TG Telegram Group Link
Channel: خواطر. دينيه📚
Back to Bottom
‏خير الناس من يبدأ الناس بالسلام وقد كان النبيﷺ وهو أشرف الخلق يبدأ من لقيه بالسلام فاحرص على أن تكون أنت الذي تسلم قبل صاحبك ولو كان أصغر منك لأن خير الناس من يبدؤهم بالسلام.

📖 (شرح رياض الصالحين ج4 ص408) ‌‎#ابن_عثيمين
بعض الفوائد المنتقاة من درس فضيلة الشيخ أ. د. سعد بن تركي الخثلان وفقه الله من كتابه لطائف الفوائد وكتاب التسهيل في الفقه البعلي الاثنين ١٩-٥-١٤٣٩

‏جلسة الاستراحة هي جلسة خفيفة يجلسها المصلي بعد الفراغ من السجدة الثانية قبل النهوض للركعة الثانية، وقبل النهوض للركعة الرابعةواختلف العلماء فيها على أقوال:
‏١-لا تشرع:الجمهور (الحنفية المالكية والحنابلة على الصحيح)لأن أكثر الواصفين لصلاة النبي ﷺ لم يذكروها.
‏٢-تشرع مطلقاً:(الشافعية ورواية عند الحنابلة)
‏٣-تشرع في حق من احتاج إليها دون من لا يحتاج إليها،وهو الراجح.(واختاره ابن قدامة في المغني،السعدي،ابن عثيمين). ‌

‏الفرق بين السماع والاستماع:
‏المستمع من يقصد الاستماع، والسامع من لم يقصد الاستماع وإنما يسمع من غير قصد.
فالإثم  في سماع الاغاني على المستمع دون السامع ، كمن مر في سوق وسمع اغاني ولم يقصد الاستماع لها ؛ ولكن يجب عليه الانكار حسب استطاعته.

سمعت مقطعًا مسجلًا-في الإذاعة مثلًا- ومر على موضع سجود تلاوة فهل أسجد؟
‏لا يشرع السجود لأنه مسجل وهو مجرد حكاية صوت.
‏‌
عدد ‏السجدات  في القران 15 سجدة وفيها خلاف ومن ذَلِك سجود التلاوة في سورة (ص)
1أنها موضع سجود (الحنفية والمالكية) وهو الراجح لحديث ابن عباس: رأيت النبي ﷺ يسجد فيها.
‏2أنها ليست بموضع سجود (الشافعية والحنابلة).

‏وقوف المأمومين في الصلاة بين السواري (مثل الأعمدة ونحوه) مكروه إلا عند الحاجةوالحاجة مثل الزحام الشديد في المسجدوكون المصلين يصلون بين السواري عند الزحام أولى من صلاتهم خارج المسجد.
‏‌
‏لابأس بتتبع المساجد التي يصلى فيها على الجنائز وهي من المسارعة في الخيرات ولما بلغ ابن عمر فضل الصلاة على الجنائز قال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
‏‌
‏بعض الناس يعتقد أن الذي يقرأ القرآن لا يُسلَّم عليه حال قراءته وهذا غير صحيح و خلاف السنة ؛ لأن النبي ﷺ  أوصى بإفشاء السلام فقال: (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم).
‏‌
‏اختلف العلماء في الصلاة على الغائب،  والراجح: أنها  تشرع في حق من مات ولم يصل عليه أحد.
فقد صلى النبي ﷺعلى النجاشي الذي أسلم وكتم إسلامه فعند موته لم يصل عليه أحدلأنه مات بين الكفار ، أما إذا صلي عليه حيث مات فلا يصل عليه صلاة الغائب؛لأن الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه،والنبي ﷺصلى على الغائب وتركه،
ففعله وتركه سنة.(‏ابن تيمية) وهو اختياره وكذلك ابن القيم رحمهما الله.
‏ وهناك قول لبعض أهل العلم المتأخرين بجواز صلاة الغائب على من قدم خدمة للدين كإمام صالح أو عالم ونحوه والصحيح خلاف ذلك.
‏وبما أن المسألة خلافية فلو وجه ولي الأمر بالصلاة على الغائب فإنه يصلى عليه ولاينازع في ذلك حتى لو كنت تأخذ بخلاف هذا القول.
‏ ‌
‏ينبغي للمسلم أن يكون له عمل صالح يداوم عليه حتى لو كان قليلاوفي ذلك فوائد:
‏١- أن القليل مع القليل يكون كثيرا.
‏٢- أن المداومة على العمل الصالح يحبه الله تعالى لقول النبيﷺ"أحب الأعمال إلى الله أدومها وان قل".
‏٣- إذا انقطع عنه لسبب كسفر أو مرض فإنه يكتب له أجر فعله. لذا ‏ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يصلي أربعين ركعة في اليوم والليله ينبغي على المسلم التمسك بها وهي
‏الصلوات الخمس(١٧)ركعة
‏السنن الرواتب(١٢)ركعة
‏الوتر(١١)ركعة فينبغي على المسلم ألا تقل صلواته عن أربعين  ‌
‏‌
‏أفضل الأعمال إلى الله الصلاة مثلاًإذا أتيت المسجد في يوم الجمعة الأفضل أن تصلي ركعتين ركعتين إلى قبيل دخول الإمام بسبع دقائق وتجعل قراءة القرآن في الصلاة ولا بأس من القراءة من المصحف ‌

السفر للصلاة على الميت او التعزية لا بأس به ؛ وانما المنهي عنه هو شد الرحال لغير المساجد الثلاثة اذا كان لتعظيم البقعة.

‏ينبغي أن يتولى صلاة الإستسقاء من عرف بالتقوى والورع وممن لا يخشى عليه من العجب فهو أحرى أن تجاب دعوته

‏فوائد منتقاة من شرح «عمدة الفقه»، «بابي: الخُلْع، الطلاق»، للشيخ: أ.د. سعد بن تركي الخثلان-وفقه الله- بعد مغرب الثلاثاء
٢٠/جمادى الأولى/١٤٣٩هـ:
———
١/ ‏الخُلْع اصطلاحًا: ‏فراق الزوجة بعوض بألفاظ مخصوصة.
‏٢/ إذا كانت المرأة مُبغضة للرجل كأن تكره خُلُقه أو خَلْقه أو لنقص في دينه أو خافت إثمًا بترك حقه فلها أن تفتدي نفسها منه بما تراضيا عليه.
٣/ إذا ‏كان طلب الخلع لسبب فلا بأس به، أما إذا كان من غير سبب شرعي كأن تطلب الخلع لأجل أن تتزوج برجل آخر فلا يجوز.
٤/ إذا طلب الزوج الخلع بأكثر من المهر فلا يجوز على الراجح لِما فيه من الظلم للزوجة ولأن هذه الزيادة على المهر لا مقابل لها.
٥/ يترتب على الخلع البينونة الصغرى، ومعنى ذلك: أنها تخرج من ذمته وعصمته وتصبح أجنبية عنه، وله أن يتزوج بها بمهر وعقد جديد.
٦/ لو أن ‏أحد الزوجين مات بعد الخلع فلا يرثه الآخر.
٧/ الخلع فسخ وليس طلاقًا على الراجح، وقد قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
٨/ عدة المرأة المختلعة حيضة واحدة.
٩/ توقّف الشيخ في الترجيح في مسألة: إذا وقع الخلع بلفظ الطلاق هل يعتبر خلعًا أم طلاقًا؟
١٠/ الطلاق هو آخر الحلول التي يصل إليها الزوج مع زوجته، ولا يُلجأ إليه إلا عندما تستنفد جميع الحلول.
١١/ الطلاق تدور عليه الأحكام الخمسة: ‏فقد يكون واجبًا إذا علم الزوج بأن زوجته تزني ولم تتب فيجب عليه أن يطلقها، ومستحبًا ‏إذا كانت المرأة تتضرر باستدامة النكاح وتتشوف للطلاق أو المخالعة، ومكروهًا ‏لغير الحاجة لأنه يهدم مصالح كثيرة ويشتت شمل الأسرة، ومحرمًا ‏حال الحيض أو في طهر جامعها فيه، ومباحًا ‏إذا كان في غير هذه الأحوال كأن يحتاج له الزوج لسوء خلق الزوجة أو التضرر معها.
١٢/ الراجح أن طلاق السكران لا يقع، وقد ثبت هذا عن عثمان رضي الله عنه، وهو المرجح عند كثير من المحققين كابن تيمية وابن القيم.
١٣/ الإمام أحمد كان يقول بطلاق السكران ثم رجع عن هذا القول، وقال بعدم وقوع طلاق السكران.
١٤/ السكران يؤاخذ بأفعاله ولا يؤاخذ بأقواله، وهذا هو المأثور عن الصحابة رضي الله عنهم.
١٥/ لا يجوز أن يُطلق الزوج ثلاث تطليقات مرة واحدة، لكنه إذا طلق يُلزم بها.
١٦/ الحياة الزوجية لا يمكن أن تصفو من النكد حتى أطهر وأفضل بيت وهو بيت النبوة.
١٧/ لو أن المُطلق اتقى الله في طلاقه فإنه لا يحتاج إلى من يفتيه في الطلاق لأنه سوف يطلقها طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه، ومعه فرصة ثلاثة أشهر يفكر ويتأمل فإذا تركها ثلاثة أشهر ولم يراجعها فمعناه أن نفسه طابت منها.
١٨/ أجمع العلماء على تحريم طلاق الحائض، ولكن هل يقع طلاق الحائض أو لا؟ فيه خلاف، والراجح وقوعه وعليه المذاهب الأربعة وقد حكاه ابن عبد البر والقرطبي إجماعًا.
١٩/ السنة لمن أراد الطلاق أن يُطلق المرأة في طهر لم يجامعها فيه وكذلك من السنة أن يُطلقها حاملًا.
٢٠/ ألفاظ الطلاق يقسمها العلماء إلى قسمين: صريح وكناية، فالصريح يقع به الطلاق مباشرة من غير حاجة لنية، والكناية لا يقع إلا مع النية.
٢١/ الطلاق عن طريق الهاتف الجوال يقع.
٢٢/ لو طلق الزوج زوجته برسالة جوال فيعتبر هذا الطلاق من قبيل الكناية على الراجح فيحتاج إلى نية.
٢٣/ الطلاق المعلق وهو بأن ‏لا يقصد الزوج الطلاق وإنما يقصد الحض أو المنع أو التصديق أو التكذيب.
٢٤/ المذاهب الأربعة على وقوع الطلاق المعلق، والقول الثاني على أنه ما دام لم ينو الطلاق فلا يقع طلاقًا لكن عليه كفارة يمين وهذا القول اختاره ابن تيمية وأصبحت الفتيا في العالم الإسلامي عليه وهو الراجح لكن ينبغي ألا يُغيّب قول الجمهور وأن يُذكر ويُبرز للناس.
٢٥/ كثير من الناس يتجرأ على الحلف بالطلاق وهذا من العبث ومن التلاعب بحدود الله وينبغي أن يُعزر قائله، كقولهم: (عليّ الطلاق أن تفعل كذا لآخر ولم يفعل)، وأكثر العلماء على وقوع الطلاق.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
🔅 قال ‌ #الشيخ_الخثلان ⁩ في شرحه لمتن عمدة الفقه :
‏على المرأة أن تحسن العشرة لزوجها، فإن حق الزوج على زوجته حق عظيم، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : «حق الزوج على زوجته آكد من حق والديها عليها»
‏قال عليه الصلاة والسلام : «لو كنت آمرا أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
قـال الشيخ ابن عثيمين رحمـه الله:

إن المحافظة على صلاة الفجر وصلاة العصر من أسباب النظر إلى وجه الله عز وجل، ويا لها من قيمة عظيمة.

حافظ على صلاة الفجر وصلاة العصر تنظر إلى وجه الله يوم القيامة في جنات النعيم.

شرح رياض الصالحين ٥٨/٥
💠قال ‌ #الشيخ_الخثلان ⁩ أثناء تعليقه على باب معاشرة النساء في متن عمدة الفقه :
‏أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – في المعاملة بين الزوجين بالتركيز على المحاسن وغض النظر عن المساوئ فقال: «لا يفرك مؤمن مؤمنة  إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر» رواه مسلم
‏لا يفرك أي لايبغض .
⁉️استفسار
‏إذاكانت الزوجة موظفة، وطلب الزوج منها أن تساعده في الإيجار، إيجار البيت، هل يلزمها ذلك؟
‏قال ‌ #الشيخ_الخثلان ⁩  :
‏لا يلزمها؛ لأنها غير مكلفة بالسكن، السكن على الزوج، إن تبرعت فهذا محض تبرع، لكن لا يلزمها ذلك، فالنفقة، والكسوة، والسكن على الزوج حتى لو كانت الزوجة موظفة.
بعض الفوائد المنتقاة من درس فضيلة الشيخ أ. د. سعد بن تركي الخثلان وفقه الله من كتابه لطائف الفوائد وكتاب التسهيل في الفقه البعلي الاثنين ٢٦-٥-١٤٣٩هـ.

🔹 ‏(اذكروا محاسن موتاكم) لم يرد هكذا.
وإنما الوارد في ذلك(لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا لما قدموا) ‌

‏من المسائل المهمة:موت الدماغ.
‏مجمع الفقه الدولي يعتبره موتاً.
‏والمجمع الفقهي بالرابطة لا يعتبره موتاً.
‏فمن يعتبره موتا يجيز نقل الأعضاء.
‏ومعنى الموت:
‏الأطباء يعرفونه بأنه أن لا عود للحياة. فعندهم موت الدماغ يعتبر موتاً.
‏والموت بالمعنى الشرعي: هو مفارقة الروح البدن.والشيخ حفظه الله متوقف في هذه المسأله ولم يرجح أيٌ من القولين كما أن الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله  توقف فيها كذلك.   ‌
‏‌
‏رفع أجهزة الإنعاش عن الميؤوس من شفائه : يجوز رفعها إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلًا نهائيًا بقرار من ثلاثة أطباء متخصصين فأكثر ولكن لا يحكم بموته شرعًا إلا إذا توقف التنفس والقلب ولايعتبر قتل له ‌  . وهو قرار هيئة كبار العلماء في المملكة.

‏العزاء ليس له أيام محدودةوتحديد العزاء بثلاثة أيام لا أصل له ‌ ، بل يُشرع من حين خروج الروح قبل الصلاة على الميت وبعدها، وليس لغايته حد في الشرع المطهر،بل هو مرتبط بالمصيبة سواء كان ذلك ليلاً أو نهاراً، وسواء كان ذلك في البيت أو في الطريق أو في المسجد أو في المقبرة، أو في غير ذلك من الأماكن.

‏اجتماع أهل الميت في مكان لاستقبال المعزين لا بأس به، كما في حديث عائشه رضي الله عنها في الصحيحين فهو صريح في جواز الاجتماع أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم قالت:كلن منها فإني سمعت رسول الله يقول: «التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن» وأما حديث جرير عند الامام احمد فهو ضعيف حديث (كنا نعد الاجتماع وصنعة الطعام لأهل الميت من النياحة)  قال عنه الامام احمد لا أصل له ؛ لكن من غير توسع وإقامة ولائم وسرادقات ونحوها، والسنة أن يُصنع لهم طعام؛ لقول النبي ﷺ (اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم) أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.وقال الإمام أحمد بن حنبل: (يُعمل لهم ولا يعملون هم) ولما فيه من التكافل اجتماعي ‌ وقال بذلك الامام ابن باز رحمه الله.

‏إهداء ثواب قراءة القرآن للميت جائز ولكن لايُحثّ الناس عليها ولايُنكر على من فعلها ‌

‏(إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه)
‏الميت يخبر بنياحة أهله عليه ويتألم لذلك  ‌ 
‏كيف يعذب الميت ببكاء أهله؟ أقوال:
‏1منهم من أنكر هذا الحديث ومنهم أم المؤمنين عائشة.
‏2يعذب إذا أوصى أهله بالنياحة عليه.كان من عادة العرب أنهم يوصون أهلهم بالنياحة عليهم بعد موتهم .
‏قال الشاعر طرفة :
‏إذا أنا مِتُّ فانعيني بما أنا أهلهُ
‏وشق عليّ الجيب يا ابنتَ معبدِ
‏3يعذب إذا كانت النياحة من سنتهم ولم ينههم.
‏4الراجح: أن العذاب هو الألم وليس كل من تألم كان عقاباً فليس كل عذاب عقوبة.
‏‌
‏الأفضل لمن حضر عند شخص يحتضر -قارب الموت- :
‏١- أن يلقنه قول ( لا إله إلا الله ) لحديث النبيﷺ : "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" .
‏٢- أن يذكره بأحاديث الرجاء وإحسان الظن بالله عزوجل.
‏أما قراءة سورة يس فلا تشرع لأن الحديث الوارد فيها ضعيف .حديث معقل بن يسار  (اقرؤوا على موتاكم يس) هذا أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد، ولكنه حديث ضعيف، فلا يبنى عليه حكم شرعي، ومعناه لو صح اقرؤوا على المحتضرين؛ لأن من مات لا ينتفع بالقراءة.

‏لايجوز الاعتراض على القضاء والقدر بقول أحدهم لآخر: فلان ما يستاهل (سواءً كان مريضاً أو غنياً أو غير ذلك) فالواجب الرضا بما كتبه الله عز وجل لعباده وما قدره عليهم وأن الله جل وعلا حكيم عليم خبير سبحانه وتعالى..

