TG Telegram Group Link
Channel: القرآن ربيع القلوب
Back to Bottom
الشيعي الحقيقي من يقتفي ويسير وفق منهج من يتبعه
———
قال تعالى: وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (٨٣:الصافات).
🔹"كم هي جميلة هذه العبارة؟ إبراهيم من شيعة نوح، رغم أنّ الفاصل الزمني بينهما كان كبيرا (قال بعض المفسّرين: إنّ الفاصل الزمني بينهما يقدر ب ٢٦٠٠ سنة)، إذ أنّ العلاقات الإيمانية- كما هو معروف- لا يؤثّر عليها الفاصل الزمني أدنی تأثير"[الامثل].
🔹 "الشيعة الجماعة التابعة لرئيس لهم وصاروا بالعرف عبارة عن شيعة علي (عليه السلام) الذين معه على أعدائه."[التبيان ج8 ص56].
🔹 جاء رجل لعلي بن الحسين (عليهما السلام) فقال: يا بن رسول الله أنا من شيعتكم الخلص فقال له: يا عبد الله فإذن أنت كابراهيم الخليل (عليه السلام) الذي قال الله فيه: ((وان من شيعته لأبراهيم اذ جاء ربه بقلب سليم)) فان كان قلبك كقلبه فانت من شيعتنا وان لم يكن قلبك كقلبه وهو طاهر من الفشل والغل فأنت من محبينا...[تفسير الإمام العسكري].
🔹 - كلمة شيعة وخلافاً لدعوی أعداء الشيعة، ليست من اختراع أنصار الإمام علي (عليه السلام) «وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ».
- إنّ الشيعي الحقيقيّ والتّابع الحقيقي للأنبياء عليهم السلام هو صاحب القلب السليم والطاهر، «وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»[تفسير النور].
سورة هود، آية 42، صفحة 226
"وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَ نادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ وَ كانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ"

دعا نوح (ع) ابنه للحياة فأبى:
ودعا إبراهيم (ع) ابنه للموت فاستجاب:
إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ..، ]الصافات:102].
تفسير أوضح البيان
⬅️ السؤال: بسمه تعالى
إذا كان جبرئيل (عليه السلام) هو الذي يأتي بالقرآن للرسول (صلى الله عليه وآله)، فهذا يعني أنه قد تعلمه قبل الرسول (صلى الله عليه وآله)، وأن علومه مساوية لعلوم الرسول (صلى الله عليه وآله) .. فهل هذا صحيح؟! . .
⬅️ الجواب:‌ بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد ..
أولاً : إن من البديهي: أن كثيراً من الناس يقرؤون القرآن، ولكن مقدار استفادتهم منه يختلف من شخص لآخر .. فإذا كان جبرئيل (عليه السلام) قد حمل القرآن إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فذلك لا يعني أنه أعلم منه بمعانيه، ومراميه، وإشاراته، ودلائله ..
ثانياً : إن معاني القرآن قد نزلت أولاً على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولعل ذلك بطريقة الوحي الإلهامي، أو بغيرها من طرق الوحي، وليس بالضرورة أن يكون جبرئيل هو الوسيلة في إيصالها، ولعل وساطة جبرئيل (عليه السلام) كانت في نزولٍ آخر للقرآن، وهو النزول التدريجي، فلا دليل على أن جبرئيل (عليه السلام) قد تلقى القرآن قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ..
ثالثاً : إن عظمة جبرئيل (عليه السلام): هي في أنه هو حامل الوحي للنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله)، وذلك هو شرفه العظيم، وفخره ومجده .. وكان هو يعرف لرسول الله (صلى الله عليه وآله) منزلته وشرفه، ومعاملته له تشهد على ذلك ..
والحمد لله رب العالمين 1 .
#المجيب
#السيد_جعفر_مرتضى_العاملي #متفرقات #نزول_القرآن #النبي_محمد #الرسول #جبرئيل #القرآن_الكريم_و_علومه_و_تفسيره #محمد_رسول_الله_صلى_الله_عليه_و_آله #الملائكة_و_الجن #نزول_الوحي
سورة آل عمران، آية 36، صفحة 54
"فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏ وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ"

حينَ أنجبَت مريم، قالَت أمّها:
وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى
لم تقُل الذكر خيرٌ من الأنثى
وليسَ الماء كالشمس
لكلٍّ وظائفه
قانونٌ ربانيٌّ قائمٌ على التوازن والتكامل
فلنُحسِن آداء دورِنا
📚تفسير آوضح البيان
فَمَن َهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ

1️⃣ قال ابن عاشور في تفسيره:
و"شهد" يجوز أن يكون بمعنى حضر، كما يقال: إنّ فلاناً شهد بدراً وشهد أحداً وشهد العقبة أو شهد المشاهد كلّها مع رسول الله (ص)؛ أي: حضرها، فنصب الشّهر على أنّه مفعول فيه لفعل شهد؛ أي: حضر في الشّهر؛ أي: لم يكن مسافراً، وهو المناسب لقوله بعده: {ومن كان مريضاً أو على سفر...}.
