TG Telegram Group Link
Channel: قناة حسين عبد الرّازق (لبثّ الدروس المُباشرة)
Back to Bottom
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
بعد مُدارسة سورة القصص المُباركة وطلبِ ما فيها من العلم والعمل
فهذا مجلس ختامي يقرأ فيه الطلاب السورةَ

وهذا المجلس بالنسبة لي هو من أكثر ما أفرح به في الحياة الدنيا وأنا أرى شبابا وُرودا يتلون كتاب الله وهم يعقلون ما يتلون وفرحون به
وذلك الفضلُ من الله.
شباب من مختلف بلدان العالم جمعهم كتابُ الله
ويبقى شبابُ الإسلام بخير ما داموا مُهتدين بكتاب الله
فاللهم اهدنا لنورِك ولا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

وأرجو أن يكون في نشر هذه المواد تشجيعا لغيرهم من الشباب أن يحفظوا شبابهم في العلم النافع والعمل الصالح كما يحاول أولئك الشباب
واللهُ ولي المُتقين
جعلنا الله منهم

محاضرات دراسة سورة القصص هنا

https://youtube.com/playlist?list=PL0Yvz0IDqvg3BqSsbXUu85OK4QCEo85qI&feature=shared
https://www.youtube.com/playlist?list=PL0Yvz0IDqvg1DW3aF9GK5RwqGo4l8QLyN



1- تفسير سورة البقرة.
2- تفسير سورة آل عمران (غير مكتمل).
3- تفسير سورة يونس.
4- تفسير سورة هود+ دورة مفاتيح التدبر ( تفسير السورة غير مكتمل).
5- تفسير سورة النحل.
6- تفسير سورة الإسراء.
7- تفسير سورة النور.
8- تفسير سورة القصص.
9- تفسير سورة العنكبوت.
10- تفسير سورة فاطر.
11- تفسير سورة الزمر.
12- تفسير سورة غافر.
13- تفسير سورة فصلت.
قناة حسين عبد الرّازق (لبثّ الدروس المُباشرة)
https://youtu.be/pVFeMgQzR9E?feature=shared
أرجو أن يكون هذا الدرس مُعينا إن شاء الله على الاستقامة والعزم على الخير

قواعد الاستقامة ( العلمُ واليقين والإخلاص والتقوى والصبر) حسين عبد الرازق
هذه الآيات فيها بيان الدواء الشافي من الرياء :

﴿وَٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ رِئَاۤءَ ٱلنَّاسِ وَلَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلله وَلَا بِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۗ وَمَن یَكُنِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَهُۥ قَرِینࣰا فَسَاۤءَ قَرِینࣰا
وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ الله َكَانَ الله بِهِمْ عَلِيمًا
إِنَّ ٱلله لَا یَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةࣰ یُضَـٰعِفۡهَا وَیُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِیمࣰا)
الرياء هو طلب عِلم الناس بالعمل ورجاء ثوابهم (الثناء والمدح وغيره)

ودواؤه في هذه الثلاث:
الإيمان بالله واليوم الآخر (تبتغي به ما عند الله والآخرة)
الاستكفاء بعلم الله فهو الذي يملك لك الضر والنفع
علمُك بأن الله يحفظ عملك ويجازيك به

