي لم يختلط أبدا، من البكتيريا إلى الحوت الأزرق. لكل كائن نمط حياة وغرائز لا يتقنها غيره، تلائم ظروف حياته، مخلوقات بلا عدد، يتهرب العقل بمصطلحات تفحمه في جوهرها، مثلا.. الحمض النووي! كيف بُرمج هذا الذي لا يُرى في المليارات من هذه الكائنات دون خلل! من يصنعه ويشرف على إنتاجه؟ وكيف ينتج عنه أعضاء مادية وأحاسيس معنوية، وكيف ابتكر الحمض النووي فكرة العقل؟ ومنحه هذه القدرات، هكذا بدون مقدمات، صدفة؟ أي حماقة هذه، من يحكم قوانين الفيزياء التي تمسك اتزان العالم؟ لو تعطلت إشارة مرور واحدة لاختل السير في الطريق، فما بالك بعالم ضخم لا حدود له، يقدر بمليارات السنوات الضوئية!
كل شيء يحيط بالإنسان، الهواء الذي لا يراه، الألوان التي تدهشه، الأشياء التي يلامسها، ما يتذوقه، ما يدركه، ما يركض ويلهث وراءه من مفاتيح للعلم، التي كلما فتح بابا وجد خلفه أبوابا وآفاقا لا تنتهي، كل شيء يؤكد وجود إدارة وإرادة عليا تحكم الكون!
الجبان والمتكبر فقط من يهرب للإلحاد. يقع الملحد في ذيل القائمة، يبالغ في امتهان المنطق والعقل بينما يدعي احترامهما. على الجانب الآخر يتميز المسلمون، عن كل المؤمنين بوجود خالق، فالخالق عندهم عظيم منزّه لا مثيل ولا شبيه له، لا تدركه الأبصار، قدرته مطلقة، وصفاته تجمع كل شيء، آثاره في كل شيء، تعاليمه منسجة تماما مع فطرة الإنسان الطيبة، ما كان الأنبياء إلا مفتاحا لتأكيد هذه الحقائق المنطقية، ولتعريف الناس بما يريده هذا الخالق منهم، وما كتبه عليهم بعد الفناء!
يجب على كل مسلم موحد أن يعتز ويفتخر بقناعته وإيمانه بخالقه!


#جذور
قسطًا من التنهيدات..
#تاريخ_التسامح_ليس_تاريخا_أصيلا.

في المساء، جمعتنا مناظرة ودية مع فريق جميل من السودان الشقيق، كانت القضية جيدة  وجديدة.. كانت عن أستبدال سجون العالم الحقيقي بسجون محاكاة (عن طريق تقنية آمنة تحاكي تجربة السجن الحقيقي بالضبط، شعور بعقاب سنوات خلال أيام).. أثناء المناظرة طُرح عليّ سؤال مضمونه "هل سيسامح المجتمع هذا المجرم ويرى أن مدة العقاب كانت كافية؟!".. سؤال جيد نجح في تشتيتي.. ولأن لدي ثوانٍ للرد عليه، ولأن الهدف من المناظرة كان الفوز وليس البحث عن الحق.. رددت بإجابة جيدة تخرجني من الموقف وتضمن سيرورة المناظرة وبقائها في صفنا.. ولكن السؤال أشغلني بعد المناظرة، هل التسامح قيمة نابعة عن قناعة أم تكون بسبب دوافع أخرى!!.. تتبعت مسار بعض الأحداث التي إنتهت بمسامحة الآخر والتي لم يكن "الدافع الديني" حاضرا فيها، فخرجت بخلاصة:
أن تاريخ التسامح محض (تأريخ) لقيم لا تنسجم مع الطبيعة الوحشية للإنسان.. إنه التذكير أنَّ التطور في قيم التسامح ليس نِتاج سجالٍ معرفي كبير يريد الارتقاء بالروح الإنسانية. بقدر ما هو استجابة لشروطٍ سياسية، اجتماعية، اقتصادية... إلخ، يمكن لها أن تنتهي بجرّة قلم أو جرَّات رصاص.
إنَّ تاريخ التسامح ليس تاريخًا أصيلًا في مسيرة الإنسان بقدر ما هو تاريخ طارئ؛ تاريخ مرفوض، تاريخ منبوذ.
محض هامش صغير في متن السيرورة الكبيرة. سياق فردي خيِّر وسط أنساق جمعية (جاهزة/ ناجزة) لكي تكره وتحوّل كراهياتها إلى مذابح مفتوحة. صرخة هائلة لكنها تسير ناحية الداخل، لذا يُمكن أن تُميت صاحبها إذا ما استشعر أي طرفٍ -من الأطراف التي تُغذّي الكراهيات- صوت تلك الصرخة يتمدّد في الخارج.. "يقل ذلك عندما تتدخل القيم الديني لتعزيز تلك القيمة في النفس وتدفع المرء لذلك"..