أي: فمن حضر في الشهر فليصمه كلّه. ويفهم أن من حضر بعضه يصوم أيّام حضوره. ويجوز أن يكون شهد بمعنى علم كقوله تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو فيكون انتصاب الشهر على المفعول به بتقدير مضاف؛ أي: علم بحلول الشّهر، وليس شهد بمعنى رأى؛ لأنه لا يقال: شهد بمعنى رأى، وإنما يقال شاهد، ولا الشّهر هنا بمعنى هلاله، بناءً على أنّ الشهر يطلق على الهلال، كما حكوه عن الزّجاج، وأنشد في الأساس قول ذي الرمّة:
فأصبح أجلى الطّرف ما يستزيده يرى الشّهر قبل الناس وهو نحيل
أي: يرى هلال الشّهر؛ لأنَّ الهلال لا يصحّ أن يتعدّى إليه فعل "شهد" بمعنى حضر. ومن يفهم الآية على ذلك، فقد أخطأ خطأً بيّناً، وهو يفضي إلى أنَّ كلّ فرد من الأمّة معلّق وجوب صومه على مشاهدته هلال رمضان، فمن لم ير الهلال، لا يجب عليه الصّوم، وهذا باطل. ولهذا، فليس في الآية تصريح على طريق ثبوت الشَّهر، وإنما بيّنته السنّة بحديث "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غمّ عليكم فاقدروا له"، وفي معنى الإقدار له محامل ليست من تفسير الآية".
📘[تفسير القرآن/ التحرير والتنوير لابن
عاشور].
2️⃣ قال صاحب الأمثل:
أي من كان في حضر فليصم شهر رمضان، و قيل إن جملة« من شهد منكم الشّهر» تعني رؤية الهلال، و هو بعيد، و الحق ما ذكرناه و روايات أئمة أهل البيت تؤيد ذلك.
3️⃣ تفسير العياشى، ج‏١، ص: ٨١
عن زرارة عن أبي جعفر ع في قوله «فمن شهد منكم الشهر فليصمه» قال: فقال: ما أبينها لمن عقلها، قال: من شهد رمضان فليصمه، و من سافر فليفطر.
4️⃣ المعجم الوسيط
شَهِدَ: شَهِدَ على كذا شَهِدَ شَهادَةً: أخبر به خبرًا قاطعًا.|شَهِدَ لفلاِن على فلاِنٍ بكذا: أدَّى ما عنده من الشَّهادة.|شَهِدَ بالله: حَلَف.|شَهِدَ أقرَّ بما عَلِم.|شَهِدَ المجلسَ: حضرَه.| ومنه ما في التنزيل العزيز: البقرة آية 185فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) ) .|شَهِدَ الحادثَ: عاينَهُ.، وفي التنزيل العزيز: النمل آية 49قَالُوا تَقَاسَمُوا باللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أهْلِهِ ) ) .|شَهِدَ الشَّيْءَ: عاينه. يقال: شَهِدَ على شهادةِ غَيْرِه، وشهِدَ بما سمع.
كل عشر سنوات يؤمن شخص واحد
----------
#المنهج_القرآني يخبرنا عن عدم اليأس وترك الموعظة في حالة عدم إستجابة الآخرين.
قال تعالى:
[حَتَّی إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ َلِيلٌ ]
(٤٠) من سورة هود
🔸قال صاحب الأمثل:
"بعض الرّوايات تقول أنّه استجاب لنوح خلال هذه الفترة الطويلة ثمانون شخصا فقط، و تشير بعض الرّوايات الأخری إلی عدد أقل من ذلك، و هذا الأمر يدل علی ما كان عليه هذا النّبي العظيم نوح عليه السّلام من الصبر و الاستقامة «في درجة قصوی بحيث كان معدل ما يبذله من جهد لهداية شخص واحد عشر سنوات تقريبا، هذا التعب الذي لا يبذله الناس حتی لأولادهم!."
[تفسير الأمثل الآية ٤٠ من سورة هود]
🔹 وتذكر الرواية الواردة في تفسير البرهان عدد الذين آمنوا:
"حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ، قَالَ: قَالَ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ): «لَمَّا هَبَطَ نُوحٌ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَى الْأَرْضِ، كَانَ هُوَ وَ وُلْدُهُ وَ مَنْ تَبِعَهُ ثَمَانِينَ نَفْساً، فَبَنَى حَيْثُ نَزَلَ قَرْيَةً، فَسَمَّاهَا قَرْيَةَ الثَّمَانِينَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا ثَمَانِينَ».[تفسير البرهان ج٣، ص: ١٠٥]
💢 قال تعالى:
[أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوی‌ (٦) وَ وَجَدَكَ َالاًّ فَهَدی‌
(٧) ] من سورة الضحى
🔹بينما نجد في سورة النجم الاية (٢) في قوله تعالى:
«ما ضلّ صاحبكم وما غوی»
فكيف نوفق في فهم معنى الايتين الكريمتين ؟ وما هو المقصود من كلمة ضالا في قوله تعالى: «ووَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَی»
1️⃣ يستطرد صاحب الأمثل في تفسيره للآية قائلا:
‏وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدی‌.
