•



" عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيًّا"

هذا الرجاء وإلا فإن الرحال مخرومة، وهذا التضرّع الأوثق في الأنفس المكتومة..

( عسى..!)
فيا بشرى الروح اللاهجة بها في كل حالها، ونعوذ بالله أن تقنط فتصبح محرومة مكلومة..!!



•

سبحان الذي جعل من الأذان طبًّا وعافية وسلوانًا، وجعل في بعض الأصوات حياة يبثها في صدور سامعيها..

والحمد لله الذي هيأ لبيته العتيق كهذا الأذان المدنيّ النديّ..

رحم الله المؤذنين في كل مكان، ورحمنا معهم.
-

ضوء هذه الليلة الشريفة!

•
فانصب لربك ليس لك إلا هو، وقلها من قلب يرتوي بها ويغتسل:

" ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم".

•

#قال_لي:

في تتبع بقايا الليالي الرمضانية في أصقاع الأرض؛ حكايا ولهفات!!

•


ليلة الختام ليلة شجون، شعور المؤمن فيها كأن غريقًا على لوح لا يدري أيهوي به أم يكون له فيه الغوث المرتجى!!

آخر ليلة 💔
يا لشجى المودّعين..
يا للحنين الذي ستضج به الصدور في قنوت الحرمين والمساجد، ولهجها: سنشتاق، سنشتاق!!

وسيعود قيام الليل عند أهله الذين اعتادوه كل ليالي عامهم، وسيرجع الصيام سريرة في أهله الذين أحبوه!
وقد كان الصيام والقيام في رمضان مظهرًا يشمل المسلمين، وتعبدًا لا يخفى عن مراقب من بعيد!!

آخر ليلة؛ ربما تكون فيها الدعوة المستجابة التي تهيأ لها القلب ٢٩ يومًا مضى..
ربما تُكتب فيها لحظة السعد المرتقبة!
ربما تُبشر فيها الأنفس التي ما زالت على المورد تنهل مستكثرة..!!
ربما يعود فيها شغف قلب بحث عن الهداية ثلاثين ليلة!!
ربما يشفع فيها القلة الذين مكثوا في المحاريب لا يتركونها حتى فجر يوم عيدهم المبارك..!
ربما
ربما
ربما

فكونوا هناك..!
حيث السجود الذي لم تشبعوا بعد من مناجاتكم فيه..
حيث السكينة التي لم تشأ يومًا نفسًا ذاقتها أن تفارقها..
حيث الحياة والعافية؛ ومن ذا الذي يريد فراق الحياة والعافية؟!!

أتمّ الله علينا النعمة، وتقبل منّا الختام، وكما بلغنا التمام؛ فنسأله أن يتسلم منا ونحن مقبولين، مبشرين، مرحومين، قد غفر لنا، ورحمنا، وهدانا، وكفانا، وأعادنا مطهرين!


•

١٢:٣٠ ص
ليلة الثلاثين ربيعًا من رمضان المبارك ١٤٤٣هـ
الحجاز الشريف.
أم القرى - شرفها الله-.
بيت الله العتيق.

.

•


حين كان يتوقف رمضان عن الهرولة بنا في اليوم التاسع والعشرين، ويصبح يوم العيد هو التالي؛ كانت الأفئدة منا تشتاق لحظة من ليلة في ظله، دعوة في ليل منه يدركها المتعب فيستريح الدهر كله..


الآن؛ وقد أتمّ الله الشهر ثلاثين!

فدوننا الوقت الأشرف على الإطلاق!

وأسأل الله أن يتقبل منا ويرحمنا ويشملنا في عفوه ورضوانه.

-

*الحمدلله ربِّ العالمين*
الحمد لله الذي والى آلاءه، وأسبغ نعماءه، وأتم رمضان ثلاثين، وبلّغَناها فرحين، فأعطى وأجزل فله الحمد، وامتن وأكرم فله الحمد..

ها قد غربت شمسه، ونستودع الله قبول ما كان فيه من حسنات، ونستغفره مما دخلها من شائبات، وما رافقها من سيئات..