‏الأموات لا يعلمون بأعمال الأحياء ولا يوجد ما يدل على ذلك كذلك تزاور الموتى فيما بينهم لادليل عليه !
‏والميت مشغول بنفسه وأعماله .إما نعيمٌ وإما عذاب ‌

‏هل كل مسألة خلافية نقول أن الأمر فيها واسع ؟!
‏لا، ليست كل مسالة خلافية الأمر فيها واسع!
‏إذا كانت المسألة شائكة وأدلة الفريقين قوية فهنا نقول أن الأمر واسع.
‏أما إذا كان الخلاف ليس قويا والأدلة واضحة مثل وجوب صلاة الجماعة
‏فلانقول أن الأمر واسع بحجة أن المسألة خلافية

‏فوائد منتقاة من شرح «عمدة الفقه»، «كتاب الطلاق»، للشيخ: أ.د. سعد بن تركي الخثلان-وفقه الله- بعد مغرب الثلاثاء
٢٧/جمادى الأولى/١٤٣٩هـ:
———
١/ المرأة إذا لم يُدخل بها تُبينُها الطلقة الواحدة بالإجماع، والبينونة هنا صغرى: يعني إذا أراد إرجاعها فلا تحل له إلا بعقد ومهر جديد، وتحسب عليه الطلقة الأولى.
٢/ البينونة الكبرى خاصة بما إذا طلقها ثلاثًا، وما عداها فبينونة صغرى.
٣/ لو قال الرجل لزوجته (طالق وطالق وطالق) أو (طالق ثم طالق ثم طالق) أو (طالق طالق طالق)، ولم ينو تأكيدًا فإنها تحرم عليه حتى تنكح زوجًا غيره، عند عامة أهل العلم.
٤/ لو قال الرجل لزوجته (طالق ثلاثًا) أو (طالق بالثلاث) أي: مجموعة في كلمة واحدة، فمحل خلاف كثير بين العلماء فأكثرهم اعتبروها ثلاثًا، والقول الثاني أنها تطليقة واحدة وهو الراجح واختاره جمع من المحققين كابن تيمية وابن القيم وهو الذي عليه العمل بالسعودية.
٥/ لو قال الرجل لزوجته (طالق ثم طالق ثم طالق)، فقد عُرف عن ابن تيمية أنه يعتبرها طلقة واحدة، وقد سمعت شيخنا ابن باز يقول: لا أعلم لهذا القول سلفًا ولا سندًا.
٦/ من شك في الطلاق أو عدده بنى على اليقين واطّرح الشك.
٧/ طلاق الغضبان على ثلاثة أقسام:
📍يسير: ويقع بالإجماع.
📍شديد جدًا: وهو الذي يفقد الإنسان معه عقله، ولا يقع بالإجماع.
📍حالة وسطى بين الحالتين: وهي التي ليس الغضب فيها باليسير ولا بالشديد الذي يفقد معه عقله، وهذه حال معظم من يطلق، ومن أماراتها أن المطلق يجد نفسه مدفوعًا للتلفظ بكلمة الطلاق، وأنه قبل الموقف لم يخطر بباله الطلاق، وبعد ما يهدأ غضبه يندم ندمًا شديدًا، والراجح أنه لا يقع لقول النبيﷺ:( لا طلاق في إغلاق)، وقد ذكر ابن القيم في كتابه(إغاثة اللهفان) أدلة كثيرة وآثارًا عن الصحابة في ترجيح هذا القول.
٨/ أفضل كتاب في نظري في بحث مسألة طلاق الغضبان هو إغاثة اللهفان لابن القيم.
٩/ الرجعة: هي إعادة مطلقة غير بائن في عدتها إلى ما كانت عليه بغير عقد.
١٠/ شرط الرجعة أن يريد الزوج الإصلاح، وأن تكون المرأة في العدة.
١١/ الإشهاد في الرجعة مستحب.
١٢/ لا يشترط في الرجعة عقد ولا ولي ولا مهر ولا رضا الزوجة بالإجماع.
١٣/ الراجح أن الجماع لا يكون رجعة إلا إذا نوى به الزوج الرجعة وإليه ذهب الحنفية والمالكية واختاره ابن تيمية وابن القيم وجمع من المحققين.
١٤/ المطلقة طلاقًا رجعيًا تبقى في بيت زوجها إلى انقضاء العدة ولا يجوز لها أن تخرج أو تُخرج منه، وهي في حكم الزوجة تمامًا.
١٥/ إذا ارتجع الزوج زوجته عادت على ما بقي من طلاقها.
١٦/ لو ترك الزوج زوجته حتى بانت ثم نكحت زوجًا غيره ثم بانت منه وتزوجها الأول رجعت إليه على ما بقي من طلاقها.
١٧/ العدة: هي انتظار محدود بزمن يلزم المرأة عند زوال النكاح.
١٨/ من حكم العدة هو التحقق من براءة رحم المرأة من زوجها الأول، ولأجل إتاحة الفرصة لزوجها إن كانت رجعية بأن يراجعها، وحرمًا بين النكاح الأول والثاني.
١٩/ مدة الحمل مؤثرة في الأحكام الشرعية، وتحسب من حين تلقيح الحيوان المنوي بالبويضة.
٢٠/ لو طلق الزوج زوجته قبل الدخول بها فليس على المرأة عدة بالإجماع.
٢١/ لو عقد الزوج على زوجته ومات قبل الدخول بها فعلى الزوجة العدة ولها المهر والإرث بالإجماع.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[همسات زوجيـة]

إهمال الزوج لزوجته أصبحت ظاهرة تهدد أغلب البيوت، فتجده يضحك ويلهو ويتمتع مع الجميع، وعند عودته إلـى المنزل أو محادثته لزوجته تجده يتأفف، وفجأة يتحول إلى شخص مُمل لا يطيق التحدث معها باحترام؛ بل قد يقلل من قيمتها ويحسب أنه بذلك رجل.

عندما تتزوج المرأة فهي ليست جائعة في بيت أبيها لتشبعها أنت، وليست عارية في بيت أبيها لتكسوها أنت، فبعض النساء عند آبائهن أعز من أن يكنَّ في بيتك، وآباؤهن أغنى منك، وبيوت آبائهن أوسع من بيتك، ولكن سنّة الحياة أتت بها إليك لتبني معك أسرة جديدة، فهي تريد المحبة والرحمة والعطف والحنان والأمان والحب، فإذا فقدت ذلك في بيت زوجها صار ذلك البيت سجنًا.

إياكم "والخلاف" المستمر المتكرر؛ لأن الحياة قصيرة وبعض الزوجات والأزواج يجعلون الحياة الزوجية نكدًا في نكد، ويحب أحدهما أن يعيش دور الضحية وأنه مظلوم، خاصة الزوجة التي دائمًا تحب أن تكون هي المظلومة في أتفه الأمور، وقد يكون الزوج هو الظالم فعلًا؛ لجهله بالحقوق الزوجية، فيظن الواجب عليه مستحبًّا فيقصر ويتساهل، فقللوا الخلاف قدر الإمكان تعيشوا بسعادة وأمان.

تعوَّدَا على حل الخلافات والمشاكل الزوجية بينكما، ولا تقحما الأهل في مشاكلكما الزوجية، ولا تكشفا حياتكما الزوجية لأي شخص في الخارج مهما كان، فأغلب المشكلات بين الزوجين هي تلك التي تكون بسبب "الفضفضة" مع الأهل والأصدقاء، ولن تصلح الحياة الأسرية إلا بصلاحك مع الله، فأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الآخرين.

الحياة الزوجية تحتاج إلى تغيير كالذهاب إلى نزهة، أو إلى مطعم محافظ، أو إلى أي مكان مباح الذهاب إليه، وليس من الضروري أن تصرف في الرحلة المال الكثير، فالتغيير الخفيف مع الكلام الجميل مقرونًا بالحب يفعل الكثير ويقضي على الخلاف والمشكلة، وكل هذه الأمور من أسباب السعادة، وأنتِ أيها الزوجة، إذا كانت ظروف زوجكِ لا تسمح له بالخروج لأي رحلة ولا يرغب في ذلك، فاجعلي في بيتك ركنًا لشرب القهوة، وقطعي تلك الفواكه بشكل جذَّاب، ونوعي في طعام العشاء، فذلك متعة لروحكِ أولًا، ثم لزوجكِ وأولادكِ ثانيًا.

‏جميع العلاقات الإنسانية معرضة للانتكاسات والخلافات والمشاكل، وليس الحل في تبادل اللوم والاتهامات، بل الحل يكمن في التغافل والتغافر؛ لتستمر الحياة..

من الأدوية لخوف القلوب والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات "الصبر" كما ذكره خالق النفوس في القرآن الكريم، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، فالزوجان يحتاجان للصبر ولا يستغنيان عنه؛ حتى تنجح حياتهما الزوجية، أما قلة الصبر فتولد المشكلات والخلافات، فالصبر جواد لا يكبو، وجيش لا يهزم.

الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل، ولا يوجد منتصر أو خاسر في أي مشكلة من مشكلات الحياة الزوجية، فإما أن نفوز جميعًا أو نخسر جميعًا، فليحرص كلٌّ منَّا على المسئولية والأمانة التي وجبت عليه، اللهم أنزل سكينتك على بيوت المسلمين وأسعد أهاليها.