‏نعم، لم تكن أيّها النّبي علی علم بالنبوّة و الرسالة، و نحن أنزلنا هذا النور علی قلبك لتهدي به الإنسانية، و هذا المعنی ورد في قوله تعالی أيضا: [ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا]
.واضح أنّ النّبي صلّی اللّه عليه و آله و سلّم كان فاقدا لهذا الفيض الإلهي قبل وصوله مقام النبوّة، فاللّه سبحانه أخذ بيده و هداه و بلغ به هذا المقام، و إلی هذا تشير الآية (٣) من سورة يوسف: [نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ]‌.
‏من المؤكّد أنّه لو لا الهداية الإلهية و الإمداد الغيبي ما استطاع الرّسول صلّی اللّه عليه و آله و سلّم أن يهتدي المسير نحو الهدف المقصود.
‏من هنا فإنّ المقصود من الضلالة في كلمة «ضالا» في الآية ليس نفي الإيمان و التوحيد و الطهر و التقوی عن النّبي، بل بقرينة الآيات التي أشرنا إليها تعني نفي‌ #العلم_بأسرار_النبوّة_و_بأحكام_الإسلام، و تعني عدم معرفة هذه الحقائق، كما أكّد علی ذلك كثير من المفسّرين. لكنّه صلّی اللّه عليه و آله و سلّم بعد البعثة اهتدی إلی هذه الأمور بعون اللّه تعالی. (تأمل بدقّة).
‏في الآية (٢٨٢) من سورة البقرة، عند ذكر الشهادة و سبب استشهاد أكثر من شاهدة واحدة في كتابة عقود الدّين يقول سبحانه: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْری‌.
‏و الضلالة في هذه الآية تعني «النسيان» بقرينة قوله «فتذكر».
‏و في الآية تفاسير اخری من ذلك.
‏إنّك كنت خامل الذكر غير معروف، و اللّه أنعم عليك من المواهب الفريدة ممّا جعلك معروفا في كلّ مكان.
‏و من هذه التفاسير، إنّك تهت و ضللت الطريق مرّات في عهد الطفولة (مرّة في شعاب مكّة حين كنت في حماية عبد المطلب، و مرّة حين كانت حليمة السعدية تأتي بك إلی مكّة لتسلمك إلی عبد المطلب فتهت في الطريق. مرّة ثالثة حين كنت برفقة عمّك أبي طالب ضمن قافلة متجهة إلی الشام فضللت الطريق في ليلة ظلماء و اللّه سبحانه هداك في كلّ هذه المرات و أعادك إلی حضن جدّك أو عمّك).
‏و يذكر أنّ كلمة «ضال» تعني «المفقود» و تعني «التائه». ففي عبارة: «الحكمة ضالة المؤمن»، الضالة تعني الشي‌ء المفقود.
‏و من ذلك جاءت هذه المفردة أيضا بمعنی المخفي و الغائب و لذا ورد في الآية (١٠) من سورة السجدة قوله تعالی علی لسان منكري المعاد: أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَ إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ، أي ء إذا غبنا و اختفينا في بطن الأرض.
‏و إذا كانت كلمة «ضالا» في الآية تعني «المفقود» فلا يبرز إشكال في الموضوع ... و لكن إذا كانت بمعنی «التائه» فالمقصود منها عدم الاهتداء إلی طريق النبوّة و الرسالة قبل البعثة، و بعبارة اخری لم يكن النّبي مالكا لشي‌ء في ذاته‌ الوجودية، و ما كان عنده فمن اللّه، و بهذا المعنی يندفع كلّ إشكال أيضا.
2️⃣ الشيخ محسن قراءتي في تفسير #النور يلخص الكلام حيث يقول:
يقول القرآن الكريم: «ما ضلّ صاحبكم وما غوی» أي أنّ نبيّكم لم يضل ولا للحظة واحدة. إذاً فإنّ المقصود من: «وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَی» أي أنه لولا الهداية الإلهية لما استطعت اتباع السبيل.
‏كما قال تعالی في سورة الشوری الآية ٥٢: «ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به» ويقول كذلك في سورة يوسف الآية ٣: «أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين».
