TG Telegram Group Link
Channel: قناة أ.د. حاكم المطيري
Back to Bottom
"مؤتمر الأمة"

‏يعزي بالشيخ عبدالمجيد الزنداني

https://hottg.com/omahone/95
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
قال تعالى: ﴿وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبيلٍ ۝ إِنَّمَا السَّبيلُ عَلَى الَّذينَ يَظلِمونَ النّاسَ وَيَبغونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ [الشورى: ٤١-٤٢]
‏وقال النبي ﷺ: (لتأخذنّ على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض).
‏وقال: (إذا رأى الناس الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه).

‏⁧ #الكويت
‏⁧ #مساعد_القريفه
‏⁧ #الحرية_لمساعد_القريفه

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
حزب الأمة يدعو إلى الإفراج عن المرشح مساعد القريفه

إن حزب الأمة إذ يدعو السلطة إلى سرعة الإفراج عن السيد مساعد القريفه ليؤكد رفضه لهذه الممارسات التعسفية التي تعرض لها المرشح السابق لمجلس الأمة والذي كفلت له الشريعة والدستور والقانون حق إبداء الرأي السياسي وهو ما صادرته السلطة باعتقاله وحبسه على ذمة التحقيق لدعوته للإصلاح .
كما يدعو حزب الأمة أعضاء مجلس الأمة للمبادرة إلى حماية هذا الحق الشرعي والدستوري في حرية إبداء الرأي السياسي ومنع الحبس الاحتياطي في مثل هذه القضايا التي هي من ضرورات العمل السياسي والبرلماني ..
كما يدعو القوى السياسية والمجتمعية والحراك الشعبي الإصلاحي إلى الاستمرار في الوقفات الاحتجاجية إلى أن يتم الإفراج عن السيد مساعد القريفه ووقف هذا النهج السلطوي في قمع الحريات ومصادرة الحقوق والذي رفضه الشعب الكويتي وعبر عن ذلك سابقا في تظاهرات (دواوين الاثنين) ومسيرات (كرامة وطن) وما يزال يؤكد رفضه له.
حزب الأمة
الخميس 16 شوال 1445هـ
25 أبريل 2024م
#نظرات_قرآنية في #سورة_الزمر

- ﴿أَلا لِلَّهِ الدّينُ الخالِصُ وَالَّذينَ اتَّخَذوا مِن دونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرِّبونا إِلَى اللَّهِ زُلفى إِنَّ اللَّهَ يَحكُمُ بَينَهُم في ما هُم فيهِ يَختَلِفونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهدي مَن هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌ ۝ لَو أَرادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصطَفى مِمّا يَخلُقُ ما يَشاءُ سُبحانَهُ هُوَ اللَّهُ الواحِدُ القَهّارُ ۝﴾ [الزمر: ٣-٤]

🔹 جاء الأمر في السورة مباشرة بعبادة الله وحده ‏﴿فاعبد الله مخلصا له الدين . ألا لله الدين الخالص﴾، وهو موضوع السورة الرئيس ومقصودها الأهم، والذي سيفترق فيها الخلق إلى زمرتين: المؤمنين، والكافرين.

🔹 وجاء التعليل للأمر‏ ﴿ألا لله الدين الخالص﴾ من فرائد الألفاظ القرآنية، فلم ترد صيغة اسم الفاعل ‏﴿الخالص﴾ إلا في هذا الموضع في القرآن كله، وجاءت صفة للدين، وهذا اللفظ الفريد أشبه بحجر الأساس في السورة، فلو أريد إيجاز موضوعها لكان باختصار (إخلاص الدين) لله وحده لا شريك له.

🔹 واللام في ‏﴿لله﴾ للاستحقاق التام الكامل، فالدين كله لله:
١- ابتداءً فهو الذي أمر به وشرعه لعباده، كما قال تعالى: ‌‏﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ [آل عمران:١٩].
٢- وأثناءً فهو الذي يستحق وحده من عباده كل صور التذلل والطاعة والعبادة، كما قال تعالى: ‏﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾[البينة:٥] ويخلصوا الدعاء والتوسل إليه وهي من معاني الدين، كما قال الله عن عباده إذا مسهم الضر في البحر ‏﴿دعوا الله مخلصين له الدين﴾[يونس:٢٢]، ولا يخلصون في شيء حينئذ إلا في الدعاء والتضرع.
٣- وانتهاءً فهو الذي له وحده الحكم والجزاء يوم القيامة لمن أطاعه، ولمن عصاه، والجزاء من معاني الدين أيضا، كما قال تعالى: ‏﴿مالك يوم الدين﴾[الفاتحة:٤] يعني: يوم الجزاء.

🔹 والدين الخالص هو دين الإسلام، الذي أبطل كل صور الإشراك بالله، وأمر بإفراد الله وحده لا شريك له، بكل معاني التوحيد وذلك:
١- توحيده في ذاته وألوهيته ‏﴿لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه﴾[القصص:٨٨].
٢- وتوحيده وإفراده بصفاته ﴿ليس كمثله شيء﴾[الشورى:١١].
٣- وتوحيده بأسمائه ﴿ولله الأسماء الحسنى﴾[الأعراف:١٨٠]، لا لغيره.
٤- وإفراده وتوحيده في الأمر والحكم ‏﴿إن الحكم إلا لله﴾[يوسف:٤٠].
٥- وتوحيده في العبادة والطاعة ‏﴿أمر ألا تعبدوا إلا إياه﴾[يوسف:٤٠]. وبهذا الشمول لكل معاني التوحيد، يتجلى كمال الدين الخالص في الإسلام ‏﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾[المائدة:٣].