ٲ/محمد الهاملي

‏فوائد منتقاة من شرح «عمدة الفقه»، «استكمال باب العدة- الإحداد- نفقة المعتدات- كتاب الظهار»، للشيخ: أ.د. سعد بن تركي الخثلان-وفقه الله- بعد مغرب الثلاثاء
٤/جمادى الآخرة/١٤٣٩هـ:
———
١/ المرأة التي انقطع الحيض عنها ولا تدري ما رفعه ولا يتوقع أن يعود إليها ويُئس من ذلك، فتعتد بثلاثة أشهر وهي عدة الآيسة.
٢/ عدة المرأة التي انقطع الحيض عنها وقال لها الأطباء سيعود لك، فتنتظر ولا تزال في العدة حتى يعود إليها الحيض فتعتد به ثلاث حيض.
٣/ المرجع في تحديد عدة امرأة المفقود إلى اجتهاد القاضي، وهو الذي عليه العمل بالمحاكم، وتعتد الزوجة بعد الحكم بوفاة زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام.
٤/ في وقتنا الحاضر مع وجود وسائل الاتصالات والمواصلات ينبغي أن تُقصر مدة انتظار المفقود خاصةً إذا كان الغالب عليه الهلاك.
٥/ إذا تزوجت المرأة وهي في العدة فنكاحها باطل بالإجماع.
٦/ الإحداد: هو امتناع المتوفى عنها زوجها عن الزينة وما في معناها في زمن العدة.
٧/ قد أجمع العلماء على وجوب الإحداد على المتوفى عنها زوجها.
٨/ ‏كانت مدة الإحداد سنة ثم نُسخت إلى أربعة أشهر وعشرة أيام.
٩/ تجتنب المُحدّة خمسة أمور:
الأول: الزينة في البدن، مثل: الكحل والأصباغ والمكياج وغيرها.
الثاني: الزينة في اللباس.
الثالث: الطيب بجميع أنواعه، ومنه: البخور والأطياب والشامبو المعطر والصابون المعطر والقهوة والشاهي التي فيها زعفران، ويستثنى من ذلك إذا انقضى الحيض واغتسلت فلها أن تتبخر بالبخور لأجل قطع رائحة الحيض.
الرابع: لبس الحلي بجميع أنواعه.
الخامس: الخروج من البيت إلا لحاجة، مثل: الموظفة والطالبة.
وما عدا ذلك فهي كغيرها من النساء.
١٠/ الراجح أن المطلقة ثلاثًا لا تأخذ حكم المتوفى عنها زوجها لعدم الدليل.
١١/ المطلقة الرجعية لها النفقة والسكنى بالإجماع.
١٢/ المطلقة ثلاثًا لا نفقة لها ولا سكنى إلا إن كانت حاملًا، وكذلك البائن بفسخ أو المختلعة.
١٣/ الظهار: وهو أن يقول لامرأته: أنت عليّ كظهر أمي، أو من تحرم عليه على التأبيد.
١٤/ الظهار محرم، وإذا وقع مع تحريمه فيترتب عليه: تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.
١٥/ ما دام أن الإنسان يستطيع صيام شهر رمضان فهو يستطيع صيام شهرين متتابعين سواء في كفارة الظهار أو الجماع في نهار رمضان، والمشقة لا بد منها.
١٦/ لا يجوز للمظاهر أن يقرب زوجته إلا بعد الكفارة.
١٧/ كل من حرّم على نفسه شيئًا غير الزوجة فعليه كفارة يمين، أما إذا حرّم الزوجة فيُنظر إلى قصده فإن قصد الظهار فيكون ظهارًا، وإن قصد الطلاق فيكون طلاقًا، وإن قصد اليمين فيكون يمينًا.
١٨/ الظهار يختص بالأزواج دون الزوجات.
١٩/ للكلمة في الإسلام أهميتها واعتبارها فبكلمة واحدة من الزوج كالظهار أو الطلاق تحرم عليه زوجته.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
‏‌  ⁩
بعض الفوائد المنتقاة من درس فضيلة الشيخ أ. د. سعد بن تركي الخثلان وفقه الله من كتابه لطائف الفوائد وكتاب التسهيل في الفقه البعلي الاثنين ٥-٥-١٤٣٩

أشرف صفة في الإنسان العلم وإقبال الإنسان على حلق العلم يدل على أن الله يريد به الخير فقد ورد في الحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
‏ينبغي الحرص على طلب العلم وتحصيله والصبر عليه كما قال يحيى بن كثير: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
‏حِلق العلم داخلة في حِلق الذكر ويشملها فضل الاجتماع في حِلق الذكر ولو لم يحصل طالب العلم إلا هذا الفضل لكفى كيف وهو يطلب علماً وشرفاً عظيما .

‏يوجد في بعض المساجد وضع صناديق النفايات أمام المصلين، وهذا أقل أحواله الكراهة، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد فتغير وجهه وحك هذه النخامة وقال (إن أحدكم إذا كان في صلاته فإنه يناجي ربه فلا يتنخم قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه)
‏‌
‏أحوال الفقير إذا سأل في المسجد:
‏1أن يكون كذابا فهذا يمنع بل يبلغ عنه ولي الأمر.
‏2أن يكون محتاجا.
‏3أن يكون مجهول الحال.
‏ففي هاتين الحالتين  لا يجوز نهره لقول الله تعالى: {وأما السائل فلا تنهر}.
قال ابن تيمية: السؤال مكروه في المسجد إلا لصاحب الحاجة إذا لم يجد من يساعده ولم يؤذ أحد من المصلين ولم يشوش عليهم
لم يكن الفقراء أعز منهم وأكرم من مجلس الإمام أحمد رحمه الله تعالى.وهكذا كان مجلس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى.
‏‌
‏‌تغميض العينين مكروه في الصلاة الا لحاجة كوجود ما يشغله في قبلته. وإذا كان لحاجه لا يقال بالكراهه لان تغميض العين معين على الخشوع ‌ كماذكر ذلك ابن القيم رحمه الله‏

‏القنوت في صلاة الفجر يشرع بالنوازل ولا يكون بصفة مستمره وهذا هو القول الراجح خلافا للشافعية  فلم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا الأئمة الأربعه القنوت في الفجر بصفه مستمره ‌  ⁩والحكمة من جعل الدعاء بعد الرفع من الركوع وليس في السجود هي ان يشارك المأموم الامام في الدعاء ولو بالتأمين.فالتأمين والمؤمن شريك للداعي مثل تأمين هارون لأخيه موسى في دعائه حيث قال جل جلاله(قد أجيبت دعوتكما) والداعي موسى والمؤمن هارون فتساويا بالدعاء ‌
‏إذا رأى ولي الأمر أن دعاء النازلة لايكون إلا بإذنه أو بإذن من يخوله (حتى لايترك الأمر للاجتهادات الفردية)
‏فتجب طاعته ولا ينازع في ذلك .
احتباس المطر ليس من النوازل التي يشرع لها القنوت وإنما يشرع لها صلاة الاستسقاء
‏‌
‏الراجح جواز حضور النساء للصلاة على الجنائز والظاهر أن لها من الأجر ( القيراط) كالرجال..
‏ ؛ ولكنهن يمنعن من اتباع الجنائز ودخول المقبرة.

‏من يصلي على كرسي في الصلاة فمصافته في الصف تكون بمقعدته ومنكبيه لا برجليه هذا في حال ان كان يصلي على الكرسي جالسا طول الصلاة فقدسئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : كيف تكون مصافة من يقعد على كرسي في الصف في الصلاة ؟ فأجاب : بمقعدته ، لا برجليه، اما من يقوم ويقعد فيتقي الله ما استطاع ويحاول مصافة من بجواره بالمنكب قدر استطاعته. فهذا من النوازل والذي يظهر في المسألة أنه في حالة القيام يصاف عن يمينه وعن شماله بمنكبيه ويكون الكرسي خلف الصف فإذا جلس إن استطاع أن يجر الكرسي  بحيث مقعدته ومنكبيه محاذيه للصف وإن لم يستطع فلاحرج ‌  ⁩

آكد أركان الصلاة وأهمها وأعظمها هو السجود وما قبله كله مقدمات له وهو سر العبودية والسجود بالنسبة للصلاة كالوقوف بعرفة بالنسبة للحج. ‌  ⁩ والسجود لايسقط بحال


‏"والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم "
‏ينبغي لكل من وقع في ذنب ان يتوضأ ويصلي ركعتين ؛ وتسمى صلاة التوبة لحديث (ما من مسلم يذنب ذنبا فيتوضأ ثم يصلي ركعتين ويستغفر الله الا غفر الله له)
‏ومن فعل ذلك يرجى له غفران ذنبه وأن يدخل في هذه الآية الكريمةفينبغي لمن فعل ذنبا صغيرا كان أو كبيرا أن يبادر لصلاة التوبة.