‏تأتي كلمة (ضال) بمعنی المنحرف عن الحق وكذلك بمعنی الضائع مثل "الحكمة ضالة المؤمن". أجل فإنّ النبي كان متحيّراً قبل نزول الوحي وقد تعرّف علی الأوامر والتكاليف الإلهية عن طريق الوحي
3️⃣ الشيخ السبحاني في تفسير منية الطالبين يقول :
اختلف المفسّرون في تفسير المراد من الضلال، وأنهى الرازي الأقوال إلى عشرين قولاً، والذي يمكن أن يقال: إنّ المراد أحد معنيين:
الأوّل: الضلالة تطلق على معنيين يجمعهما فقد الهداية، هما:
1. هيئة نفسانية تحيط بالقلب فيكفر باللّه سبحانه، وآياته، وبيّناته، وأنبيائه، ورسله، أو ببعض منها; فالضلالة في الكفّار والمنافقين من هذا القسم، فهم منحرفون في التصوّرات والعقائد، منحرفون في السلوك والأوضاع. فعلى هذا فالهداية والضلالة أمران وجوديان بينهما نسبة التضاد.
2.
فقد الهداية مع كونه لائقاً بها غير أنّه لا يكون باب الهداية مسدوداً في وجهه، كما هو الحال في الأطفال والأحداث، فهؤلاء في أوان حياتهم يفقدون الهداية لولا أنّ اللّه سبحانه يريهم طريقاً من طرق الفطرة وهداية العقل ثم الشرع.
فالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كان ضالاًّ بهذا المعنى، أي كان فاقداً للهداية الذاتية، وإنّما هداه اللّه سبحانه منذ أن تعلّقت مشيئته بهدايته، وربّما يذكر مبدأها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: «وَلَقَدْ قَرَنَ اللهُ بِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَك مِنْ مَلاَئِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، وَمَحَاسِنَ أَخْلاَقِ الْعَالَمِ، لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ».1
فَوِزان قوله تعالى:(وَ وَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) وزان قوله سبحانه:(الذِي أَعْطَى كُلَّ شَيء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)2، وقوله تعالى: (إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)(3).
فليس الخسران في الآية أمراً وجوديّاً، مثل الخسران الموجود في الكافر والمنافق، بل المراد هو عدم الهداية الذاتية لفرض أنّ كلّ إنسان ممكن، وكلّ ممكن غير واجد لشيء من صميم ذاته، وإنّما يجد ما يجد من جانبه سبحانه.
وعلى هذا فالآية لا تمتّ إلى فساد العقيدة بصلة حتى يستدلّ بها على كون رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ والعياذ باللّه ـ كافراً قبل البعثة أو في برهة من حياته.
وعلى هذا فالهداية أمر وجودي والضلالة أمر عدمي بينهما من النسب تقابل العدم والملكة.
والذي يدلّ على هذا المعنى أنّ السورة بصدد بيان نعمه سبحانه في أوان حياته، فعندئذ فالضلالة تعتبر أمراً عدمياً لا وجودياً.
نعم ربّما يُتساءل ويقال بأنّ الآية في مقام الامتنان على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعنى ذلك كون الضلالة ثمّ الهداية من خصائص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى ما ذكرت لا يكون الأمران من خصائصه، بل يشمل كلّ إنسان فاقد نعمة الهداية في ذاتها ثم تأتيه من جانب الله سبحانه، فالضلالة بمعنى عدم الهداية الذاتية، والهداية بالطرق المألوفة ليس من خصائص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).( منية الطالبين ج٣٠ص٤٢٧ ومابعدها
3️⃣ الشيخ محمد جواد مغنية في تفسير #الكاشف قال:
كان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حائراً في أمر قومه وضلالهم في عقائدهم، وتقاليدهم وفساد أعمالهم وجهلهم وتفرّق كلمتهم... ولايدري ما هو السبيل إلى هدايتهم حتى نزل عليه الوحي الّذي فيه تبيان كلّ شيء، وهدى ورحمة للعالمين، فضلال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وحيرته: كيف يهدي الكافرين، وهداه: نزول القرآن عليه. التفسير الكاشف: 7/579.
✴️ ما هي الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بالذكر في قوله: (وأيدناه بروح القدس)]
ألم يؤيد الأنبياء جميعاً بروح القدس؟
1️⃣ وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ قَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى‏ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ[البقرة:٨٧].
2️⃣ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّـهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ[البقرة: ٢٥٣].
3️⃣ إِذْ قالَ اللَّـهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلى‏ والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلاً…[المائدة:١١].
الجواب:
وإنما وصف عيسى بهذين ، مع أن سائر الرسل أيدوا بالبينات وبروح القدس ؛ للرد على اليهود الذين أنكروا رسالته ومعجزاته، وللرد على النصارى الذين غلوا فزعموا ألوهيته. [التحرير والتنوير" (3/9) ].
✴️ ما هي الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بالذكر في قوله: (وأيدناه بروح القدس)]
ألم يؤيد الأنبياء جميعاً بروح القدس؟
1️⃣ وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ قَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى‏ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ[البقرة:٨٧].
2️⃣ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّـهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ[البقرة: ٢٥٣].
3️⃣ إِذْ قالَ اللَّـهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلى‏ والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلاً…[المائدة:١١].
