TG Telegram Group Link
Channel: البرهان في تفسير القرآن
Back to Bottom
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نرفع أسمى آيات العزاء للمليك الأكبر حضرة صاحب الزمان بقية الله الاعظم أرواحنا فداه بمناسبة شهادة عم النبي صلى الله عليه وآله سيد الشهداء الحمزة بن عبد المطلب عليهما السلام في الخامس عشر من شهر شوال,
والذي أيضا يصادف وفاة السيد الشاه عبد العظيم,
🏴عظم الله أجورنا وأجوركم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
■وقفة عند إحدى المراتبِ العاليةِ للحمزةِ عمِّ النبيِّ وهي مرتبةُ الشهادةِ للأنبياءِ بما بلّغوا

❂ نقرأ في زيارةِ الحمزةِ هذه العبارة:
(السلامُ عليك يا عمَّ رسولِ الله، السلامُ عليك يا خيرَ الشُهداء)

• ما المُراد مِن عُنوان "الشُهداء" هنا؟
كلمةُ "الشُهداء" تُطلَقُ تارةً على شُهداءِ المعارك، وتُطلَقُ أيضاً على الذين يشهدون على الخلْقِ يومَ القيامة،
وكلا المعنيين ينطبِقُ على الحمزةَ عمِّ النبي،
فهو مِن خِيرةِ شُهداءِ المعارك في زمانِهِ، وهو مِن الشُهداءِ على الخلقِ يومَ القيامة.

وهذا العنوان (الشُهداء) في الأعمِّ الأغلبِ حين يُذكَرُ في القرآن فإنّه يُستعمَلُ في:
"مرتبةُ الشهادةِ على الخَلق"
كما نقرأ في سورةِ النساء:
{ومَن يُطِع اللهَ والرسولَ فأولئك مع الّذين أنعم اللهُ عليهم مِن النبيّينَ والصِدّيقين والشُهداءِ والصالحين}،

︎لاحظوا أنّ الآيةَ هنا ذكرت عِدّةَ عناوين؛
ذكرت بعد النبيّين (الصِدّيقين، والشهداء والصالحين)،
وهناك مِن الصدّيقين مَن قُتِل في المعارك، وهناك مِن الصالحين مَن قُتِل في المعارك أيضاً،
فالحديثُ هنا في الآية ليس عن الشهداءِ الذين قُتلوا في المعارك.. وإنّما الحديثُ عن مراتب ومنازل لأشياعِ أهلِ البيت، منها "مرتبةُ الشهداء"
والمراد مِنها: الشهادةُ على الخَلْق.

وهؤلاء (أي الشهداءُ على الخَلْق) قد يكونون مِن الّذين قُتلوا في المعركة وقد لا يكونون.

فحين نقرأ في زيارةِ الحمزة: (السلامُ عليك يا خيرَ الشهداء)
فأحدُ معاني الشُهداءِ هنا: أي الذين يشهدون على الخَلْقِ يومَ القيامة،

︎فأحاديثُ العترةِ تُخبِرنا أنّ الحمزةَ وجعفرَ الطيّار أعلى رُتبةً مِن الأنبياء، فهما الشاهدان لأفضلِ الأنبياءِ يومَ القيامةِ وهو نوح،
يعني أنّ حمزةَ وجعفر هما الّلذان يُوثِّقانِ نوح ويشهدان له بتبليغِ الرسالة، كما يقولُ إمامُنا الصادق وهو يتحدّثُ عن مقامِ الشهادةِ لجعفرَ وحمزةَ يومَ القيامة، يقول:
︎(إذا كان يومُ القيامةِ وجمع اللهُ تبارك وتعالى الخلائق، كان نوحٌ أوّلَ مَن يُدعى به، فيُقالُ له: هل بلَّغتَ؟ فيقول: نعم، فيُقال له: مَن يشهدُ لك؟ فيقول: محمّدُ بن عبداللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله"
فيخرجُ نوحٌ فيتخطّى الناسَ حتّى يجيئَ إلى محمّدٍ وهو على كثيبِ المِسك ومعه عليٌّ وهو قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فلمّا رأوهُ زُلفةً سِيئت وجوهُ الذين كفروا} - كثيب المسك: هو منزلةٌ من منازلِ أهلِ البيتِ في ساحةِ الحساب-
فيقول نوحٌ لمحمّدٍ "صلّى اللهُ عليه وآله":
يا محمّد، إنّ اللهَ تبارك وتعالى سألني: هل بلّغتَ؟ فقلتُ: نعم، فقال: مَن يشهدُ لك؟ فقلتُ: محمّدٌ، فيقولُ رسولُ الله:
يا جعفرُ ويا حمزةُ اذهبا واشهدا لَه أنّه قد بلّغ،
يقول الإمام: فجعفرُ وحمزةُ هما الشاهدان للأنبياء بما بلّغوا،
فقال له أحد أصحابهِ: جعلتُ فداك فعليٌ أين هو؟ فقال: هو أعظمُ منزلةً مِن ذلك).
[البحار: ج٧]

