شرح.دعاء.ليلة.القدر.tt 🌙
سألَتْهُ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عائشةُ رضي الله عنها : إنْ وافقتُها فبِمَ أدعو؟ قال قولي : ((اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني)).
#الراوي : عائشة أم المؤمنين
#المحدث : ابن القيم
#المصدر : أعلام الموقعين
خلاصة حكم المحدث : #صحيح
📖 #شـرح_الـحـديـث
مِن عظيمِ مِنَنِ اللهِ تعالى على أُمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ جعَلَ لها في أيَّامِ دَهْرِها نَفحاتٍ ؛ لِيَتعرَّضوا لها ، ولِيَفوزوا فيها بعطايَا مِن اللهِ ؛ لأنَّ الأمَّةَ أعمارُها قَصيرةٌ ، وآجالُها مَحدودةٌ ، ومِن تلك النَّفَحاتِ الجليلاتِ ليلةُ القدرِ التي هي خيرٌ مِن ألْفِ شَهرٍ ، كما أخبَرَ اللهُ تعالى في كتابِه.
▪️وفي هذا الحديثِ أنَّ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها سألَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن لَيلةِ الْقَدرِ ، فقالتْ : "إنْ وافَقْتُها" ، أي : إنْ أدرَكْتُ ليلةَ القدرِ ، كما في رِوايةِ التِّرمذيِّ وابنِ ماجه.
👈 ولَيلةُ القَدرِ في العشْرِ الأواخِرِ مِن شَهرِ رمضان ، وتكونُ في اللَّيالي الوِتريَّةِ ، وتُعرَفُ لمَن أحْياها وأقامَها بعلاماتِها ؛ ومنها :
● أنَّها ليلةٌ صافيةٌ ، لا حارَّةٌ ولا باردةٌ ، وتَطلُعُ الشَّمسُ عقِبَها لا شُعاعَ لها مُنتشرَ في الآفاق.
👈 وسُمِّيَت بذلك ؛ لعِظَمِ قَدْرِها ؛ لنُزولِ القرآنِ والملائكةِ فيها.
#وقيل : لأنَّ الذي يُحْييها يكونُ له قَدْرٌ بذلك.
#وقيل : القدرُ مأخوذٌ مِن التَّضييقِ ، والذي يُرادُ هنا إخفاءُ يَومِها عن الناس.
#وقيل : لتَقديرِ أفعالِ السَّنةِ بها ؛ فتُكتَبُ فيها أقدارُ تلك السَّنةِ ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ اللَّفظُ مأخوذًا مِن بعضِ تلك المعاني أو كلِّها.
▪️"فبِمَ أدْعو؟" أي : ما يَفضُلُ مِن الدُّعاءِ في تلك اللَّيلةِ؟ فأرشَدَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أفضَلِ أنواعِ الدُّعاءِ في تلك اللَّيلةِ ، وهو :
▪️"اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ" ، والعفْوُ هو التَّجاوُزُ عن السَّيِّئاتِ.
▪️"تُحِبُّ العفْوَ" ، أي : تُحِبُّ ظُهورَ هذه الصِّفةِ.
▪️"فاعْفُ عنِّي" ، أي : تجاوَزْ عنِّي واصفَحْ عن زَلَلي ؛ فإنِّي كثيرُ التَّقصيرِ ، وأنت أَولى بالعفْوِ الكثيرِ ، وعفْوُ اللهِ تعالى يكونُ في الدُّنيا والآخرةِ.
👈 وهذا مِن آدابِ الدُّعاءِ ؛ أنْ يُثنِيَ العبدُ على ربِّه سُبحانَه بصِفةٍ تُناسِبُ طَلبَه ، وهذا الدُّعاءُ مِن جوامعِ الكلِمِ ، ومَن دَعا به حاز خَيريِ الدُّنيا والآخرةِ.
#وفي_الحديث :
¤ إثباتُ صِفَةِ العفْوِ والمَحبَّةِ للهِ تعالى كما يَلِيقُ بجَلالِه.
¤ وفيه : الحثُّ على الدَّعواتِ المباركاتِ لا سيَّما في الأوقاتِ الفاضلاتِ.
¤ وفيه : بيانٌ لحِرْصِ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها على التَّعلُّمِ مِن هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وعلى مَعرفةِ أبوابِ الخيرِ .
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/92662
>>Click here to continue<<