TG Telegram Group Link
Channel: فَاطِمَة المَسعُودِيّ
Back to Bottom
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📝 أَسئِلَةٌ تُطرَح:

🔹 مَا هِيَ المُدَّةُ المِثَالِيَّة لِحِفظ القُرآن؟
ج/ الأَمر يَختَلِفُ مِن شَخصٍ لِآخَر.


🔹 يَتَسَاءَل البَعض: أَمِنَ الجَيِّد حِفظ القُرآن فِي سَنَة أَو أَقَل؟

ج/ السُّؤال الَّذِي يَنبَغِي أَن يُسبَقَ بِهِ، لِمَاذَا نُرِيدُ الحِفظ بِسُرعَة؟ لِمَاذَا لَا نَجعَل عَمَلِيَّة حِفظ القُرآن مُمتِعَة؟! لِمَاذَا نَجعَلهَا كَمَا الكُتُب التَّعلِيمِيَّة فِي المَدَارِس، نَوَدُّ الخَلَاصَ مِن شَرِّهَا عَاجِلًا!

مَا يَنبَغِي إدرَاكه، لَا يَصُحُّ التَّعَامُل مَعَ كِتَاب اللَّه كَمَا يُتَعَامَل مَعَ المَنَاهِج الدِّرَاسِيَّة

دَع اللَّذَة وَالمُتعَة مُصَاحِبَة لِحِفظك، وَابعِد عَن ذِهنكَ فِكرَة الحِفظ بِعُجَالَة.


🔹 لَيسَ الأَمر كَمَا ذُكِرَ سَلَفًا؛ فَأَنَا أَرغَبُ بِالحِفظ خَوفًا مِن انقِضَاء أَجَلِي قَبلَ إكمَال الحِفظ.

ج/ لَا تَقلَق، الأَجرُ مَكتُوبٌ لَكَ وَإِن مُتَّ قَبلَ إكمَالِهِ..

مِن كِلَامٍ لِأَمِير المُؤمِنِين (عَلَيهِ السَّلَام): لَمَّا أَظفَرهُ اللَّه تَعَالَىٰ بِأَصحَاب الجَمَل وَقَد قَالَ بَعض أَصحَابه: وَدِدتُ أَنَّ أَخِي فُلانًا مَعَكَ شَاهِدًا؛ لِيَرَىٰ مَا نَصَرَكَ اللَّهُ بِهِ عَلَىٰ أَعدَائِك. فَقَالَ لَهُ (عَلَيهِ السَّلَام): أَهَوَىٰ¹ أَخِيكَ مَعَنَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَدْ شَهِدَنَا، وَلَقَدْ شَهِدَنَا فِي عَسْكَرِنَا هَـٰذَا أَقْوَامٌ في أَصْلاَبِ الرِّجَالِ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ، سَيَرْعَفُ بِهِمُ الزَّمَانُ²، ويَقْوَىٰ بِهِمُ الْإِيمَانُ.

¹- هَوَىٰ أَخِيك: أَي مَيلُهُ وَمَحَبَّتهُ.
²- يَرْعُفُ بِهِم الزَّمَان: الرّعَاف: الدَّم الخَارِج مِن أَنف الإنسَان، وَالمَعنَىٰ: سَيُخرِجهُم الزَّمَان مِنَ العَدَم إِلَىٰ الوُجُود.



لِذَا لَا تَتَعَجَّل حِفظك، وَتَذَكَّر لَيسَ الهَدَف أَن تُنهِي الحِفظ، إِنَّمَا الهَدَف أَن تَصِلَ بِسَلَامَة. وَكَمَا يَقُولُون: كُلَّمَا زَادَت سُرعَة السِّيَاقَة كُلَّمَا كَثُرَت الحَوَادِث، وَكُلَّمَا أَسرَعتَ فِي الحِفظ كُلَّمَا وَاجَهتَ الكَثِير مِنَ المُشكِلَات.

