TG Telegram Group Link
Channel: قناة د. بندر الخضر البيحاني
Back to Bottom
*إلى الجنّة*

لكل من لا زالت والدته على قيد الحياة اغتنم برها ففي سنن النسائي بسند صحيح عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السَّلَمِيِّ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سأله: *«هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟»* قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: *«فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا»*،

وأخرج البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن ابْن عُمَرَ رضي الله عنهما أنه قال لرجل: أَتَفْرَقُ النَّارَ، وَتُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ قُلْتُ: إِي وَاللَّهِ، قَالَ: أَحَيٌّ وَالِدُكَ؟ قُلْتُ: عِنْدِي أُمِّي، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَوْ أَلَنْتَ لَهَا الْكَلَامَ، وَأَطْعَمْتَهَا الطَّعَامَ، لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مَا اجْتَنَبْتَ الْكَبَائِرَ.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر
*س/ هل ورد ما يدل على أن بعد ظهر يوم الأربعاء من أوقات استجابة الدعاء؟*

ج/ 📝 نعم ورد ما يدل على أن ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء هو من أوقات استجابة الدعاء في حديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد في المسند بسند حسنه جماعة من المحدثين عن جابر رضي الله عنه *أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ"* قَالَ جَابِرٌ: *«فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ»*،

ففهم جابر رضي الله عنه أن هذا من أوقات استجابة الدعاء وكان يتحرى الدعاء فيه.

فعلينا أن نغتنم سائر أوقات استجابة الدعاء في الدعاء لأنفسنا وبلدنا وأمتنا، وغزة وفلسطين، وأن ينتقم من اليهود المعتدين، ومن يساندهم من سائر المجرمين، وأن يعجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمين.

🖋د. بندر الخضر.
___
للاشتراك في قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

للاشتراك في قناة التليجرام
http://hottg.com/dr_alkhader
*س/ هل صحيح أن من سارع في الذهاب للجمعة له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها؟*

ج/ الحديث في ذلك ذكر جملة من الأشياء لاستجلاب هذا الفضل والأجر، وهو أن يحرص الشخص على الاغتسال والتنظف للجمعة، وأيضاً المسارعة والتبكير، والذهاب ماشياً، والحرص على القرب من الإمام، وحسن الاستماع مع البعد عن اللغو فمن حقق ذلك حاز هذا الفضل العظيم،

والحديث الوارد في ذلك صححه جمهور المحدثين، وقد رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»*، فلنحرص جميعاً على العناية بيوم الجمعة، والقيام بسائر ما شرعه الله في هذا اليوم العظيم.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://hottg.com/dr_alkhader
*المصلح الاجتماعي*

إنسان رفيع القدر عند الله، وشخص عظيم المكانة في دين الإسلام، وأي وقت أو جهد يبذله للإصلاح بين المتنازعين، وإعادة التواصل بين المتقاطعين من الأقارب والجيران وغيرهم، أي جهد في ذلك هو من أعظم العبادات وأفضل الطاعات، وهو خير من نوافل الصلاة والصيام، وسبب لاستجلاب رحمة الله،

وقد قال تعالى: *{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* [الحجرات: 10]،

وأخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟»*، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: *«صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ»*،

وروى البزار بسند حسن عَنْ أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لأَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه: *أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى تِجَارَةٍ؟* قَالَ: بَلَى، قَالَ: *«صِلْ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَقَرِّبْ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا»*.

فهنيئاً لكل من يعمل في هذه التجارة، ويستخدم جاهه ومكانته وتأثيره في التقرب إلى الله بهذه العبادة.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
قناة د. بندر الخضر البيحاني:
*س/ ما هو حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا؟*

ج/ 📝 إن حق النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم حقوق الخلق علينا، فلا حق لمخلوق أعظم من حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الحق والواجب تجاهه يتمثل في أمور كثيرة يمكن إجمالها فيما يلي:

1️⃣ الإيمان به وبرسالته وبكل ما أخبر به قال تعالى: *{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}* [الأعراف: 158]. وأن هديه أكمل الهدي وشريعته أكمل الشرائع فلا يقدّم عليها أي تشريع أو نظام قال تعالى: *{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}* [النساء: 65]، وقال تعالى: *{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}* [النور: 63]، وفي المتفق عليه عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«... فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»*.

