TG Telegram Group Link
Channel: قناة الولاية
Back to Bottom
حقيقةُ المبعث النبوي هي الدعوةُ إلى ولايةِ عليٍّ وآلِ عليِّ:
:
❂ سُئل إمامُنا الباقر عن قولِهِ تعالى {يا أيُّها الّذين آمنوا استجيبوا للهِ وللرسولِ إذا دعاكم لِما يُحييكُم} قال عليه السلام (إلى ولايةِ عليٍّ ابنِ أبي طالب، فإنَّ إتّباعَكم إيّاهُ وولايتَهُ أجمعُ لأمرِكم، وأبقى للعدلِ فيكم) [تفسير القمّي]

دعوةُ نبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله هي دعوةُ الحياة، فالحياةُ الحقيقيّةُ هي في ولاءِ أهلِ البيتِ وفي الكَونِ معهم وبعبارةٍ أدق: الحياة الحقيقيّة هي الكونُ مع إمامِ زمانِنا كما نُخاطبِهُ في زيارتِهِ الشريفة: (السلامُ عليكَ يا عينَ الحياة) ولِذلك فإنَّ رواياتِ العترة الطاهرة تُسمّي اليوم الذي يَظهرُ فيه إمامُ زمانِنا بيومِ (الخلاص) لأنّهُ اليومُ الذي تَتجلَّى فيهِ ثمارُ بعثةِ نبيّنا الأعظم فالحياةُ الحقيقيّةُ هي في الولاء لأهلِ البيت، في الولاء لإمامِ زمانِنا ولذا فإنَّ حقيقةَ المبعثِ النبويّ هي الدعوةُ إلى الولاية، وهذا المعنى واضحٌ في حديثِ أهل البيت، كما يُشيرُ إلى ذلكَ قولُ إمامِنا الباقر في معنى قولِ الله تعالى: {أو مَن كان مَيتاً فأحييناهُ وجَعَلنا لهُ نُوراً يمشى بهِ في الناس} قال: (الميّتُ؛ الذي لا يعرِفُ هذا الشأن -أي أمر الولاية- وقولُهُ: {فأحييناهُ وجَعَلنا لهُ نوراً} أي جَعَلنا لهُ إماماً يأتمُّ به) [تفسير العيّاشي]
:
فالذي يُريدُ أن يبحثَ عن الحياةِ الحقيقيّة، عن حياةِ القلوب فحياةُ القلوبِ هي الحُسين، حياةُ القلوبِ هي عليٌّ وفاطمة وأولادُ عليٍّ وفاطمة حياةُ القلوب هو إمامُ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه بدليل أنّنا إذا رجعنا إلى كُتُب الأدعيةِ والزيارات فإنّنا لا نجد في أعمالِ ليلةِ المبعثِ أو يومِ المبعثِ زيارةً مخصوصةً لرسولِ الله وإنّما نَجِدُ أنَّ الزيارةَ المُستحبّةَ في مناسبةِ المبعثِ الشريف هي زيارةُ أميرِ المؤمنين لماذا..؟ الجواب واضح لأنَّ حقيقةَ بعثةِ نبيّنا الأعظم هي الدعوةُ إلى الولاية، كما يُشير إلى ذلك قولُهُ تعالى في سورةِ المائدة التي تتحدّثُ عن بيعةِ الغدير: {وإنْ لم تفعلْ فما بلَّغتَ رسالتَه} يعني إن لم تُبلِّغ ولايةَ عليٍّ فما بلّغتَ الرسالة..! وهذا الخِطابُ نزلَ في آخرِ سنةٍ مِن حياةِ رسولِ اللهِ للتأكيدِ الشديدِ على هذهِ القضيّة وهي قضيّة تبليغ الولاية.

فحين تقولُ الآية: {وإن لم تفعلْ فما بلَّغتَ رسالتَهُ} يعني أنَّ كُلَّ هذا البناء الذي بناهُ رسولُ اللهِ (وهو الرسالةُ بكُلِّ تفاصيلِها بما فيها تبليغُ القرآنِ والعقائدِ والأحكامِ والأخلاقِ وكُلّ شيء..) كُلُّ هذا لا قيمةَ لهُ مِن دونِ الولايةِ لعليٍّ وآلِ عليّ..! فالولايةُ لأهلِ البيتِ هي الأساسُ وهي حقيقةُ المبعثِ الشريف

ومِن هُنا جاء في القرآن هذا المعنى: {ولا تقولوا لِمَن يُقتلُ في سبيلِ اللهِ أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون} فالمرادُ مِن القتلِ في سبيل الله: هُم الذين يُقتلونَ في سبيلِ عليٍّ وآلِ علي، كما يقول إمامُنا الباقر حين سُئل عن قولِهِ تعالى: {ولئن قُتلتُم في سبيلِ اللهِ أو مُتّم} قال: (سبيلُ اللهِ عليٌّ وذُرِّيتَهُ، فمَن قُتِلَ في ولايتِهِ قُتِلَ في سبيلِ الله، ومَن مات في ولايتِهِ مات في سبيلِ الله) [بحار الأنوار: ج35] فالحياةُ الحقيقيّةُ في ثقافةِ الكتابِ والعترةِ إنّما تكون في التمسُّكِ بأهلِ البيت، والمُراد هو التمسّكُ الحقيقيُّ بأهلِ البيتِ وليس الإدعاء

والتمسّكُ الحقيقيُّ بأهلِ البيتِ يتحقّقُ حينما يكون القلبُ وعاءً وحِرزاً لولايةِ عليٍّ وآلِ عليّ هو التمسّكُ الذي نعرِفُ فيهِ قيمةَ الولايةِ ونعرفُ مقامَ أصحابِها ومقامَ الذي بُعِثَ لأجلها ولترسيخها في قلوبِ العباد وهو نبيّنا صلّى الله عليه وآله.. هذا هو التمسّكُ المطلوب ولايةُ أهل البيت هي التي تَبعثُ الحياة في القلوب.. ومَظهرُ الولايةِ في زمانِنا هذا: هو إمامُ زمانِنا صلواتُ الله عليه لأنَّنا نعيشُ في زمانِهِ.. وكُلُّ شيعةٍ ستُسألُ يومَ القيامةِ عن إمامِ زمانِها

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{ومَن دَخَلَهُ كان آمِناً} هل كُلُّ مَن دخل البيتَ الحرام يَكونُ آمناً؟ سؤالٌ يُجيبُنا عنهُ أئمةِ أهلُ البيتِ عليهم السلام
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق عن قولِ اللهِ تعالى: {ومَن دَخَلَهُ كان آمِناً}؟ فقال عليه السلام: (لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني أحدٌ إلّا مَن شاء الله. قال: مَن أمَّ هذا البيت وهو يعلمُ أنّهُ البيتُ الذي أمرَ اللهَ عزّ وجلّ به، وعَرَفَنا أهل البيتِ حقَّ معرفتِنا كان آمناً في الدنيا والآخرة)[تفسير البرهان: ج1]