🔹 وقد قرر هذه الحقيقة المطلقة بأوضح صور التأكيد، وذلك بالجملة الاسمية من المبتدأ والخبر ‏﴿لله الدين الخالص﴾ التي تفيد الثبوت والاستقرار، وتقديم الخبر من الجار والمجرور لإفادة معنى حصر الاستحقاق، فقدم ‏﴿لله﴾ وجاء بأداة التنبيه ‏﴿ألا﴾ لقطع كل أوهام الشركة له أو معه في عبادته وطاعته، التي قد يتوهمها المشركون لمعبوداتهم وملوكهم وأحبارهم ورهبانهم.

🔹 وقد جاء القرآن كله والسنة النبوية في بيان أحكام هذا ‏﴿الدين الخالص﴾ الصافي من كل شوائب الشرك والوثنية والتحريف التي شابت كل الأديان قبله، فلم يبق شيء من صور الشرك الجلي أو الخفي، الظاهر أو الباطن، العلمي أو العملي، إلا وبينه وحذر منه، فقال عن شرك الحكم:‏ ‏﴿ولا يشرك في حكمه أحدا﴾[الكهف:٢٦]، وعن شرك العبادة ‏﴿ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾[الكهف:١١٠]، وعن شرك الطاعة ‏﴿ولا أشرك بربي أحدا﴾[الكهف:٣٨]، وعن شرك الدعاء ‏﴿إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا﴾[الجن:٢٠].

🔹 وأبطل الإسلام كل عمل غير خالص لله، أو يراد به غير وجه الله فقال النبي ﷺ كما في الصحيح: (قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه).
فقوله: (من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) هو معنى ﴿لله الدين الخالص﴾، فالله لا يقبل إلا العمل الخالص له، وأما غير الخالص فليس لله فيه شيء، بل كله لمن أشرك به مع الله.
وجاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: (أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر، ما له؟ فقال رسول الله ﷺ: لا شيء له! فأعادها ثلاث مرات، يقول له رسول الله: لا شيء له! ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتُغيَ به وجهه).
🔹 وضابط الإخلاص وحقيقته هو إفراد الله وحده بالقصد والفعل في كل عمل يراد منه الثواب والأجر الأخروي، سواء كان عبادة كالصلوات والحج، أو طاعة كالجهاد والقتال في سبيل الله، أو عملا من أعمال البر والخير كالصدقات.
فإن فعل المؤمن العبادة أو الطاعة لوجه الله ثم طرأ عليه قصد دنيوي، أو كان القصد الدنيوي تبعا لا أصلا، بحيث لو تخلف حصوله، لم يتوقف المؤمن عن عمله، فإن ذلك لا ينافي الإخلاص، وإن كان ينافي كماله، كما لو قصد الحج عبادة لله، وأراد التجارة تبعا، بحيث لو لم تتيسر التجارة لم يتوقف عن الحج.
فإن تساوى القصدان كما في هذا الحديث لمن أراد الجهاد للأجر الأخروي، والذكر والثناء بين الناس، فهنا يبطل العمل الأخروي، وأما إن قصد الجهاد لوجه الله أصلا، وأحب أن يحمد فعله عرضا وتبعا أثناء القتال لا قصدا ابتداءً، فهذا الذي أجازه النبي ﷺ كما في الحديث الحسن عن ابن الحنظلية قال: (بعث رسول الله ﷺ سرية، فلما قدمت جاء رجل حتى جلس في المجلس الذي فيه رسول الله ﷺ، فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حين لقينا العدو، فطعن فلان فلانا، فقال: خذها وأنا الغلام الغفاري، كيف ترى؟ قال: ما أراه إلا قد أبطل أجره، قال آخر: ما أرى بأسا؛ فتنازعوا في ذلك حتى سمع رسول الله ﷺ، فقال: سبحان الله! لا بأس أن يحمد ويؤجر).
فهذا المجاهد جاءت كلمته عرضا وهو قوله: (خذها وأنا الغلام الغفاري) افتخارا بشجاعته، بما يؤدي إلى مدحه والثناء عليه، ولم يكن قصدا له ابتداءً كما صاحب الحديث الأول الذي يخرج للأجر والذكر معا.

🔹 وقد بيّن النبي ﷺ خفاء الشرك، وعمومه لكل أعمال القلوب، ودخوله في كل حب لشيء من الجور الذي حرمه الله، وبغض لشيء من العدل الذي شرعه الله وأوجبه، سواء كان ذلك الحب من العبد أو البغض لحظ نفسه وهواه، أو لحظ مخلوق آخر سواه، إذ ينافي ذلك الدين الخالص لله، الذي جاء بالحب الخالص لله، والحب لكل ما شرعه وأمر به، والبغض لكل ما نهى عنه وحرمه، كما روي عن عائشة مرفوعا وصححه الحاكم: (الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل، على الصفا، في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور، أو تبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلا الحب في الله، والبغض في الله؟ قال الله تعالى: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾).
وقال أيضا ﷺ: (يا أبا بكر، للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا فعلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم).