2️⃣ محبته محبة تفوق محبة جميع الخلق، بل وتقديم محبته على محبة النفس والوالد والولد قال تعالى: *{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}* [الأحزاب: 6]، وفي المتفق عليه عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»*. وأحب من النفس، كما في صحيح البخاري.

◀️ *ومن مظاهر محبته*: اتباع هديه وكثرة ذكره بالإكثار من الصلاة والسلام عليه، وتمني رؤيته والشوق إلى لقائه وسؤال الله ذلك.

3️⃣ طاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه فطاعته من طاعة الله قال تعالى: *{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}* [النساء: 80]، وقال تعالى: *{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}* [الحشر: 7]، وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: *«كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى»*، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: *«مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»*.

4️⃣ الإكثار من الصلاة والسلام عليه قال تعالى: *{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}* [الأحزاب: 56]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا»*. وفي سنن الترمذي والنسائي بسند صحيح عن علي رضي الله عنه قال: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إنَّ الْبَخِيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ»*.

5️⃣ الاقتداء به والسير على طريقته والتخلق بأخلاقه، والبعد عن الوقوع في أي بدعة من البدع قال تعالى: *{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}* [الأحزاب: 21]، وقال تعالى: *{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}* [آل عمران: 31].

6️⃣ العناية بنشر سنته والدعوة إلى منهجه وتبليغ رسالته والدفاع عنها قال تعالى: *{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}* [يوسف: 108]، وفي سنن أبي داود بسند صحيح عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ»*. مع وجوب الحذر من نسبة إليه ما لم يقله ففي صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: *«... وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»*.
7️⃣ إجلاله وتعظيمه واحترامه وتوقيره التوقير اللائق به من غير غلو ولا تقصير والثناء عليه بما هو أهله وتعظيم كلامه وسنته قال تعالى: *{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}* [الفتح: 9]، وقال تعالى: *{فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ

مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}* [الأعراف: 157]، والبعد عن اللغط ورفع الصوت في مسجده أو عند قبره أو عند سماع أحاديثه قال تعالى: *{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}* [الحجرات: 3]،

ومن ذلك⬅️: التأدب عند ذكره فلا يُذكَر اسمه مجرداً قال تعالى: *{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}* [النور: 63].

8️⃣ الدفاع عنه والغضب من الإساءة إليه، والعمل على رد الافتراءات الكاذبة في حقه وقد قال تعالى: *{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ}* [التوبة: 40].

9️⃣ تعريف الناس بشخصيته وأعماله وأقواله وأحواله وسيرته وكل ما يتعلق بحياته، فكلما ازداد المسلم معرفة برسوله ازداد محبة له واتباعاً لهديه ونشراً لسنته وقد جاء في المتفق عليه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«... فَوَ اللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ»*.

وإنه لمن المؤسف أن كثيراً من أبنائنا وشبابنا يعرفون عن كثير ممن يسمونهم بالمشاهير والنجوم، وقد يكونون من أعداء الإسلام والمسلمين، أكثر مما يعرفون عن نبيهم ورسولهم الذي أمرهم الله باتخاذه قدوة، فلنغرس معرفته ومحبته والحرص على اتباعه في نفوس أولادنا وأهلينا وسائر الناس.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://hottg.com/dr_alkhader
*س/ بعض الناس يتساهل بالوقوع في الاحتكار، فما حكم ذلك؟ وهل هو مقتصر على شيء محدد؟*

ج/ 📝 الاحتكار فعل محرم، وخطيئة عظيمة، وكبيرة من كبائر الذنوب، وقد جاء في التحذير منه أحاديث عديدة ففي صحيح مسلم عن معمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«لاَ يَحْتَكِرُ إِلاَّ خَاطِئٌ»*. وفي مسند أحمد بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ»*. وفي مسند أحمد بإسناد جيد عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»*، أي: بمكان عظيم من النار، فقيل له: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ.
فكيف يستهين مسلم بالوقوع في هذا الذنب وهو يسمع هذه التحذيرات العظيمة؟

📝 والاحتكار لا يقتصر على شيء معين بل يشمل كل ما يضر بالناس حبسه مما يحتاجون إليه مع عدم احتياج الحابس إليه، واستغنائه عنه، وإنما يفعل ذلك انتظاراً لارتفاع السعر، سواء كان ذلك في المطعومات أو المحروقات أو الأدوية أو غير ذلك وكلما عظم الضرر بالناس لشدة احتياجهم للشيء المحبوس عظم إثم من حبس ذلك الشيء، ويتحمل المحتكر الإثم بعدد المتضررين، فالواجب الحذر، والحرص على التيسير على الناس والتخفيف عليهم لا المشاركة في زيادة المعاناة.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://hottg.com/dr_alkhader
*معاً ضد الإجرام العظيم*

