TG Telegram Group Link
Channel: الجند بوست
Back to Bottom
*30 يوماً حرب... "مقاومة مشرعة وحدنان" تسجل أول انتصار على المليشيات في تعز (تقرير)*

*تعز _ عارف المليكي*

في الـ 15 من يوليو 2015 كانت مديرية مشرعة وحدنان، على موعدٍ مع "30 يوماً" من الشؤم والحرب الظالمة، التي ساقها اليها عناصر التحوث المجرمة و (ذراع المليشيات الحـ.ـوثية في المديرية)، بقيادة المتحوث عبدالعزيز الرميمة، وراح ضحيتها المئات من أبناء المديرية بين قتيل وجريح، تركت وراءها أوجاع وجراحات في كل أسرة ما زالت تتجدد حتى اليوم.

لم تكن مديرية مشرعة وحدنان(37 الف نسمة) و (13.5كلم²) إحدى مديريات جبل صبر جنوب مدينة تعز (غرب اليمن)، وأبناؤها المدنييون، يملكون الاستعداد لتفجير أي صراع مسلح، لنزعتهم المدنية، وسلوكهم الرافض للإنقلاب على الدولة ومشروع الجمهورية.

في حين كانت المليشيات الحـ.ـوثية عبر ذراعها من متحوثي (آل الرميمة) يعدّون العدة ويستقدمون المقاتلين من صعدة ومحافظات اخرى، وينقلون السلاح، ويبنون المتاريس، بهدف السيطرة على المديرية واخضاع أهلها لفكر الكهنوت السلالي.

وبهدف الزج بأبنائها للموت في سبيل "سيد" المليشيات، و قتال أبناء تعز واليمن عموماً، وكذا استخدام موقع "مشرعة وحدنان" الاستراتيجي لضرب جيوب المقاومة الشعبية والجيش الوطني، في محافظة تعز، وقطع شريان تعز الوحيد والمنفذ الأخير الذي يزود المدينة بالاوكسجين والدواء والغذاء ووسائل الحياة، واستكمال حصار 4 مليون نسمة في تعز.

*تحركات العقلاء لتجنيب المديرية الاقتتال*

في الوقت التي كانت المعارك بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة، ومليشيات الحـ.ـوثي من جهة أخرى مشتعلة في مدينة تعز، لم يرغب أبناء مديرية مشرعة وحدنان في يوليو 2015م، في نقل الحرب إلى داخل المديرية.

فقد بذل العقلاء من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والمشائخ والعقال كل ما بوسعهم، وسعوا للحوار مع متحوثي "آل الرميمة"، وعقدوا الاتفاقيات معهم، لتجنيب المديرية الاقتتال والصراع... ولعل الوصية التي كتبها مؤسس "مقاومة مشرعة وحدنان" الأول، الشهيد القائد عبدالله احمد عبدالعزيز بتأريخ 2015/6/2م والذي يذكر في احد بنودها: " جنبوا المديرية الصراع والحرب، واذا قرحت أول طلقة بالمديرية لن تتوقف حتى تشتعل كل منازل مشرعة وحدنان..." واحدة من أبرز الشواهد على ذلك.

ونتيجة للحصار الخانق على مدينة "تعز" ومنها "مشرعة وحدنان" التي تفرضه مليشيات الحـ.ـوثي، وعدم امتلاك الناس الأسلحة، وسلوكهم المدني، وقلة خبرتهم في الحروب، فإن ظروف فتح أي معركة غير مناسبة، الأمر الذي دفع المليشيات لاستغلال هذه الظروف الحرجة، والتمادي بتفجير الصراع واشعال الحرب والاقتتال، ونقض الاتفاقيات المبرمة مع عقلاء المديرية، ضاربين بحياة الناس وظروفهم المعيشية ومسالمتهم عرض الحائط.

*استقدام الدبابة وتفجير الحرب*

في 13/ 7/ 2015م استقدمت المليشيات الحوثية الدبابة والمدافع والاسلحة الثقيلة إلى المديرية وباشرت باستهداف المقاومة والجيش في أحياء متفرقة من مدينة تعز، الأمر الذي دفع بأبناء المديرية إلى تفجير الدبابة، بعد مسيرة سلمية نفذها المواطنون، قوبلت باطلاق النار من قبل عناصر المليشيات، وقتل التربوي "جمال سلطان" وإصابة آخرين.

اشتعال الدبابة في 15/ 7/ 2015م، وارتفاع السنة اللهب والدخان في سماء المديرية، كانت اللحظة الأولى لانطلاق المعركة التي لم تتوقف إلا بعد 30 يوماً من المواجهات الشرسة بين المليشيات الحـ.ـوثية المسنودة بأسلحة الدولة وأفراد الجيش والحرس الجمهوري والقوات الخاصة آنذاك، وبين المواطنين بأسلحتهم الشخصية وبنادقهم القديمة.

*30 يوماً من الحرب والانتهاكات*

اندلعت المعارك في مديرية مشرعة وحدنان بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي، بعد أن حاصرت المليشيات المديرية من كل جهاتها، ومنعت وصول المواد التموينية والعلاجية إليها، لمدة شهر كامل، وباشرت بقصف منازلها بأنواع الأسلحة الثقيلة والمدافع.