❂ أيضاً عن عليِّ بن عبد العزيز، قال: قلتُ لأبي عبد الله الصادق عليه السلام (جُعلتُ فِداك، قولُ اللهِ تعالى: {آياتٌ بيّناتٌ مقامُ إبراهيمَ ومَن دَخَلَهُ كان آمناً} وقد يدخُلُهُ المُرجئُ والقَدَري والحروري والزنديق الذي لا يُؤمن بالله؟ فقال عليه السلام: لا، ولا كرامة -يعني أنّ هؤلاء غيرُ داخلين في هذهِ الآية- قلتُ: فمَن جعلتُ فداك؟ قال: مَن دَخَلهُ وهو عارفٌ بحقِّنا كما هُو عارفٌ لهُ، خَرَجَ مِن ذُنوبهِ وكُفِيَ همَّ الدنيا والآخرة) [تفسير العيّاشي]

❂ ورواية أُخرى أيضاً عن إمامنا الباقر تشتملُ على نفس المَعنى ممّا جاء فيها: أنّ الإمام الباقر سألَ أحدَ علماءِ المُخالفين وهو قتادة البصري، قال له: (أخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ في سبأ: {وقدَّرنا فيها السَير سيروا فيها لياليَ وأيَّاماً آمنين} فقال قتادة: ذلك مَن خرَجَ مِن بيتِهِ بزادٍ حلالٍ وراحلةٍ وكِراء حلال، يُريدُ هذا البيت -أي البيت الحرام- كان آمناً حتّى يرجعَ إلى أهله، فقال أبو جعفر الباقر"صلواتُ الله عليه": نشدتُكَ الله يا قتادة هل تعلم أنّه قد يخرجُ الرجلُ مِن بيتهِ بزادٍ حلال، وراحلةٍ وكراءٍ حلالٍ يُريدُ هذا البيتَ فيُقطَعُ عليهِ الطريق، فتذهبُ نَفَقَتهُ ويُضرَبُ مع ذلكَ ضربةً فيها اجتياحه؟ قال قتادة: الَّلهمَّ نعم، فقال الإمام: ويحكَ يا قتادة، إن كنتَ إنَّما فسّرتَ القُرآن مِن تلقاءِ نفسك فقد هلكتَ وأهلكت، وإن كنتَ قد أخذتَهُ مِن الرجال فقد هلكتَ وأهلكتَ، ويحكَ يا قتادة ذلك مَن خرجَ مِن بيتِهِ بزادٍ وراحلةٍ وكراءٍ حلال يَرومُ هذا البيت عارفاً بحقّنا، يهوانا قلبُهُ، كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {واجعل أفئدةً مِن الناس تهوي إليهم}ولم يعنِ البيتَ فيقول: إليه، فنحنُ واللهِ دعوةُ إبراهيم الّتي مَن هوانا قلبهُ قُبِلتْ حَجَّتَهُ، وإلَّا فلا يا قتادة، فإذا كان كذلك كان آمناً مِن عذاب جهنّم يوم القيامة..)[الكافي الشريف: ج8]

[توضيحات]
الذي يُدقّق في الروايات يجد أنَّ كُلَّ الروايات تُركّز على معرفة أهل البيت ومعرفةِ حقِّهم وأنّ العارفَ لأهل البيت فقط هو الذي يُقبَلُ منهُ الحَجُّ وسائرُ العبادات ويكونُ آمِناً في الدُنيا والآخرة وهذا المعنى نَفسُهُ نَقرؤهُ في الزيارة الجامعة الكبيرة حِين نقرأ فيها: (وفاز مَن تَمسَّكَ بكم، وأمِنَ مَن لَجَأ إليكم) فالأمانُ في الدُنيا والآخرة يكونُ فقط للمُتمسّكين بُعروةِ مُحمّدٍ وآلِ محمّد الوثقى.

وبِعبارةٍ أوضح وأدق:
العارفُ بإمامِ زمانِهِ هُو الذي يُقبَلُ مِنهُ الحجُّ وسائرُ العبادات وتُغفَرُ ذُنوبُهُ ويُكفى همَّ الدُنيا والآخرة، ويكونُ آمناً فإنّ هذهِ الآية {ومَن دَخَلَهُ كٰان آمناً} في أُفُقٍ مِن آفاقِها هي في إمامِ زمانِنا عليه السلام كما يُشيرُ إلى ذلك إمامُنا الصادق حين يقول في معنى قولهِ تعالى: {ومَن دَخَلهُ كٰان آمناً} قال: (في قائمِنا أهلَ البيت، فمَن بايَعَهُ ودخل معهُ ومَسْحَ على يدهِ ودخلَ في عقدِ أصحابهِ كان آمناً)[علل الشرائع: ج5]

ولا غرابة في ذلك فإنّ الصلاة والزكاة والحجّ والصيام وسائر العبادات هي صُور ومظاهر لولاية أهل البيت صلوات الله عليهم كما يُشير إلى ذلك إمامُنا الصادق حين سألهُ داوود بن كثير (أنتم الصلاةُ في كتاب اللهِ عزّ وجلّ، وأنتمُ الزكاة، وأنتم الحجّ؟! فقال الإمام: يا داود نحنُ الصلاةُ في كتابِ اللهِ عزّ وجلّ، ونحنُ الزكاة، ونحنُ الصيامُ، ونحنُ الحج، ونحنُ الشهرُ الحرام، ونحنُ البلدُ الحرام، ونحنُ كعبةُ الله، ونحنُ قِبلةُ الله، ونحنُ وجهُ الله، قال الله تعالى: {فأينما تُولوا فثمّ وجهُ الله}..)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال تعالى: وهُدُوا إلى الطيّب مِن القولِ وهُدُوا إلى صراطِ الحميد
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه في قولهِ عزّ وجلّ: {وهُدُوا إلى الطيّب مِن القَولِ وهُدوا إلى صراطِ الحميد} قال: (ذلك جعفر وحمزة وعُبيدة وسلمان وأبو ذرّ والمِقداد بن الأسود وعمّار هُدُوا إلى أمير المؤمنين وقولهِ: {حبّبَ إليكم الإيمانَ وزيّنهُ في قُلُوبكم} يعني أمير المُؤمنين، وقولهِ: {وكرّه إليكم الكُفْرَ والفسوقَ والعِصيان} الأوّل والثاني والثالث وهُم رُموزُ السقيفةِ المشؤومة) [الكافي الشريف: ج1]