إن عمل السحر عمل إجرامي كبير فيه هدم للدِّين، وأذية للمسلمين، وخدمة للشياطين، قال تعالى: *{وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}* [البقرة: 102]، وكما أنه لا يجوز رمي البريء بذلك، فكذلك لا يجوز الدفاع أو مساندة من يثبت عليه الوقوع فيه،

بل الواجب تعاون الجميع في الوصول لكل من يقوم بهذا العمل الخبيث، وقيام جهات الاختصاص بما يلزم شرعاً تجاه من يثبت عليه ممارسة هذا العمل الإبليسي، والفعل الشيطاني،
وتخليص البلاد والعباد من شرهم وأذيتهم وإجرامهم وقد قال تعالى: *{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}* [الحج: 41].

سائلاً الله أن يوفق ويحفظ كل من يسعى في خير البلاد ورفع الأذى عن الناس، وأن يحبط كيد كل من يسعى في الخراب والفساد، ومن يريد بالبلاد والناس خيراً أن يوفقه إلى كل خير، ومن يريد شراً أن يجعل كيده في نحره وتدبيره في تدميره، ويجعل دائرة السوء عليه، ويجعله عبرة للمعتبرين.

اللهم خلص البلاد والعباد من شر الأشرار وكيد الفجار، وفساد السحرة والمشعوذين، وإجرام المجرمين، وأذية المؤذين، وتسلط الظالمين.
اللهم عجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ هنالك حديث يذكر أعمالاً إذا قام بها الشخص في يوم الجمعة كان كفّارة له، فما هي هذه الأعمال؟*

ج/ يوم الجمعة هو يوم عظيم، وهو عيد الإسلام الأسبوعي، وله فضائل كثيرة؛ مما يستلزم الحرص على اغتنامه والتأدب بآدابه، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وتلاوة سورة الكهف، والإكثار من الدعاء ففيه ساعة إجابة، وأما المشار إليه في السؤال فقد ورد في ذلك أكثر من حديث، منها ما في صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»*،

وروى أحمد وأبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا»*،

وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»*.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
تليجرام
http://hottg.com/dr_alkhader
واتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة د. بندر الخضر البيحاني:
*س/ أريد أن أعتمر فما هي صفة العمرة؟*

ج/ العمرة تتكون إجمالاً من أربعة أشياء: الإحرام، والطواف بالكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير،

فإذا وصل الشخص الميقات نوى العمرة بقلبه وقال بلسانه: لبيك اللهم عمرة، وإذا دخل البيت الحرام طاف بالكعبة سبعة أشواط ثم صلى خلف المقام ركعتين، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، يبدأ بالصفا ويختم بالمروة، ثم يقصر من شعره أو يحلق والمرأة تقصر فقط، هذا على سبيل الإجمال،

أما التفصيل فبيانه فيما يلي:

1️⃣ أولاً: الإحرام:

يُشرَع قبل الدخول في النسك تنظيف البدن والاغتسال والتطيب في رأسه ولحيته، ويلبس الرجل إزاراً ورداءً أبيضين نظيفين، والمرأة تلبس ما شاءت من الثياب المباحة غير أن لا تلبس النقاب ولا القفازين، والأفضل أن يكون الإحرام بعد صلاة فإن كان الوقت وقت صلاة فريضة أحرم بعدها وإلا صلى ركعتي سنة الوضوء، ثم ينوي الدخول في العمرة ويلبي بعد الصلاة أو بعد ركوب السيارة عند ابتداء السير من الميقات، وراكب الطائرة عند محاذاة الميقات وقد تهيأ قبل ذلك، فيقول: "لبيك اللهم عمرة"، فإن كانت عن غيره، قال: "لبيك اللهم عمرة عن فلان" ويذكر اسمه، ويستحب الإكثار من التلبية وهي تستمر في العمرة حتى البدء بالطواف يجهر بها الرجل، وتسمع المرأة نفسها، وله خلط التلبية بالتكبير والتهليل ودعاء الله بما يحب، وإذا كان مع المحرم أطفال فإن كانوا مميزين أحرموا بإذنه وفعلوا مثل فعله، وإن كانوا دون التمييز أحرم عنهم بالنية والتلبية ويمنعهما مما هو ممنوع منه.