🔹 وقد بلغ حرص النبي ﷺ على بيان حقيقة ﴿الدين الخالص﴾ حتى في الألفاظ في الكلام بحيث لا تحمل دلالاتها أي شبهة إشراك بالله، ولو كان لفظيا لم يقصد المتكلم به التشريك، ولم يخطر بباله حقيقة معناه، حتى قال ﷺ للخطيب الذي قال: ‏(من يطع الله ورسوله، فقد رشد، ومن يعصهما، فقد غوى، فقال رسول الله ﷺ: بئس الخطيب أنت! قل: ومن يعص الله ورسوله)، فأمره بالفصل بين الله ورسوله بواو العطف التي تقتضي المغايرة بين الخالق والمخلوق، فلا يتصور السامع أن طاعتهما واحدة، فيتوهم الشركة بينهما.
وقال للرجل الذي قال ما شاء الله وشئت! فقال له النبي ﷺ: (أجعلتني لله عدلا [أو ندا]! بل ما شاء الله وحده)، وهنا نهاه حتى عن العطف والفصل بينهما، وأمره بإفراد الله وحده بالمشيئة، لأنه ليس للنبي ﷺ شيء منها أصلا، بخلاف الطاعة التي أوجبها الله لرسوله ﷺ مع طاعته.

🔹 وبعد الدعوة إلى ﴿الدين الخالص﴾ شرعت السورة مباشرة في بيان بطلان شبهة من أشركوا بالله غيره ‏﴿والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾ والزلفى القرب الشديد، والأولياء هم الشفعاء والوسطاء الذين يتوجه المشركون لهم في عبادتهم أو دعائهم وتوسلهم وتضرعهم، خوفا أو طمعا، رجاء أن يشفعوا لهم عند الله، أو يقربوهم إلى الله، أو يدفعوا عنهم الضر، أو يجلبوا لهم الخير، سواء كان هؤلاء الأولياء والشفعاء رسلا وأنبياء، أو ملوكا ورؤساء، أو أحبارا وعلماء.

🔹 والعبادة تطلق ويراد بها الدعاء والتوسل وهو مقصود العابد، كما قال تعالى: ﴿ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ۝ وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين﴾ [الأحقاف: ٥-٦].
فذكر هنا دعاء المشركين غير الله، وأن هؤلاء المدعوين لا يسمعون دعاء من يدعوهم، ولا يستجيبون لهم، بل هم غافلون عنهم، وسمى هذا الدعاء عبادة، كما في الحديث: (الدعاء هو العبادة).
وقال عمن يدعون غير الله من الأنبياء والصالحين ويستغيثون بهم لدفع الضر عنهم: ﴿قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ۝ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا﴾ [الإسراء: ٥٦-٥٧].
🔹 وقد بين الله أن الحكم إليه وحده بين عباده فيما اختلفوا فيه، من ‏أمر الدين الخالص، أو أمر الإشراك به ودعاء غيره ‏﴿إنّ الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون﴾، وقد حكم الله بينهم في هذا القرآن، وبين حقيقة الدين الخالص الذي شرعه ورضيه لعباده وأنه دين الإسلام، وأبطل كل دين سواه، فقال: ‏﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾[آل عمران:٨٥]، ثم حكم على كل من خالف دينه الخالص وعبد غيره أو دعاه ليقربه إلى الله بأنه ضال كاذب كفار ‏﴿إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار﴾، فالدين الخالص يقوم على الإيمان والصدق والحق الذي أرسل الله به رسله، وأنزله في كتبه، وهو ما هدى الله إليه عبادة المسلمين المؤمنين؛ لأنهم صدقوا الله ورسله، واتبعوا هداه وسبيله الذي شرعه، بخلاف من كذب على الله وكذّب رسله، وكفر بما جاءوا به، فإنه لا يمكن أن يكون على هدى أو أن يهديه الله على تلك الحال.

🔹 ولما كان أعظم كذب على الله وكفر به هو نسبة الولد إليه، وكان أعظم الاختلاف ما وقع بين أهل الكتاب في شأن المسيح وأنه ولد الله جاء تنزيه الله عن ذلك ‏﴿لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء﴾ كما قال اليهود عزير ابن الله، وقال النصارى المسيح ابن الله، فقال تعالى عنهم: ﴿وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ۝ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون﴾ [التوبة: ٣٠-٣١].
وقال عنهم وعن مشركي العرب الذين قالوا بأن الملائكة بنات الله وصوروا أصنامهم اللات والعزى على هذا الأساس: ﴿وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ۝ لقد جئتم شيئا إدا ۝ تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ۝ أن دعوا للرحمن ولدا ۝ وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ۝ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا﴾ [مريم: ٨٨-٩٣].

