﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾
[ الأعراف: 164]

«قال الذين كانوا ينهونهم عن معصية الله مجيبيهم عن قولهم: عظتنا إياهم معذرة إلى ربكم، نؤدى فرضه علينا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، {ولعلهم يتقون}. يقول: ولعلهم أن يتقوا الله فيخافوه، فينيبوا إلى طاعته، ويتوبوا من معصيتهم إياه، وتقدمهم على ما حرم الله عليهم من اعتدائهم في السبت».
«تفسير الطبري» (10/ 511).

«‌من ‌أَخْوَنِ ‌الخيانة ‌تجارة ‌الوالي في رعيته».
رواه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2/ 151) وفيه ضعف.
قال المناوي:"الظاهر أن المراد تجارته فيما تعم حاجتهم إليه من الأقوات وغيرها ويحتمل الإطلاق". فيض القدير (8223/8)
وقال الصاغاني:"إذ هو مأمور بالحياطة لهم والرعاية لأحوالهم والرفق بهم وذلك ينافى هذا كله".
التنوير شرح الجامع الصغير» (9/ 578)

بعض الناس ما دام في مأمن من الظلم لا يكترث لحال المظلومين ولا يهتم بهم ولا يلقي لهم بالا، فإذا أصابه ظلم في خاصة نفسه قام ولم يقعد، وطالب جميع الناس بالوقوف معه والإنكار على من ظلمه ورد حقه، واتهم من لم يقف معه بالتقصير  والخذلان...
العاقل هو من يهتم ويؤرقه الظلم حيثما وقع، فيجد له سندا عندما يقع عليه الظلم.

مما جرت به السُنن: أنه عندما تحدث المظالم الكبيرة التي يصيب شرُّها فئام كثيرة من الناس؛ أنها لم تكن لتقع نتيجة خطأ آني في حادثة عابرة، إنما هي نتيجة تراكم مظالم وصلت دعوات أصحابها عَنان السماء، وأخطاء متراكبة في ظلمات بعضها فوق بعض، وتعنت واستكبار عن الانصياع للحق، وازدراء للخلق.
لهذا قالوا قديما: إن الله أرحم من أن يكشف ستر عبده من أول مرة.

قالت عائشةرضي الله عنها : كان [ النبي صلى الله عليه وسلم ] إذا قام من الليل افتتح صلاتَه:
اللهم ربّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السَّماوات والأرض، عالم الغيب والشَّهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنك، إنَّك تهدي مَن تشاء إلى صراطٍ مُستقيمٍ".
رواه مسلم (١٢٨٩)

ترك الشورى هو انحراف عن الطبائعِ وأصلِ الفطرة
"ولم تزل الشورى في أطوار التاريخ رائجة في البشر، فقد استشار فرعون في شأن موسى - عليه السلام - فيما حكى الله عنه بقوله: (فماذا تأمرون ). واستشارت بلقيس في شأن سليمان - عليه السلام - فيما حكى الله عنها بقوله: (قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون).
وإنما يُلهي الناسَ عنها حبُّ الاستبداد ، وكراهيةُ سماعٍ ما يخالف الهوى، وذلك من انحراف الطبائع وليس من أصل الفطرة؛ ولذلك يهرع المستبد إلى الشورى عند المضائق". 
التنوير والتحرير لابن عاشور: (150/4)

"التاريخ قاض عادل إلى حد بعيد، ولا توجد هزائم غير مستحقة، فالناس يغادرون مسرح التاريخ مع المصير الذي يستحقونه.
الأمر نفسه ينطبق على الحضارات فهي لا تخضع لموت مفاجئ غير طبيعي وإنما تموت بسبب أمراضها الخاصة".
علي عزت بيكوفيتش، هروبي إلى الحرية (ص174)

من عادة العقلاء في الملمات الكبار تَلمّس النصح من أصحاب العقول وكبراء الناس، والاسترشاد بآرائهم ونصحهم، وليس دعوتهم لسماع تبريرات غير مقنعة تُملى عليهم، مع غياب الرؤية في الحل، أو وضع استراتيجية للإصلاح!!!

أفضل شرح وجدته للملك الجبري هو ماذكره معجم الشارقة التاريخي للغة العربية:
" *الجبرية (في السياسة): حكم القوي المتسلط من غير شورى".