وأنبه إلى أمور فيما يتعلق بالإحرام، منها: وجوب أن يكون الإحرام من الميقات *"لِأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لِأَهْلِهِنَّ، وَلِكُلِّ آتٍ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ أَرَادَ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ، ولِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ"*، ومن أحرم قبل الوصول إلى الميقات أجزأه، ومن تجاوزه دون إحرام فإما أن يرجع إليه وإلا فعليه دم يذبحه في مكة ويوزعه للفقراء فيها.

ومنها: أن وجود الدورة في المرأة لا يمنع من إحرامها من الميقات بل لا يجوز لها مجاوزة الميقات بلا إحرام، فتحرم ولا تطوف حتى تطهر.

ومنها: أن من ينوي العمرة وهو داخل مكة يلزمه الخروج خارج حدود الحرم لأدنى الحل من جهة التنعيم أو غيره. وأما من ينوي العمرة وهو خارج مكة ودون الميقات فيحرم من مكانه الذي هو فيه كالذي في جدة يحرم منها.

ومنها: إذا كان من يريد الإحرام يخاف من شيء يمنعه عن إتمام النسك فيُشرَع له الاشتراط بأن يقول: *"فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني"*. فإن حصل له شيء منعه حل ولا شيء عليه.

2️⃣ ثانياً: الطواف:

يستمر في التلبية حتى إذا وصل البيت الحرام قدّم رجله اليمنى عند الدخول وقال: مثل بقية المساجد: *"بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أعُوذُ باللهِ الْعَظيم وبِوَجْهِهِ الكَريمِ وسُلْطانِهِ القَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَان الرَّجيم، اللَّهُم اغْفِرْ لي ذُنُوبي وافْتَحْ لي أبْواب رَحْمَتِك"*، وإذا وصلت إلى أمام ركن الكعبة الذي فيه الحجر الأسود فاقطع التلبية واشرع في الطواف (ويسن أن تكون فيه مضطبعاً، والاضطباع الذي هو إبداء الرجل منكبه الأيمن، وهو سنة في طواف القدوم والعمرة فقط، كما يسن الرمل الذي هو الإسراع في المشي مع تقارب الخطى، ويكون في الثلاثة الأشواط الأُوَل من الطواف، وهو أيضاً خاصٌ بطواف القدوم وبطواف المعتمر فقط) وابدأ بالحجر الأسود فاستقبله، واستلمه بيدك اليمنى، (والاستلام هو مسح الحجر باليد)، وقبَّله بفمك إن تيسر لك ذلك ولم تؤذ الناس بالمزاحمة، وإلا فاستلمه بيدك وقبِّل يدك، وإن لم يتيسر فحاذه وأشر إليه بيدك مرة واحدة قائلاً: "الله أكبر"، أو "باسم الله والله أكبر"، ولك أن تزيد: *"اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم"*، وابدأ مشي الطواف جاعلاً يسارك إلى جهة البيت، والمرور وراء الحِجْر؛ لأنه من البيت (تنبيه: بعض الناس يسميه حِجْر إسماعيل، وهي تسمية لا أصل لها)، وإذا وصلت محاذاة الركن اليماني استلمه بيدك إن تيسر، وإن لم يتيسر فلا تشر إليه، بل واصل المشي إلى ركن الحجر الأسود، ومن الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود *"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"*، فإذا وصلت إلى الحجر الأسود أو حاذيته فقد أكملت طوفة واحدة، وابدأ الشوط الثاني بما صنعت في الأول حتى تطوف سبعاً، ويشترط لصحة الطواف: ستر العورة، والطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، وابتدائه من الحجر الأسود فلا يعتد بالشوط الذي بدأه بعد الحجر الأسود، ويجعل البيت عن يساره، ويشترط أن يطوف بالبيت سبعاً ولا يجزئ أقل منها، ولو شكَّ في أثناء الطواف في عدد الأشواط التي طافها ولم يترجح لديه شيء فإنه يبني على
اليقين، وهو الأقل.