🔹 ووجه الاحتجاج عليهم في قوله: ﴿لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء﴾ أنه سبحانه لما كان هو الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، وهو وحده واجب الوجود، فيستحيل أن يكون له ولد حقيقة، وإنما غاية من يمكن جدلا هو أن يتخذ سبحانه ما يشاء من مخلوقاته وعباده من يصطفيه عليهم لهذه المكانة، إذ هذا الاختيار والاصطفاء في حيز الإمكان، إلا أنه لم يفعل ذلك تنزيها لنفسه، وتقديسا لذاته أن ينسب إليه الولد ولو مجازا، ‏ولهذا عقب ذلك بالتنزيه بقوله ‏﴿سبحانه﴾ أن يختار أو يصطفي أحدا لهذه النسبة المجازية؛ لأنه ‏﴿هو الله الواحد﴾ الذي يستحيل أنه يكون له شبيه أو نظير أو كفؤ ثان ولو مجازا فضلا عن الولد حقيقة، ولأنه أيضا ‏﴿القهار﴾ وهو وصف دال على أن كل ما سواه سبحانه مقهور له، مربوب خاضع لجلاله، فلا يتصور أن يكون هناك أولياء يشفعون عنده، أو أنبياء يُتخذون وسائط يعُبدون من دونه، سواء بدعوى البنوة له كعزير والمسيح والملائكة، أو بدعوى الولاية له والنبوة، فالجميع عباده وعبيده، وهو وحده سبحانه ربهم القاهر لهم، فلا يخرج أحد منهم عن سلطانه وأمره، وقضائه وقدره.

#تدبر

📎مجموع النظرات

https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
نظرات [سورة الزمر ٣-٤].jpg
4.7 MB
#نظرات_قرآنية في سورة الزمر

﴿ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ۝ لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار﴾ [الزمر: ٣-٤]

بعد الأمر في قوله تعالى في أول السورة ﴿فاعبد الله مخلصا له الدين﴾؛ جاء التعليل بعده في قوله ﴿ألا لله الدين الخالص﴾ وهو من فرائد الألفاظ القرآنية، فلم ترد صيغة اسم الفاعل ﴿الخالص﴾ إلا في هذا الموضع في القرآن كله، وجاءت صفة للدين، وهذا اللفظ الفريد أشبه بحجر الأساس في السورة، فلو أريد إيجاز موضوعها لكان باختصار (إخلاص الدين) لله وحده لا شريك له.
وضابط الإخلاص وحقيقته هو إفراد الله وحده بالقصد والفعل في كل عمل يراد منه الثواب والأجر الأخروي، سواء كان عبادة كالصلوات والحج، أو طاعة كالجهاد والقتال في سبيل الله، أو عملا من أعمال البر والخير كالصدقات.

https://hottg.com/DrHAKEM/12922
📎
https://hottg.com/DrHAKEM/12923
📎
https://hottg.com/DrHAKEM/12924
📎
https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
ليست دولة دستورية ولا ديمقراطية التي لا حصانة سياسية لأحد فيها إلا لخمسين نائبا في البرلمان!
‏بينما الشعب كله عرضة لانتهاك حقوقه ابتداءً من حبس حرية المواطن حين يبدي رأيه في الشئون السياسية وانتهاء بنزع جنسيته وإلغاء هويته دون ضمانات قضائية!
‏أيها المواطنون
‏حصانة الحقوق والحريات تكون للجميع أو لا تكون!

‏⁧ #مساعد_القريفه
‏⁧ #الحكومة_المنتخبة
‏⁧ #الكويت
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
الحضور لقاعة المحكمة لمؤازرة المرشح السابق لمجلس الأمة #مساعد_القريفه لا يقل أهمية عن حضور الوقفات الاحتجاجية وهو دعم لحقه -وحق كل مواطن- في إبداء رأيه السياسي دون خوف من اعتقال تعسفي أو محاكمة سياسية جائرة ..
وهو كذلك من وسائل النصرة الواجبة شرعا للمظلوم كما في الصحيح (أمرنا رسول الله ﷺ بنصرة المظلوم) وفي الصحيح أيضا (بايعنا رسول الله ﷺ على أن نقوم بالحق حيثما كنا لا نخاف لومة لائم).
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
#نظرات_قرآنية في #سورة_الزمر

- ﴿خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ بِالحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيلِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ العَزيزُ الغَفّارُ ۝ خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنها زَوجَها وَأَنزَلَ لَكُم مِنَ الأَنعامِ ثَمانِيَةَ أَزواجٍ يَخلُقُكُم في بُطونِ أُمَّهاتِكُم خَلقًا مِن بَعدِ خَلقٍ في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُم لَهُ المُلكُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَأَنّى تُصرَفونَ ۝ إِن تَكفُروا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُم وَلا يَرضى لِعِبادِهِ الكُفرَ وَإِن تَشكُروا يَرضَهُ لَكُم وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ [الزمر: ٥-٧]

🔹 جاءت هذه الآيات بيانا واستكمالا لقوله تعالى ‏قبلها ‏﴿الله الواحد القهار﴾، وتعليلا للأمر فيها بإخلاص الدين له وحده لا شريك له، ‏﴿ألا لله الدين الخالص﴾، واستدلالا بوحدة الخلق المقدور المقهور، على أحدية الخالق القادر القاهر، واستحقاقه وحده إخلاص الدين والعبادة والطاعة له، ‏فهو سبحانه الذي ‏﴿خلق السموات والأرض بالحق﴾، والحق الأمر الراسخ الثابت، ضد الباطل الزائل، فالخلق كله حدث بالقول الحق الثابت، وفق حكمة لله بالغة، كما قال تعالى: ﴿وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير﴾ [الأنعام: ٧٣].