❂ وحِين سُئِلَ إمامُنا الباقر صلواتُ الله عليه عن قولهِ عزّ وجلّ: {وهُدُوا إلى الطيّب مِن القول وهُدُوا إلى صراطِ الحميد} قال: (هُو واللهِ هذا الأمر الذي أنتم عليه -يعني أمر الولاية-) [المحاسن]

❂ أيضاً جاء عنهم صلواتُ الله عليهم في تفسير القُمّي، في معنى قولهِ عزّ وجلّ: {وهُدُوا إلى صراط الحميد} أي إلى الولاية

✦ فالطيّبُ مِن القول: هُو ولايةُ عليٍّ صلواتُ الله عليه فهي المادّة الطيّبة، وهي أحسنُ القول في قولهِ عزّ وجلّ: {الّذين يستمعونَ القولَ فيتّبعون أحسنَه} كما يقولُ سيّد الأوصياء صلواتُ الله عليه (نزل القُرآنُ أرباعاً: رُبعٌ فينا وربعٌ في عدوّنا، ورُبعٌ سُننٌ وأمثال ورُبعٌ فرائض وأحكام، ولنا كرائمُ القُرآن. وكرائمُ القُران أحْسَنُهُ لِقولهِ عزّ وجلّ: {الذين يستمعون القول فيتّبعون أحْسَنَه} والقُول هو القرآن) [تأويل الآيات] فالمراد مِن القول: هُو القُرآن، وأحسنُ القولِ هي كرائمُ القُرآن، وأمير المؤمنين يقول: (ولنا كرائمُ القُرآن)

✦ القُرآنُ كُلُّهُ كريمٌ مِن أوّلهِ إلى آخرهِ، ولكن في هذا القُرآن هُناك كرائم، يعني "كرائمُ الكريم" وهذهِ الكرآئم هي في العترةِ الطاهرة فإنّ المُراد مِن كرائمِ القُرآن هي الآياتُ التي تحدّثتْ عن أكرمِ الصِفات، وعن أفضلِ الأوصاف وعن أشرفِ المقاماتِ وعن أسمى المنازل وأعلى المراتب التي يُمكن أن تكونَ لِمخلوقٍ بشري وهي منازلُ أهل البيت صلواتُ الله عليهم وهي صِفاتُهم وخِصَالُهم ومَقاماتُهم صلواتُ الله عليهم ولذلك يقولُ سيّد الأوصياء صلواتُ الله عليه وهُو يتحدّثُ عن العِترةِ الطاهرة يقول: (سَمُّوهم بأحسنِ أمثالِ القُرآن هذا عذْبٌ فُراتٌ فاشربوا، وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ فاجتنبوا) [تفسير العيّاشي]

✦ الأمير يُشيرُ هُنا بوصْف (العذب الفُرات) إلى أئمتنا صلواتُ الله عليهم فَهُم العَذْبُ الفُرات، وما يَصدُرُ مِنهم هو العذب الفُرات، وهُو الطيّبُّ مِن القول، وهُو أحسنُ القول، وأبلغُ القول، وأجملُ القول وأعذبُ القول وأطهرهُ وأحلاه وأسناه وأمّا ما يَصدُرُ مِن أعدائهم فهُو المِلحُ الأُجاج وسيّدُ الأوصياء يُشيرُ في حديثهِ إلى أنّ الذي يُريدُ أن يُطفِئ حرّ ظَمَأهُ فليشربْ مِن هذا العذب الفُرات السائغ الرويّ وهو معينُ حديثِ العترةِ صلواتُ الله عليهم فكُلُّ هذهِ العناوين: (الطيبُّ مِن القول، أحسنُ القول، كرائمُ القرآن..) في ثقافةِ الكتاب والعترة تعني ولايةَ عليٍّ وآل عليّ صلواتُ الله عليهم وهُم الذِكرُ الأكبر صلواتُ الله عليهم في قولِ اللهِ عزّ وجلّ: {ولَذِكْرُ اللّهِ أكبر} إذ يقولُ إمامُنا الباقر صلوات الله عليه في معنى هذهِ الآية {ولَذِكْرُ اللّهِ أكبر} قال: (نَحنُ ذِكْرُ اللّهُ، ونحنُ أكبر).

✦ وأمّا قولهِ عزّ وجلّ: {وهُدُوا إلى صراطِ الحميد} فصِراطُ الحميد هُو صراطُ اللهِ، وصِراطُ الله هُو بعينهِ الصراطُ المُستقيم الذي هُو مركزُ القرآن ومركز سُورةِ الفاتحة في قَولهِ عزّ وجلّ {اهدنا الصراط المستقيم} وكُلُّ هذا مُفسّرٌ في عليٍّ وآل عليّ صلواتُ اللهِ عليهم كما يقول إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه وهو يُحدّثنا عن معنى (الصراط المستقيم) يقول (هُو أميرُ المُؤمنين ومَعرفتهُ، والدليلُ على أنّهُ أميرُ المُؤمنين قوله: {وإنّهُ في أمِّ الكتابِ لدينا لعليٌّ حكيم} وهُو أمير المؤمنين في أمّ الكتاب) [تفسير البرهان: ج1]

وكما نقرأ في دعاء الندبةِ الشريف:
(ولولا أنتَ يا عليّ لم يُعرَف المُؤمنون بعدي، وكانَ بعدهُ هدىً مِن الضلال ونُوراً مِن العمى وحَبْلَ اللهِ المتين وصِراطهُ المُستقيم) ونقرأ أيضاً في نفس دُعاء النُدبة ونحنُ نُخاطبُ إمامَ زماننا صلواتُ اللهِ عليه: (يابن الصراطِ المُستقيم، يابن النبأ العظيم، يابن مَن هُو في أُمّ الكتابِ لدى اللهِ عليٌّ حكيم)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يقولُ تعالى في القرآن الكريم وأَن لوِ استقامُوا على الطريقةِ لَأسقيناهُم ماءً غَدَقاً

❂ يقولُ إمامُنا الباقرُ صلواتُ اللهِ عليه في قولِه تعالى: {وأن لوِ استقامُوا على الطريقةِ لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} قال: (يعني: لو استقاموا على ولايةِ عليِّ بن أبي طالبٍ أميرِ المؤمنين، والأوصياءِ مِن ولدِهِ صلواتُ اللهِ عليهم، وَقَبِلُوا طاعَتَهم في أمرِهِم ونَهيهم {لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} قال: لأشرَبنا قُلوبَهُم الإيمانَ والطريقةُ: هي الإيمانُ بولايةِ عليٍّ والأوصياء) [الكافي الشريف: ج1]