وها لاحت أسارير العيد، تكشف عن لثامها، وتهمي برهامها، فلا يفرح بها إلا مؤمن تبشبشت في قلبه تباشير الوعود، وحسن ظنه برب الكرم والجود..

افرحوا بالعيد واستبشروا..
صلوا أرحامكم..
أسبلوا ثياب جودكم..
ضموا معكم في الموائد كل مسلم..
وطيّبوا المجالس بالحب النقيّ، والنهج الرضيّ، والسمت البهيّ، والسعد الجليّ..


وانسوا - بالله عليكم- أحزانًا أرهقت؛ وهمومًا أزهقت، وآلامًا أشقت، فإن الله مولاكم، والله نعم المولى ونعم النصير..


العيد سعادة..
العيد بهجة..
العيد نضارة روح..
بسمة ولو بقليل يُحاز..
فرحة بتمام التعبد والاجتياز.. - عسانا قد كُتبنا فيمن رُحم وسُتر وفاز-..

فتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وجعل الله في أعيادنا أفراحًا خالدة، ومساع ماجدة..

العيد بالشكر مبارك، وبالحب مشارَك، فاشكروا وأحبّوا..



•العيد شكر وحب.

١٤٤٣هـ

🌲🌧

( بغروب شمس آخر يوم من رمضان ( اليوم الأحد ٣٠ رمضان ) تشرع عبادة التكبير قال الله عز وجل* :
" *وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون*َ "

*والتكبير سنة للرجال والنساء والصغار والكبار في البيوت والأسواق والمساجد وغيرها إلا الأماكن التي ليست محلا لذكر الله تعالى*.

*- والسنة أن يجهر به الرجال إظهارا للشعيرة، وأن تُسِرُّ به النساء، إلا إذا لم يكن حولهن رجال فلا حرج في الجهر*.

🍃

*صفة التكبير : فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم* :

*الأول* : *أنه شفع ( أي يكرر قول الله أكبر مرتين*) *فيقول* :
*( الله أكبر الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر الله أكبر . ولله الحمد* )

*الثاني* : *أنه وتر " أي يكرر قول الله أكبر ثلاث مرات " فيقول* :
( *الله أكبر الله أكبر الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر الله أكبر الله أكبر . ولله الحمد* )

*الثالث* : *أنه وتر في الجملة الأولى . شفع في الجملة الثانية . فيقول* :
( *الله أكبر الله أكبر الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر الله أكبر . ولله الحمد* )


🌲🌲🌲
*وقت التكبير :*
من غروب الشمس آخر يوم من رمضان إلى أن تفرغ الخطبة، وقال بعض العلماء من الغروب إلى يكبر الإمام للصلاة؛ لأنه إذا جاءت الصلاة فسيصلي الإنسان، ويستمع الخطبة بعد ذلك .*

راجع للتكبير وما يتعلق به :
الشرح الممتع ج ٥ ص(١٥٧-١٧١)

*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح : ( وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال: كبروا الله : الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا* )

وهذه جملة من أحكام العيد من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
موقع الإسلام سؤال وجواب - أحكام العيد والسنن التي فيه - http://islamqa.info/ar/49014

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم).


🌲🌧

•


والكلمات حُرُمات!


•

غنائم الفقهاء.

.
إن بثت نفسك لله الرحمن الرحيم بصوت خفي في ليلة معتمة، فأخلق بقلبك أن يضحك مستبشرًا، ويرى المنحة تُبارك، ويأتي الله له بمشتهاه العزيز..

فكم ممن أعلن مشتهاه على مسمع مخلوق؛ فكان أقل ما يلقاه منه: غفلة، وأبأس ما يجده منه: انتقاد!

الاستغناء بالله عرش! اليأس مما عند الناس ثراء!
.

