TG Telegram Group Link
Channel: أبْحِرِيْ
Back to Bottom
أبْحِرِيْ
Photo
أمي لديها مصطلح في البيت تستخدمه بصيغةٍ تهكمية مفادها أنتِ بخير دعي عنك التدلل، هذا المصطلح اسمه الصطمة ويعني الصدمة، حيث تخبرني حين أشتكي بأن هذه صطمة لا غير وللفظها لكلمة الصدمة بهذه الطريقة قصةٌ طريفة تعود إلى بداية الثمانينات حين كانت أمي طفلةً في المدرسة، كانت إحدى الجارات في حيهم امرأة عجوز وكانت في جلسات نسائية كثيرة تتعجب من الأمراض الكثيرة التي طفت على السطح بغتةً، ومن بين تلك الأمراض كانت تتعجب لهذا المرض الجديد المسمى الصدمة قائلةً لشابات حينها "جبتو لكو مرضة جديدة اسمها الصطمة، إحنا زمان نعرفو الحمة المغبية بس" والحمة المغبية هي حمة تغيب يوماً وتأتي آخر، ومن هنا بدأت حكاية مصطلح أمي الخاص والمتهكم (الصطمة) وكثيراً ما كان يسبب لي الإمتعاض ولكن مع تصفحي المستمر رأيت أن هناك موجة تعبر عن أننا نحن جيل زي جيلٌ هش، وفي هذا التصفح وقعت عيني على كتاب الهشاشة النفسية لدكتور إسماعيل عرفة، فعزمت أن أقرأه، في أول تصفحي قلت في نفسي لابد من أنه رجل خمسيني، فارق الجيل، من الطبيعي أن يصفنا هكذا إنه لا يعرف حجم الضغوطات لو عاش ما نعيشه الآن من سيل متدفق لمعلومات وبيانات، شهواتٍ وملذات لأصيب بما يسميه هشاشة نفسية، ثم تغاضيت عن تلك المشاعر لأفسح مساحةً لنفسي حتى أرى ما يود أن يقوله الكاتب، سار بنا الكاتب في ثماني فصول، لم ندخلها إلا بعد مقدمةٍ فتحت أعيننا على واقع وجود مشكلةٍ وهذه المشكلة أن لدينا جيلاً يعتبر حوادث عادية مثل خروج مجموعة أصدقاء دونه تنمر، وكارثة، وصدمة أو كما كانت تقول الجارة صطمة، وأن جيل الأباء هو الآخر يتعجب كما تعجبت الجارة من هذا الذي يحدث ولذلك كان علينا البحث في أسباب هذه الحالة، الحالة التي شُبهت برقائق الثلج في الفصل الأول، هذه الرقائق الهشة المتكونة نتيجة أسباب عدة أهمها أن الوقاية المفرطة تضعف مناعة الجسم الطبيعية وتجعله منهزماً أمام أضعف ميكروب، هذه الوقاية التي لربما تسبب بها الأهالي، أو نحن أنفسنا لسعينا الدائم لتجنب الألم، لديك وجع رأس لا تنتظر خذ حبة مسكن، لم تفي بالغرض لنأخذ أقوى منها المهم أن لا نتألم، وربما نلقي باللوم على الشركات والمؤسسات الرأسمالية التي من مصلحتها صناعة جيل هش يبقى مستهلكاً لمنتجاتها، جيل رُسمت له حياة مرفهة يجب أن يصل إليها ويطلب مرامها أو يعيش في غم وحزن ولنسمه إكتئاب دائم وقلق وتوتر ثم إنتحار _لا سمح الله_ إذا لم نحقق المادية المطلوبة، جيل لديه كما في الفصل الثاني هوسٌ بالطب النفسي وأخذ الدعم ليس من دوائر علاقاته والتي باتت سطحية وغير إلزامية ولا معنى لها نتيجة السوشيل الميديا التي أخذت الفصل الرابع ثم هي رأسمالية بغيضة، ومن مصلحتها إعلاء حالة الفردانية التي أفسدت بدورها دائرة العلاقات العميقة حيث كان يستقي المرء الدعم لمقاومة الضغوط اليومية، بات المرء في فراغ عاطفي كما في الفصل الثالث يتعلق بأي طيفٍ سابحٍ في الوهم ثم يتبع ذلك فراغ وجودي وحالة من السيولة والإفتقار للمعنى والكل خائف على نفسه من الأذية فكان الفصل الخامس لا تحكم على الآخرين وبالمقابل لا يحكم عليك أحد، لا تخبرهم أنهم على خطأ لآن ذلك قد يسبب إنكماشاً وتقوقعاً لا سمح الله،  الكل بات يعلي من شأن المشاعر إلى درجة وضعها حكماً وحيد تزن به الأمور وكان الفصل السادس مشاعرك الداخلية أسوأ حكم في حياتك، هذه المشاعر التي لم تسلم منها حتى مصادر كسب الرزق ومعايير النجاح، بات يجب أن تتبع شغفك حيث الفصل السابع، معايير غير واقعية ورؤية قاصرة عن النجاح ثم ختاماً وحتى يهرب المرء منا تماماً من حمل المسؤولية التي لا يقدر عليها عليه أن يعلن كما في الفصل الثامن مرضه النفسي، وبهذا قد ضمن الشماعة التي سيعلق عليها كل أخطائه ويعزي إليها فشله .