الجواب:
وإنما وصف عيسى بهذين ، مع أن سائر الرسل أيدوا بالبينات وبروح القدس ؛ للرد على اليهود الذين أنكروا رسالته ومعجزاته، وللرد على النصارى الذين غلوا فزعموا ألوهيته. [التحرير والتنوير" (3/9) ].
قال الشيخ جوادي آملي :
الوعد الإلهي في إجابة الطلب يكون #قطعياً؛ فمن غير الممكن أن يفتح الله تعالى باب السؤال لعباده ثمّ يغلق في وجوههم باب #الإجابة.
فالإعلان عن كون باب الإجابة مفتوحاً هو وعد بالإجابة إما عن طريق الدلالة المطابقيّة، كما في قوله: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .... ) وإما عبر الدلالة الالتزامية، مثل قوله: ﴿وَسْئلُواْ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) الذي يُعد وعداً بالإجابة على نحو المطابقة في بالسؤال وعلى نحو الالتزام في الوعد بالإجابة.
إن من صفات الله عز وجل أن سائله لا يُردّ محروماً قط: (يا مَن لا يُرَد سائله)
فمن غير الممكن أن لا يعطي الله سائله أي شيء؛ على الرغم من أن تأمين عين ما يطلبه السائل قد لا يكون في مصلحته، وإن الله، الذي هو أرحم الراحمين يعمل وفقاً لحكمته المطلقة ورحمته الواسعة، فيغفر له #ذنباً من ذنوبه عوضاً عن إعطائه ما يطلب، فإن لم يكن للداعي ذنب، فإنّه يزيد #درجة على درجاته وبناء عليه، فإنه ما من دعاء بلا إجابة على الإطلاق، وإنّه من هذا الباب ورد في آداب الدعاء بعد الفراغ منه أن يمسح الداعي بيده التي مُدت بالدعاء ورفعت في الطلب،على وجهه؛ ذلك أن هذه اليد لن تردّ #خالية من دون #عطاء بتاتاً. وقد جاء في بعض أدعية شهر رجب :(لكل مسألة منك سمع حاضر وجواب عتيده )؛ فلكل مسألة للسائلين من حضرة الحق هناك جواب معد وحاضر.
📚 تفسير تسنيم ج٦ ص ١٥٣
سورة الاعراف آية ٥٤
‏(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ...)

لماذا لم يخلق اللّه العالم في لحظة واحدة؟
‏-أي-لماذا خلق اللّه السماوات و الأرض في دورات عديدة و طويلة -لان المقصود من الستة أيام هي ستة دورات (فترات زمنية) - و هو القادر علی خلقها في لحظة واحدة؟
‏إنّ جواب هذا السؤال يمكن الوقوف عليه بالالتفات إلی نقطة واحدة، و هي أنّ الخلق لو تمّ في لحظة واحدة، لكان ذلك أقل دلالة علی عظمة الخالق و قدرته و علمه، و لكن لما تمّت عملية الخلق و التكوين في مراحل مختلفة و أشكال متنوعة، وفق برنامج منظم محسوب، كان لذلك دلالة أوضح علی معرفة الخالق.
‏ففي المثل لو كانت النّطفة البشرية تتبدل في لحظة واحدة إلی وليد كامل، لمّا كان ذلك يحكي عظمة الخلق و التكوين، و لكن عند ما ظهر الوليد خلال ٩ أشهر، و ضمن برنامج دقيق و اتخذ في كل يوم و شهر شكلا خاصا و صورة خاصّة، استطاعت كل واحدة من هذه المراحل أن تقدّم آية جديدة من آيات العظمة الإلهية، و تكون دليلا جديدا علی قدرة الخالق.
#تفسيرالامثل
سر تركيب (الٓمٓ) ودلالة كل صوت من اصواتها الثلاثة
————
فان الالف اذا بدأ بها اولا كانت همزة وهي اول المخارج من اقصى الصدر واللام من وسط مخارج الحروف وهي اشد الحروف اعتمادا على اللسان والميم اخر الحروف ومخرجها من الفم وهذه الثلاثة هي اصل مخارج الحروف أعني الحلق واللسان والشفتين وترتبت في التنزيل من البداية الى الوسط الى النهاية وكل سورة استفتحت بهذه الاحرف فهي مشتملة على مبدأ الخلق ونهايته وتوسطه مشتملة على خلق العالم وغايته وعلى التوسط بين البداية من الشرائع والاوامر فتأمل ذلك سورة البقره وال عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.
#الدلالة_الصوتية_في_القران_الكريم
ص٢٥٦
#ماجد_النجار
إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسی‌ فَبَغی‌ عَلَيْهِمْ وَ آتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّـهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦: القصص).

‏«المفاتح» جمع «مفتح» علی زنة «مكتب» معناه المكان الذي يدخّر فيه الشي‌ء، كالصندوق الذي يحفظ فيه المال، و هو ما يسميه بعض التجار ب «القاصة».
‏فيكون المعنی: إنّ قارون كان ذا مال كثير و وفير من الذهب و الفضّة، بحيث‌ كان يصعب حمل صناديقها علی الرجال الأشداء أُولِي الْقُوَّةِ.