🔹 فالله الواحد القهار خلق السموات والأرض بالحق وبقول (كن) فكان كل شيء كما أراد الله، ولا أحد يستطيع تغيير هذا الخلق بالحق، فلا ينازعه في ملك السموات والأرض أحد، كما في الخلق بالحق تأكيد على الغاية من الخلق، وأن الله لم يخلق السموات والأرض وما بينهما لعبا ولهوا تعالى الله عن ذلك: ﴿وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار﴾ [ص: ٢٧].
وقال سبحانه: ﴿وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ۝ لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ۝ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون﴾ [الأنبياء: ١٦-١٨].

🔹 ووجود الخلق دليل قطعي على وجود الخالق ببداهة العقول، وانتظامه واستقامة نظامه على سنن واحد بلا اضطراب دليل على نفي تعدد الخالق، وإلا لوقع بينهم التنازع فأدى إلى الاختلال ﴿لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون﴾ [الأنبياء: ٢٢].

🔹 وكذلك من دلائل وجود الخالق ووحدانيته وعظمته تسخير الشمس نهارا لتملأ الأرض ضياء وحرارة وحركة وحياة، وتسخير القمر ليلا ليملأ الأرض نورا وسكونا وسباتا، ودورانهما بشكل منتظم دقيق، وتكوير الليل على النهار، والنهار على الليل، وجريان كل منهما إلى أجل محدد، بلا تأخير عن وقت شروقهما، ولا تقديم على وقت غروبهما، كل ذلك دليل قاطع على أنه ‏سبحانه ‏﴿هو﴾ وحده لا شريك له ﴿العزيز‏﴾ الذي لا يُسامى ولا يُغالب عزة وعلوا ‏وقدرة، فلا ينبغي اتخاذ ولي من دونه أبدا، أو وسيلة ووسيط، فهو ‏﴿الغفار﴾ الذي يغفر لكل عبد ذنوبه مهما كثرت أو عظمت، وهي صيغة مبالغة للدلالة على عدم حاجة العباد إلى وسطاء بينهم وبينه ليغفر لهم، فهو إنما خلقهم ليعظموه وحده، لا ليعظموا أحدا دونه، أو معه، وقد اتصف سبحانه بكل صفات الجلال والجمال والكمال المطلق، ومن ذلك اسمه العزيز الدال على كمال الجلال والعظمة، واسمه الغفار الدال على كمال الجمال والرحمة، وقرن بين الاسمين للدلالة على استحقاقه وحده الرهبة والرغبة، والخوف والرجاء، والخشية منه، والحب له، فهو قوي عزيز قاهر لا يُغالب، وغفور رحيم لا يُجانب، بل يفر إليه الراغب إليه، والخائف منه، فلا ملجأ ولا منجى إلا إليه سبحانه.
🔹 وذكر الليل والنهار، في هذه الآيات، والشمس والقمر، والإنسان، والأنعام، كل ذلك جاء في سياق إبطال كل ما اتخذه الإنسان من معبودات تقربا إلى الله زلفى، سواء الثانوية الذين عبدوا إلهين اثنين كالمجوس الذين يعتقدون بإله النور وهو مصدر الخير، وإله الظلام وهو مصدر الشر، أو من عبدوا الشمس والقمر، كأكثر الشعوب الوثنية، بما فيهم مشركو العرب حتى اشتهر فيهم اسم (عبد شمس)، وسموا الشمس إلاهة لعبادتهم لها. وكذا عبدها اليونانيون، وعبدها المصريون وسموها الإله (آمون) و(رع)، أو من قالوا بالتثليث فأضافوا إلى الشمس والقمر الزهرة، وأطلقوا على القمر الإله الأب، والشمس الإله الأم، والزهرة الإله الابن، وهي الآلهة التي عبدها قوم إبراهيم كما أخبر القرآن عنهم ﴿فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين ۝ فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ۝ فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون﴾ [الأنعام: ٧٦-٧٨].
وكالتثليث اليوناني ثم الروماني، وهو أصل التثليث النصراني.
أو من عبدوا الأنعام كالثور والبقرة، والجمل والناقة، والكبش والشاة، والتيس والعنز، كالمصريين القدماء، والهنود، والبابليون.
وقد أبطل القرآن كل تلك الأديان وتلك الآلهة بقوله تعالى: ﴿ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون﴾ [فصلت: ٣٧].