#جذور
القلب يحترق والافعال باردة.
يرحل الأحبة دون ضجيج! ولا يحدث الضجيج إلا بعد رحيلهم..
ليتهم يصرخون أو يغضبون!
يشتاق الشخص لصفعة عتاب!!
لكنه الفراغُ يمتد بيننا بحرا بليدا لا تتحرك أمواجه.. لا ثمة وخزة ألم فضلًا عن لفحة فرح!

نتحسس رهبة الموت للحظات، نؤمن بنتوءاتِ التفاصيل التي تصنع دموع الآخرين، نفرح للإحساس بوجع الفقد!
تباغتنا غصةُ الإنسان الطبيعي لوهلة ثم يبتلعنا الفراغ ونضيع.. يمضغنا التيه ونتبدد.. نردد الوداع وتغيب.. تغيب الألوان..

رحمة ونور لكل من فقدنا

#جذور_حزينة
دروب خضراء🍀
Photo
التقطت هذه الصورة فجر اليوم،  في صحراء الربع الخالي. بعد عبور إحدى النقاط، قرر سائقنا الإسراع لتعويض ما فقدناه من الوقت في الصحراء.. حينها فقد أحد السائقين التركيز لوهلة، فانحرف بحدة نحو اليمين بدلا عن السير للأمام، لولا نباهة سائق السيارة المجاورة له، وهروبه السريع لاصطدم به بعنف!
قال السائق منفعلا: شفت المجنون (السائق عصبي جدا)!
أجبته بسؤال: بالطبع، حسنا تخيل لو أني تركت مقود السيارة للحظات، أو لو أني حرفته مليمترا واحد فقط، هل ستمضي السيارة بأمان ونصل لوجهتنا!
قال مستغربا: مستحيل!
قلت له: التقط صورة للشمس المتوهجة الجميلة، التي تشرق وتغرب، وتتحرك مع مليارات النجوم والكواكب، منذ مليارات السنوات الضوئية، دون سهو لحظةٍ واحدة، ودون خطأ مليمتري واحد، كمالٌ مبهر تعجز العقول عن استيعابه عند التفكير في تفاصيله!
ثم سألته: تخيل أن يقول إنسان عاقل إن هذه الكون المزدحم الذي تُدبرُ أموره بهذا الإتقان جاء صدفة دون قوة تتحكم فيه، بينما لا يمكن أن أترك مقود السيارة التافهة في طريق مزدحم للحظات قليلة!
قهقه مستنكرا بصوت المراهقين المتحشرج في بداية البلوغ، وقهقهت معه، وقهقه الشارع وقهقهت الصحراء أيضا "لأنها نالت منا طبعا😅"، وقهقهت الشمس حتى غابت عنا تماما وبقي أثرها..