شُعُورٌ مُربِك أَن يُكمِل الفَرد حِفظه، وَتُقَام لَهُ الاحتِفَالَات، وَهُوَ فِي قَرَارَة نَفسه لَا يَحفظ إِلَّا عِدَّة أَجزَاء، وَرُبَّمَا فَقَط سُورَة وَاحِدَة، وَهَـٰذَا الشُّعُور غَير مُرِيح لِلحَافِظ إذ يُبقِيه فِي قَلَق خَوفًا مِن أَن يُقَالَ لَهُ اِقرَأ، وَلَا يَتَمَكَّن مِن ذَلِك.


🔺 وَمِمَّا يُذكَر أَنَّ السَّيِّد الخُوئِي حَفِظَ القُرآن خِلَال ٤٠ سَنَة، مُستَثمِرًا المَسَافَة بَينَ البَيت وَمَكَان الدَّرس.

لِذَا لَا تَتَعَجَّل الحِفظ، وَسِر بِهُدُوء.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🟩 أَركَـانُ الحِفظ

لِلحِفظ ٤ أَركَان، بِمَرتَبَة العَجَلَات الأَربَع لِلسَّيَّارَة. هَل يُمكِنُ لِلسَّيَّارَة أَن تَمشِي أَو تَتَوَازَن عَلَىٰ ٣ عَجَلَات؟

بِالطَّبع غَير مُمكِن، لَا بُدَّ مِن ٤ عَجَلَات كَي تَستَقِيم وَتَمشِي بِصُورَة صَحِيحَة.. وَالأَمر يَنطَبِقُ عَلَىٰ مَرَاحِل الحِفظ الأَربَعَة، كُلّهَا مُهِمَّة، وَوَاحِدَة تَستَنِدُ عَلَىٰ الأُخرَىٰ كَي تَثبُت.


🔺 قَبلَ التَّطَرُّق لِأَركَان الحِفظ، مِنَ الجَيِّد جِدًّا أَن تَفهَم الآيَات قَبلَ حِفظهَا؛ لِأَنَّهَا سَتَختَصِرُ عَلَيكَ المِشوَار.. تَحدِيدًا نِهَايَات الآيَات الَّتِي تَتَشَابه كَثِيرًا، لِذَا الأَغلَب يُوَاجِه صُعُوبَة بِتَذَكُّرهَا، وَلِتُمَيِّزهَا بِيُسر فَأنتَ بِحَاجَة لِفَهم المَعنَىٰ..

مَثَلًا: آيَة خُتِمَت بِـ «عَزِيزٌ حَكِيم»، لِمَ لَم تُختَم بِـ «غَفُورٌ رَحِيم»؟ فَهم سِيَاق الآيَة سَيُفهِمكَ لِمَاذَا، لِذَا لَا تُهمِله.



🔹 سُؤالٌ يُطرَح: كَيفَ أَنتَقِي التَّفسِير الَّذِي يُلَائِمنِي؟ وَكَيفَ أَقرَأه؟…

ج/ الَّذِي يُرِيدُ الاطِّلَاع عَلَىٰ التَّفسِير أَثنَاء الحِفظ، بِحَوزَته طَرِيقَين: إِمَّا الاستِمَاع لِمُحَاضَرَات، أَو يَقرَأ كُتُبًا مُعَيَّنَة.

فِي المِضمَار الأَوَّل يُمكِنهُ الرُّجُوع لِمُحَاضَرَات الأُستَاذ مُحَمَّد سَلمَان زَاير.. لَكِن قَد تَكُون مُشكِلَة عِندَ البَعض؛ كَونهَا مُطَوَّلَة، يَعُود سَبَب طولهَا؛ كَونه يَذكُر كُلّ مَا يَتَعَلَّق بِالآيَة، لَكِن بِالطَّبع بِأسلُوبٍ مُمتِع، وَبِلغَة شَبَابِيَّة لَا تُمَلّ، فِي ذَات الوَقت مُجَزَّأة، وَتَحوِي مُحَاضَرَات لِأَغلَب آيَات القُرآن، يَذكُر كُلّ تَفَاصِيل الآيَة مِن قَبِيل: مَتَىٰ نَزَلَت، سَبَب النُّزُول، بِحَقِّ مَن نَزَلَت، تَفسِيرَات أَهل البَيت لَهَا وَرَأي عُلَمَاء الشِّيعَة بِهَا، وَأَهل السُّنَة.. إلخ.