لا أعيب على الكتاب شيء، إلا أني أردت إحصائيات ترصد الحالة بدقة وربما يُعزى ذلك لآن الظاهرة جديدة ولم توجد دراسات بعد، وأعود لأكون سطحية وأشير إلى الغلاف لأقول أنه تقليدي ولا يشير بدقة لفحوى الكتاب لكن في نفس الوقت اللون الأزرق مريح، لكن كما يقال لا تحكم على الكتاب من غلافه، الكتاب قيم ومثمر، بسيط، ولغته سهلة، ويوصل الفكرة بشكل مباشر، بدايةً بالعنوان الواضح، حيث لم تستخدم أي كنايات مثل أن يسمى الكتاب رقائق الثلج مثلاً، فهو مناسب لتبدأ به رحلة التعرف على الهشاشة النفسية، كما أنك لن تضيع بين الفصول، الفصول متصلة في الفكرة منفصلة عن بعضها يمكنك قراءة الفصول من غير ترتيب وإن كنت أفضل الترتيب على الأقل الإحتفاظ بالفصل الأخير لنهاية، حيث أن الفصل الأخير برأيي يناقش قمة ما قد تتسبب به الهشاشة، ومن الملاحظ الجميلة أنه قد ظهرت نزعة الكاتب الإسلامية في الكتاب، حيث حاول أن يعود بنا إلى أصلنا، الأمر الذي بالتأكيد يعيد ضبط البوصلة ويخفف من التخبط ويعيد بعض التوازن، وهنا يجب أن أشير إلى أن هذا متوقع من الكاتب الذي تعرفت عليه فيما بعد بعد قراءة الكتاب وأدركت أنه شاب وليس رجلاً خمسيني، هو صيدلاني وباحث في علم
أبْحِرِيْ
Photo
الإلحاد وقد ظهر إهتمامه بملف الإلحاد في آخر صفحات الكتاب، الكتاب الذي في أساسه يمثل بحثاً فكرياً إجتماعياً حول ظاهرة وليدة، هذه الظاهرة تبعث بالإمداد لملف الإلحاد من حيث خلقها لجيل ضعيف هش قابل للكسر يرفض أن يعي أن الحياة إمتحان عظيم و أن الله تعالى قال ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾  ويعلي صوته بكل إجحاف معبراً عن رفضه للوجود نتيجة الألم المرافق لهذا الوجود، لا لشيء سوى لإنه خائر القوى، ضعيف النفس، ومركز دلائل الذي طلب من الكاتب كتابة هذا الكتاب هو مركز وقفي يهتم بمواجهة الإشكالات العقائدية والتطرف الفكري .
وختاماً أخير يبدو أن مشكلتنا مع الصطمة (الصدمة) تحتاج المزيد من التفكر والمزيد من الإهتمام إذ أن لا أحد سالم منها حتى الأجيال الأكبر سناً، فقد مس طيفها زاوية معتقداتهم، علينا أن نسعى لنصبح أكثر صلابة أو مرونة سمها ما شئت، وأن ندع الإمتعاض جانباً ونتقبل أنها مجرد صطمة .
#الهشاشة_النفسية
#Israa
#Review
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
#صباحات
السلام عليكم💕

• وما زلتُ أبحث عن طريقة لعيش حياة كريمة، مليئة بالسكينة والطمأنينة، وما زلت أبحث عن هدف! عن غرض!

• ما زلتُ أبحث عن كبح جماح كسلي والبدء الآن الآن وعدم قول لاحقاً أو غداً !

• إلى متى التأجيل وغداً الرحيل..؟!
إلى متى ؟

" يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي " [ الفجر : 24 ]

#فهل_من_مُدَّكِر
#سورة_الفجر
هناك حقيقة هي ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ وحقيقة تسير معها جنباً إلى جنب﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا﴾ وحقيقة آخرى﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ ‏ ‏..
في الأيام القليلة الماضية كنت أقلب هذه الحقائق في قلبي حتى أثبت بها فؤادي، كنت أخبر نفسي بأن قذيفةً أرسلت لنا لن تخطئنا، وأن القوتان المتحاربتان ما هما إلا أداة بيد الله ﴿لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾ ‏وإن كانت هذه ساعتي فأتمنى حسن الخاتمة .
ثم بدأت أسأل نفسي ما الجديد؟ ما الذي يجعلك تخافين من رصاصةٍ أو حتى قذيفة تسقط هنا أو هناك، ألم تعلمي بأن الموت لا يحتاج لقذائف، بداخلك ملايين الخلايا التي تعمل بشكلٍ دءوب، خلل واحد يمكنه أن يهلكك، يمكن أن تفقد خلاياك قدرتها على حمل الأكسجين، عندها ستختنقين بلا شك، أو ربما تجن إحدى خلاياك وتحتل رقعاً ليست لها احتلالاً (s هيوني) وعندها ستعرفين ما معنى سرطان أو ربما تجن الكريات البيضاء وتهاجم سكان مدينتها، هذه الكريات التي تعمل ك حرسٍ وطني دون أي مقابل، تأملت ضوء عيناي، سمعي، النفس الذي يخرج ويدخل بسلام، أصابعي، عظامي، حركت ساقاي خطوة للأمام وآخرى للخلف، تاملت معالم وجهي، بثرة هنا وآخرى هناك ليس الأمر سيئاً والحمدلله لا أعاني أي تشوهات بل أكثر من ذلك لنقل أني خلقت جميلة، كنت أنظر إلى حياتي، أمي وأبي، إخوتي، منزلنا الدافئ، الطعام في الثلاجة، المصابيح المضاءة، الأريكة الناعمة، وسادتي المفضلة، هاتفي، حاسوبي، المدارس التي ارتدتها، الجامعة، والآن ماذا، كان الموت يلاحقني طوال الوقت مع ذلك لم أكن أعيره تفكيري، لم تكن فكرة الموت تفزعني، هل ستفزعني الآن لمجرد أن هناك طائرات ميج تحلق فوق رؤوسنا، لا لن تفزعني، حاولت أن انظر للكوكب من الخارج تلك النيازك التي لم ترتطم بالأرض، ما الذي منعها، كانت موجودةً طوال الوقت هناك، كوكب الأرض مهدد طوال الوقت فهو مجرد صخرة صغيرة في فضاءٍ فسيح، قد تخرج صخرة ما من العدم بطريقةٍ ما وتبتلعه في أي لحظة، قد نذوب، ربما يحدث شيء لشمس وتصبح أقرب، من يدري، لم يختلف، لم يختلف أي شيءٍ أو يتغير، إلا أن قناة الحدث والعربية قد جعلتا منا عنوانهم المفضل هذه الأيام، هناك بعض الصراعات وبعض الضغوطات لكن كل هذا عادي، لا جديد، ليس كأن شيئاً يحدث للمرة الأولى في تاريخ البشرية، هكذا خلق البشر، إنهم هكذا طوال الوقت ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ ‏ويصعب أن يتغير شيء مستقبلاً، أصبحت أكثر وعياً بماهية الإنسان والحياة، وصوت القذائف لم يعد مرعباً كما كان بل أصبحت لا أبالي، لن أفزع مع كل قذيفة، أنام غريرة العين وأنا أسلم روحي لله .
يؤلمني قلبي، على أنفسنا، الكثير من الدماء، لكن ما باليد حيلة، كل ما نمتلكه هو الدعاء لهذه الأمة المكلومة التي لا تكف عن النزيف، كل عضو ينزف، والبعض الآخر يتعامى عن النزيف، والبعض الآخر يحمل خنجراً ويغزه في جسده، الكثير من الحماقات، وأنت لا تدري ما تفعل، لكنك تطمئن عندما تضع يقيناً في قلبك، هو أعلم، هو يرى، هو يدبر الأمر، سنخرج من غيابت الجب وهي على شاكلتها إن شاء الله .