#ثروة

••🪴

"وإني " لغفار " ":

الصيغة في هذا اللفظ تنقذ القلوب المكدودة من كرّ المعاصي وفرك الأهواء..
الصيغة منجدة مغيثة، تنبيك عن إلٰه عظيم لا يكِلُك إلى ظلماتك فتخضع للأبالسة..
الصيغة برَد يطهر الروح من كل دواخل اليأس والحزن الذي يخلّفه شؤم المعصية..!

الصيغة تقول لك:
أنت خطّاء ولا يقبل أوبتك بعد كل زلل إلا "غفّار" ما يزال يكرم الأوابين، ويثني عليهم، ويمدحهم!!

هل في ذلك لمتأمل عبرة؟!
الغفار لا يذلّك إن كُسف قلبك ووجهك من ذنبك!!
الغفار لا يهينك بالتوبة والإنابة!!
بل الغفار يبدل سيئاتك حسنات!!

هل أكرم من الله الغفّار جل جلاله وتقدست أسماؤه؟!

هل أعز جوارًا من جوار الرحمن الرحيم..؟!

الله لا يقيمك مقام الخزي إن وقفت بين يديه معترفًا باقتراف، أو منكسرًا باعتراف، أو معتصرًا مما تخاف!!

بل هو الكريم الكريم الكريم؛ يفتح الأبواب كلها ما دامت في حياتك متسعًا لم تغرغر الروح..
الأبواب الرحبة على مصراعيها، بلا سدنة، ولا واسطات، ولا شفعاء، ولا وجهاء، فالكرامة كرامة عبوديتك، وبطاقة الدخول عليه مطهّرًا بطاقة توحيدك، بل إن أتيته تمشي أتاك هرولة!!

فلا يسلمنك الشيطان بليّ عنقك إلى ما خلّفته في باحتك أخطاؤك..
ولا تركنن إلى دواعي الملام والتأنيب، جالدًا ظهرك والله ربك وغفّار ذنبك..

واقرأ -إن كنت سليم العقل- بفهم سليم:
" غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير "

ولا تحزن!

فـ ((الله)) ربك!

•

•

الحمد لله على عوائد الإحسان الذي خلا من كل ابتغاء إلا ابتغاء وجهه الكريم؛ فطالما كشف الزمان عن جميل نسيه صاحبه وأحصاه الله، وتبدّى في وقت لا يكون تبدّيه في غيره أحسن منه..!

سبحانه من إله حكيم، كريم، رحيم، يجزل عطاءه في منّه بإحسان أعظم من الإحسان، وعوض أكبر مما بدا وكان!!


فأحسن ولو كنت تعرف أن جميلك في غير أرضه، واغرس فسيلتك ولو كنت تعلم أن ثمرتها ليست لك، وجُد فإن الله أجود منك، جد ولو على غير مستحق؛ فإنك مهما بلغ صلاحك فلست بنائل فضل الله عليك على وجه استحقاقك؛ بل هو فضله المحض، وكرمه الذي لا نبلغ وفاءه ولو كان كل العمر سجدة في محراب الشكر..!!


•
#عوائد_الإحسان

•
في الغربة وقود لطباع النفس وخصالها، ومن ورائها تجلّيات كضوء الشمس لما أُبرم في عهود ماضيات، أو أحاديث سالفات، ومنها يعرف الإنسان وجهه ومراياه التي تبدي وجهه على أحسن ما يريد ويرضى..

فإن كنت غريبًا في قوم؛ عرفوك أمثل من معرفة قومك بك، وعرفتهم في أصحّ ما يمكن أن يعرف أحد أحدًا، وإن نزلتَ بلادًا وأنت غريب عليها وجدت نفسك في محل ليس فيه ما يسند قلبك ولا عقلك، فيظهر لك من نفسك ما كنت تغرسه فيها؛ وتعرف أكنت قفرًا يبابًا، أم أرضًا طيّبة تؤتي أكلها بإذن ربها..!

في الغربة أحوال يستانس بها قوم وجدوا من أنفسهم لأنفسهم محلًا لا يمل، وكتفًا لاتكائهم لا تكلّ، وفضاء من فضاءات الله في الكون ليس فيه ما يخالفهم على وجه التضاد، بل إدغام معانٍ بصور، والتئام أحاديث بعبر، وانسجام خبر بأثر..!!