🔹 ثم أكد حقيقة وحدانية الله الواحد الأحد بدليل من الخلق أنفسهم بقوله: ‏﴿خلقكم من نفس واحدة﴾، فإذا كان أصل البشر واحدا، وهو آدم، ولا أب له، فلله المثل الأعلى فهو أصل الوجود، ولا أب له، ولا ولد، فالوحدة التي ينكرونها لله ثابتة لأبيهم آدم وهو مخلوق، ممكن الوجود، فالله الخالق واجب الوجود أولى وأحق بالواحدية، بقياس الأولى، ‏﴿ثم جعل منها زوجها﴾، فالزوجية والثنائيّة التي تقابل الوحدة هي من خلق الله، ودلائل قدرته، وعظمته، وبالغ حكمته، فالله خلق آدم وحده، ثم أوجد له من شكله ونفسه ومثله زوجا؛ ليبدأ التكاثر، فالوحدة في الخلق، والثنائيّة، والكثرة، كلها من بديع صنع الله الواحد الأحد.

🔹 وقد جاء بحرف العطف (ثم) لتأكيد تحقق الوحدة بخلق آدم وهو أصل البشر، وذلك قبل حدوث الثنائية والتعدد بخلق زوجه حواء، ولم يفصل القرآن في كيفية خلق زوجه حواء، كما فصل القول في خلق آدم، وإنما تكرر ذكره مجملا، إذ هو الأصل، وهي فرع عنه، فقال في أول سورة النساء ﴿خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها﴾[النساء:١]، وقال في الأعراف: ‏﴿وجعل منها زوجها﴾[الأعراف:١٨٩]، وهنا جاء بحرف العطف (ثم) ولفظ (الخلق)، فدل ذلك على أن الله خلق حواء على غير ما خلق الله به آدم، وإنما خلقها من نفس آدم واشتقها منه اشتقاقا، وصيرها خلقا مثله، لا عن تزاوج كما ذريتهما، بل عن استلال واشتقاق، كما في الحديث: (كلكم من آدم، وآدم من تراب)، فأصبح النوع الإنساني كله: منه ما هو فرد وحده لا عن أصل سابق كآدم أب البشر، وما هو ثان لا عن توالد وتكاثر بل عن اشتقاق واستنساخ كحواء زوجه، ومنه ما هو عن تزاوج وتوالد وتكاثر كذريتهما، وما هو توالد عن واحد لا عن تزاوج بين اثنين كعيسى بن مريم.

🔹 وقد نفى الله عن نفسه ذلك كله، سواء الثنائية، أو التعددية، أو الزوجية، أو الوحدة المسبوقة بالعدم، ‏﴿ليس كمثله شيء﴾[الشورى:١١]، فهو وحده سبحانه واجب الوجود أزلا وأبدا، واحدا أحدا، ذاتا وصفات وأسماء، وجاءت آية الخلق هنا بعد قوله: ‏﴿العزيز الغفار﴾ وهما اسمان لله دالان على معاني تخص واحديته وأحديته، وهما التفرد كما يفيده اسم العزيز، الذي يطلق على الشيء الفريد النادر الذي لا مثيل له، بينما يفيد الغفار معنى الستر والتغطية لغيره، وغفر الشيء ستره، وناسب المجيء به هنا مع العزيز، للإشارة إلى أنه الساتر لكل شيء في الوجود، فليس لغير الله سبحانه وجود حقيقي ذاتي، فكل ما عداه عدم وفناء، فهو وحده العزيز الذي عزّ على كل من سواه، والغفار الذي ستر بوجوده وجود كل من عداه، فالخلق كله عدم هالك، كما قال تعالى: ﴿ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون﴾ [القصص: ٨٨].
وقال سبحانه: ﴿كل من عليها فان ۝ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾ [الرحمن: ٢٦-٢٧].
فاستحق وحده العبادة والطاعة وإخلاص الدين له.
🔹 وبعد الامتنان بخلق الإنسان، والاستدلال على وحدة أصله العرضية العدمية، على واحدية الله الذاتية الأزلية الأبدية؛ امتن بخلق الأنعام‏ استدلالا بالثنائية والزوجية فيها على نفي ذلك عن الله الواحد الخالق لها ‏﴿وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج﴾ وعبر عن خلقها هنا بالإنزال، وقال في سورة النحل ﴿والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون﴾ [النحل: ٥]، فدل على أنه أنزلها بعد خلقها، والإنزال يكون من أعلى إلى أسفل، وهذا النزول إما في أصل خلقها، وأنها خلقت في السماء كما خلق آدم، فأنزلها الله بعد إنزاله إلى الأرض، أو أنزلها من أعلى الأرض وهي جبالها حين كانت أوابد وحشية، إلى أسفلها وهي سهولها ووديانها بعد استئناس الإنسان لها وتسخير الله إياه له.

🔹 وخلق الأنعام، وإنزالها، وتسخيرها، يبطل دعوى ألوهيتها عند من عبدوها، فهي أدنى منهم درجة في الخلق، وأضعف قدرة، وأقل عقلا، فلا يتصور منهم أن يعبدوها، ويتخذوها آلهة من دون الله، فصاروا بعبادتهم لها كالأنعام في نفي العقل والعلم عنها، وهذا حال كل من اتخذ معبودا من دون الله، ﴿أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا﴾ [الفرقان: ٤٤].