الإخوة الوزراء الذين تم تكليفهم بهذه الدورة:
أعانكم الله على حمل هذه الأمانة الثقيلة، في هذه الأيام الصعبة.
وأتوجه بالنصح لهم ولأصحاب القرار جميعاً قائلا:
١- لابد _ بعد الأزمة الكبيرة التي مرت بالمحرر _ من مراجعات حقيقية وعلى كل الأصعدة.
٢- لابد من الخروج من عباءة الفصيل _ بشكل كامل_ إلى عباءة الأمة، لأنه أكمل وأستر وأبقى.
٣- لابد من تفعيل الرقابة الشرعية الحقيقية على كل مفاصل الإدارة والحكم.
٥- فتح ملفات المساجين جميعا، والتأكد من عدم وجود مظلومين بينهم.
٦- الاعتماد على المخلصين والصادقين، والحذر من المتسلقين والمنتفعين.
٧-عليكم بالعدل بين الناس، فالعدل أساس الملك.
٨- تخفيف الواقع الاقتصادي الصعب على الناس، وذلك من خلال العمل على تخفيض أسعار الحاجات الأساسية للناس، كالطعام والكهرباء وبعض الرسوم المبالغ فيها كرسوم رخص القيادة ونحوها.. والسعي لتأمين فرص عمل للشباب.
٩- التركيز على الجانب العسكري ودعمه، كالتدشيم، والتصنيع العسكري، ورفع رواتب الجنود
١٠- الإصلاح واجب في كل وقت، مع الحفاظ على ما تم تحقيقه من مكتسبات ومؤسسات، وأما السعي لنقض البناء وهدمه، فهو خطأ جسيم.
١١- وهو الأهم: تقوى الله تعالى في السر والعلن، واللجوء إليه ليعينكم على تحكيم شريعة الله تعالى، وخدمة عباده المؤمنين.
أقول قولي هذا أستغفر الله العظيم.
https://hottg.com/Yaseen2020A

نعم فتصحيح الأخطاء ومراجعتها واجب شرعي، وأساس في نجاح عمل المؤسسات. وذلك بإعادة تقييمها، ورفع الوصاية عنها، وترك التحكم بها، وتعيين أصحاب الكفاءات الثوريين لا أصحاب الولاء، ولا الضعفاء الذين لا قرار لهم، وذلك في جميع المؤسسات:
مجلس الشورى
الحكومة بوزاراتها
النقابات المختلفة
اتحاد الطلبة( المُعطل)
وغيرها....
وبذلك تُصنعُ المؤسساتٌ التي تِحملُ الناس وتخدمهم، وتُفرّغُ العسكرَ لأعظم مهمة وأفضل عمل، ألا وهو الذود عن الأرض وإعداد العدة لمعارك التحرير.

مرجعية الشريعة
عندما وُضِعت توصيات المؤتمر السوري العام سنة ٢٠١٧ والذي تم من خلاله تشكيل الهيئة التأسيسة، كان هناك بند في توصيات المؤتمر وكذلك البند الأول من بنود مبادئ النظام الداخلي للهيئة التأسيسة ينص على أن: ( الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع) فكان في إعلان هذا المبدأ من العزّة والفرحة عند الجميع مالا يعلمه إلا الله.
والآن وبعد مضي أكثر من سبع سنوات، هل التزمنا بإفراد الشريعة في الحكم والتعامل؟
أم ثمة تقصير يحتاج إلى توبة وتراجع عن الخطأ ؟
وعلى سبيل المثال: أين الحكم الشرعي في التعذيب الشديد ومن أصدر الفتوى به؟
وثمة أسئلة كثيرة مثل هذا تحتاج إلى مراجعة جادة، كي لا يكون ما ننادي به مجرد شعارات وادّعاءات، بل قول وعمل ارضاء لله وطاعة له وإقامة لشرعه وحكمه.

لماذا ثوار ٢٠١١
مع الاحترام لكل ملتحق صادق بالثورة بعد ٢٠١١ وعدم بخسه والانتقاص من عمله ،لكن يبقى ثوار ٢٠١١ الثابتون المخلصون هم الحملة الحقيقيون للثورة ،فمن خرج أولا كان يخرج وفي حسبانه الموت والسجن والطرد والتشريد والتجويع والعذابات بشتى أنواعها، والعقيدة التي تشكلت في عقولهم ووعيهم لا ولن يُحصّلَها من التحق متأخرا ...فالسابقية لها مكانتها ومنزلتها في الوحي الشريف وفي الحركة الإسلامية قال تعالى :﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه..﴾
لذا لا ينبغي تصدير المتأخرين وتوليتهم مناصب حساسة، مع وجود السابقين الثابتين، فإن من انتظر  رجحان الكفة فمال معها، أو تمطى وركب ظهر الثورة لمكاسب ومناصب، ليس كمن جعل نفسه وقودا وجسرا لها.
https://hottg.com/Bassamsa

حرمة الظلم ثابت من الثوابت التي لا يمكن تبريرها.