❂ أيضاً عن سماعة، قال: سمعتُ أبا عبداللهِ
الصادقَ صلواتُ اللهِ عليه يقول في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وأن لوِ استقاموا على الطريقةِ لأسقيناهُم ماءً غَدَقاً* لِنفتِنَهم فيه} قال: (يعني استقاموا على الولايةِ في الأصلِ عند الأظلّةِ حين أخذ اللهُ المِيثاقَ على ذُريّةِ آدمَ {لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} يعني لكُنّا أسقيناهم مِن الماءِ الفراتِ العذب، وقوله: {لِنفتِنَهُم فيه} في عليٍّ صلواتُ اللهِ عليه) [تفسير البرهان: ج5]

❂ وعن بُريد العجلي، يقول: سألتُ أبا عبداللهِ الصادقَ صلواتُ اللهِ عليه عن قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وأن لو استقامُوا على الطريقةِ} قال: لأذقناهم عِلماً كثيراً يتعلَّمونَهُ مِن الأئمة. قلتُ: قولُهُ: {لِنفتِنَهُم فيه}؟ قال: إنّما هؤلاءِ يفتِنُهم فيه، يعني المنافقين) [تفسير البرهان: ج5]

❂ أيضاً يُحدّثُنا مُحمّد بن مُسلم، يقول: سألتُ أبا عبداللهِ الصادقَ صلواتُ اللهِ عليه عن قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {الّذين قالوا ربُّنا اللهُ ثُمَّ استقاموا} قال: (استقاموا على الأئمةِ واحداً بعد واحد، {تتنزّلُ عليهم الملائكةُ أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّةِ التي كُنتم توعدون}). [الكافي الشريف: ج1]

[توضيحات]
✦ قوله: {وأن لو استقامُوا على الطريقة} لابدَّ أن تكونَ الطريقةُ مستقيمةً حتّى يستطيعَ الإنسانُ أن يستقيمَ عليها أمّا إذا كانت الطريقةُ مِعوجّةً فلا يستطيعُ الإنسانُ أن يستقيمَ عليها وهذا المعنى يتّفِقُ مع كونِ أميرِ المُؤمنينَ هو الصراطُ المُستقيم، لِذلك كانت الطريقةُ التي هي ولايتُهُ مُستقيمةً قطعاً.

✦ قولِهِ: {لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} المُراد مِن الماء هُنا هو ماءُ الفيض، ومعنى {غَدَقاً} أي مُتوافرٌ ومُتواصل، كما نقول: (عينٌ غيداقة) يعني تفورُ بالماءِ النقيِّ العذبِ الصافي فالمعنى أنّه لو أنَّ الناسَ استقاموا على ولايةَ عليٍّ وآلِ عليٍّ وأطاعوهم لَعرَّفَهم اللهُ حقيقةَ الإمام، ولَصُبَّ عليهم فضلَ الإمام، ومعنى قولهِ: (لأشربْنا قلوبَهم الإيمانَ) يعني تتشرّبُ قلوبُهم ولايةَ أهلِ البيتِ مِثلما يتشرّبُ الثوبُ المنقوعُ في الصُبغِ يتشرّبُ بالصبغِ بحيث يدخلُ الصبغُ في كُلّ أجزائه.

كُلُّ هذهِ المضامينِ الواردةِ في كلماتِ أهلِ البيت تتّفِقُ وتنسجمُ مع نفسِ المضمونِ الذي جاء في الزيارة الرجبيّة فإنّنا نقرأ في الزيارةِ الرجبيّة بعد أن يزورَ الزائرُ أئمتَهُ يقول: (وأن يُرجِعَني مِن حَضرَتِكُم خيرَ مرجع، إلى جنابٍ مُمرِع وخَفضٍ مُوسِّع، ودَعةٍ ومَهلٍ إلى حين الأجل، وخيرِ مصيرٍ ومَحَل، في النعيمِ الأَزَل)

والمُراد مِن الجنابِ المُمْرع: يعني الساحةَ التي تكثرُ أشجارُها وخَمائلها ورياضُها النَضِرة، وتفورُ فيها المِياه فَوراناً هذهِ هي الحياةُ المعنويّةُ {وأن لو استقاموا على الطريقةِ لأسقيناهم ماءً غَدَقاً} هذا هو الجنابُ المُمرِعُ هذا هو العيشُ المعنويُّ بكُلِّ معانيهِ مع أهلِ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم.

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
اللهم عجل لوليك الفرج ✨️❤️
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أهمُّ شرطٍ في بيعةِ الغدير:
:
❂ يقول سيّد الكائنات صلّى الله عليه وآله: (..يا علي أنت مولى المؤمنين، يا عليّ أنت الحُجّةُ بعدي على الناس أجمعين استوجب الجنّة مَن تولّاك واستحقّ دُخولَ النار مَن عاداك يا عليّ والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة لو أنّ عبداً عَبَد الله ألفَ عامٍ ما قَبِلَ اللهُ ذلك منه إلّا بولايتك وولاية الائمة مِن وُلدك وإنّ ولايتك لاتُقبَل إلّا بالبراءة مِن أعدائك وأعداء الأئمة مِن ولدك، بذلك أخبرني جبرئيل، فمَن شاء فليُؤمن ومَن شاء فليكفُر) [المناقب]

النبيّ الأعظم هنا يُبيّن أنّ مَدار قبول الأعمال مِن العباد هو الولايةُ لِعليٍّ وآل عليّ ثُمّ يُبيّن رسول الله في نفس الحديث الشرط الأساس في قبول الولاية، فيقول وهو يُخاطب سيّد الأوصياء: (وإنّ ولايتك لاتُقبَل إلّا بالبراءة مِن أعدائك وأعداء الأئمة مِن ولدك) وهي عبارةٌ في غاية الأهميّة

فإنّ رسول الله جعل البراءة شرطاً أساسيّاً لِقبول الولاية، لا أنّها مُتمّمٌ للإيمان ومُكمّلةٌ للولاية كما يتصوّر البعض، وإنّما هي شرطٌ أساس في قبول الولاية يعني أنّ الولاية لعليٍّ مِن دون البراءة مِن أعدائه غير مقبولة أصلاً، وصاحبُها كافر وليس بِمُؤمن بنصّ كلام رسول الله لأنّ رسول الله في نفس الحديث بعد أنّ بيّن أنّ البراءة مِن أعداء عليٍّ وآل عليّ شرطاً لقبول الولاية قال: (فمَن شاء فليُؤمن ومَن شاء فليكفُر) فذكر طريقين لا ثالث لهما: إمّا الإيمان وإمّا الكُفْر وهذا المضمون الذي بيّنهُ رسول الله واضحٌ جدّاً ومُنتشرٌ بشكلٍ كبير في كلمات العترة وزياراتهم وفي أدعيتهم

السؤال هنا:
لماذا كانت البراءة شرطاً أساسيّاً لِقبول الولاية؟!