هذه الأيام ثقال على السودان، رحمتك يا إلهي ..
#اللهم_أنج_المستضعفين_من_المؤمنين
#Israa
اللهمّ صلّ علىٰ سيّدنا محمّدٍ
وعلىٰ آلٰه وصحبه أجمعين🤍.
- دعـوة يـوم الـجـمـعـة قـال ﷺ
«وفـيـهِ سـاعةٌ لا يصادفُها عـبـدٌ
مـسلـمٌ وَهـوَ يصـلِّي يـسـألُ اللَّهَ
حـاجـةً إلَّا أعـطـاهُ إيَّـاهـا» قــال
عبدالله ابـنُ سـلامٍ هيَ آخرُ ساعةٍ
من يومِ الجمعةِ، أخرجه أبو داود .
Forwarded from أبْحِرِيْ
"كُلَّ الذي أعلمه
أن القرَارات التي
تمثِل أكبر تغيُر
في حياتنا تأتي
ببساطة مرعِبة!"
#إقتباس
#أبحري
ستمضي أيامك المثقلة وستحتضنك البشائر من كل مكان .
نواال الطيب 🦋💛🌼
#برطمان_دنان
تَعرَّت وذبلتْ تِلْك الورَقة، حَتَّى ظَنَّت أَنهَا على وَشْك الموْتِ، كَانَت هَشَّةً تتلاطمهَا أَموَاج الرِّيَاحِ وتهيم بِهَا يُمنَة وَيُسرَى، مَرَّت أَشهُرٌ وَهِي تُقَاوِم حَتَّى أتاهَا ربيع رُوحَهَا الأخْضر، وانْتَهى مَوسِم الجفَاف فوقفتْ شَامِخة شُمُوخ الجبَال، كأنَّهَا لَم تَكُن على وَشْك الموْتِ اَلمُحقق ورفعتْ صِيوانات العزَاء.
زينب هاشم
#زنوبيا
أبْحِرِيْ
Photo
بوح
كانت تتقلب في فراشها تقرأ نصاً لكاتبها المفضل، همس شيءٌ في قلبها يجب أن يعرف مدى عمقِ هذه الكلماتِ ومفعولها فيك، ضغطتْ على بيانات الهاتف وأخذتْ تبحث عن طريقةٍ لتواصل معه، ثم وجدتْ طريقةً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أخذت تكتب دون تفكير ..
كتبت
__
إِلى أيِّ مدًى قد تُؤثِّر بِك كلماتُ أَحدِهم؟! هذَا سُؤال لا إِجابة لَه، إِذ أنَّ لا مدى مُعيَّن أو لِنَقل لا يُوجَد حدٌّ فَاصِلٌ يَصِف مدى هذَا التَّأْثير أو النِّهاية اَلتِي مضى إِليْهَا . . بَعْضُ الكلماتِ تأْثيرهَا لََا مُتَناهِي . . مُتَجددٌ وغيْر اِعْتياديٍّ ، إِذ أنَّه لَيْس بِالتَّأْثير اَلذِي يَبعَث على النَّفْس نَوعِية المشاعر المعْتادة مِن شَوْقٍ، حُزْنٍ، رَغبَةٍ وَغَيرهَا . . وليْس مِن النَّوْع اَلذِي يَنقُلك إِلى ذِكْريَاتٍ مَا أو آمالٍ فِي المسْتقْبل أو وَاقِع تَرَاه الآن، بل هُو شَيْءٌ مُخْتَلِف، شَيْءٌ مِن أَنَّك تَشعُر بِجزْءٍ مِنْك مُرْتَبِط بِهَذه الكلمات .
نَوْعٌ مِن الجمَالِ الصَّامتِ اَلذِي يَحدُث إنْفعالاً فِي النَّفْس، ثَورَةُ بُرْكانٍ دَاخلِية تَحركِها حُمَمٌ مِن المشاعر اللَّطيفة اَلتِي تَصطَدِم بِبعْضِهَا، كُلهَا تَبحَث عن مُتَنفسٍ لِلْخروج لِتعبِّر عن وُجودِهَا، لَكِنهَا تَرطتِم بِكلِّ خلايَا الجسدِ، اَلتِي تَشتَعِلُ مُخْبِرةً الرُّوح، أنَّ هُنَاك ثَورَةٌ فِي النَّفْس أَكبَر مِن حَمْل هذَا الجسد ونحْن على وَشْك التَّمَزُّق، فَتعلِن الرُّوح عن حُبٍّ نَقِي عميقٍ، فَيعِي الجسدُ، فتطْفو على الوجْه إبْتسامة هَادِئة، تَكُون هِي مُتَنفس النَّفْسِ، وَمنقِذة الجسدِ مِن التَّمَزُّق .
خلف الإبْتسامة الهادئة، هُنَاك إِحسَاسٌ عميق بِالْمحبَّة الصَّادقة، بِالإحْترام والتَّقْدير، كُلُّ نصٍّ لَك تَغمُرني إبْتسامة، إبْتسامةٌ لَطِيفَة هِي إنفِعالٌ كبير، تَغمُرني سَعادَةٌ عَارِمة .
___
بعد ذلك رفعت رأسها وبدأتْ تفكر  "إنه مشهور والمشاهير لا يردون عادةً، كانت مجرد حركةِ إعطباطيةٍ مني"، ذهبت تبحثُ عنه في التعليقات على صورةٍ له ضمن "أنستقرام"، وجدته قد رد على بعضها، تساءلتْ إن كان هذا هو أم أحد مساعديه، ثم غفت وهي تعلم أن لا أحد سيقرأ هذه الكلمات .
استيقظتْ صباحاً، رأتْ إشعاراً على الهاتف، فتحته دون مبالاة، ثم أدركتْ، كان هذا هو، قفزتْ جالسةً على فراشها لتقرأ ما كتب .
كتب
___
أتعرفين شعورَ الغرقِ و ارتباطُهُ بالقشعريرة؟!
أن تأخُذك الأنفاس إلى نشوةِ السطور؟
أنا من كان غريق الحروفِ و عاشقها، أهيمُ في من يُعبِّر بقلمه و حبره، فمنذُها وأنا مدمن..
بعضٌ مني يسقط على ورقي و يرتقي إلى الأعماق، شعورٌ متضارب حيث أهوي و أرتفِع، و أجدُ الصمت هناك يُثرثِر..
اتدرين كيف لكلمة أن تسرِقك لعوالِمٍ أُخرى...