🔹 وأكد الله خلقه للإنسان في كل أطواره، حتى بعد وجود التكاثر في جنسه بين الزوجين، فقال تعالى‏: ‏﴿يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث﴾، فالخلق الإلهي يستمر ولا يتوقف، ويتجدد ولا يتعطل، بالتكاثر الطبيعي، فالله الذي يخلق الإنسان نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، كما في الصحيحين: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح).
وفي هذا رد على الطبائعيين والدهريين وإبطال لشبههم بأن الطبيعة أوجدت نفسها، أو أنها صدرت عن الله ابتداء، ثم توقف الله عن الخلق، وبقي فيها التوالد الطبيعي.

🔹 والظلمات الثلاث عند ابن عباس هي ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة، وهي إشارة إلى مدى عجز الإنسان، وضعفه، وعدم قدرته على فعل شيء لنفسه نفعا أو ضرا، وسعة رحمة الله به، وقدرته عليه، وعلمه به، فالله الذي أحياه ورعاه في الظلمات الثلاث، هو الذي يحييه ويرعاه بعد ولادته، فلا يحتاج الإنسان إلى عبادة غير الله، أو اتخاذهم وسائط بينه وبين الله، فهو لم يحتج إلى أحد غير الله حين كان في بطنه أمه في ظلمات ثلاث ضعيفا عاجزا، كيف يحتاج إلى غير الله حين أصبح قويا قادرا!

🔹 ولهذا قال بعد كل هذه المقدمات اليقينية ‏﴿ذلكم الله ربكم﴾ جميعا السيد الخالق ‏﴿له﴾ ‏وحده بلام الملك والاستحقاق والاختصاص التي تفيد الحصر ونفي الشريك معه ‏﴿الملك﴾ كله، فليس لغير الله فيه شيء، فيطاع، أو له فيه تصرف، فيعبد، أو يقدر على نفع وضر، فيدعى من دون الله، كما قال سبحانه: ﴿قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير﴾ [سبأ: ٢٢].

🔹 وبعد ذلك جاء بالإعلان عن كلمة التوحيد، وشعار الإسلام ‏﴿لا إله إلا هو﴾ فهو وحده المعبود بحق، المطاع بحب وصدق، الذي تألهه قلوب المؤمنين، وتهفو إليه، وتؤمن به، وتتوكل عليه، ‏﴿فأنى تصرفون﴾ وكيف تنصرفون إلى عبادة غيره وطاعته، وما الصارف لكم عنه، مع ما آتاكم من العقل والعلم وما غرسه في فطرتكم من ضرورة وجوده، وحاجتكم إليه!
فإذا كان الله ربكم، وليس لكم رب يصرف أموركم غيره خلقا وإيجادا، ورزقا وإمدادا، وتدبيرا وإعدادا، وهو الذي له الملك ليس لغيره معه فيه أدنى شرك ولا حتى مقدار ذرة، وهو الإله الذي لا إله يعبد بحق سواه، فيستجيب لمن دعاه، فكيف تشركون به، وتعبدون معه آلهة أخرى!
وغاية هذه الكلمة ﴿لا إله إلا هو﴾ هو إخلاص الدين لله وحده، طاعة، وعبادة، ودعوة، وتضرعا، وقصدا، وعملا ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ۝ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين﴾ [الأنعام: ١٦٢-١٦٣].

🔹 وقد حكم الله على من صُرف عن توحيده -وأشرك به غيره، ولو ليتقرب بدعائه إلى الله زلفى- بالكفر ‏﴿إن تكفروا فإن الله غني عنكم﴾ فلا يحتاج إلى عبادتكم، ولا يضره كفركم وشرككم، ‏﴿ولا يرضى لعباده الكفر﴾ لأنه تبارك وتعالى الملك الحق العدل، فلا يرضى ولا يحب لعباده الظلم والباطل، ‏﴿وإن تشكروا﴾‏ الله بإخلاص الدين له وتوحيده وعبادته وحده لا شريك له ‏﴿يرضه لكم﴾.
🔹 ولما كان شركهم بالله وكفرهم به مما يسخط الله ويغضبه، ويوجب عقابه، ونزول عذابه، وفيهم من يؤمن بالله، ويوحده، ويشكره، وقد كان الفريقان مشتركين العيش في مكة، قبل وجوب الهجرة؛ طمأن الله المؤمنين ‏بأنه لا تحمل نفس وزر غيرها وإثمها ‏﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾، بل كل نفس بما كسبت رهينة، ‏﴿ثم إلى ربكم مرجعكم﴾ يوم القيامة، ‏﴿فينبئكم﴾ ويحكم بينكم يوم الحساب، ‏﴿بما كنتم تعملون﴾ من كفر وشكر، وأسند أعمالهم لهم، فهم فاعلوه حقيقة، وإن كان ذلك كله إنما يقع بقضاء الله وقدره، ‏﴿ولو شاء ربك ما فعلوه﴾، ‏﴿إنه عليم بذات الصدور﴾ التي هي محل الإيمان بالله، والإخبات إليه، والخشية منه، والحب له، فضلا عما يظهر من أعمالهم وأقوالهم، فلا يخفى على الله العليم منها شيء.