فالعظيمُ في فكرة [ أنْ تقوم بعمل شريفٍ في حياتك، من أصغرِ الأمور لأكبرها] :
أن يكون الذي يهمُّك أن يعلم عنك حُسْنَ نيّتِك،
وقيمةَ هدفِك، وصدقَ عزمك، وقَدْرَ تعبِك اللهَ تعالى وحدَه .
ولا تحرصْ أن يكون هدفُك معروفا لكلّ أحد وتعبُك معلوما لهم، ونجاحُك قصّةً مشهورة يُثنَى عليك بها أو تُذكر كأنموذج للشباب الناجح، ربما لو حصل ذلك لأفسدَ عليك عملك، أو عطّلَك عنه ...
يكفيك أنّ الله بعملِك عليمٌ، وبقصدك خبيرٌ، ولسعيِك مُحْصٍ مُجازٍ
فعملُك محفوظ لن تُكْفَرَ منه مثقالَ ذرّة.
و الشخصُ الذي ينبغي أن تثبت له أنك ناجح هو أنت!
*
من فكّر بهذه الطريقة اختصر على نفسه كثيرا وبقِي سلَمًا لربّه وحده.
ومَن غفَل عنها بقِي فيه شركاءُ متشاكسون
وهو مُعرَّضٌ للانقطاع ولفساد عمله.
كُل من قام بقلبه الاهتمامُ بأمر المسلمين فهو مؤمن فالمسلمون جسدٌ واحد
ومَن أحب الخير لهم وفرِح بما يُصيبهم من الخير وحزِن لما يُصيبهم من الشر فهو مؤمن
ومن نصرَهم بقلبه ولسانه ويده وماله فهو مؤمنٌ
ومن رفع يديه سائلا ربه القدير القوي النصير المتعال بأن ينصر عباده الصالحين الصادقين ويُنجي المظلومين و المستضعفين فهو مؤمن
ومن دعا على الكفرة الظالمين وأعوانهم فهو مؤمن
اللهم مُنزل الكتاب هازم الأحزاب اهزمهم وزلزلهم واقذف الرعب في قلوبهم فلا تبلغ من قلوبهم وأجسادهم إلا وتُبلغ في قلوب من ينصرُهم في أي مكان كانوا
إننا ندعوا ربًا قويا عزيزا كبيرا قديرا ينصرُ من ينصرُه
اجعل ما أنفقه اليهو..د وأذيالُهم واعتزوا بها هباءً منثورا وحسرةً عليهم وعلى أذيالِهم الذين يُسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة
فعسى الله أن يأتي بفتح (مِن عنده) فيفرح به كل مؤمن ويُقتَل به كل ظالم ومجرم ومنافق
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿173﴾ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴿174﴾ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿175﴾ وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ۗ يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿176﴾ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿177﴾ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)
My Movie 8
﴿وَمَن يُسْلِمْ وجْهَهُ إلى اللهِ وهو مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقى وإلى اللهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ﴾
وكلُ من أراد أن ينتقل من الغفلة إلى اليقظة، ومن مقاعد المُتفرجين إلى ميدان السباق فلابد أن تُحدثه نفسُه وشيطانُه بالعقبات والصعوبات والتحديات التي ستواجهه في طريق التغيير.
تُذكره نفسُه وشيطانُه بذلك {لا ليستعد ويتأهّب} بل لتُصعِّب عليه الطريق ولتصرفه عن التغيير وتجعله باقيا في غفلته وقعوده قانعا به.
وهكذا كلما فكّر -مجرد تفكير- تجمع نفسُه وشيطانُه له تلك الخواطر كما يجمع المغناطيسُ المعادن.
#فالذي ينبغي أن تعلمه :
أن طلبَك لمعالي الأمور -رغم ما فيها من عقبات-ليس اختبارًا لقُدراتِك ومهارتك وتخطّيك للعقبات!
بل هو اختبارٌ:
- لاستعانتِك بالله
- وتوكُلِك عليه
-وحُسنِ ظنِّك به
-ورجائك فيه
#من فكّر بهذه الطريقة صار أعظمُ ما يطلبه في سعيه لما يرجوه: الأسبابَ التي يتولَّاه اللهُ بها ويكون بها معه.
فإذا تولاه وكان معه فإنه مهديٌّ قويٌّ مُعانٌ منصورٌ بالله.

قال اللهُ تبارك وتعالى :
((إِنَّمَا ذَ ٰ⁠لِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ))
وقال موسى للذرية الذين آمنوا به على خوفٍ من فرعون وملئهم أن يفتنهم((إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ، فقالوا: على اللهِ توكلنا ..))
فاستعن بالله وتوكل عليه وأحسِن الظن به واتقِه وأحسِن يكُن معك ويتولّاك فهو يتولى الصالحين.
خيرُ الناس:
-من صبر على تعلُّمِ الحق الشرعي في كل أمور الدين
-وجاهد نفسه للقيام به
-و علّم الناس حقَّ الله في كل أمر، وأمرهم بالقسط وبصّرهم عند الفتن وثبّتهم عند الشدائد، وأعانهم على دينهم ونصر اللهَ ورسله ما استطاع بيده ولسانه.
وأولئك هم خيرُ أتباع المرسلين
فكما أن من الناس أئمةَ الكفر أكابرَ المجرمين عدوُ الله ورسله
ومنهم أحبارُ سوءٍ ورهبان أئمةُ سوء وضلالة= فإن لله ولرسله أنصارا وأولياء وهم أئمةُ الهدى
يحملون هدى الرسل عليهم السلامُ ويستقيمون عليه ويقيمونه ويبثونه ويعلمونه ويدعون اليه، ويأمرون الناس بالقسط وينصرون الله ورسله، وهم الذين ينهون عن الفساد وينهون المفسدين، وهم أولى الناس برسل الله، هم أعلى المؤمنين ايماناً وأحسنهم عملا وأعظمهم اجرا
ويخصّهم القرآن بالذكر والثناء والوعد بالهدى والنصر، ومن ذلك:👇🏻👇🏻👇🏻
*((يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أنْصارًا لِلَّهِ كَما قالَ عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَن أنْصارِيَ إلى اللَّهِ قالَ الحَوارِيُّونَ نَحْنُ أنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ وكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأيَّدْنا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأصْبَحُوا ظاهِرِينَ﴾