فإذا أتمّ الطائف طوافه غطّى كتفه الأيمن، ثم
يتجه نحو مقام إبراهيم عليه السلام فيقرأ: *{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}* [البقرة: 125]، ثم يصلي ركعتي الطواف خلف المقام إن تيسر له ذلك (يجعل المقام بينه وبين الكعبة) وإلا فحيث يتيسر في الحرم ويستحب أن يقرأ في الركعة الأولى: *"{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}*"، وفي الركعة الثانية: *"{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}"*، بعد الفاتحة، وإذا انتهيت من صلاتك فاشرب من ماء زمزم من أي موضع داعياً الله بما تشاء ثم ارجع للحجر الأسود لاستلامه إن تيسر، ويستحب للطائف أن يدنو من البيت إن تيسر.

3️⃣ ثالثاً: السعي بين الصفا والمروة:

بعد عمل ما سبق اتجه للسعي، والأفضل الموالاة بينه وبين الطواف، فإذا رقيت على الصفا اقرأ قوله تعالى: *{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}* [البقرة: 158]، ثم تقول: "أبدأ بما بدأ الله به"، وهذا الكلام مع الآية المذكورة في بداية الشوط الأول فقط، ثم استقبل الكعبة إن أمكن، قائلاً: *«الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»*، وارفع يديك (كهيئة رفع اليدين للدعاء) داعياً ربك بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة، وتكرر هذا التكبير والذكر والدعاء ثلاث مرات، وقال بعض العلماء: يكرر التكبير والذكر ثلاث مرات، أما الدعاء فمرتين، ثم اهبط من الصفا إلى المروة ماشياً، فإذا بلغت العلم الأخضر فهرول إلى العلم الأخضر الآخر دون أذية الساعين، وهذا الإسراع لا يشمل النساء، ثم تابع المشي مشياً عادياً داعياً الله بما تشاء، ومن ذلك: *"رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم"* لثبوته عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، فإذا وصلت إلى المروة فاصعد عليها وكبر واذكر الله ثلاثاً والدعاء ثلاثاً كما سبق بيانه في الصفا، فهذا شوط، ثم عد إلى الصفا ليكون الشوط الثاني وكرر ذلك حتى تكمل سبعة أشواط بحيث ينتهي الشوط السابع عند المروة، والأفضل أن يسعى وهو على طهارة وليس بشرط.

4️⃣ رابعاً: الحلق أو التقصير:

إذا أكملت سعيك فاحلق شعر رأسك أو قصِّره والحلق أفضل والتقصير يستوعب جميع الرأس حيث يكون واضحاً في الرأس، فلا يكفي أن يقصّر من جهة ويترك أخرى، والمرأة تجمع شعر رأسها وتأخذ منه قدر أنملة الأصبع. وبعد الحلق أو التقصير تنتهي عمرته، ويحل له كل شيء حرم بالإحرام.

تقبل الله من الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.

___
http://hottg.com/dr_alkhader
*س/ بعض الناس يرى أن القطيعة مع مجموعات التواصل كالواتس ونحوه هو الأفضل، فما هو رأيك في ذلك؟*.

ج/ 📝 وسائل التواصل ومنها مجموعات الواتس نعمة علينا إذا أحسنّا استخدامها، وجعلناها وسائل للبناء والنفع وليس للهدم والتنابز والمناكفات، وسيلة لترسيخ روح التآخي والمحبة والود، والتعاون في الدعوة للخير وتبني القضايا العامة وتسخير أقلامها في خدمة البلاد ونفع العباد، والسعي في رفع المعاناة ومساندة المظلوم، والتأثير الإيجابي في المجال الذي أنشئت لأجله،

فالعائلية⬅️ ترسخ روابط أفراد العائلة ويتشاركون فيما يعود عليهم بالخير،

والعلمية⬅️ يحصل منها الاستفادة في جانب العلوم وما يخدم ذلك،

والمجموعة العامة⬅️ تتم المشاركة فيها بأنواع المشاركات التي تحصل بها الاستفادة المرجوة،

وهكذا بالنسبة لمختلف المجموعات ينبغي أن تكون ذات أثر طيب في مجالها، مع وجوب الالتزام في الجميع بعدم تجاوز المباح أو الوقوع في المحظور.

📝 ولقد يسّرت هذه الوسائل اجتماع من تفرقت أماكنهم وأصبحوا كأنهم في مكان واحد؛ فليستفيدوا من خبرات بعضهم في خدمة الصالح العام، وليجعلوا نصب أعينهم أنها وسائل تواصل فلا يجعلونها تتحول إلى وسائل للتقاطع فيما بينهم وبثّ الكراهية وترسيخ الأحقاد والضغائن، وميداناً للسباب والشتام والطعن في بعضهم بعضاً.