#جذور
#كتابات السفر
لو سألتك أو سألتني.. هل تكذب؟
ستكون الإجابة على الأرجح.. لأ..
لو استبدل السؤال، وكان على سبيل الملاطفة.. متى آخر مرة كذبت فيها.. لأي غرض؟ أعتقد أننا سنفكر، ربما، لبعض الوقت، ولن تكون الإجابة كإجابة السؤال الأول..
ولو استبدل السؤال أيضا بذات الملاطفة، كم عدد الكذبات التي كذبتها آخر ٣ سنوات مثلا.. ستكون الإجابة فضفاضة..
الخلاصة: هي محاولة لفهم الذات قبل الغير، الإنسان مخلوق متذبذب شديد التعقيد.. شفاف ومعتم.. وعلى كل حال فإنه لا يحب هواجس النكد هذه، لذا لا أتمنى أن يحاصرني أحد، كما أثق أني لن أفعل!
ليلتكم طيبة

#جذور
في استدعاء الأفكار الكبرى، غالبيتنا تربح.
وفي صياغة فكرة كبرى (من/عن) أفكار صُغرى؛ غالبيتنا تخسر.
الاستدعاء مُنجز: 1- مختوم. 2- مختون. في عقول الناس؛ من فلاسفتهم إلى سفلتهم.
والصياغة إمكان معرفي برسم الإنجاز الدائم.
ربح الاستدعاء ربح سيكولوجي، رغبوي، انتشاء داخلي.
وخسارة الصياغة خسارة حضارية بامتياز.

#جذور
أعتذر لتطفلي والتقاطي صورة هذه اللحظة الخاصة بينكما.. لكنها كانت فاتنة للغاية..
نلتقي صباح الثلاثاء!
كم عدد الذين تبادلوا مواعيدهم بثقة، وفي غمضة عين انقلبت الأحوال! كم هو هش هذا الإنسان! فقاعة الحياة ينسفها رأس دبوس صغير! يذكرنا بحقيقتها العابرة! مهما بالغنا في الحسابات أو التقديرات! لعل أفضل ما يهتدي إليه الإنسان أن يمسي ويصبح بقلب راض ذاكر للرحمن..
موجع هو القدر الذي حلّ بسوريا وتركيا! بقدر الحزن على من رحلوا يتألم القلب على أحوال من نجوا بخسائر كبيرة، وتركة ثقيلة على المدى المتوسط والطويل!
أرجو السلامة لكل الأحباب هناك، وأن يلطف الله بالجميع..

#جذور_حزينة
"علمتنا جدتي أنه إذا مات لنا جارٌ  أطفأنا التلفاز ثلاثة أيام، وإذا مات لنا قريبٌ أغلقناه سبعة أيام، وإذا مات لنا عزيز وجار وقريب لم نقرب التلفاز شهرًا، وطوال فترة الإغلاق نضع فوق التلفاز سجادة صلاة، وظللنا مؤدبين، لا نستغل فرص التسلل مهما كنا أطفالً وبحاجة إلى التسلية، لكننا تربينا على ذلك فنشأنا على احترام الحزن، ليس الذي يخصنا وحده، وإنما أحزان الآخرين، وأتذكر كم عزاءً فُتح له بيتنا رغم أن الميت لم يكن فيه، لأن القلوب لا تشترط المكان لتتشاطر الأحزان.

اليوم لا بأس أن يشاهد المباراة من يريد، وأن يضحك من يريد، وأن يفعل أي إنسان ما يحب، فقد كنا نأكل ونشرب ونعيش داخل بيوتنا، لكن لا يخرج لنا همس، ولا تتربع على أفواهنا ابتسامة، ولا يرتفع لنا صوت تشجيع، لأسابيع، لأن من العيب في حق الأحياء لا الأموات، أن يموت الحياء في وجوههم، ولا تراهم يقفون أمام هيبة المصاب الأليم.

فمن السذاجة، والنطاعة، والسخافة، وقلة المروءة والدين والأدب والإنسانية والشهامة والشرف أن يموت لك أخٌ في كارثة وتضحك بصوتٍ مرتفع بعدها بيومين، ولا تكتفي بهذا بل تشجع مباراة في المقهى المجاور لبيت الفقيد، ترفع التلفاز على آخره، حتى يخالط صوت المعلق صوت المقرئ، وركلات الكرة ركلات الأفئدة، وغبار المشجعين نحيب المشيّعين، فما بالك لو توفي لك خمسة عشر ألف أخ في يوم واحد؟ أليس في وجهك بقية ماء تريد أن تحفظه؟ اتقوا الله في أحزانكم!"