🔹 يُعَلِّق أَحَدهُم قَائِلًا: لَكِنِّي بِصُعُوبَة أَجِدُ وَقتًا لِلحِفظ، فَكَيفَ سَآتِي بِالمَزِيدِ مِنه لِلاطِّلَاع عَلَىٰ مُحَاضَرَات طوَال يَومِيًّا.. فَمَا البَدِيل لِذَلِك؟

ج/ يَتَوَفَّر تَطبِيق بِاسم القُرآن الكَرِيم (بِاللَّون الأَخضَر)، بِهِ تَفسِير القُرآن، يَحوِي خَاصِّيَّة الاستِمَاع لِتَفسِير أَوضَح البَيَان.. يُمكِنكَ الاستِمَاع فَقَط لِلمَعنَىٰ العَام لِلآيَة، أَي عَن مَاذَا تَتَحَدَّث فَقَط.


🔹 مَا تَقَدَّم طَرِيقُ الاستِمَاع، لَكِن صَاحِبنَا يُعَلِّق مُجَدَّدًا: أَنَا أُفَضِّل قِرَاءَة الكُتُب، فَمَا أَفضَل الكُتُب المُرَشَّحَة لِي؟

ج/ يَأتِي فِي المُقَدّمَة كِتَاب تَفسِيرُ الأَمثَل، جِدًّا مُبَسَّط، وَلُغَته مَفهُومَة، تُنَاسِب أَغلَب الفِئَات العُمرِيَّة.


🔹 هُنَا يُشِيرُ عَلَينَا بِأَنَّهُ اطَّلَعَ عَلَيه وَاستَصعَبَه، وَلَم يُحرِز الاستِفَادَة مِنه، فَهَل يَتَوَفَّر بَدِيلًا عَنه؟

ج/ نَعَم، تَفسِيرُ الكَاشِف، مِن أَبسَط التَّفَاسِير.


بِالكِتَابَين أَعلَاه يُمكنكَ بَدأ مَسِيرَتك مَعَ التَّفسِير.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔹 صَاحِبنَا يُعَاوِدُ سُؤاله: أَنَا أُرِيدُ الحِفظ وَفِي ذَات الوَقت أَتَدَبَّر، فَمَا أَصنَع؟

ج/ التَّدَبُّر آخر خُطوَة، فَأَنتَ لَا تَستَطِيع التَّدَبُّر فِي الآيَة وَأَنتَ تَجهَل لِمَ نَزَلَت، وَبِحَقِّ مَن، وَمَا مَعنَاهَا، وَالشُّبُهَات الَّتِي قَد تَرِد فِي ذِهنك إثرَ ذَلِك.. إلخ.. هُنَا يَستَحِيل أَن تَتَدَبَّرهَا وَأَنتَ لَا تُدرِك حَيثِيَّات الآيَة.. فَهُوَ كَمَا أَشَرَت يُعتَبَر الخُطوَة الأَخِيرَة، بَعدَ أَن تُكَرِّر الآيَة، وَتَستَمِع لَهَا عِدَّة مَرَّات، وَتَستَمِع أَو تَقرَأ التَّفسِير، تَعرِف آرَاء العُلَمَاء حَولهَا، ثُمَّ يُمكِنكَ فِعله..

وَفِي ذَات الوَقت، لِلتَّدَبُّر بَرنَامَج مُعَيَّن، أَي بَعدَ أَن تَقطَع عِدَّة خُطوَات تَصِل إِلَيه.. يُمكِنكَ فِعله قَبلَ ذَلِك، لَكِن قَد يُوصِلُكَ لِلتَّفسِير بِالرَّأي، وَهُوَ مَا وَرَدت حُرمَته عَن أَهل البَيت (عَلَيهِمُ السَّلَام).

لِهَـٰذَا يَنبَغِي أَن تَقرَأ التَّفسِير أَوَّلًا وَتَدرِيجِيًّا تَحصل لَدَيكَ مَلَكَة التَّدَبُّر.


🔹 صَاحِبنَا العَزِيز يَسأل: أَنَا أَتَشَتَّت، لَا أَستَطِيع الاطِّلَاع عَلَىٰ التَّفسِير وَحِفظ القُرآن فِي الوَقت نَفسه، أُرِيدُ طَرِيقًا وَاحِدًا، فَأَبدَأُ بِمَن، الحِفظ أَم التَّفسِير؟

ج/ دُونَ شَكٍّ قِرَاءَة التَّفسِير.


