أكتبُ إليكِ من آخر الطابوَّر
إنها المَرة الأولى
التي تمرُ مرور الكرام،
دون النظر إلى عيناكِ الواسِعات
إنها المَرة الأولى
التي لا تواجه أصابعي أيَّ رجفة
إنها المَرة الأولى
التبي بها قلبيّ يموت خفقانه عِند رؤيتك،
وأيضًا هي المَرة الأخيرة
التي أكتبُ بِها إليكِ.

هُنالك خمس دقائق
أدعوكِ فيها لفنجان
شاي قُبيل السفر
هُنالك خمس دقائق
بها اطمئن عليك قليلاً
وأشكو إليك هموميّ قليلاً
وأشتُم فيها الزمان قليلاً
هُنالك خمس دقائق
بها تقلبين حياتي قليلاً،
فماذا تُسمين هذا التشتُت؟
هذا التمزُق
هذا العذاب الطويل طويلاً؟
وكيف تكون الخيانة حِلاً؟
وكيف يكون النفاق جَميلاً؟


تناقضات
- نزار قباني

يُتعبني كوّن ملامحي فارغة من كُل شيءٍ،
لا حُزناً يعتليّ وجهي و لا حتى أبتسامة.

لم تكُن وهمًا
كانت حقيقة تملؤها الحيرة،
تارةً تُغرقنيّ وأُخرى تُنجينيّ.

لستُ أدري أين أحُطُّ رحليّ،
فكل الأحضان لا تسع مدى شَجنيّ.

هَشُّ حتى البُكاء،
حتى حضيض الطّين.

أسيرُ على الطُرق وأُجالس المقاعد.
على مقعدًا أضَّعُ دَمعة و على آخر خيبة.

كان يختبىء
مِن تكدساتهُ
خلف صمته،
كأنه أبتلعَ الأحرُف،
لا يُبدي أيَّ ردة فِعل.

لم أعش فوّق الأرض قَط،
لعليّ للترّاب أصبح رفيقًا و عزيزاً.

أألقاك؟
وأين ألقاك؟
بعيدٌ بُعد النَجم عنيّ
وأنا؟ ما أنا إلا بسماءٍ شاسِعة.

ينّزل الليّل كُل الليّل على عاتقّك.

على عَجَل..
عِند خَيِّطُ الفَجر
تُبنى في رأسي طواحيّن،
تطحَن الذكريات
وتنثرُها على عتِبة قلبيّ.

شيءٍ ما تلاشى في وجهكِ، لا أعلم
ما هو لكن رُبما فَقد حقيقتة في خِذلان ما.

بِنّا
الدَهرُّ
عَصَّف

غادرتُ الأيام لكنّها لم تُغادرني،
ما زالت عالِقة في مكان ما في زوايّا رأسي.

شيءٍ ما
بغيضُ الشعور،
يعيشُ في حنجرتي
مُنذ سبعين خَيِّبة.