#الدموكي
#سوريا #تركيا
في حديث مع "تيجوه" صديقي المسلم غير العربي -الذي تعرفت عليه في إحدى التجارب الجميلة مؤخرًا- يعتقد أن الزلازل والكوارث والحروب عقوبة لنا، برر فهمه ببساطة، عندما يخطئ الأبن سيصفعه الأب لكنه لن يصفع ابن الجيران! يحوم كثيرون حول هذا المعنى بطريقة أو بأخرى!
بالطبع لم أوافقه، وإن أدركت عمق إيمانه وبحثه عن أجوبة تُقوي يقينه، أخبرته أني أعتقد أن أحداث الدنيا كلها سلسلة ابتلاءات، في كل لحظة تمر على أي إنسان، خيرا كانت أو شرا، (ونبلوكم بالشر والخير فتنة)، فالساكن في بيته والمستمتع مع أهله، من يقضون حياة سعيدة هانئة يخوضون ابتلاء الخير، بينما شاءت أقدار الله أن ينال أولئك المنكوبون ابتلاء الشر، وقد تكون عاقبة اختبار الشر على ثِقله نجاحا وفلاحا لا بؤس بعده، ولو عاد الزمن بصاحبه لاختاره من شدة ما يرى من حسن الجزاء من الخالق، بينما تُردي النعم المتراكمة صاحبها المنتقل من غفلة لأخرى.. المهالك! عندها تكون النعمة نقمة والنقمة نعمة!
ميزة ابتلاءات الشر أنها رسائل توقظ البشر، تهزهم وتذكرهم بحتمية المآلات، فلكل إنسان ابتلاؤه ومصابه في الحياة، حادث سيارة مميت، مرض خبيث، إفلاس، طلاق، غرق، حريق، جلطات، لا حصر للمصائب اليومية والابتلاءات المرتبطة في النهاية بفناء البشر، ومع كل فرد منا كشف حساب نتائجه في الابتلاءات التي مرت به منذ تكليفه، في الكوارث يحصل فقط أن تجتمع مصائب مئات أو ألوف أو عشرات الألوف دفعة واحدة، لكنها على المستوى الفردي هي ذات الحوادث المتفرقة لمن وقعت عليهم! من خرّت عليهم البناية لا يدركون حجم المأساة كما رأيناها!
في ميزان الخالق العظيم هذه الدنيا ساعة! (ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم)، فما يجري في الساعة القصيرة يشبه بالقياس للانهائية الزمن عند الخالق.. تعب الانتظار على المعبر أو في المطار بانتظار انقضاء الرحلة! أو رهبة طالب قبل خوض امتحان التخرج.. الثابتون في مواجهة الابتلاءات باليقين والشكر والعطاء هم الفائزون!
حين أنزل الله العقاب على الأمم السابقة أجزم -كما يدلني إيماني- أنه لم يخضع أساسا لقوانين العلم، خرائط الجيولوجيا وأحوال الفضاء والطقس، بل لو اجتمع علماء الكون وقدموا تقاريرهم المطمئنة لجاء العقاب الموعود مخالفا كل ما وصل إليه علمهم!

هكذا يجب أن نفهم حوادث الدنيا أنها ابتلاء، تقرير العقوبة أمر يعود للخالق وحده جل في علاه!

** في الصورة.. تيجوه؛ كلمة أندنوسية الأصل وتعني "القوي، الصلب".

#جذور
الزلزال والحرب أفعالٌ مستمرة لا تنتهي، ولا إعراب يقدر على آخرها، فهي نيازك لا تهدأ،  عواصف متجددة لا تفارق الإنسان حتى يرحل عن هذه الحياة، خليط من حزن، ألم، فراق، ضياع، تشرد، وحدة، كسر، خوف، حاجة، خذلان..... أحوال قاسية تعصف بكينونة المرء، تنزع جذوره العميقة المتشعبة رغما عنه، وتلقيه غصنا ضعيفا على يابسة جرداء، تجرده من أسباب كفايته واستغنائه عن الناس، تراوده عن رداء كرامته، تعيده لمجابهة تحديات قد دفع ثمنها أضعافا من جهده وماله وعمره، ليقف أمامها بابتسامة مضطربة مجردا من أغلب عزيمته وقوته بلا رفاق، وقد تهالكت أسباب نضاله ودوافعه لمقارعتها!
كل لحظة وثانية فيها هم وغم! يتقلب عليهما من اكتوى بالنار! ننسى وننشغل لكن الله لا ينسى، وهو المستعان!