الحكم الجبري والحكم الشمولي
مفهومان متقاربان يلتقيان في نهاية الطريق؛ فالجبر في السياسة الشرعية هو حكم الفرد المتسلط بالقوة وتحكمه بكل شيء، والحكم الشمولي في المصطلح السياسي الحديث أيضا هو السيطرة المطلقة على كل شيء، والتحكم بكل شيء .
ويخالفهما نظام الحكم الإسلامي القائم على الشورى وسياسة الناس بالعدل والإنصاف، وعدم التدخل في غير مايصلح دين الناس ومعاشهم.

الإصلاح الحقيقي الصادق لايهدم الكيانات بل يبنيها، وبدون النصح لن يصلح الحال، وإذا ارتفع صوت الناس يجب علينا أن نكون أقرب إليهم، وأخفض جناحا، وأسرع تلبية، وأن لا نعين الشيطان عليهم ولا على أنفسنا، ونقطع طريق الفتنة وسبلها.
وسيذكر التاريخ المصلحين الناصحين، وسيذكر من يتستر بالنصح ويريد الفتنة، وكذلك سيذكر الساكت عن النصح والإصلاح.

"فويل للمصلين"
هذا يكون اجتزاء كلام الله تعالى واقتطاع بعضه..
والإعلامي الذي اقتطع من كلامي الذي كان أول  مطلب فيه تشكيل مجلس من أهل الحل والعقد يشارك في إدارة البلاد.. و تبييض السجون.. ورفع المظالم، وغيرها كثير..
ثم جاء تحسين المطلب المعيشي في آخر كلامي.. فأخذ الجزء الأخير منه فقط.
https://hottg.com/Yaseen2020A

انضمام النخب والأكاديميين والمشايخ إلى المظاهرات دليل على أن هناك مطالب محقة، وليس مجرد مطالبة بفتات لسد الجوع، وليست أحقادا أو ثارات قديمة أو مطامع شخصية، أو غير ذلك من التهم الجاهزة المعلبة لكل صوت يرتفع بالإصلاح الحقيقي.

شرعي الفصيل
كنا تكلمنا سابقا عن شرعي البنك الإسلامي وأن هناك إشكالية تجعل التجرد للحق صعبا عند أعضاء اللجنة الشرعية الذين يتقاضون رواتبهم من البنك، وتربطهم به عقود ومواثيق، وذكرنا أن المفروض أن يكونوا مستقلين، لا تربطهم بالبنك رابطة إدلاء أو تحكم.
والأمر ذاته يقال فيما يسمى شرعي الفصيل، وليس المقصود هنا الناحية المادية، بل العصبة والانتماء بالدرجة الأولى، فهي شبهة على الأقل في عدم التجرد للحق وعدم الصدع به، إذ الشرعي مكبل ومقيد بحدود جماعته ونصرتها ووجوب الطاعة وغير ذلك.

قاضي الفصيل
وهو أخطر من شرعي الفصيل تصنيفا وترتيبا، فمعلوم لدى كلّ مُطلع أن الشرع شدّد في شروط القضاء والقضاة مالم يشدد في غيرها، وما ذلك إلا لخطورة شأن القضاء لتعلقه بالدماء والأموال وحجز الحريات.
وبناء عليه حرّم الفقهاء على القاضي قبول الهدية لمن له خصومة عنده؛ والعلة في ذلك -كما هو معروف- وجود شبه ميل هذا القاضي عن الحق مع من قدم له وأهداه .
وكذلك عندما يكون ولاء القاضي لفصيل ما بالنصرة والانتماء والتبعية... فوجود الشبهة في أحكامه متوقع -كما في حال الهدية- إذا كان أحد طرفي الخصومة هو فصيله الذي ينتمي إليه ويستظل بظله، وقد قطع الشارع باب الشبه المبعدة عن الحق وسدّ بابها.