___
على الميزان أن يبقى متماسِكاً فالميلانُ فاضح، فلسفةٌ لا تشمل مافي الداخل حيثُ المرايا لما يقعُ خارِجاً، فمثلاً كيف للحُبِّ أن لا يحتل قلاعَ المُقل؟
أو للفقدِ أن لا يُجريها أنهاراً؟
المقاييسُ في أوجِها و اللجامُ نفسٌ كتومة، عدوُّها كلمةٌ تُكتب، فتُقرأ، فتُعاش.. ثُمّ يكون الإنهيارُ سبيل النجاة من "تضارُبِ المشاعر".
كان بُركاناً استثار لكلمة، فناظرتُ "هدوء الابتسامةِ" في محاولةٍ للكبتِ مازالت مستمرة، تُقرأُ تفاصيلُها كما تلك الكلمة رسماً على الوجوه..
ياتُرى..
كم من كلمةٍ كمنَت كَمَّ كلِمٍ كثُر كتمُهُ كُرهاً، كان كفيلاً بكتابةِ كَمَدٍ  كُشِفَ بكفِّ ممتلِكِه.
____
كانت بدايةُ النهايةِ قِصة، فلم تكن هي فقط من تعلَّقَ بكلماته، بل غدت الرسائل بينهما عادة، و من يعتد لا سبيل لابتعاده..
بدأ الجمهور يشهد تغيراتٍ في كتاباته، تبدلت الكلمات و ابتسمت، لم تعد حزينة، و ما كتبها تعبيراً عن عمق الأسى والوحدةِ التي يعانيها، هي ذاتها ما جمعته برفيقةِ الدرب -فعاشق الكتابةِ ينل-
في البدايةِ كان ينكر عندما يُسألُ في اللقاءات، لكن لا أحد يصدقه، كان الجميع يرى التغيير فيه.
على "أنستقرام" نفسه رفع صورةً تجمعه بإحدى المعجبات التي سعد برؤيتها، لم تكن المرة الأولى التي يأخذ فيها صوراً مع المعجبين، لكن هذه بها ما يميزها إذ هو من قام برفعها، ثم ذات يومٍ وهو يتحدث عبر يوتيوب في بثٍ مباشر معلِّقٍ على حدثٍ فني، ظهر طيف فتاةٍ خلفه، انزلقت بخفة سارِقٍ سرق قلبه حتى دخلت الغرفة التي خلفه، لم يرى أحدٌ وجهها لكن الجميع بدأ يعلق أثناء البث، كان يبتسم لحظة مرورها من خلفه، لقد لمح طيف خيالها أيضاً أمامه على الشاشة يمر للباب خلفه، ثم كثرتِ التعليقات، همس حينها ليوقف فيضان الأسئلةِ المتدفق عن الفتاة في منزله  "لدي خبر سعيدٌ يجب أن تعرفوه" .
أبْحِرِيْ
Photo
انتظر الجميع الخبر مترقبين بصمت ..
"لا أدري كيف أعبِّر عن ذلك لكنها مثل قصص الحكايات، الفتاة في الخلف زوجتي، أقمنا زفافاً صغيراً ومغلقاً للعائلة، كُنا سنعلن ذلك قريباً"، دفع كرسيه للخلف ونهض ليناديها، كانت هي ذاتها الفتاة في الصورة التي رُفعت من قبل، تحولت التعليقات لتقول "كُنا نعرف أن هناك شيئاً ما، لم نصدق أنها مجرد معجبة"- قالها كل من لم يلامس الحب قلبه يوماً-.
وهكذا مضت الحكاية، لم تكن حياتهما كلاسيكية كما في قصص الحب، كانت هناك شجارات، إنخفاصات وإرتفاعات، أرق وحزن، وإلتحامات ونقاشاتٌ عنيفة يخرج بعدها ليمشي وحيداً على الطرقات، يتذكرها فيبتسم، يتبدد شعور الوحدة، إنها تنتظره، يعود للبيت، فتقابله بعبوس لكنه يختفي بعد برهة، وينساب صفاءٌ بينهما بشكلٍ تلقائي، كانت حياةً مليئة بالرسائل، رسائل العينين، الشفتين، الوجه بأكمله وكل الجسد، كانت بينهما رسائلٌ مستمرة لم تنتهي أبداً .
ثم يؤسفني أن الحكاية تتوقف هنا، لا أدري كيف ستمضي، ما أعرفه أنهما ينتظران طفلهما الأول بعد ست سنواتٍ من ذاك اللقاء، هي حُبلى بالشهر السابع، أتساءل كيف ستكون حياة الطفل القادم، أتساءل عن بقية المراحل، أتساءل عن الشيخوخةِ خاصةً .
رسالةٌ واحدة صنعت حياةً بأكملها، ماذا كان سيحدث لو أنها ترددت ولم تكتبها، هل كان سيبقى وحيداً، وهل كانت ستبقى وحيدةً تقرأ ما كتب.
"حكايةٌ مُختصرة، فليس ما بداخل كل البيوتِ يُحكى، الحب حاكمُها و راويها، و البوحُ بدايةُ الطرقات".
أحمد&إسراء
#أحمد_سيف
#Israa_Muhammad
#Abheri10
رَاقِصة قَلْب أفْريقْيَا
أنَا أَفرِيقي، أنَا سُوداني ...