‏"كان رسول الله ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن"
‏أي أمر تحتار فيه فعليك بالاستخارة
‏ولابأس من تكرارها إذا لم يتبين لك شيء.
الراجح ان دعاء الاستخارة يكون بعد صلاة الركعتين كما هو ظاهر الحديث.فقد سئل الشيخ ابن باز: هل دعاء الاستخارة قبل السلام أم بعده؟ فقال: بعد السلام أفضل؛ لقوله ﷺ في حديث الاستخارة: «...فليركع ركعتين، ثم ليقل: الله إني أستخيرك...».
‏و(ثم) تقتضي الترتيب والتراخي، ولا تتم الصلاة إلا بعد السلام، وتقدُّم الركعتين على الدعاء من أسباب الإجابة.
‏-ومن لم يستطع الصلاة قبل الدعاء لضيق وقت ونحوه فلا بأس ان يقتصر على الدعاء.
‏من الخطأ ما يعتقده البعض أن علامة الاستخارة انشراح الصدرفإنشراح الصدر مرتبط بالحالة النفسية أو الإنطباع الذهني للإنسان فتجد المرأة مثلاً يتقدم لها الخاطب الكفء وترده لأن صدرها لم ينشرح لذلك والصواب أن تستخير وتستزيد من السؤال عنه ثم تتوكل على الله فإن كان خيرا لها فسوف يتيسر

‏فوائد منتقاة من شرح «عمدة الفقه»، «كتاب اللِّعان- الحضانة-نفقة الأقارب والمماليك»، للشيخ: أ.د. سعد بن تركي الخثلان-وفقه الله- بعد مغرب الثلاثاء
١١/جمادى الآخرة/١٤٣٩هـ:
———
‏١/ اللِّعان اصطلاحًا: شهاداتٌ مؤكداتٌ بأيمان من الجانبين مقرونة بلعنة وغضب.
٢/ البلاء موكل بالمنطق.
٣/ إذا حملت الزوجة من الزنا فيجب على الزوج إذا تيقن ذلك أن يُلاعن لنفي الولد، وإذا لم يتيقن أو زنت الزوجة ولم تحمل وأظهرت التوبة والندم فيجوز للزوج اللِّعان ولا يجب.
٤/ الأفضل أن يكون اللِّعان في المسجد، ويجوز في المحكمة.
٥/ الزوج في اللِّعان يقول في الخامسة: (وإن لعنة الله عليه..)، والزوجة تقول في الخامسة: (وإن غضب الله عليها ..)، والغضب أشد من اللعن، لأن الغضب متضمن للعن.
٦/ بمجرد اللِّعان تحصل الفرقة الأبدية بين الزوجين، ولو بغير حكم حاكم.
٧/ فائدة اللِّعان هي نفي الولد عن الزوج، ويُنسب الولد لأمه أو لاسم معبد كعبد ربه.
٨/ الحمض النووي والبصمة الوراثية لا يُعتمد عليها بنفي الولد لأنها قرينة فقط.
٩/ ليس هناك طريق لنفي الولد إلا بالملاعنة.
١٠/ يجوز للزوج أن يُلاعن على نفي الولد دون قذف الزوجة بالزنا، وذهب إليه ابن تيمية واختاره ابن عثيمين، ويكون اللِّعان من طرف واحد.
١١/ إذا كان الزوج خصيًّا وولدت زوجته، لم يُلحق به الولد.
١٢/ إذا كان الزوج عقيمًا وولدت زوجته، فيُلحق به الولد.
١٣/ الأم أحق من الأب بحضانة الطفل.
١٤/ الخالة تلي الأم والجدة في الحضانة، وهي مقدمة على الأب.
١٥/ المرأة إذا تزوجت بأجنبي من الطفل فلا يسقط حقها بالحضانة إذا رضي زوجها.
١٦/ الأصلح من الأبوين هو الأحق بحضانة الولد، فإن تقاربا في الصلاح فيُخيّر الغلام بينهما إذا بلغ سبع سنين، والأنثى إذا بلغت سبعًا فعند الأب إلا إن كانت الأم أصلح.
١٧/ أجرة استرضاع الولد على الأب إذا لم تكن الزوجة في حبال الزوج، وإذا كانت في حباله فلا أجرة.
١٨/ يجب على الإنسان نفقةُ والديه وإن علَوا، وأولاده وإن سفَلوا، إذا كانوا فقراء وله مال ينفق عليهم.
١٩/ نفقة الخدم في البيوت بحسب العقد، ولكن المعروف عرفًا كالمشروط شرطًا، فعندنا بالمملكة من العرف الإنفاق عليهم.
٢٠/ من ادعى نسب طفل مجهول، أُلحق به؛ لأن الشريعة تتشوف لحفظ الأنساب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

‏فوائد منتقاة من شرح «عمدة الفقه»، «باب الوليمة- كتاب الأطعمة»، للشيخ: أ.د. سعد بن تركي الخثلان-وفقه الله- بعد مغرب الثلاثاء
١٨/جمادى الآخرة/١٤٣٩هـ:
———

١/ ‏الوليمة لغة: هي تمام الشيء واجتماعه ثم نقلت لطعام العرس خاصة.
٢/ يستحب ‏للزوج أن يولم عند زواجه، والحد الأدنى شاة واحدة وإن زاد فهو أفضل مالم يصل لحد التبذير.
٣/ رجّح الشيخ استحباب إجابة وليمة العرس.
٤/ الكرم خلقٌ كريم بين خلقين مذمومين وهما البخل والتبذير.
٥/ ينبغي البعد عن الإسراف والتبذير في وليمة العرس، وأن يُسعى إلى تدبير الفائض من الطعام بعد الوليمة.
٦/ لا يجوز الطبل للرجال والنساء.
٧/ الأصل في الأطعمة والأشربة وفيما خلق الله في الأرض هو الحل والإباحة.
٨/ قاعدة: كل نجس محرم وليس كل محرم نجسًا.
٩/ كل ما كان مضرًا لصحة الإنسان فهو محرم، لأن الإنسان مؤتمن على بدنه.
١٠/ لا يجوز ‏بيع الأعضاء بالإجماع، أما التبرع بها ففيه خلاف.
١١/ ‏الدخان محرم، وقد أجمع الأطباء على عظيم ضرره، وأنه يندر أن يوجد مدخن مُعمّر.
١٢/ الأطعمة والأشربة على ثلاثة أقسام:
أ- ما كان نسبة الكحول فيه كثيرة فهو محرم بالإجماع.
ب- ما كان نسبة الكحول فيه قليلة بحيث يسكر إذا أكثر منه فهو محرم.
ج- ما كان نسبة الكحول فيه مستهلكة بحيث لو أكثر منه لما سكر فهذا معفو عنه بالإجماع كالذي في معظم المعلبات والعصائر والأدوية.
١٣/ شراب الشعير (البيرة) فيه نسبة كحول لكنها مستهلكة، وعليه فيجوز شربه.
١٤/ جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة على نجاسة الخمر، والقول الثاني أنها طاهرة وإليه ذهب ربيعة شيخ مالك، وهو ظاهر المنقول عن الصحابة وهو الراجح لعدم الدليل الظاهر على نجاستها.
١٥/ حية البحر مباح أكلها لأنها من حيوانات البحر.
١٦/ المرجع في الاستخباث هو الشرع فما عدّه الشارع خبيثًا فهو خبيث وما لا فلا.
١٧/ جميع حيوانات البحر حلال ويجوز أكلها حتى وإن كان لها ناب وتفترس به.
١٨/ الأصل أن ما نُهي عن قتله فيحرم التعرض له ويجب استبقاؤه، مثل: النملة والنحلة والهدهد والصرد والضفدع.
١٩/ التمساح حيوان برماوي ولا يجوز أكله على الراجح وهو مذهب الشافعية والحنابلة.
٢٠/ لو كان الحيوان البحري له ناب فيجوز أكله، مثل: سمك القرش.
٢١/ يحرم أكل كل ذي ناب من السباع كالأسد والذئب والفهد، وكل ذي مخلب من الطير كالصقر والنسر والبومة والحِدأة.
٢٢/ انعقد الإجماع على تحريم أكل الحمر الأهلية.
٢٣/ يحرم أكل البغل لأنه متولد بين حلال وحرام (بين الفرس والحمار)، فيغلب جانب الحرمة.
٢٤/ يحرم أكل الغراب الأبقع الذي في رأسه بقعة بيضاء، والأسود الكبير، وغراب البين.
٢٥/ يباح أكل غراب الزرع الذي يتغذاء على الزرع ولا يأكل الجيف، ويقال في وصفه إن منقاره أحمر وكذا رجلاه وهو صغير الحجم كالحمامة.
٢٦/ يباح أكل اليربوع (الجربوع)؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم اعتبروه صيدًا.
٢٧/ يباح أكل الضب لأنه أُكل على مائدة النبي ﷺ وهو ينظر.
٢٨/ يباح أكل الخيل.
٢٩/ الضبع في أكله خلاف بين العلماء، والراجح تحريم أكله.
٣٠/ الجلَّالة: وهي الحيوان الذي يأكل العذرة والنجاسات عمومًا، في أكلها خلاف؛ ورجّح الشيخ إباحة أكلها؛ لأن النجاسة التي تأكلها تستحيل إلى لحم ودم، وجميع الأحاديث التي رويت فيها ضعيفة.
٣١/ النباتات التي تتغذى على النجاسة لا حرج فيها لعدم ظهور أثر النجاسة عليها إلا إذا ثبت ضررها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