*والمؤمن في سورة يس، والمؤمن من آل فرعون
*وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
* ((ما كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ ..

ولكن كونوا ربانيين..))
*((إنا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ))

ومنهم: ذو القرنين:...
*وأصحاب الكهف ((..إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (١٣) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا..))

﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
((لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ
یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَیُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تِۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ))
﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ﴾
﴿فَلَوْلا كانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكم أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسادِ في الأرْضِ إلّا قَلِيلًا مِمَّنْ أنْجَيْنا مِنهم واتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وكانُوا مُجْرِمِينَ﴾
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡرِی نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ ﴾
الذين وعظوا قارون، وحذروا من فتنته في سورة القصص.
وفيها:(((وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ....)
وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ))
(وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤) ﴾
﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾
و في البخاري من حديث عروة بن الزبير سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرٍو عن أشَدِّ ما صَنَعَ المُشْرِكُونَ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بنَ أبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُصَلِّي، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ في عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ به خَنْقًا شَدِيدًا، فَجَاءَ أبو بَكْرٍ حتَّى دَفَعَهُ عنْه، فَقَالَ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}
عن النعمان بن بشير عن النبي مَثَلُ القائِمِ علَى حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا علَى سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا علَى مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا علَى أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا.
وفي الحديث:
فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ))
عن ابن مسعود ما مِن نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ في أُمَّةٍ قَبْلِي إلَّا كانَ له مِن أُمَّتِهِ حَوارِيُّونَ ، وأَصْحابٌ يَأْخُذُونَ بسُنَّتِهِ ويَقْتَدُونَ بأَمْرِهِ، ثُمَّ إنَّها تَخْلُفُ مِن بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يقولونَ ما لا يَفْعَلُونَ، ويَفْعَلُونَ ما لا يُؤْمَرُونَ، فمَن جاهَدَهُمْ بيَدِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ بلِسانِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ بقَلْبِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، وليسَ وراءَ ذلكَ مِنَ الإيمانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ.
عن أبي موسى الأشعري عن التبي صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ.
يختارُ الله ممن خلقَ في كل زمانٍ أمّة يهدون بالحق وبه يعدلون.
وهم الذين يقبلون هدى المرسلين ويحملون رسالتهم: إيمانا وعلمًا وعملا ودعوةً، فَهُم على بيّنةٍ من ربهم وعلى هدى ونورٍ وبصيرة، وهم المُهتدون بالحق العاملون به
وهم مُعلِّمو الناسِ الخير، وهم الذين يأمرون بالقسط الذي أُرسل الرُّسلُ ليَقوم الناسُ به، وهم الذين يَنهَون عن الفسادِ في الأرض ويَشرون أنفسَهم ابتغاءَ مرضاة الله، فهُم الذين يَهدي اللهُ بهم إلى دينه، ويُتم اللهُ بهم نورَه ويُظهِرُ بهم دينَه ويُحقُّ بهم الحقَّ ويُبطلُ بهم الباطلَّ، ويُفقِّه بهم في دينه، ويُبصِّر بهم عند الفتن، ويُثبِّت بهم عند الشدائد، وَبِهِ يَعْدِلُونَ بين الناس في أحكامهم إذا حكموا في الناس والأموال والدماء والحقوق والمقالات، وغير ذلك.
وأولئك أئمةُ الهدى، وهم خيرُ الناس للناس وأنفعُهم لهم، وهم الذين ينصرون اللهَ ويتولَّونه وهو ناصرُهم وهو وليُّهم بما كانوا يعملون.
وأمّةُ الإسلام بحاجةٍ في كل زمانٍ ومكانٍ المُصطفين الأخيار.
وهم الصديقون ومنزلتُهم بعد منزلة النبيّين،
قال حبان بن موسى المروزي. قال: عُوتب ابنُ المبارك فيما يفرق من الأموال في البلدان، ولا يفعل في أهل بلدِه، قال: إنني أعرفُ مكانَ قومٍ لهم فضلٌ وصدقٌ وطلبوا الحديثَ فأحسنوا الطِلبة للحديث، بحاجةٍ الناسِ إليهم احتاجوا، فإن تركناهم ضاعَ علمهم، وإن أعنَّاهم بثوا علمَهم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم))
ومن الكلمات الجامعة هنا قول ابن تيمية رحمه الله:(( ‏فإن بيان العلم والدين عند الاشتباه والالتباس على الناس أفضل ما عُبد الله -عز وجل- به، {هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِیدࣰا}))
وقال ابن القيم: "فمن طلب العلم ليحيى به الاسلام فهو من الصديقين ودرجته بعد درجة النبوة"