#جذور
"جالس افكر في الوجود والزمان وكيف أن الواحد لقي نفسه فجأة بينهن ومضطر يفكر فيهن وتوصلت الى حاجة فجعتني وهي ان مابش حاجة اسمها مستقبل او ماضي او حتى حاضر.. صح انهن موجودات.. بس موجودات عشان يستخدموهن المدربين حق التنمية البشرية عشان يخلوك تفكر في اشياء مش حقيقية!
الحاجة الوحيدة الحقيقية والمهمة فعلا هي "الآن"
وحتى الآن نفسها بمجرد نطقها تكون دخلت في حكم الماضي.. الماضي اللي اصلا مش موجود.. صح انو مش موجود الآن وانو تواجد في وقت ما في الماضي.. بس مش مهم.. اهم شي في الكون بالنسبة لك كأنسان هو شعورك بتواجدك.. "أنا افكر اذن انا موجود".. مبدأ فلسفي شهير لديكارت انا الآن في هذه اللحظات افهمه لأول مرة.. اللي يقصده الفيلسوف ديكارت من "انا افكر" مش انك بتفكر في حاجة معينة او تدي افكار لا.. القصد انو دماغ شغال مش بتنام.. ادراكك اللحظي للموجودات.. وبالتالي لوجودك.. "اذن انا موجود".. كلمة موجود مالهاش علاقة لا بالحاضر ولا بالماضي ولا المستقبل.. اقرب كلمة ممكن تعبر عنها هي انك بتكون في حالة in progress
تقدروا تقولوا بالعربي شغال.. بس بالانجليزي معناها اقوى.

الحاجة اللي تخلي الواحد فعلا يطنن واللي يعتبر تطبيق عملي على "انا افكر اذن انا موجود" هي النوم.. لأنو بمجرد ما ترقد انت ما بتكونش موجود.. يمكن بتكون حاضر.. بس وجودك بينتقل هانا الى عالم الاحلام.. وعدم قدرتك على التحكم باحلامك يخليك تفكر انو فيه وجود آخر موجود ضمن وجودك.. بالعامية وجود داخل وجود.. وجود ثاني تماما لكن وجوده يقتضي عدم وجودك.. انك تكون نائم او يمكن ميت! فيه فيلسوف صيني قديم اسمه جوانج زي.. صديقنا الصيني في يوم من الايام حلم انو فراشة بتطير.. اول ما قام من النوم على طول قال:
"لست أعرف الآن.. هل كنت وانا نائم رجل يحلم بأنه فراشة، أو أنني الآن فراشة تحلم بأنها رجل؟"!!

عموما الكلام اللي سبق يقودنا الى حقيقتين مخيفتين اغلبنا بيحاولوا يتجاهلوها عشان التفكير فيها فعلا مرعب:

الحقيقة المخيفة الأولى هي انك الان بتعيش مستقبلك اللي قصدك انك بتعيش وبتكد عشان توصله.. بعد عشرين سنة عتكون بتعيش مستقبلك برضو.. يعني لا توجد نقطة او وقت او مرحلة تقدر تأشر ناحيتها وتقول شوفوا هذا المستقبل او هذا مستقبلي.. مهمها كبرت.. ما يفرقش ما دمت "موجود" بالمعنى الديكارتي.. او in progress بالمعنى حقي.. تجربة بسيطة تقدر تجربها الان وانت بقعتك.. شوف كم مر من عمرك وايش اللي مريت فيه طوال عمرك.. مهما كان.. تحس انك قفزت قفزة واحدة للعمر اللي انت فيه الآن وكأن اللي مضى من عمرك كله وهم.. الذكريات وهم على فكرة.. فقط الندوب حقيقية لأنها بتكون "موجودة" معاك.. يعني مابش حاجة في حياتك عتفرق ومهمة غير اللحظة اللي انت عايشها الآن.. وعتجلس في حالة "الآن" اللي قلنا اني in progress لما تموت!