‏فوائد منتقاة من شرح «عمدة الفقه»، «باب الذكاة- كتاب الصيد»، للشيخ: أ.د. سعد بن تركي الخثلان-وفقه الله- بعد مغرب الثلاثاء
٢٥/جمادى الآخرة/١٤٣٩هـ:
———
١/ الذكاة لغة: تمام الشيء، وسمي الذبح ذكاةً لأنه إتمام الزهوق.
٢/ الذكاة اصطلاحًا: ذبح أو نحر الحيوان البري المأكول أو عقر ممتنع.
٣/ غير المذكى من الحيوانات البرية يعتبر ميتة.
٤/ ‏الذكاة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: نحر وذبح وعقر، فالنحر للإبل ويكون في اللبة وهي الوهدة التي ما بين الرقبة والصدر، والذبح لغير الإبل كالبقر والغنم ويكون في أعلى الحلق، والعقر للحيون المعجوز عن إمساكه وذلك بأن يُجرح في غير الحلق واللبة.
٥/ السنة في الإبل النحر.
٦/ يجوز نحر ما يذبح أو ذبح ما ينحر.
٧/ شروط الذكاة ثلاثة:
أحدها: أهلية المذكي: ولهذا الشرط ثلاثة شروط وهي: أن يكون عاقلًا، وقادرًا على الذبح، ومسلمًا أو كتابيًا.
والثاني من شروط الذكاة: أن يذكر اسم الله عند الذبح وإرسال الآلة في الصيد.
والثالث: أن يذكي بمحدَّد.
٨/ الأصل في الذبائح المستوردة من بلاد أهل الكتاب الحل والإباحة كالدواجن المستوردة من فرنسا والبرازيل إلا إذا علمنا أنها ذُبحت بطريقة غير مشروعة كالصعق الكهربائي فلا تحل حينئذ وإذا لم نعلم فنبني الحكم على الأصل وهو الحل والإباحة، ولو تورع المسلم عنها واقتصر على اللحوم المحلية فحسن.
٩/ الورع: ترك ما قد يضر، والزهد: ترك ما لا ينفع، والزهد أعلى مقامًا.
١٠/ الطفل المميز هو من بلغ سبع سنوات فأكثر.
١١/ الطفل والمجنون والسكران والكافر الذي ليس بكتابي لا تحل ذبائحهم، لعدم أهليتهم.
١٢/ التسمية واجبة عند الذبح، والتكبير مستحب.
١٣/ الأولى ألا يزيد عند الذبح قول: الرحمن الرحيم، لأن هذا مقام ذبح لا يناسبه ذكر الرحمة.
١٤/ إشارة الأخرس المفهومة تقوم مقام نطقه باتفاق أهل العلم.
١٥/ إذا ترك التسمية عند الذكاة والصيد متعمدًا فلا تحل بالإجماع، وإن تركها سهوًا عند الذكاة والصيد فتحل في قول جمهور أهل العلم، وهو الراجح.
١٦/ روي عن ابن عباس قوله: إذا ذبح المسلم ونسي أن يذكر اسم الله تعالى فليأكل، وهذا الأثر رواه البخاري معلقًا له بصيغة الجزم، وصححه الحافظ في الفتح.
١٧/ قال البخاري مستدلًا بقول الله عز وجل: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق)، قال: والناسي لا يسمى فاسقًا.
١٨/ لو صدم الصيد بالسيارة فمات فلا تحل.
١٩/ لو قتل الجارحُ الصيدَ بصدمته أو خنقه أو روعته لم يحل.
٢٠/ الحلقوم: مجرى النفس، والمريء: مجرى الطعام، والودجان: عرقان غليظان تحت الحلقوم يجري منهما الدم إلى بقية البدن، واتفق العلماء على أن الأكمل في الذكاة قطع هذه الأربعة كلها، ولكن إذا اقتصر على بعضها ففي تحديده خلاف بين أهل العلم وسببه في تحديد إنهار الدم، والراجح أن الذبيحة تحل بقطع الودجين ولو لم يقطع الحلقوم والمريء لأن الودجين هما اللذان يتحقق بقطعهما إنهار الدم، ولو اكتفى بقطع الحلقوم والمريء أو أحد الودجين لم تحل.
٢١/ إذا وجد في الحيوان المذكى حياة وتحرك عند الذبح وجرى منه الدم الذي يجري من غيره فالأقرب أنه يحل.
٢٢/ لو صدمت السيارة جمل أو بقرة وخُشي عليه الموت فيُذكى، وإن تُرك ومات فلا يحل أكله.
٢٣/ الصيد: هو اقتناص حيوان حلال متوحش طبعًا غير مقدور عليه.
٢٤/ الكلب المعلم لا بد فيه من وصفين: أن يسترسل إذا أُرسل ويجيب إذا دُعي.
٢٥/ يعتبر في الكلب والفهد خاصة أنه إذا أمسك لم يأكل، ولا يعتبر ذلك في الطائر لتعذره.
٢٦/ لا بد من إرسال الصائد للصيد، فإن استرسل بنفسه لم يُبح صيده.
٢٧/ لا بد من قصد الصيد، فمن أرسل سهمه ليصيب به غرضًا أو كلبه ولا يرى صيدًا فأصاب صيدًا لم يُبح.
٢٨/ عدي بن حاتم متخصص في مسائل الصيد، وجابر في الحج، وحذيفة في الفتن والملاحم، رضي الله عنهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فوائد منتقاة من برنامج مجالس الفقه لفضيلة الشيخ أ.د سعد بن تركي الخثلان وفقه الله  الاثنين ١٠-٧-١٤٤٥هـ
(الأحكام والمسائل المتعلقة بالأطعمة):

١/الأطعمة: جمع طعام، وهو اسم لما يؤكل ويشرب، فما يشرب يقال له (طعام)، والدليل قول الله -عز وجل- عن طالوت: ﴿فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي﴾ ،فجعل شرب ذلك الماء طعاماً، فالطعام إذاً يطلق على ما يؤكل وما يشرب، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ماء زمزم؛ قال: "إنها مباركةٌ طعام طعم" [رواه مسلم]. طعام طعم، فجعل ماء زمزم طعاماً، وعلى ذلك فالطعام يطلق على ما يؤكل وهذا هو الغالب في الإطلاق، ويطلق أيضاً على ما يشرب.

٢/الأصل في الأطعمة الحل، لقول الله -تعالى-: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ ،وقد قال الله -تعالى- هذا على سبيل الامتنان؛ فعندما يُختلف في طعام من الأطعمة أو شراب هل هو حلال أو حرام! فمن الذي يُطالب بالدليل؟ من يقول أنه حرام، أما من قال أنه حلال معه الأصل وهو الحل، هذه فائدة التأصيل.

٣/الأطعمة تنقسم إلى قسمين: أطعمة حيوانية، وأطعمة غير حيوانية،فالأطعمة غير الحيوانية لها ثلاثة أوصاف:
الوصف الأول: أن يكون الطعام طاهراً لا نجساً، فإن كان نجساً فهو محرم، لقول الله -تعالى-: ﴿قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ﴾ . وهكذا لو كان متنجِّساً بنجاسة فإنه أيضاً محرم، وعند العلماء قاعدة وهي: أن كل نجس محرم وليس كل محرم نجس، هذه قاعدة مفيدة لطالب العلم، كل نجس محرم، وليس كل محرم نجس، جميع النجاسات يحرم تناولها وأكلها، لكن هل المحرمات كلها نجسة!؟ مثلاً الدخان الذي هو التبغ؛ السجائر هذه هل هي نجسة؟ لا ليست نجسة، وإن كانت محرمة لكنها ليست نجسة.
الوصف الثاني: ألا يكون فيه مضرة، فإن كان الطعام فيه مضرة كالسُّم مثلاً؛ فيحرم أكله، لأن في هذا إلقاءً بالنفس للتهلكة، والله -تعالى- يقول: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾
الوصف الثالث: ألا يكون مسكراً، إن كان مسكراً فهو حرامٌ بالإجماع.

٤/الأصل في الحيوان الحل ويحرم منه :
-الحمر الأهلية وقد حكي الإجماع على ذلك.
-كل ما له ناب من السباع يفترس به لنهيه صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي ثعلبة الخشني كالذئب والأسد والنمر والفهدوغيرها
والحكمة من النهي والله أعلم أن للغذاء تأثيراً على من يتغذى به، فقد يكتسب من صفاتها كالعدوان وقد تكون ضارة.
-يحرم كل ذي مخلب من الطير لحديث ابن عباس كالصقر والنسر والحدأة والبومة ونحوها.
-يحرم أكل الحيوان الذي يأكل الجيف كالنسر والرخم ونحوها.

٥/ اختلف العلماء في حكم أكل الخيل على قولين:
فقال بعضهم أنه محرم، واستدلوا بأحاديث ضعيفة في تحريم أكله كحديث خالد بن الوليد، وهو مذهب الحنفية.
القول الثاني وهو قول أكثر أهل العلم، وهو أنه يباح أكل الخيل، وهو المذهب عند الحنابلة، وهو القول الراجح، ومما يدل لذلك حديث جابر -رضي الله عنه-: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى يوم خيبر عن الحمر الأهلية وأذن في لحوم الخيل). نهى عن لحوم الحمر الأهلية وأذِنَ في لحوم الخيل، هذا نص صحيح صريح، أذِنَ في لحوم الخيل، وأيضاً جاء في الصحيحين عن أسماء -رضي الله عنها- قالت: (نحرنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرساً فأكلناه)، وهذا أيضاً في الصحيحين، فالصواب أنه يباح أكل لحم الخيل، وشرب حليبها .