وهم في أنفسهم مراتب متفاوتة بقدْر علمهم وعملهم ودعوتهم
واللهُ يختصُّ برحمته من يشاء، واللّه ذو الفضل العظيم.
حديثي هنا لطالب العلم الذي:
يشعر بالمسؤولية تجاه الإسلام
-ويقدر عمره
- ويريد أن تكون مُدة بقائه في الحياة الدنيا في طلب معالي الأمور والسعي لها
- ويرى نفسه في قلب الحدث
- ويريد أن يكون في متن الإصلاح وليس في هامشه وحاشيته في مقاعد المتفرجين أو يكتفي بالانبهار والتشجيع من بعيد
لطلبة العلم ذوي القوة والعزم والنية الواسعة في العلم
يريد أن يكون حلْقة في السلسلة الشريفة الذين يبلّغُ الله بهم دينَه ويتمُّ نوره، ويعزُّ دينَه ويُحق بهم الحق، ويُبطل بهم الباطل ، ويُبصّر بهم عند الفتن.
وهذه النية الكبيرة تحتاج تدبيرا بقدرها وعزما وعملا بقدرها
تحتاج صحة تصور وحسن تصور
وهذه النيّة كما أنها البُوصلة والموجّه في طلب العلم=فهو المُحرك الذي يُحي فيك العزم.
وعن عمرو بن تغلب أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بمَالٍ - أوْ سَبْيٍ - فَقَسَمَهُ، فأعْطَى رِجَالًا وتَرَكَ رِجَالًا، فَبَلَغَهُ أنَّ الَّذِينَ تَرَكَ عَتَبُوا، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ أثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ فَوَاللَّهِ إنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ، وأَدَعُ الرَّجُلَ، والذي أدَعُ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الذي أُعْطِي، ولَكِنْ أُعْطِي أقْوَامًا لِما أرَى في قُلُوبِهِمْ مِنَ الجَزَعِ والهَلَعِ، وأَكِلُ أقْوَامًا إلى ما جَعَلَ اللَّهُ في قُلُوبِهِمْ مِنَ الغِنَى والخَيْرِ، فيهم عَمْرُو بنُ تَغْلِبَ.
قال عمرو بن تغلب رضي اللهُ عنه:
فَوَاللَّهِ ما أُحِبُّ أنَّ لي بكَلِمَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُمْرَ النَّعَمِ.
في صحيح البخاري :
ذَهَبَ عَلْقَمَةُ بن قيس النخعي إِلَى الشَّأْمِ
فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وصلّى ركعتين و قَالَ : ((اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا))
ساقَ اللهُ إليه الصحابيَ الكريم أَبِا الدَّرْدَاءِ.. فجلس إليه وتعلُّم منه..
قلتُ: من يتحرّ الخيرَ يُعطه
ومن يطلب الجليس الصالح يجدْه
وعلامتُه: من يُذكرُك بالله، وتتعلمُ منه أو تُعلّمه، وتتعاونان على البِر..
ومن تقوم من مجلسه وأنت تنوي خيرا تفعلُه
HTML Embed Code:
2024/09/27 11:53:35
Back to Top