🔹 لِمَ عَلِيَّ قِرَاءَة التَّفسِير أَوَّلًا؟

ج/ لِنَفرض جِئَت لِتَحفظ، وَبِكُلِّ الأَحوَال سَوَاء حفظت أَم اِطَّلَعت عَلَىٰ التَّفسِير فَقَط، فَأَجرك مَحفُوظ، لَكِن مَا الفَائِدَة إِن فَتَحت المُصحَف، وَشَرَعتَ بِالحِفظ:

﴿الٓمٓ ۝ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾

مَا الفَائِدَة إِن حَفظتهَا وَلَم تَعرِف لِمَ نَزَلَت؟ مَا الغَايَة مِن مَجِيئهَا فِي البِدَايَة؟ لِمَ أَصبَحَت هِدَايَة لِلمُتَّقِين؟ وَهَل المُتَّقِين بِحَاجَة لِهِدَايَة كَي يَنزل لَهُم القُرآن؟ لِمَ لَا يُصبِح هُدًى لِلمُؤمِنِين؟ بِالتَّالِي هُم مُتَّقِين، وَصَلُوا مَرحَلَة يَدخُلُوا مِن خِلَالهَا الجَنَّة، لِمَ جَاءَ القُرآن هِدَايَة لَهُم؟

أَلَا يَنبَغِي مَعرِفَة هَـٰذِهِ الأُمُور؟ هُوَ لِمَن نَزَل القُرآن، أَلَم يَنزِل إِلَيك؟ بَقَاء القُرآن كُلّ تِلكَ القُرُون مَا الغَايَة مِنه، أَلَيسَ لِأَجل العَمَل بِهِ وَتَغيير حَيَاتك؟

عِندَمَا آتِي وَأَقرَأ الآيَة، وَأَعلَم أَنَّ القُرآن نَزَلَ هِدَايَة لِلمُتَّقِين.. أَسألُ نَفسِي: مَن هُم المُتَّقِين، لِمَ أَنَا لَستُ مِنهُم؟ لِمَ أَقرَأ وَأَحفظ وَلَا أَعرِف عَنهُم شَيئًا؟ وَلَا أُطَبِّق تَعَالِيمهُم فِي حَيَاتِي…


فَأَفضَل مَا يَقُومُ بِهِ الفَرد قِرَاءَة التَّفسِير بِبِدَايَة صَحِيحَة.. عِلمًا لَيسَ بِالضَّرُورَة أَن تَطَّلِع عَلَىٰ كُلّ قَوَاعِد عُلُوم القُرآن؛ لِأَنَّكَ لَا تَنوِي التَّخَصُّص بِه، اِطَّلِع عَلَىٰ تَفسِير الآيَات، وَإِن لَم تَستَطِع فَهُنَاكَ الكَثِير مِنَ المُحَاضَرَات، كَمُحَاضَرَات الشَّيخ فَاضِل الصَّفَّار.

هُنَاكَ كُتُب قُرآنِيَّة فِي مَوَاضِيع مُعَيَّنَة، مَثَلًا كُتُب تُعنَىٰ بِالقصص المَوجُودَة فِي القُرآن، كُتُب تُعنَىٰ بِأَهَم الأَسئِلَة الوَارِدَة فِي القُرآن، كُتُب تُعنَىٰ بِالشُّبُهَات، كَأَن أَقرَأ آيَة مُعَيَّنَة وَيَتَبَادَر فِي ذِهنِي مَعنًى لَهَا، لَكِنَّهَا تُعنَىٰ بِأَمرٍ آخَر…
«تَجِد هُنَا شَيئًا مِن تِلكَ الكُتُب»



إذَن التَّفسِير يَسبِقُ الحِفظ، وَأَولَىٰ مِنهُ، وَمَا إِن تَبدَأ قِرَاءَة التَّفسِير؛ تِلقَائِيًّا سَتَجِد نَفسك تَحفظ الآيَة، وَبِكَثرَة تَوَارُدهَا عَلَيك تُصبِح عِندك مَلَكَة التَّدَبُّر..