بيْنمَا تَنسَحِبُ أَصوَاتُ القذائفِ لِيخيِّمَ عليْنَا نَحْن الكبَار صَمْتٌ خَائِفٌ، تَخرُجُ مِن بَيْن أَزقَّة اَلحَي أَصوَاتٌ خَافِتةٌ لِأطْفَالٍ يلْعبون، رَغْم الرَّصَاص، والرُّعْبِ اَلذِي شَهدَه اَلحَي مُنْذ يوْميْنِ إِثْر تحرُّكَات عَرَبات " التَّاتْشر " مَارَّةً بِحيِّنَا إِلى اَلحَي المجاورِ، إِذ كأن صَوْت الدَّانات وَحدَه لَيْس كافياً، كان يَجِب أن ترى، أَتَساءَلُ مَا كان اَلمخِيف؟، هل هِي فِكْرَةُ الموْتِ وَرائِحةُ البارودِ المعبَّقةِ فِي الأجْواءِ، أمَّ التَّاتْشر تحْديداً، وبعْد تَفكِيرٍ لَيْس بِعميق كَانَت الإجابة هِي اَلأُولى، إِذ أنَّ الطَّائراتِ الرَّعْديَّةِ المحلِّقةِ فَوْق رُؤوسِنَا لََا تَختَلِف كثيراً عن تِلْك التَّاتْشر، اَلتِي اِنْدفَعتْ إِلى المشْفى أَسفَل اَلحَي المجاور، سُمعَت أَقاوِيل تَقُول أَنهُم هَددُوا الأطبَّاء وأقاويل تَقُول أَنهَم دَفعُوا لَهُم اَلكثِير مِن اَلْمال، لَكِن اَلمهِم أَنَّه بَعْد رَحيلِهم لَم يَفتَح أحدٌ أَبوَابَ ذَلِك المشْفى ولم نرى الأطبَّاء، ولَا نَعرِف بِالضَّبْط نَوْع المشاعر اَلتِي تملَّكتْهم لَكِنهَا بِالتَّأْكيد تَحمُّل رَائِحة الموْتِ، يقولون أنَّ بَعْض اَلجُنود كَانُوا يطْمئنُّون المواطنين لَن نَفعَل لَكُم شيْئاً، جِئْنَا لِغَرضٍ مُحدَّد، لَكِن هذَا لَيْس كافياً، فأنْتَ وَإِن لَم تَرفَع سِلاحك فِي وَجهِي، أنَا أَدرِي بِأنَّكما كطَرفِي صِرَاعٍ ستتجاهلان وُجوديّ وسط هذَا النِّزَاع، سيخْرج الشَّرَار وستصابان بِالْعَمى أو العمَّه وستتقاذفان الشَّتائم المغلَّفةِ بِالْبارود، بِالْكَادِ أَهتَم لِنقاء نِيَّة أيِّ طرف، بِالْكَاد أَهتَم لِسعْيه اَلحثِيث لِأَجل الوطن، أيُّ وطنٍ، بقايَا رُكَام، حريقٌ وَرَماد، جُثَث، جُثَث أَطفَال صِغَار.
صَدِيقَةُ أُمِّي مُعَلمَةٌ فَقدَت طِفْلهَا اَلصغِير إِثْر إِحْدى الدَّانات، الأمْر لَم يَتَوقَّف على ذَلِك كان معه اِبْنِي خالته، الصِّغَار الثَّلَاث فِي لَيلَةٍ وَاحِد، ثُمَّ مَاذَا بَعْد؟، نَحْن آسفون وَلَكننَا مازلْنَا نُدَافِع عن الوطن، أَمَّا الآخرون فَهْم أيْضاً يفْعلون ذَلِك لِأَجل الوطن، الطَّرفان بريئَان، يال العجبِ، مُجرَّدُ خِلَاف حادٍّ وَمَعركَةٍ صَغِيرَةٍ لِحلِّ الخلَاف، لََا بَأْس، على النَّاس أن تَصبِر، ثُمَّ سَيعُود كُلَّ شَيْءٍ كمَا كان.
جارتنَا تُوفِّي اِبنهَا، إِنَّه ضَابِطٌ فِي الجيْش، تَلقَّى رَصاصَةً فِي الرَّأْس، رَصاصَةٌ وَاحِدةٌ فقط لََا غَيْر، كَانَت هَذِه الرَّصاصةُ كَفِيلَةً بِأن تُنْهِي حياته، لَديْه أَطفَال صِغَار كان كثيراً مَا يَلعَبُ مَعهُم مِن المسَاء، جَارُنا يَقُول أَنَّه شَاهدَ خال الفتى اَلقتِيل فِي صَلَاة العيد، كان الرَّجلُ قد جاء لِيعزِّي أُختَه، اَلتِي تَنتَحِب مَفجُوعةً وَتتهِم الدَّعْم اَلسرِيع بِقَتل اِبنهَا، تَتهِم أَخِيهَا، اَلذِي يَنتَمِي لِدَعم اَلسرِيع، أَمَّا جارتنَا اَلأُخرى فَلَديهَا صَبيَان، أَحدُهما فِي الجيْش والثَّاني فِي الدَّعْم ثُمَّ مَاذَا؟!، هل عَليهِما أن يَقتتِلا الآن، ثُمَّ مَاذَا؟! المجْتمع اَلدوْلِي _ وبيْن قوْسيْنِ ( الدُّول العظَمة ) _ " نُدينُ بِشدَّةٍ " ، هذَا مَا يفْعله المجْتمعُ اَلدوْلِي، يَكفِي أن تُخرِج بيانًا تُخْبِرُ فِيه عن أَسفِك وإدانتك لِمَا يَحصُل وَهذَا كُلُّ شَيْء، لَكِن مَاذَا يَحدُث بَعْد ذَلِك، هذَا غَيْر مُهِم، مُنْذ مَتَّى ونحْن نَهتَم لِأَمر الشُّعوب؟!!، اَلمهِم أن تَبدُو إِنْسانياً، كُلُّ الدُّول تَتَحرَّك لِانْتشال رعاياهَا مِن الكارثة، إِنَّها تَصرُخ مُطَالبَةً بِهدْنة إِنْسانيَّة، هُدنَةٌ لِمَاذَا؟!، هل سَيوقِفُ فِعلهم هذَا الدِّمَاء؟!، لََا لَن يَحدُث، لَكنَّه سَيكُون كافياً حَتَّى تَأخُذ الدُّول العظَمة رعاياهَا خَارِج خَارِطة النَّيازك هَذِه، ثُمَّ مَاذَا؟، مَاذَا عن أُولئك الَّذين لََا يَجدُون قُوتُ يَومهِم، كَيْف سيهْربون!!، إِلى أَيْن سيذْهبون!!، هذَا لَيْس مُهمّاً، هُدنَةٌ لِثلاثِ أَيَّامٍ ثُمَّ لِيحْدث مَا يَحدُث، هُدنَةٌ لِثلاثِ ساعاتٍ فقط على الأقلِّ، السُّؤَال لِيحْدث مَاذَا؟! مَاذَا بِالضَّبْط؟ لِيَفر مِن يَمتَلِك اَلْمال؟، مِن يُمْكِنه الصُّعود على قَوارِب النَّجَاة هرباً مِن التَّايْتنْك، وَجَاك يَا سَادَة؟!!، آه تَذكرَت، جاك يَمُوت فِي النِّهاية، لََا بَأْس لَابُد مِن بَعْضِ اَلبُؤسِ لِأَجل حَلاوَةِ اَلقِصة .