🏳الأنبياء هم أشرفُ الخلائقِ بعد محمّدٍ وآلِ محمّدٍ "صلواتُ اللهِ عليهم"
والروايةُ هنا تُبيّنُ لنا أنّ حمزةَ وجعفر هما الشاهدان للأنبياءِ طُرّاً يومَ القيامةِ بما بلّغوا،
والذي يشهدُ للأنبياءِ قطعاً هو شاهدٌ على مَن هم دون الأنبياءِ في المنزلةِ والشرافةِ إلى بقيّةِ الخلائقِ وجميعِ ما في الوجود،

︎فهذا هو مقامُ (جعفر الطيّار وحمزة) عليهما السلام يومَ القيامة،
إنّه مقامٌ رفيعٌ جدّاً لا نستطيعُ أن نتصوّرَهُ!
لأنّ هذه الشهادةَ هي شهادةٌ على النبوّةِ وليست شهادةً على التصرُّفاتِ الشخصيّةِ أو المعاملاتِ التجاريّة..
وإنّما شهادةٌ على النبوّة، وشهادةٌ على الوحي، وشهادةٌ على الكُتُبِ النازلة، وشهادةٌ على ملائكةِ الوحيّ وعلى العلاقةِ المعنويّة فيما بين الأنبياءِ وبين الوحي،
فهي شهادةٌ واسعةٌ جدّاً لا نستطيعُ أن نتصوّرَ سِعتَها وأبعادَها!
والشاهدُ للأنبياءِ على كلِّ ذلك هما حمزةُ وجعفر،
فهل نستطيعُ أن نتصوّرَ عظمةَ مقامِ الحمزة وجعفر "صلواتُ اللهِ عليهما"؟!

إنّه مقامٌ عظيمٌ جدّاً..
ولكنّه ليس أعلى الرُتبِ في درجاتِ أولياءِ أهلِ البيت،
♡فإنّ منزلةَ أبي الفضلِ العبّاس أعلى رُتبةً مِن منزلةِ حمزةَ وجعفرَ الطيّار،

■أمّا سيّدُ الأوصياء وسائرُ أئمتِنا فمنزلتُهم أعلى شأناً مِن كلّ ذلك،
فأهلُ البيتِ لا يُقاسُ بهم أحدٌ أبداً، والقرآنُ يؤكّدُ ذلك في سورةِ الرعد حين يقول:
{ويقولُ الّذين كفروا لستَ مُرسَلاً قُل كفى باللهِ شهيداً بيني وبينكُم ومَن عندَهُ عِلمُ الكتاب}،

الذي عنده عِلمُ الكتاب: هو عليٌّ "صلواتُ الله عليه"
فشهادةُ عليٍّ لا تُقرَنُ إلى شهادةِ جعفر أو الحمزة، وإنّما شهادتُهُ مع شهادةِ الله،
ولذا قال صادقُ العترةِ عن عليٍّ إنّه أعظمُ منزلةً مِن ذلك،
مِن هنا كانت معرفتُنا بمقامِ أولياءِ أهلِ البيتِ الذين هم في المراتب العالية تُعَدُّ مُقدّمةً لمعرفةِ إمامِ زمانِنا.

#الثقافة_الزهرائية
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
HTML Embed Code:
2024/04/24 17:11:30
Back to Top