‏و مع ملاحظة كلمة «عصبة» التي تعني الجماعة المتآزرة يدا بيد علی الأمر المهم، يتّضح حجم الذهب و الفضة و المعادن الثمينة التي كانت عند قارون، قال بعضهم: العصبة هي من عشرة رجال إلی أربعين رجلا.
‏و كلمة «تنوء» مشتقّة من «النوء» و معناه القيام بمشقّة و ثقل، و تستعمل في حمل الأثقال التي لها ثقل و وزن كبير، بحيث لو حملها الإنسان لمال إلی أحد جانبيه!.
‏و هذا الذي بيّناه في «المفتاح» اتفق عليه جماعة من المفسّرين.
‏في حين أنّ بعضهم يری أنّها جمع «مفتح» علی زنة «منبر» و هو المفتاح الذي تفتح به الخزائن، يقولون: إن خزائن قارون كانت من الكثرة إلی درجة إن مفاتيحها ينوء بحملها الرجال الأشداء.
‏و الذين ذهبوا إلی هذا المعنی أتعبوا أنفسهم كثيرا في توجيهه، إذ كيف يمكن تصور عدد هذه «المفتاح» بشكل هائل حتی لا يمكن حملها إلّا بمشقّة و عناء بالغين .. و علی كل حال فإنّ التّفسير الأوّل أقرب للنظر و أوضح بيانا. لأنّنا و إن سلّمنا علی أن «مفتح، بكسر الميم» تعني آلة الفتح أي «المفتاح» فإنّ أهل اللغة ذكروا لهذا الوزن (مفتح) معاني أخری منها «الخزانة» التي يجمع فيها المال، فالمعنی الأوّل أقرب للواقع و بعيد عن المبالغة. فلا ينبغي الخلط بين «المفاتح» التي تعني الخزائن. و «المفاتيح» التي تعني آلات الفتح، و هي جمع «مفتاح» [فسّر بعضهم« المفتاح» تفسيرا آخر، و هو أنّ الإتيان بالمفتاح لحفظ الأموال و جمعها كان صعبا علی الرجال الأشداء، و لكن هذا التفسير بعيد جدّا« فلا بأس بمراجعة لسان العرب لزيادة الإيضاح».]
📚تفسير الامثل
(وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّة شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ للهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)[القصص:٧٥].

والآية من أدلّة وجود الشهداء على الأعمال، وأكثر المفسّرين على أنّ المراد من شهيد كلّ أُمّة هو نبيّها الّذي يشهد عليها بما أجابته فيما دعاها إليه من الحقّ. ولكن الظاهر من بعض الآيات أنّ المراد بالشهيد المطّلع ـ بما حباه الله من منزلة ومنحه من قدرة ـ على حقيقة أعمال الناس، ويصدق هذا على النبيّ وغيره، ويشهد لذلك أنّه سبحانه يعطف الشهداء على النبيين فيقول: (وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ).
فالآية تدلّ على أنّ لكلّ أُمّة في كلّ زمان شهيداً على أعمالهم. ولو كان الشهيد على الأُمّة هو نبيّها فمعنى ذلك أنّه لأجل تحمّل الشهادة، يشاهد أعمال الأُمّة حيّاً وميّتاً، سواء أكان فيهم أم راحلاً إلى ربّه، وهذا مقام سام أثبته القرآن لشهداء الأعمال.
📚منية الطالبين ج٢٠
قال الشيخ علي اكبر المازندراني:
- الاختلاف في القراءات قد وقع في مرحلتين إحداهما: الاختلاف بين الصحابيين قبل الجمع العثماني، ثانيتهما الاختلاف بين المتبحرين بعد الجمع
العثماني في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث من الهجرة
- أنّ منشأ وقوع الاختلاف في القراءات السبع، إنما كان اجتهاد القراء السبعة ونظرائهم ؛ نظراً إلى خلوّ المصاحف المكتوبة في تلك العصور عن النقط و الألف وعلائم الاعراب فقرأ كل واحد من هؤلاء حسب فهمه واستنباطه
من الفاظ الآيات المسموعة من الصحابة والمكتوبة منها العارية عن أية علامة.
ويظهر ذلك من كلمات أكثر علماء العامة، كابن أبي هاشم والزرقاني ؛ حيث قد نقل عنهما السيد الخوئي بقوله:
«قال ابن أبي هاشم: إنّ السبب في اختلاف القراءات السبع وغيرها. أن الجهات التي وجهت إليها المصاحف كان بها من الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل. قال: فثبت أهل كل ناحية على
ما كانوا تلقوه سماعاً عن الصحابة، بشرط موافقة الخط، وتركوا ما يخالف الخط... فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراء الأمصار.