مارست المليشيات خلال 30 يوماً عددا من الانتهاكات في حق أبناء مشرعة وحدنان، منها قتل المدنيين الذي وصل إلى (70) شهيداً و 400 جريحاً منهم 50 بعاهات وإعاقات دائمة، وإعدام بعض المدنيين في منازلهم، وتفجير 4 منازل كليا، وقصف 400 منزلا بشكل مباشر، وتهجير عدد 500 أسرة من منازلها، وانتشار بعض الحالات المرضية لدى النساء وكبار السن والاطفال، الناتجة عن الهلع والرعب من الحرب وفقدان الأقارب، وبلغ عدد الأيتام الذين فقدوا آباءهم وأرباب أسرهم في الحرب المئات.

إضافة إلى استخدام المليشيات الحـ.ـوثية منازل المواطنين ثكنات عسكرية، ونهب محتوياتها وسرقة ممتلكات المواطنين، وقطعت الطرق الرئيسية ومنعت وصول التموينات والعلاج، وأسرت بعض الجرحى ينزفون حتى فارقوا الحياة، ومنعت الناس من نقل جرحاهم ومصابيهم إلى مستشفيات تعز، الأمر الذي عرضهم للموت بجراحاتهم وهم محمولين على الأعناق في طرق شديدة الوعورة، ومثلت بجثث الشهداء.
كما استهدفت بعض المنشآت الخدمية كـ (الوحدات الصحية والمدارس والمساجد وكابلات الكهرباء والاتصال ومبنى البريد والهاتف، وبعض المساجد الأثرية، وبعض المركبات الخاصة ووسائل النقل).

تاركين وراءهم معانات ومآس، وجراحات وآلام، حتى أضحى في كل منزل مأتم وفي كل أسرة حزن، وفي كل بيت ثكلى وأيتام، وفي كل عين دمع وفي كل قلب وجع.

*انتصار المقاومة وخسارة المليشيات الفادحة*

انتفض أبناء مديرية مشرعة وحدنان، بوجه آلة الموت العسكرية التي ساقها المليشيات الحوثية القادمة من جبال "مران" وصبوا حممها على رؤوس المدنيين ومنازلهم، وحملوا اسلحتهم الشخصية والمتواضعة، مدفوعين بهمم عالية ومتسلحين بقيم الكرامة والحرية، للدفاع عن أعراضهم ومنازلهم، واستعادة مشروع الجمهورية واسقاط الانقلاب.

وفي معركة غير متكافئة، مع فارق التسليح، والتعزيزات العسكرية من قوات الحرس الجمهوري السابق المساندة للمليشيات، استطاعت مقاومة مشرعة وحدنان المشكلة من (طلاب الجامعات والأطباء والمعلمين والمهندسين والجنود العسكريين)، أن تكسر آلة الموت الحوثية، فخاضوا (720) ساعة حرب مع المليشيات، وصمدوا أمام ضراوة النيران وقذائف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الحوثية.

وانتصرت مقاومة مشرعة وحدنان في 16 اغسطس 2015م، بعد أن كبدت المليشيات المعتدية خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وخرجت المليشيات مدحورة تجر أذيال الهزيمة والعار، فسجلت المقاومة الشعبية انتصاراً مبكراً، كأول مديرية تحررت بالكامل على مستوى محافظة تعز في وقت قياسي.

*انعكاس آثار الانتصار على الجيش الوطني في جبهات تعز*

سجلت المقاومة الشعبية والجيش الوطني في محافظة تعز، الانتصار الذي حققته مقاومة مشرعة وحدنان المبكر في اغسطس 2015 على المليشيات، أول انتصار لمحافظة تعز ومشروع الجمهورية، حيث انعكست آثاره على جبهات تعز المختلفة، و4 مليون نسمة تحاصرهم المليشيات في مدينة تعز ومازالت حتى اليوم.

فقد ساهم أبناء مشرعة وحدنان في الحفاظ على المنفذ الوحيد لـ "تعز"، منفذ "طالوق مشرعة" الذي يربط مدينة تعز بخط التربة عدن، في وقت اغلقت المليشيات 9 منافذ عن مدينة تعز بالحديد والحجارة والاسمنت؛ ليبقى منفذ "طالوق مشرعة" هو الشريان الوحيد الذي يغذي مدينة تعز بالأوكسجين والأدوية والغذاء والسلاح والذخائر.

إضافة إلى التحاق مقاومة مشرعة وحدنان بكل جبهات تعز، ورفدها بالمقاتلين الذين صقلتهم "ملحمة الثلاثين يوماً"، وأضحوا أرقاماً متميزة في صفوف الجيش الوطني وقوات الأمن، منهم القائد ومنهم الضابط ومنهم البطل، يقدمون التضحيات وينذرون الدماء في سبيل تحقيق الانتصار لمشروع الجمهورية المختطف واستعادة مؤسسات الدولة.

*واليوم وبعد مرور 8 سنوات على انتصار مقاومة مشرعة وحدنان، يتذكر أبناء المديرية جميل التضحيات التي قدموها والذي وصل عدد الشهداء فيها حتى اللحظة (255) شهيداً ومئات الجرحى، ويجددون العهد بالسير على خطى هؤلاء الشهداء حتى يتحقق النصر لليمن، ويسقط الإنقلاب.*
The owner of this channel has been inactive for the last 5 months. If they remain inactive for the next 28 days, they may lose their account and admin rights in this channel. The contents of the channel will remain accessible for all users.
عدنا
HTML Embed Code:
2024/04/26 15:38:35
Back to Top