الجواب: لأنّ البراءة هي بمثابة الطهور للعقيدة فكما أنّ الوضوء هو طهورُ الصلاة وهو شرطٌ أساس لقبول الصلاة، ولا تُقبَلُ الصلاةُ مِن دُونه فكذلك البراءةُ مِن أعداء عليٍّ وآل عليّ هي طهورُ الولاية، ومِن دُون البراءة مِن أعدائهم تكون ولايتُنا لأهل البيت ولايةً مخرومةً عوراء وغير مقبولة، كما يُشيرُ إلى ذلك سيّد الأوصياء حين قال لهُ رجل: يا أمير المؤمنين أنا أحبّك وأحبُّ فلاناً وسمّى بعض أعدائهِ فقال له الإمام: (أمّا الآن فأنت أعور، فإمّا أن تعمى وإمّا أن تُبْصِر) [بحار الأنوار]

الإمام قال لهُ أنت أعور لأنّ الولاية لعليٍّ لا تتحقّقُ إلّا بالبراءة مِن أعدائه، وهذهِ المُعاداة لأعداء أهل البيت لا تتحقّقُ فِعلاً إلّا حينما نعيش حالة البراءة الفكِريّة والعقائديّة والعاطفيّة والبراءة الوجدانيّة مِن أعداءِ أهل البيت يعني براءة على جميع المُستويات
خُصوصاً (البراءة الفِكريّة) مِن أعداء أهل البيت لأنّ البراءة مِن أعداء عليٍّ وآل عليّ لا تتحقّق بشكلٍ حقيقي على أرض الواقع إلّا بـ(البراءة الفِكريّة) فهي مدارُ العقيدة الحقّة، وهي حِصنُ الإيمان الواقعي، ولذلك كانت البراءة الفِكريّة هي أهم شُروط بيعة الغدير التي اشترطها رسول الله على الأمّة

لأنّ المُراد مِن البراءة الفِكريّة: هو أنّنا لا نأخذ شيئاً مِن مناهج المُخالفين لأهل البيت ولا مِن كُتُبهم ولا مِن فِكرهم الناصبي الأعوج أبداً وإنّما نستقي عقيدتنا ومَعالم ديننا وقواعد فَهْمِنا للدين وللقرآن مِن حديثِ عليٍّ وآل عليٍّ الطاهر الأقدس فقط وفقط وهذا هو أهمُّ شروط وأركان بيعةِ الغدير كما جاء في الخُطبة الغديريّة لسيّد الأنبياء

إذ يقول رسول الله وهو يتحدّث عن أمير المؤمنين ويُبيّن أهمّ أركان بيعة الغدير وشروطها يقول:
(واعلموا أنّ الله قد نَصَبَهُ لكم وليّاً وإماماً، مُفترض الطاعةِ على المُهاجرين والأنصار، وعلى التابعين، وعلى البادي والحاضر، وعلى العجميّ والعربي، وعلى الحُرّ والمملوك، وعلى الكبير والصغير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كُلّ موحّد معاشر الناس: تدبّرُوا القُرآن، وافهمُوا آياته ومُحكماته، ولا تَتّبعُوا مُتشابههُ، فو اللهِ لا يُوضّحُ تفسيرهُ إلّا الذي أنا آخذٌ بيدهِ ورافعُها بيدي، ومُعلّمكم أنّ مَن كنتُ مولاهُ فهو مولاهُ وهو علي..) إلى أن يُتمّ رسول الله خُطبته، وينزل للبيعة فيقول: (إنّي قد بيّنتُ لكم وفَهّمتُكم: هذا عليٌّ يُفهّمكم بعدي)

هذا هو الشرط الأساس في بيعة الغدير: أن تكون مصادرُ العِلم ومصادرُ الفَهم للدين، وقواعد التفسير للقُرآن وقواعد الفَهم للدين تُؤخذ مِن جهةٍ واحدة فقط: وهي جهةُ عليٍّ وآل عليّ فقط وفقط (هذا هو العقد الذي نحنُ وقّعنا عليه يوم بايعنا بيعة الغدير) فهل وفينا نحنُ الشيعة بهذا الشرط..؟!

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يقبضونَ على دِينهم كالقابضِ على الجمر!
:
❂ يقولُ إمامُنا الباقرُ صلواتُ الله عليه: (قال رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ وعنده جماعةٌ مِن أصحابه: الّلهمّ لقّني إخواني مرّتين، فقال مَن حولَه مِن أصحابه: أما نحنُ إخوانُك يا رسولَ الله؟ فقال: لا، إنّكم أصحابي، وإخواني قومٌ مِن آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني لقد عرّفنيهم اللهُ بأسمائهم وأسماءِ آبائهم مِن قبل أن يُخرِجَهم مِن أصلابِ آبائهم وأرحامِ أُمّهاتِهم لَأحَدُهم أشدُّ بُقيةً على دينهِ مِن خَرْط القتادِ في الّليلةِ الظلماء، أو كالقابضِ على جمر الغَضا! أُولئك مصابيجُ الدُجى، يُنجّيهم اللهُ مِن كلّ فتنةٍ غبراء مُظلمة) [البحار- ج52]

[توضيحات]
✦ قولُهُ: (لَأحدُهُم أشدُّ بُقيةً على دينِهِ مِن خَرطِ القتادِ في الّليلةِ الظلماء) أيّ: لَأحدُهم أشدُّ تمسكّاً بدينِهِ مِن خَرْطِ القتادِ في الّليلةِ الظلماء، والقتاد: هو نباتٌ كثيرُ الشوكِ وشديدُ الشوك (أي أنّ أشواكَهُ كالإبر)

والمُرادُ مِن "خَرْط القتاد": هو إمّا إزالةُ هذه الأشواك الشديدة بكفِّ اليد، أو إزالةُ جلدِ هذه النباتاتِ الشوكيّة (أي رفعُ الّلحاءِ المُحيطِ بها) فحين يُحاولُ شخصٌ أن يرفعَ بيدِهِ جلدَ نباتِ القتاد المليئ بالأشواك في ليلةٍ مُظلمة فإنّ يدَهُ ستتمزّقُ بسببِ الأشواكِ الشديدة، (وهذا مثَلٌ يضربُهُ العربُ يُشيرونُ فيه إلى الأُمورِ الشديدةِ الصعبةِ جدّاً والشديدةِ العُسر) فهذه العبارةُ هي إشارةٌ لشدّةِ ما يلقاهُ المؤمنونَ مِن مُحبيِّ أهلِ البيتِ في زمنِ غَيبةِ إمامِ زمانِنا مِن فتنٍ وابتلاءات

وفيها إشارةٌ أيضاً إلى أنّ أبرزَ صِفةٍ في أولياءِ أهلِ البيتِ الحقيقيّين الصادقين المُخلصين هي قوّةُ العقيدةِ والثباتِ عليها، فهم يتمسّكونَ شديدَ التمسّكِ بدينِهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر: (لَأحَدُهم أشدُّ بُقيةً على دينِهِ مِن خَرْط القتادِ في الّليلةِ الظلماء، أو كالقابضِ على جَمْرِ الغضا!) ولذا أعطاهم رسولُ اللهِ منزلةً أعلى مِن منزلةِ أصحابِهِ، فعدَّهم إخوانَه حين قال مرّتين: (الّلهُمّ لقّني إخواني) ووصَفَهم أنّهم (مصابيحُ الدجى) وهذا التعبير يُذكّرنا بالأوصافِ التي ذكرها أهلُ البيتِ لخواصِّ أصحابِ إمامِ زمانِنا، اذ يقولُ إمامُنا الصادقُ في وصفِ النُخبةِ مِن أصحابِ القائم يقول: (هم أطوعُ له من الأمةِ لسيّدها كالمصابيح كأنّ قلوبَهم القناديل..)