فِي البِدَايَة تَقرَأ التَّفسِير، وَبِالنِّهَايَة تُحرِز مَلَكَة التَّدَبُّر؛ لِأَنَّكَ بِمُرُور الوَقت يَستَحِيل أَن تَمُرَّ عَلَيكَ آيَة دُونَ أَن تَسأل لِمَ نَزَلَت، لِمَ هُنَا وَرَدَ حَرفُ عَطف، لِمَ هُنَا صَارَ تَأَكِيدًا، لِمَ هُنَا تَذكِيرًا، لِمَ هُنَا تَأنِيث… إلخ.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🟩 أَركَانُ الحِفظ الأَربَعَة:

□ الاستِمَاع.
□ الحِفظ.
□ المُرَاجَعَة القَرِيبَة.
□ المُرَاجَعَة البَعِيدَة.



🔺 هُنَاكَ ثَلَاث طُرُق لِلحِفظ عَادَةً:

⁃ الطَّرِيقَة المُبَاشرَة، أَفتَحُ المُصحَف وَأَحفظ. وَهَـٰذِهِ الطَّرِيقَة خَاطِئَة جِدًّا، وَتَصرِفُ الكَثِيرَ مِنَ الجُهد وَالطَّاقَةِ وَالوَقت.

وَالكَثِيرِين يَقَعُوا فِي هَـٰذَا الخَطَأ، وَالحَال هُنَا يُصَعِّبُوا عَلَىٰ أَنفُسهم الحِفظ، وَيُطِيلُوا فَترَته..

الحِفظ دُونَ الاستِمَاع يكُون مُعَرَّض لِلنِّسيَان سَرِيعًا.


أَمَّا الطَّرِيقَتَين المُتَبَقِّيَتَين تَكُونَان مَعَ الاستِمَاع، لِنَرَىٰ أَيُّهمَا أَجدَر بِالاتِّبَاع:



🟣 ١- الاستِمَاع: طُرُقُ الاستِمَاع:

يَأتِي شَخص وَيَستَمِع لِمِقدَار حِفظه ١٠ مَرَّات ثُمَّ يَحفظ فِي سَاعَتِهَا. هَـٰذِهِ الطَّرِيقَة جَيِّدَة، لَكِن هُنَاكَ مَا هُوَ أَجوَدُ مِنهَا.


🔺 أَفضَلُ طَرِيقَةٍ لِلاستِمَاع:

أَن تَستَمِع مُدَّة ١٠ أَيَّام، ثُمَّ تُبَاشِر بِالحِفظ، وَالاستِمَاع اليَومِي يَرتَبِط بِمِقدَار الحِفظ.

مِقدَار الحِفظ اليَومِيّ يُسَمَّىٰ دَرس، أَي إِن كَانَ الحَافِظ يَحفظ فِي اليَوم صَفحَة وَاحِدَة نَقُول أَنَّ دَرسهُ صَفحَة وَاحِدَة، وَإِن كَان يَحفظ فِي اليَوم نِصف صَفحَة، نَقُول مِقدَار دَرسه نِصف صَفحَة.


المَطلُوب مِمَّن يُرِيد الحِفظ أَن يَستَمِع لِعَشر دُرُوس لَم يَحفظهَا بَعد.

لِنَفرض حِفظِي نِصف صَفحَة، عَلَيَّ الاستِمَاع لِخَمس صَفَحَات يَومِيًّا.

بَعدَ أَن اِنقَضَت ال ١٠ أَيَّام شَرعتُ بِالحِفظ، فَحَفِظتُ نِصف صَفحَة، هُنَا أُسقِطُ النِّصف الَّذِي حَفِظته مِنَ الاستِمَاع، وَأُضِيفُ نِصف صَفحَة جَدِيدَة لِلاستِمَاع.

أَي يَومِيًّا تَتَقَدَّم فِي الاستِمَاع بِنَفس المِقدَار الَّذِي تَحفظ بِه. وَالطَّرِيقَة المُثلَىٰ لِلاستِمَاع، الجُلُوس وَالاستِمَاع بِفَتح المُصحَف.