📝 وأنبّه نفسي والقارئ لجملة أمور تتعلق بذلك:

1️⃣ *أولها*: يجب حفظ مجموعاتنا من أي تجاوزات شرعية والحذر من التساهل في تنزيل الصور التي لا تليق، أو المقاطع المشتملة على ما لا يجوز النظر إليه ولو كان على سبيل التنكيت والضحك، كما يجب الحذر من منشورات السخرية والاحتقار والبذاءة ونحو ذلك مما لا يجوز شرعاً.

2️⃣ *ثانياً*: يجب الحذر من التساهل في النسخ واللصق، وتحويل الرسائل دون معرفة محتواها، فليس بصواب أن الشخص كلما وصله شيء أرسله للآخرين دون تثبت ولا تبين، وربما كانت أحاديث يتمّ نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي مكذوبة عليه ومعلوم ما في ذلك من إثم وخطيئة، وربما كانت كتابات فيها جنايات على أبرياء أو أخباراً ملفقة وإشاعات مصنوعة وذِكر حوادث لا تمت للواقع بصلة وقد جاء في صحيح مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»*.

3️⃣ *ثالثاً*: لا نجعل أوقات المجموعات تُستهلَك في مسائل الخلاف وقضايا النزاع، والانشغال بذلك عما اجتمع الناس لأجله من الخير والبر وتبادل الخبرات، فالأشياء المتفق عليها أكثر من المختلف فيها، فينبغي الحرص على جمع الكلمة في التعاون على ما فيه الخير والنفع للناس، والابتعاد عن الحسابات الضيّقة في ذلك.

4️⃣ *رابعاً*: مما لا شك فيه أنها ستُطرَح قضايا خلاف، ويحصل اختلاف في وجهات النظر في كثير من الأمور؛ مما يستلزم البعد عن التعصب والتشنج والشخصنة والأحكام الْمُسبَقة، بل ينبغي إحسان الظن ببعضنا، والحرص على إحسان انتقاء الألفاظ في التخاطب، والتعقيب والمناقشة والاعتراض، ويكون الجميع ملتزماً بأدب الإسلام في القول،

📍قال تعالى: *{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}* [الإسراء: 53]،

📍وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ»*.

5️⃣ *خامساً*: ينبغي ضبط أوقاتنا في التعامل مع وسائل التواصل، فإن كثيرين لا حدّ عندهم للوقت الذي يصرفونه مع هذه الوسائل، ويغفل عن مسؤوليته عن الوقت وأنه الحياة،

📍وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ»*.

📝 *وفي الختام* فوسائل التواصل حكمها حسب استخدامها فتباح في المباح ويؤجر الشخص على استخدامها في الخير كالتواصل مع الأرحام والسؤال عن الأصدقاء والأصحاب، والتهنئة والمباركة لمن يفرح، والتعزية للمصاب، وإرسال رسائل التذكير والنصيحة والدلالة على الخير ونحو ذلك، ومن استخدمها في الشر والأذى والعدوان استجلب الإثم والوزر،

📍وقد قال تعالى: *{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}* [ق: 18]،

📍وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»*.

⏹️ وما من كاتب إلا سيــفنى .. ويبقي الدهر ما كتبت يداه.
فلا تكتب بكفك غير شيء .. يـسـرك في القيامة أن تراه.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://hottg.com/dr_alkhader
*س/ ما هو الفضل في صيام أيام البيض؟ وفي أي أيام الشهر تكون أفضل؟*

ج/📝 صوم أيام البيض في الشهر كالتطوع بصوم الشهر كاملاً، ومن فعل ذلك كل شهر فكأنما تطوع بصيام الدهر ففي المتفق عليه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ»*،

وروى الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " *مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ*، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: *{مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}* [الأنعام: 160] اليَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ"،

📝 ومن فضلها أن صومها يذهب قسوة الصدر وما يحصل له من كدر فقد روى النسائي بسند صحيح عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»*.

📝 وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صيامها ويوصي بذلك ففي المتفق عليه واللفظ للبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: *«صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ»*، وفي صحيح مسلم عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ: أوصاني حَبِيبي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ لَنْ أدَعَهُنَّ مَا عِشتُ: *«بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وبِأنْ لا أنَامَ حَتَّى أُوتِرَ»*.