أحد مَعارِف أُمِّي _وَالذِي كان مِن الصَّعْب إِيصاله لِمشْفًى_ يُعَانِي مِن كَومَة سُكَّرٍ الآن، لِماذَا؟! لِأنَّ زوْجته وَالتِي كَانَت فِي اَلغُرفة بيْنمَا هُو فِي الصَّالون تُوُفيَت، كَيْف؟، بِسَبب إِحْدى القذائف، الرَّجل بِالْكَاد يُصدِّق أنَّ هذَا قد حدث، إنَّه يُقسِّم، لَقد هَربَا مِن الحرْب اَلتِي كَانَت فِي جِبَال النُّوبة، لَقد تَجَاوزَا كُلّ المتمرِّدين هُنَاك،
مَرا بِالْغابات والْأحْراش، لَقد تعرَّضوا لِظروفٍ أَسوَأ مِن هَذِه وَنجَت، كَانَت تَنجُو دائماً، كَانَا يَهرُبان معاً دائماً، دائماً مَا كان يَظُن أَنَّه سيحْميهَا، لَقد شقَّ طَرِيقَه مِن الجبَال إِلى هُنَا، مَا اَلذِي يَحدُث؟، لََا يُمْكِن أن تَمُوت هَكذَا.
أَمَّا خَالَتِي العزيزة فقد فُزعَت كثيراً وبدأتْ تَجمُّع أغْراضهَا فِي تَوتُّرٍ شديد إِنَّها فِي الجَزيرة 《مَدنِي》 الآن، عَمِّي فِي فرنْسَا يَظُن أَننَا مِتنَا، بيْنمَا يُحَاوِل أَبِي أن يُقْنِعه أَننَا بِخَير وأنَّ عليْه أن يَهدَأ حَتَّى لََا يُصَاب بِسكْتةٍ قَلبِية، خَالِي وَالذِي يَحمِل الجنْسيَّة الكنديَّة والْبريطانْيَة وَالذِي يُعد أحد رعايَا الدَّوْلتيْنِ اِتَّصل بِأمِّيِّ لِيخْبرهَا أنَّ عليْهَا النَّجَاة، قائلاً اُخْرُجي مِن هُنَا بِأسْرع وَقْت، هؤلاء القوْم مَجانِين، لََا يُنوِّن التَّوَقُّف.
كَدَّت أَنسَى بِداية سَردِي، أَصوَاتُ الأطْفالِ وَهُم يلْعبون، طِفْلَان صغيرَان، جنْبًا لِجَنب، أَحَدهمَا قائلا لِلْآخر " أَنْت البرْهان وَأنَا حميدَتيْ " وِيبْتدْآن فِي الإقْتتال، مُفرْقعتهمَا البلاسْتكيَّة جَعلَت إِحْدى جاراتنَا تَصرُخ عَليهِما بِصَوت عَالِي "توقُّفا" لَكِن فِي حَقِيقَة الأمْر لَم تَكُن تَصرُخ على مُفرْقعات الصَّغيريْنِ اَلتِي كَانَت أَسفَل ساقهَا وَرُبمَا أرْعبتْهَا حقّاً مع شَكِّي فِي ذَلِك إِذ أنَّ اَلذِي يَستَمِع لِلْأصْوات الحقيقيَّة ويعْتادهَا تَدرجِياً يَفقِد هَذِه الخاصِّيَّة، خاصِّيَّةُ الخوْف مِن المفرْقعات البلاسْتكيَّة، كَانَت الصَّرخات على الرَّجليْنِ حَوْل العرْش " توقُّفا"، تَذكرَتُ طُفولتنَا عِنْدمَا كان الأطْفال يقولون " أنَا المقاتل الأحْمر وأنْتَ المقاتل الأخْضر " كَانُوا يأْخذونه مِن كَرتُون الأطْفال، مَا عاد مُجرَّد كَرتُونٍ لِأطْفَال اليوْم، لَقد شاهدوا العرْض حيّاً، شُكْراً لِربِّ أَنهُم يظنُّونهَا مَسرحِية، ولَا يعْلمون مَا مَعنَى الموْتِ، فبعْد أن صَرخَت تِلْك الجارة على حميدَتيْ وبرْهَان الصَّغيرين، رَكْض الطِّفْلانِ مُبْتعدينِ لِيتبادلَا الغمزات والضِّحْكات وَهمَا يُقسِّمَان أَنهَا لَرُبمَا مَجنُونة، إِنَّها مُجرَّد لُعبَةٍ بَيْن صديقَيْنِ، مَا اَلذِي أغْضبَهَا؟.
وَهنَا أَتَساءَل عن مَامَا وَهِي تَفرِض عُقوباتهَا على كُلٍّ مِن يُخْطِئ مُدعيَة أَنهَا أُمُّ اَلكُل سَارِقةَ بِالْفِعْل لََا بِالْكلام هذَا اللَّقب مِن جَارتِنا، جارتنَا اَلتِي تُحَاوِل جَاهِدة لِتكوُّن مَامَا بِشَكلٍ مَا، لَكِنهَا لََا تَجِد طريقَهَا لِعَرش الأمومة، فمامَا صَارِمة، لََا أحد يَستَحِق هذَا العرْش فكيْف بِمتسلِّقةٍ اِجْتماعيَّةٍ مِثْل جَارتِنا، أليْس لِماما مَلِك اَلْكَوكب وَهذِه الأنْهار تَجرِي مِن تَحتِها، أَفلَا تُبْصِر جارتَنَا، إِنَّ مَامَا سَتلقِي عُقوبَات، ستصْرخ، ستمْنع الطِّفْلان رُبمَا مِن وَجبَة الغدَاء اليوْم، رُبمَا فقط مِن الْشوكولَا فَهِي أُمٌّ طِيبةٌ رَغْم ذَلِك لَن تَترُك الصَّبيَّيْنِ جَائعِين، أو رُبمَا ستحْبسهمَا فِي غُرْفتِهَما، ستجْعل مِنهَا سِجْناً، هَذِه عُقُوبَةٌ جَيدَةٌ، بل ستقْطع الإنْترْنت حَتَّى لََا يَلعَب الطِّفْلان بِتطْبيقهمَا اَلمُفضل لَمسَة، سيحْرمان مِن رَفاهِيةِ التَّعَلُّمِ أَقصِدُ اَللعِبَ، وهكذَا سيتعلَّمان الدَّرْسَ، بِالتَّأْكيدِ سيتوقَّفان، يَستحِيلُ أنَّ لََا يفْعلَا، فمامَا تودّ لِأبْنائهَا أن يتحابُّوا وِيتصافوا، كم هِي مَلعُونةٌ أَقصِدُ مَعبُودةٌ، أَخطَأتُ مَرَّةً ثَانِيةً، أَقصِدُ كمٌّ مَحبُوبةٌ هِي مَامَا.