وفيها لقوم منزِل وحشة لا ينزلونه مختارين أبدًا، فيصارعون الحقائق الخالية من أمان وإيناس، ويهربون من كل صوت يختلف عما اعتادت آذانهم سماعه، ويستوحشون ولا يألفون، وتكون عليهم الغربة كربة، ليس فيها ما يؤمنون أنه يصقل ذواتهم، ويضعهم على صفيح يميز أفئدتهم وألبابهم، فيسألون الله صباح مساء أن يكشف عنهم هذه البليّة، ويطوي عنهم هذا السفر، ويضرب بينهم وبين الغربة أزمانًا أطول من آجالهم ..!!

وفيها لقوم فتنة وزيغ، وانحراف وضلال، كأنهم حين كانوا أهل دارهم، وأصحاب بلدتهم مقيدين بأغلال ما لا يؤمنون به، فلا تسل عما انفتحوا عليه من بوار، وما جرّهم إليه وزر الليل وآثام النهار!!

الغربة كشّاف الأنام..
ومعترك الأحلام..
ومقبرة الأوهام..

ومنها إن استطعت أن تتخذ في الخلّة قلبًا صفا لك فتلكم الغنيمة، وصاحبًا بدا لك من صدقه ما لن يبديه الرخاء ونحوه؛ فهذه بهجة العمر التي تمنّاها كثير من خلق الله، وودوا أن لو مضت من أعمارهم أيام وليال كاشفات؛ ليعرفوا فيها من يحملهم حين يسقطهم الزمان، ممن يسقطونهم والزمان على حد سواء..!!

وتلك الغربة التي كتبت ما سلف فيها؛ لم تكن الغربة الأشد، ولا الأغرب على الإطلاق..!!

بل إن أشد الغربة - فيما رأيت - غربة الإنسان عن نفسه، وغربة الإنسان مع صفيّه، وغربة الإنسان بين قومه..!!

الأولى ضياع بلا رشاد، والثانية عذاب وسهاد، والثالثة جرح ما له من ضماد!!

وأشد من هذا كله؛ أن يكون واحد عند واحد بمنزلة نفسه وصفيّه وقومه؛ فيغترب فيه ومعه، ولا يجد له منه موطئًا يغيظ عاذلًا، ولا منزلًا ولا محفلًا ولا حاملًا..!!

فأي السلوان يبريه إلا سلوان الله، ( وفي الله عوض عن كل فائت ).




( وفي الله عوض عن كل فائت ).

•

•

لن يتوقف الحلم بمن مرقوا جسره في حياتك فأفسدوا بعض ممرك فيه..

لن يموت الحلم الذي أحياه الله في قلبك تنام وهو يناجيك، وتصحو وهو يواعدك..!

الحلم شمسك التي تشرق عليك ولو أصاب عينيك رمد العراقيل..!

الحلم إيذان سعدك، ومطالع مجدك التي لا يمكن لأحد غير الله أن يحجبه أو يقتله..!

فلا تربط حلمك بشخص توقعت أن تطير معه إلى أفلاك شمسك؛ فقد يخذلك في أي لحظة ويترك سماءك!!

ولا تجعل له ميقاتًا محتكرًا فالدهر كله لحلمك!

ولا تحكمه بقالب أو قوم أو مكان فإنك بهذا تبعثره وتجعله يبابًا..!

وليكن وقودك حسن الظن بالله، يحدوك اليقين به والعمل على أن تصل ولو بعد حين..!!

واعلم أن طريق الحلم الكبير طويل يستلزم صبر عازم، وإصرار حازم، ولا تأس أن أفلتك وأنت سائر صاحبٌ انتخبته؛ فأنت بالله لا بصاحب، وأنت بعد الله بروحك الدرّيّة؛ لا بأحد سواك..

فالروح روحك؛ والحلم حلمك..


وللحلم موعد لن تُخْلَفَه.


•

٢٧ ربيع الأول ١٤٤٤هـ🌲