ورسولُ اللهِ يقولُ في حديثِهِ عن إخوانِهِ في آخرِ الزمان: (أُولئك مصابيحُ الدُجى) نفس المضمون، وإنّما وُصِفوا بهذا الوصف لأنّهم على عقيدةٍ سليمةٍ وارتباطٍ متينٍ بإمامِ زمانِهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر: (لَنورُ الإمامِ في قلوبِ المُؤمنينَ أنورُ مِن الشمسِ المضيئةِ بالنهار، وهم واللهِ يُنوّرونَ قلوبَ المُؤمنين، ويحجِبُ اللهُ نُورَهم عمّن يشاء فتُظلِمُ قُلوبُهم)

✦ وأمّا قولُ الإمامِ وهو يصِفُ المُتمسّكَ بدينِهِ في زمانِ الغَيبة بأنّه: (كالقابضِ على جَمْر الغضا) الغضا: هو صنفٌ مِن أصنافِ شجر الإثل كانت العرب تستعمِلُهُ في أن توقدَ عليه، لأنّ خشبَ هذا الشجر له ميزتان: الأولى: أنّ جمْرَهُ شديدُ التوهُّج، والثانية: أنّ خشَبَهُ يبقى مُتوهجاً لمدّةٍ طويلة، فلا تخمدُ نارُهُ ولذا يُضرَبُ المثَلُ بجمرِ الغضا أي بهذا الجمرِ الذي أصلُهُ مِن نباتِ الغَضا، أي خشبُ الغضا، ويُوقَدُ بالنارِ فيتجمَّرُ ويكونُ شديدَ التوهّجِ وشديدَ الحرارة، ويبقى مُتوهّجاً لمدّة طويلة، وهذه العبارةُ أيضاً فيها إشارةٌ إلى شدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبّي أهلِ البيتِ في زمانِ الغَيبةِ مِن شدّةِ البلاءِ والفِتنِ والأذى والتمحيص، ولكنّ الصادقونَ المُخلصون مِنهم ينالون التوفيقَ في اجتياز امتحانِ الغربلةِ هذا بنجاح فلا تضرُّهم البلايا والفتن

✦ قولُهُ: (يُنَجِّيهم اللهُ مِن كلِّ  فِتنةٍ غبراء) المراد يُنجِّيهم مِن كُلِّ فتنةٍ في "الدين" وليس مِن كُلِّ فتنةٍ في الدنيا، ففِتنُ الدنيا تنصَبُّ عليهم صبّاً، كما ورَدَ في الرواياتِ أنّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ عبداً صَبَّ عليه البلاء صبّاً أو غثّهُ بالبلاءِ غثّاً، وكما يقول سيّدُ الأوصياء: (إنّ البلاءَ أسرعُ إلى شيعتِنا مِن السيلِ إلى قرارِ الوادي)

فقولِهِ: (يُنجَّيهم اللهُ مِن كُلِّ فتنةٍ غبراء مُظلمة) يُشير إلى شدّةِ ما يلقاهُ الناسُ مِن فِتنِ الدنيا والتي قد تقودُهم إلى الإنحرافِ والضلالِ عن دينِهم!

سيّدي يا بقيّةَ الله:
مَن لنا غيركُ كهفاً وملاذاً وحِصناً حصيناً نعتصمُ به ونلوذُ ونستجيرُ به ونَفِرُّ إليه مِن هذه الفِتنِ الصمّاءِ العمياءِ المُظلمةِ المُنكسفة أنت المنجى، وأنت الملجأ، وأنت الملاذ وأنت الأمانُ يا صاحبَ الزمان، نسألك أمانَ الدينِ والدنيا والآخرة بحقّ أمّك الصدّيقة الطاهرة؛ وبحقِّ جدّك باقرِ العترة الطاهرة

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كُلّ مِحنةٍ تُصيبُ الإنسانَ وهُو مَع مُحمّدٍ وآل مُحمّد خَيرٌ مِن النَعيم الدُنيوي مع غيرهم.
:
❂ يُحدّثنا محمّد بن ميمون، يقول: (كتبتُ إلى أبي محمّد الإمام الحسن بن عليّ العسكري صلواتُ الله عليه أشكو إليه الفَقْر، ثمَّ قلْتُ في نفسي: أليس قال أبو عبد اللّهِ الصادق صلواتُ الله عليه: الفَقْرُ مَعَنا خيرٌ مِن الغِنى مع عدوّنا، والقَتْلُ معنا خيرٌ مِن الحياة مع عدوّنا؟ فرجع الجواب:
إنَّ اللّهَ عزَّ وجلَّ يُمحِّصُ أولياءنا إذا تكاثفتْ ذُنوبُهم بالفَقْر، وقد يعفو عن كثير وهو كما حدّثتْ نفْسَكَ: الفَقْرُ مَعَنا خيرٌ مِن الغِنى مع عَدوّنا، ونَحنُ كهْفٌ لِمَن التجأ إلينا، ونُورٌ لِمَن استضاءَ بنا، وعِصْمةٌ لِمَن اعْتصَم بنا. مَن أحبَّنا كان معنا في السِنام الأعلى، ومَن انحرفَ عنّا فإلى النار)
[رجال الكشيّ]
:
الّلهُمّ صلّ على مُحمّدٍ وآل محمّد وأحينا حياةَ مُحمّدٍ وذُرّيته، وأمتَّنا مماتَهم، وتوفَّنا على مِلَّتِهم، واحشُرنا في زُمرتِهم، ولا تُفرِّق بيننا وبينهم طَرْفَةَ عينٍ أبداً في الدُنيا والآخرة بحقّ فاطمةَ وأبيها وبعْلِها وبنيها والسرِّ المُستودع فيها.