#تدبر

📎مجموع النظرات

https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
نظرات [سورة الزمر ٥-٧].jpg
4.1 MB
#نظرات_قرآنية في سورة الزمر

- ﴿خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار ۝ خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون ۝ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور﴾ [الزمر: ٥-٧]


https://hottg.com/DrHAKEM/12930
📎
https://hottg.com/DrHAKEM/12931
📎
https://hottg.com/DrHAKEM/12932
📎
https://hottg.com/DrHAKEM/12933
📎
https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
قناة أ.د. حاكم المطيري
Photo
#مساعد_القريفه
والحقوق الاجتماعية!


بعيدا عن السياسة وحساباتها المصلحية هناك قيم اجتماعية وأعراف أسرية قبلية مبدئية توجب التكافل والتضامن بين أفراد الأسرة والقبيلة الواحدة والوقوف مع كل من تعرض منها للظلم أو العوز والحاجة وقد أقر الإسلام هذه الأعراف وهذبها وعززها ولذلك جاءت أحكام العاقلة والدية في الفقه الإسلامي بتحميل القبيلة كلها دية القتل الخطأ.
وكذا جعلت الشريعة الميراث لأولى عصبة مهما علا ولو إلى الجد العاشر ومن فوقه من القبيلة ونزل قوله تعالى: ﴿وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله﴾.
وكذا أقرّ الإسلام القبيلة على حق النصرة فيما بين أفرادها كما قال ﷺ: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما! فقالوا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ فقال ﷺ تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه).
وقد استدل الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره على تعزيز الروابط الاجتماعية لدفع الظلم بآية ﴿ولولا رهطك لرجمناك﴾ وخشية أهل مدين من رهط شعيب وقبيلته، فقال الشيخ السعدي عما يستفاد من هذه الآية: (ومنها: أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة، وربما دفع عنهم، بسبب قبيلتهم، أو أهل وطنهم الكفار، كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه، وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين، لا بأس بالسعي فيها، بل ربما تعين ذلك، لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان.
فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار، وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية، لكان أولى، من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية، وتحرص على إبادتها، وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم..).
وقد ظلت قبيلة مطير -كما كل الأسر والقبائل- تحافظ على هذه الأعراف الكريمة، والواجبات الاجتماعية الحميدة، فإذا نزلت بهم نازلة ووجدوا أنها لم تحل بشكل قانوني عادل عقدوا اجتماعا تشاوريا للقبيلة كلها، سواء في ديوان صاحب القضية، أو من تصدى لحلها، أو من دعا لها.
وحين تعرض الشيخ ماجد مياح للاعتقال والتعذيب ظلما وعدوانا سنة ٢٠٠١ دعونا إلى اجتماع تشاوري لقبيلة مطير وتم اللقاء أمام ديوانه وبعد خروجه من الحبس تبينت براءته.
وحين اعتقل د. عبيد الوسمي سنة ٢٠١٠م بعد تعرضه للاعتداء في ديوان الحربش دعونا قبيلة مطير للقاء تشاوري وتم اللقاء في ديواني وكان أول من استجاب للدعوة من وجهاء القبيلة ونوابها النائب مسلم البراك والنائب حسين مزيد وغيرهم واتفق الحضور على الدعوة للتظاهر أمام السجن المركزي إذا لم تسارع الحكومة خلال ٣ أيام بإطلاق سراحه وهو ما حدث فعلا فتم الإفراج عنه قبل موعد المظاهرة.
وحين تعرض النائب مسلم البراك للاعتقال سنة ٢٠١٥م دعوت للقاء تشاوري في ديواني فتم اللقاء وأصدرت قبيلة مطير بيانا بهذا الخصوص.
ومن هنا أدعو عموم قبيلة مطير وشيوخها ووجهائها ونوابها إلى لقاء تشاوري عاجل في أي ديوان يتم الاتفاق عليه لمناقشة ما يتعرض له مساعد القريفه من تعسف وظلم وانتهاك لحقوقه التي كفلها له القانون ومسئولية القبيلة تجاهه فهذا أحق حقوقه الاجتماعية على أسرته وقبيلته خاصة وعلى المجتمع الكويتي كله عامة.

https://tinyurl.com/3djj5v8t

أ.د. حاكم المطيري
٢٤ / ١٠ / ١٤٤٥هـ
٣/ ٥ / ٢٠٢٤م

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
نعزي الشام وأهله بوفاة الشيخ الداعية السيد عصام محمد العطار الحسيني في مهجره صابرا ثابتا على عهده بعد أن وفى بوعده كما عبر عنه بقوله :

‏ تَفْنَى الْحَياةُ ويَبْقَى مِنْ كَرامَتِنا
‏مَا لَيْسَ يُفْنيهِ أسْقامٌ وأَعْمارُ
‏كنَّا مَعَ الْفَجْرِ أحْراراً وَقَدْ غَرَبَتْ
‏شَمْسُ الشَّبَابِ، ونَحْنُ الْيَوْمَ أَحْرارُ

‏فاللهم ارحمه وأكرم نزله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
‏وعظم اللهم أجر أهله ومحبيه وأحسن عزاءهم فيه
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
HTML Embed Code:
2024/05/08 02:42:47
Back to Top