📝 والأفضل أن يصومها في أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر كما ورد في بعض الأحاديث فقد روى أبو داود وابن ماجه بسند صحيح عَنْ قتادة بن مِلْحَانَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ *«هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ»*، وروى الترمذي والنسائي بسند حسن عن أبي ذر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِذَا صُمْتَ شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ»*.

📝 ولا مانع من صومها في غير الأيام المذكورة في أول الشهر أو وسطه أو آخره متتابعة أو متفرقة لإطلاق كثير من الأحاديث ففي صحيح مسلم عن مُعَاذَة الْعَدَوِيَّة أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: *«أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟» قَالَتْ: «نَعَمْ»، فَقُلْتُ لَهَا: «مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟» قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ»*،

◀️ فمن أمكنه صومها وسط الشهر فهو أفضل، وإلا صامها حيث يتيسر له من أيام الشهر، فلنحرص على الصيام والدعاء لأنفسنا وبلدنا وسائر بلاد المسلمين، وأن ينصر المجاهدين في غزة وفلسطين، ويهزم اليهود المعتدين، ومن ساندهم من سائر المجرمين.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://hottg.com/dr_alkhader
*س/ بعض الناس يتهاون في صلاة الفجر وينام عنها فما حكم ذلك؟*

ج/ لا يجوز للإنسان أن يتهاون في أي صلاة من الصلوات المفروضة، أو أن يتعامل معها بلا مبالاة؛ فالصلاة هي أعظم أركان الإسلام العملية، وهي عمود الدّين وشعار الموحدين، وأول ما يحاسب عليه العبد، وآخر ما يفقد من الدين، وأكثر الفروض ذكراً في القرآن، وقد جاءت الأوامر الكثيرة بالمحافظة عليها قال تعالى: *{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}* [البقرة: 238]، وذكر الله المحافظة عليها في صفات المؤمنين الموصلة إلى النعيم المقيم فقال تعالى: *{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}* [المؤمنون: 9 - 11]، وقال تعالى: *{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ}* [المعارج: 34، 35]،

كما جاء التحذير الشديد من التهاون فيها قال تعالى: *{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}* [الماعون: 4، 5]، وقال تعالى: *{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}* [مريم: 59]،

وأخرج أحمد وقال المنذري إسناده جيد وحسنه الأرناؤوط عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَالَ: *«مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا بُرْهَانٌ وَلَا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ»*،

فكيف بعد كل هذا الوعيد تجد من ينشغل عن صلاته بقاته وسجارته، أو بعمله وتجارته، أو برياضته ولعبه، أو بنومه ولهوه؟، وإن الواجب على كل منّا أن يقدّم الصلاة على كل أمر وعمل، وعند النوم يعتني بالاستيقاظ في وقت الصلاة، ويضع المنبّه ويجتهد ويتعاون الجميع في إيقاظ بعضهم بعضاً وأداء الصلاة في وقتها ومع الجماعة؛ فيستجلب الإنسان بذلك الخير والبركة في سائر يومه ومختلف أوقاته وقد جاء في صحيح مسلم عن جُنْدَب رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»*، وفي المتفق عليه واللفظ لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ»*،

فالحذر من التهاون في أي صلاة من الصلوات أو التخلف عنها من غير عذر.

سائلاً الله التوفيق للجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://hottg.com/dr_alkhader
*الاحترام*

التعامل باحترام مع بعضنا هو من أعظم ما جاءت به الشريعة، وحثّ عليه الإسلام، فينبغي أن يكون هو السلوك السائد في سائر تعاملاتنا مع أقاربنا وجيراننا، وعموم الناس، في مساجدنا، وبيوتنا، ومدارسنا، ووسائل تواصلنا، وتخاطبنا مع بعضنا، وكل مجالات حياتنا، فيحترم الولد الوالد، ويحترم الصغير الكبير، ويحترم المتعلم المعلّم، ويحترم القاعد المجاهد عن حرمات الأمة ومقدساتها، وهكذا نحرص على التعامل بإخاء ومحبة،

لا تكبّر على قريب أو بعيد، ولا تعاظم أو تعالي على مسكين أو ضعيف، ولا استخدام سيء لمكانة أو نفوذ، ولا تفاخر بحسب أو نسب، لا فحش ولا بذاءة، لا احتقار ولا سخرية، لا أذيّة، ولا عنصرية، أو عصبية جاهلية، لا عدوان على أحد في دم، أو مال، أو عرض، وقد قال تعالى: *{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}* [الأحزاب: 58]، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«...كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ»*.