فِي اليوْم اَلذِي يَسبِق صَبِيحَة العيد، طِفْل إِحْدى معارفنَا وَقْف قائلا " حميدَتيْ والْبرْهان دعوْنَا نُجهِّز لِلْعيد، توقُّفا " كان مُتأسِّفاً لِأنَّ اَلكثِير مِن تجْهيزات العيد ستتوَقَّف بِسَبب هَذِه المعْركةِ اَلتِي هِي تَافِهةٌ فِي رَأيِه، العيد أهمَّ، لِماذَا يتجاذبان؟، تبّاً، أُمهُما فَاشِلةٌ فِي التَّرْبية، رُبمَا يَجِب أن تَفرِض عَليهِما عُقوبَاتٍ قَاسِيةٍ هَذِه المرَّة وسيتأدَّبان، لَكِن يَبقَى السُّؤَال، هل تَهتَم مَامَا حقّاً، مَا هِي المشْكلة إنَّ مَاتَت بَعْض الفئْران فِي سبيل تَحقِيق الغايات اَلكُبرى، إِنَّ اَلكثِير مِن اَلجُنود يَغفُلون عن وَادِي النَّمْل، ثُمَّ مِن نَحْن؟، لََا يَجِب أن نلومَهم فليْس اَلكُل سُليْمَان وليْس اَلكُل يَفقَه مَا يُقَال.
أَمَّا أنَا هُنَا فِي أحد أَزقَّة الخرْطوم، أَلعَن مَامَا كُلِّ يَوْمٍ، لِأنَّ عُقوباتهَا لََا تَعُود إِلَّا على شَعبِي بِالْوبال، لََا أَجِد شيْئاً لِأفْعَله غَيْر مُحَاولَة إِيجَاد نَغمَة مُشتركَةٍ بَيْن الطَّلقات والدَّانات ومحاولة الرَّقْص عليْهَا، بِالْأَمْس كَادَت إِحْدى الطَّلقات أن تَختَرِق جَسدِي، شَعرَت بِالْأدْرينالين يَتَصاعَد فِي جَسدِي وَخلتْنِي فِي أحد أَفلَام ال "MBC" اَلتِي أُشاهدهَا لَكِن ذَلِك لَم يُوقفْني عن
مُحَاولَة الرَّقْص إِذ لََا فَائِدة مِن البقَاء تَحْت اَلسرِير فصديقتيْ أخْبرتْني أنَّ الطَّلْقة سَقطَت على بُعْد سنْتمتْريْنِ مِنهَا وَهِي تَحْت اَلسرِير، ناهيك عن أنَّ أَرْض بيْتنَا تَهتَز بِفعْل الدَّانات، أَخِي بِإتِّجَاهٍ آخر قد أَصبَح مُحْترِفًا فِي تَفادِي الطَّلقات، يَنزَلِق عَبْر الحارات هُنَا وهناك لِيَجد لَنَا بِضْع لُقيْمَات، لَم أُشَاهِد بِعيْني مَا يَحدُث فِي الحارات اَلأُخرى لَكنَّه يُحَدثنَا عن أُنَاس يَخرُجون مُحمِّلِين لَيْس بِشَيء سِوى اَلهُموم فارِّين إِلى حَيْث يحْملون هُموماً لَرُبمَا تَكُون أقل، أَبِي عَلِي إتِّجاهٍ آخر يُنَاقِش مع أَخِي فِكْرَة إِخرَاج البنَات إِذ أنَّ الخرْطوم قد بَاتَت مَرْتَعاً للِذئاب، لَيسَا خَائفِين مِن الموْتِ، يُفضِّلَان أن نَمُوت على أن تُغتَصَب إِحْدانَا، أحْياناً أَشعُر أنَّ أَخِي يُفكِّر بِحَملِ سِلاحه وإفْراغه عليْنَا لِيتخَلَّص مِن هذَا الحمْل بِنفْسه، لَكنِّي لََا أَمقُته رَغْم ذَلِك، استمَر بِالرَّقْص على إِيقَاع القذائف، لَم أَعُد أُعبأُ بِشَيءٍ، إِحْدى زميلاتي تَركَت الخرْطوم لِتخْرج عَبْر اَلطرِيق اَلغرْبِي نَحْو تشاد، عِنْدمَا سُمعَت أُمِّي ذَلِك صُرعَت، تشاد؟!!، لِمَا تشاد؟، مَا اَلذِي ستفْعَله هُنَاك  أما صديقَتي الثَّانيةُ فِي مِصْر تَنتَحِب كُلَّ لَيلَةٍ لِأنَّ أحد إِخْوتِهَا مازال قابعاً فِي هذَا اَلجُحر، بينما أنَا فَمازِلت أَرقُص على لَحْن الطَّلقات، ثُمَّ إِنِّي بَعْد كُلِّ ذَلِك مُتعَبَةٌ، وأسفةٌ، إِذ أنَّها أَيَّامٌ بدتْ دهْراً طويلاً لا يَنقَضِي، أَظُن أَنِّي هَرِمت وقد تخطَّيْتُ اَلمِئة عامٍ، لَم تَعُد الحيَاةُ تُهمُّني كثيراً، بتُّ أَرانِي على حَافَّة القبْر، رُبمَا مِن الأفْضل أن أنشغَل بأخرَتي، وأتْرك مِنِّي كُلَّ هؤلاء، لَكِن سأقولهَا أنَا أيْضاً قَبْل ذَلِك " توقُّفا ".