مقصوده من قوله: «بشرط موافقة الخط الخ» أنّ ما تلقوه من الآيات عن
الصحابة بطريق السماع فما وافق منها خط القرآن العثماني - أي مجرد الخط
العاري عن الاعراب والنقطة - أثبتوه. أما من حيث القراءة فكانوا يقرء كل منهم
حسب ما كان سمعه وارتكز في ذهنه.
وصار ذلك بالطبع منشأ لاختلاف القراءات السبع.
وقال الزرقاني:
كان العلماء في الصدر الأول يرون كراهة نقط المصحف وشكله، مبالغة
منهم في المحافظة على أداء القرآن كما رسمه المصحف، وخوفاً من أن يؤدي
ذلك إلى التغيير فيه... ولكن الزمان تغير ـ كما علمت ـ فـاضطر المسلمون
إلى إعجام المصحف وشكله لنفس ذلك السبب، أي للمحافظة على أداء القرآن كما رسمه الصحف، وخوفاً من أن يؤدي تجرده من النقط والشكل إلى التغيير فيه» .
والسر في ذلك أنّ القرّاء لم يكونوا معاصرين للنبي ﷺ حتى يسمعوا كلامهم بآذانهم. وإنّما رأوا مكتوبات الآيات القرآنية خالية عن علائم والاعراب والنقطة أو تلقوها سماعاً عن الصحابة بشرط موافقة خط المكتوب منها.
فقرأ كل واحد منهم حسب ما رأه من المكتوب أو سمعته من الصحابة الأولى، وفق لهجته واستنباطه وفهمه. فمن هنا اختلفوا في القراءات، كما نبهنا على ذلك في الحلقة الأولى .
فلا يُصغى إلى مقالة من زعم أنّ من مناشئ حدوث الاختلاف في القراءات، اختلاف قراءة شخص النبي ﷺ واختلاف تقريره لقراءة قراء عصره، بل وتعدد دفعات نزول الآية في كل دفعة بقراءة، فانّ هذا الزعم توهم محض لا أساس له، ولا سيما أنّ القُرّاء لم يُدرك أحد منهم حياة النبي ﷺ ، كما حققناه آنفاً، مع أنّ الالتزام بذلك في نفسه مستلزم لمحاذير منافية لضرورة العقل والشرع، كما أشرنا إليها في طليعة هذا البحث. ولعمري هذا أوضح من أن يخفى على المتأمل المنصف. ويكفي لذلك شهادةً ما نقل عن القرّاء السبع من الاحتجاج لكل قراءة من القراءات المختلفة بوجوه اجتهادية لغوية وأدبية ومعنوية سياقية، كما ترى ذلك في باب الاعراب و الحجة من تفسير مجمع البيان ؛ حيث نقل عن أئمة القراءات ومهرتهم وجوه الاحتجاج لمختلف القراءات، وجمع نماذج منها بعض المحققين وموارد ذلك أكثر من أن تحصى، من أراد الفحص، فليراجع تفسيري التبيان ومجمع البيان وتفاسير العامة والكتب المصنفة في خصوص ذلك مثل كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع» لأبي محمد مكي بن أبي طالب. وكتاب «الحجة في علل القراءات السبع» لأبي على الفارسي.
فلا يعبأ بكلام الزركشي؛ حيث نفى مجال الاجتهاد وتطرق الرأي إلى القراءات السبع، بقوله: «قد انعقد الاجماع على صحة قراءة هؤلاء، وأنها سنة متبعة، ولا مجال للاجتهاد فيها... وإنّما كان كذلك لأنّ القراءة سنة مروية عن النبي ﷺ أو لا تكون القراءة بغير ما روى عنه» .
ومع الأسف تبعه بعض وقام بصدد الدفاع عن هذه النظرية.
وأما وجه #جواز_القراءة بكل القراءات السبع مع نشأتها من #اجتهاد_القراء،
فهو ما نقله الطوسي والطبرسي، من
#اجماع-الأصحاب على ذلك.
📚دروس تمهيدية في قواعد التفسير - القسم الأول الحلقة الثانية ص١٦٥-١٦٨
جواز القراءة بالقراءات
—————-
اتفق العلماء على جواز ذلك في الجملة ، ولكنهم اختلفوا في شروط الجواز ، وإليك بعض أقوالهم في ذلك ، فمن الإمامية :
١ - قال الشيخ الطبرسي (رحمه الله) : إن الظاهر من مذهب الإمامية أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء بينهم من القراءات ، إلا أنهم اختاروا القراءة بما جاز بين القراء ، وكرهوا تجريد قراءة مفردة (1).
٢ - وقال العلامة الحلي (قدس سره) : يجوز أن يقرأ بأي قراءة شاء من السبع ، لتواترها أجمع ، ولا يجوز أن يقرأ بالشاذ ، وأحب القرآن إلي ما قرأه عاصم ، من طريق أبي بكر بن عياش ، وقراءة أبي عمرو ابن أبي العلاء (2).