الحقيقة المخيفة الثانية واللي تعتبر اخيف من الأولى هي "الماضي" واللي يُعبر عنه حاليا بالتأريخ.. انت امتداد لسلسلة طويلة موثقة.. وفي يوم من الايام انت عتكون من التاريخ.. بس انت الآن حاليا بتبسر انو اوف مستحيل يمر عليك الزمان وتصبح تاريخ.. يعني عايش في حالة انكار دائم "داخلي" للموت.. وهذا طبيعي مش انك مجنون لا تخاف.. بالعكس افتجع لو مشنت مجنون.. حتى الشخص اللي بينُفذ فيه حكم الاعدام وفي اللحظة اللي بيكون حبل المشنقة حول رقبته وفي الثواني الاخيرة قبل موته بيكون مش مصدق انو عيموت وبيجلس منتظر ومترقب لمعجزة تجي وتنقذه.. وفي لحظة التفكير والانتظار هذه بيجيله الموت! اخر حاجة كان متوقع تجيله وهو اصلا قدو في حكم الموت والاموات!!
فما بالك انت اللي لا عليك حكم ولا شي.. طبيعي انك تنكر انك عتموت.. النكران حالة تجيلنا تجاه الحاجات اللي نخاف منها عشان مانعرفهاش.. المجهول.. والموضوع مش انو انكار لموتك انت.. انكار للموت بشكل عام.. تجربة بسيطة ثانية: ايش كان شعورك لما مات اعز انسان لك؟ الحزن بيجي بعدين.. اول شعور بيجيلك هو شعور الانكار.. انو ايش يعني مات!! مالكم بتجننوا!! عاد انا كنت انا وياه امس! لأنو هذا اللي تعرفه.. وهذا اصلا اللي تشتي تعرفه وما تشتيش تعرف غيره.. انك كنت انت وياه.. وانو كان معاك.. اصلا عمرك ما طلبت من الكون شي الا انك تكون معاه.. لذلك انت خايف ومرعوب انو يكون فعلا مات.. خايف على حياتك من دونه.. وخايف من شكل الحياة بدونه.. لأني كانت حياة بسببه.. بس للاسف الآن انت لوحدك.. يعني انو تعرض للموت وتعرضت انت لصدمة بسبب انك عمرك ما واجهت فكرة الموت بشكل جاد.. وعشان تواجه الموت بشكل جاد لازم تكون ميت!!
قلتلكم الموضوع مرعب ههههه
وصدق او لا، الناس اللي تواجدوا في الماضي البعيد جدا واصبحوا بالنسبة لك تاريخ وعرفتهم بأثارهم او اثرهم كانوا بيعيشوا نفس اللحظات اللي بتعيشها الآن.. حتى هم عمرهم ما فكروا انهم عيكونوا تاريخ.. ولحسن حظك انك الان شاهد على انهم اصبحوا تأريخ.. بس لسوء حظك انك مثلهم عتموت وتصبح تاريخ!
سواء تخيلت او ما تخيلتش
وسواء صدقت او ما صدقتش
عتموت عتموت
ولما تموت او بعد موتك عتكون اللحظة الحقيقية واللي كان قصدك انها الحاجة الوحيدة الحقيقية واللي كانت بالنسبه لك هي "الآن" عتكون خلاص بح!!
يعني عتنتقل من الحالة اللي كنت فيها in progress وتطفى تماما زيك زي أي آلة.. وبهذا اقدر اقولك بكل تعجرف وثقة مفرطة الحقيقة الحقيقية الكونية الثابتة والوحيدة:
انك لست حقيقي ووجودك وعدمك واحد، ما لم تصنع أثر طيب!"
تذكرتُ أنّ لديّ غدًا إختبار نصفي في مادة دسمة وتحتاج لساعات دراسة كثيرة، أستأذنتُ من المسئول في العمل وأخذتُ طريق البيت والهمّةُ تملؤني لغزو المقرر.. فجأة  على قارعة الطريق التقطت أذني جملة يتيمة من حوار سيدة تقول لرفيقتها، وهما تمشيان بهدوء: أحبُ الرجل الذي يغار!
بعيدا عن توقعاتي عن طبيعة الحش الذي يدور بينهما، لكني أمط الآن شفتي، الأنثى تتعطش للاهتمام بمعناه الواسع، وما غيرة الرجل إلا قطرة مما يروقها! يسعدها أن تكون محط الأنظار، أن تلفت الانتباه، حتى إن عاندتها ظروفها ستظل الجذوة مختفية في مكان ما، اللطيف أن الأنثى عندما تجد الفرصة تتحول لكائن استهلاكي لزج، إسفنجة يابسة لا تشبع، عاصفة شمسية مغناطيسية، تستقبل إشارات البث الكوني وتشوش على غيرها، تفتش على الثناء المستمر ولا تبالي بالصدق أو الحقيقة! تترفع عن المجاملة، قط ينهش ولا يموء إلا طلبا للمزيد! كان ذلك اللطيف،... أما المحزن أنها كائن هش سهل الانكسار، تنكمش سريعا على ذاتها إن فقدت فقاعتها، لا تناسبها قوقعة السلحفاة، لا تبالي كثيرا بانكشافها، أو ظهور خلاف ما يروقها الاستماع إليه... (وهذا ما يؤرقني في كل تجربة تجمعمي فيها مع أنثى، فأصرف ثلاثة أرباع جهدي في الحرص على عدم إرتكاب أي حماقة تطعن في مبادئي أو تكسر هشاشة هذه القارورة -الأنثى- ويكون من نصيب التجربة ربع المجهود).. ف"رفقًا بالقوارير"