٥/القنفذ أو النِّيص، وله أسماء أخرى، النيص نوع من القنافذ فحكمهما واحد،  اختلف العلماء في حكم أكله على قولين:
القول الأول: أنه يحرم أكل القنفذ وذلك لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (ذكر القنفذ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "خبيثة من الخبائث") [رواه أبو داوود]. هذا هو قول الحنفية والحنابلة.
القول الثاني: أنه يجوز أكل القنفذ، وهو مذهب المالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة ، وذلك لأن الأصل في الحيوانات الحلِّ، فلا يحرم إلا ما حرمه الشارع، ولم يرد في الشرع ما يدل على تحريم أكل القنفذ، وليس من ذوات الأنياب المفترسة، ولما سُئل ابن عمر -رضي الله عنه- عن القنفذ قرأ قول الله -تعالى-: ﴿قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ﴾ [الأنعام: 145]، وهذا هو القول الراجح، أنه يباح أكل القنفذ، وأما حديث أبي هريرة: (أنه خبيثة من الخبائث)، فهو حديث ضعيف، فإذا لم يصح في النهي عنه شيء؛ يبقى على الأصل وهو الحلِّ.
٦/اختلف الفقهاء في حكم أكل الضبع على ثلاثة أقوال:
القول الأول: تحريم أكله ،وهذا هو مذهب الحنفية، وقول عند الحنابلة ؛وذلك لعموم حديث أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- قال: (نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كل ذي ناب من السباع) . 
قالوا والضبع له ناب يفترس به فيدخل في عموم هذا الحديث.
القول الثاني: أنه يكره أكله ولا يحرم، وهو مذهب المالكية ؛ لأن له ناب لا يفترس به بخلاف الأسد والنمر فله ناب يفترس به.
القول الثالث:أنه يجوز أكل الضبع، وهو مذهب الشافعية والحنابلة، لحديث جابر -رضي الله عنه- قال: (سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الضبع أصيد هو؟ قال: "نعم" قيل: أقاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: "نعم") [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح]. فقالوا إن جعل الضبع صيداً يدل على حلِّ أكله.
والأقرب والله أعلم هو القول الأول، وهو القول بتحريم أكل الضبع، لقوة دليله، فإن الضبع له ناب يفترس به، أما قول من قال: (إن الضبع له ناب لكن لا يفترس به)، فهذا غير مسلَّم، بل هو من أشد الحيوانات افتراساً، وقيل أنه أقوى أنياب السباع على الإطلاق، وأما حديث جابر فقد قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد؛ قال: ليس حديث الضبع -يقصد حديث جابر- مما يعارض به حديث النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع، لأنه حديث انفرد به عبد الرحمن بن أبي عمار، وليس بمشهور بنقل العلم، ولا ممن يحتج به إذا خالفه من هو أثبت منه، وقد روي النهي عن أكل ذي ناب من السباع من طرق متواترة، عن أبي هريرة وأبي ثعلبة و.. من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحديث جابر انفرد به عبدالرحمن بن أبي عمار، وإن كان قد وثِّق إلا أنه خالف من هو أوثق منه، ثم على التسليم بصحة حديث جابر قالوا غاية ما يفيد أنه صيد فقط، أنه صيد يفدى في الإحرام، ولا يلزم من ذلك حل أكل الضبع، قالوا فالثعلب يقصد بالصيد للإنتفاع بجلده، ومع ذلك يحرم أكله، ولما سُئل الإمام أحمد عن محرم قتل ثعلباً قال:(عليه جزاء هي صيد)، مع أن الإمام أحمد يرى تحريم أكل الثعلب،فلو افترضنا صحة حديث جابر فليس بصريح في حلِّ أكل الضبع،والشريعة لا تفرق بين المتماثلات.

٧/الغراب: الغراب ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الغراب الأبقع، فهذا يحرم أكله، وهو نوع من الغربان يوجد به بقعة بيضاء في رأسه.
القسم الثاني: الغراب الأسود الكبير المعروف المشهور هذا يحرم أكله، لأنه يأكل الجيف.
القسم الثالث: غراب الزرع، ويسمى بالزاغ؛ فهذا يباح أكله، وهو غراب نحو الحمامة، أسود وبرأسه غبرة، وأحمر المنقار والأرجل، لا يأكل الجيف، وإنما يأكل الزرع، فهذا مباح .

٨/الضفدع محرم ولا يجوز أكله،وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قتلها) [رواه أبو داوود بسند صحيح]. وهذا يدل على وجوب استبقائه، وتحريم التعرض له، وعلى هذا فيحرم أكل الضفدع ويحرم أيضاً قتله، إلا إذا آذى، أي حيوان يؤذي يجوز قتله، لأن هذه الحيوانات كلها خلقت لأجل بني آدم، فأي شيء منها آذى يجوز قتله.

٩/التمساح اختلف العلماء في حكم أكله على قولين:
القول الأول: أنه يجوز أكله، وهذا مذهب المالكية؛ لأنه من حيوانات البحر، والأصل فيها الحل والإباحة، قد قال الله -تعالى-: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ﴾
القول الثاني: أنه يحرم أكله، وهذا هو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة، وذلك لأن له ناباً يفترس به الإنسان والحيوان، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كل ذي ناب من السباع، ولأنه من آكلات اللحوم المفترسة، ومستخبث عند كثير من الناس، وقد أحل الله للمؤمنين الطيبات وحرم عليهم الخبائث.وهو الراجح ؛فالتمساح ليس من الحيوانات التي لا تعيش إلا في البحر، وإنما هو يعيش في البر والبحر، ومن فصيلة ما يسمى بالبرمائيات، ويضع بيضه في البر، فهو مثل الضفدع، وعلى ذلك لا تسرِ قاعدة أن الأصل في حيوانات البحر الحل، فهو ليس من حيوانات البحر.

١٠/الحشرات محرمة في قول أكثر أهل العلم، وذلك لأنها مستخبثة، فهي من الخبائث.

١١/ يباح أكل النعام والزرافة؛ لأن الأصل في الحيوان الحل والإباحة، وليست من ذوات الأنياب من السباع، ولم يرد فيها شيء فيجوز أكلها.

١٢/الحيَّات والثعابين يحرم أكلها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الحية في الحل والحرم، وهي من المستخبثات.
🔹️فضل البشاشة في وجه المسلم🔹️

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق». (أخرجه مسلم). البشاشة المخلصة الصادرة من القلب على الوجه تعبر عما يكنه صاحبها من محبة ووداد، وهي جذابة للقلوب كما هو مشاهد، ففيها إحسان لأخيك المسلم، وإدخال للسرور عليه، أما مجرد البشاشة الخالية من الوجه المتطلق عن القلب فإنها قليلة الجدوى.

📕 فائدة رقم (١٩١) من كتاب لطائف الفوائد؛ للشيخ أ.د
#سعد_الخثلان
فوائد منتقاة من برنامج مجالس الفقه لفضيلة الشيخ أ.د سعد بن تركي الخثلان وفقه الله  الاثنين ٢-٨-١٤٤٥هـ
(الأحكام والمسائل المتعلقة بالصيام):
١/ المراد بالصيام: في اللغة: الإمساك، يقال: للساكت صائم لإمساكه عن الكلام، ومنه قول الله تعالى عن مريم: ﴿فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا﴾ صوما: أي إمساكا عن الكلام، ويقال: صام النهار إذا وقف سير الشمس، ومنه قول الشاعر: خيل صيام وأخرى غير صائمة *** تحت اللجاج وأخرى تعلك اللجما، فهذه المادة مادة الصيام يدور معناه لغة حول معنى الإمساك، وأما معنى الصيام شرعا: فأحسن ما قيل في تعريفه: التعبد لله تعالى بالإمساك بنية عن أشياء مخصوصة في زمن مخصوص من شخص مخصوص.

٢/  التعبد لله تعالى لابد من هذا القيد؛ لأن الإمساك بنية من غير نية التعبد لا يعتبر صياما شرعا، فلو أنه أمسك من غير نية، يعني مثلا كان النهار قصيرا، ومن حين أصبح إلى أن أمسى لم يأكل، ولم يشرب، ولم يفعل شيئا من المفطرات، لكنه لم ينوي الصيام، لا يعتبر صياما شرعا.