🔘 مِثَال: لِنَفرِض أَنَّ رَيحَانَة تَحفظ يَومِيًّا صَفحَة وَاحِدَة، وَقَد أَكمَلت اليَوم حِفظ الصَّفحَة ١١، فَالصَّفَحَات الَّتِي يَجِبُ أَن تَستَمِعَ إِلَيهَا هِيَ مِن ١٢ إِلَىٰ ٢١.


🔹 لِمَ الطَّرِيقَة أَعلَاه هِيَ الأَفضَل لِلاستِمَاع؟

لِأَنَّ الفَوَاصِل الزَّمَنِيَّة ضَرُورِيَّة لِلدَّمَاغ.. كَمَا أَنَّه يَعُود عَلَينَا بِالفَائِدَة مِن حَيث إتقَان الحِفظ وَتَسرِيعه (أَي نُحَضِّر أَنفُسنَا لِلحِفظ الجَدِيد).. وَضَبط أَحكَام التِّلَاوَة، وَتُبعِدنَا عَن الأَخطَاء فِي الحِفظ كَأَن نَضَع حَرَكَة فِي غَير مَحَلِّهَا..




🔺 مُلَاحَظَاتٌ مُهِمَّة:

✱ عَلَىٰ الحَافِظ أَن يَلتَزِمَ بِمُصحَف وَاحِد لِلحِفظ، بِالطَّبع مُمكِن أَن تَتَعَدَّد المَصَاحِف، لَكِن المَقصَد أَن يَكُونَ مِن نَفس الخَطّ وَعَدَد الأَسطُر، إذ بِحَال تَغَيَّرَ عَدَد الأسطُر سَيُوَاجِه الحَافِظ مُشكِلَة بِالتَّذَكُّر.


✱ المُصحَف الَّذِي تَحفظ بِه يَنبَغِي أَن يَكُونَ خَالِيًا مِنَ التَّفسِير أَو المُلَاحَظَات وَالأَلوَان الخَاصَّة بِأَحكَام التِّلَاوَة وَغَيرهَا مِنَ المُشَتِّتَات.


✱ يُفَضَّل أَن يَستَمِع الحَافِظ لِقَارِئ وَاحِد، أَي لَا يَتَنَقَّل بَينَ القُرَّاء بِشَكلٍ مُستَمِرّ. كَأَن تَلتَزِم مَعَ القَارِئ مُحَمَّد صِدِّيق المَنشَاوِي. وَبَعدَ إكمَالك لِلحِفظ وَضَبطه يُمكِنكَ أَن تُعَدِّد كَمَا يَحلُو لَك.


🔹 أَستَمِع لِأَيِّ قَارِئ؟

ج/ يَعتَمِدُ عَلَىٰ ذَوقكَ الشَّخصِيّ.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🟣 ٢- عَمَلِيَّةُ الحِفظ:

لِنَفرض أَنَّكَ حَفِظتَ الآيَة الثَّانِيَة مِن سُورَة البَقَرَة وانتَقَلتَ لِلآيَة اللَّاحِقَة، بَعدَ أَن تَضبطهَا تَعُود لِلقِرَاءَة مِن الآيَة الَّتِي حَفِظتهَا أَوَّلًا؛ كَي تُوجِد حَلَقَة وَصل بَينَ الآيَتَين، وَتَمضِي وَفقًا لِهَـٰذَا النَّمَط إِلَىٰ أَن تُنهِي حِفظ دَرسك. وَتَسعَىٰ مَا أَمكنك لِتِكرَار الحِفظ الجَدِيد طِوَال اليَوم.

🔺 وَهُنَا اِلتِفَاتَة: عَادَةً يُوَاجِه الحَافِظ مُشكِلَة فِي تَذَكُّر بِدَايَة الصَّفحَات، وَالوَاقِع مُشكِلَته لَا يُوجِدُ رَبطًا بَينَ الآيَات، لِذَا لَا بُدَّ أَن تَكُونَ نِهَايَة حِفظ المُقَرَّر اليَومِيّ بِدَايَة الصَّفَحَات، وَلَو بِمِقدَار كَلِمَتَين مِنهَا.



🟣 ٣- المُرَاجَعَة القَرِيبَة:

يُقصَد بِالمُرَاجَعَة القَرِيبَة مُرَاجَعَة آخر ١٠ دُرُوس حَفِظتهَا.