هامش: هذا الوصف لا يتضمن الأنثى الأم، فهي كائن أسطوري في ذات كل أنثى!

#ربع_مقال
#جرعة_مخففة
#جذور_لآيت😁
"الدرس الأول في المناظرة؛

كيف أصمُت وأقول "لا أعرف"
متى لا أُناظر!"
بعض الأماكن تشتاق لأصحابها و لا تملك قدرة البوح .. لو مررت بها ستعرفها ؛
تجد نوافذها مفتوحة لربما رياح الشوق تأتي برائحتهم .. أبوابها مهترئة من صفْقِ الهجر .. جُدرانها تملأها الشقوق من جور الزمان
ستعرفك الأماكن المشتاقة يا غريب الدار !

  فأنت من أهل الشوق و الدّار
يااااه.. مهمة شاقة أن يقتنع العالم أنه إن كان حق.. فهو حقكم.. وإن كان مبرر.. فهو لكم.. وإن كانت ذريعة فهي لكم! ليس اليوم فحسب بل منذ ما يزيد عن ٧٥ عاما!
إن مجرد نقاش ذلك يُعد دعارة علنية! بل إن مجرد منح الم ح ت ل (أي حق) بدءا من العيش بسلام في المستعمرات الجاثمة على تراب مسلوب.. هو دعارة علنية! إن مجرد استنكار ثورة (المغتصب حقه) لعقود وعرضها على أي ميزان أخلاقي وهمي هي محض دعارة! إن النفس السويّة تشعر بالرضى عند صفع الظالم، وتأنس عند انكساره، وتنتعش عندما يقف في وجه طغيانه أيا من يكون!
يقود أطفال غ ز ة ونساؤها ثورة أخلاقية عظمى ضد تفاهة العالم،
إن اختبار الإنسانية والأخلاق من هذه القضية أسهل من اختبار الحمل الذي لا يحتاج أكثر من قطرة بول واحدة!
HTML Embed Code:
2024/03/29 02:04:06
Back to Top