٣/فضل الصوم: فإن الله تعالى قد رتب على الصيام أجرا عظيما، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: «كل عمل ابن ادم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» متفق عليه، معنى الحديث: كل عمل ابن ادم له أي: جميع الأعمال الصالحة الجزاء عليها من باب الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة، أما الصوم فالجزاء عليه ليس من هذا الباب وإنما يجزي الله عليه جزاءً خاصا من عنده، مثال: لو أن معلما وزع جوائز على طلابه المتفوقين فقال: يا فلان أنت لك هذه الجائزة، وأنت لك هذه الجائزة، وأما أنت يا فلان فلك عندي جائزة خاصة، ما الظن بهذه الجائزة؟ أفضل من جوائز زملائه، هكذا الصوم أيضا مع بقية الأعمال الصالحة، وكما يقال: العطية بقدر معطيها، الله تعالى هو أكرم الأكرمين،
وفي حديث أبي أمامة كما في المسند بسند صحيح:" عليك بالصوم فإنه لا مثل له" أي في الأجر أو الثواب سواء كان في الفريضة أو التطوع .
أيضا مما يدل على فضل عبادة الصيام أن الصائم يؤجر طول وقت صيامه؛ لأنه طيلة الوقت متلبس بعبادة، وقد جاء عن أبي العالية – رحمه الله – قال: «الصائم في عبادة مالم يغتب أحدا، وإن كان نائما على فراشه» فكانت حفصة بنت سيرين التي روت هذا الأثر تقول: «يا حبذا عبادة وأنا نائمة على فراشي» أخرجه عبد الرزاق في مصنفه بسند صحيح، وهذا لا يوجد في غير الصيام.
وأعظمه أجراً الصوم الواجب لحديث:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" والمغفرة تكون للصغائر كما هو قول جمهور أهل العلم
كذلك لصيام النافلة فضل ومزيد خصوصية فينبغي للمسلم أن يجعل له بعد المحافظة على الصيام الواجب نصيبا من صيام النافلة كصيام ثلاثة أيام من كل شهر أو الاثنين والخميس والست من شوال وعاشوراء ونحوها.

٤/ فُرِضَ صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات، وكانت فرضية صيام شهر رمضان على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: فرضية صيام عاشوراء، كان في أول الأمر صيام عاشوراء واجبا.
المرحلة الثانية: نسخ وجوب عاشوراء بفرض صيام شهر رمضان لكن على التخيير بين الصيام والإطعام، مع كون الصيام خيرا من الإطعام، كما قال الله تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖفَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ ﴾ يعني من الإطعام.
المرحلة الثالثة: وهي التي استقر عليها التشريع، وهي فرض صيام رمضان على التعيين؛ بقول الله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ .

٥/ الحكمة من هذا التدرج: هو مراعاة أحوال النفوس، فإن قاعدة الشريعة أن ما كان ثقيلا على النفوس يسلك معه مسلك التدرج، فلما كان الصيام لم يألفه الناس في ذلك الزمن أتت فرضيته بهذا التدرج، وهذا له نظائر في الشريعة الإسلامية: كتحريم الخمر، فقد أتى متدرجا فلم يأتِ مرة واحدة، ولهذا ينبغي على الداعية أن يستفيد من هذا المنهج في دعوته ويجعله مبدأ له خصوصاً مع المسلمين الجدد ، فمثلاً الختان لايذكر له في بداية إسلامه وإنما يؤجل حتى  ترسخ قدمه في الإسلام ويقوى إيمانه.

٦/ المعتبر في ثبوت شهر رمضان هو الرؤية؛ لحديث: : «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين»تكون بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شهر شعبان، وهذا يشمل الرؤية بالعين المجردة، ويشمل كذلك الرؤية عبر مكبرات الرؤية الحديثة، مثل: الدربيل، والتلسكوب، والمراصد، وقد أقرت هيئة كبار العلماء هذا من مدة طويلة من عام ١٤٠٣هـ؛ لأنه ليس هناك فرق بين أن ترى الهلال بعين مجردة أو تراه بالدربيل أو بالتلسكوب، كما أنك لو لبست نظارة ما تراه مباشرة هو نفسه كما تراه بالنظارة، فهذه الأجهزة مجرد مكبرة للرؤية.
٧/ مسألة: حكم الاعتماد على رؤية الهلال عن طريق تقنية سي سي دي:
كاميرا سي سي دي عبارة عن كاميرا متطورة تركب على التلسكوب، وتستخدم في التصوير الفلكي، وتتضمن التقاط عدة صور للهلال قد تصل إلى ٣٠٠ صورة، ومن ثم يتم تجميعها عن طريق برنامج حاسوبي متخصص في صورة واحدة ، وتتم معالجة الصورة من خلال ضبط قيم التباين وإعدادات أخرى، وبعد ذلك يمكن أن يرى الهلال. وتتميز هذه الكاميرا بأنها قادرة على رؤية الهلال في وضح النهار حتى لو كانت رؤية الهلال غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب.
ورؤية الهلال بكاميرا سي سي دي نهاراً لا يعتد بها مطلقا، سواء كانت قبل الزوال أو بعد الزوال، وسواء كانت الرؤية بها بتكديس مجموعة صور للهلال، أو بالتقاط صورة واحدة، أو رؤية حية مباشرة للهلال، لكن إن تمت رؤية الهلال بكاميرا سي سي دي بعد الغروب فلا تخلو هذه الرؤية من ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن تكون رؤية حية مباشرة للهلال، فهذه رؤية معتبرة شرعا، وهي كرؤية الهلال عن طريق التلسكوب والمناظير.
الحال الثانية : أن تكون رؤية الهلال بها بطريقة تجميع الصور وتكديس بعضها مع بعض ليظهر الهلال، والظاهر أن رؤية الهلال بهذه الحال غير
معتبرة، لأنها ليست رؤية شرعية للهلال، ولا في معنى الرؤية.
الحال الثالثة: تصوير الهلال تصويرا طبيعيا من غير تكديس ولا معالجة عبر الحاسوب، وهذه محل نظر واجتهاد، والذي يظهر أنها لا تخلو من حالين:
الأولى: أن يمكن رؤية الهلال بعدسة الكاميرا أثناء التصوير، فهذه تلحق بالحال الأولى، فتكون معتبرة، لأنها في الحقيقة رؤية حقيقية .
الثانية:ألا يمكن رؤية الهلال بها أثناء التصوير، فهذه تلحق بالحال الثانية، فلا يُعتد بها شرعا، إذ إنَّ مجرد صورة الهلال ليست عين الهلال.
لكن حتى الآن لا يمكن رؤية الهلال عبر هذه التقنية إلا في النهار .

٨/شروط وجوب الصيام ثلاثة :
الشرط الأول: الإسلام، فلا يجب الصيام على الكافر ولا يصح منه؛ لأنه يشترط لصحة الصيام النية، والنية لا تصح من كافر، ولذلك فإن الله تعالى لما أوجب الصيام خاطب المؤمنين قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ لكنه يعاقب على ترك الصيام، كما يعاقب على ترك الصلاة، كما يعاقب على ترك سائر الواجبات الشرعية؛ لقول الله تعالى: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ إلى قوله : ﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ هذا يدل على أنهم كفار.
الشرط الثاني: التكليف وذلك بأن يكون عاقلا، بالغا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يفيق، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ»
الشرط الثالث: القدرة على الصيام، فغير القادر على الصيام لمرض أو لغيره لا يلزمه الصيام لكنه يؤمر بالقضاء لقول الله تعالى : ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾.

٩/ من عجز عن صيام رمضان:
إذا كان عجزه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه أطعم عن كل يوم مسكيناً، وإذا كان عجزه لمرض يرجى برؤه قضى؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾.

١٠/مسألة: هل يجوز إخراج الإطعام عن شخص كبير عاجز عن الصيام مقدماً في أول الشهر أم يجب إخراجه كل يوم بيومه؟
اختلف الفقهاء على قولين:
الأول: يجوز إخراج الطعام عن الشهر كاملا أول شهر
رمضان، كما يجوز تأخيره إلى آخر الشهر، وبهذا قال الحنفية؛ ومستندهم أن صيام شهر رمضان عبادة واحدة، فهو كاليوم الواحد فيجوز تقديم فدية الإطعام في أوله.
القول الثاني: لا يجوز الإطعام عن الشهر كاملا في أول شهر رمضان، بل يطعم عن كل يوم بيومه، وبهذا قال الشافعية والحنابلة .
واستدلوا بأن صيام كل يوم عبادة مستقلة عما قبلها وما بعدها، وسبب وجوب الفدية الإفطار في نهار رمضان، فلا يجوز تقديم الفدية على سبب وجوبها وهو اليوم، كما لا يصح تقديم الزكاة قبل سبب وجوبها وهو ملك النصاب، أو تقديم كفارة الظهار على المظاهرة.
وهذا القول - وهو عدم جواز تقديم الفدية في أول الشهر وأنه يجب أن تدفع فدية كل يوم بيومه - هو الراجح والأقرب إلى الأصول والقواعد الشرعية، ولأنه يلزم على القول الأول صحة تقديم الفدية في شعبان، إذ لا فرق بين تقديمها في أول شهر رمضان أو في شعبان، وهذا لم يقل به أحد.

١١/ مقدار الإطعام محل خلاف بين الفقهاء فمنهم من قال: مُدَّبُرِّ ، أَوْ نِصْفَ صَاعِ مِنْ غَيْرِهِ، ووردت آثار عن بعض الصحابة في هذا، والقول الراجح أن الإطعام يكون بكل ما يسمى إطعاما عرفاً، كما حقق ذلك أبو العباس بن تيمية رحمة الله؛ ولذلك لعموم النصوص،
HTML Embed Code:
2024/05/04 08:49:13
Back to Top