🔹 كَيفَ نُرَاجِع؟

أَصل المُرَاجَعَة أَن يَقرَأ الشَّخص حِفظه عَلَىٰ شَخصٍ آخَر، وَيَملك القُدرَة عَلَىٰ تَمييز الأَخطَاء.

🔹 وَإِن لَم يَتَوَفَّر هَـٰذَا الشَّخص، مَاذَا أَفعَل؟

تَجلِب وَرَقَة بَيضَاء وَتَطبِقهَا مِنَ المُنتَصَف، وَتَفتَح المُصحَف أَمَامك، وَتَضَع الوَرَقَة فَوقَ الآيَات.. كُلَّمَا قَرَأتَ سَطرًا أَنزَلتهَا لِلأَسفَل لِتَرَىٰ إِن كَانَ مَا قَرَأته سَلِيمًا مِنَ الأَخطَاء.. تُتَابِع بِهَـٰذَا الشَّكل حَتَّىٰ تُنهِي مُرَاجَعتك.



🟣 ٤- المُرَاجَعَة القَدِيمَة:


سَتُرَاجِع جَمِيع مَا تَحفظ عَدَا آخر ١٠ دُرُوس، أَي تَضَع جَدوَلًا لِمُرَاجَعَة حِفظك السَّابِق.. هُنَا الأَمر يَعتَمِدُ عَلَىٰ مِقدَار الحِفظ. إِن كَانَ حِفظكَ قَلِيل، كَأَن يَكُونَ جُزءًا أَو جُزئَين، هُنَا يُمكِنكَ مُرَاجَعَته جَمِيعه يَومِيًّا؛ لِأَنَّ هَـٰذَا يُسَاعِدُكَ بَعدَمَا تَتَقَدَّم بِالحِفظ أَن لَا تَضغط عَلَىٰ نَفسك بِالمُرَاجَعَة. كَمَا وَيُفَضَّل أَن يُرَاجِع الحَافِظ جَمِيع حِفظه كُلّ ١٠ أَيَّام (تَحدِيدًا الحَافِظ لِكُلِّ القُرآن أَو نِصفه وَمَا فَوق).

لَكِن كُلَّمَا كَانَ الحَافِظ مُتقِنًا كُلَّمَا احتَاجَ لِمُرَاجَعَة أَقَل.. وَالمُرَاجَعَة الكَثِيرَة فِي بِدَايَة الحِفظ تُوَفِّر عَلَيكَ ذَلِكَ لَاحِقًا.



🟩 أَركَانُ الحِفظ وَفقًا لِلأَولَوِيَّة:

أَنَا مُطَبِّقٌ لِأَركَان الحِفظ بِحَذَافِيرهَا، لَكِن أَحيَانًا إثرَ انشِغَالٍ مَا، أَو ظَرفٍ طَارِئ لَا أَتَمَكَّن مِنَ تَطبِيقهَا جَمِيعهَا، هُنَا أَمنَحُ الأَولَوِيَّة لِمَن؟

ج/ الأَولَوِيَّة تَكُون لِلمُرَاجَعَة القَرِيبَة؛ لِأَنَّ الحِفظ الجَدِيد لَا يَزَال فِي الذَّاكِرَة قَصِيرَة المَدَىٰ، فَاحتِمَالِيَّة نِسيَانه سَرِيعَة جِدًّا.. وَتَأتِي تَبعًا لَهَا المُرَاجَعَة القَدِيمَة.
لِمَ؟
لِأَنَّ الأَولَوِيَّة أَن نُحَافِظ عَلَىٰ مَا حَفِظنَاه.

ثُمَّ الاستِمَاع؛ كَونه يَسبِق الحِفظ فِي القَاعِدَة، وَالحِفظ دَائِمًا يَكُون الأَخِير.


🔺 إذَن التَّرتِيب وَفقًا لِلأَولَوِيَّة:

المُرَاجَعَة القَرِيبَة - المُرَاجَعَة القَدِيمَة - الاستِمَاع - الحِفظ.