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لِمَن أرادَ أن ينالَ منزلةَ القاعدِ تحت لواء القائم
:
❂ سأل الفُضيلُ بن يسار إمامَنا الصادقَ عن قولِهِ تعالى: {يومَ ندعو كلَّ أُناسٍ بإمامِهم} فقال الإمام: (يا فُضيل، اعرف إمامك، فإنّك إذا عرفتَ إمامك لم يضرّك تقدّمَ هذا الأمرُ أو تأخّر -أي لم يضُرّكَ تقدّم الظهورُ أو تأخّر- ومَن عرف إمامَهُ ثمّ مات قبل أن يقومَ صاحبُ هذا الأمر كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً في عسكرِه، لا بل بمنزلةِ مَن قعدَ تحت لوائهِ، قال الرواي: ورواهُ بعضُ أصحابِنا بمنزلةِ مَن استُشهِد مع رسولِ الله) [الكافي: ج1]

❂ وفي روايةٍ أُخرى سأل أبو بصير إمامَنا الصادقَ قائلاً: (أتراني أُدركُ القائم؟ فقال له الإمام: يا أبا بصير ألستَ تعرِفُ إمامك؟ فقال: إي واللهِ وأنت هو، فتناول -الإمامُ- يدَهُ وقال: واللهِ ما تُبالي يا أبا بصير ألا تكونَ مُحتبياً بسيفكَ في ظِلِّ رُواقِ القائم) [الكافي: ج1]

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (فإنّك إذا عرفتَهُ لم يضُرّك تقدّمَ هذا الأمرُ أو تأخّر) الإمام قال ذلك؛ لأنّ الإمامَ المعصومَ هو من الأصولِ في دينِنا، وهذا الأصلُ لن نستطيع أن نُحرِزهُ إلّا بمعرفةِ إمام زمانِنا بالمعرفةِ الصحيحةِ وِفقاً لموازينِ أهلِ البيتِ وهي المعرفةُ التي تكون مُستلّةً مِن المنابعِ الصافية وهي القرآنُ المُفسَّرُ بحديثِ العترة ومِن حديثِ العترةِ المُفهَّمِ بقواعدِ تفهيمِهم.

✦ قولِهِ: (كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً في عسكرِهِ، لا بل بمنزلةِ مَن قعدَ تحت لوائهِ) الإمام استعمل أداةَ الإستدراك (بل) في حديثِهِ فقال في البداية: (كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً في عسكرِه) ثمّ استدرك فقال: (لا بل بمَنزلةِ مَن قعدَ تحت لوائهِ)

هذا الاستدراك قطعاً ليس لقصورٍ في التعبير فالإمامُ المعصومُ عينُ الكمال، وقولُهُ قولُ اللهِ تعالى. والناس ربّما يستخدمونَ أدواتِ الاستدراك حينما يقصّرون في التعبير أمّا الإمام فقد استدرك في كلامِهِ لأجلِ استثارةِ الذهن، فهو يريدُ أن يُثيرَ المتلقّي ويُلفتَ نظَرَه فقال بأنّ هذا الذي يموتُ عارفاً بإمامِ زمانِهِ كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً تحت لوائه يعني أقربَ ما يكونُ إلى الإمام فهذه رُتبةٌ أعلى مِن رُتبةِ مَن كان قاعداً في عسكرِهِ. فالقاعدُ في عسكرِه ليس بالضرورةِ أن يكونَ في موضعٍ قريبٍ مِن الإمام، أمّا القاعدُ تحت لواء الإمام فهو أقربُ ما يكونُ مِن إمامِه،

✦ قولِهِ: (واللهِ ما تُبالي ألا تكونَ مُحتبياً بسيفك في ظِلِّ رُواقِ القائم) معنى مُحتبياً بسيفك: أي كمن يجلس ويضعُ سيفَهُ على ركبتيه، ومعنى رواقُ القائم: أي فسطاطُهُ وخيمتِهِ فالجوهرةُ التي نبحثُ عنها هِي (معرفة الإمام) فمَن مات على هذا الأمر أي مات على معرفةِ إمامِ زمانِه فقد بلغَ المُنى، يعني قد رَكِبَ سفينةَ النجاة، وهنا ملاحظة: وهي أنّ بعضَ الرواياتِ تقول أنّ مات وهو عارفٌ بإمامِ زمانِهِ كان كمَن هو في فسطاطِ القائم، وله أجرُ مَن قُتِل معه، وبعضها تقول: أنّ أجرَهُ كأجرِ الضاربِ بسيفِهِ مع رسولِ الله، يعني كالضاربِ بسيفِهِ مع إمامِ زمانِنا، وأجرُهُ كأجرِ ألفِ شهيدٍ مِن شهداءِ بدرٍ، وأُحُد، هذا الاختلافُ في الأجرِ إنّما يُشيرُ إلى اختلافِ مراتبِ الشيعةِ في المعرفة، فالشيعةُ ليسوا على مرتبةٍ واحدةٍ في معرفةِ أهلِ البيت، الشيعةُ يختلفونَ في عُقولِهم ومدارِكِهم وفي معارفِهم وعُلومِهم، والأهمُّ مِن ذلك: هو الاختلافُ في درجةِ إخلاصِهم وخُلوصِ وصِدقِ نيّاتهم

ويختلفونَ أيضاً في طُولِ أعمارِهم في الخِدمةِ لإمامِهم، فهناك إنسانٌ عُمرهُ قصيرٌ في خدمةِ أهلِ البيت وخدمةِ إمامِ زمانِهِ، وهناك إنسان عُمرُهُ طويلٌ في خدمةِ إمامِ زمانِهِ، وهناك فارقٌ بين مَن لاقى ما لاقى مِن أذىً في طريقِ خدمةِ إمامِهِ وضحّى ما ضحّى، وبين إنسانٌ لم يُلاقي الذي لاقاهُ هذا الذي لاقى ما لاقى، فالشيعةُ مُختلفون وهذا الاختلافُ في الأجرِ هو اختلافٌ في مراتبِ الناس كما مرّ.