مُحَاولَةً التَّوَقُّف عن الرَّقْصِ والْخروج عن اَلنَّصِ رَفعَتُ إِحْدى الرِّوايات القديمةِ والْبأسةِ اَلتِي كُنْت أراكمْهَا دُون قِراءتهَا، لَيتَنِي اِسْتخْدمتُ اَلْمال لِأَكل الْشوكولَا، تبّاً  لِلْمثقَّفةِ بِداخِلي، كان عُنْوان الرِّوايةِ عَدَاء الطَّائرةِ الورقيَّة، اَلمُؤلف خَالِد حُسْنِي، بَدأَت الحكاية بِشَكل لَطيف لَكِن سُرْعان مَا عُدْت إِلى حَيْث بَدأَت، عُدَّتْ للِرَقص، بيْنمَا أَقرَأ " كَانَت المعارك الدَّاخليَّة بَيْن الفصائل ضَارِيةً، ولم يَكُن أحدٌ يَعرِف إِذَا كان سيعيش حَتَّى اليوْم التَّالي، اِعْتادتْ آذانَنَا على صَوْت سُقُوط القذائف، وَدوِي طَلَقات البنادق، وَتَألفَت عُيونَنَا مع مَنظَر الرِّجَال وَهُم ينْتشلون اَلجُثث مِن تَحْت الأنْقاض، كَانَت كَابُول فِي تِلْك الأيَّام، أمير جان، أَقرَب مَا يَكُون لِلْقوْل الشَّائع 《الجحِيم على الأرْض》، مع ذَلِك، فقد كان اَللَّه رحيماً بِنَا، لَم يَتَعرَّض حيُّ وزير أَكبَر خان لِكثيرٍ مِن الهجمات، وهكذَا لَم تَكُن الأوْضاع فِي حِينا سَيئَة مِثلَما فِي الأحْياء اَلأُخرى" أحبَّ جَمْع الاقْتباسات وَهذَا أَحدُها، لَم تَكُن الأوْضاع فِي حِينًا سَيئَةً مِثلَما فِي الأحْياء اَلأُخرى، أُظَننَا كُنَّا نعيش فِي حيِّ وزير أَكبَر خان فَرْع الخرْطوم، بيْنمَا أُفكِّر كَيْف يُمْكِن لِلْأحْداث أن تُعيد نفْسهَا وتتلاحق مُتباعدةً على خَارِطة الزَّمن والْمكان، كان الدِّفْء يَغمُر صَدرِي، دِفْء يجْتاحني كأنَّمَا يتلبَّسني، لَكِن ذاك الدِّفْء أصابَني بِبَعض اَلفُتور والعيَاء، سَقطَتْ عَدَاء الطَّائرة الورقيَّة مِن يَدِي، تَوقفَتُ عن الرَّقْص، وَضعَتُ يَدِي على صَدرِي، تصبغتْ بِالدِّماء، بيْنمَا أَخِي يَندَفِع نَحوِي بِحركةٍ بَطِيئَةٍ تَوقَّف عِنْدهَا الزَّمن كمَا فِي أَفلَام ال MBC، اِبْتسَمتُ إِذ أَنِّي لَم أَتوَقع أنَّ تِلْك المشاهد حَقيقِية، الزَّمن يَتَوقَّف حقّاً، رأيْتُ مَلامِح أَخِي المكشِّرةِ عن صَرخَةِ غَاضِبة، عَقْد حاجبَيْه بيْنمَا جَحظَت عيْنيْه وَهُو يَنزَلِق نَحْو غُرفَتَي، مِن أيِّ اِتِّجاهٍ أتتْ الطَّلْقة يَا تُرَى، هل هِي النَّافذة؟!، لَقد أصابتْني طَلقَةٌ طَائِشة، كان أَخِي يَلعَن رَقصِي المتواصل، لَكِن كَيْف لِي أنَّ لََا أَرقُص، مازلْتَ أُريد الرَّقْص، لََا يُمْكنني التَّوَقُّف، تهاوَيْتُ إِلى الأرْض بيْنمَا كان أَخِي فَوْق رَأسِي، حَملَنِي لِلْخارج مُحاوِلاً رُبمَا أنَّ يُنْقذني، ظننْته يُفضِّل أن نَمُوت حَتَّى يَرْتاح مِن هذَا اَلهَم، أَتَساءَل مَاذَا حدث بَعْد ذَلِك لِعداء الطَّائرة الورقيَّة، أَظُنه تَوقُّف عن الرَّكْض، أَمَّا أنَا فلم تَعُد لِي رَغبَةٌ بِالرَّقْص، تَوقفَت أَصوَات القذائف وانْقطعتْ عَنِّي مَلامِح أَخِي .
#حرب_الفنون
#Israa_Muhammed
#Abheri10
وحدة ..
تفانينا كأوراق شجرةٍ هب عليها نسيمُ شتاءٍ قاسٍ، دون ملاقاة، كلٌ على وجهةٍ كوردٍ قُدم لأميراتٍ في مختلف القصور، ألمٌ يستيقظ مع تفاصيلٍ باهتةٍ دون أصدقاء لا تكتمل ساعةٌ دونهم، ألاليت يطلون كشعاعِ شمسٍ رَسم على خد مسنٍ أمل يومٍ جديدٍ عبر فتحة شباكٍ قديمٍ 💔😴
#Jasir_Saif
محاولة فاشلة

أعراضٌ انسحابية والأمر واضحٌ للعيان لا استطيع أن أخفيه عن من حولي، طلبت مني إحدى رفيقاتي أن نتحدث.. أرادت أن تعرف منذ متى أتعاطى وماهية ما أتعاطى وما الذي حدث للمورد الخاص بي، لم أنا بحالٍ يرثى لها اليوم؟

أخبرتها أنها مخطئة وأني لا أتعاطى أي مخدرات.. أقسمت لكنها ابتسمت في وجهي ابتسامة مكرٍ ثم تركتني قائلة: "كما تريدين إذن"

الجو حار وأتعرق، لا يسعني التنفس، أفرك يدي، عيناي تحمران وقلبي يدق باضطراب، لا يمكنني الجلوس ولا الوقوف، الموقف حرج، حملت دفاتري ولم أنسى حقيبتي.. تركت المحاضرة وخرجت على غير هدى، رأسي يؤلمني بشدة.

أحتاج مسكناً قوياً لذلك توجهت لصيدلية.. أخذت حبتين دفعةً واحدة وحاولت النوم بالاستراحة لكن ذلك لم ينفعني، الأمر يزداد سوءاً وحكة داخل صدري، حكةٌ قوية أرغب معها بشقه أريد أن أنفض الغبار عنه أشعر أنه مليءٌ بالعث، أنا أسعل بشدةٍ، أحتاج لمشرط، أريد أن أعرف ماهية ما يحدث في الداخل، ونحلة لعينة تطن في رأسي.

لا يمكنني التنفس، أشعر بتشنجات، تبدو الأشياء مائلة، كل شيءٍ يسقط، ما الذي يحدث حولي، هاتفي يرن.. تمالكت نفسي، حملته وأنا أرتعش، كان اسمك أمام ناظري، هدأ بعض الطنين في رأسي، وبدأ العث يختفي..
أجبتك قائلة: "أدرك الآن أني أتعاطاك وأن محاولة الانفصال التي أبديتها ستقتلني، لكن لماذا تتصل الآن؟"

"لآنني أحبك ولآنك غبية فما الداعي لننفصل؟!
تزوجيني"

#Israa_Muhammed
HTML Embed Code:
2024/04/24 19:11:35
Back to Top