🔹 مَاذَا لَو كُنتُ سَأَفعَلهَا جَمِيعهَا، مَعَ تَقدِيم وَتَأخِير بِهَا؟

إِن كُنتَ مُتَأكِّدًا مِن امتِلَاكِكَ الوَقت الكَافِي لِفِعل جَمِيع الفَقَرَات، فَلَا بَأس. لَكِن لَو فَرَصنَا يَدُور الأَمر بَينَ الأَهَم وَالمُهِم، لَا بُدَّ أَن يَدُور بَينَ الأَولَوِيَّات.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
فَاطِمَة المَسعُودِيّ
Photo
⁦⁦

مِمَّا يُضَاعِفُ مُتعَة وَهِمَّة الحِفظ استخدَام أَقلَام الهَايلَايتر..

يَتَمَكَّن الحَافِظ مِن خِلَالهَا تَشخِيص مَوَاطِن الضَّعف وَالقُوَّة عِنده فِي بَعض الصَّفَحَات.. بِالتَّالِي بِإلقَاء نَظرَة يَعرِف لَون العَلَامَات غَير الكَامِلَة

وَاللَّطِيف أَنَّ لَهَا فَائِدَة نَفسِيَّة عَمِيقَة جِدًّا، حَيثُ يَذكُر الأُستَاذ مُصطَفَىٰ الطَّائِي أَنَّ بَعض الطُّلَّاب لَم يُلقُوا بَالًا لِمَسألَة الحُضُور وَالغِيَاب وَحَتَّىٰ ضَبط الحِفظ، فَلَا تُربِكه الدَّرَجَة المُنخَفِضَة؛ بِالتَّالِي هُوَ يَرَىٰ لَوحَة بَيضَاء تَحوِي أَرقَام، فَلَا تُؤثِّر بِهِ نَفسِيًّا..

لَكِن عِندَمَا استخدَمُوا الأَلوَان، كَاللَّون الأَخضَر لِلعَلَامَة الكَامِلَة، اللَّون الأَصفَر لِل ٩ والأَحمَر لِلأَقَل.. هُنَا تَبَدَّلَ الحَال ١٨٠ دَرَجَة، أَصبَحَ الأَمر مُحَفِّزًا، وَبَدأت رُوح المُنَافَسَة بَينَ التَّلَامِيذ.. لِدَرَجَة بَعض الطُّلَّاب مِمَّن عَلَامَته لَيسَت كَامِلَة، يُطَالِب الأُستَاذ لِأعَادَة الاختِبَار لِأَخذ العَلَامَة الكَامِلَة كَي تُبَدَّل لِلَّون الأَخضَر..



🔺 سَأُكمِل الحَدِيث حَولَ هَـٰذَا المَوضُوع لَاحِقًا.
ترَكتُ فَرَاغَاتٍ أَعلَاه، كَي أُعَلِّقَ لَاحِقًا حَولَ كَيفِيَّة الاستِفَادَة مِنَ المَلَفَّات؛ لِأَنَّ طَاقَتِي نَفِدَت الآن، وَالطَّلَبَات حَولَ الإسرَاع بِالنَّشر حَولَ مَوضُوع الحِفظ لَا تَنتَهِي😅
الضَّغط «هُـنَا» يُفضِي بِكُم نَحوَ مَجمُوعَة مِنَ التَّـطبِيقَات وَالمَوَاقِع وَالقَنَوَات النَّـافِعَة حَـولَ مَوضُوع الحِفظ وَالتَّفسِير.


وَإِن صَعُبَ عَلَيكَ فَهمُ شَيء، اكتُب لِي «هُنَا».
فَاطِمَة المَسعُودِيّ pinned «🟩 القُرآنُ الكَرِيم وَتَدَارُسه مِمَّا يُمَتِّن صِلَتنَا بِأَمرٍ مُعَيَّن هُوَ شِدَّة إتقَاننَا لَه.. وَلِأَنَّ العَلَاقَة مَعَ القُرآن لَا يُمكِنُ أَن تُبنَىٰ عَن جَهل، لَزِمَ أَن نَتَعَلَّم القِرَاءَة الصَّحِيحَة كَي نَعِي مَا نَقرَأ، وَلَا نُحَرِّفه..…»
HTML Embed Code:
2024/06/16 00:07:58
Back to Top