هناك موازينُ كثيرةٌ وِفقاً لها يكونُ الاختلافُ في مراتبِ الناس (في مراتبِ الدنيا ومراتبِ الآخرة) فكما أنّ الناسَ لهم مراتبٌ في الدنيا فكذلك لهم مراتبٌ في الآخرة، وإلّا ما معنى التنافس إذاً؟ التنافسُ يكونُ على الدرجات، والشيءُ الذي يكونُ فيه التنافسُ هو معرفةُ أهلِ البيتِ، لأنّه على أساسِ هذه المعرفةِ تتحدّدُ درجةُ الشيعيِّ ومِقدارُ قُربِهِ مِن إمامِ زمانِهِ،

وهنا نُعيدُ ونُذكِّر بأنّ معرفةَ الإمامِ الواجبُ علينا تحصيلُها ليس المراد مِنها معرفةُ تأريخِ ولادةِ الإمامِ وتأريخ غيبتِهِ وأسماءِ آبائه، فتلك المعرفةُ دون المعرفةِ الأطفاليّة، المعرفةُ المطلوبةُ منّا هي معرفةُ إمامِنا بالمعرفةِ النورانيّة، وهي معرفةُ مقاماتِ ومنازل الإمام المعصوم الغَيبيّة والاعتقادُ بها، وكذلك معرفةُ ظلاماتِ أهلِ البيت

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
فَكَانَ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ وَكَانَ الْاخِرَةِ لَمْ تَزُلْ

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الإمام الصادق يُخبرنا بأنّ كُلّ ما جرى على العِترة مِن ظُلامات، هو لأجل قتل إمامِ زمانِنا..!
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه: مِن حديثٍ طويل يُجري فيه مُقارنة بين ما جرى على بعضٍ مِن الأنبياء وبين ما يجري على إمام زمانِنا، يقول: (..أمّا مولدُ موسى، فإنّ فرعون لمّا وقف على أنّ زوال مُلكهِ على يده -أي على يد موسى- أمر بإحضار الكهنةِ فدلّوهُ على نسبه، وأنّه يكون مِن بني إسرائيل ولم يزل يأمر أصحابَهُ بشقِّ بُطون الحوامل مِن نساء بني إسرائيل حتّى قتل في طَلَبهِ نيّفاً وعشرين ألف مولود، وتعذّرَ عليه الوصولُ إلى قتل موسى بحفظ الله تبارك وتعالى إيّاه وكذلك بنو أُميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا -أي تيقّنوا- على أنّ زوالَ مُلكهم ومُلكِ الأُمراء والجبابرة مِنهم على يدِ القائم منّا.. ناصبونا العداوة، ووضعوا سُيوفهم في قتل آل الرسول وإبادة نسله؛ طَمَعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم، ويأبى اللهُ عزّ وجل أن يكشفَ أمرهُ لواحدٍ مِن الظَلَمة إلّا أن يُتمَّ نُورَهُ ولو كرِهَ المُشركون) [كمال الدين]

[توضيحات]
قضيّةٌ مُهمّةٌ جدّاً لابُدّ أن نلتفت إليها وهي: أنّ الهدف الأساسي لإبليس هو عرقلةُ المشروع المهدوي وتأخيرهِ بأيِّ وسيلة لذلك شَحَذَ إبليسُ كُلَّ قُوّتهِ وإمكاناتهِ ومُخطّطاتهِ في مُواجهةِ هذا المشروع، والسبب: لأنّ المشروع المهدوي هو البوّابة لإقامةِ دولةِ أهل البيت ومشروع الخلافةِ الإلهيّة على الأرض والذي يُقيمُ مشروع الخلافة الإلهيّة هم محمّدٌ وآلُ مُحمّد وفاتحةُ إقامةِ هذا المشروع تكون على يدِ إمامِ زمانِنا ولأنّ قتْلَ الشيطان سيتحقّقُ في دولة أهل البيت (في عصرِ القائم وكذلك في عصرِ الرجعةِ العظيمة) لذلك شَحَذَ الشيطانُ كُلّ قُوّتهِ وإمكاناتهِ في تأخيرِ هذا المشروع وعرقلتهِ بأيّ وسيلة فكانت إحدى وسائل الشيطان للقضاء على المشروع المهدوي هي تحريكُ أعوانهِ مِن شياطين الجنِّ والإنس لقتلِ إمام زمانِنا ومِن أعوان إبليس وشياطينهِ الإنسيّين: النواصب (بني أُميّة وبني العبّاس وامتداداتُهم في هذا الزمان مِن أعداء صاحب الأمر) هؤلاء هم أدواتُ إبليس في مُواجهة المشروع المهدوي

ولذلك تجد أنّ بني أُميّة وبني العبّاس وامتداداتُهم في هذا الزمان كُلُّهم يبنون مُخطّطاتِهم وبرامِجَهم على أساسِ حرب الإمام الحجّة، لأنّهم يعتقدون بوجود الإمام فيُريدون القضاء على أُصُولهِ وجُذورهِ مِن أيِّ جهةٍ سيأتي، لأنّهُ هو الذي يُهدّدُ عُروشَهم ولذلك قتلوا الحسين وقتلوا العِترة جميعاً طَمَعاً في قتلِ إمام زمانِنا لأنّهم يعلمون أنّ الإمامَ الحجّة سيأتي ويُولَد مِن هذه السُلالة النُوريّة الطاهرة، وهذا ما بيّنهُ إمامُنا الصادق عليه السلام في حديثِهِ حين قال: (وكذلك بنو أُميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا على أنّ زوالَ مُلكهم ومُلكِ الأُمراء والجبابرة مِنهم على يدِ القائم منّا، ناصبونا العداوة، ووضعوا سُيوفَهم في قتلِ آل الرسول وإبادة نسلهِ؛ طَمَعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم)

فبنو أُميّة وبنو العبّاس يعلمون جيّداً بأنّ المشروع الحسيني العملاق مُرتبطٌ بشكلٍ أساسي ومِفصلي بإمام زمانِنا وأنّ الإصلاحَ الذي خرج سيّدُ الشهداء يطلبُهُ إنّما يتحقّقُ في دولة أهل البيت والتي فاتحتُها الدولة المهدويّة لذلك قتلوا الحسين وقتلوا العِترة لأجل أن يقتلوا القائم مِن آل مُحمّد! وهذا هو هدف إبليس وشُغلُهُ الشاغل وقد أشار إلى هذا المضمون أيضاً إمامُنا العسكري في روايةٍ له يقول فيها: (قد وضع بنو أُميّة وبنو العباس سُيوفهم علينا لِعلّتين إحداهما أنّهم كانوا يعلمون أنّه ليس لهم في الخلافة حقٌّ، فيخافونَ مِن ادّعائنا إيّاها وتستقرَّ -الخلافةُ حينئذٍ- في مركزها وثانيهما: أنّهم قد وقفوا مِن الأخبار المُتواترة -أي المُتكرّرة- على أنّ زوال مُلكِ الجبابرةِ والظَلَمةِ على يدِ القائِم مِنّا، وكانوا لا يشكّون أنّهم مِن الجبابرة والظَلَمة، فسعوا في قتلِ أهل بيت رسول الله وإبادةِ نسلهِ طَمَعاً مِنهم في الوصولِ إلى مَنعِ تولُّدِ القائم أو قتلِهِ فأبى اللهُ تعالى أن يكشفَ أمرهُ لواحدٍ مِنهم إلّا أن يُتمّ نُورَهُ ولو كَرِهَ الكافرون)[عوالم العلوم]

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
HTML Embed Code:
2024/09/27 13:34:31
Back to Top