TG Telegram Group Link
Channel: بَعضاً مِنيّ
Back to Bottom
ترفض فِكرة
أن تكوّن الضَّحية
ولكِنَّك أكبر الضَحايا،
شِعورٍ أنت أكبرهُم.
أما عنيّ..
رَجلٌ ينصِت،
ينصِت للّيل..
للدموّع..
لصدره..
لخطوط يَدَه..
ولا أحَد يُنصت إليه.
كالذي يلتمِس الأمان بعدَ حروبٌ مُدَوّية.
لم يجِد حنينة
عِندما فتش عنهُ،
ضّاع بيّن
الليّالي الكاذِبة.
أنا والمَطر
لا نُجيد الكلام،
فكلانا يُترجِم الكتمّان إلى دُمُوع.
تَتكِئ أيامة عليه.
يسيرٌ مُثقَل الخُطى
ضاماً يداهُ قُرب صَدره،
خوفًا من أَن يجرّح النسيّم فؤاده.
ينثر حُزنه بيّن أرصفة
الطريق..
يمشيّ وتسقطُ منهُ
بقايّا روحه،
يحاول ألتقاط ما سقطَ..
و عند أول إنحناء إنهارات نفسه
عليه، مُبعثره ما تبقى من بقاياه
على الرصيف..
إلى حيثُ لا أنام، تعصِف بيّ الذكريات.
أكثر الأمان أثرً، الأمان الزائِف.
يشتدّ عليه الليّل من فرط حُزنة.
عصَف به الدَّهرُ.
أَودُّ لو تغُادرني
وحدتي كما تغُادرني الأشياء،
كما تغُادرني الأماكِن والأشخاص.
إلى أين؟
وكم مِن إلى
ضاعّت بيّن تساؤلاتك.
أكتبُ إليكِ من آخر الطابوَّر
إنها المَرة الأولى
التي تمرُ مرور الكرام،
دون النظر إلى عيناكِ الواسِعات
إنها المَرة الأولى
التي لا تواجه أصابعي أيَّ رجفة
إنها المَرة الأولى
التي بها قلبيّ يتوقف خفقانه عِند رؤيتك،
وأيضًا هي المَرة الأخيرة
التي أكتبُ بِها إليكِ.
خُيِّلَ ليّ بأن الذي بيّن أصابعه وطَنّ.
سنةٌ أُخرى..
أعدُ بِها خيباتيّ
لا سنين عُمري.
في الرُكنْ البعيّد أنسِجُ مقاعدًا،
بِها يجلسُ صمتي يُحدِث صمتي.
أنت تبكيّ والمَطر.
HTML Embed Code:
2024/03/28 05:12:08
Back to Top