إن الاحترام قيمة حميدة، وصفة كريمة، ينبغي أن ينشأ عليها الصغير، ويحرص عليها الكبير؛ فالمحترَم إنسان جليل الشأن، رفيع القدر، محبوب إلى الله، نافع للناس، ساعٍ في خير العباد، وخدمة البلاد بما يستطيع، أجره عظيم، وثوابه كبير، وقد روى الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«خَيْرُ الأصحاب عند الله: خَيْرُهم لصاحبه، وخَيْرُ الجيران عند الله: خيرُهم لجاره»*، فلنتمسّك بالتعامل المحترَم فيما بيننا.

وإنه لمن المؤسف أن يضيع الاحترام بين كثير من الناس لأتفه الأسباب، فعند وقوع أدنى خلاف بين بعض الأقارب، أو الجيران والخلان، أو الزملاء والشركاء؛ يعطون الاحترام إجازة مفتوحة، ويصبح التعامل مبنياً على الغلظة والقسوة، وسوء الفعل والقول وقد قال تعالى: *{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}* [الإسراء: 53].

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ هنالك حديث يذكر أعمالاً إذا قام بها الشخص في يوم الجمعة كان كفّارة له، فما هي هذه الأعمال؟*

ج/ يوم الجمعة هو يوم عظيم، وهو عيد الإسلام الأسبوعي، وله فضائل كثيرة؛ مما يستلزم الحرص على اغتنامه والتأدب بآدابه، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وتلاوة سورة الكهف، والإكثار من الدعاء ففيه ساعة إجابة، وأما المشار إليه في السؤال فقد ورد في ذلك أكثر من حديث، منها ما في صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»*،

وروى أحمد وأبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا»*،

وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»*.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
تليجرام
http://hottg.com/dr_alkhader
واتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*خلق جاهلي*

من أعظم الذنوب وأقبح الآثام: التعامل مع أخيك المسلم باحتقار لنسبه، أو شكله، أو حِرفته المباحة، أو غير ذلك مما تراه دونك فيه ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ»*، وأخرج أبوداود والترمذي بسند حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال: *«يَا أَيّهَا النَّاس: إِنَّ اللَّه قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة، وَتَعَاظُمهَا بِآبَائِهَا، النَّاس رَجُلَانِ: مُؤْمِن تَقِيّ كَرِيم عَلَى اللَّه، وَفَاجِر شَقِيّ هَيِّن عَلَى اللَّه، وَالنَّاس بَنُو آدَم، وَخَلَقَ اللَّه آدَم مِنْ تُرَاب...»*. فلنحذر من أخلاق الجاهلية.

عافاني الله وإياكم.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ ما هي مكانة الدعاء وفضله؟*

ج/ مكانة الدعاء عظيمة، ومنزلته رفيعة؛ فهو عبادة من أعظم العبادات، وطاعة من أجلّ الطاعات، ولقد افتتح الله كتابه بالدعاء الذي اشتملت عليه سورة الفاتحة، واختتمه بالدعاء الذي اشتملت عليه سورة الناس، وقد جاءت النصوص الكثيرة في بيان مكانة الدعاء وفضله، من ذلك: في الدعاء استجابة لأمر الله وقيام بشرعه قال تعالى: *{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}* [غافر: 60] وقال تعالى: *{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}* [النساء: 32].

ومن مكانته: أن الله سمّاه الدّين قال تعالى: *{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}* [غافر: 14] كما سمّاه الله العبادة قال تعالى: *{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}* [غافر: 60]، وأخرج أحمد وابن ماجه بسند صحيح عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»*، وفي الدعاء حصول معية الله الخاصة ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِنَّ اللهَ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي»*، والدعاء أكرم ما يكون على الله فقد أخرج الترمذي بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ»*،

ومن مكانة الدعاء أنه سبب لدفع البلاء قبل نزوله ولرفعه بعد نزوله ففي سنن الترمذي بسند حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ»*، وصاحب الدعاء رابح على كل الأحوال فقد أخرج أحمد بسند جيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا»* قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: *«اللَّهُ أَكْثَرُ»*.

فلنحرص على الإكثار من الدعاء وطلب خيري الدنيا والآخرة.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://hottg.com/dr_alkhader
HTML Embed Code:
2024/09/23 09:57:34
Back to Top