٣ - وقال الشهيد الأول الشيخ محمد بن مكي (رحمه الله) : يجوز القراءة بالمتواتر ، ولا يجوز بالشواذ ، ومنع بعض الأصحاب من قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف. وهي كمال العشر ، والأصح جوازها ، لثبوت تواترها ، كثبوت قراءة القراء السبعة (3).
٤ - ما عن حاشية المدارك للبهبهاني (رحمه الله) : إن المراد بالمتواتر ما تواتر صحة قراءته في زمان الأئمة ، بحيث يظهر أنهم كانوا يرضون به ، ويصححون ويجوزون ارتكابه في الصلاة (4).
٥ - ما قاله بعض من قارب هذا العصر ، كقول السيد محمد كاظم الطباطبائي (رحمه الله) في العروة الوثقى : #الأحوط القراءة بإحدى القراءات السبع ، وإن كان #الأقوى_عدم_وجوبها ، بل يكفي القراءة على #النهج_العربي.
وقال الإمام الخوئي دام ظله في تعليقته على الكتاب : فيه منع ظاهر ، فإن الواجب إنما هو قراءة القرآن بخصوصه لا ما تصدق عليه القراءة العربية الصحيحة. نعم #الظاهر جواز الاكتفاء بكل قراءة متعارفة عند الناس ، ولو كانت من غير السبع.
وقال الإمام #الخميني دام ظله في تعليقته على العروة : #الأولى_الأحوط قراءة الحمد والتوحيد على النحو المعروف بين عامة الناس #والمكتوب_في_المصحف. 📚بحوث في تاريخ القرآن وعلومه :١٧٢-السيد مير محمدي
حجية القراءات - جواز القراءة بها في الصلاة
————-
قال السيد الخوئي قدس سره:
ذهب الجمهور من علماء الفريقين إلى جواز القراءة بكل واحدة من القراءات السبع في الصلاة، بل ادعي على ذلك الإجماع في كلمات غير واحد منهم، وجوز بعضهم القراءة بكل واحدة من العشر، وقال بعضهم بجواز القراءة بكل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، ولم يحصرها في عدد معين.
والحق: ان الذي تقتضيه القاعدة الأولية، هو عدم جواز القراءة في الصلاة بكل قراءة لم تثبت القراءة بها من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أو من أحد أوصيائه المعصومين (عليهم السلام) لأن الواجب في الصلاة هو قراءة القرآن فلا يكفي قراءة شيء لم يحرز كونه قرآنا، وقد استقل العقل بوجوب إحراز الفراغ اليقيني بعد العلم باشتغال الذمة، وعلى ذلك فلابد من تكرار الصلاة بعدد القراءات المختلفة أو تكرار مورد الاختلاف في الصلاة الواحدة، لإحراز الامتثال القطعي، ففي سورة الفاتحة يجب الجمع بين قراءة (مالك)، وقراءة (ملك). أما السورة التامة التي تجب قراءتها بعد الحمد - بناء على الأظهر- فيجب لها إما اختيار سورة ليس فيها اختلاف في القراءة، وإما التكرار على النحو المتقدم.
وأما بالنظر إلى ما ثبت قطعيا من تقرير المعصومين (عليهم السلام) شيعتهم على القراءة، بأية واحدة من القراءات المعروفة في زمانهم، فلا شك في كفاية كل واحدة منها. فقد كانت هذه القراءات معروفة في زمانهم، ولم يرد عنهم أنهم ردعوا عن بعضها، ولو ثبت الردع لوصل إلينا بالتواتر، ولا أقل من نقله بالآحاد، بل ورد
عنهم (عليهم السلام) إمضاء هذه القراءات بقولهم: "اقرأ كما يقرأ الناس"(1). "اقرؤوا كما علمتم"(2). وعلى ذلك فلا معنى لتخصيص الجواز بالقراءات السبع أو العشر، نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون القراءة شاذة، غير ثابتة بنقل الثقات عند علماء أهل السنة، ولا موضوعة، أما الشاذة فمثالها قراءة (ملك يوم الدين)، بصيغة الماضي ونصب يوم، وأما الموضوعة فمثالها قراءة: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، برفع كلمة الله ونصب كلمة العلماء على قراءة الخزاعي عن أبي حنيفة.
وصفوة القول: أنه تجوز القراءة في الصلاة بكل قراءة كانت متعارفة في زمان أهل البيت (عليهم السلام).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: 2 / 633 باب النوادر، الحديث: 23.
(2) الكافي: 2 / 631، كتاب فضل القرآن، باب النوادر، الحديث: 15.
📚التبيان:١٦٧و ١٦٨
Forwarded from دعم القنوات الأخلاقية والعرفانية
يقول #آية_الله_الشيخ_بهجت (قُدس سرهُ):

🌕 "من أراد الخروج من كُل مشكلةٍ أو أن يحقق اللهُ لهُ امنيته فليقل بعد كُلِ فريضة  :
قراءة المزيد 👇🏻

https://hottg.com/addlist/yl8eivOhS1UyNzUy
HTML Embed Code:
2024/04/19 08:21:58
Back to Top